رواية بنت الحاره الجزء الثاني2 ما بعد الفراق الفصل الرابعع4بقلم اسراء سامي

 


رواية ** بنت الحارة **

الجزء  الثاني ** ما بعد الفراق **

👈(الفصل الرابع)👉

** انصدمت خديجة من وجود عاصم أمامها فهي لم تتوقع رؤيته بعد مرور عامين علي انفصالهمها. ..اتسعت عين عاصم عند رؤيته لخديجه ظل الاثنان ينظرون الي بعضهم لمده دقيقه .... كانت خديجه تتنفس بصعوبه و قلبها يخفق بقوه من الممكن سماع نبضات قلبها و ملاحظه صدرها الذي يعلو ويهبط و دمها الذي توقف عن السريان في عروقها. . كان عاصم لا يقل صدمه عنها كان  في عالم آخر يمر أمامه كل الايام الذي قضاها مع خديجه  و المنزل الذي جمعهم  معا  و اللحظات الجميله التي كانت قليله و تغطيها الذكريات السيئه علي الرغم من قساوته معها إلا أنه يشتاق الي هذه اللحظات كثيرا... ثم فاق كلا منهم  من شروده **
خديجة : .... اتفضلي انتي و هاتي القهوه. 
السكرتيره : حاضر .
خديجة : ( تبتلع ريقها بصعوبة ) اتفضل يا عاصم بيه .
عاصم : .. أممم اها طبعا .... انا اسف ... انا ...
خديجة : اتفضل اقعد يا عاصم بيه .
عاصم : شكرا .
** جلس الاثنان و هما في حاله غريبه ما بين التوتر و الخوف و الاشتياق و مشاعر مختلطة....**
عاصم : ( بتوتر واضح و تلعثم في الكلام ) انا اسف انا مقولتش للسكرتيره علي اسمي عشان عارف ان أدهم بيه هيرفض يقابلني. ... و كمان معرفش انك اللي موجوده السكرتيره مقالتش. 
خديجة : ( تجمع شتات نفسها و تظبط نفسها في الجلوس و الكلام )  حصل خير .... حضرتك جاي عشان تقابل أدهم بس هو مش موجود هو في الفرع التاني و مالك في البنك .
عاصم : يعني انتي اللي ماسكه الشغل هنا .
خديجه : ايوه ... اؤمر يا عاصم بيه كنت جاي لادهم ليه ..... قبل ما تتكلم كنت عايزه ابلغك حزني و أسفي عن اللي حصل في مصنعك. 
عاصم : هو الخبر وصلك بسرعه كده .
خديجة : مافيش حاجه بتفضل سر في البلد دي. 
عاصم : معاكي ... عالعموم شكرا يا خديجة .
خديجة : بعد اذنك هرد عالموبايل. 
عاصم : اتفضلي. 
خديجة : الووو ... انا تمام .. انت عامل ايه ... بجد ... لا خليك عندك انا هخلص شغل و هقابلك. .. اوك .. باي .
** كان عاصم جالسا علي نار و ينتابه الفضول .. يريد أن ينقض علي هاتفها و يعرف مع من تتحدث بل تضحك أيضا. و هذا يشعل نار الغيره من جديد... **
خديجة : بعتذر يا عاصم بيه ... اتفضل كمل كلامك .
عاصم : طبعا انتي عارفه ان مصنعي اتحرق و كل شغلي وقف و مافيش اي صفقه من اللي مضيت عليها تمت ... انا كنت جاي عشان أدهم بيه يشتري نص الأسهم بتاعتي في البورصة عشان اعرف اسدد ديوني. 
خديجة : بس الأسهم بتاعتك وقعت و صعب أن أي حد يتعامل معانا بعد ما نشتريها. 
عاصم : بس ممكن تترفع بعد ما تضميها لشركتك و هيبقي ليها اسمها في السوق .
خديجة : و ايه اللي خلاك متأكد كده ان أدهم هيشتريها. 
عاصم : معرفش انا لقيت نفسي جيت هنا .
خديجة : تمام .... اتفضل .
عاصم : ايه ده .
خديجة : ده شيك بمبلغ مش قليل .... 
عاصم : بس ده اكتر من تمن الأسهم. 
خديجة : انا عارفه ... و هيغطي كل ديونك و كمان هيتبقي مبلغ  هيساعدك شويه .
عاصم : طب اتفق الأول مع المحامي و أمضي علي العقد مش معقول استلم الفلوس قبل البيع. 
خديجة : و مين قالك انك هتبيع الأسهم أو انا هشتري .
عاصم : يعني ايه ... مش فاهم .
خديجة : اعتبر المبلغ ده انت واخده من البنك قرض يعني و هتسدد بيه ديونك ولما الشركه تقف على رجليها ابقي رجعهم تاني .
عاصم : انا مش جاي اطلب مساعدة .
خديجة : عارفه. .. بس اعتبرها مساندة متنساش بردو أن احنا في يوم من الأيام كنا متج.... أقصد كان في بينا عيش و ملح. 
عاصم : تمام. ... بس انتي كده ليكي فلوس كتير عندي ... يعني المؤخر مندفعش.... و الشيك ده كمان.
خديجة : انا مش عايزة اتكلم في الموضوع ده انا اتنازلت عنه من زمان و مش عايزه حاجه و ده حاجه ملهاش علاقة بالشغل .
عاصم : حاضر يا خديجة. ... شكرا علي وقفتك معايا .
خديجة : متقولش كده ... أدهم لو كان هنا كان عمل معاك اكتر من كده  انتو بردو كنتو اصدقاء. 
عاصم : اها طبعا .... 
خديجة : ده رقم أدهم عشان لو احتاجت حاجة. 
عاصم : تمام .... استأذن انا .
خديجة : اتفضل .... شرفت الشركه يا عاصم بيه .
عاصم : شكرا .... 
** هم عاصم بالخروج و لكن وقف ثواني قليله ثم نظر إلي خديجة التي كانت تقف و تنظر إليه في توتر واضح علي وجهها**
عاصم : انا مبسوط عشان شوفتك .
** اومأت خديجة برأسها مع ابتسامه خفيفه .... ثم خرج عاصم و هو في حاله غريبه لا يستطيع أن يصفها هناك كميه من المشاعر الغير معروفه توتر علي قلق مع فرحه و سعاده .... كانت خديجة في مكتبها لا تقل حاله عنه تضع يدها علي قلبها الذي يخفق بقوه .... لا تعلم ما سبب اضطرابها هل هي سعيده لرؤيته بعد مرور عامان ام حزينه علي حاله و افتراقهم.... مشاعر و أحاسيس مختلطة في بال كل واحد منهم  **
** وصل أدهم الي الشركه و تقابل مع مالك أمام المكتب **
أدهم : جيت ليه مش قولت انك هتروح .
مالك : عادي ... كنت عايز خديجة. 
أدهم : يبقي في حاجة. 
مالك : هيكون في ايه ولا حاجة. 
** خرجت خديجة من مكتبها تفاجأت من وجود  شقيقيها .. كانت قلقه للغايه ان أدهم قام برؤية عاصم و هو خارج من الشركه**
خديجة : انتو هنا من أمتي. 
مالك : لسة جاين .
أدهم : رايحه فين. 
خديجة : عندي مشوار مهم هخلصه و هروح البيت. 
أدهم : مشوار ايه المهم ده .
خديجة : لما اروح هقولك في البيت .
** همت بالخروج و لكن امسكها أدهم من يدها **
أدهم :  مالك في ايه .
خديجة : (تبتلع ريقها من التوتر و الخوف انها انكشفت أمام شقيقها الأكبر )..... لا مافيش حاجة. 
أدهم : امممم. .. طيب متتاخريش. 
خديجة : حاضر .
** خرجت خديجة من الشركه و هي تأخذ نفسا عميقا ... لا تعلم لماذا كذبت علي شقيقها مع انه سوف يعلم كل شيء. ..  ركبت سيارتها و اتجهت الي وجهتها **
** في منزل عائلة الخواجة. **
ليلي : انا عايزه اطمن علي ابني يا سليم .
سليم : مش بيرد علي حد اعمله ايه .
ليلي : انا لازم اروحله البيت اطمن عليه .
سليم : لا انا حذرتك قبل كده انك تروحيله البيت .
ليلي : مش معقوله اسيب ابني في كارثه زي دي و اكون بعيده عنه .
عبد الله : سيبها يا سليم تشوف ابنها .
ليلي : شكرا يا حاج. 
** ذهبت ليلي الي فيلا عاصم و استقبلتها حياة **
ليلي : عاصم فين .
حياة : معرفش ... ممكن في الشركه .
ليلي : متعرفيش ازاي ... امال عايشه معاه ازاي .
حياة : من وقت اللي حصل و هو مرجعش البيت .... ممكن تستنيه لو عايزه .
ليلي : طبعا هستناه. 
** كان عاصم وصل الي الشركه .. و كان شاردا يفكر في مقابلته مع خديجة التي تغيرت ملامحها و شخصيتها هناك بعد التغيرات التي طرأت عليها في ملابسها و كلامها اللبق و المنظم و التحكم في اعصابها و مشاعرها و وجهها الذي صار مختلفا انه يري هذا الاختلاف وحده فهو يري الحزن علي وجهها و عينيها التي فقدت لمعانها و شغفها انها لم تعد خديجه المرحة التي تحمل الأمل و المجازفة للحياه كل هذا لم يعد موجودا الان .... كان يفكر في تلك الدقائق القليله التي تحدث معها لأول مره بعد انفصالهم علي الرغم انها كانت دقائق معدودة إلا أنها اعادته للحياة ردت إليه روحه مره اخري بعثت فيه الأمل كان يشكر ربه علي الحادث الذي تعرضت له شركته فلولا هذه الظروف لم يكن ليلتقي بحبيبته... كان يتمني أن يعترف لها بحبه في هذه اللحظه لحظه لقائهما و ان يعرض عليه زواجه منها مره اخري ..... ثم فكر قليلا و قال في نفسه انها سوف ترفضه انه لم يترك لها أي ذكري جميله حتي تحبه و تقبل الزواج منه و لكن إذا أحبته فلن يستطيع أن يتزوج منها فهي لن تقبله و هو متزوج ب حياة التي كانت تحرجها بكلامها الوقح بل الكارثه أيضا انها لن تقبل الزواج من رجل لا يستطيع الإنجاب. .. ثم جاء في تفكيره شي اخر لماذا قامت خديجه بمساعدته على الرغم ما فعله معها إلا أنها قامت بمساعدته  لم تنظر الي الماضي بل اعطته مبلغا ضخما يجعله يبدا حياته من جديد و يعوض ما خسره هل هي تقصد ازلاله و اهانته ام تقصد المساعده حقا كما قالت كانت الأفكار في داخله تتصارع في حلبة صغيره معه كل واحد ينقض عليه من جهه و هو لا يستطيع الدفاع عن نفسه أو الصمود أكثر من هذا .... ثم قام من مكانه و هو يصب عرقا و رأسه تأكد أن تنفجر من التفكير و الألم  فقام بتكسير الأشياء التي كانت أمامه عالمكتب ثم امسك رأسه بيديه و ظل يضغط بقوه حتي تهدأ. ... بعدها أشعل سيجاره و جلس علي الاريكه ثم دخل معتز وجد المكان مزري و مدمر **
معتز : ايه اللي حصل ... و كنت فين .
عاصم : اصرف الشيك ده و سدد الديون و كمل شغلنا عادي و كلم أمجد بية عشان نكمل الصفقه .
معتز : جبت المبلغ ده كله منين .
عاصم : بعدين. ... انا هروح البيت عشان تعبان .
معتز : انت كويس .
عاصم : ايوه .
معتز : ايه ده استني .... خديجة اللي اديتك المبلغ ده انت روحتلها. 
عاصم : ايوه يا معتز و مكنتش اعرف انها اللي ماسكه الشغل هناك ... و عرفت اللي حصل و طلبت منها انها تشتري الأسهم بس رفضت و مضت الشيك ده .
معتز : متغيرتيش يا خديجة. 
عاصم : انا ماشي سلام .
معتز : سلام .
** كانت خديجة مع اسلام في إحدي المطاعم **
اسلام : ايه رايك .
خديجة : حلو اووي المكان و موقعه كمان عالنيل تحفه .
إسلام : يعني خلاص نتكل علي الله و نمضي العقود .
خديجة : طبعا و المبلغ جاهز ... و الموظفين موجودين كمان عايزين نبدأ شغل من اول الاسبوع تكون ظبط المكان .
إسلام : حاضر يا ستي. .. بس انتي مالك شكلك متغير. 
خديجة : عادي يعني مبسوطه عشان المطعم .
إسلام : ماشي .... تعالي نتفق مع صاحب المكان .
** وصل عاصم الي منزله وجد والدته في انتظاره **
عاصم : ازيك يا ماما. 
ليلي : الحمد لله يا حبيبي انت عامل ايه. 
عاصم : الحمد لله كويس .
ليلي : معلش يا حبيبي ربنا هيوقف جمبك و يعوضك .
عاصم : الحمد لله يا أمي عوضني و رزقني و الشركه هتقف علي رجليها و تبقي احسن من الاول .
حياة : بجد يا عصومي. 
** نظر إليها عاصم باستهزاء **
ليلي : يعني خلاص المشكله اتحلت .
عاصم : اها الحمد لله. 
ليلي : الحمد لله. ..... 
** كانة ليلي في خاله من التوتر و القلق ... كان عاصم يلاحظ ذلك **
عاصم : في حاجة يا ماما. 
** نظرت ليلي الي حياة. ... فقامت حياة بالمغادرة و الصعود الي غرفتها **
عاصم : في ايه يا ماما مالك .
ليلي : كنت عايزه اتكلم معاك في حاجه. 
عاصم : اتفضلي اقعدي .
** عادت خديجة الي المنزل وجدت الجميع في انتظارها و كان الغضب علي وجوههم **
خديجة : مساء الخير. 
أدهم : كنتي فين. 
شريف : اهدي يا أدهم. 
خديجة : كنت مع اسلام عشان لاقيت محل جديد و هشتريه. 
أدهم : مقولتيش لي أن عاصم كان في الشركه .
** وقفت خديجة مكانها و كانت تبلع ريقها بصعوبه و تلعثم في الكلام **
خديجة : كنت هقول لما ارجع البيت .
أدهم : أممم و كنتي هتقولي انك مضيتي علي شيك بملايين عشان البيه .
خديجة : عادي يا أدهم كنت بساعده .
أدهم : ( بصوت جهوري ) بفلوسنا.... انتي ضامنه انه يرجع فلوسك عاصم ده اوطي واحد انتي فاكره انه ممكن يرجعلك. 
خديجة : ( بصوت عالي ) لا مش مستنيه ولا عايزه منه حاجه و دي فلوسي و شركتي و ملكش دعوه و انا المسؤله. 
** قام أدهم بصفعها علي وجها بقوه ... كان الجميع في حاله صدمه **
خديجة : ؟؟؟؟؟

                الفصل الخامس من هنا

تعليقات



<>