CMP: AIE: رواية عروسي الكاذبة الفصل الخامس عشر
أخر الاخبار

رواية عروسي الكاذبة الفصل الخامس عشر

رواية عروسي الكاذبة الفصل الخامس عشر

رواية عروسي الكاذبة 
 

الفصل الخامس عشر 
بقلم سارة علي


في صباح اليوم التالي ..
وقفت جومانة امام باب مكتب وهي تشعر بالخوف والتردد الشديدين ..





رفعت كفها بنية طرق الباب لكنها توقفت أمام الباب دون ان تطرقه ..
اخذت نفسا عميقا وهي تهبط بكفها الى الاسفل من جديد ..
ضغطت على اعصابها بقوة وهي تحاول ان تكتسب بعض الثقة وتذكر نفسها بما يجب ان تفعله ..
طرقت على الباب اخيرا ليأتيها صوته الهادئ يسمح لها بالدخول ..
فتحت الباب وولجت الى الداخل بخطوات مترددة خجول لتلتقي عيناها بعينيه الهادئتين واللتين سرعان ما سيطر عليها الغضب ..
تحشرجت نبرة صوتها وهي تسأله :





" ممكن نتكلم .."
بالكاد سيطر على غضبه الواضح بعينيه المشتعلتين وملامح وجهه المتجهمة فرد بصوت بارد مقتضب :
" اتكلمي .."
اغلقت الباب وتقدمت نحوها بفستانها القصير للغاية وشعرها المنسدل على جانبي وجهها بعشوائية ..
جلست على الكرسي المقابل لتجده يقول بتهكم :
" انا مقلتلكيش اقعدي .."
شعرت بالاحراج الشديد فنهضت من مكانها بسرعة مخفضة وجهها نحو الاسفل ..
اخذت تفرك يديها الاثنتين عدة مرات من شدة توترها لترفع عينيها الزرقاوين اخيرا فتتلاقي بمثيلتها في اللون ..
هتفت بتردد ولعثمة :
" انا اسفة .."
ظلت ملامح وجهه على حالها يكسوها البرود المخيف لتسترسل بنبرة مرتجفة :
" انا امبارح كنت سكرانه ومش عارفة بعمل ايه .."
قاطعها بجمود بث القشعريرة داخلها :
" والمفروض اني اصدق الكلام ده ..؟!"
أومأت برأسها دون رد ليتشدق فمه بإبتسامة متهكمة وهو يكمل :
" ده لو بتتكلمي مع عيل قد اخوكِ ممكن يصدق .. بس معايا لا .."
اكمل وهو يرمقها بنظرات حارقة :
" انا لازم افهم فورا كل حاجة .. انتِ من ساعة ما كنتي منهارة وبتعيطي وتكسري فأوضتك وانا عرفت انوا فيه مشكلة كبيره معاكِ ودلوقتي من حقي اعرف ايه اللي بيحصل بالضبط ..؟!"
حل الصمت المطبق بينهما وكلاهما يسبح في افكاره الخاصة ..
باسل يفكر في سبب تغييرها ويخشاه كثيرا اما جومانة فتبحث عن عذر يخرجها من هذا المأزق ..
تقابلت عينيه اللتان تخبرانها بطريقة ما أنه لا مفر أمامها سوى اخباره الحقيقه بعينيها المترددتين ليهتف بصدق :








" اتكلمي يا جومانة وتأكدي مهما كان السبب هكون معاكي .."
ابتلعت غصة مريرة داخل حلقها وهي تفكر انها أجبن من ان تواجه وأضعف من أن تتحمل خسارته ..
ردت اخيرا بوجه محتقن وصوت هادئ لكنه يحمل رجاءا خاصا :
" هقولك بس مش دلوقتي .. لما احس اني قادرة اتكلم .. ارجوك استحملني فترة صغيرة … بليز .."
نبرتها وهي ترجوه وتتوسله ان ينتظر قليلا أجبرته على ان يرد بهدوء :
" تمام يا جومانة .. هستنى ومش هضغط عليكِ لحد ما تجي .. وتأكدي اني معاكي دايما .."
منحته ابتسامة باهتة ثم سألته :
" لسه زعلان مني .؟!"
نظر اليها بصمت لترمش بعينيها وتهتف بصوت مبحوح وهي على وشك ان تبكي :
" انا اسفة .. والله اسفة .. انا عارفة اني استاهل الضرب .. لا استاهل القتل .. بس والله مش بإيدي .. غلطت وعرفت غلطي .. سامحني .."
تنهد بصوت مسموع وهو يشعر انه على وشك ان يفقد طاقته كليا ليهتف اخيرا :
" خلاص يا جومانة .. حصل خير .."
عادت وسألته بصوت باكي :
" يعني سامحتني ..؟!"
نهض من مكانه واقترب منها .. وضع كفيه على كتفيها وهتف بسرعة :
" متعيطيش .. خلاص سامحتك والله .."
مسحت دموعها بأطراف أناملها ثم هتفت بعدما طبعت قبلة خفيفة على وجنته :
" سوري باسل .."
ابتسم وهو يربت على وجنتها لتنسحب خارجة عندها ..







نظر باسل الى أثرها بصمت قبل ان يتجه نحو مكتبه ويحمل هاتفه يجري اتصالا بأحدهم فيأتيه صوت الطرف الاخر ليقول باسل بسرعة :
" انا فكرت بكلامك وموافق عليه .. بس هستنى شهرين ثلاثة الاول .."
……………………………………………………………

دلفت جومانة الى صالة الجلوس لتجد روبي هناك تقلب في هاتفها حينما شعرت بها فرفعت وجهها ناحيتها وهي تبتسم قائلة :
" صباح الخير يا جومانة .."
ردت عليها جومانة بإقتضاب :
" صباح النور .."
ثم أردفت بعدما جلست قبالها واضعة قدما فوق الاخرى :
" سمعت انوا انتي وباسل رجعتوا لبعض .."
هتفت روبي بمرح :
" بالسرعة دي عمتو نشرت الخبر .. الفرحة مش سايعاها فعلا .."
ردت جومانة بخبث :
" لا مش تيتة .. ده باسل هو اللي بلغني .."
بهتت ملامح روبي قليلا قبل ان تسألها بدهشة :
" باسل ..؟! امتى قالك ..؟! هو مش كان متخانق معاكِ اصلا ..؟!"
ضحكت جومانة بتهكم وردت :
" اتصالحنا .. اعتذرت منه وهو سامحني .. انتِ عارفة باسل ميقدرش يخاصمني ليوم واحد حتى .."
ابتسمت روبي وهي تنظر اليها بإستغراب شديد ثم قالت بإختصار  :
" كويس .. "








منحتها جومانة ابتسامة مصطنعة ثم أشاحت بوجهها تنظر الى الشرفة مستنشقة الهواء العليل منها ..
شعرت بأحدهم يدلف الى المكان لتلتفت بسرعة فتجد باسل أمامها حيث نهضت روبي تستقبله وهي تهتف بسعادة  :
" انا جاهزة عشان نخرج .."
" ماشي .."
قالها باسل ثم استدار الى جومانة هاتفا بها :
" تحبي تجي معانا يا جومانة ..؟!"
رمقته جومانة بنظرات عادية وقالت بسخرية مكتومة :
" لا مش هقدر .. لسه يادوب صاحية من النوم .. ثانيا انتوا اكيد حابين تكونوا لوحدكم ككابل يعني .."
قاطعها باسل بجدية :
" لا طبعا .. قومي غيري هدومك يلا .."
قالت روبي بألفة :
" احنه هنتبسط اوي وانتِ معانا .."
ردت جومانة بضيق خفي :
" بجد شكرا بس انا حقيقي مش هقدر اخرج دلوقتي .. احتمال اخرج بعد الغدا مع صحباتي .."
اومأ باسل برأسه متفهما وقال :
" ماشي يا حبيبتي .. "
ثم خرج بعدها مع روبي خارج الفيلا ..
اما جومانة فأجرت اتصالا مع مارتن تسأله عما يحدث مع ماريا التي علمت بخروجها مبكرا اليوم ..
اخبرها مارتن أن التقرير سوف يصلها مساءا لكن فضولها  جعلها تطلب منه ان يعطيها رقم الشاب المسؤول عن المراقبة ..










أعطاها رقم هاتفه فإتصلت به مسرعة تخبره عن هويتها وتطلب منه ان يخبرها بما تفعله ماريا في الوقت الحالي وأين ذهبت صباحا ..
جاءها صوت الشاب الجاد :
" لقد خرجت من المنزل واتجهت الى منزل صغير أشبه بكوخ يقع في منطقة تبعد حوالي ساعة عن منطقتها الاصليه .. بعد دخولها الى المنزل جاءها شاب ودلف اليها .. بقي هناك لمدة قصيرة حوالي عشرة دقائق ثم خرج لتخرج هي بعده .."
سألته بسرعة وقد تأكدت ظنونها من وجود عشيق حالي لها وبالرغم من اشمئزازها الشديد من تلك  الفترة إلا انها أرادت وبشدة ان تعرف هوية ذلك العشيق فهي تحتاج لذلك وبشدة :
" من هو ذلك الشاب ..؟! هل لديك صورة له ..؟!"
رد بسرعة :
" نعم مدام .. التقطت اكثر من صورة له وهو يهبط من سيارته ويدلف الى المنزل وصور اخرى عنده خروجه .."
" أرسلها فورا .."










قالتها بسرعة ثم تركت الهاتف مفتوح على رقمه لتأتيه عدة صور بعد لحظات ..
فتحت احدى الصور لتجحظ عينيها وهي تتطلع اليه ..
لقد كان هو .. اياد منصور .. 
هزت رأسها نفيا وهي تتمنى لو إنها تتوهم او ربما يكون هذا شبيه له لكنه كان هو بشحمه ولحمه ..
رمت الهاتف على الكنبه وصرخت بألم وغل :
" حقييير …"
ثم رمت بجسدها على الكنبة واضعة وجهها بين كفيها تشعر برغبة شديدة في البكاء ..
وبالرغم من كونها في صالة الجلوس لكنها لم تمنع نفسها من البكاء ..
جرت مسرعة وهي تحمل هاتفها نحو الطابق العلوي ودموعها تتساقط على وجهها بغزارة ..
دلفت الى غرفتها واغلقت الباب خلفها مستندة عليها بينما علت شهقاتنا اخيرا ..
ظلت تبكي دون توقف حتى خارت قواها فجلست على ارضية الغرفة بجانب الباب تحتضن وجهها بين ذراعيها بينما دموعها ما زالت ملتصقة برموشها ووجنتيها ..
رفعت وجهها وحملت الهاتف وفتحته لتدلف الى تطبيق الانستغرام وتفتح حسابه فتجده قد نشر قصة جديدة له ..
فتحتها  لتجده مرتديا نفس الملابس التي كان فيها مع والدتها يبتسم بسعادة وهو يحتضن فتاة يبدو انها احدى معجباته  ..








تخيلته قبلها مع والدتها بوضع حميمي لتشعر بالغثيان فتذهب مسرعة الى الحمام وتقف امام المغسلة حيث فتحت صنبور المياه ورشت الكثير من المياه ودون وعي على وجهها وجسدها ..
سحبت  المنشفة وبدأت تجفف وجهها والجزء العلوي المبلل من جسدها بعنف قبل ان تنظر الى وجهها الباكي في المرأة فتهتف بتوعد لكل من تسبب لها بهذا الالم وأولهم والدتها :
" والله لأخد حقي منكم .. والله لأدمرك يا ماريا .."
ثم خرجت من غرفتها وحملت هاتفها مجرية اتصالا برانيا لترد عليها الاخيرة بترحيب وهي تهتف بها بصدق :
" وحشتيني اوي يا جومانة ..فينك ..؟!"
ردت جومانة بفتور :
" موجوده .. ينفع اشوفك ..؟!"
ردت رانيا بسرعة :
" اكيد طبعا .."
صمتت للحظات قبل ان تسألها :
" هو اياد موجود ..؟!"
ضحكت رانيا وهي تقول بخبث :
" ايه بقى ..؟! مش كان زومبي .."
ردت جومانة تصطنع  الخجل :
" عادي يعني .. مانتِ عارفة اني فان ليه .."
قاطعتها رانيا :
" قصدك مجنونة بيه .."
أخفت جومانة ضيقها ما ان تذكرت مدى اعجابها وتعلقها به وقالت :
" يعني هشوفه ولا لا ..؟!"









لترد رانيا بسرعة :
" عيب عليكِ .. هتشوفيه طبعا .. بس خليها بكره لانوا النهاردة مشغول جدا وانا مش هشوفه اصلا ..بصي استغلي الفترة دي .. عشان هيسافر .."
رفعت جومانة حاجبها وقالت :
" هيرجع مصر ..؟!"
ردت رانيا بإيجاب :
" ايوه .."
" امتى ..؟!"
سألتها جومانة بفضول لترد رانيا بعفوية :
" كمان ست ايام .."
قالت جومانة بجدية :
" ماشي يا رانيا .. انا هقفل دلوقتي .. بكره هشوفك .. كده كده مش هقدر اخرج يومين ورا بعض .. فخليها بكره اشوفك واشوفه .."
" زي ما تحبي .."
قالتها رانيا بجدية لتودعها جومانة وتغلق الهاتف خلفها وهي تفكر بطريقة تستطيع من خلالها ان تصل اليه ..








اغمضت عينيها قليلا ثم فتحتها وهي تهتف بإصرار :
" لازم اتصرف واعمل حاجة فالست ايام دول .."
………………………………………………………..
هبطت ماريا من سيارتها بعدما ركنتها في كراج الفيلا ..
هبطت منها متجهة الى الداخل لتسمع صوت هاتفها يرن فأخرجته لتجد جمال اخيها يتصل بها ..
ردت عليه قائلة :
" هاي جمال.. كنت فين مختفي بقالك كم يوم ..؟!"
رد جمال بجدية :
" مشغول يا ماريا .. المهم جبتلك رقم عامر عساف .. "
ردت ماريا بإقتضاب  :
" كويس .."
سألها جمال :
" هتعملي ايه ..؟!"
ردت بهدوء :
" ملكش دعوة .."
قال مستنكرا :
" مش عايزين اي غلط .. "
قالت ماريا بسرعة :







" مفيش غلط .. بس جومانة وجودها بقى مزعج .. وان الاوان نخلص منها .."
هتف جمال بهدوء :
" قلتلك هنخلص منها بس لما يجي الوقت المناسب .."
ردت عليه بعناد :
" وانا قلت دلوقتي .."
ثم اكملت بضيق : 
" ابعتلي الرقم بقى .."
قال جمال :
" يا ماريا افهمي .. مش عاوزين غلط .. ساعتها ممكن نروح فداهية .."
ردت ماريا بثقة :
" لا داهية ولا حاجة .. بالعكس .. انا هعمل اللي كان لازم يحصل من زمان .."
" بس ساعتها مش هيخلوكِ لحظة واحدة معاهم وباسل هيطلقك .."
ردت بملل :
" عادي .. كده كده هو مش ليا .. "
حل الصمت المطبق بينهما ليهتف اخوها :
" يعني اقتنعتي اخيرا فكلامي وانوا كده كده باسل مش طايقك وعمره مهيكون ليكِ .." 
ردت بغيظ :
" اقتنعت .. وعشان كده هو كمان هيدخل القايمة السوده زي ما كنت عاوز …"
ضحك جمال وقال متهكما :










" ملكيش امان يا ميمي .."
هتفت ماريا بملل :
" ابعت الرقم بقى .. وجهز نفسك .. الليلة البيت كله هيولع .. "
" ماشي .."
قالها وهو يبتسم بسخرية قبل ان يرسل لها رقم ذلك المدعو عامر فتحفظه جيدا ثم تتصل به بسرعة فهي حقا لم تعد تطيق الانتظار ..
……………………………………………………………… 
خرجت ميرنا من المطار بعدما انتهت من جميع الاجرائات اخيرا ..
لمعت عينيها وهي تشعر بنسمات الهواء تلفحها بينما ضوء الشمس المشرق ينعكس على وجهها قليلا ..
سحبت نفسا عميقا عدة مرات وقد تناست في تلك اللحظة ما ينتظرها .. 
تناست مواجهتها المنتظرة مع اهلها .. تناست كل شيء وفكرت فقط بأنها عادت .. عادت من حيث رحلت .. بنفس المكان قبل اكثر من سبعة اعوام كانت تسير معه وهي تبكي بحزن على عائلتها التي تركتها رغما عنها لكن في داخلها شعور ان كل شيء سوف يصبح افضل طالما هي مع من تحب وطالما والدها من تخلى عنها اولا رافضا حب حياتها بقسوة ..
توقفت عن افكارها فهي حقا لا تريد اعادة الماضي من خلال تذكرها إياه وهي تبحث بعينيها عن تلك الفتاة التي من المفترض ان تنتظرها ..
ظلت في مكانها عند البوابة كما اخبرها حيث من المفترض ان تأتي بنفسها اليها بعدما اخذت صورتها ..
وبالفعل بعد لحظات شعرت بإحداهن تتقدم منها ..
كانت فتاة جميلة ذات بشرة ناصعة البياض وشعر لونه يتدرج ما بين البني الفاتح والاصفر .. عينيها تلمعان بشكل جذاب وابتسامة رائعة تزين شفتيها ..
" ميرنا ازيك ..؟!"









قالتها الفتاة بنبرة مرحبة لتبتسم ميرنا وهي تجيبها :
" كويسة .. "
ردت الفتاة معرفة عن نفسها وهي تمد يدها نحوها  :
" انا شيري .. صديقة فؤاد .."
ابتسمت ميرنا وهي تلتقط يديها وتتذكر كيف طلبت مساعدة فؤاد بعدما عادت الى شقة باسل خائرة القوى بسبب حديث روبي المؤلم لتتفاجئ بفؤاد امامها حيث يبدو انه اتى لزيارة باسل بعدما لم يرد الاخير على اتصاله فظن انه نائما وبالتأكيد نائما في شقته ..
بعدما علم فؤاد ان باسل غير موجود اعتذر منها وهم بالرحيل لكنها أوقفته وهي تطلب منه ان يسمع ما تريده منها لتجد نفسها ترجوه ان يساعدها في العلاج بصفته طبيب وإن كان طبيبا مختصا بمجال اخر ..









افاقت من شرودها على صوت شيري تسألها :
" ها نتحرك ..؟!"
أومأت ميرنا برأسها دون رد لتهتف شيري وهي تسحب حقيبة ميرنا  بنبرة منطلقة :
" طب يلا .. انا حجزتلك فأوتيل راقي  .. هيعجبك انا متأكدة .. "
قاطعتها ميرنا بهدوء :
" لازم اروح الاول اشوف عيلتي .."
ابتسمت شيري وردت :
" زي ما تحبي .. خلينا نركب وعرفيني العنوان .."
سارت ميرنا خلفها وهي تدعو ربها وترجوه ان يكون استقبالهم لها افضل مما تتوقع ..
…………………,………………………………………..

كانت نادية والدة ميرنا تجلس امام التلفاز تتابع احدى مسلسلاتها المفضلة بينما ملاذ ابنتها الصغرى تضع سماعة هاتفها داخل اذنها تستمع الى احدى اغنياتها المفضلة ..
سمعت نادية صوت جرس الباب يرن فصاحت على ابنتها التي لم تسمعها بالطبع فهي مندمجة بتلك الاغنية لأبعد مدى ..






جذبت نادية كتاب صغير موضوع على الطاولة امامها ورمته عليها لتنتفض من مكانها فزعا قبل ان تخلع سماعتها وتقول  بضيق :
" فيه ايه يا ماما ..؟! حرام عليكِ .."
ردت والدتها بسرعة :
" الجرس بيرن .. روحي افتحيه .."
" انا مش عارفة الشغالة هترجع امتى .. دي اجازتها طولت اكتر من اجازتي .."
قالتها بملل لتهتف والدتها بصرامة :
" روحي يا ملاذ افتحي الباب .."
ضغطت على شفتيها بقوة وغيظ وهي تتجه نحو الباب وتفتحها لتتجمد في مكانها ما ان رأتها ..
صمت مطبق سيطر على اجواء المكان حيث ميرنا تنظر الى اختها بمشاعر مختلفة طغى عليها الشوق فهي تركتها وكانت وقتها في الرابعة عشر من عمرها وبالرغم من متابعتها لها من بعيد على مواقع التواصل الاجتماعي الا انها بدت مختلفة كليا على الواقع ..
تأملت جسدها النحيل وقامتها الطويلة كطول عارضات الازياء .. عينيها السوداء الواسعتين وشعرها الغجري الطويل ..كانت فاتنة بحق ..
" ملاذ .."
قالتها ميرنا بصوت خافت يسيطر عليه التوتر ..
ابتلعت ملاذ ريقها وهي تشعر برغبة عميقة في احتضانها فهي لطالما انتظرت هذه اللحظة بل كانت واثقة من حدوثها ..
نظرتا الفتاتين خلفيهما بجزع وهما تسمعان صوت شهقة والدتهما ..
نظرت ميرنا الى والدتها بنظرة مليئة بالشوق واللهفة ..
لم ترد في تلك اللحظة شيئا سوى معانقتها .. تريد ان ترتمي داخل احضانها وتشكي لها حالها وما حل بها ..






لم تستوعب ميرنا ما يجري حولها ولم تعطي نفسها فرصة التفكير حتى حيث سارت بلا وعي نحو والدتها ووقفت أمامها تهتف بصوت مبحوح مترجي :
" خديني فحضنك شوية وبعدها اعملي فيا اللي تحبيه .."
وبالفعل جذبتها والدتها نحو احضانها تعانقها بلهفة لتهطل دموع ميرنا بغزارة تتبعها دموع والدتها بينما ملاذ تتابع الموقف بعينين تراكمت داخلهما الدموع اللتي رفضت ان تهطل و تريحها ..
ابتعدت ميرنا من بين احضان والدته وقبلتها عدة مراتٍ بشوق شديد قبل ان تتجه نحو ملاذ وتحتضنها بلهفة دون ان تسألها حتى لتهطل دمعة واحدة يتيمة من عيني ملاذ مسحتها بسرعة ..
……………………………………………………………
هبطت ميرا درجات السلم متجهة خارج الفيلا لتتوقف عند سماعها صوت والدها يهتف بها بصرامة : 
" استني .."
زفرت انفاسها بضيق قبل ان تستدير نحوه وتهتف بإقتضاب :
" نعم .."
" على فين ..؟!"
سألها بهدوء لتجيبه بلا مبالاة:
" خارجة مع صحابي .."
قاطعها بسرعة :
" مفيش خروج .. ارجعي اوضتك يلا .."
" مش راجعة .."
قالتها بعناد ليقول هو بحدة :
" ارجعي بالذوق يا ميرا بدل ما ارجعك بالعافية .. "
اردف بعدها بوعيد :
" انا لسه محددتش عقاب اللي عملتيه امبارح .. "
صاحت به بملل :
" يوه بقى .. انت ملكش دعوة بيا .. انا حرة فحياتي .. واعمل اللي انا عاوزاه .."








صرخ بها بصوت جهوري غاضب :
" لا انتِ زودتيها اوي .. فيه ايه ..؟! هو محدش قادر عليكِ .."
ردت بتهكم :
" اه محدش .. عارف ليه ..؟! عشان مفيش حد من حقه اصلا يقدر عليا .."
تقدم نحوها وقال بقوة :
" لا فيه.. انا موجود ولو فشلت فتربيتك زمان هربيكِ دلوقتي .."
ردت ميرا بتهكم :
" .. قول غيرها يا عم  .. تربي مين بس ..؟! ده انت معملتهاش وانا صغيرة هتجي تربيني دلوقتي .."
جذبها من ذراعها هاتفًا بها بقسوة :
" مش معنى اني دلعتك ابقى غلطان .. ولا ده معناه انك تفتكري اني سهل وهسيبك تصيعي براحتك وتضيعي نفسك.."
صاحت به وهي تحاول جذب ذراعها بعيدا عن قبضته لكنها لم تستطع :
" انت مالك ..؟! اصيع براحتي … اضيع نفسي .. ان شاءالله اولع حتى .. فكك مني بقى .."
" واضح انك مش ناوية تتعدلي .. كده انا مضطر اعدلك بنفسي .."
قال كلماته وهو يحملها بين ذراعيه ويتجه نحو الطابق العلوي متجها الى غرفتها متجاهلا ضربها المستمر له ..
رماها على السرير لتتجه الى الخلف للحظات قبل ان تنتفض صارخة :
" انت فاكر نفسك مين عشان تعمل فيا كده …؟؟"
صاح بقوة :
" ابوكِ يا هانم .."









صاحت بتحدي :
" مش ابويا .."
رد ببرود :
" ربيتك وكبرتك .. شايلة اسمي .. يبقى ازاي مش ابوكِ ..؟!"
صاحت بتحدي :
" هعمل تحليل دي ان اي واثبت اني مش بنتك وساعتها مش هيبقى ليك حكم عليا .."
" اعملي وابقي وريني ازاي هتثبتي .. تحليل عادي .. نزوره مش مشكله يعني .."
قالها بهدوء لتصرخ بغيظ :
" انت ليه بتعمل فيا كده ..؟!"
لكنه تجاهل حديثها وخرج مغلقا الباب خلفه متجاهلا صراخها ..
هبط الى الطابق السفلي مناديا على الخادمة التي جاءت واستمعت له يأمرها :
" المفاتيح الاحتياط لإوضة ميرا عايزها حالا .."
ذهبت الخادمة مسرعة لتنفذ ما اراده بينما دلفت رولا الى المنزل فلاحظت غضب والدها ..
تأملها والدها وهي ترتدي ملابسها السوداء فيبدو انها تزور والدتها كالعادة …
تقدمت نحوه تسأله بإهتمام :
" بابا انت كويس ..؟!"
أجابها بتهكم :
" هبقى كويس ازاي واختك مش ناوية تبطل عمايلها .."
" حصل ايه ..؟!"
سألته بقلق ليرد بهدوء :
" مفيش حاجة .. انا بس حبستها فالاوضاع .."
كادت ان ترد عليه اولا سماع رنين جرس الباب فإتجهت لفتحها قبل ان تتجمد وهي تراه امامها ..
تأملها بنظرة خاطفة قبل ان يدلف الى الداخل دون ان ينتظر سماحها مقتربا من عمه هاتفا بصوت متشنج :



" ايه اللي سمعته ده يا عمي ..؟! هي بنتك مش ناوية تعقل .. ؟! "
صاحت رولا بضيق :
" اظن ده شيء عائلي يا مراد بيه .. يعني ملكش دعوة .."
لم يلتفت نحوها مراد بل وجه حديثها لعمه مردفا :
" يا عمي بجد مينفعش .. كده اسم العيلة هيتضر .."
قاطعه عامر بجدية :
" انا تصرفت ومحدش حد خبر .."
رد مراد بغضب مكتوم :
" وبعدين .. هتبطل تصرفاتها دي .. يا عمي اللي بتعمله ده غلط .. وبصراحة انا كده. مركزي هيتضر والانتخابات جاية وخبر زي ده هيدمر مستقبلي السياسي .."
تقدمت نحوه وهي تهتف بحدة :
" انا مش فاهمة انت جاي تحاسبنا بصفة ايه ..؟! ثانيا مستقبل سياسي ايه ده اللي خايف عليه ..؟! اظاهر نسيت انوا عمك اللي جاي تحاسبه على تصرفاته دلوقتي زمان كنت بتستغل اسمه كويس اوي عشان تحقق طموحاتك .."
صاح بها والدها محذرا :








" روحي انتي دلوقتي يا رولا وسيبيني مع ابن عمك .."
صاحت رولا بدورها :
" لا مش هروح .. لازم يعرف الاول حدوده .. ويعرف ازاي يتكلم على اختي وازاي يتكلم معاك .. بإعتبار انك عمه .."
قالت جملتها الاخيرة بتهكم ليضغط مراد على اعصابه وهو يشير الى عمه قائلا :
" انا ساكت عشانك بس يا عمي ومش راضي ارد .. ياريت حضرتك تتصرف معاها وتشوفها بتتكلم ازاي .."
همت رولا بالرد عليه لكن صوت والدها الصارم يهتف بها :
" اصعدي فوق يا رولا .. كفاية الكلام اللي قلتيه .. عيب تتكلمي مع ابن عمك بالشكل ده .."
صرخت بدهشة :
" انا اللي عيب وهو مش عيب اللي بيعمله .."
التفت والدها نحوها قائلا بنظرات محذرة :
" ايوه عيب ونص .. عشان كده تفضلي فوق .. "
ردت بعناد :
" يعني عادي يتدخل ويتكلم عننا باسلوب .."
قاطعها بقوة :
" ملكيش دعوة .. دي حاجة بيني وبين ابن اخويا .. "
كتمت دموعها داخل عينيها وهتفت بصوت متحشرج وهي تهز رأسها :
" حاضر يا بابا .."








ثم اكملت وهي تنظر نحو مراد فتجد نظراته المتحدية ترمقها بقوة لتعاود النظر الى والدها وتقول :
" بس خليك فاكر دي مش اول مره تعملها وتنصره عليا .. انا بنتك على فكرة مش هو بس اظاهر آنك نسيت كده .."
تجهمت ملامح مراد من صوتها المبحوح ونبرة الانكسار التي غلفت صوتها ليسمعها تكمل بشموخ :
" بس خليك فاكر اني عديت قبل كده تصرفك ده اكتر من مره .. بس المرة دي خلاص .. "
صمتت للحظات متجاهلة نظرات والدها الحزينة واكملت بقوة :
" انا عمري مهغفرلك اللي عملته دلوقتي .. خلي ولاد اخوك ينفعوك .."
ثم تركته ورحلت ليلتفت نحو مراد الذي قال فجأة :
" عمي انا .."









صمت حينما لاحظ نظرات عمه الجامدة قبل ان يهتف به :
" اظن لحد هنا وكفاية .. رسالتك وصلت .. "
شعر مراد بالاحراج  ليومأ برأسه وهو يخرج من مكان بينما رن هاتف عامر ليجيب عليه متعجبا من الرقم الغريب الذي يتصل به ..
……………………………………………………………
قالت ماريا بسرعة :
" عامر بيه .. ازيك..؟!"
سمعت عامر يرد عليها بتعجب :
" نعم ..؟! حضرتك مين ..؟!"
جاءه صوت ماريا الساخر :
" ماريا صفوان مرات باسل صفوان وأرملة اخوه باسم صفوان .."
حل الصمت المطبق بينهما لتهتف ماريا بصوت ذا مغزى :
" اوعى تكون نسيتني لا كده انا ازعل  .. بص مختصر الكلام .. الامانة لسه عندك و ان الاوان  اننا ناخذها .."
رد عامر بهدوء :
" والامانة فالحفظ والصون .. عاوزه تاخديها امتى .؟!"
ابتسمت ماريا وهي تهتف بتهكم :
" للدرجة قاعدة على قلبك ..؟!"
رد عامر بجدية :







" مش كده بس انا تعبت .. تعبت وانا مش عارف احتويها .."
ثم اكمل متسائلا :
" بس انتِ ناوية على ايه ..؟! عاوزاها ليه بعد السنين دي كلها …؟!"
ابتسمت بهدوء : 
" اديك قلتها .. بعد السنين دي كلها .. ان الاوان نستخدمها .. صح يا عامر بيه ..؟!"
رد عامر بهدوء :
" انا مليش دعوة باللي بتعمليه … البنت عندك خديها وقت ما تحبي .. اما انا فمش عاوزك تدخليني فأي حوار .. انا مجرد واحد لقى البنت مرميه فدار الايتام ورباها عشان الأجر مش اكتر .. "
ضحكت بتهكم :
" قلتلي عشان الاجر ..؟!"
لم يرد عليها لتكمل اخيرا :








" تمام .. استنى بقى كم يوم واتصل بيك عشان استلم البنت منك .."
" ماشي يا ماريا .."
اغلقت الهاتف بعدها وهي تبتسم بسعادة ..
سارت بخطوات متحمسة الى الداخل لتجد نورا وجومانة هناك ..
القت التحية لتسمع نورا تسألها :
" كنتي فين ..؟!"
ردت ماريا متجاهلة نظرات جومانة المحتقرة :
" كنت مطرح ما كنت .."
ثم اشارت الى جومانة قائلة :
" عاملة ايه يا روحي ..؟! بقيتي احسن ..؟!"
سألتها نورا بقلق :
" مالك يا جومانة ..؟! انتي تعبانه يا روحي ..؟!"
ابتسمت ماريا بتهكم وقالت :
" امبارح رجعت ثلاثة الفجر وباسل اتجنن وكان هيموتها .."
شهقت نورا بعدم تصديق :
" ايه..؟! معقول كده يا جومانة ..ازاي تعملي كده ..؟!"
اقتربت جومانة من جدتها وقبلت نورا من وجنتيها وقالت :
" سامحيني يا تيتة .. مخدتش بالي من الوقت .."
ثم رمقت ماريا بنظراتها الباردة وهي تكمل :
" وانا وباسل خلاص تصالحنا ورجعنه زي الاول .."
تحركت بنية الخروج من المكان لتقبض ماريا على ذراعها  تقول بتهكم :







" استمعتي الكم ساعة دول .. نهايتنا قربت اوي  يا جومانة .."
 رمقتها جومانة بدهشة لتبتسم ماريا بهدوء وهي تنسحب من المكان تاركة جومانة تتابع اثرها بقلق …
…………………







…………………………………….
كانت ميرنا تجلس امام والدتها تحتضن كفها بكفيها بينما ملاذ تجلس مقابلة لهما تتابعهما بسعادة ..
" طمنيني عنك يا ماما .. عاملة ايه ..؟!"
ابتسمت نادية وهي تجيبها :
" بقيت كويسة لما شفتك .. كنت هتجنن عليكِ .. ازاي هنت عليكِ يا ميرنا تبعدي عني السنين دي كلها .."
قالت ملاذ بسرعة :
" ما خلاص يا ماما .. المهم انها رجعت اهي .. تتغدي ايه بقى يا ميرنا ..؟!"
قالت نادية بسرعة :
" هقوم حالا اعملك كل الاكل اللي بتحبيه .."
قاطعتها ميرنا بسرعة :
" لا ملوش داعي .. انا شوية وخروج .."
بهتت ملامح ملاذ بينما سألتها نادية بصوت متحشرج :
" تروحي فين يا ميرنا ..؟! ده انا ما صدقت رجعتيلي …"
ردت ميرنا بصدق :







" والله مش هروح تاني .. انا هفضل هنا خلاص.. بس مينفعش ممدوح يشوفني .."
قالت والدتها بسرعة :
" وهو ممدوح هيفضل ميعرفش إنك هنا لحد امتى ..؟؟"
هتفت ملاذ بجدية :
" هو ملوش حق يمنعك انك تجي بيت ابوكِ .."
قاطعتها ميرنا بهدوء :
" ارجوكم يا جماعة مش كده … انا هعرف ازاي احل مشكلتي مع ممدوح .. بس ادوني فرصة استقر هنا واضبط اموري .."
سألتها ملاذ :
" هو جوزك معاكِ صح ..؟!"
رمقتها نادية بنظرات حادة لتهتف ملاذ بهدوء :
" ده جوزها يا ماما .. ولازم نتقبله فحياتنا .. حتى لو غلط بس خلاص سنين عدت وكفاية لحد كده .."
قالت ميرنا بهدوء :
" انا ونزار تطلقنا .."
صاحت نادية :
" ايه ..؟! تطلقتوا يعني ايه ..؟!" 
قالت ملاذ وهي تشير بعينيها الى والدتها مؤنبة : " "اطلقت  يا ماما .. فيه ايه ..؟!"
كتمت نادية حديثها داخلها بينما قررت ميرنا ان ترحل فبالرغم من شوقها لهم  وعدم رغبتها بالرحيل بتاتا الا انها يجب ان تذهب كي لا تلتقي بأخيها فنهضت من مكانها وهي تقول :
" انا لازم اروح دلوقتي .."
قالت نادية بتوسل  وهي تنهض بدورها :
" خليكِ شوية .. خليني اشبع منك .."
ضمتها ميرنا بقوة ثم ابتعدت عنها وقالت :
" والله هرجع وهشوفك بشكل مستمر  .. اوعدك بده .. استحملي بس الفترة الجاية لحد ما اضبط علاقتي بممدوح .."







أومأت نادية برأسها على مضض بينما قالت ملاذ بقوة :
" بس بردوا هقولك ده بيتك وانا اختك ودي امك .. احنه ملناش دعوة بممدوح .. زي ماهو ليه عندنا  انتِ ليكِ بردوا .."
ابتسمت ميرنا وهي تحتضن وجه اختها وتهتف بها بحب :
" كبرتي يا ملاذ .. وبقيتي قوية اوي.."
ضحكت ملاذ وهي ترمي نفسها بين احضانها وتقول بصدق :
" انا كنت مشتاقة ليكِ فوق ما تتصوري .."
ربتت ميرنا على ظهرها بينما ادمعت عينا نادية لتهتف ميرنا بسرعة :
" اروح انا بقى .."
ثم قالت لملاذ وهي تعطيها هاتفها :
 " سجلي  رقمك بقى وانا اول ما اشتري خط هكلمك .."
سجلت ملاذ رقمها ثم اعادت الهاتف اليها لتقول ميرنا اخيرا :
" مش هوصيكوا .. محدش يعرف اني جيت .."
ثم احتضنت اختها ووالدتها وودعتهما على وعد بلقاء قريب ..








……………………………………………………
دلف باسل الى المنزل ممسكا بيد روبي ..
القى التحية على الموجودين وهم والديه وجومانة ..
وجد ماريا تدلف الى الداخل وهي تهتف به ببرود :
" عاوزاك .. عندي موضوع مهم عاوزة اتكلم فيه معاك .."
رمقها باسل بتفحص بينما بهتت ملامح جومانة ليهتف بها :
" اتفضلي .."
سارت خلفه بعدما القت نظرة جانبيه على جومانة وغمزت لها ..
نهضت جومانة من مكانها وقالت لجديها :
" انا هروح اعمل شاي .. حد عاوز ..؟!"
ثم خرجت دون ان تنتظر الجواب ..
اما باسل فدلف الى مكتبه تتبعه ماريا بعدما اغلقت الباب الى النصف فهي تعلم جيدا ان جومانة لحقتهما لتسمع ما سوف تقوله ..
" انا عايزة انطلق .." 
قالتها ماريا دون مقدمات ليتطلع اليها باسل بهدوء قبل ان يقول :
" تمام .. هطلقك .. بس تتنازلي عن الاولاد لينا .."
قالت بهدوء :
" هتنازل عن حضانة عمر بس جومانة لا .. "
ضغطت جومانة على اعصابها بقوة وهي تستمع الى حديثها بينما قال باسل بنفس الهدوء :
" الاتنين يا ماريا .. تتنازلي عن الاتنين ..؟!"
هتفت ماريا به :
" للاسف يا باسل .. انا مش هتنازل عن جومانة لإنها بنتي ولازم تكون معايا .."
قال باسل بتحدي :








" وهي بنت اخويا بردوا ومن حقي تفضل معايا .."
قالت ماريا بهدوء وعينيها تلمعان بقوة :
" بنت اخوك قانونيا لكن بايولجيا لا .."
سألها باسل بجدية :
" تقصدي ايه ..؟!"
كتمت جومانة شهقتها بصعوبة غير مصدقة الى اي مرحلة من الحقارة وصلت والدتها بينما اكملت ماريا :
" اللي اقصده يا باسل .. انوا جومانة بنت باسم عالورق بس .. لكن فالواقع هي بنتي لوحدي .."
ثم اعطته ورقة صغيرة وقالت :
" وده تحليل الدي ان اي اللي عملته زمان لما جومانة كان عندها ست سنين وبيثبت انوا باسم مش ابوها .."
هطلت دموع جومانة بغزارة بينما تناول باسل الورقة ونظر اليها قليلا قبل ان يعاود النظر الى ماريا بصمت مريب ..
لحظات قليلة وقطع الصمت هاتفا بها بهدوء :
" عارف .."




سألته بضيق :
" عارف ايه ..؟! بقولك مش بنت اخوك .."
ليرد هو بما جعل عينيها تتسعان بصدمة وشهقة جومانة ترتفع غصبا عنها :




" عارف انها مش بنت اخويا .. جومانة مش بنت باسم يا ماريا .. وانا عارف ده من سنين طويلة .."



 👇

 🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

🍁🍁🍁🍁مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 
 نقدم لكم كل ما هوا حصري وجديد

جاري كتابة الفصل اترك ١٠ تعليق ليصلك الفصل 

 الجديد فور الانتهاء من كتابته ونشره

 وايضاء  اشتركو على

 قناتنا        علي التليجرام من هنا

ليصلك اشعار بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


         الفصل السادس عشر من هنا


 رواية عروسي الكاذبة كامله للقراة اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-