غريق_علي_البر
الفصل الثالث والرابع والخامس عشر
بقلمي،، نعمه حسن،،
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
_أنا بحبك يا فرحه.
قالها و قد أنهكه السكوت عن ما يشعر به.. لا بد أن يريح قلبه المسكين.. أطلقها و لا يعلم ماذا سيترتب عليها.
عندما إستمعت إليه ينطق بها وضعت كفيها تخبأ عينيها و إرتفع نحيبها بشده.
إقترب منها و مدّ يده يزيح بها كفيها و أمسك به مقبّلاً إياه بحب صادق و قال: متعيطيش يا فرحه.. أنا حاسس إنك بتحبيني و إحساسي مبيخيبش.. أنا مش صغير.. عارف إن نظرتك ليا نظرة واحده بتحب و عارف إن ضحكتك اللي بتطلع من القلب و إنتي معايا دي متطلعش غير من قلب واحده بتحب.
لم تجيبه فأمسك بذقنها لتقابل عينيها عيناه و سألها متوسلاً: صح يا فرحه؟! إنتي بتحبيني مش كده؟!
إلتزمت الصمت فقال بحده: إنتي عمرك ما حبيتي رجب ولا عمر قلبك دق له.
ثم إختفت حدته و قال بـ لين: بس بتحبيني أنا زي ما بحبك.. عشان خاطر ربنا متسكتيش كده.. قولي أيوة بحبك.. لا بكرهك.. قولي أي حاجة.
نظرت له بأعين منتفخه إثر بكاءها المتواصل و قالت: حتي لو قولت.. إيه اللي هيتغير؟! هتسيب خطيبتك؟! هعرف أسيب رجب؟!
أجاب و بدأ قلبه بنبض بشده: لو إنتي فعلاً بتحبيني أنا مستعد أسيب الدنيا كلها عشانك.. ثقي فيا و صدقيني.. لو قولتيلي إنك بتحبيني هعمل المستحيل عشانك.. بس عشان خاطري ريحيني.
أشاحت بوجهها بعيداً و لم تجيب و زاد نشيجها و بدأت تشعر بالإختناق.
أحس بها و كأن شيئاً أصابها فقال بقلق: فرحه.. مالك؟طيب إسكتي و أنا مش عايزك تجاوبيني.. خلاص إنسي.. بس قوليلي بتعيطي ليه؟!
_عشان أنا بحبك أوي.
قالتها و هي تنظر للأرض و تبكي بشده فجذبها إليه يضمها بقوة و أغمض عينيه زافراّ براحه و قال:
أخيراّ يا فرحه قولتيها.
مسدّت رقبته بذراعيها و أغمضت عينيها و بعفويه منها طبعت قبله حانيه علي رقبته.
إرتجفت أوصاله فجأه و إبتعد عنها يجاهد لكي لا يفعل شيئاً قد يفقدها ثقتها الوليده به.
نظر لها مبتسماً و أمسك بكفيها بين يديه و نظر لها بعشق لا حاجة له في أن يخفيه بعد الآن و قال: فرحه.. ممكن أطلب منك طلب؟!
أومأت بموافقه فقال: قوليلي "بحبك يا أحمد".
_ما أنا قولت.
=قوليها تاني و تالت و عاشر.. يلّا.
نظرت داخل عينيه و إبتسمت بحب يفيض من عينيها و قالت: أنا بحبك أوي يا أحمد.. و عمري ما حبيت ولا عرفت يعني إيه حب غير معاك.
إنشرح صدره و إنتابته نوبة ضحك هستيريه من فرط السعاده و إحتضنها مرة أخري قائلاّ:
بحبك أوي يا أحمد؟!
أومأت و هي تعانقه و قالت: إممممم.
_يا وعدي علي الناس اللي بتحب دي يا وعدي.
علت ضحكاتهما سوياً فأبعدها عنه قائلاً: طيب.. خلينا نتكلم في اللي جاي.
بدأت ملامحها يكسوها القلق فقال: بصي خلينا عارفين إن موقفنا مش سهل.. لكن بردو مش مستحيل.. أنا بكرة هوصل معاكي البلد و هكلم والدك و أصارحه بكل حاجه.. و هو أكيد هيفهمني.
_طيب و رجب؟! قالتها متسائلة بتوتر.
=ده دورك إنتي.. لازم تكوني شجاعه و تتكلمي معاه و تنهوا الموضوع من غير مشاكل.. أكيد هيكون في حساسيه و زعل بس الصراحه أحسن من الخداع.
_يعني أروح أقولله أنا بحب واحد تاني و هسيبك عشانه؟!
=إيه العبط ده؟! حتي لو دي الحقيقه بس متتقالش كده.. إحنا هنقول نص الحقيقه و نداري نصها التاني لبعدين.
_مش فاهمه.
=يعني إنتي إقعدي مع إبن عمك و فهميه بالأصول إنك مش مرتاحه و مش قادره تكملي و إن طريقكوا مش واحد..و كذلك أنا هقعد مع'نورا' و هنتكلم بكل صراحه و أنا واثق إنها هتتقبل الأمور ببساطه.
قالت بـ ريبة: مش عارفه..قلقانه.
_لا متقلقيش إن شاء الله خير..إنتي بس قوّي قلبك و إتكلمي.
=ربنا يستر.
_بإذن الله..يلّا نامي لأن بكرة يوم طويل و هنصحي بدري.
أومأت فنهض واقفاً و إنحني بجزعه عليها قليلاً و طبع قبلةً مفعمه بالحب علي جبينها ثم صعد إلي فراشه و أغمض عينيه براحه و يا للعجب..إستسلم للنوم سريعاً.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كان"رضوان"ينتظر"رضوي" أمام بيتها بـ التاكسي الخاص به. إتسعت إبتسامته عندما رآها تُقدِم عليه في ثوبها الجديد.
نظرت له حانقه فقال مشاكساً:اللهم صلِّ علي النبي..قمر يا رضوي.
صعدت إلي السيارة بجانبه بصمت قطعه هو عندما قال:أنا عايز أجي أطلب إيدك..أكلم مين؟!
نظرت له بصدمه فقال:يسلااام؟!يعني مفكرة إننا هنفضل رايحين جايين سوا كده عشان صحاب؟!
_مش فاهمه حاجه..هتطلب إيدي ليه؟!
=هيكون ليه يعني؟!ما أكيد عشان أتجوزك.
إبتسمت ببلاهه فقال:آااه وبعدين؟!مفهمتش بردو هكلم مين؟!
_هو أنا مليش غير خالتي و عمتي و منير إبن عمي بس ده في تركيا.
=خلاص هاتي رقم منير أكلمه الأول عشان يبقا كلام رجاله و بعدها نشوف عمتك.
_ماشي هبعتلك الرقم علي واتساب.
نطق ممازحاً:ما صدقتي إنتي..هااا؟!
غلبتها إبتسامتها فأشاحت بوجهها إلي يمينها..أوصلها إلي جامعتها و ودّعها قائلاً:أول ما تخلصي رنيلي عشان اجيلك..يلا ربنا معاكي.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
أيقظ "أحمد" ساعته البيولوجيه في تمام الثامنه صباحاً.
قام من نومه بحماس و أيقظ "فرحه" التي حيّته بأجمل إبتسامه.
إستعدّا سريعاً و غادرا المنزل بعد أن ودّعا "منير" و"توبا" ثم إنصرفا نحو المطار.
حانت رحلتهما فصعدا إلي الطيارة فقال'أحمد' وهو يشير لفرحه:إتفضلي إقعدي جمب الشباك.
نظرت له ضاحكه و جلست فجلس بأكملها و بعد دقائق بسيطه أقلعت الطائرة.
شعرت "فرحه"بالخوف كثيراً فأمسك"أحمد"بيدها و قال:متخافيش يا فرحه..إقرأي قرآن و إنتي هتهدي.
فعلت كما أخبرها و أغمضت عينيها فسألها:مبسوطه إنك راجعه يا فرحه؟!
إبتسمت بألم داخلي و قالت:اكيد مبسوطه..هشوف أهلي و إخواتي.
أومأ بتأكيد قائلاً:ربنا يجمعك بيهم علي خير إن شاء الله..إتبسطتي في تركيا؟!
أومأت ببسمه منكسرة:إتبسطت جداً و زعلانه إننا راجعين.
_لعله خير..تعرفي؟!.. أنا مش شايل هم حاجه غير بعادك عني و إنك هتبقي في مكان و أنا في مكان.
=نصيبنا بقا..الحمدلله.
_أيوة الحمد لله..يلا إفطري.
قال الأخيرة وهو يشير للطعام الموجود أمامهما فبدات"فرحه"في تناول طعامها بصمت لم يقطعه أيّاً منهما.
بعد مرور ساعتان أشار لها و قال:حمدالله على السلامة..وصلنا.
نظرت من.النافذه بجانبها فوجدت سفح الأهرامات يلوح من الأفق فحدثته بحماس و قالت:وصلنا مصر..أخيراً وصلنا مصر..أنا مش مصدقه.
إبتسم بسعادة لسعادتها و قال:طيب يلا.
نزلا من الطائرة و صعدا إلي التاكسي فقال'أحمد':
معلش توصلنا للموقف.
بعد ساعتين قضاهما من مواصله لأخري وصل بـ فرحه إلي بلدتها.
ذهبت"فرحه"إلي منزل والدها و طرقت الباب و لكن أحداً لم يجيب.
تسائلت بين المارّه عمّا حدث و أين أهلها و لكنها تفاجئت بـ رد فعلهم.
♕شوفوا اللي قالوا ماتت..راجعه بعد شهرين هي و الأفندي اللي كانت دايرة معاه و جايه لسه تسأل علي أهلها..يشيخه الله يلعنك!
♛أبوها كان هيموت من حسرته عليها و هي ماشيه البيه ده..يا خسارة تربيتك يا حج محمد.
وقفت هي تستمع بذهول و أعين باكيه و يقف "أحمد"بجوارها يغلي و يزبد فصرخ بهم و جاء ليتحدث فقاطعه ذلك الصوت صارخاً:
_قطع لسان اللي يجيب سيرة بنت عمي بكلمة عاطله..اللي هيكتر في الكلام حسابه معايا أنا..ده بدل ما تقولوا لها حمدالله بالسلامه..البلد نورت.
.بتتهموها بالعاطل إنها كانت ماشيه مع الأستاذ و متخبيه معاه كل الوقت ده؟!فين عقلكوا إنتوا؟!..هو إنتوا تايهين عن ادب و أخلاق بنت عمي ولا إيه؟!
نكس الجميع رأسه أرضاً فصرخ بهم قائلاً:إذا كنتوا تايهين مين هي بنت محمد السنهوري فـ أنا مش تايه عنها..و كلامكوا كله ولا فرق معايا و هنتجوز ولا كأن حاجه حصلت..يلا كل واحد يشوف حاله.
إنصرف الجميع فإقترب"رجب"من"فرحه" و نظر لها بإشتياق حقيقي و قال:حمدالله علي سلامتك يا فرحه..الدنيا كلها نورت..
قالت بإبتسامة هادئة:الله يسلمك يا "رجب"هو أبويا و إخواتي فين؟!
_في مصر..من ساعة الحادثه وهما مرجعوش..بينا نكلمهم نخليهم يرجعوا.
أمسك بيديها يجذبها خلفه فقالت:إستني يا رجب..الراجل واقف.
نظر للخلف و قال:اااه صح يادي الإحراج.
ثم تقدم من'أحمد'و مد يده يصافحه بحرارة قائلاً:لا مؤاخذة يا أفندي بس من فرحتي مركزتش..إنت اللي موصل فرحه من المطار مش كده؟!
اومأ"أحمد"مقتضباً فقال"رجب":تسلم يا ذوق..ربنا يجعلك دايما سبب في مساعدة الناس..طب إتفضل نتغدا و ترتاح شويه.
_شكرا ليك أنا لازم أرجع دلوقتي حالا.
=الشكر لله يا أستاذ..مع السلامه.
نظر"أحمد"إلي"فرحه" و عيناه لا تحيدان عنها و قال:مع السلامه.
غريق_علي_البر
الفصل الرابع عشر بقلمي،،نعمه حسن،،
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ذهبت "فرحه" إلي منزل عمها والد "رجب"..دخلت فتفاجأ الجالسين أجمعهم و جحظت أعينهم فقال"رجب": شوفتي ياما؟!مش أنا دايماً أقولكوا فرحه دي قطه بسبع أرواح؟!
إلتف حولها الجميع يعانقونها بشده و يصافحونها بحرارة و بين الكثير من الأسئلة عمّا حدث؟! و كيف نجت؟! و أين كانت؟! زفرت هي بشده و حاولت إخفاء ألمها و قالت:
_والله هحكي لكوا كل حاجه..بس أطمن علي أبويا و إخواتي الأول..و بعدين هحكي لكوا كلكوا مره واحده عشان الموضوع طويل و مش هقعد احكي كل شويه
قال ىجب بحماسه تملؤه: برن علي رضوان أهو..بيكنسل عليا أكيد سايق.
_سايق؟! قالتها فرحه بتساؤل متعجب فأومأ"رجب" قائلاً:آااه..ما هو إشتغل علي تاكسي هو و رامي..ألوو..أيوة يا رضوان مبتردش ليه؟!
=كنت داخل علي لجنه والله و معرفتش أرد..عاملين إيه؟!و إزي مرات عمي؟!
_إحنا كويسين الحمدلله..المهم..خد كلّم.
=أكلم مين؟!
لم يجيبه و أعطي الهاتف لـ"فرحة"التي تناولته بيد مرتجفه و قالت بحنين بالغ:إزيك يا رضوان.
علي الجانب الآخر..توقف "رضوان"بـ سيارته فجأه و هوي قلبه أرضاً و نطق بذهول:فرحه!!
بكت فرحه لصوت أخاها المشدوه و قالت:أيوة فرحه يا رضوان.
قال وقد فقد أعصابه:إقفلي يا فرحه أنا هجيب أبوكي و آخواتك و هننزل البلد حالاً..مع السلامه.
أغلق الهاتف بوجهها فضحكت بين دمعاتها و قالت:طول عمره مبيعرفش يركز في حاجتين سوا.
قالت زوجة عمها و هي تضع امامها ما لذ و طاب من الطعام:تلاقيه يا حبة عيني إنصدم..مسافة السكه و هيكون هنا.
ثم أكملت و هي تربت علي ظهر"فرحه"بـ ود حقيقي:
كلي يا فرحه..كلي يا حبيبتي تلاقيكي هفتانه.
نظرت لها"فرحه" بأعين دامعه و إرتمت بأحضانها بغتةً و إنفجرت بالبكاء قائلة:أنا تعبانه يا خالتي.
شددت زوجة عمها من إحتضانها بقلق و قالت:إسم الله عليكي يا حبيبتي مالك؟!
إلتف الجميع حولها يهدئها و يهدهدها كالأطفال و قال "رجب": متحطيش كلام الناس في دماغك يا بت عمي ولا يهمك..يا جبل ما يهزك ريح..إحنا عارفين بتنا متربيه إزاي.
سألته أمه بإستغراب:كلام إيه؟!
قال ساخراً غاضباً:قال إيه ولاد الكلاب مفكرين إن فرحه طول مدة غيابها دي كانت مع الأفندي اللي وصلها لوحديهم..مفكرين إننا عندنا بنات مشيها بطال لا سمح الله..بس إيه..أنا عرفت كل واحد مقامه.
تلاشت"فرحه" النظر لـ زوجة عمها التي نظرت لها بشك و قالت: و إنتي شوفتي الأفندي ده فين يا فرحه يا بنتي؟!
همّت "فرحه"بالجواب فقاطعها"رجب" قائلاً:هتكون شافته فين يعني ياما؟!إنتي هتعملي زيهم؟! شافته في المطار و....
_لا مشوفتوش في المطار.
قالتها فرحه بخوف و قلق شديدين و ترقب للآتي.
قال "رجب" التي بدأت أمارات عدم الإرتياح بالظهور عليه: مشوفتيهوش في المطار أومال شوفتيه فين؟!
إزدردت ريقها بتوتر و قالت: هو اللي طلعني من الميه لما الطيارة وقعت في البحر!
_وبعدين؟!
=ولا قبلين..و فضلنا كل ده ماشيين في الغابه لحد ما وصلنا تركيا و روحنا عند ناس قرايبه و هما اللي ساعدونا نرجع مصر.
_و كل الوقت ده كنتوا قاعدين سوا لوحديكوا؟!
=بقولك كنا بنجري في غابه يا رجب..غابه..يعني مليانه حيوانات مفترسه و كنا متعرضين للخطر..تقولي قاعدين لوحديكوا؟!
ثم أكملت بأسلوب أكثر عدائية: و بعدين أنا شامه ريحة تلميحات كده مش حلوة..في حاجه؟!
تراجع و قال: لا مش القصد يا فرحه..و بعدين هو أنا تايه عن أخلاقك.
أومأت بإقتضاب و إلتزمت الصمت.
بعد مرور ساعتين و نصف الساعه..وصل والد فرحه و أبنائه محدثين جلبه شديدة عند وصولهم.
دخل والدها يتسائل:فينها فرحه؟!بنتي فين؟!
فور أن إلتقطت أذنيها صوت والدها هرعت إليه تحتضنه بإنتظار دام أيام و ساعات طويلة.
تلقّاها والدها بين ذراعيه بإشتياق و إلتف حولها إخوتها كلاّ يتسارع أيّاً منهما يعانقها أولاً.
قبّلت يد والدها و قبّل رأسها قائلاً: حمدالله علي سلامتك يا فرحتنا..روحي ردت فيا يا فرحه.
إنتزعها "رضوان"من بين ذراعي والدها و عانقها بشوق بالغ و قال:كنت حاسس..قلبي مبيكدبش عليا أبداً في أي حاجة تخصك يا فرحه..كنت حاسس إن روحي مسابتش جسمي و كنت عارف إنك هترجعي.
شددت"فرحه"من إحتضانه و إرتفع صوت نحيبها.
في بداية الأمر ظن"رضوان"أن بكاءها هذا طبيعي بسبب اللقاء بعد غياب وهكذا.
و لكنه شعر بأن الامر أكبر من هذا و أن قلب شقيقته قد مسّه الضر.
نظر بداخل عينيها يحاول سبر أغوارها فوجدها تحمل الكثير و الكثير الذي لن يتواني حتي تبوح به.
إنحنت"فرحه" و جلست القرفصاء تحتضن "بدر" الباكيه و بكت معها مرة أخري مما أثار حفيظتهم جميعاً فتسائل "رامي":بتعيطي ليه يا فروحه ما إنتي وسطينا أهو الحمدلله.
_مفيش حاجه..أنا بس تعبانه و عايزة أرتاح.
قال والدها:بينا علي البيت عشان ترتاحي و بعديها تبقي تحكيلنا اللي حصل.
اومأت بموافقه و ذهبوا إلي بيتهم فقالت فرحه: أنا بقالي كتير منمتش..همووت و انام..لما أصحي هبقا أحكي لكوا كل حاجه.
هربت إلي غرفتها و دخلت ثم أغلقت الباب من خلفها بإحكام و ألقت بجسدها إلي فراشها البسيط ثم إنفجرت باكية.
بكت بـ قدر ما عشقته و هي تعلم أنه صعب المنال.
بكت بـ قدر ما شعرت معه بالسعادة و الإكتفاء.
بكت بـ قدر ما أحست أن روحها تأن شوقاً إليه.
بكت كثيراً حتي إستسلمت لـ سلطان النوم.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد أدراجه إلي "القاهره" يكسوه الحزن و خيبة الأمل..لقد جرت المقادير علي عكس هواه..لم يتوقع أن تتعقد الأمور هكذا.
وصل إلي منزله و طرق الباب بلهفة لرؤية شقيقته التي ألجمت الصدمه لسانها عندما رأته يقف علي الباب.
نظر إليها بشوقٍ بالغ و إحتضنها وهي ما زالت تحت تأثير الصدمه.
ضربها خلف رأسها بخفه و قال ممازحا علي غير عادته:إيه مبترديش ليه؟! القطه كلت لسانك؟!
نظرت له بأعين دامعه فأعاد إحتضانها و قال:أيوة أحمد والله..إنطقي بقا.
إنفجرت باكيه بشدة و تشبثت به قائلة:إزاي؟!إزاي؟!
ضحك و غني وهو يحركها بخفه و قال:
إزاي ترضيلي حبيبتي..قد ما أعشق إسمك و إنتي
..عماله تزيدي في حيرتي و منتيش حاسه بطيبتي إزااي؟!
تعجبت أسلوبه الجديد تماماً و لكنها ضحكت بشده و أعادت عناقه و قالت:روحي رجعتلي تاني يا أحمد.
نظر إليها و اطلق تنهيده حارة و قال بألم داخلي يملؤه: بس أنا روحي راحت مني يا رضوي.
قطبت بين حاجبيها وقالت: مش فاهمه..هو إنت مش مبسوط إنك شوفتني؟!
إبتسم قائلاً بتمتمه:سبحان الله..نفس الغباء.
_بتقول إيه؟!
=بقول إني جعااان و هلكاااان و عايز أنام.
_مش قبل ما تحكيلي كل حاجه بالتفصيل.
=لا لما خالتك و عمتك ييجوا عشان أحكي لكوا مرة واحده لأن الموضوع طويل و مش هقعد احكي كل شويه انا.
_خالتو نزلت تطمن علي عيالها و كانت هترجع تبات معايا..إستني أكلمها أعرفها.
=لا مش دلوقتي..أنا مش عايز اتكلم دلوقتي و يا ريت متعرفيش نورا بردو..أنا هبقا أفاجئها بكرة في الشركه.
أومأت "رضوي"بموافقه و قالت:طيب مش هتقعد معايا..ده إنت واحشني.
قبّل رأسها و قال:و إنتي كمان يا حبيبتي وحشتيني فوق ما تتصوري والله..بس إعذريني..أنا تعبان و محتاج أرتاح و بعدين هبقا أقعد معاكي و نرغي و نحكي كل حاجه.
كان يود الهروب و بالفعل حدث..دخل إلي غرفته و أشعل الضوء و نظر إليها بإبتسامه باهته.
لقد راهن عقله علي أنه سيتابع غربة روحهِ عن جسدهِ عندما تفترق بهما السبل،و قد حدث.
إنه الآن جسد بلا روح،بلا حياة،بلا شغف.
ألقي بجسده المتهالك علي سريرهِ الفخم و وضع يده علي عيناه و فوراً قفزت صورتها بـ مخيلته.
إبتسم لإبتسامتها التي تشع نوراً و إتسعت إبتسامته عندما تذكر ليلة أمس عندما إحتضنته و إعترفت بحبها له.
ليلة أمس؟! هل بين ليلةٍ و ضحاها من الممكن أن يتبدل حال الإنسان كلياًّ هكذا؟!
هل من الممكن أن يخلد إلي النوم و قلبه يتراقص فرحاً و بمجرد مرور الساعات تخفق دقاته؟!
دمعه مكلومه هربت إلي جانب عينيه و لكنه لم يأبه بها..ظل مغمضاً عيناه حتي واتاه النوم و غطّ به.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
غريق_علي_البر
الفصل الخامس عشر بقلمي،، نعمه حسن،،
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تبتسم له بمحيّاها المشرق ثم تُقدِم عليه و تجلس بجانبه منحنيه بجذعها للأسفل و تمد أصابعها الرقيقه تعبث بخصلات شعره المرتبه و من ثَم همهمت بصوت خفيض:
شبابي الغالي ضيعته.. أناجي في الهوا إسمك.
و أملي لمّا صورته.. في أجمل صورة كان راسمك.
غالي عليا و ضي عنيا إرحم عذابي معاك.
أفاق من غفلته علي نبرة صوتها المميزة فوجدها تجلس أمامه تنظر له مبتسمه فجذبها من ذراعها لتتوسّد صدره و لكنها سرعان ما تبخرت من بين يديه و أصبحت سراب.
فرّق بين جفنيه بـ فَزَع و أدرك أنه كان منام ليس إلّا.. نظر بالساعه الموجودة بجانبه فوجد عقاربها تشير إلي العاشرة صباحاً.
ضيق بين حاجبيه متعجباً من ساعته البيولوچيه التي يبدو و كأنها أصابها خلل كـ حال كل الأمور.
نهض من مرقدِه و دخل إلي الخلاء و خرج بعد القليل من الوقت بدّل ثيابه و خرج من غرفته.
فوجئ عندما رأي "رضوي" ترتدي ثوباً طويلاً و حجاب فنظر لها بتعجب مبتسماً و قال:
_بسم الله ماشاء الله.. إيه القمر ده!
إبتسمت بتوتر و قالت: بجد حلو؟!
_حلوو أوي والله.. بس من إمتا؟!
=من فترة بسيطه.. مش من زمان يعني.
قال ممازحاً: إنتي قولتي أخويا مات بقا أمّا أعمل اللي كان بيقوللي عليه.
إبتسمت و قالت بتردد: يعني.. حاجه زي كده.
_بتكدبي هااا؟! ماشي يا رضوي.. رايحه فين كده؟!
=كنا متفقين انا و صحابي نتجمع سوا عشان نذاكر عشان بكرة يعني آخر يوم إمتحانات.
_ايوة صح انا نسيت خالص.. طيب انا نازل رايح الشركه يلا أوصلك.
=لا.. يعني في تاكسي بيجيلي و كده.. بلاش تتعطل إنت.
_يلا يا رضوي.. قدامي.
لم تُرِد إثارة شكوكه حولها فوافقته و ذهبت برفقته.
_هتتجمعوا عند مين؟!
قالها و هو يدير محرك السيارة فقالت: هنتجمع عند 'منه'.
أوصلها إلي منزل'منه' إبنة أحد شركاؤه و إنصرف نحو الشركه.
أصابه الحماس الشديد لرؤية رد فعل "نورا" عندما تراه.
صفّ سيارته و بمجرد رؤية رجال الأمن له حدثت جلبه شديدة و إلتف الجميع حوله بين مرّحب و متعجب و متسائل فقال: الله يسلمكوا جميعاً.. أنا مقدّر صدمتكوا و فضولكوا تعرفوا اللي حصل بس مش دلوقتي.. لازم الأول أطلع أسلم علي باشمهندسه نورا.. عن إذنكوا.
صعد للأعلي حيث مكتب "نورا" و طرق الباب بحماس فأتاه صوتها المنمق يأذن بالدخول.
أدار مقبض الباب ببطء ثم دلف إلي غرفة المكتب الذي تقبع وراءه "نورا" منهمكه في شيء ما.
لم يتكلم حتي تلفت إليه و بالفعل حدث.
عندما لم تستمع إلي صوت قالت:أفندم. و لكنها حملقت بذهول عندما رأته يقف أمامها..
قامت من خلف مكتبها و تقدمت منه و علي وجهها اشد علامات الذهول و تمتمت:أحمد!!..إزاي؟!
وقفت أمامه و نظرت له بتمعن وهي ما زالت مشدوهه و قالت:إنت أحمد بجد؟!
ضحك قائلاً: أومال جرافيك؟!
طوّقت رقبته بـ ودّ لم تصطنعه و لكنه شعر بالضيق عندما إحتضنته فـ ربت علي ظهرها بـ ودّ لم يصطنعه أيضاً و إبتعد عنها قائلاً: عامله إيه يا نورا؟!
نظرت له مبتسمه ببلاهه:أنا كويسه..بس مش مصدقه نفسي..إزاي ده حصل و كنت فين كل المدة دي!!
جلس أمامها علي الأريكة الموجودة بجانب الغرفه و قال:كنت في تركيا...
و بدأ يقصّ عليها كل ماحدث منذ وقوعه من الطائرة بالبحر مروراً ببقاءه في الجزيرة برفقة فتاة تدعي "فرحه" حتي وصولهم للمشفي و من بعدها إلي بيت "منير"الذي ساعدهم في العودة.
كانت تنصت له بتعجب و قالت:بس إنك تفضل شهرين في مكان واحد مع شخص واحد حاجه ممله اوي..إزاي قدرت تستحمل؟!
نظر لها و إبتسم لصدق حدسه و لانه يعرف بماذا ستعقّب ثم قال: بالعكس..كانوا احلي شهرين في حياتي.
اطلقت ضحكه ساخرة و قالت: بتهزر! و إزاي الإنسان يقدر يعيش و يستمتع و كل موارد الحياة الأساسيه مفقودة..أنا لو مكان البنت اللي إسمها"فرحه" دي يستحيل كنت اقدر أعيش هناك الشهرين دول.
أومأ بتاكيد و قال: فرحه دي مفيش زيها.
إرتفع حاجبها و قالت بضيق:من نحية إيه يعني!
زم شفتيه و قال ببساطة: من نحية كل حاجه..هي اللي كانت مهونه عليا الوضع الصعب اللي كنا فيه.
ثم إستطرد بجدية:يعني إنتي بنفسك بتقولي إنك لو مكانها مكنتيش هتقدري تتعاملي.
قالت بضيق لمقارنتها بأخري : مش لأن قدراتها أعلي مني..بس لأني واخدة علي الرفاهية جايز.
أومأ برأسه و أدار دفة الحديث قائلاً: إيه أخبار الشغل؟!
_كله كويس و ماشي مظبوط..ما إنتَ عارفني.
=شكراً ليكي يا نورا..هقوم أنا بقا أمر علي الموظفين و في وكذا حاجه هعملها..See you.
_see you.
خرج من مكتبها فعادت لعملها سريعاً بينما مر هو بمكاتب الموظفين و إطلّع كل أوراق بعض المشاريع و الصفقات التي تمت و في نهاية اليوم مرّ بمكتب "نورا" مرة أخري فوجدها كما تركها أول مرة.
هز رأسه بيأس و قال:مفيش فايده فيكي مبتزهقيش من الشغل.
إبتسمت و قالت:هاا خلصت؟!
أومأ موافقاً فقالت: تيجي نخرج نتغدي؟!
_معلش يا "نورا" مش قادر..محتاج أخد شاور و أنام..مرة تانيه.
= تمام مفيش مشاكل..أنا هخلص شوية شغل و أروح.
_تمام..يلا باي.
خرج من الشركه و عاد إلي منزله فوجده يعجّ بالزائرين.
دخل و رحب بالجميع و من بعدها إستأذن منصرفاً إلي غرفته كي ينال القليل من الراحه.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
_هااا يا فرحة..إحكيلنا بقا اللي حصل إحنا سايبينك براحتك من إمبارح بس عندنا فضول نعرف.
قالها "رامي" متحمساً بشدة فإبتسمت فرحه قائلة:اللي حصل إني وقعت من الطيارة في الميه و واحد أفندي كده خرجني.
_واحد أفندي خرجك إزاي؟!
=ما هو نجي زيي من الطيارة..شافني غرقانه قام خرجني.
_و بعدين؟!
=ولا قبلين..فضلنا قاعدين في الجزيرة لحد ما في يوم المد كان عالي فـ إضطرينا نمشي في الغابه و فضلنا ماشيين لحد ما وصلنا للبر التاني من البلد و واحد نقلنا المستشفى و بعدها روحنا لقريب الأفندي ده و هو رجعنا مصر.
تسائل والدها:و كنتوا قاعدين إزاي في الجزيرة من غير اكل و شرب؟!
إبتسمت للذكري و قالت: كنا عايشين حياة البدائيين،
بنصطاد سمك من البحر و بناكل من علي الشجر.
قال رضوان: و إنتي حكيتي الكلام ده لـ رجب و أهله؟!
_أكيد لأ يعني..ده رجب الشك راكبه من غير ما احكيله حاجه.
قال والدها مستاءاً: إن شالله يركبه 100 عفريت، ولا هو ولا غيره يستجري يقول نص كلمة.
قاطعهم رنين هاتف "رضوان الذي إستأذن منهم و إبتعد ليجيب:ألو..أيوة يا رضوي.
_أيوة يا رضوان إنت فين من إمبارح و قافل تليفونك!
=فرحه رجعت يا رضوي..مش قولتلك إنها عايشه.
_معقول؟! و أحمد كمان رجع إمبارح.
=بتتكلمي جد؟!يعني معقول اخوكي هو اللي وصل فرحه لهنا؟! ولا في ناس غيرهم بردو رجعت!! أنا مش فاهم حاجه.
_ولا انا..هو لحد دلوقتى محكاش إيه اللي حصل معاه..من ساعة ما جه وهو نايم.
=تمام أنا هبقا أعرف من فرحه..حمدالله علي سلامة أخوكي و معلش إني إختفيت فجأه..بس والله اول ما الخبر جالنا نزلنا البلد و مجتش فرصه أكلمك خالص.
_طيب هترجعوا إمتا؟!
قال بتردد:والله يا رضوي مش عارف إذا كنا هنرجع ولا لأ..رجوع فرحه بالسلامه هيغير الوضع.
قالت بقلق:يعني إيه؟!مش هشوفك تاني؟!
_لا أكيد هتشوفيني إن شاء الله و هاجي قريب جداً أطلبك من اخوكي..بس يومين كده لما الاوضاع تستقر.
=ماشي يا رضوان.
قال منادياً:رضوي.
=نعم؟!
_إنتي وحشتيني..والله العظيم وحشتيني.
إختنق صوتها و قالت:و إنت كمان وحشتني يا رضوان.
_طيب متضايقيش روحك..يومين إن شاء الله و هنزل مصر عشان أقابل أخوكي..تمام؟
=إن شاء الله..خلي بالك من نفسك.
_خلي بالك إنتي من نفسك و متنزليش إلا للضرورة..يلا مع السلامه.
=باي.
إنتفضت عندما إستمعت إلي صوت أخيها يقول:
بتكلمي مين يا رضوي؟!
نظرت له و قالت بتلعثم: د..ده..دي مروي صاحبتي.
إقترب منها فإزداد توترها فأمسك برسغها و جذبها لتجلس أمامه و قال: متكدبيش عليا..مبتعرفيش تكدبي أصلاً.
نكست رأسها أرضاً و قالت: ده واحد بيحبني و عايز ييجي يطلبني منك.
_ و إنتي؟
=و أنا إيه؟!
_بتحبيه؟!
أومأت بنعم فإبتسم و قال:و عرفتيه إمتا و إزاي؟!
_شوفته أول مره في المطار بعد الحادثه بتاعة الطيارة..كان هناك يومها لأن أخته كانت معاك علي الطيارة..و بعدها قابلته صدفه كان هيخبطني بـ التاكسي بتاعه.
=تاكسي!!
أومأت بقلق و قالت: أيوة هو كان شغال هنا سواق علي تاكسي بس هو في الأصل ظروفه كويسه يعني و عندهم أطيان و اراضي و كده.د
_و إيه اللي حصل؟!
=بعد موت أخته سابوا بلدهم و جم القاهرة..هو من البحيرة أصلاً.د
إضطرب قلبه و سألها: إسمه إيه؟!
_رضوان.
نظر لها بصدمه و قال:أخو فرحه.
نظرت له بصدمه مماثلة و قالت: إنت تعرف فرحه!!دي هي كمان رجعت إمبارح.
_انا و فرحه كنا مع بعض!
=مش فاهمه حاجه.
قال و بصيص أمل قد ظهر أمامه: طيب..طيب هو قاللك هييجي إمتا يطلبك؟!
تعجبت "رضوي" و قالت: هو قاللي لما الأمور تستقر،
لانهم رجعوا البلد تاني و أكيد الأوضاع ملخبطه لسه.
_طيب لو كلمك تاني قوليله إني مستنيه في أي وقت.
قالت بسعادة:أفهم من كده إنك موافق؟!
_موافقه مبدأيه..لسه لما أقعد معاه و أشوف طباعه و تكوين شخصيته مع إن شخصيته باينه من أولها أهي.
نظرت له بتعجب فقال:مش هو اللي أقنعك تلبسي طويل و تتحجبي؟!
_مش حتة أقنعني هو يعني....
=علي فكره مش طالب تبرير..دي حاجه كويسه و تحسب له..انا عن نفسي بحترم الراجل الغيور..و بعدين اللي يربي شخصيه زي فرحه أنا عمري ما أخاف منه.
_مالها فرحه؟! ما تحكيلي بقا اللي حصل.
=اللي حصل يستي إنه لما الطيارة..........
قصّ "أحمد" علي شقيقته كل ما حدث فقالت وسط دهشتها: يعني إنت و فرحه بتحبوا بعض؟!
أومأ بموافقه و قال: شوفتي؟! في شهرين عملت اللي نورا مقدرتش تعمله في سنين.
_أنا أصلاً مبحبش نورا دي ولا هي بتحبني ولا بتحب حد و أقوللك؟!..ولا بتحبك حتي!
=أنا عارف إن نورا ملهاش في العاطفه.. بس ليه بتقولي كده؟!
_مشوفتهاش ولا مرة متأثرة ولا بتبكي عشانك حتي بعد ما البحث إنتهي و قالوا إنهم ملقوش حد..كانت عادي.
=دي طبيعة نورا مش حاجه جديدة عليها..لذلك أنا وضعي اسهل من "فرحه" كتير..انا بكلمتين هنهي الموضوع مع نورا إنما فرحه الوضع متعقد جداً.
_سيبها لله..رضوان دايماً يقوللي متفكريش و اللي في علمه يتمه.
إبتسم لرؤية صغيرته تقف علي أعتاب مرحلة جديدة تملؤها الحياة و الحب و قال: و نعم بالله..مش عايزك تخبي عليا حاجه تاني..إتفقنا؟!
طبعت علي خده قبله حانيه و قالت: إتفقنا.
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
كانت فرحه تجلس برفقة أبيها و إخوتها فـ دق الباب و كان الطارق "رجب".
إضطربت عند رؤيته و همّت بالإنصراف فأوقفها قائلاً:
إزي حالك دلوقتى يا فرحه؟!
رسمت إبتسامه بسيطه علي شفتيها و قالت:بخير يا إبن عمي الحمد لله.
_إزيك يا عمي؟! صحتك حلوة؟!
=بخير يا رجب الحمدلله..أقعد.
جلس"رجب" بجانب عمه و قال:بصراحه يا عمي انا جاي و محرج بس قولت يا واد يا رجب قوّي قلبك و مبدهاش.
=خير يا رجب؟!
_خير يا عمي إن شاء الله..بقول يعني بما إن فرحه رجعت بالسلامه الحمد لله يبقا مفيش مانع نتمم الجوازه..ولا إيه رأيك يا رضوان؟!
نظر "رضوان" لعينيّ أخته التي تستغيث به فقال: و إنت مش شايف إنك مستعجل أوي يا رجب؟! دي فرحه لسه راجعه إمبارح..و تعبانه و نفسيتها تعبانه من اللي حصل.
قال "رجب" متأففاً: ماهو بصراحه يعني وأنا مكنتش عايز أتكلم في النقطه دهين..أهل البلد من ساعة رجوع فرحه و هما ملهومش سيرة غير الموضوع ده و موضوع الأفندي اللي كان معاها..فـ أنا عايز أقطع ألسنتهم كلهم و ده مش هيحصل إلا لو إتجوزنا، هثبتلهم إنهم بيحكوا في الفاضي فيخرسوا خالص.
همّ " رضوان " بالحديث فقاطعه قول والده:خلاص يا رجب إن شاء الله الفرح كمان أسبوعين.
جحظت عينا "فرحه" بذهول و ألجمت الصدمه لسانها و لم تقوي علي النطق..صعدت إلي غرفتها و ألقت بجسدها علي فراشها و إرتفع صوت نحيبها.
بعد إنصراف "رجب" صعد "رضوان" إلي غرفتها و طرق الباب و دخل فوجدها تضم ركبتيها إلي صدرها و تتساقط دمعاتها بصمت.
إقترب منها وجلس بجانبها و قال بنبرة هادئة: مالك يا فرحه؟!
لم تجيب فكرر سؤاله فقالت: مش عايزة أتجوز رجب!
لم يتعجب حديثها فهو كان علي يقين أنها ستقول ذلك.
نظر إليها و سألها:بتحبي حد تاني..مش كده؟!
إزداد بكاؤها مرة أخري فـ ربت علي كتفها و قال:
متكتميش في نفسك يا فرحه..صارحيني..أنا أخوكي و هفهمك و هدلك علي الصح كمان.
إعتدلت بجلستها و قالت: أقوللك إيه؟!و حتي لو قولت هيفيد بإيه؟!
_علي الأقل هترتاحي..قوليلي..مين؟!
نظرت له بـ ريبة فطمأنها بعيناه فقالت بتلعثم: أحمد
لم يُظهر أي رد فعل فأكملت: اللي كان معايا في الطيارة.
فرغ فاه بصدمه و قال: أحمد إدريس؟!
أومأت بتعجب و قالت: إنت تعرفه منين؟!
_اصل أنا بحب أخته!
=رضوي؟!
أومأ موافقاً فإنفجرا إثنينتهم ضاحكين بشدة.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كانت "نورا"تجلس برفقة"أحمد" في إحدي المطاعم الفخمه يتناولان طعام العشاء.
_و عمي أخباره إيه؟!
قالها "أحمد" محاولاً خلق جو لطيف للعشاء فاومأت هي و قالت بإيجاز : كويس.
أومأ بملل و زفر بشدة تاركاً الملعقه من يده بـ حده لاحظتها هي فسألت: في إيه يا أحمد..مالك؟!
_مفيش حاجه..بحاول أفتح معاكي أي حوار و إنتي قافله.
قالت متعجبه: ما ده طبعي..و إزت عارف إني مبحبش أتكلم و أنا باكل..إيه اللي حصل؟!
_مفيش يا فرحه..إتفضلي كملي أكلك خلينا نمشي.
=فرحه؟!
