CMP: AIE: رواية قيد انتقام المجروح الفصل السادس6بقلم زينب سمير
أخر الاخبار

رواية قيد انتقام المجروح الفصل السادس6بقلم زينب سمير


 

قيـد إنتقام المجروح:-

_الفصل السادس .




بالحقيقة.. ستظل الي الأبد تجهل حقيقة الأمور التي تدور حولك.. فـ لكل حقيقة وجهان واكثر.. 


دخل الي غرفته بأكتاف متدلية الي الاسفل، يسير بخطوات منكسرة وبأيد لا حيلة فيها، خلفه كانت تسير نيرمين.. جلس علي فراشه فافترشت الارض اسفل قدميه، اسندت يديها علي ركبتيه ووضعت رأسها عليهم

هتفت بتسأل قلق عليه:-

_مالك ياحبيبي؟ اية اللي واجعك المرة دي!

نظر لها ولم يتحدث لمدة دقيقة، حتي ظنت انه لم يستمع الي سؤالها.. او سمع لكنه لم يستوعبه، كادت تعيد الحديث عليه، لكنها صمتت عندما سمعته يقول بينما ينظر امامه الي حيث الفراغ بشرود:-



_بيعاقبني علي حبي ليه ياعمتو، شايفني غلطان ومذنب ومجرم، بيرمي عليا كل الذنب، تعرفي انا ميهمنيش دا كله، انا موافق اشيل عنه كل حاجة.. كل ذنبه وغلطاته اللي اعرفها واللي معرفهاش بس....


ادمعت عيناه و:-

_يفضل معايا.. جنبي وفي حضني.. ميحرمنيش من قربه او من شوفته، بقيت بندم علي اي لحظة سبته فيها زمان وهو صغير علشان اروح الشغل، بندم علي كل لحظة كنت ببعده


 عني بالعافية من حضني وهو نايم علشان اروح الشغل، اشتقت لـ اللحظات دي، اننا ننام مع بعض، واسهر معاه رغم اني مبحبش السهر، واضطر انام ساعة بس وارجع اعيد نفس اليوم



 تاني علشان اقضي معاه اليوم كله، انا معنديش اعتراض بأني اتحمل عنه كل حاجة.. كل حاجة مهما كانت مستحيلة بس يفضل جنبي ويفضل يحبني ويشوفني اخوه وابوه.. 



يشوفني قدوته زي ما بيقول، انا اكتر واحد اعرف سراج، اعرف عنه انه عنيد وانه عصبي علشان كدا مكنتش بحب اعصبه علشان مياثرش عليه باي ضرر، عارف ذكائه وانه لو



 اشتغل بجد معايا هيطلعنا لسابع سما لان افكاره متجددة وكويسة ومرضيتش اعرض عليه كدا واخليه يشتغل ويتعب نفسه وقولت لازم واحد فيما يعيش سنه..

 لازم سراج ميشيلش هم اي حاجة، كنت ببقي هموت من التعب وانا جاي من الشغل بس بسهر معاه علشانه



تعرفي.. طول الوقت اللي بقضيه معاه بنسي اي تعب، بعاني من الارهاق مادام لوحدي او مع اي حد، لكن قدامه بنسي كل حاجة بمعني الكلمة، سراج مش اخ ليا او ابن ربيته، سراج اهم مني في حياتي، سراج من غيره انا اموت، انا مرة فكرت هعمل اية لو مات..




لقيت نفسي بعيط لمدة لربع ساعات متواصلة ياعمتو، انا من غير سراج اموت.. 

من غير ضحكته ومن غير مرحه ومن غير اي حاجة تخصه.. 

اخد الشركات واتجوز نجوان ومش عارف هيعمل اية كمان بس مش هاممني.. المهم عندي اني اعرف امتي هيسامح؟ وعايز اية علشان يسامح، عايز اية غير اني ادخله السجن بأيدي


كانت تستمع له بدموع عليه، لقد تألم قلبها هي من كثرة حزنه هو، هي من تشاركه كل ذلك منذ الصغر، هي من تعلم حبه لاخيه وعشقه اللامتناهي له، هي من تعلم كم تبلغ اهمية سراج في حياة نور الدين.. لكنه.. لا يستحق، هي تري ان سراج لا



 يستحق حبه ولا حتي ابنتها نجوان، نور الدين غير الجميع، نور الدين لاجل من يحبه مستعد لان يقدم روحه بكل نفس راضية، علي عكسهم اؤلئك القاسيون


لكن... تبدلت ملامحها عندما استمعت لأمر اخذ سراج لـ الشركات، صاحت بعدم فهم:-

_اخد الشركات ازاي يعني يانور؟

تطلع لها بحيرة.. أيخبرها وتكره سراج اكثر وهذا ما يضايقه ام لا يخبرها ويخبئ الامر بقلبه فتزداد الاوجاع عليه فقط؟


لم يفكر دقيقة حتي وجدها تلح عليه ليخبرها بما حدث، فتنهد بزفر قبل ان يقص عليها ما حدث حديثًا له علي يـد اخيه


ما ان انتهي من سرد ما حدث عليها حتي عَلي صراخها:-

_هي حصلت ياخد منك كل تعبك وشقاك يانور؟! حصلت ياخد تعب السنين كلها ومن ورا ضهرك كمان

نور الدين مدافعًا عن سراج:-

_هو عمل كدا علشان عارف اني هتوجع، حب يجيب اخري علشان بفِكره اني كدا هبقي عايز اخلص منه ومشاكله وهسلمه



 اي دليل يعرف يفتح بيه القضية، ميعرفش ان لا الشركات ولا فلوس الدنيا كلها تيجي حاجة عندي في مقابل اصغر شعره فيه


لم يظهر عليها التأثر بحديثه فتابع وهو يحاول الابتسام:-

_انا صح اتوجعت شوية من اللي حصل بس بعد كدا فكرت بطريقة احسن.. انا كنت تعبت من الشغل وتعبه فـ هاخد الفترة دي راحة، وسراج انا واثق انه هيعمل قلبة في السوق خلال



 الفترة دي يعني هنكسب مش هنخسر حاجة، وفي الاخير انا برضوا واثق ان سراج هيرجع ليا كل حاجة ياعمتو.. مش سراج اللي يعمل غير كدا


_انت ازاي هادى كدا؟


ابتسم وهو يجيبها بحنان لأخيه:-

_لما ابنك يحب يتجنن شوية، متخليش حد يستحمل جنانه غيرك، هي فترة وكل حاجة هترجع لحالها


_ربنا يستر وسراج ميخيبش ظنك فيه يانور.. ربنا يستر


قالت اخر عبارة ونهضت عن مكانها مغادرة اياه والغرفة بأكملها

                                *****

مـر علي تلك الليلة اسبوع اخر، اختفي فيه نور الدين كليًا من حياة سراج، لم يحاول ان يظهر حتي لمرة، وهذا ما اثار جنون الاخر وقلقه، لكن تعنده وكبريائه منعه من التسأل عليه.. ما زاد



 من جنونه أيضًا.. اختفاء هانيا عن الوسط أيضا، لم تعد تحارب لاجله كما السابق، لم تعد تزوره كما السابق.. هل ملت؟ هل اكتفت من قسوته التي يراها امام قسوتها وجبروتها هي لا شئ؟! 


فتح باب المنزل ودخله بتعب ناتج عن قضاء يوم كامل بين اورقة غرفة الاجتماع.. مع وفـد ألماني نتج عن تعاقده معهم تحكمه بسوق استيراد السيارة لمدة لا بأس بها




كان يدخل بتعب وملل اختفي ما ان رأها امامه..

 تقف تنظر له بملامح متعبة، ورغم شعوره بالاشتياق الجارف لها طوال الاسبوع الماضي..

إلا انه ما ان راها تذكر ما حدث له علي يدها فتبلدت حماسة عيناه التي ظهرت فجأة وتجلدت مكانها نظراته الباغضة التي لا تحبها هانيا..


نطق بسخرية وهو يقترب منها:-

_انا قولت استسلمتي اخيرًا وعرفتي اننا مننفعش لبعض وهتطلبي الطلاق...

صمت قبل ان يتابع بتفاجئ واستنتاج:-

_اوعي تقولي انك فعلا جاية تطلبي الطلاق!

اقتربت خطوة منه.. وتوقفت امامه، تنهدت طويلًا قبل ان تقول معترفة بأرهاق:-

_سراج.. انا حامل

ظنت انها بتلك العبارة قد تذيب بعض من الجليد الواقف بينهم، وان تكسر حاجز من الحواجز التي تفصل بينهم، ظنت انه ربما يحنو لها او لطفلها، لكن كل ظنونها ذهبت مع الثراب عندما رد بكل قسوة:-

_نزليه

توسعت عيونها بدهشة من كلمته التي قالها ومن النبرة التي تحدث بها، صوته كان قاسي قسوة هي لم تعدها منه من قبل، كان بارد.. متي كان سراج الطيب يملك تلك القسوة!

رددت بزهول:-

_انزله؟

رمقها بسخرية تميل الي المرارة وهو يرد بتهكم:-

_اومال فكرتي في اية؟ هسامحك وارجعلك بسببه؟ او هخليكي تحتفظي بيه؟ تبقي غلطانة.. انا مستحيل، سامعة



 مستحيل يبقالي طفل انتي امه، لو هقتله بأيدي اعملها ولا انك تكوني انتي امه ياهانيا ودمك يجري في دمه

التمعت الدموع بعيونها وهي تغمغم بوجع:-

_لـ الدرجة دي؟!

سـراج:-

_ولـ اكتر من كدا، الطفل دا هينزل ياهانيا يعني هينزل

_وان قلت لا؟! واني عايزه احتفظ بيه



قالتها بتمرد لكن اجابته كانت سريعة:-

_هنزله بنفسي، مش هسمحلك تخليه يجي الدنيا دي وتخليه نسخة تانية منك، هقتله ولا اني اخليكي امه سامعة؟

رمقته بدموع قبل ان تهمس:-

_امتي بقيت قاسي كدا؟!

رمقها بسخرية وكأنه يقول ' انتي من تسألين؟ ' قبل ان يرد:-

_البركة فيكي.. كنتي مدرسة مجتهدة اوي في شغلك و انا طالب متفوق بقي

هانيا:-

_سراج.. ارجوك انا عايزه البيبي، سيبني احتفظ بيه ووعد مش هتشوف وشي تاني ولو مش عايزه يتكتب علي اسمك انا هتصرف انا هعرف اتصرف، بس ارجوك سيبني احتفظ بيه

_لا..

نطقها بحزم، قبل ان يتابع:-

_انا مش عايز حاجة تربطني بيكي، البيبي هينزل يعني هينزل يااما...

نظرت له بتسأل متلهف فـتابع:-

_تولديه واخده انا أربيه علي طريقتي

ادمعت عينها بوجع من ما يقوله، هل هو واعي؟! هل يريد ان يحرمها من ابنها حقا؟!

صاحت فيه:-

_انت متقدرش تعمل فية كدا

_زمان لو فاكرة، كانت اهم امنية عندي بعد ما حبيتك واتجوزتك اني اجيب منك طفل فيه كل حاجة منك.. يشبهك



 بالملي بكل تصرفاتك، لكن انهاردة.. الفكرة دي مش متقبلها خالص، انا مستحيل اسمح ان ابني يكون نسخة تانية منك فاهمة؟

هانيا ببكاء:-

_انت باللي عايز تعمله دا بقيت اقسي مني ياسراج، بقيت احقر مني كمان والله



قالت اخر عبارة قبل ان تتركه وتتجه نحو باب المنزل، كـاد يلحق بها لكنه لم يستطيع بسبب ظهر نجوان المفاجئ التي امسكت يده تمنعه من التحرك.. و مغادرتها هي السريعة وهي تبكي


حاول ان يبعد كف نجوان عن يداه بينما ينطق بزمجرة:-

_سيبني الحقها، مستحيل اسيبها.. سيبني ارد عليها واقولها اني بقيت كدا بسببها يانجوان.. سيبني

لكن الاخر لم تسمح له، بل ضيقه يداها حوله اكثر و:-

_معقول قسوتك هتوصلك لانك تقتل ابنك بنفسك!


نظر لها فجأة بصدمة وكأن العبارة نزلت علي قلبه ك سهم مسموم انغرز فيه بعنف، ظل يرددها كثيرا امامها انه علي استعداد ان يقتل الطفل منذ لحظات، لكن لما الأن عندما



 بصقت نجوان العبارة في وجهه انخلع قلبه؟! هل سيجرؤ علي فعلها؟! ان يقتل روحًا.. هو والدها! هل سيجرؤ بالفعل علي فعل ذلك الجرم؟




ابعد يد نجوان عنه وساد الصمت بينهم لدقيقة كاملة، قبل ان يرد قبل ان يغادرها:-

_انا مبقيتش عارف نفسي ولا عارف انا لية بتصرف كدا يانجوان.. انا مبقيتش عارف اية الصح واية الغلط.. انا.. انا مقدرش اقتل.. مقدرش


قالها ثم غادر سريعا.. كي لا تري الدموع التي التمعت في عيناه..

                              *****

_عايز يقتله علشان بس انا امه.. انتي متخيلة ياملك؟!


قالتها وهي تنهار في احضانها ويعلو صوتها بالبكاء والوعيل، ربتت ملك عليها بلطف وهي تردف:-

_سراج مدبوح ياهانيا، قولتلك هيبقي قاسي واتوقعي اي رد فعل منه لكن انتي كالعادة رتبتيلها غلط



قالت بحزن وهو مازالت تقبع بين احضانها تبكي:-

_فكرة انه ممكن يحن بالخبر دا.. فكرت اننا ممكن نموت الماضي ونعيش المستقبل ياملك

ملك بنفي:-

_مستحيل الماضي يموت خاصة بعد اللي قولتيه دا ياهانيا، هانيا.. انتي لازم تقولي كل حاحة ليهم، علي الاقل نور الدين لازم يعرف مين عدوه علشان يعرف يحاربه



هانيا وهي تبتعد عن احضانها:-

_هو مظهرش في حياتنا باي شكل من الاشكال بعد ما قابلني ياملك، انا بقول انه اكيد اكتفي من اللي حصل لنور الدين و...

ملك بجدية:-

_مش انتي اللي تقرري دا.. نور الدين اللي يحدد

نظرت لها بتوجس وهي تسألها:-

_يعني برأيك اقوله؟!

اؤمات بنعم و:-

_دا الحل الامثل.. ويمكن.. يمكن سراج يلمس ليكي عذر لما يعرف ان في حد كان بيلعب في دماغك طول الوقت


عندما اتت سيرته عادت تلتمع الدموع في عيونها و:-

_انا لدوقتي مش مصدقة اللي حصل، مش مصدقة اللي قاله وانه بقي بالقسوة دي ياملك، انا حاليًا بقيت شيفاه زي ما كنت بشوفه في الاول خالص.. قاتل في صورة برئ

_معلش ياهانيا..استحمليه لحد ما يفوق لنفسه، وصدقيني هيرجع لسراج القديم

قالت بتمني:-

_يارب ياملك.. يارب

                             *****

بمكان اخر.. بعيد اخر البعد عنهم، ابتسم رجلًا في مقتبل الثلاثين من عمره وهو يقول بنبرة واثقة:-

_احنا سيبنا الساحة فاضية بما فيه الكفاية يا هاني.. جه الوقت اللي لازم أظهر فيه في الصورة واخيرًا..

_

شكلها كدا هتولع 🔥😌

                 الفصل السابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-