رواية ** بنت الحارة **
الجزء الثاني ** ما بعد الفراق **
👈(الفصل السادس )👉
** استيقظت خديجة من نومها باكرا علي عكس عادتها قامت بالاستحمام و ارتدت ملابس انيقه و وضعت مكياج خفيف
كانت رائعة و رقيقه ... ثم نزلت لتجلس مع عائلتها لتناول الفطور. .. كان الجميع في ذهول تام عند رؤيتها وهي تبتسم كأن لم يكن هناك شي**
خديجة : صباح الخير.
الجميع : صباح النور .
عبير : انتي كويسه .
خديجة : الحمد لله.
شريف : يا رب دايما .
مالك : انتي عندك جامعه .
خديجة : ايوه. .. بعدها هقابل اسلام و اطلع علي الشركة.
أدهم : خلصي فطارك و تعالي المكتب .
خديجة : حاضر .
** نهضت خديجة و اتجهت الي غرفة المكتب و طرقت الباب **
أدهم : ادخلي.
خديجة : نعم ... كنت عايزني في ايه .
أدهم : انتي خلاص اختارتي المطعم .
خديجة : ايوه و الافتتاح آخر الأسبوع.
أدهم : مش محتاجه اي مساعدة.
خديجة : لو احتاجت هقولك بردو مهما كان انت اخويا الكبير
.
** قالت الكلمه الاخيره بأسلوب مختلف مع تعبير يظهر علي وجهها يدل علي اللوم و الحب فهو مها كان شقيقها و يخاف عليها **
خديجة : عن اذنك
.
أدهم : استني .
خديجة : نعم .
** اقترب أدهم منها و قبلها من رأسها و ضمها إليه بكل حنيه **
أدهم : انا اسف مكنتش اقصد اللي حصل امبارح .
خديجة : ولا يهمك انت اخويا و انا غلطت و عرفت غلطي كويس .
أدهم : يعني خلاص صافي يا لبن .
خديجة : حليب يا قشطة.
أدهم : بس ايه الشياكه دي كلها .... في ايه هاه.
** كان يغمز لها و يبتسم فقد فهمت قصده **
خديجة : هههه لا متفهمش غلط .
أدهم : طب هو مين .
خديجة : بعدين هحكيلك.
أدهم : لا دلوقتي انا مش فاضي بعد كده .
خديجة : اممم طيب ... اسمه جاسر معيد في الجامعه 35 سنه شكله حلو و محترم و عايز يتقدملي.
أدهم : اممم و انتي ايه رأيك.
خديجة : مكذبش عليك انا حاليا رافضه هو اتكلم معايا اكتر من مره وانا كنت بصده في الكلام .
أدهم : ليه كده مادام كويس وافقي.
خديجة : المشكله انه اول مره يتجوز و الكلام هيبقي كتير اللي في الجامعه بيتكلمو من دلوقتي علينا امال بعد كده هيحصل.
ادهم : يا حبيبتى ملكيش دعوه بكلام الناس انتي ليكي حياتك الخاصه اللي تعيشيها بطريقتك و كمان كلام الناس مش
بيخلص هيتكلمو شويه و ينسو.
خديجة : خلاص هفكر.
أدهم : خديجة انتي متأكده ان مافيش سبب تاني اللي
يخليكي رافضه تتجوزي اصل مش جاسر اول واحد يتقدملك و ترفضيه .
خديجة : لا مافيش سبب تاني انا همشي بقا عشان كده هتاخر .
أدهم : اوك .. خالي بالك من نفسك.
خديجة : حاضر ... سلام .
أدهم : سلام.
** خرجت خديجة من المنزل وهي في قمه حيواتها و نشاطها تستقبل يوم جديد مليء بالأمل فقد كانت في غايه السعاده
اولا لأن شقيقها اعتذر منها ثانيا انها قد رأت الكسره في عين عاصم فقد ردت له جزء بسيط مما فعله معها و تبحث عن خطة جديدة لترد له الباقي**
عبير : انت صلحتها.
أدهم : طبعا دي اختي بردو .
شريف : ربنا يخليكم لبعض ...
** في منزل عاصم ... كان يرتدي ملابسه إستعدادا للذهاب الي الشركه **
حياة : مين اللي كلمك بدري كده .
عاصم : ده شغل .
حياة : طب متتاخرش النهارده .
عاصم : ليه .
حياة : عشان نتعشي مع بعض بره .
عاصم : اوك ... هحاول .... سلام .
حياة : استني .
عاصم : ايه تاني .
** قامت حياة بتقبيله فقام بمبادلتها. .. ثم انصرف الي الشركه **
** في منزل عائلة المنشاوي كان جلال في قمه غضبه **
جلال : ازاي بعد اللي عملته يقدر يسدد ديونه .
فريد : انت اللي حرقت المصنع .
جلال : امال عايزني اسيب حقي يروح لعيله الخواجة و اسكت .
زين : يا بابا احنا عارفين ان احنا ملناش حق عندهم ده حق عمتي و راح لمهاب ابنها .
جلال : اسكت انت. ... انت هتفضل طول عمرك فاشل و قليل .
فريد : مينفعش كده يا جلال ده ابنك .
** شعر زين بالضيق من كلام والده فهو كان قاسي معه منذ ولادته فقد تحمل تصرفاته و مكايده الي رجال الأعمال الكبار و المستثمرين كل هذا لمصلحته ... فتركهم و توجه الي عمله *
*
** وصل عاصم الي الشركه و جد معتز و مازن و حسن في انتظاره **
عاصم : صباح الخير.
الجميع : صباح النور .
حسن : ازيك يا عاصم .
عاصم : كويس ... جايين ليه .
مازن : ايه المقابله دي يا عاصم ... جاين نطمن عليك ولا نسيت ان احنا صحاب .
عاصم : اها صحاب ... ده كان زمان لما كنا بنشتغل مع بعض في مكان واحد بس انتو اتفقتو عليا مع جدي و ابويا مش كده .
حسن : لا مش كده ... انت فاهم غلط.
عاصم : لا مش فاهم غلط. .. انتو عايزين تكسروني و تتفرجو عليا و انا بقع و جاين عايزين تعرفو انا جبت الفلوس منين مش كده .
مازن : لا يا عاصم احنا جاين عشان نقف جمبك و نساعدك انت صحبي من وقت ما كنا أطفال... وبسمة مراتي تبقي بنت عمك و من دمك و حسن ابن عمك و مراته تبقي اختك و الدم عمره ما يبقي مايه .
عاصم : مادام الدم عمره ما يبقي مايه ليه اتخليتو عني .
حسن : بكره تعرف السبب .
عاصم : لا دلوقتي يا حسن ...عايز اعرف ايه السبب اللي خلي صحابي و اخواتي يبعدو عني .
مازن : قوله يا حسن ....
** كانت خديجة في الجامعه تحضر المحاضرات و هي في قمه التركيز و الانتباه ... كان الجميع مستغربا من هيئتها فهي كانت في قمه النشاط و المرح و في قمه الإشراق بسبب إبتسامتها اللطيفة. .. كان هناك بعض الشباب الذين يتغزلون في جمالها يتحدثون فينا بينهم بندم فقد كانوا يتجنبونها أما الآن أصبح الجميع يريد الاقتراب منها و التعرف عليها ... كان الدكتور جاسر يستمع الي كلامهم فسعر بالغيرة الشديدة علي حبيبته يريد أن يخطفها من المكان و يحفظها في مكان لا يستطيع احد الوصول إليها و النظر إليها لكن ما بيده حيله ... بعد انتهاء اليوم الدراسي خرجت خديجة من الجامعه و ذهبت لتستقل سيارتها . و لكنها وجدت الدكتور جاسر يتكأ علي سيارته التي بجوار سيارتها **
خديجة : مساء الخير ... ازاي حضرتك يا دكتور.
جاسر : انا تمام المهم انتي .
** أبتسمت خديجة ابتسامه خفيفه جعلت قلب جاسر يخفق بقوة كأنه علي وشك الخروج من جسده **
خديجة : انا تمام ....
جاسر : اسمحيلي أبدي إعجابي بلبسك و اناقتك النهاردة.
خديجة : اممم اعتبر دي معاكسه ولا ايه .
** ثم ضحكت بصوت ناعم جعلت بدنه يقشعر من صوتها و رقتها **
جاسر : انتي ضحكتي مش كده .
خديجة : ايوه ... انا عارفه ضحكتي مش حلوه حاولت اغيرها معرفتش.
جاسر : تغيري ايه ... لا هي كده جميله دي احلي ضحكه سمعتها في حياتي .
** احمرت وجنتيها خجلا مما أضاف جمالا علي جمالها **
جاسر : ايه ده خدودك حمرا .... علي فكره شكلك بقا احلي...
** لم تستطع خديجة أن ترد علي كلامه فقد هربت جميع الكلمات و الحروف من فمها لأول مره تتعرض لمثل هذا الموقف ... لا تعلم ماذا حدث معها لأول مره لاتجد رد و وجها صار احمر .. عرف جاسر انها خجولة ولا تجد ما تقوله **
جاسر : طب ممكن اعزمك علي حاجه نشربها .
خديجة : حضرتك بخيل .
جاسر : نعم.
خديجة : بقولك انت بخيل .
جاسر : لا .... ده ليه علاقه بالعزومه.
خديجة : طبعا المفروض تقولي اعزمك علي الغدا مثلا .
جاسر : لا ثواني .. افهم من كده انك موافقة.
خديجة : يالا عشان هتاخر عالشغل.
جاسر : اتفضلي.
** استقلوا سيارتهم و ذهبوا الي احدي المطاعم ..كان جاسر يشعر بالسعادة الشديدة. .. لم يكن يتوقع أن تكون لطيفه معه بل قبلت بعزومته و تجلس أمامه يتناولان الطعام لأول مرة تجلس علي مقربة منه و ينظر الي عيونها التي سحرته منذ اول مره راها فيها ... **
جاسر : انتي ليه اتغيرتي فجأه كده معايا.
خديجة : عادي يعني قولت اديك فرصه و انا كمان ادي لنفسي فرصة اعيد حساباتي الغلط .
جاسر : طب قبل أي حاجة ممكن نكون صحاب الفتره دي .
خديجة : طبعا مافيش مانع بس بشرط .
جاسر : ايه هو .
خديجة : يعني لو محصلش تطور في العلاقة ما بينا نفضل صحاب .
جاسر : انا موافق .
خديجه : تمام .
جاسر : طب ممكن تكلميني عن نفسك شويه بما ان احنا صحاب و انا هكلمك عن نفسك في مره تانيه النهارده انا عايز اسمعك انتي و بس.
خديجة : اوك ... عايز تعرف ايه .
جاسر : كل حاجة عنك عايز أقرب منك .
خديجة : طبعا انت تعرفني من سنتين بس تعرف اني مطلقه و عندي 30 سنه و من عيله الحديدي تعرف حاجه اكتر من كده .
جاسر : لا معرفش حاجه اكتر من كده.
خديجة : حياتي بقا زي الروايات مش هتصدقها...
جاسر : مين قالك اني مش هصدق ... جربي و هتعرفي.
** حكت له خديجة كل شي عن حياتها و لكن لم تحكي عن علاقتها بعاصم خلال فتره زواجهما **
خديجة : طبعا هتقول البنت دي مجنونه.
جاسر : بالعكس انتي زدتي في نظري اكتر و حبيتك اكتر .... بس انا عندي سؤال .
خديجة : اتفضل .
جاسر : انتي حبيبتي عاصم .
خديجة : منكرش اني حبيته بعد ما اتجوزنا بس دلوقتي لا مينفعش.
جاسر : ليه .
خديجة : لأنه متجوز و اكيد عنده اولاد.
جاسر : و هو بيحبك.
خديجة : لا عاصم مش بيحبني .... و كفايه كلام في الموضوع ده انت اكيد صدعت مش كفايه المحاضرات هههه .
جاسر : هههه انتي هتقارني كلامك ب كلام المحاضرات انتي كلامك احلي وانا مبسوط وانا بسمعك طريقه حلوه في الكلام.
خديجة : ميرسي ... انا مضطرة امشي عشان اتاخرت .
جاسر : اوك بس هنقعد نتكلم مع بعض تاني .
خديجة : اكيد .....
** مد جاسر يده ليصافحها و هو يبتسم إبتسامه جذابه. .. فنظرت إليه بخجل و مدت يدها لتبادله السلام. .. كانت في شده الاحراج فهي لأول مره تصافح رجل غريب .... كانت يدها الصغيره و الناعمة تغوص في يده الدافئة فبعدت يدها عنه **
خديجة : سلام .
جاسر : سلام .
** اتجهت خديجة الي الشركه و كانت في غاية السعادة تشعر بشيء غريب تجاه جاسر بعدما اعطته فرصه و تحدثت معه .. اما جاسر كان يقود سيارته و يستمع الي اغنيه و يغني معها و هو في غاية السعادة بل كان يشعر أن قلبه يطير من كثره السعاده **
جاسر :( وياه الحياة هتحلي وانا معاه)...... جننتيني يا خديجة. ... اكلتي عقلي سنتين بس خلاص حاسس ان في امل .
** ذهبت خديجة الي الشركه و دخلت الي المكتب لادهم و مالك بكل تلقائية وهي تضحك **
خديجة : يا أدهم ..
** تفاجأت من رؤيه عاصم أمامها فوقفت في مكانها .. كان عاصم ينظر إليها بإعجاب شديد علي جمالها و ضحكتها التي اشتاق لها كثيرا فقد أعادت إليه روحه.... **
خديجة : انا ..انا اسفه مكنتش اعرف ان عندكم شغل ...انا هخرج
مالك : لا تعالي الشغل ده يخصك بردو .
خديجة : يخصني ازاي .
مالك : انا و أدهم و عاصم قررنا أن احنا هندمج الشركه دي مع شركه عاصم .
خديجة : نعم ياخويا ملقتش إلا الفرع ده .
أدهم : خديجة. ....
خديجة : انا اسفه مكنتش اقصد .
** شعر عاصم بالحزن فقد علم من طريقه كلامها انها ترفض العمل معه ... كانت خديجة تتوعد لشقيقيها علي فعلتهم**
مالك : خلاص هتبدائي شغل مع عاصم من بكره و انا و أدهم هنتابعكم.
خديجة : طيب ... انا هروح اقابل اسلام ...
أدهم : مش قولتي هتقابليه بعد الجامعه.
خديجة : انا كان عندي ميعاد تاني ...
أدهم : طب تعالي .
خديجة : نعم .
أدهم : هاتي .
خديجة : هو ايه .
أدهم : انتي هتستعبطي هاتي الورقه .
خديجة : حاضر .
** كانت خديجه تفهم شقيقها فاعطته الورقه التي بها درجات امتحان هذا الاسبوع **
خديجة : (بصوت منخفض) بلاش هنا .
أدهم : ايه ده 59 من 62 .....
خديجة : فضحتني.
مالك : كويس ناقصه 3 درجات.
خديجة : اها صح و طالعه الاولي...خلاص بقا يا أدهم.
أدهم : ده الترتيب بتاعها عالدفعه الهانم طالعه ال59 علي الدفعه نفسي اعرف التلاته دول أقل منك ازاي .
خديجة : لا هما اصلا محضروش الامتحان.
أدهم : يعني طالعه الاخيره.
مالك : هههههه عملتيها ازاي دي .
** كان عاصم ينظر الي خديجة و هو يكتم ضحكاته. .. كانت تشعر بالغيظ منه لم تكن تريد أن يعرف مستواها بالجامعه **
أدهم : انا اكتر من مره اقولك دماغك دي للتفكير من للضرب.
** أخذت منه خديجه الورقة و مشت بكل فخر و تعالي و جلست علي المكتب **
خديجة : المهم اني ناجحة في حياتي. ... الشهاده مش كل حاجه ...الشهاده ورقه تثبت انك متعلم بس متسبتش انك تفهم .
عاصم : بس الشهاده مهمه كمكانه في المجتمع و بين الناس .
خديجة : كل واحد ليه وجهه نظره .
** كانت خديجة تحاول تجنب عاصم و الكلام معه كان الجميع يلاحظ ذلك ... ثم قاطعهم صوت هاتف عاصم **
عاصم : عن اذنكم .
أدهم : اتفضل .
عاصم : الووو. ... بجد ... انا جاي بسرعة.
لقراءة باقي الفصول الجزء الاول جميع الفصول من هنا
