رواية الام معطرة الفصل الحادي عشر11 بقلم فاطمة خضير محمد


 رواية ألام معطرة 

بقلم fatima kh.d 

الفصل الحادي عشر 


-------------------------

يحتضنها بقوة يمسح على شعرها ودموعه تتساقط على شعرها يردد بهستيرية

- أفنان أنتِ بخير لن يصيبك مكروه لن أسمح بحدوث ذلك أنتِ حياتي لا أستطيع الأستغناء عنك مهما حدث أرجوك أصمدي من أجلي.. حبيبتي من أجلي لا تضعفي...

أنحنى لجانب السرير ليلتقط سماعة الهاتف الخاص بالمنزل وهي مازالت بين ذراعيه



 يتشبث بها مد يده ليضغط أحد أزرار الهاتف ثم يضع السماعة على أذنه التي وضعها مسبقاً بقربه على السرير محدثاً حارس البوابة 

-أسمع سيأتي الطبيب بعد دقائق أدخله بسرعة مع أحد الخدم 

أغلق الهاتف دون أنتظار سماع رد الأخر موجهاً نظره لأفنان مقتربا أياه لأحضانه أكثر ينثر قبلاته على خديها وجبهتها وشعرها مردداً.. بهمس




 محبب يشعر بدقات قلبها تضرب صدره الملتصق بها فتعطيه أملاً ينعش قلبه مجددا 

- لا تقلقي ستكونين بخير .. أنا هنا بقربك و لن أتركك مهما حدث...

لحظات و سمع صوت سيارة يدخل المنزل فأبتعد عنها برفق واضعاً أياها على السرير يرتب هيئتها و يحكم الغطاء عليها و من ثم أعتدل بوقفته يمسح 





دموعه و يستعيد أنفاسه محاولاً الثبات و أخفاء ضعفه عن الجميع خرج لاستقبال الطبيب و أخذه للغرفة التي تقطن بها أفنان بدأ الطبيب بفحصها و جاد واقفاً بالقرب من أفنان يراقبه .. قام الطبيب بغرز أبرة بذراعها محدثاً جاد

- لا تقلق هي بخير الأن هذه أبرة مسكنة ستريحها قليلاً 

رد عليه بلهفة لم يستطع أخفائها متسائلاً 

- أهي بخير...ماذا حدث 




نهض معطياً أياه وصفة الدواء 

- أنه تسمم ربما أكلت أو تناولت مشروباً ملوثا لم تستطع معدتها تحمله هذا الدواء أحضره و ستكون بخير عليه 

هز رأسه متفهماً ممسكاً الورقة 

- حسناً

أتجه مغادرا يتبعه جاد مودعاً أياه لخارج المنزل 

- تصبح على خير 

- هز رأسه مردداً التحية 

- أنت أيضا شكرا لك ازعجتك في وقت متأخر 

- لا عليك.. أهتم بزوجتك و ستكون بخير بأسرع وقت 

- حسناً سأفعل بالتأكيد 

بعد مغادرت الطبيب أستدار عائدا فشاهد والدته تسير نحوه 

- جاد ما سبب مجيء الطبيب في هذا الوقت هل أنت بخير بني 





- أمي أنا بخير لكن أفنان ليست بخير لكن لا تقلقي هي بخير الأن أنا سأذهب لأحضار الدواء 

ردت مستنكرة 

- الان منتصف الليل لن تجد أي صيدلية مفتوحة في هذا الوقت 

أجابها بأصرارٍ شديد 

- سأحضره مهما كلف الثمن حتى لو أضطررت لدفع الكثير من المال مقابل الحصول عليه رجاء أذهبي لتنامي و أنا سأتدبر الأمر

أجابته بلا مبالاة 

- حسناً كما تريد 

مع حلول الفجر عاد للمنزل متجها نحو غرفته حال دخوله أقترب بسرعة منها ليطمئن عليها ملمساً على جبينها 

- جيد لا توجد حرارة 

وضع مغلف الأدوية على الدرج الذي بجانب السرير ثم أستلقى بجانبها ينحني عليها مقبلاً جبينها متمتماً بهمس

- هل تعلمين كدت أموت بسببك اليوم رجاء أعتني بنفسك من أجلي و أنا أيضا سأعتني بك أكثر يا حياتي 

ابتعد عنها قليلاً يهمس لها بما يعتري قلبه 





- كيف حدث معك ذلك أنا و أنت أكلنا سوياً فما الذي تسبب بذلك لك و أنا لا... أنا لم أتأذى هذا الأمر غريب حقا.. اه أنت حساسة و رقيقة جدا 

أمسك الغطاء محكماً أياه عليها لكي لا تشعر بالبرد ثم وضع رأسهعلى الوسادة بقربها متأملاً اياها بقلب مطمئن و أصابعه تتمسك بأصابعها الصغيرة

أما والدة جاد كانت مستلقية على فراشها تفكر بخطوتها التالية بعد نجاح الخطوة الأولى وهو تسمم أفنان و عقلها يحيك العديد من المؤامرات 




- أفنان تسممت هذا جيد علي الإسراع بالخطوة القادمة جاد و أفنان لن يكون لهما أطفال...





 لن أسمح بحدوث ذلك مهما حصل ما سأفعله لاحقا هو الأهم علي الإسراع و تنفيذ ما أريد خلال هذه الأيام القليلة 

ثم أخذت الأفكار تدور بعقلها لتدمير علاقة جاد و أفنان للأبد 

-------------------------------------------------------

تسير خلفه أينما ذهب و تتحايل عليه بطريقة طفولية ليوافق على ما تريد حتى أثارت أعصابه بشدة فصرخ بها غاضبا 

- سيمار.. يكفي 

أجفلت من صراخه بوجهها فعلمت أنها تمادت كثيرا فبررت موقفها 

- رائد أنا لا أقصد أزعاجك لكن أرغب بالأطمئنان على أفنان 

هدأ قليلاً و صمت لفترة محاولاً الهدوء لكي لا يخيفها نظر لها بحب وسحبها لأحضانه معتذراً منها 





- أسف سامحيني حبيبتي لكن خوفي عليك يحتم علي منعك من الذهاب إلى منزل جاد 





أحاطت عنقة بذراعيها مستفسرة سبب رفضه 

- و لماذا أنا سأطمئن على أفنان

بدأ يشرح لها الموضوع من وجهة نظره ملس على وجهها بحب و أبعد خصلات شعرها لخلف أذنيها مستطردا 

- سيمار ذلك المنزل لن ندخله لا أنا و لا أنت و لا أمي طالما زوجة والد جاد موجودة




فيه أتعلمين أظن أنها هي وراء تسمم أفنان لا أستبعد ذلك أذا لم أكن متأكدا نحن لن نذهب أخاف أن يصيبك أنتِ أو أمي مكروه عندها لن أحتمل سأموت حتماً 

أسرعت واضعة كفها على شفتيه توقفه عن التكلم و عينيها تترقرقان بالدموع 

- لا تقل ذلك لن يحدث لك مكره ألا تعلم أنني لا أستطيع العيش بدونك أنت كل ما أملك حياتي بأكملها كيف سأعيش من غيرك





مسح دموعها بلهفة يحتضنها بقوة مردداً 

- لا تبكي أنا دائما سأبقى معك هيا توقفي عن البكاء أرجوك و أبتسمي بسرعة 

- حسناً... 

وشفتيها ترتسم عليهما أبتسامة صغيرة بينما هو أستطرد متحدثا 

- كما سمعتي جاد طمنني على أفنان هي بخير الأن و أنت بأمكانك بالأطمئنان عليها بالهاتف كما تريدين ووقت ما تشائين أتفقنا 




هزت سيمار رأسها موافقة وهي تضع رأسها على موضع قلبه بكل براءة لتستمتع بدفء أحضانه 

- حسناً سأفعل ... 

---------------------------------------------------------

ثلاثة أيام يغرقها بأهتمامه و عشقه لا يتركها مهما حدث ترك عمله من أجلها يطعمها بيديه ويهتم بمواعيد دوائها يفعل لها كل ما تريد أماهي فسعيدة 




بكل ذلك الحب الذي يشع من عينيه و طريقة أهتمامه ذلك الحب ينعش قلبها أصبحت تكلمه بكل حب و نسيت ما قاله عن عائلتها كل ما تراه هو عشقه



 الذي ينبض بقلبها تزامنا مع دقات قلبه أصبحت تعشق كل شيء فيه نظراته و صوته 



و طلته الرجولية الجادة و حركاته الغريبة التي يفعلها عندما يلمس ذقنه بحركتين جانبيتين متعاكستين... تعشقه أكثر عندما يقوم بها 




واقفاً أمام باب الحمام يلقي عليها تعليماته 

- أفنان تناولي دوائك قبل ذهابك للمركز السائق سيوصلك و أيضا أرتدي ملابس سميكة لكي لا تصابي بالبرد حال أنتهاء أستحمامك 

جاءه صوتها المحبب تجيبه بلطف 




- حسناً جاد سأخرج بعد قليل و سأفعل كل ما طلبت 

- جيد لدي أجتماع سأذهب.. وداعا حبيبتي 

همست بصوت لم يسمعه مبتسمة من خلف الباب 

- وداعا حبيبي 

بعد مغادرته بدقائق خرجت من الحمام تمسح شعرها بالمنشفة و من غير قصد ضربت زجاجة الدواء بالمنشفة فوقعت أرضاً و تناثرت أقراص الدواء على




 الأرض فشهقت بخفة و عيناها تتطلعان للدواء المتناثر أنحنت و أمسكت الزجاجة المكسورة 




جامعة قطعها المتكسرة لترميه في سلة المهملات ثم جمعت أقراص الدواء بيدها واضعة أياها داخل حقيبتها مرددةً 

- ياألهي علي أحضار الدواء من الصيدلية فهذا قد تلوث... لا بأس في طريق عودتي من المركز سأشتريه من الصيدلية 

------------------------------------------------------

في طريق عودتها أمرت السائق بالتوقف قرب أحدى الصيدليات و فور وصولها للمكان المنشود ترجلت من السيارة لتذهب نحو الصيدلية فدخلت





 و أقتربت من الرجل المتواجد داخل الصيدلية مخرجة أقراص الدواء تطلبه منه بنفس 




الوقت وقفت بجانبها سيدة بمنتصف الثلاثين من عمرها فتكلمت أفنان موجهة طلبها له واضعة أقراص الدواء 

- لو سمحت سيدي أعطني هذا الدواء ... 

ما أن تكلمت حتى أتاهاصوت تلك السيدة الواقفة بالقرب منها 

- أرغب باخبارك بأمرٍ مهم جدا... 

نظرت لتلك السيدة هاتفة بأبتسامة هادئة 

- تفضلي... 

أجلت الأخيرة صوتها و تكلمت بعملية و جدية 

- أعلم أنه لا يحق لي التدخل بخصوصياتك لكن واجبي يحتم علي أخبارك... هذا الدواء الذي لديك مضر بالصحة و خاصة النساء 

قطبت أفنان حاجبيها توزع نظراتها بين الدواء الموضوع على الطاولة الزجاجية و بين تلك السيدة 

- مضر.. لا أنه دواء للمعدة وصفه الطبيب لي 

قاطعتها بسرعة مبررةً 





- لاأعلم بشأن ذلك الطبيب و لما وصفه لك و ما هي أسبابه... لكن أنا طبيبة نسائية.. هذا الدواء يسبب العقم للنساء 

أنصدمت أفنان مما سمعته من تلك السيدة مرددةً بصوت خافت و جسدها أصابته القشعريرة لهولما سمعته أذنيها 

- عقم... 

قالت هذه الكلمة و نظرها معلق على تلك السيدة و شعرت بجفاف فمها أبتلعت ريقها بصعوبة و لا تعلم ماذا تفعل تشعر بأنها تأئه

               الفصل الثاني عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا من هنا

تعليقات



<>