عذراء بين الذئاب
بقلم عادل عبد الله
الفصل الاول والثاني
بينما تجلس وردة بجوار أمها تبيع الفاكهة علي رصيف احد الشوارع الكبري مرت سيارة فارهة جذبت انظار كل الموجودين بالمكان .
كانت تنظر وردة ابنة التاسعة عشر من عمرها الي السيارة تحلم وتتمني ان تجلس في مثلها يوما ما .
كل ذلك مر في مخيلتها في ثواني معدودات ثم قالت لأمها : بصي يامه العربية دي عاملة ازاي ؟!!!!! دي تحفة !!!
ردت أمها : احلمي علي قدك يا وردة .اللي زينا اتولدوا وعاشوا وهيموتوا فقراء .ويوم ما تحلمي احلمي علي قدك .العربيات اللي زي دي نتفرج عليها بس مش اكتر .
بدأت السيارة تبطئ من سرعتها حتي توقفت ثم عادت للخلف في بطء حتي توقفت امامهم .
رفع الشاب الذي يقودها نظارته الشمسية من علي عينيه ثم فتح الشباك الخلفي للسيارة وكانت به سيدة تبدو عليها اناقة الاثرياء ركزت نظراتها صوب وردة وابتسمت وقالت لها : هاتي شوية فاكهة حلوين زيك كده يا عسولة .
ارتبكت وردة وابتسمت لها دون ان تستطيع ان تتكلم .
ثم بدأت في تجهيز بضعة اكياس من الفاكهة وكانت اعين هذه السيدة تتفحص وردة ومفاتنها وجمالها المبهر الذي يسلب العقول .
لاحظت امها نظرات هذه السيدة الجريئة لبنتها فقالت لها : اخلصي يا بت ومشي الهانم علشان مستعجلة .
اخذ السائق الفاكهة من وردة ثم سألها : كام حساب الفاكهة ؟ ثم اعطاها حساب الفاكهة وابتسمت لها هذة السيدة التي تجلس في الكرسي الخلفي ثم غادرت السيارة المكان .
كانت وردة تنظر للسيارة وهي تمشي وتقول في خاطرها : يا بختك يا ست هانم بالعز اللي انتي عايشه فيه .
مرت عدة أيام ثم جاءت هذه السيدة مرة اخري بسيارة اخري اكثر فخامة من السيارة الاولي و طلبت شراء بعض الفاكهة من وردة ثم سألتها : انتي اسمك ايه يا حلوة ؟
: اسمي وردة .
: فعلا انتي وردة واجمل وردة في الدنيا كمان .
قاطعتها ام وردة وقالت لها : انتي عايزة مننا ايه يا ست هانم ؟ انتي مش جاية تشتري فاكهة .قولي عايزة مننا ايه من الاخر ؟
: وانتي زعلانة ليه يا حجة ؟ انا مش عملت حاجة تزعلك ولا انتي مش عاوزة تبيعيلي ولا ايه ؟
: لأ طبعا يا هانم .احنا خدامنكم .
بعد انصراف هذه السيدة قالت ام وردة لبنتها : الست دي انا مش مرتحالها .الست دي وراها حاجة .بصي يا بت لو الست دي جت في يوم وانا مش معاكي اوعي تضحك عليكي بأي حاجة .خليكي مفتحة وصاحية لنفسك كويس .
وفي المساء عادت وردة وامها الي منزلهم الصغير وبينما تجلس وردة وسط امها و اخوتها الصغار يتناولون العشاء دق باب المنزل .
قامت ام وردة وفتحت الباب فاذا بهذه السيدة تقف امامهاوتطلب منها الدخول .
جلست هذه السيدة الانيقة بينما وردة وامها يفكرون في ما وراء هذه السيدة من سر خفي .
لاحظت هذه السيدة الانيقة علامات التعجب و الاستفهام في عيونهم فقالت : انا شايفة في عيونكم اسئلة كتير وانا هجاوب عليها كلها في كلمة واحدة بس انا عايزة اجوز وردة لابني مازن .
كانت كلماتها صادمة لهم .صمتوا ولم يستطيعوا نطق كلمة واحدة من المفاجأة المذهلة .
سألتها ام وردة : اشمعني وردة بنتي ؟ احنا مش قد المقام يا هانم .انتوا ناس اكابر واحنا غلابة علي اد حالنا .
: انا كنت بدور لابني علي بنت جميلة واخلاقها عالية وطيبة وكل الحاجات دي لقبتها في وردة .انما الفلوس اخر حاجة نبص عليها .احنا املاكنا منعرفش اد ايه وارصدتنا في البنوك بتزيد كل دقيقة ومش عارفين كام .المهم عندنا عروسة ابني نفسها مش مستواها المادي او الاجتماعي .
كانت وردة تسمع كلمات هذه السيدة ويكاد عقلها ان يطير من الفرح .
ثم اخرجت من حقيبتها صورة ابنها مازن واعطتها لوردة وقالت : دي صورة عريسك يا عروسة لو قولتي موافقة في
خلال اقل من شهر هتكوني مع عريسك في القصر بتاعنا وتختاري البلد اللي تحبي تقضي فيها اجمل شهر عسل في الدنيا . بالنسبة لوالدتك فأحنا هنعملك معاش شهري تقدري
تعيشي منه كوبس علشان ترتاحي من الشغل و مش هنكلفك ولا جنية واحد احنا عايزين وردة بالهدوم اللي عليها بس وهيكون في دولابها اجمل فساتين من اكبر بيوت الازياء العالمية . ها يا عروسة قولتي ايه ؟ موافقة ؟
ابتسمت وردة فاحتضنتها هذه السيدة وقالت السكوت علامة الرضا زي ما بيقولوا يا عروسة ابني .
بعد كلماتها اطمأنت و ضاعت مشاعر الخوف والقلق عند ام ورده وتبدلت بمشاعر الفرح والبهجة و شعرت بأن طاقة القدر قد أتت ابنتها .
بعد انصرافها جلست ام وردة بجوار ابنتها وقالت لها : مكتوبالك يا وردة طاقة القدر انفتحت لك يا حبيبتي .ربنا يسعدك ويجعل ايامك كلها خير .
ردت وردة : انا مش مصدقة نفسي يامه معقول بعد ايام هعيش في العز اللي الست دي عايشة فيه !!! انا زي ما يكون بحلم !! بس انا مستغربة ليه هي مش جوزت ابنها بنت غنية زيهم ؟
: علشان مكتوبلك انتي يا حبيبتي السعد والهنا معاهم .وهي هتلاقي في جمالك وحلاوتك فين !!
في اليوم التالي اتصلت بها هذه السيدة وقالت لها : النهاردة هعدي عليكي بالعربية علشان نقعد في النادي وابني هيكون موجود علشان تتعرفوا علي بعض .
ارتدت وردة افضل ما لديها من ملابس وعندما جائتها بسيارتها ركبت معها حتي وصلوا للنادي .
حينما شاهدت العريس علي الطبيعة لم تصدق عينيها وكأنها تري احد نجوم السينما فهو شديد الوسامة شديد الاناقة جذاب بشكل لا يصدقه عقل .
كان يتكلم معها باسلوب لم تعتاده من قبل فكلماته واسلوبه كأمراء العصور الوسطي مملوء بالهيبة والفخامة .
لم يتكلم معها كثيرا ولكنه سلب منها عقلها ورغم خجلها لم تستطع ابعاد عينيها عنه طوال الوقت .
انتهي اللقاء سريعا وتمنت وردة ان لو لم ينتهي فقد شعرت بمشاعر الحب وقد غمرتها .
مرت الايام حتي جاء موعد الزفاف وقد اتي لها بفستان من اكبر بيوت الازياء العالمية . وقدم لها شبكة عبارة عن مجوهرات من الالماس .
كان حفل الزفاف في احد اكبر الفنادق الفاخرة بحضور اشهر المطربين والفنانين وكبار رجال الاعمال .
وبالرغم من الملابس الفاخرة التي اشترتها ام العريس لام العروسة واخوتها الا ان شعور الفقر كان يلازمهم وهم وسط الحضور فلم يستطيعوا ان يتجاوبوا مع الاجواء وظلوا يشاهدون وردة ويكاد قلوبهم ان تطير من السعادة .
واثناء حفل الزفاف التقطت اذن ام وردة كلمة احدي الحاضرات لصديقتها وهي تقول لها : الجوازة اللي فاتت مش كملت شهر واللي قبلها اسبوعين لما نشوف دي هتقعد معاه أد ايه . ثم سمعت ضحكاتهم .
انقبض قلب الام فأم العريس لم تخبرهم بأنه تزوج من قبل سواء مرة او مرتين !!! كما ان طلاقه كلتا العروستين سريعا لهذه الدرجة اكيد ورائه لغز كبير !!!!!!
انتهي الحفل واخذ مازن عروسته وذهبوا الي القصر .
عندما دخل مازن بسيارته الفارهة من بوابة القصر كانت وردة تتلفت وتنظر يمينا ويسارا غير مصدقه انها ستعيش في هذا القصر .هذه الحديقة الشاسعة التي اخذت السيارة عدة دقائق حتي وصلت الي باب القصر .
نزلت وردة مع مازن ووجدوا حوالي ثمانية اشخاص هم خدم القصر في انتظارهم .وبعد استقبالهم ذهب كلا منهم الي عمله ثم اخذ مازن عروسه وحملها علي يديه وصعد بها الجناح الخاص بهم .
دخلت وردة الجناح الخاص بهم ثم قال لها مازن : انا هدخل اخد شاور علي ما تغيري فستانك يا عروسة .
دخل مازن وترك وردة تنظر حولها فهذا الجناح اشبه ما يكون بقصص الف ليلة وليلة وهي غير مصدقة حتي الان انها ستعيش هنا في هذا القصر الفخيم .
فتحت دولاب ملابسها وعقلها غير مستوعب كمية الملابس وذوقها العالي والوانها الجذابة التي لم تري مثلها الا حينما كانت تشاهد التلفاز .
اخرجت احد ملابس النوم وبدا عليها احمرار الخجل ولا تعرف كيف سترتدي تلك الملابس التي تكشف اكثر مما تستر امام هذا الرجل الذي اصبح زوجها .
حاولت التغلب علي خجلها فهي تعرف ان ذلك الرجل الذي اصبح زوجها له حقوق وهي في ذات اللحظة حقوقها هي ايضا حتي تحيا بحياة سعيدة .
وبدأت في خلع ملابسها وارتداء اجمل ملابس النوم ومسكت احدي زجاجات العطور التي يبدو عليها انها صنع الخارج وبدأت في التعطر حتي خرج مازن ...............
رواية عذراء بين الذئاب
بقلم عادل عبد الله
الفصل الثاني
حاولت وردة التغلب علي خجلها فهي تعرف ان ذلك الرجل الذي اصبح زوجها له حقوق وهي في ذات اللحظة حقوقها هي ايضا حتي تحيا بحياة سعيدة .
وبدأت في خلع ملابسها وارتداء اجمل ملابس النوم ومسكت احدي زجاجات العطور التي يبدو عليها انها صنع الخارج وبدأت في التعطر حتي خرج مازن من الحمام عاري تماما !!!!
ادارت وردة وجهها سريعا غير مستوعبة لجرأة مازن التي تصل للوقاحة .
ثم نظر لها مازن وضحك وقال : انتي مكسوفة ولا ايه ؟ انا مبحبش الكلام ده .
لم تجد وردة اي كلمة للرد عليه فلأول مرة تقف هذا الموقف وعريسها جرئ جدا اكثر مما كانت تتوقع .
: بردو مكسوفة !!! ثم اخرج زجاجة خمر وقال لها : لما تشربي ده هتلاقي نفسك حد تاني ومش هتحسي بأي كسوف .
نظرت اليه ورده وقالت :ايه اللي في ايدك ده ؟
: حاجة كده علشان تجرئك شوية .
: دي خمرة صح ؟
: لأ .بس حاجة زي كده .
: لا لا مقدرش اشربها .
: دي ليلة العمر .هي مرة واحده بس .
: مش هقدر مش هقدر .
: انا كده هزعل منك .
نظرت وردة لعريسها الوسيم و لما حولها خافت ان يضيع منها هذا الحلم الجميل و ان تعود لحياة الفقر مرة اخري . وقالت لنفسها ( لازم اسمع كلامه عشان ميزعلش مني .وبعدين لما اشرب مش هنكسف من حاجة ) .ومدت بدها وتناولت عدة كؤوس حتي بدأت تشعر بدوار وكأنها في حلم .
عندما استيقظت صباحا وجدت نفسها عارية تماما وملابس نومها علي الارض ولم تجد مازن بجوارها .
تعجبت من عدم وجود مازن فقامت وارتدت ملابسها وبحثت عنه فوجدته نائم في الغرفة الثانية داخل نفس الجناح الخاص بهم .
زاد تعجبها لماذا ينام بعيدا ليلة زفافه بعدما اصبحنا زوجين .
ذهبت اليه وايقظته من نومه وقالت له : انت نايم هنا ليه يا حبيبي ؟
استيقظ مازن مرتبكا وقال لها : لا لا مفيش حاجة انا قولت اسيبك نايمه براحتك .هوه انتي مش فاكرة حاجة من اللي حصل البارح ؟
ضحكت وقالت. : بعد البتاع اللي انت شربتهولي البارح ده مش فاكره اي حاجة خالص .
التقط مازن انفاسه وقال لنفسه ثم قال لها : طيب انا جاي اهو .واتصل بالخدم وطلب منهم فنجان قهوة .
دخلت وردة الحمام لتستحم وتعجبت حينما لم تلاحظ اي اثار لليلة الزفاف !!
ثم بدأت تتذكر بعضا مما حدث بالامس بعدما اجبرها علي تناول الخمر معه .
تذكرت ( وكأنها كانت في حلم ) محاولاته المتكررة معها وفشله تذكرت انه بعد كل فشل كان يشعل الكثير من السجائر لينفث معها غضبه .وتذكرت عصبيته حتي انه صفعها في النهاية وتركها وانصرف .
حينما تذكرت هذا عرفت لماذا سألها مازن عندما استيقظ من نومه ان كانت تتذكر شيئا مما حدث بالأمس ليطمئن .
عرفت وردة ان عريسها فشل في اولي لياليهم ولكنها قالت في خاطرها ( مش مهم اول يوم .انا سمعت ان ده بيحصل مع شباب كتير .بس كل اللي مزعلني انه ضربني بالقلم علي وشي .بس بردو لازم التمس له العذر اكيد كان متضايق .معلش اكيد ده موقف عابر ) .
تركها مازن بعضا من الوقت وجلست وردة سعيدة غير مصدقة لما اصبحت تعيش فيه من عز ونعيم .
جائها طعام الافطار حتي غرفتها .وبعد تناولت الافطار جلست واتصلت بوالدتها واخوتها واطمأنت عليهم وظلت تتحدث معهم فترة من الوقت حتي عاد اليها مازن .د
مر اليوم وهي في قمة سعادتها حتي جاء الليل واحضر مازن زجاجة الخمر و اقتنع وردة بأن تشرب معه كما حدث بالامس .
وبعد ان تناولت معه عدة كؤوس بدأت تشعر بالدوار .
وكما حدث في الليلة الاولي حدث في تلك الليلة ولكن وردة كانت تشعر بمحاولات زوجها معها وتجاوبت معه حتي تساعده في مهمته .
لكن الفشل كان مصيره ايضا في تلك الليلة .تظاهرت وردة بأنها غائبه عن وعيها ولكنها شعرت بأن مازن لديه مشكلة كبيرة يحاول التخلص منها .
في صباح اليوم التالي استيقظت وردة ووجدت مازن بجوارها نظرت اليه وهي تقول في خاطرها ( رغم اني مش اعرفك الا من ايام الا اني حبيتك ربنا يكتبلنا السعادة مع بعض يارب ) .
استيقظ مازن وبعد ان تناولا الافطار سويا سألها ( في خجل ) تحبي نسافر نقضي شهر العسل فين ؟
: زي ما تحب .مادام هكون معاك مش مهم .
ضحك مازن ( وضاع كثير من خجله ) ثم قال : انتي بتحبيني بئه .
ضحكت وقالت : طبعا لازم احبك مش جوزي حبيبي .
: ماشي يا وردة اعملي حسابك هنسافر بكرة اسبانيا .
كادت وردة ان تطير من الفرح فاقصي طموحها كان الذهاب لمدينة ساحلية انما الان و بعد ساعات ستكون في اوروبا .
وبعد ما يقارب عشرين يوما عادت وردة مع مازن من السفر ورغم انتقالهم بين اكثر من مدينة اوروبية الا ان ملامح السعادة الغامرة التي كانت تملؤها قبل السفر تبددت كثيرا عند عودتها .
حينما دخلت وردة مع مازن القصر وجدت شخصا غريبا في انتظارهم مع حماتها ام مازن !! علمت منهم انه مروان اخو مازن الذي يصغره بعام واحد الذي عاد من السفر من ايام .
لاحظت وردة ان مروان تظهر من عينيه الجرأة الزائدة بل والوقاحة اكثر من زوجها مازن حتي انه لم يحرك عينيه من عليها .
الاكثر من ذلك انها لاحظت تركيز نظره علي مفاتنها !!!!!
خرج مازن بسيارته وصعدت وردة الي غرفتها وبعد مرور اكثر من نصف ساعة وجدت مروان امامها في غرفتها !!!!!!!