رواية اقبلني كما انا
بقلم فاطمة الزهراء عرفات
(الفصل الثالث والعشرون)
....................
طالع بدر القلادة الذهبية بأعين منصدمة غير مصدقة للواقع تلفت للعلبة التي كانت تأويها ليجد بها ورقة مطوية أخذها مكتوبة من علوية ثم بدأ يقرأها بصوت مسموع نسبياً،
" لو أنت بتقرا الرسالة دي فأنا أكيد دلوقتي عند ربنا أنا كتبتلك الرسالة دي بعد أول مرة اشوفك فيها وأنت راجل ملو هدومك، كنت فكراك ميت من يوم. الحادثة اللي عرفتها وقدر ربنا اني اشوفك تاني، السؤال اللي عاوز تعرف أجابته، اه انت فعلا كان معاك سلسلة صليب دهب وأنت صغير لما الشرطة
سلمتك للدار بس انا طمعت فيها وبعتها وفي ظرف سنتين الراجل اللي بعتهاله جاني وقالي خدي سلسلتك كل ما اتصرف وأسيحها تحصلي حاجة مرة . جالها المرض الخبيث ومرة تانية أبني الكبير عمل حادثة وغيرها وغيرها.. اكيد وراه سر
وأخدتها قولت في بالي يمكن عشان سرقت حاجة ماخصنيش وأحتفظت بالسلسلة لغاية ما جه اليوم اللي شوفتك فيه يا بدر انا كان قلبي بيتقطع وأنت بتتحايل عليا عشان اقولك الحقيقية بس كنت جبانة اوي مش قادرة اقولك خايفة تعملي
حاجة مش عاوزاك تستحقرني أكتر ما انا مستحقرة نفسي، زمان لما جيت للدار وأنت حتة لحمة حمرة كان عندك حرق نار في صدرك والسلسلة الصليب اللي مكتوب عليها أسم أبوك وأمك الحقيقيين، انا مش هقدر أقولك سامحني
ولا افتكرني بالخير عشان انت ماشوفتش خير معايا غير الذل والضرب والشتيمة بس ماتدعيش عليا انا بين ايدين ربنا."
نطق أخر كلماته والورقة وقعت من ثنايا أصابعه أغمض عينيه بألم، ماذا بعد؟ هل أرتحت عند معرفة الحقيقة هل هى تلك الحقيقة التي كنت تنظرها؟
رفع مجددا القلادة وبحث عن الأسماء فوجد "السكندر وڤيكتوريا" مدونين بجانب
نهض بدر من الأرضية ممسك بالقلادة عازماً على فعل شيء قبل أن يخرج من الغرفة أخذ مجدداً الرسالة.وبعض من الصور التي تجمعه مع رفاقه في الدار، وغادر الشقة
..........................
في منزل (عكاشة الأديب)، كالعادة تشاجرت ميسرة مع أبنها وحدثت تطاولت حتى دفعها أخبرت ابنها بالتبني ولم يتأخر عنها للحظة كان بداخل المنزل
حدث يوسف بغضب: انا كنت بعديلك عشان امي لكن انت مرة واتنين سايق العوج.. مش هراعي انك اخويا الصغير و..
قاطعه يوسف ببرود وهو جالس ممسك بجهاز تحكم التلفاز: ششششش.. انا مش اخوك وامي مش امك.. ماتنساش نفسك هما جابوك وياخدوا فيك ثواب
أحتد ملامح سيف للغضب فأمسكه من ياقته وجذبه كي يقف صارخاً به بعنف: لأ.. امي زي ما هى أمك.. ولأخر مرة هقولهالك يا يوسف ليا فيها
أكمل يوسف متابعة القول بغضب مماثل له محاولاً افلات نفسه: ماهو أنت بتعمل كده عشان تورث طول عمرك كلب فلوس وآآآه
لم يكمل جملته بفعل لكمة سيف له بعنف تآوه قليلاً ليكمل سيف ضربه بساقه، شهقت ميسرة لتسرع بأحتضان سيف وتتوسله: أبوس ايدك يا ابني ماتضربهوش.. انا مش عاوزة حد فيكم يكره التاني
هدر يوسف بها بغيظ من قولها الذي يثير أستفزازه: أبنك من فين؟ انا اللي ابنك.. ازاي تنصفي ابن دار الايتام عليا
لم يتحمل سيف كلامه المرير فلكمه واحدة أخرى ولكن أشد قسوة ليهدر به: وانت مين اللي فهمك اني سرقت فلوسك يا غبي؟
جذبت ميسرة سيف لها ووقفت أمامه لتكون حاجز بنهم ثم قالت بحزن يشوبه الحنق: حرام عليك يا يوسف.. أخوك عمره ماكل حقك انت. ابعد عن اصحابك اللي بيملوك كلام غلط.. هما مايعرفوش حاجة
اعتدل يوسف وأمسك والدته يرجها بغضب: لا يا ماما هما الصح وانتو الغلط.. بتتبنوه ليه طالما انا موجود وربنا رزقكم بيا.. غير انكم مش عاوزين حد يشاركني الفلوس
ثم وجه حديثه لسيف بجفاء مغلف بالغضب: انا عمري ماحبيتك ولا هحبك ومش هعتبرك اخويا عشان انت فعلا مش أخويا وياريت ماتجيش هنا تاني
أبتعد سيف من أمام والدته ثم اقترب من يوسف ونظر له مطولاً لينطق بهدوء قاتم: توعدني انك مش هتزعل امي
أومأ يوسف راسه بضيق قبل ان يستأنف قوله: أوعدك
تنهد سيف ورد عليه بجفاء: وانا مش هجيلك تاني
رمقتهم ميسرة بغضب لتصرخ بحدة: انتو بتتعازموا عليا.. اسمع منك ليه انا امكم انتو...
قاطعها سيف بصوت جاد: ودي هتكون اخر مرة اجيلك البيت.. يا.. يا يوسف
ألتفت سيف لوالدته واخذ بكفها ليقبل ظهره ويقول بهدوء: بيتي هيفضل مفتوحلك.. في الوقت اللي يعجبك تيجي وتنوري فيه.. سلام يا امي
أمسكته ميسرة من طرف قميصه تقول بنفاذ صبر: استنى يا سيف.. ده برضو بيتك و..
قاطعها مجدداً عندما وصل لباب الشقة وقال بأبتسامة مصنوعة: انا مشغول يا حبيبتي لازم امشي سلام
اغلق خلفه الباب برفق واسرع بركوب سيارته لم يعبأ بنداء ميسرة له عادت مجددا لابنها وهى تقول بغضب: حرام عليك.. بتستفاد ايه من كلامك اللي زي السم.. سيف اتربى معاك وعمره ما أذاك ليه بتعمل كده؟
جلس يوسف على الأريكة بغضب: بتنصفيه عليا ليه؟ انا أبنك مش هو
أغتاظت ميسرة من قوله لتتابع بغضب: كان نفسي تكون زييه في اخلاقه وفي تفوقه في كل حاجة
حدجها بسخرية ليجفف الدماء السائلة من أنفه
.......................
كان يقود سيارته بشرود لوقت طويل مئة سؤال وسؤال برأسه يريد ان يعرف كثير من الاجابات خول علامة الاستفهام الغير معروفة
وصل بدر في المساء أسفل العمارة صف سيارته ثم ترجل منها ودلف للداخل المصعد ليصل به الى الطابق الذي يسكن به عند خروجه وجد مكية
جالسة على درجات السلم وحجابها الذي زاد من جمالها، نهضت واقتربت منه سألها بدر بجمود: بتعملي ايه هنا؟
أجابته بنبرة خافتة وعليها ابتسامة: شكرا على الورد عجبني اوي.. اول مرة افرح بالشكل ده
أومأ رأسه ولم يعيرها اي رد فعل تعجبت منه لتسأله بتريث: أنت كويس؟
تنهد بدر ليسألها بنبرة جادة: ماريا صحبتك اوي؟
جزت على اسنانه وأجابته بضيق: ايوة صحبتي اوي بقالي سنة اعرفها.. مالك بيها؟
تابع سؤاله بنبرة تحمل الفضول: معاها كام أخر غير رفاييل
رمقته مكية بتعجب عن الأسئلة لرفيقتها فأجابته على مضض: چايدن وكان في ستيڤن ده أكبر واحد بس مات وهو عنده سنتين.. بتسأل عنها ليه؟
تغيرت تعابير وجه بدر للصدمة والتعجب في آن واحد لما كل هذه المتاهات همس بدون تصديق: ستيڤن ومات وهو عنده سنتين؟ ازاي؟
واصل بدر أسئلته بجدية متصلبة: ابوها اسمه السكندر.. وأمها اسمها ڤيكتوريا؟
أومأت رأسها بالموافقة ثم قالت بعدم فهم: أنت بتسأل عنها ليه؟
ثم تذكرت في الصباح بالشبه الذي بين ڤيكتوريا والده رفيقتها للمرة الأولى التي تراها وبين بدر الدين، توقفت عن الثرثرة وتعلثمت في الحديث: آآ.. فيها شبه منك اوي
رفع بصره إليها فارتفعت نبرة صوته ليقول بجدية: مبروك لنجاحك.. انا جاي تعبان من الشغل ولازم ارتاح شوية
ثم أخرج ميادلية المفاتيح وقام بفتح الشقة ودلف للداخل واغلق الباب بهدوء تحت نظرات مكية المتعجبة همست لنفسها: ياربي ماله ده؟
....................
جلس بدر الدين على الأريكة وأخرج من جيب بنطاله الصور ولم يعبأ بها ثم اخرج من الجيب الأخر القلادة الذهبية وضعها على الطاولة ودقق النظر بأسم ڤيكتوريا والسكندر
همس لنفسه بحيرة: لو هما فعلا اهلي وأنا اسمي ستيڤن يبقا انا عشت معاهم سنتين بس ازاي والراجل وعلوية أكدولي ان كان ليا يوم واحد وأنا وسط الكلاب؟... طب لو هما مش أهلي ليه السلسلة دي جات معايا؟ والشبه اللي بيني وبين الست؟
رفع بصره للسقف وتابع بحنق: انا مش فاهم حاجة خالص... حرق النار اللي في صدري سببه ايه؟ لو انا ابن حرام كانوا هيحرقوني عشان عملتهم تختفي بس ازاي وهما عايشين حياتهم وخلفوا ٣ ورايا؟ ولا انا يمكن مش ابنهم؟
نظر للقلادة وتابع بحيرة: السلسلة دي نفس السلسلة اللي كان لابسها رفاييل في الصبح وهى برضو نفس السلسلة اللي جات بيها ماريا للمشتل ويوم اليخت؟
أخذها ودلف بها لغرفته ووضعها بداخل الدولاب ثم ارتمى على الفراش يفكر في اجابة لسؤاله: ليه الست اول مرة شافتني حضنتني؟
........................
بمنزل (السكندر الخواجة) لم تعد ڤيكتوريا قادرة على الصبر اكثر من اللازم رغم تهدئة السكندر لها
صاحت بصوت عالي: مش.. قادرة.. يا السكندر.. مي سينتو (أشعر) بأنه ابني
رد السكندر عليها بنأكيد: انا متأكد انه ابني بس ازاي اقوله؟
خرجت ڤيكتوريا من غرفتها وهتفت على أبنها رفائيل لياتي مهرولاً لها ويصيح بقلق: في ايه يا ماما خضتيني؟
سأله السكندر بجدية: اللي جاب ماريا اسمه ايه؟ بدر ولا يحيى
رفع رفائيل كتفه وقال بعدم معرفة: معرفش... اول مرة قابلته فيها قال اسمه يحيى عاصم القاضي وبعدين بدر الدين طه محمود
خرجت ماريا من غرفتها للصوت العالي وكذلك چايدن فتابعت ڤيكتوريا ببكاء: ده يكون أبني ستيڤن
صدم الثلاث ابناء من ذلك القول فتحدث چايدن بضيق: أبنك؟ هو مش ستيڤن مات؟
أكمل السكندر الحديث بحزن حاول اخفائه: ستيڤن عايش مامتش؟
هتف چايدن بدون تصديق: نعم!!.. ولما هو عايش مقولتش ليه؟ ومين بقا ستيڤن؟ صاحب رفاييل.. وخدتوها من الشبه.. مش دليل انه ابنكم؟ اسمعيني يا ماما ستيڤن مات من زمان بقاله سبعة وعشرين سنة بلاش الوهم
هدرت ڤيكتوريا بغضب رافض للتصديق: لأ ستيڤن آيش وهو نفسه بدر او يخيى.. اخنا ماكناش بنزور قبره.. أشان مافيش قبر
هز رفائيل رأسه بعدم فهم فتريث في القول: براحة كده وفهمونا ازاي ستيڤن عايش وانتوا كنتوا كل يومين بتزوروا قبره؟.. امال القبر اللي كنا بنروحوا معاكم ده ايه؟
تنهد السكندر ورد علي ابنه بتأكيد: فاضي مافهوش حد ميت
هل تشعرون بالصدمة أعزائي القراء هى تلك الصدمة المرسومة على وجوه الابناء الثلاثة همست ماريا بعدم تصديق: طب ليه؟ لما هو عايش قولتوا انه ميت؟
ردت ڤيكتوريا عليها من بين الشهقات الحزينة: مش.. هنتكلم.. دلوقتي مش هقدر اقولكم.. لما يكون هو قدامي هقول كل خاجة
هدر چايدن بغضب: وانتي ايه اللي يضمنك انه هو فعلا ابنك.. احنا مسيحيين وهو مسلم
هدر السكندر بغضب اكبر من غضب ابنه: اتكلم عدل يا چايدن.. انا ساكت بس عشان الحالة اللي امك فيها.. وزي ماسمعته ستيڤن مامتش ومش هنقول ليه.. غير لما يكون هو قدامنا
دلفت ڤيكتوريا لغرفتها وجلست على الأريكة بحزن أقترب منها السكندر ثم جفف عبراتها وهمس بتأكيد: ماتعيطيش.. انا متأكد انه أبننا.. وقريب هنعرف كل حاجة
......................
في صباح اليوم التالي استيقظ بدر الدين بعد صراع فكري طويل الأمد مع نفسه حدث بالأمس أغتسل وارتدى ثيابه ثم أخبر رفيقه سيف بأنه يريد مقابلته
تجمعوا بأحد المقاهي، قص بدر على رفيقه كل شيئ حدث معه ليسأله بفضول: في معلومات مش كاملة محتاجة اجابات.. ازاي علوية والراجل بيقولوا ان السلسلة بتاعتك وكان عندك يوم.. وهما بيقولوا ان ستيڤن اللي هو انت ميت وانت عندك سنتين؟
وضع بدر كفيه على صدغه وهو يقول بحيرة: والراجل قالي بقالهم سنين كتيرة بيجوا هنا.. نفس المكان اللي لقيني فيه عند الكلاب؟
رفع بدر بصره لرفيقه وقال بجدية: انا عاوز احمل تحليل DNA عشان أتأكد
لوى سيف فمه وحدثه بسخرية: وهتعملها ازاي دي؟ وكيف هتاخد عينة من الدم؟
أبتسم بدر له وقال بجدية: هقولك هعملها ازاي.. بس نفذ اللي هقولك عليه بالحرف
......................
بداخل المستشفى التي يعمل بها سيف هاتف رفائيل من هاتف بدر ولم يتأخر عنه بالفعل كان بطانب سيف يسأله بقلق: ماله بدر؟
أردف سيف مصطنعاً لهجة جادة: هو محتاج نقل دم وهو قالي مايعرفش حد غيرك.. بعد اذنك هناخد منك عينة دم هنشوفها متطابقة لدمه او لأ.. عندك مانع؟
هز رفائيل رأسه بنفي وشمر عن كمه لتأتي ممرضه وتمسح بقطنة أعلى منطقة الوريد وتغرس أبرة بداخله وتسحب منه الدماء تركت له قطنة أخرى
وغادرت، تابع رفائيل الحديث: طب هو فين؟
حاول سيف السيطرة على ارتباكه فرد عليه: جوا.. انا جايلك تاني
ابتعد سيف من امام رفاييل ودلف لمكتبه حيث كان يوجد به بدر الذي سأله بجدية: ها.. عرفت تاخد عيمة دم منه
أومأ سيف رأسه وأخذ حقنة مغلفة وقال له بجدية: شمر كمك
فعل بدر كما قال له وفعل مثلما فعلت الممرضة، أردف سيف بجدية: رفاييل عاوز يشوفك.. اقوله ايه؟
أجابه بدر بنبرة خالية من المشاعر وهو يعاود ارجاع كمه: أتصرف
خرج سيف من الغرفة وأعطى الحقنة لممرضة وعاود الى رفائيل الذي اسرع بسؤاله: فصيلة الدم...
قاطعه سيف بأسف مصطنع: للأسف مش متطابقة.. أحنا دورنا في تلاجة بنك الدم ووجدنا نفس فصيلته
تابع رفائيل قوله بتنهيدة خفيفة: طب ممكن أشوفه؟
أجابه سيف بهدوء رافض: مش دلوقتي شوية
أومأ رأسه وسأله مرة أخيرة وهو يجلس على المقعد: طب سببها ايه؟... اول امبارح شوفته كان كويس
جلس سيف بجواره وأخبره بجدية: حد غذو بمطوة في بطنه
وقف رفائيل وصاح بصدمة: ايه؟
أمسكه سيف من ساعده ليجلسه مرة أخرى ويقول بلامبلاة: بس هو كويس دلوقتي.. انت تشكر انك جيت دلوقتي تقدر تتفضل تمشي
لوى رفائيل فمه بضيق وأستأنف الحديث برفض: أمشي ازاي دلوقتي وهو متعور.. انا هفضل معاه
جز سيف على أسنانه بنفاذ صبر كيف له ان يبعده من تلك المستشفى ولكي لا يشعر بشيء اخر، نهض سيف وغادر مجددا
دلف لمكتبه وأغلق خلفه الباب بهدوء واقترب من بدر ليبعثر خصلات شعره هتف بدر بسخرية: ايه البرود ده يا سيف
تابع تفرقة ثيابه بعدم اهتمام وهو يردد: لازم تبان قدامه انك واخدة علقة عشان انا قولتله انك خدت مطوة في بطنك
صاح بدر بضيق: نعم!
اخذ سيف من فوق المكتب مطهر للجروح احمر وقام بسكب القليل اسفل بطن بدر وبمقص فتح فتحة كي تثبت الحبكة لم يمنع هذا من وضع ضمادة على رأسه وفي بطنه واخيرا وضع قنية طبية "كانيولا" لتثبت انه تعرض للسرقة
أكمل سيف قوله بأبتسامة: اعمل نفسك تعبان او ماتتكلمش احسن
بعد فترة خرج بدر مدعي المرض ليسرع له رفائيل بالأقتراب منه سأله عن صحته ومثل بدر الألم ليوصله لبيته في العمارة كان يود بدر الصعود بنفسه ولكن أصر رفائيل بالصعود معه، عندما دلف للداخل تحدث بدر بجدية: شكرا يا رفاييل انا تعبتك وعطلتك عن شغلك تقدر تتفضل تشوف اللي وراك انا دلوقتي هاخد دُش
لم ينتظر مه رد ليسرع بدلوفه للحمام كان رفائيل سيخبره بأنه نسى ان يأخذ ثيابه ولكن لم يستطع لسماعه صوت المياه دلف لأحد الغرف وجد بها سرير ودولا تأكد من انها غرفته عند فتح الباب وسحب منه الثياب بسرعة سمع ارتطام شيئ على الارض
نظره له بدون اكتراث لينصدم صدمة كبيرة لرؤية قلادة ذهبية على هيئة صليب أمسكها بتردد فأنه يعلم بأن بدر مسلم لما تلك موجودة معه زادت صدمته عند قرائته لأسم ابيه وأمه نظر للقلادة
المعلقة على رقبته نسخة منها أسرع بوضعها مكانها ووضع عليها الثياب وخرج مسرعاً من الغرفة ومن الشقة بأكملها
.......................
كان رفائيل في صدمة كبيرة علم بأن والديه على حق لم يكذبا بأن ستيڤن عايش تيقن بأنه هو شقيقه للشبه الذي بينه وبين والدته ولكن لماذا أخبره انه يحيى ثم بدر علامة استفهام تريد اجابة؟
بعد مرور عدة ايام مروا كأنهم شهور لبدر الدين فتح الباب عند سماع رنين جرسه وكان سيف ممسك بملف حدجه بدر نظرات قلقة وكأنه يحسه على الكلام، دلف للداخل وتابع بدر بتساؤل: ايه؟
وضع سيف الملف على الطاولة وتنهد ثم اردف بهدوء: نتيجة التحاليل بتقول انكم اخوات.. وكمان نفس فصيلة الدم
أتسعت حدقتي بدر بعدم تصديق ليسرع بقول: أنت بتقول الحقيقة ولا اي كلام؟
أشار على الملف وقال بجدية: والكلام ده في كدب يا بدر؟ لو مش مصدق الملف عندك اهو.. اه السكندر وڤيكتوريا اللي اسمهم على السلسلة بتاعتك هما أبوك وامك الحقيقيين
نظر بدر بالملف وهو في عالم أخر جلس على الاريكة ثم جلس على الأريكة وسأله بتعجب: ليه قالوا اني ميت واني كان عندي سنتين؟
أجابه سيف بتأكيد: اتكلم معاهم يا بدر
رمقه بغضب جلي ليصرخ بضيق: انت بتقول ايه؟ ازاي اتكلم معاهم دول رموني وانا صغير وكانوا عاوزين يحرقوني
أراد سيف ان يهدأ رفيقه فجلس بجواره وحدثه: وأنت شوفتهم وهما بيحرقوك؟ انت عندك ١٠٠ سؤال محتاج أجابته وهما اللي يعرفوا يجاوبوك.. هما دول اهلك
أبتسم بدر بسخرية على حديث سيف ورد بنبرة خالية من المشاعر: لا مش اهلي.. انا ابويا عاصم وعمتي توحيدة هى اللي قامت بدور امي وفارس وانت اخواتي غير كده ماليش حد
ربت سيف على كتفه ثم تنهد بصوت هادئ: طالما مش هتعيش معاهم ولا هتسامحهم بتعمل اللفة دي كلها ليه؟
نظر لسيف بجمود فأجابه وهو يزفر الهواء من رئتيه بنبرة جافة: عاوز اعرف انا ابن حرام ولا لأ.. مش عاوز حد يعاير فيا في حاجة انا ماليش ايد فيها
نهض سيف والقى نظرة لبدر ثم قال بصدق: القاضي لما بيحكم بيسمع الطرفين.. اسمع منهم هما اللي هيريحوك يا بدر ويطفوا النار اللي في قلبك
لم ينتظر اي رد منه فخرج فوراً من الشقة ليظل بها بدر بمفرده حزين شارد يفكر زاد الثقل عليه لم يقدر أن يحمله بمفرده ليخرج ايضا ويتوجه الى احد الاماكن
....................
في منزل (فارس هاشم) سمعت توحيدة خبط على الباب لتقترب منه وتفتحه تفاجأت ببدر رغم فرحتها به وقدومه إليها ولكن شعرت بقلق عند رؤية منظره الحزين
أفسحت له المجال ليدلف للداخل وقالت بقلق: مالك يا يحيى.. آآآ.. اقصد يا بدر
أغلق بدر الباب خلفه ووجه حزين ممهموم زادت حيرة وفضول توحيدة: يا ابني حصل ايه فهمني؟ لطفي عملك حاجة
نظر لها مطولاً وجلس على الارض جلست توحيدة بجواره ثم وضعت كفها على وجنته وهمست بقلق: طمني يا حبيبي.. في حاجة حصلتلك
أحتضنها بدر ووضع رأسه على صدرها لطالما كانت له الأم مسدت على رأسه ثم بدات تربت عليه وهتفت بصوت عالي: يا فارس.. تعالى هنا
صاحت على أسمه عدة مرات حتى خرج لها وهو يفرك في عينيه: في ايه يا ماما.. ايه ده
أقترب منها وقال بقلق: مالك يحيى.. آآ.. اقصد بدر
..........................
في منزل (السكندر الخواجة) في غضون الايام السابقة كانت ڤيكتوريا في حالة يرثى عليها بدأت تهلوس بأبنها وتنهار من البكاء
لم يعد رفائيل قادر على كبت السر الذي بداخله ليقول بجدية: ممكن تفهميني ليه بتعيطي على حد ميت.. ايه اللي حصل يا ماما
أجابته وهى تجفف عبرات وجهها: ستيڤن آيش يا رفاييل.. انا وباباك كدبنا أليكم
حاول استدراجها في الحديث بهدوء: مافيش حاجة تثبت انه عايش؟ او مثلا حاجة تأكد انه ابنك؟
نظرت له بأعين حمراء منتفخة تشوبها العبرات فأكمل السكندر القول: فيه بس ماعتدقش انها هتكون موجودة معاه.. سلسلة صليب دهب
هدر چايدن بعدم فهم: من فضلك يا بابا قول كل حاجة مش هناخد منكم الكلام كلمة كلمة
قاطعه رفائيل بالقول بنبرة تأكيد: بدر الدين ابنكم فعلا انا شوفت عنده سلسلة صليب ومكتوب عليها اسمائكم
لم تستوعب ڤيكتوريا قول ابنها ومن شدة صدمتها وبكائيها وقعت مغشية عليها