رواية حياة احيت لي قلبي الفصل الاول1والثاني2 بقلم اية العربي


 نبدأ بسم الله 

 رواية #حياة_احيت_لي_قلبي

الفصل الاول1والثاني2  

 بقلم آية العربي 

الفصل الاول

قبل ٥ سنوات .

فى احدى دار الايتام 


تختبئ مروة خلف ظهر حياة والاخرى تحميها وتتطلع للمكان من حولها ... لقد قامتا ايضا بسرقة الطعام من غرفة المشرفة للمرة الالف ... 


دخلت هذه السيدة ذو الوجه المحتقن تبحث بعيناها تجول المكان بخبث دون اصدار صوت ... الا ان وقعت عيناها على المنطقة ما بين خزانة الملابس الحديدية والحائط وهناك جسد بشرى يقف قلبه يعلو ويهبط من الخوف ..


اقتربت بحذر وعلى حين غرة رفعت عصايتها المغطاة بطبقة من الجلد ونزلت بها على جسد هذه الواقفة ..


صرخت حياة متألمة وهى تهتف بحدة _ منك لله يا مفترية كسرتيلي دراعى الاهى يكسر كل عظمة فى جسمك ..


صرخت الاخرى بغل وهى تتسارع بالضربات على جسد هذه الصغيرة التى فرت جارية من مكانها تتحس مكان الضرب بألم ودموع وهى تنظر للاخرى بغضب .


نطقت سوسن بحدة وكره وهى تجرى خلفها تلاحقها هى ومروة التى خرجت معها ملتصقة بها تماما قائلة _ انتو لسة شفتوا حاجة منى ... دانا مهخليش فيكوا حتة تنفع انتى وهي ... بقى تسرقوا الاكل من اوضة مكتبي يا جزم قديمة وتفتكروا انى مش هكشفكوا ... دانتو نهاركوا اسود .


كانت تتكلم وهو تلاحقهما وتضربهما بهذه العصا الممسكة بها باحكام .. كانتا الفتاتان تسرعان داخل غرفتهما تريدان الخروج باى شكل ولكنها تقف معيقة طريقهما .


احتمت مروة بحياة بخوف وبرغم جسد حياة المتالم الا انها تكلمت بجراة وحدة قائلة _ ايوة احنا اللى اخدنا ... ده حقنا وحق العيال الغلابة اللى برا ... الاكل ده بييجي تبرعات لينا وانتى بتاخديه تبعيه ... يعنى المفروض انتى اللى تخافى مش احنا ... والعيال الغلابة اللى برا دول بتأكليهم اكل معفن وهما بيسكتوا علشان بيترعبوا منك يا سوسن لكن انا لاء وهفضحك .


التمعت عين سوسن الغضب وبدأ الدخان يتصاعد من رأسها .... تود الانقضاض على هذه الحياة وازهاق روحها .... فهى تكرهها بشدة وتريد الخلاص منها فدائما تقف حياة لها بالمرصاد متمردة على طمعها وجشعها ..


ظلت مروة متمسكة فى ظهر حياة بخوف دون نطق حرف فاردفت سوسن بهدوء خبيث _ هتفضحيني ؟ ! ... يبقى انتى اللى جنيتي على اللى برا دول ... لما جسمهم يورم من الضرب متبقيش تلوميني ...


نظرت لها نظرة اخيرة قبل ان تتركهم وتغادر حتى تنفست حياة بعتب وهى تتحس مواضع المها ... تنظر لمروة التى ترتعش بخوف تحاول مطمئنتها قائلة _ اهدى يا مروة ومتخافيش منها ... انا لازم اشوف حل للست المؤذية دى اللى يحرقها من يوم ما جت هنا وهى موريانا ايام سودة ... الله يرحمك يا ابلة كريمة كنتى آية ..


تكلمت مروة بخوف مردفة _مش هتقدرى عليها يا حياة ... مانتى ياما اشتكيتي للمتبرعين اللى بيجولنا ومحدش منهم عملها حاجة .


وقفت حياة تلتقط انفاسها قائلة بعد تفكير _ لاء انا عرفت هقول لمين ... كلهم اللى يهمهم منظرهم وبس قدام الصحافة علشان كدة بيتبرعولنا ... بس انا بقى المرة دى عارفة هقول لمين وهو اللى هيتصرف .


تسائلت مروة _ مين ده يا حياة اللى هيقدر يخلصنا من الغولة دى .


نطقت حياة بثقة _ يوسف الكوفي .


》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى فيلا الكوفى تتجمع العائلة حول طاولة الفطور ..


يترأس المائدة يوسف الكوفى ذو ٦٠ عام وبجانبه زوجته ثرية وعلى الجهة الاخرى يجلس عمران بهدوء وبجواره شقيقه يحيى وزوجته عبير ..


يتناول الجميع وجبته بصمت ولكن قطعه عمران يوجهه الحديث لوالده قائلا _ بابا حضرتك فاكر معاد النهاردة صح ؟ 


اومأ يوسف قائلا بتأكيد وهو يرتشف كأس العصير _ ايوة طبعا يا عمران ... معقول انسى معاد زى ده ... دانا كنت بتمناه من زمان يا عمران ... اخيرا يا عمران هتتجوز .


اومأ عمران مبتسماً قائلة برتابة _ معلش بقى يا حاج كل شئ بأوان ... وبعدين والد ولاء كان رافض اي ارتباط غير لما تخلص الجامعة واهى خلصت ونجحت بتقدير جيد جدا كمان ... 


تكلمت ثريا زوجة والده بحب قائلة بفرحة _ الف مبروك يا حبيبي ... دى الفرحة اللى كلنا مستنيينها يا عمران ... وولاء طيبة وجدعة وكفاية انها بتحبك وانت بتحبها .


تكلمت هذه الجالسة تستشيط غضباً ... تركل قدم زوجها من اسفل الطاولة كى تنبهه للحوار ثم اردفت بخبث _ يعنى ايه بقى يا طنط ثريا الفرحة اللى انتو مستنيينها ... طب وفرحة يحيى كانت ايه ... ولا انتو مش حابيين وجودى وسطكوا ..


نظرت لها ثريا بغضب وكادت ان تتكلم ولكن قام يوسف بالربت على يدها الموضوعة على السفرة بمعنى ان تصمت وتترك له زمام الامور ..


التفت يوسف يتحدث مع ولده كأنها ليست موجودة قائلاً _ قول لمراتك يا يحيى ان عمران اخوك الكبير وميصحش كلامها ده المفروض انها تبارك ..


اندفعت عبير من على كرسيها بغل تقف حتى ادت الى سقوط المقعد محدثاً فوضى وهى تردف بدموع تماسيح _ انا مقصدش حاجة يا عمى علشان كل مرة تتجاهل وجودى كدة ... انا مش عارفة انت بتعاملنى كدة ليه ...مع انى مرات ابنك الاولانية وام حفيدتك ... بس واضح كدة من دلوقتى انت هتكون فى صف مين ...


قالتها متعمدة ثم خرجت مسرعة كأنها تبكي وهذا جعل زوجها يقف ناظراً لوالده بغضب ثم التفت الى عمران الجالس يتابع كل هذا بصمت قائلا _ اطمن يا عمران بيه ... يوسف باشا هيعملك كل اللى انت عايزه .. ليك ولحبيبة القلب ... مانت ابنه المطيع اللى بيخرجش من جلبانه ... لكن انا الابن العاق اللى اتجوزت غصب عنه ولحد دلوقتى بتعامل انا ومراتى كأننا مذنبين ..


قالها وغادر خلف زوجته موتراً الاجواء من حوله ولكن يوسف تناول طعامه كأن شيئا لم يكن مشيرا لعمران وثريا ان يأكلا عكس البركان الداخلى له فهو يعلم نوايا هذه الكنة جيدا ويقف لها بالمرصاد ..


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》 


بعد ساعة كان عمران يقود سيارة والده الذى صمم ان يأخذه معه هذه المرة لمشواره المعتاد شهرياً 


اردف عمران بتساؤل _ انا مش عارف ليه يا بابا حضرتك مصمم تاخدنى معاك المشوار ده ... ما انت كل شهر بتروح لواحدك .


تكلم يوسف الذى يجلس بجوار ابنه قائلا برتابة_ علشان لما اموت يا عمران تكمل اللى كنت بعمله يابنى ... اوعى تبطل تعمل كدة يا عمران ... دى بركة حياتنا ... احنا بنعمل كدة لنفسنا قبل اي حد .


نظر له عمران بحب مردفاً بأدب _ بعد الشر عليك يا بابا ربنا يطولنا فى عمرك ..


وصلا اخيرا امام احدى دور الايتام ونزلا اثنانهما فاسرع الحارس الي يوسف مرحباً بحفاوة شديدة كذلك باقى العاملين الذين اتو مسرعين اليه فهو محبوب وسطهم ومعروف بتواضعه وحبه للصغار والكبار .


جاءت سوسن ترسم ابتسامة سمجة مرحبة وهى تمد يدها للسلام مردفة _ اهلا يا يوسف به نورتنا ... اتفضل .


اومأ لها مردفاً بهدوء _ هجيب الحاجات اللى فى العربية وادخل .


قاطعته قائلة تشير الى احدهم _ ممتعبش نفسك هما هيجبوهم اتفضل حضرتك فى مكتبي ..


اومأ لها وبالفعل نظر لابنه ان ينتظره فى الخارج ودخل معها ليطمئن على حال الاطفال ..


وصلت لمكتبها فقالت متحمحة _ اتفضل انت يا يوسف به وانا هنادى الاولاد واجى لحضرتك .


اومأ لها ودلف المكتب يجلس على المقعد الجانبي له ينتظرها وهو يتطلع من حوله ... اما هي اتجهت تنادى الاطفال التى حفظتهم جيدا ما عليهم قوله ..


اشارت لاحدى اتباعها مردفة بخبث وصوت فحيح _ ها قفلتى عليها زى ما قولتلك .


اومأ الاخرى وهى تخرج مفتاحاً من جيبها مردفة _ ايوة يا ست سوسن ... قفلت عليها هى وصحبتها ومش هتعرف تخرج زى ما امرتى .


ابتسمت سوسن بخبث مردفة _ ابقى وريني بقى هتشتكيني ليوسف بيه ازاي يا حياة هانم .


نعم فهى سمعت الحديث الذى دار بين حياة ومروة وتصرفت على هذا الاساس فحياة محقة فى ثقتها بيوسف الكومى فهو رجل نزيه لا يحب الرياء .


اطمئنت سوسن واصطحبت معها الاطفال المرعوبين واخذتهم الى مكتبها بعدما اكدت عليهم ما سيقولونه ..


فى الغرفة العلوية للدار تصرخ حياة بغضب مردفة _ الخبيثة عرفت اللى ناوية اعمله ... اتصرف ازاى دلوقتى يوسف بيه هيمشى ... قولى يا مروة اعمل ايه واخرج ازاى من هنا ؟ 


تنهد مروة بيأس قائلة بسخرية _ خلاص بقى يا حياة مافيش فايدة هتعملى ايه يعنى هتنطى من الشباك ؟ 


التمعت الفكرة فى رأس حياة وابتسمت بفرحة قائلة وهى تتجه ناحية الشباك _ برافو عليك يابت يا مروة هو ده ..


اتسعت عين مروة بخوف وقامت مسرعة تتمسك بها مردفة بحدة _ هو ايه ده انتى اتجننتى ... انتى عايزة رقبتك تتكسر يا حياة .


كانت حياة تنظر للمسافة ما بين الشباك والارض وتحسبها مردفة _ ان شاء الله مافيش كسر ... بس هاتى انتى بس ملايات السرير وتعالى ..


نظرت له مروة بتردد فرأت الاصرار فى عيناها ف اتجهت تحضر الشراشف الموضوعة على الاسّرة واعطتهم لحياة التى عقدت الاطراف فى بعضها ثم قامت بربط طرف احداهما فى مقبض الشباك وهى تتطلع الى مروة قائلة بفرحة _ شوفتى ... ربنا معانا وهنرفدها الظالمة دة .


تعلقت فى الشراشف وبدأت بالنزول بهدوء تحت انظار مروة المرعوبة والتى كانت متمسكة بالشراشف زيادة حذر ..


كانت تنزل ببطء تحت انظار ذلك الواقف يراقبها بصدمة يظنها تريد الهروب فيلتفت حوله فلم يجد احداً فقرر الذهاب اليها وامساكها بنفسه .


كانت حياة قد قاربت على قطع نصف المسافة ولكن بسبب تآكل الشراشف وبهتانها ادى الى تمزقها بعنف مما ارعب حياة وخرجت منها صرخة تستعد للسقوط ارضاً والارتطام او الكسر ولكنها وجدت نفسها ترتطم بشئ لين ضخم ..


فتحت عيناها وجدت نفسها بين ذراع شخصاً لم تتعرف على هويته فنظرت له بتعجب حتى انها شردت فيه عيناه متناسية تماماً وضعها حينما اردفت _ يخربيت عينيك وجمالها .


اوقفها عمران الذى وقع بها ارضاً ووقف ناطقاً بحدة وغضب من نفسه يدارى به اعجابه بعيناها الدخانية هى الاخرى _ انتى غبية ؟ ... يعنى علشان تهربي تقومى تكسرى رقبتك .


كانت مروة تطالعها من فوق وتتنفس براحة بمجرد رؤيتها سليمة اما حياة فقد تملك الغضب منها بمجرد نعت هذا الغريب لها بالغبية مردفة _ انت بتغلط ليه يا جدع انت واهرب ايه ... وبعدين محدش قالك تلحقنى ... عملت خدمة انسانية يبقى متشتمش .


تنفست بعمق حينما انتهت ووقفت تطالعه بغضب بينما هو الاخر اردف بحدة _ تعرفى انى غلطان انى لحقتك فعلا ... اولعى .


قالها وغادر يقف بجوار سيارة والده تحت انظارها المصدومة ولكن تغيرت نظرها بعدما علمت انه سائق يوسف الكومى او هكذا توقعت ..


وضعت سبابتها بين اسنانها تفكر قائلة تعنف نفسها _ يعنى كان لازم تنسحبي من لسانك يا حياة ... اهو طلع السواق بتاع يوسف بيه واكيد هتحتاجى مساعدته ..


تقدمت منه بحذر وهى تلتفت حولها بعدما طمأنت مروة واشارت لها بالدخول فاطاعتها الاخرى ... وصلت بالقرب منه تختبئ وراء احد الاشجار وهى تبسبس له قائلة _ بس بس ... انت ... انت يا سواق ..


نظر عمران لمكان الصوت فتعجب منها وبدأ يجز على اسنانه وهو يمسح وجه بكفه قائلا بنفاذ صبر _ استغفر الله العظيم وبعدين بقى فى الوقعة دى .


تقدم منها مردفاً بغضب _ ايه عايزة ايه تانى ؟ ... تحبي اوصل ساعدتك للمكان اللى عايزة تهربي فيه ؟.


كادت ان تجيبه موبخة ولكنها هدأت من نفسها قائلة بترجى _ اسمعنى لو سمحت ... انا مش عايزة اهرب زى مانت مفكر ... انا عايزة اشوف يوسف بيه ضرورى ... والمشرفة كانت قافلة عليا الباب علشان مقابلوش ... بس انت تقدر تخليني اشوفه .. صح ؟ 


نظر لها قليلا يستشعر صدق حديثها مردفاً وهى يضع ذراعه على الاخر _ وانتى عايزة يوسف بيه ليه ؟ 


تكلمت وهى تتطلع حولها بترقب خوف _ عايزة اشتكيله من المشرفة لو يقدر يغيرها ... دى ست مفترية وبتعاملنا وحش وبتعامل الاطفال هنا بذل وضرب وبيترعبوا منها ..


كانت تتكلم غافلة عن ذلك الذى اقترب من مكانها ولكن عمران تنبه له فاسرع اليها يكمم فمها ويخفيها وراء تلك الشجرة بحذر ... اما هى فاتسعت عيناها برعب من قربه هكذا وحاولت نزع يده التى كانت ملتصقة بمفها فلم تجده يتزحزح انشاً واحداً فقامت بعَض يده بعنف ادى الى تألمه فانتزع يده يطالعها بغضب مردفاً وهو يتحسس كفه _ لا دانتى مجنونة ... انتى ايه اللى عملتيه ده ..


لكزته فى صدره بيدها بعدما ابتعدت عنه مردفة بحدة _ يظهر انى كنت غلطانة لما طلبت مساعدتك فكرتك سواق محترم طلعت كنت عايز تغتصبنى .


اتسعت عينه بزهول وصدمة مردفاً _ يخربيتك ... اغتصبك ايه يا بتاعة انتى انا كنت بحميكي لانى لمحت حد جاي ... وبعدين ايه سواق دى .


ظلت ترمش بتوتر مردفة بعدما فكرت وعلمت حقيقة الامر _ احم ... معلش حقك عليا بس انت مقولتش ان فيه حد كان هنا وخضتنى ... 


تنهدت مردفة _ المهم دلوقتى بالله عليك تخليني اشوف يوسف بيه قبل ما يمشى .


شد خصلات شعره الامامية بغضب مردفاً بقلة صبر _ لا حول ولا قوة الا بالله ... هخليكي تكلميه علشان اخلص منك ... انا مش عارف مين داعي عليا النهاردة .


رمقته بنظرة مقتضبة قبل ان تحولها مدعية البراءة وهى تتمتم بصوت منخفض لكنه وصل الى مسامعه _ بتتنك على ايه ياخويا اومال لو مكنتش سواق البيه ... جتك الارف وانت حلو كدة .


سمعها فلو فمه بابتسامة هادئة يهز رأسه يمينا ويساراً بقلة حيلة من هذه القطة .


خرج يوسف الكومى بعد دقائق يشكر المشرفة على حسن الاستقبال وهو فى اتجاهه لسيارته ولكن قاطعه ظهور عمران يأتى نحوه ومعه شابة فى مقتبل عمرها شديدة الجمال فتعجب يوسف ولكنه رأى انكماش وجه سوسن برعب فتعجب قائلا _ عمران ! .. فيه حاجة ؟ .. مين دى ؟ 


رفع عمران كتفيه بقلة معرفة مردفاً _ مش عارف يا بابا دى بنت من الدار بتقول انها عيزاك .


توترت حياة بعد سماعه ومعرفة هويته هو ابن يوسف بيه وليس سائقه كما توقعت ..


اما سوسن التى حاولت التماسك مردفة بقلق _ يوسف بيه سيبك منها دى بنت مجنونة ... اتفضل انت حضرتك متضيعش وقتك .


اشار لها بيده ان تصمت قائلا لتلك الجميلة بوجه بشوش _ تعالى يا حبيبتى عيزانى فيه ايه ..


اقتربت منه حياة وقد التمعت عيناها بالامل مردفة وهى تتطلع الى سوسن بشماتة _ يوسف بيه ... انا كنت عايزة احكيلك على كل حاجة بتحصل هنا .. بس بالله عليك تصدقنى لان هي بتحاول تدارى على عمايلها ... ولو تقدر تساعدنا متتأخرش .. انا عارفة انك اكتر واحد يقدر يعمل كدة .


اومأ يوسف يضيق عينه قائلا بثقة _ قولى كل اللى عندك ومتقلقيش .


اطمأنت تنظر للواقفة تطالعها بكره وتحذير مردفة _ ابلة سوسن مش زى ماهى قدامك ... لاء يا يوسف بيه دى بتعذبنا وبتضرب الاطفال اللى جوة وبتعذبهم ولو معملوش اللى هي عيزاه بتنيمهم عريانين على البلاط وبتجلدهم وهى متأكدة ان مافيش حد هيلحقنا ... ومش بس كدة ده كمان الاكل اللى بيجيلنا تبرعات ببتاخده تبيعه وتجبلنا اكل معفن ... ولما عرفت انى هقول لحضرتك على عمايلها حبستنى فوق علشان موصلكش بس انا صممت اوصلك واعرفك وكتر خيره ابن حضرتك هو اللى ساعدتى .


تنفست براحة بعدما اخرجت ما فى جوفها ...كان يوسف قد وصل لقمة غضبه اما هذه المشرفة فقط ارتعبت من فعل ما تخشاه فقامت باتجاهها كى تضربها مردفة بأنكار _ انا يا كذابة يا حقيرة .


احتمت حياة بظهر تلك الواقف يطالع هذه القادمة بغضب ثم قام بمسك ذراعها قبل ان يصل الى حياة مردفاً بحدة_ انتى كمان هتضربيها واحنا واقفين ... 


تطلع يوسف الى ابنه بغضب مردفاً _ عمرااان .. سيبها .


تركها عمران ينظر لوالده باستفهام حتى ان حياة ارتعبت من ان يكون لم يصدقها ولكن يوسف اخرج هاتفه وتحدث بما طمأنها قائلا _ تبقى تقول اللى عندها لما الشرطة تحقق ..


طلب رقم احدهم مستكملا حينما اتاه رد _ الو ... ازيك يا سيادة العقيد ... محتاج حضرتك فى خدمة .





البارت الثانى 


بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم 


يجلس عمران خلف طارة القيادة يسوق بعجلة حيث تأخر هو ووالده على موعدهم مع عائلة ولاء حبيبة قلبه ..


نظر له يوسف مردفاً بهدوء _ على مهلك يا عمران ... هنلحق الدنيا مطارتش يابنى .


ابطء عمران قليلاً مردفاً بلوم _ لو كنا مشينا احنا يا بابا والشرطة حققت هي معاها ... مش عارف ليه حضرتك اصريت نستنى ؟ 


تنهد يوسف مردفاً بحنو _ مينفعش كنت امشى واسيب الاطفال يا عمران ... انت مشفتهومش كانوا متعلقين فيا ازاي ... ولا البنت اللى اسمها حياة دى ... من اول ما شفتها وانا حسيت ناحيتها بمسئولية غريبة ... كأنها من دمى ... مكنتش هبقى مطمن عليهم لو مشيت ... كان لازم اتأكد انهم هيبقوا بخير ... واهو الحمد لله المشرفة دى اتقبض عليها والشرطة هتأمن المكان لحد بكرة الصبح وبعد كدة هيتعين مشرفة جديدة للدار .. وانا بنفسى هروح اتابع الاحداث واطمن على الاطفال وعلى حياة .


نظر عمران الى والده بفخر ... فهو انسان عادل لا يحب الظلم ودائماً ما يفعل الخير فى الخفاء ... وها هو يلتزم بمسئوليته نحو اولئك الاطفال ... وهذه البنت المتمردة ايضا ... فبرغم طريقتها الا انها حقاً لديها طاقة تحسد عليها ... ولديها من الاصرار والجرأة ما يميزها عن غيرها من تلك فتيات الدار ..


وصلوا اخيرا تحت منزل ولاء ... صف عمران سيارته ونزل هو ووالده بوقار بعدما ابتاعوا زهوراً رائعة وعلبة شوكالاتا سويسرية فاخرة .


صعدوا فى المصعد ووصلوا امام باب الشقة ... دق عمران جرس الباب ففتحت ولاء بلهفة تناظره بحزن مردفة _ اتأخرت ليه .


غمز لها عمران بعينه مشيراً الى والده فتحمحمت ولاء بحرج مردفة بأحترام _ احم ... اهلا يا عمى يوسف انا اسفة ... اتفضلوا .


ابتسم لها يوسف بود وخطى للداخل هو وعمران وكانا فى استقبالهم والد ولاء ووالدتها ... تبادلوا السلام والترحيب بوجه بشوش واتجه الاسرتين للداخل .


جلس يوسف بوقار وبجانبه عمران يجلس باحترام يسترق النظر لهذه الجالسة بخجل 

بينما والداها يجلسان يتحدثان مع يوسف فى امورٍ عامة ..


دخلت المساعدة ممسكة بصنية عليها كأسات المشروب وقطع الجاتو وتقدمت منهم ووضعت الضيافة امامهم باحترام ثم استأذنت ..


اردف يوسف برتابة _ طبعا يا استاذ سالم حضرتك عارف سبب زيارتنا ومن غير مقدمات  احناا يشرفنا نطلب ايد بنتك الانسة ولاء لابنى عمران .


اومأ سالم مردفاً بهدوء _ والله يا يوسف بيه حضرتك وعمران على راسي وانتو اغنية عن التعريف وطبعا انا معنديش اي اعتراض على عمران ... وعحبنى جدا لما احترم رغبتى فى ان بنتى تكمل تعليمها وبعد كدة يرتبطوا ... بس انا ليا تعليق بسيط .


ترقب يوسف مردفاً بتساؤل _ خير يا سالم بيه ... اتفضل .


نظر سالم لزوجته وابنته التى تنظر ارضاً بخجل واردف _ انا يعنى مكنتش حابب لبنتى انها تكون فى بيت عيلة ... حتى لو هيكون ليها الجناح الخاص بيها ... بس طبعا منعاً للمشاكل انا احب ان بنتى تكون فى بيت منفصل لوحدها .


نظر يوسف لعمران نظرة استجواب هل كان يعلم ... وضع عمران رأسه ارضاً دليل على علمه المسبق ولكنه رفض احتراماً لوالده وتقديراً له... اعاد يوسف نظره لسالم مردفاً بتعقل _ اسمعنى يا سالم بيه ... انا اذا كنت قوى وصعب هزيمتى فده لان اولادى جنبي وفى ظهرى ... هو طبعا حقهم يكون ليهم بيت لوحدهم ... بس كدة انا هعمل فرق بين اولادى ولو جبت بيت لعمران هضطر اجيب بيت ليحيى لانه اكيد هياخد الوضع بحساسية وده معناها ان الفيلا هتفضى عليا ... كل اللى اقدر اضمنهولك ان ابنى هيكون هو ومراته فى حياتهم المنفصلة تماماً عننا ... ده غير ان عمران على عكس يحيى ليه شغله الخاص بيه وفى اى وقت لا قدر الله ظهر اى مشاكل انا مش هعترض انه يستقر فى بيت لوحده ... بس حاليا لو سمحت حاول تفهم موقفي كأب .


نظر سالم لابنته وجدها تومئ بتفهم فعاد الى يوسف يردف بتفهم _ تمام يا يوسف بيه... بما انك ضامن ان بنتى هتكون مرتاحة دى اهم حاجة عندى .. وانا مقدرش ابعد عمران عنك طبعا .


تنهد مستكملاً _ توكلنا على الله ... يبقى نقرأ الفاتحة .


قرأ العائلتين الفاتحة وتم الاتفاق على الخطبة بعد اسبوعين وحفل الزفاف بعد ٣ اشهر مما اسعد عمران بشدة فها هو سيجتمع بحب حياته ولاء .


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


فى اليوم التالى ذهب يوسف الى الدار ليتابع تعيين تلك المشرفة ويطمأن على اولئك الاطفال .


دلف للدار فرأته حياة التى اتت اليه مسرعة تقف امامه تبتسم بحب وبدون انذار ارتمت فى احضانه ... فى الاول اندهش يوسف ولكن بعد ذلك بادلها بحنين وحب ابوى لا يعلم اسبابه ..


ابتعد عنها يبتسم مردفاً _ ايه الاخبار ... المشرفة الجديدة وصلت .


اومأت له حياة مردفة بفرحة _ ايوة يا يوسف بيه وصلت ... وانا ارتحتلها جدا وشكلها هتطلع زى ابلة كريمة الله يرحمها ... انا متشكرة جدا يا استاذ يوسف ... حضرتك عملت معانا خدمة العمر ... الاطفال هنا كانو ياحبة عيني دايقين المر والذل بسبب ابلة سوسن ... يالا اهى غارت ... متشكرين جداً يا استاذ يوسف .


ربت يوسف على ظهرها بحنو مردفاً بحنين _ العفو يا حياة ... انتى لو احتجتي اي حاجة كلميني فورا ... وانا هكون عندك هنا كل اسبوع اطمن عليكوا ..


ناولها الكارت الخاص به مستكملاً _ انا هكون دايما معاكى وعمران ابنى من بعدى ... يعنى متقلقيش ... بس قوليلي ... انتى بتدرسى ؟ 


اردفت حياة بفخر _ ايوة طبعا انا فى اخر سنة دبلوم ... وهخلص واخرج من الدار انا وصحبتى مروة وبنتين تانيين معانا بردو ... ربنا بقى يتولانا .


نظر له بحزن ... كيف ستجابه هذه المسكينة العالم الخارجي بمفردها ... اردف بعد تفكير _ اسمعيني يا حياة ... دلوقتى ركزى فى تعليمك وبعد ما تخلصى انا هشوفلك بيت ليكي انتى وصاحبتك وهتكونوا تحت رعايتى ... وهتكفل بمصروفكوا ... متحمليش هم ..


نطقت حياة بكبرياء _ لاء يا يوسف بيه تشكر ... انا ومروة هنشتغل وهنصرف على نفسنا ... بس الخدمة اللى تعملها انك تخلى بالك من اخواتنا هنا فى الدار ... هما محتاجين ايد تطبطب مش تضرب .


تطلع اليها بتساؤل وتعجب ... كيف لفاقد الشئ ان يعطيه ... لقد حرمت هذه الجميلة من الحنان والرعاية والرحمة وها هي تخاف على تلك الصغار من غدر الزمن .... تريدهم ان يتمتعوا بالرعاية والاهتمام ... لا والله ففاقد الشئ يعطيه وببزخ ..


اردف يوسف باصرار _ حياة ... انتى وصاحبتك هتعدوا فى البيت اللى انا هجبهولكوا فى منطقة سكنية كويسة ... صحيح هي حارة بس اهلها طيبين ... دي اللى انا اتربيت فيها ... هما هيراعوكوا وانا هتابعكوا وهتكفل بمصاريفكوا زى ما قلتلك ومن غير اعتراض ... ودلوقتى تعالى يالا علشان اشوف الاطفال والمشرفة الجديدة .


اومأت له باحترام واتجهت معه للداخل حيث الاطفال .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


مرت الايام والاشهر سريعا على ابطالنا وها هو اليوم الذي انتظره عمران بفارغ الصبر حيث الحفل المقام فى افخم القاعات 


ينتظر مجئ من سلبت  عقله ... ولاء تلك الفتاة الطيبة التى يعشقها منذ زمن وها هو يجعلها ملكة قلبه المتوجة .


تعالت اصوات التسفيق والموسيقى فى ارجاء القاعة وها هى ولاء تخرج من وراء ذلك الباب متشابكة فى يد والدها تنظر لذلك العاشق بحب ... كانت تمشى تلك الرواق كأنها ملاك ... يقف هو فى اخره بتلك الحلة الرائعة التى زادته وسامة فوق وسامته .


وصلت اخيرا اليه وسلمها والدها له مردفاً فى اذنه بهمس بعدما قبلها واقترب منه _ خد بالك منها يا عمران ... حطها فى عنيك .


اومأ له مطمئناً وهو يربط على كتفه ثم اقترب من تلك الحورية فى الفستان الابيض الناصح وقبل رأسها بحب مردفاً باعجاب _ ايه الجمال ده يا حبي .


ابتسمت له وتناول يدها واتجه بها الى مقعدهم تحت انظار الجميع المباركة الا عينين كانت حاقدة متوعدة فى سرها ... كيف لهذه الفتاة ان يكون لها حفل زفاف هكذا وهى لا .


غمزت لزوجها يحيى مردفة بحقد _ شوف ابوك عامل لعمران فرح عامل ازاي ... من اولها كدة الفرق واضح ... ولا علشان انا اهلى ناس غلابة يعنى بيتعمل معايا كدة .


تنهد يحيى مردفاً بضجر _ خلاص بقى يا عبير مش وقته كلامك ده .... النهاردة فرحة عمران خلينا نفرح وبعدها ابقى اعملى اللى انتى عيزاه .


نظرت له بغيظ مردفة بينها وبين نفسها ( يفرحوا ؟ ... على جستى ... انا هوريه هو ومراته ) .


بدأت فقرات الحفل ... كان عمران فى قمة سعادته ... فأخيرا سيتحقق حلمه بعد طول انتظار ... اخيرا هي ملكه وله من تمناها فى احلامه هي بين يده الآن .


كانت ثريا ويوسف يتطلعان اليهم بحنان .... فهذه السيدة هي من عوضته غياب والدته وملئت حياتهم عاطفة وعطاء ... حتى انه يناديها بماما لانها حقاً كذلك ... فهى دائما ما تميل لعمران اكثر نظراً لحنيته واحترامه للجميع ..


انتهى الحفل بعدما تم كتب الكتاب فى القاعة وانتهت فقرات الرقص والفرح وعاد الجميع الى منازلهم واخذ عمران حبيبته واتجه الى فيلا العائلة ..


وصلا امام الفيلا قبل الجميع ونزل من سيارته واتجه اليها يفتح بابها ويمد يده اليها يقبلها بعشق .


انزلها ولف يده حول خصرها والاخرى حول قدماها وقام بحملها مما جعلها تشهق وتتعلق برقبته مردفة بحرج وتوتر _ عمران نزلنى .


نظر لها بحب مردفاً _ لاء يا روحى ده اليوم اللى بستناه سبيني انفذه على طريقتى .


ضحكت عليه دافنة رأسها فى تجويف عنقه مما اثار احساسه وايقظ حواسه فخطى بها للداخل ومنه صاعداً الى جناحهم التى تم تجهيزه كي يليق بالعروسين ..


انزلها بهدوء بعدما دلف واغلق الباب خلفه ... وضع كفيه حول وجنتيها يطالعها بحب مقبلاً رأسها يردف بقلب ينبض بعنف _ نورتى قلبي وحياتى .


ابتسمت بخجل وبدأت تفرك يدها بتوتر مردفة كي تهرب من ذلك الموقف _ ممكن استعمل الحمام .


ابتسم عليها ثم ابتعد يشير لها على المرحاض الملحق التى اسرعت تختبئ بداخله علها تهدأ من قلبها ودقاته الصاخبة ..


خرجت بعد ربع ساعة تتأفأف بضجر وحرج مردفة وهى تنظر ارضاً لذلك الجالس على مؤخرة الفراش يطالعها بابتسامة خبيثة _ مش عارفة افك الفستان يا عمران .


تنهد عمران ناطقاً وهو يقف متجهاً اليها يردف بمكر _ هههه اكيد ياقلبي مهو انا اخترت التصميم ده بالذات علشان ميتفتحش بسهولة .


نظرت له بصدمة تدب قدمها فى الارض كالاطفال ناطقة بغيظ _ ليه كدة يا عمران ؟ انا غلطانة انى خليتك تختار معايا الفستان .


ضحك عليا والتفت يقف خلف ظهرها يمد يده يبدأ فى فك اربطة الفستان واحدة تلو الاخرى تحت رعشتها وقدماها التى اصبحت كاوراق الخريف لا تستطيع حملها خصوصا بعد لمسة يده لظهرها ..


كان كالمغيب وهو يتلمس بشرتها الناعمة من تحت الثوب حتى فك جميع الاربطة وقبل ان يسقط الفستان تمسكت به ولاء جيداً مردفة بتوتر وخجل _ عمران انا جعانة .


هز رأسه بقلة حيلة مردفاً يتنهد بعدما اخرجته من مشاعره _ بالله عليكي يا ولاء ... ليه الفصلان ده ... ع العموم يا حبيبتى احنا نصلي الاول وبعدين ابقى اتعشى ... بعدها بقى ملكيش عندى حجة .


اومأت له بتوجس وبالفعل ابدلت ولاء ثيابها فى المرحاض بأخرى فضفاضة تناسب الصلاة وخرجت ودلف عمران بعدها يبدل ثيابه وخرج يأمها لبدأوا حياتهم بالصلاة .


انتهوا من صلاتهم ووضع يده على مقدمة رأسها يقرئ عليها الدعاء ثم وقف واوقفها مقبلاً رأسها يردف بحب _ مبروك يا حبيبتى .


ابتسمت له مردفة بحب _ بحبك يا عمران .


ايقظ اعترافها بحبه مشاعره النائمة مؤقتاً فأمسك وجهها بكفيه ونزل على شفتيها مقبلاً اياهم فى قبلة اشعلت رغبته فى الاول كانت ولاء متجمدة مكانها مصدومة ولكن بعد قليل انساها عمران توترها حيث ذهب الاثنان الى عالمهم موثقين زواجهم بميثاق المحبة والود .


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فى صباح اليوم التالى استيقظت ولاء على لمسات رقيقة حول وجهها ... فتحت عيناها ببطء وجدته يتطلع اليها بحب مردفاً بابتسامته الجذابة _ صباح الخير يا عروستى الجميلة .


اخفضت رأسها به خجلاً مردفة بحرج _ عمران بس بقى .


تعجب مردفاً بمكر _ ايه يا لولو انا قولت ايه دلوقتى ... انا بصبح على حبيبتى ... اللى كانت هتجننى امبارح .


اتسعت عيناها مردفة بحدة متوترة _ عمراااان .


ضحك عليا مردفاً وهو يدنو يقبل وجنتها بحب _ خلاص يا حبيبتى اسف ... يالا علشان تاخدى شاور لحد ما يطلعوا الفطار .


اومأت له وقامت تلف الملاءة حول جسدها متجهة الى المرحاض تحت نظراته المتفحصة التى تكاد تمزق تلك القطعة ولكنها اسرعت تغلق خلفها الباب بقوة جعلته ينفجر ضاحكاً على هذه الخجولة ..


《》《》《》《》《》《》《》   


فى الاسفل تقف ثريا مع نعمت المساعدة فى المطبخ تباشر تحضير فطور العروسين بعناية ...


دلفت عبير تنظر لهم بغيظ مردفة بسخرية لاذعة _ ده ايه الهنا والدلع ده كله ... وكمان ثريا هانم بتعمل للعروسة الفطار بنفسها .


نظرت لها ثريا بتأفأف فدائما ما تختلق عبير المشاكل مستغلة عدم وجود يوسف الكومى فهو يقف لها بالمرصاد .


اردفت ثريا متجاهلة حديثها _ يالا يا نعمت علشان تنادى اسماء تطلعلهم الفطار .


اومأت نعمت بطاعة مردفة _ حاضر يا ست ثريا ... خلاص اهو .


اغتاظت عبير من تجاهلها المستمر مردفة بغل _ جرا ايه يا ثريا هانم ...هو احنا مش قد المقام ولا ايه ... بس الغلط مش منكوا الغلط من جوزى هو اللى سايب من هب ودب يهين فيّا .


جاء يحيى على صوتها مردفاً بتساؤل _ فيه ايه تانى يا عبير ... احنا مش هنخلص بقى .


نظرت له بغضب مردفة بدموع مسرحية _ فيه انى ماليش قيمة هنا يا يحيى ... ولا حد طايق وجودى ... انا جاية بصبح عليهم وبسألهم على الفطار بتاع العرايس ... باخد وبدى معاهم فى الكلام ... بس ثريا هانم دايما بتقل منى حتى قدام الشغاليين .


نظر يحيى الى ثريا بغضب مردفاً بحدة بعدما تأكد من عدم وجود والده _ ياريت يا ثريا هانم تعرفي ان دى مراتى يعنى مرات يحيى الكومى وام حفيدة الكومى يعنى احترامها من احترامى ومش هي اللى تتهان وسط الخدم .


نظرت له ثريا بصدمة مردفة بحزن _ ثريا هانم يا يحيى ؟ ... اومال فين ماما ثريا اللى كنت بتقولهالى قبل ما تتجوز ... على العموم يا يحيى مراتك لو بطلت تحشر نفسها فى اللى ملهاش فيه مش هتعرض نفسها لاى موقف يزعلها ... وحاضر يا يحيى هنحترمها لاننا محترمين وان احنا قللنا منها معناها بنقل من نفسنا .


التفتت توجه حديثها لنعمت الواقفة تتابع بصمت مردفة _ خلصى يا نعمة وخلى اسماء تطلع الاكل لعمران .


خرجت تاركة خلفها عبير تبتسم بخبث بينما يقف يحيى يؤنبه ضميره على ما قاله لها فهى كانت بمثابه الام له دائما ..


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى دار الايتام تجلس حياة بحزن تنتظر يوسف الكومى الذى هاتفته تطلب رؤيته على الفور وقد لبى طلبها .


حضر يوسف الكومى ودلف مسرعاً يبحث عسنها فجاءت عينه عليها متربعة على الارض الخضراء امام الدار ..


اتجه اليها يردف بتعجب _ حياة ! .


وقفت تجرى عليه تنظر له بحزن مردفة _ عمى يوسف ... الحقنى مش عايزين يخرجونى من هنا غير لما اتجوز ... قالوا ان دى قوانين نازلة جديد .


تنهد بارتياح مردفاً _ بقى هو ده السبب يا حياة اللى مخوفك وقلقتيني علشانه ! .


اومأت له مردفة بحزن _ ايوة طبعا انا كان نفسى امشى من هنا واعتمد على نفسى انا ومروة واشوف الدنيا برة عاملة ايه ... انا هنا حاسة انى فى سجن .


نظر لها بحزن ثم فكر قليلا مردفاً _ طيب يا حياة ... انا هحاول اتكلم معاهم ولو نفع هعملك اللى قلتلك عليه ... ولو منفعش متقلقيش انا عمرى ما هسيبك وهفضل اجيلك كل اسبوع لحد ما تتجوزى من راجل ابن حلال وانا بنفسى اللى هسلمك ليه .


نظرت له بتوجس مردفة بخوف _ لا انا مش عايزة اتجوز ... مش عايزة اتجوز دلوقتى خالص ... انا عندى احلام نفسى احققها يا عمى يوسف .... علشان خاطرى حاول يا يوسف بيه ... ان شالله تاخدنى عندك وانا هعملك كل اللى انت عايزه .


نظر لها بتعجب ... كيف له ان يصطحبها معه وهو لديه ابنان اغراب عنها كما انه يخشى عليها من عبير يعلم انها لن تتركها بحالها ولا يستطيع ايضا ان يجعلها خادمة فهى بالنسبة له تعنى اكثر من ذلك ..


ظل شارداً يفكر فى الامر الى ان قرر الدخول للمشرفة واخبارها بما يرغب به .

                 الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>