CMP: AIE: رواية قيد انتقام المجروح الفصل الخامس عشر15بقلم زينب سمير
أخر الاخبار

رواية قيد انتقام المجروح الفصل الخامس عشر15بقلم زينب سمير


 

قيـد إنتقام المجروح:-

_الفصل الخامس عشر .


تهاوت نيرمين علي مقعدها باكية وهي تسمع ذلك الخبر من هانيا.. خبر خطف ابنتها علي يـد ذلك الرجل عبدلله باهى وهل تجهله؟ 

تعلمه كما تعلم شقيقته، كما تعلم كل ما جري ماضيًا، نيرمين هي الوحيدة التي عاشت مع نور الدين كل مأساويه، لذلك لم تنظر له رغم انه سبب في خطف ابنتها لـ لحظة بعيون الضيق




 او حتي حاولت إلقاء اللوم عليه، تعلم جيدًا انه ليس سببًا ابدًا لما يحدث كله، هو مجرد اداء ينفس الجميع عن غضبه فيها وهو يتحمل صامتًا

تأوهت ألمًا علي ابنتها وهي لا تعلم ما مصيرها الان؟

هل ستعود وكيف؟ 



وذلك الرجل يتصرف كالمجنون.. بائع دنيته وما فيها، كل ما يرغب به الانتقام وفقط. 

مجروح ومعه حق.. جميعهم مجروحين ايضًا

لكنه لم يصمت ك الجميع، بل كان ينتقم منهم بمنتهي السرية، كان يجعلهم يعيشون في جحيم افكاره الانتقامية، كانوا علي قيد انتقامه دون ان يعلموا.. قيـد إنتقام المجروح عبدلله باهر


والحل؟ لا حل..


ينتظرون ان يدفعوا فقط الثمن الذي يرغب فيه عبدلله، والذي لم تعمله سوي نجوان.. والذي لم يكن سوي اخذ روح نجوان امام نور الدين.. وما أخفي كان اعظم!


انفتح باب المنزل ودخل منه سراج وخلفه نور الدين، توجه نور الدين لعمته وجلس علي ركبتيه امامها، رفعت عيناها الناظرة للاسفل ببكاء وتطلعت له، فوجدت عيناه حمراء من دمع عيناه



 الذي يكبته.. دموع ألم وضمير موجوع من ان يكون سبب في خسارتها كما كان دومًا سبب في تألم الاخرين حوله

رفعت يداها وراحت تربت عليه بينما تردف بصوت مثقول بالوجع:-

_لو حصلها حاجة دا قدرها، انت حاولت تبعدها عنك وانا شاهدة.. هي غالية عندي ويوجعني وجعها بس انت في نفس مكانتها عندي.. مش هاجي عليك علشان قلبي موجوع عليها يانور




_انا اسـف

_انا واثقة انك هتعمل كل اللي تقدر عليه علشان ترجعها، وانها لو مرجعتش هيكون خارج عن ارادتك


وكلماتها لم تزيد سوي من ألامه، وهو يري كم ان عمته مراعيه لامره.. متحكمة في لسانها وعاطفة حزنها لاجله.. كي لا تزيد علي اوجاعه اوجاعًا اخري


كان سراج يراقب ما يحدث بصمت، بينما يبتلع لعابه كل لحظة والاخري بقلق، خائف هو.. مرعوب، لكن ما باليد حيلة، لا يعلم حقًا من عدوهم هذا ولا يعرف طريقة تفكيره ونقاط ضعفه وقوته، هو فعليًا لا يدرك عنه شيئًا، لذلك هو لا يعلم كيف يتحرك ويتصرف.!


قطع افكاره يـد هانيا التي وُضعت علي كتفه، نظر لها فوجدها ك عادتها تقف شامخة.. ولكن ك عادته هو فقط.. رأي الدموع



 في عيناها والخوف والتوتر، وحده هو من يستطيع ان يقرأ ما يجول بخاطرها، تبسم بخفة وهو يحضنها بلا حديث، ليعطيها قليلًا من الامان والهدوء..

وكأنا وجدت مأمنها؟!

حيث اغمضت عيناها براحة علي صدره وهي تسأله بتمني:-

_هتبقي كويسة؟

اجابها متمنيًا:-

_إن شاء الله


وسـط كل هذا.. لم يكن محمود يعلم لحتي اللحظة، ان ابنته بين يدي قاتل مجروح.. 

                               *****

بغرفة اخري، غير التي تجلس فيها نجوان، كان يجلس هاني علي اريكة مسطحًا، بيده ميدالية مفاتيح يحركها يمينًا ويسارًا وعيناه شاردة في عالم اخر، شارد بحاله، شاب بمقتبل العمر



 بات يتيمًا فجاة، مسئولا عن صغيرة ترغب بالعيش ك مَن حولها، عليه ان يوفر لهم ما يكفيهم اقلًا من طعام وشراب



وجد نفسه يعمل ويعمل ولا يكفي احتيجاتهم، وجد شقيقته تزبل وهي تري اخريات سعيدات وكم هذا كان يؤلمه، حاول الصمود في طريق العمل الحلال، وبالقليل يكفي حياته لكنه لم




 يستطيع، والده الذي كان يجعله يعيش في رفاهية و عوده علي رغد العيش وعند ذهابه ذهب كل هذا الهنأ.. جعله سبب في استسلامه لطريق الحرام عندما وجده.. 




عمل مع الكثير حتي وصل لعبدلله باهر، وعندما وصل لعبدلله كان انتهي امره، قُتل ضميره.. وراحت طيبة قلبه، يهمه المال وفقط.. وشقيقته.. التي بالاصل يفعل كل هذا لها، ومع الايام..



 حتي هي باتت لا تهمه.. عفوًا ليس بالمعني الحرفي، تهمه ان تحيا هنيئة لا يهمه مشاعرها او دونها..


هكذا بفكره كان يعتقد انها سوف تحيا حياة لا بعدها حياة، خطط مع عبدلله لينتقم الاخر، الذي كان يدفع له لاجل ذلك الامر الكثير والكثير من المال.. الذي اسرفه علي مخططه و



 علي المعلقة التي كانت تمزج افكارهم الشيطانية بخفة برأس شقيقته لتكمل خططهم علي خير.. كان يسرف علي ملك!


دفع لها الكثير لتكمل بتلك الخطة، تذكر دومًا هانيا بأن سراج القاتل بطريقة ان تحاول ان تظهره برئ، ولانه يعلم عند شقيقته، فكلما قالت ملك انه برئ اصرت الاخري بأنه القاتل،



 سامحيه هانيا.. يعني زيدي في مخاصمتك له، اعفي عنه يعني اذبحيه.. وعندما اوقفت عندها وبدأت بالاستماع لها.. أمرتها بالتقرب منه وتحمله باللحظة التي كان سراج يريد ان يبعدها



 عنه فيها.. فكانت كلما تقترب كلما تتألم وكلما تذكر هو بفعلتها فيزيد من ايلامها وايلام شقيقه.. لذلك.. كم حاول في ابعادها عنه حينذاك


خططته كانت تسير علي ما يرام، ملك كانت تفعل المطلوب وهي ترسم علي وجهها قناعًا من براءة الاطفال الذي لا يليق بها بتاتًا.. لـ الحق.. كانت مثله طيبة القلب، كلنا طيبون القلب.. لولا حاجتها للمال الذي استغلها هو..


وعندما جاءت سيرتها عَلي رنين هاتفه بأسمها

اجابها وعندما فعل وصل له صوتها الباكِ:-

_هاني.. ابويا تعبان ياهاني وعايز عملية، ابعتلي فلوس

اجابها ببرود:-

_مقابل اية؟

صاحت فيه:-

_يعني اية؟

_يعني شغلك معايا خلص ياحلوة وانتي متلزمنيش

ملك بصراخ:-

_بقي كدا؟

هاني ببرود ولا مبالاة:-

_ومفيش غير كدا

_لو مبعتليش فلوس انقذ ابويا بيها يبقي عليا وعلي اعدائي ياهانـي و...




قطع الخط في وجهها بلامبالاة.. فماذا ستفعل تلك الغبية؟

كل الخيوط باتت مكشوفة، لا شئ مستتر الان.

                              *****

يمر الوقت.. بلا عودة له ولا رجعة، فقط التوتر والخوف من الأتي، الجميع قلق.. مرتعش، يحاول ان يظهر عكس ذلك لكن عبثًا..




قطع ذلك التوتر الذي يبلغهم صوت رنين هاتف هانيا، كان المتصل ملك، كادت تغلق في وجهها، ولكن شيئًا ما جعلها ترد

_الـو 

جاءها صوت ملك الباكِ:-

_انا اسفة ياهانيا كان غصب عني، الفلوس كانت عمياني اخوكي كان..

_اخويا! 

رددتها بتعجب قبل ان تتابع:-

_انتي عارفة ان هاني عايش؟

اؤمات الاخري من الطرف الاخر وكأن هانيا امامها قبل ان تتابع بصوت مختنق:-




_كنت عارفة من البداية خالص كل حاجة، بس الفلوس كانت مسكتاني.. انا اسفة سامحيني

توسعت عيناها بزهول وعدم تصديق، قبل ان تستوعب سريعًا الامر وتصيح فيها ببكاء:-




_حتي انتي كنتي بتلعبي بيا، للدرجادي مكننش مهمة عندكم كلكم؟ للدرجادي مشاعري متهمكيش؟ انتي تعرفي ان في وحدة دلوقتي بين ايدهم وممكن تضيع في لحظة بسببك وبسبب طمعك، ممكن يقتلوها




ملك ببكاء:-

_بابا بيضيع مني وربنا بياخد حقك مني ياهانيا

هانيا بقسـوة:-

_دا اقل عقاب ليكِ، وطبعا مش متصلة تطلبي مساعدة لانك اذكي من كدا وعارفة اني مش هعملها

مـلك:-

_انا متصلة علشان اخفف من ذنبي، كنت خايفة منهم وخفت في يوم يغدروا بيا وهما كانوا بيتعاملوا معايا علي اني غبية ومعطيني الامان، ودا سهلي الوضع لما كنت بروح واقابلهم..



 اني ادور وراهم، معايا ورق يوديهم في ستين داهية ياهانيا، وفيهم ورقة فيها اسماء بكل املاك عبدلله باهر في مصر، يمكن تلاقي فيهم هناك اللي عيزاه

هانيا بجفاء:-

_ابعتي الورق دا

_هقفل وابعتهولك حاليا.. بس ابويا ياهانيا...

اغلقت هانيا في وجهها الخط!


اطمئنت ان الاوراق وصلت لها، وبها فعلًا ما قد يهمهم، ثم ذهبت لـ تجمعهم..



اعطت الهاتف لسراج و:-

_دا ورق يودي عبدلله ورا الشمس.. ودي ورقة فيها كل الاماكن اللي بيملكها عبدلله باهر


وكان معروف، ان عبدلله باهر مجرم خطير، يفعل ما يحلو له حرامًا وحلالًا ولكن لا دليل حوله.. لا يمكن ان يقع بسهولة فكيف يفعل الان؟




هذا ما جال بخاطر سراج الذي توه من ساعات علم خطورة ذلك الرجل والان زوجته تأتيه بتلك الاوراق التي تدينه!

_انتي جبتي الحاجات دي منين؟



اجابته بوجع وبسمة ساخرة.. مريرة:-

_من ملك.. كانت معاهم

توسعت عيناه زهولًا ولكنه نجح في اخفاءه سريعًا، فكل ما يمر الان غير قابل لـ التصديق، هل ستقف عند صدمة ملك وخيانتها؟!!




كان نور الدين شارد بعالم اخر، لم يستوعب ما قيل بينهم، قطع شروده ضربة شقيقه علي ظهره وهو يقول بحماس:-




_قوم يانور علشان نرجع نجوان

نظر له بعدم استيعاب، كيف يعود بها؟ ايعلمون لها طريق حتي؟

انهضه اخيه غصبًا وخرج به لخارج المنزل وهو يشرح له ما وصلوا له



بينما اقتربت هانيا من نيرمين وربتت علي كتفها بدعم و:-

_متقلقيش ان شاء الله هترجع.. ادعيلها انتي بس


بعد ساعات طويلة..


هتف عبدلله باهر ساخرًا موجهًا حديثه لنجوان:-

_حبيب القلب في الطريق، كنت ناوي ابعتله يجيلي بس كالعادة هو مستعجل.. جاهزة لـ الفقرة الاخيرة؟




نظرت له بخوف بينما تابع هو:-

_انا بقي مجهزله هو والسنيور سراج باشا مفاجأة تانية هتطير برج من نفوخهم

وقبل ان تستوعب حديثه علا صوت صراخ امرأة.. تعرف صوتها وتحفظه علي ظهر قلب..!!!



                 الفصل السادس عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-