CMP: AIE: رواية قيد انتقام المجروح الفصل الخامس5بقلم زينب سمير
أخر الاخبار

رواية قيد انتقام المجروح الفصل الخامس5بقلم زينب سمير


 

_قيـد إنتقام المجروح:-

_الفصل الخامس .



لا ريب في انك ذات يوم ستتعرض لـ الخيانة او ستنصدم برد فعل لم تتوقعه من احدهم يومـا، قد يصيبك الرد بالصاعقة لانك لم تتوقعه من القادم منه خصيصًا، وقد لا يؤثر بك لانك



 اعتدت علي تلقي الصدمات، لكن.. لو انك تذكرت اول صدمة اخذتها في حياتك.. وتذكرت رد فعلك حينها، ستعلم انه كان عنيفًا لـ الغاية، وهكذا الان سراج يتصرف مع اول ضرية قابلته.. فأعذره.. او لا تفعل!!


دخل إلي شقته بعدما فتح بابها بمفتاحه الخاص، وجد هانيا جالسة علي مقعد وضعته امام باب المنزل تمامًا، تنتظره هناك علي ما يبدو منذ ان غادر، كانت قد غفت لكن ما ان شعرت



 بالباب يُفتح حتي فتحت عيناها سريعًا، ترمقه بعيون مليئة بالنعاس، بها من البراءة ما لم يراه فيها من قبل، سحرته طلتها المثيرة، فكانت مازالت ترتدي قميصه الاسود وقد تبعثرت



 خصلاتها بعشوائية حول رأسها مما اعطاها مظهر لطيف، وجهها بلا مساحيق تجميلية فكان اكثر صفاءًا، به لمحة من النقاء والبراءة.. 


تطلع لها لـ لحظات بشرود، انتبه له سريعًا فتنحنح ليجلي صوته ويفيق عقله من تفكيره الذي اخذ ميثاق اخر لا يحبذه هو ابدًا خاصة بتلك الفترة، لكن.. نظرات البراءة التي بعيونها



 تحولت الي الشراسة وهي تنظر لنجوان المجاورة له، تقدمت منهم وهي تسأله، بينما تشير الي نجوان بجنون:-

_بتعمل اية دي هنا؟

قال بنبرة هادئة:-

_في مكانها الطبيعي.. في بيت جوزها

قطعت اخر خطوة تفصل بينه وبينها، امسكت بياقة قميصن تقربه لها، نظرت لعيناه بحدة وقالت بنبرة يتقطر منها التملك:-

_دا في احلامك واحلامها، انت هتطلقها دلوقتي وحالا، ولا واحدة هتبقي علي ذمتك غيري انت فاهم؟

ابعد يداها عنه و:-

_لا مش فاهم، لان ببساطة انا عايز امحيكي انتي من علي ذمتي وانتي اللي رافضة، نجوان مراتي وبالنسبالي هي مراتي الوحيدة.. فاهمة؟ لو اتجرأتي وعملتي اي حركة من حركاتك المجنونة وفكرتي تزعليها انا مش هسكتلك


جنونها الذي كان بها منذ قليل تبخر، لمستها حالة من الضغف وهي تهمس له بعيون التمعت بلألئ الدموع:-



_انت بتضحك عليا صح؟ انت متجوزتهاش ياسراج ومش هتسيبني صح؟ قولي انه صح، اللي حصل بينا من شوية بيدل علي انك لسة بتحبني انا واثقة من دا انا...


اشار لنجوان ان تدخل الي إحدي الغرف وتتركهم، فـ فعلت، فهو لم يحبذ ان يري احدًا هانيا ضعيفة رغم كل ما يجري بينهم، يحب ان يري هو كامل انفعالتها.. لكن غيره.. لا يحبذ ان تظهر امامهم سوي قوية، لكن هذا لا يدل علي انه سيتعاطف معها!!


قاطع حالة الهيسترية التي سيطرت عليها صوته الجامد:-

_انا مش بضحك عليكي ياهانيا، نجوان بقيت مراتي خلاص زيها زيك بالظبط، وبالنسبة لـ اللي حصل من شوية فتقدري تسميه بأي مسمي يعجبك..



غرض لحظي .ضعف ، رغبة 

واحدة حلوة ومسلمة نفسها ليا، وفي بينا رباط حلال بذمتك مش من حقي اضعف؟!


استمعت الي اخر عباراته بصدمة وآلم، هل ما بينهم بقي فقط مجرد مشاعر لحظية كما يقول، هي باتت فعلًا لا شئ بحياته، يستطيع ان يتخلي عنها بتلك السهولة! 

دمعت عيناها وهي تردف:-

_بقيت قاسي لـ الدرجة دي ياسراج، سيبك مني ومن كلامك اللي زي السكاكين علي قلبي، قدرت تتجوز حبيبة اخوك، اللي في يوم من الايام كنت بتفكر معايا ازاي تجمعه بيها؟ هان عليك نور؟ حقيقي انا اتغفلت فيك



صرخ فيها فجأة كـ مَـن مسه ماس كهربائي:-

_اتغفلتي فيا؟ اومال انا مفروض اسميكي بأية بالظبط؟ دا انتي كنتي بتقتليني بأيدك، اخر مرة شوفتيني فيها كنت باخد


 انفاسي بالعافية كنت بتحايلك علشان تلحقيني وسيبتيني ومشيتي، رمتيني وكأني حاجة ملهاش لزمة، كأني مش روح




 قدامك.. مصعبتش عليكي لـ لحظة، انا بقي مفروض تكون مشاعري ناحيتك اية؟ تعاطف ومسامحة؟  انا علي فكرة عايز اطلقك وانتي اللي رافضة لو واخدة بالك؟ عايز اطلعك من



 حياتي وكل واحد يروح في طريق وانتي اللي رافضة، انا علشان مش زيك مفكرتش اخد حقي منك بطرقك الزبالة، كل اللي طالبة دليل، وهفضل اعمل المستحيل لحد ما اخده منك



 او من نور وبعدها هسلم نفسي، العيشة في السجن هتكون احسن الف مرة من العيشة معاكم.. والسجن هو اللي استحقه وان كان اعدام فأنا راضي، المهم ابعد عنك

هانيا بدموع:-

_لـ الدرجة دي مبقيتش طايقني؟

قال بآلم:-

_مش طايق هانيا اللي كانت بتضحك عليا طول الوقت وبتتعامل معايا كأني عيل بريالة، مش طايق اللي كانت بتقتلني كل مرة بأيدها، مش طايقها ولا طايق اسمع صوتها، لكن للاسف..




دبدب على قلبه مرتين متتاليتين و:-

_لسة حابب هانيا اللي عرفتي ترسمي صورتها بأتقان، الذكية.. الحلوة، اللي ساعدتني وسحرتيني في اسبوعين برقتها، حبيت صورة مش حقيقية انتي خليتيها مثالية في عيني وصعب تتنسي، صورة قدرتي تخليني احس انها هي الوحيدة اللي تقدر تكملني



همست بينما شفتيها ترتعش بأنفعال:-

_دي انا الحقيقية قبل موت هاني، مكنتش بصطنع حاجة والله، كنت بتعامل معاك بطبيعتي و...

قاطعها بسخرية:-

_وبتنسي اني قاتل اخوكي علشان تعرفي تمثلي كويس


نظرت له بصمت ولم تعرف ماذا تقول، فهي كل مرة تشعر بأن حياتهم وصلت الي حائط سـد، كلما حاولت ان تنزاح هي وزوجها بعيدًا عنه يقربها هو منه بعنف، كل اصرارها بدأ



 يتبخر.. وهي التي ما كانت يومًا ضعيفة او مستسلمة، لكنه.. يضربها في مقتل، كل لحظة يعمل علي اثبات شيئًا فقط.. هي باتت لا شئ له، سهل ان تُستبدل بغيرها، كانت قد تهدلت



 كتفيها وهي تفكر بشرود، لكن ما ان تذكرت أمر زواجه بأخري.. عادت الشراسة تنبع بعيونها هي الأخري من جديد.. لن تتركه لاخري ابدًا، هو لها.. ولن يكون إلا لها

هانيا:-

_عندي استعداد اطلع من حياتك وللابد بس بشروط

نظر لها بحماس بعدما اعتدل في وقفته، تابعت هي:-

_تطلق نجوان واضمن دايمًا ان مفيش حد هيدخل حياتك بعدي

رمقها بدهشة من طلبها، هل هي تغار الي تلك الدرجة؟ أم انها فقط تراه إحدى املاكها؟! 

أضافت بنبرة حاولت ألا تظهر فيها ضعفها:-

_فكرة ان يكون في فحياتك غيري بتموتني ياسراج، ارجوك اوجعني بأي طريقة إلا دي

سراج بنبرة باردة:-

_وانا مفيش في ايدي غير الطريقة دي، عايزة تفضلي تحومي حوالينا براحتك، اكيد في يوم هتزهقي وتبعدي من نفسك، لكن انتي مش هتختاريلي حياتي هتمشي ازاي... فاهمة؟




صاح فيها بأخر عبارة فأنتفض جسدها، نظر لها بعد ذلك من اعلاها لاسفلها قبل ان يقول:-

_ودلوقتي ياريت تغيري هدومك وتمشي، ومتبقيش عزول بين واحد ومراته


وقبل ان تمنحه ردًا عنيفًا، كان قد تركها وتوجه الي الغرفة التي اختفت نجوان داخلها، تاركًا اياها تنظر له بدموع وقلب متألم..

                               ******

نجح في أن يخفي كامل وجعه بقلبه كما هو معتاد ويظهر بطبيعية بصباح اليوم التالي بوجه من خشب، حيث ها هو نور الدين يتوجه نحو مكتبه بالشركة بخطوات واثقة، وملامح لا



 يظهر عليها ولو لـ لحظة بأنها متألمة او متوجعة، بل كانت جامدة.. في غاية الأعتيادية، أوقف خطواته صوت إحدي الموظفين:-

_مستر نور.. سراج بيه هيوصل أمتى؟

اشار لاوراق بيده و:-

_في اوراق محتاجة امضته 

ضيق نور الدين حاجبيه بتعجب وهو يردف:-

_اوراق اية دي؟




سحبها من بين يديه واطلع عليها، قبل ان يخرج من جيبه قلم وهو يقول:-

_دي اوراق محتاجة امضه مدير مجلس الادراة يابني، يعني تخصصي انا..

كاد يمضي لكن اوقفه صوت من خلفه يقول بسخرية:-

_زمان كانت تخصصك لكن دلوقتي بقي تخصصي يانور


نظر لصاحب الصوت الذي يعرف صاحبه عن ظهر قلب، وهو يضيق حاجبيه بعدم فهم، تنحنح الموظف بحرج و:-



_هستأذن انا دلوقتي وهاجي لحضرتك وقت تاني ياسراج بيه


غادر الموظف، وبقيا الأخين ينظرا لبعضهم بنظرات مبهمة، نور الدين ينظر بعدم فهم.. سراج بثقة وقليلًا من الزهو


سحب سراج الاوراق من بين يدي نور الدين و:-

_شكل الخبر لسه موصلش ليك

_خبر اية؟

مـد يده له وهو يقول ببسمة واثقة:-

_اني بقيت مالك شركات ' عدنان جروب '، وليا الحصة الاكبر والاسهم الاكبر في الشركة واني بس اللي اقدر اخد اي قرار بأي شأن من شئون الشركة



توسعت عينا نور الدين بدهشة وعدم فهم، كيف يحدث هذا؟ ومتى حدث؟ نطق بزهول:-

_انت بتقول اية.. انا...

قاطعه سراج:-

_تنازلت عن كل حاجة ليا وبرغبتك

اخرج ورقة من جيب بنطاله واعطاها له.. وأضاف:-

_أمضتك دي ولا مش امضتك؟ نصيحة..

اقترب منه خطوتين ثم همس بأذنه:-

_أبقى اختار موظفينك بعناية شوية، الايام دي متثقش في اي حد بسهولة.. خاصة ان الضربات بقيت بتيجي دايمًا من الناس اللي مش متوقعينها.. انا بنصحك بس.. وخد نصيحة من حد مجرب، يعني بذمتك انت فكرت ان اللي مضتك على الورقة دي سكرتيرتك المخلصة؟!




نظر نور الدين لـ الورقة لـ لحظات قبل ان ينظر له بعيون منكسرة، فهم الأن ان تلك ضربة اخرى من ضربات سراج له، لم يعلم ماذا يقول.. كل ما حدث، ان دقات قلبه تباطأت قليلا وزاد الوجع في قلبه كما هو معتاد ان يحدث بتلك الايام الفائتة، نظر له بدموع و:-

_مقولتش ليه انك عايز كل حاجة.. كنت هسلمهالك و..

قاطعه سراج:-

_بكل نفس راضية، عارف.. ومكنتش هتحس ولو لـ لحظة بضيق او زعل ودا اللي مش عايزه انا، اني اخد منك الحاجة بالغدر والخيانة دا اللي وجعك وانا عارف كدا كويس علشان كدا عملت كدا..

قال اخر عبارة بكل بساطة، اخذ منه الورقة وتابع:-

_عايز الشركة.. عايز نجوان، عايزني اسامحك.. هاتلي دليل واحد يثبت اني قتلت وانا هعطيك كل حاجة

_خد كل حاجة.. مش عايزها، بس مش هخليك تدخل السجن

_تعرف.. انا لو فاكر كل اللي حصل في الليلة اياها، كنت روحت اعترفت بكل حاجة وفتحت القضية وارتحت، اعترافي خير دليل، بس للاسف.. الذكريات جت يوم ما واجهتك وبعدها



 اختفت تاني وكأن اليوم اتمسح من دماغي للأبد ومحصلش، حتى الاحلام بطلت احلم بيها، لو بس افتكر كل حاجة وافتكر التفاصيل وارجع ادور بنفسي كان زمان كلنا مرتاحين

نور الدين بعصبية خفيفة:-

_مكنتش هسمحلك تتسجن ابدًا، لو كانت الشركات هتريحك، وجوازك من نجوان، فـ هما حلال عليك، نجوان في الاخر متستهلش حد زيي، تستاهل الاحسن وانت دايما في عيني الاحسن



تابع كلماته ببسمة اخوية.. محبة.. صادقة، ألمت قلب سراج كثيرًا، الذي ابتلع ريقه بوجع على ما ألت اليه حياتهم ، غادر نور الدين من الشركة سريعًا، وبقي سراج بمنتصف الرواق ينظر لاثره بعقل مشتت، وقلب مضطرب، وفكر شارد..

                             *****

نظرت ملك الى تلك الشاحبة بقلة حيلة، ها هي تجلس بتلك الهيئة منذ مساء الأمس الى الأن، تنظر بشرود الى الـ لا شئ بعيون ذابلة، خيل لها بل هي فعلًا رأتها تبكي حينًا وتضحك



 حينًا اخر، خافت عليها.. فبدأت تشعر ان هانيا ليست على طبيعتها ابدا، لم تعرف ماذا عليها ان تفعل وهي تري سوء حالتها هكذا..


رددت اسمها بخفوت:-

_هانيا..


لم يأتي من الأخري أي رد فعل، فتابعت وهي تهزها بخفة:-

_هانيا.. هانيا

نظرت لها هانيا تلك المرة بعيون حمراء من الدموع التي تكبتها بقوة، احتضنتها ملك بلا حديث، فشددت هانيا من احتضان الاخري وهي تهمس ببكاء:-



_لولا انه دخل حياتي ووراني الدليل وفضل يملي دماغي بفكرة الانتقام كان ممكن كل حاجة تبقى احسن ياملك، لولا دخوله في حياتي كان زماني دلوقتي مع سراج، او بعيدة عنه بس



 قلبي مش موجوع كدا، انا مش مسمحاه ولا مسامحة نور الدين ابدا، نور هو السبب، كل حاجة بتحصلنا من البداية كانت بسبب نور الدين، كل حاجة بتحصل بسببه هو وبس


ملك:-

_هو حرام حد يحب اخوه في الزمن دا؟


قالتها باستنكار وضيق، فلما الكل يلوم ذلك الرجل؟! هو فقط يحب اخيه الذي لا يملك غيره، لا يري حبيب بعده ولا قبله، لا قريب ولا غريب، لا يملك في حياته سوي اخيه، يراه اخ واب



 وابن، لذا يفعل لاجله كل شئ، يفعل كل شئ لحبه له، هذا ليس دليل ادانه له، هذا شئ يجب على سراج ان يشكر ربه طوال الوقت عليه، على انه رُزق بأخ كهذا..


قاطع افكارها صوت هانيا الشاردة في ملكوت اخر:-

_انتي مش فاهمة حاجة، مش حب نور الدين لاخوه هو السبب، كل اللي حصل لسراج من البداية كان بسبب نور الدين، كل حاجة كانت مدبرة ياملك.. كل حاجة كانت مدبرة علشان



 يكسروا نور الدين، واستخدموني انا علشان اوجع سراج.. فوجع سراج يوجع نور ويكسروه، كلنا لعبة في ايده ياملك والمشكلة ان محدش يعرف لدلوقتي بيه


قالت ملك بتوجس:-

_مين دا؟


نظرت لها و...

___________

مييييين ياتري دا؟

                الفصل السادس من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-