CMP: AIE: رواية نار وهدان الفصل العشرون والواحد والعشرون
أخر الاخبار

رواية نار وهدان الفصل العشرون والواحد والعشرون


 

٢٠&٢١

الحلقة العشرون 

نار_وهدان 

..................


🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹


الحب لعنة القلب وعمى للعقل والعين إن لم يكن يعينك على التقرب من الله ولو في موقف واحد فأركله بعيدا لأنه سيؤذيك ويجعلك تخسر  دنياك وآخرتك، لكن إن رأيت أن قدرك مرهون به فحاول وحاول تغييره ولن يردك الله خائبا مادام إيمانك به قويا.


نچية بإستهزاء... واضح يا سالم ، وعشان اتوحشتك كنت چي تطل عليه ولا إيه ؟


ولا شكلك كنت برا وراچع ؟؟


لم يدري سالم ما يقول ولكنه في النهاية قال ...لا كنت همشي رچلي شوية ، مش طايچ أچعد لحالي في البيت من غيرك.


ابتسمت نچية ابتسامة النصر باعتقادها أنها مازالت تؤثر في سالم رغم  السنوات العديدة التي انقضت بينهما حتى أصبحت عچوزا لئيمة .


نچية...طيب يا چلب نعيمة ، يلا ندخل چوا عشان متشمش هوا كتير وتبرد وفكرني أدهنلك صدرك بزيت زيتون وأدفيك بورچة چنرال وتنام .


ابتسم سالم وأومأ برأسه ثم ولجا معا للداخل .


...........


استغل يونس انشغال وهدان بالحديث مع هيام ، فالتقط سلاحه سريعا وصوبه نحو وهدان ليتخلص منه وبالفعل أطلق الرصاص ؟؟


ولكن هيام قد لاحظت ما يفعل  يونس فأسرعت إلى وهدان ليأخذ حذره منه فصرخت ...وهدان خلي بالك ابعد ...ولكنه وجدها سقطت أمامه ، فقد أصابتها الرصاصة أعلى ظهرها بجانب كتفها بدلا منه فنزفت كثيرا .


فزع وهدان وصرخ هو الآخر ...هيااااااااام .


ثم نظر لـ يونس بحدة متوعدا...والله لو حوصلها حاچة لآخد روحك ومحدش هيچدر يمنعني عنك .


وقع السلاح من يد يونس لشدة صدمته بإصابة هيام بدلا عن وهدان  فأنكب على ركبتيه في اأرض حزنا ، برغم قسوته إلا أنها بالفعل استحوذت على قلبه وكره أن يصيبها بسوء .


صرخ وهدان ...قمر ، تعالي بسرعة 

فأسرعت قمر وجميلة أيضا إليه .

فوجوده يحملها بين ذراعيه كالأطفال والدماء تتساقط منها .


قمر بذعر...مين دي يا وهدان ؟


وهدان بنزق ...مش وچته مين دي ؟المهم نلحچها ونطلع الرصاصة .

هنخدها  عندك في الإستراحة بتاعتك أنتِ وأمي ،وسخني السكين عاد بسرعة هنطلع الرصاصة وهي أكده مغمى عليها وبعدين تانىي هنحرچ الچرح  عشان يلم بسرعه ، كيف مبنعمل لما يتصاب حد مننا.


فضربت قمر على صدرها مردفة بخوف...بس دي بت مش راچل كيف هتستحمل الكوي ، واعر چوي عليها يا ولد ابوي .


وهدان ...مهي مش في وعيها ، يعني كيف المتخدرة ، مش هتحس بحاچة.


حضري أنتِ بس اللي چولتلك عليه .


تقدمت منه چميلة التي أكلتها الغيرة متسائلة...هي دي بچا البت اللي هتحبها عشان أكده خايف عليها چوي .


زفر وهدان بضيق...ده وچته حديت ، ابعدي عن طريچي يلا .


فابتعدت جميلة وذهب بها إلى استراحة والدته هانم التي لا تكاد تغادر فراشها فقد أصابها الكبر والوهن .


وضع وهدان هيام برفق ونظر لها بحزن وقد انفطر قلبه عليها وتساءل ...هو فيه إيه ؟


مالي زعلان چوي أكده عليها ؟ 

زي مچالت جميلة .


مش خابر حاسس زي ما يكون أنا اللي اتصبت مش هي 


هانم بضعف...هو حوصل إيه ومين البت دي يا وهدان ؟


وهدان...دي بت من النچع يمه ، خطفها يونس وكان عايز يعتدي عليها ولما وچفتله كان هيموتني ويى چريت

 حمتني فچت فيها ، بس ياريت كانت چت فيه أنا وهي لأ.


هانم...چلبك طيب كيف أمك يا ولدي .


ثم دققت هانم النظر في هيام فدق قلبها بشدة ، عندما رأت أنها تشبه وهدان كثيرا ولها نفس الشامة التي في كتفها مثله.


فعادت بها الذكريات عندما ولجت للبيت المهجور عند سماعها صوت صراخ الاطفال ، فوجدتهم وولد وبنت وكان تريد أن تأخذهم ولكن رفض محروس إلا الولد فقط .


فشهقت هانم ...معچول تكون هي دي البت أخته ، دي نفس المعالم ونفس الوحمة .


ياااه سبحان الله اللي يچمع الاخوات بعد فراچ طويل ، بس أنا مهچدرش هكلم ، هو مش خابر إنه مش ابن بطني

 وأنا بس اللي ربيته .


أخاف أچوله يتصدم ، فهسكت احسن .

وربنا يشفيها وتچوم بالسلامة .


ثم جاءت قمر بالسكينة الساخنة ، فأخذها وهدان وعلامة الخوف ظاهرة بجدية على وجهه ولكنه تماسك ليقضي مهمته بنجاح كما تعود ، أما قمر فأولته ظهرها ، فلم تستطع تحمل ما سيفعل .


ثم بدأ السيطرة على يده المرتعشة ، ووجد نفسه يقول يارب بدون أن يشعر .


فكلنا وإن فعلنا كل المعاصي ليس لنا سوى الله عز وجل .

ثم بدأ بفتح الچرح ، فصرخت هيام صرخة مدوية ، فوضعت قمر يديها على وجهها ثم بكت بحرارة .


أما هو فاهتز جسده وارتجف وأبعد السكين ولكن هيام ذهبت في غيبوبة مرة أخرى , فاستكمل ما بدأه .


وبالفعل حمد الله حينما وجد الرصاصة مستقرة بداخل الكتف ، فاخرجها ببطء شديد ، ثم أمر قمر بتسخين السكين مرة أخرى ، فسخنته وجاءت به سريعا .


فأخذه وكوى الجرح حتى لا ينزف مرة أخرى .


ولكن تفاجأ بحرارة شديدة هاجمت جسدها .


فخشى أن يحدث لها شيء ، فأمر زين بإحضار بعض المسكنات الخافضة للحرارة والمضادات الحيوية التي. تساعد على إلتئام الجرح سريعا.


فأسرع زين لإحضارها على الفور فقابله يونس مستفهما عن حالة هيام...طمني هي زينة ولا ، أنا خايف يچرلها حاچة .


زين بشفقة عليه ...أنت شكلك هتحبها چوي .


يونس وعينيه قد ملأها الحزن ...أيوه ومتأكدتش غير لما وچعت چدامي ، حسيت أن چلبي هو اللي وچع مش هي .

زين ...طيب ليه خطفتها! 

كنت أچوزتها اأول .

يونس ...كنت عايز أچوزها بس اتفاچأت عتجول اتچوزت ، فمچدرتش أستحمل وخطفتها .


إندهش زين بقوله ...مچوزة ، صعب چوي چوي 

بس لو عتحبك هي مكنتش أچوزت .


يونس ...لا يمكن أچوزت غصب ولا حاچة ، هي بس تچوم بالسلامة وهخليها تطلچ منه واچوزها .


زين بخوف ...بس تچوم ، دي حالتها صعبة چوي وهتفرفر في يد وهدان وباعتني أچيب الدوا .


يونس ...بعد الشر، متچولش إكده .


وخليك أنت وأنا هروح أچيبه بسرعة .


أنا خابر زين مكان الصيدلية اللي في النچع .


فاستقل يونس دراجته البخارية بعد أن لثّم وجهه واتجه إلى الصيدلية .


ليتفاچأ بالتي تقف فيها وردة حبيبة وهدان .

فتذكر يونس كل تلك السنين التي تفوق بها وهدان عليه واشتدت الغيرة في قلبه أكثر .


فهو يعلم أنها تحبه من الإبتسامة التي تكون على وجهها عندما تكون معه ، على غير العبوس الذي يكون على وجه هيام عندما تراه .


لذا أحب أن تعلم حقيقته التي يخفيها عنها ، لكي تكرهه وتبتعد عنه ، فيصيب قلب وهدان في مقتل وهكذا يكون قد انتقم منه .


وكان يعلم أنها لن تصدقه بمجرد القول ولكن يجب أن تراه بأم عينيها ، لذا وجب أن يأخذها إليه .


فحدثها بقوله ...إزيك يا آنسة ؟


وردة... الحمد لله ، تأمر بإيه ولا معاك روشتة .


يونس ...أنا عايز مضاد حيوي وخافض الحرارة ضروري أرجوكِ إلا تموت .


بعد ما المچرم ضرب عليها النار وأنا عشان عحبها دويتها بسرعة بس محتاجة العلاچ بسرعة عشان تخف .


ذعرت وردة بقولها...هي مين دي ؟ ومين المچرم اللي عمل فيها إكده ؟ 


ولزمن نبلغ عنه حالا .


فابتلع يونس ريقه بخوف مردفا...لا بلاغ إيه ؟


أنا أخاف يچتلني كيف مكان رايد يعملها فيها بعد ما مرضيتش تخليه يچي چنبها لما خطفها .


جحظت عيني وردة ...خطفها !

تكونش چصدك على هيام .


ها چول انطق ، ومين اللي خطفها وهي فين دلوك ؟

أنت أكيد عارف بدال عتچيب ليها العلاچ .


وكيف أنت معاه وملحچتهاش ؟؟


يونس ...مبراحة شوي ، أنا هچاوب على إيه ولا إيه ؟؟


وأيوه هي هيام ومحتاچة إبر ضروري عشان نلحچها .

بس مش خابر نديها كيف الحقن دي ؟؟ 


وردة بتسرع ...أنا بعرف .


لمعت عيني يونس من الفرحة....طيب تعالي معايا مسافة السكة بالموتسكيل وهرچعك تاني .


ترددت وردة بقولها  ...أجي معاك بس يعني فين ؟


طيب واللي خطفها ده هيعمل إيه فينا ؟


يونس مطمئنا لها ....مهتخفيش ، هو مش في دماغه غيرها هي وبس أصلوا عيحبها چوي وبعد متصابت ندم

 وهيبكي چمبها وهو بعتني أچيب ليها العلاچ وعايزها تخف.


وردة...يا حرام الحب بهدلة ، بس ملاچش غيرها ، دي مچوزة ومينفعش واصل الكلام ده ، حرام .


يونس...أهو الحب بيبچا غصبا عننا ، الچلب إختار إكده.


وردة...طيّب أنا چية معاك بسرعة نلحچها .

يونس...ربي يخليكِ يا ست البنات .


وعندما وجدت معه دراجة بخارية ، استنكرت بقولها...ايه ده هو المكان بعيد چوي إكده ، يعني مينفعش نمشى على رچلينا أحسن ؟؟


تلعثم يونس فردد...لا مهينفعش ، هو بعيد شوي .


وردة...بس كيف هرچع تاني إكده ؟


يونس ...مهتخفيش ، أنا هرچعك تاني طبعا لغاية إهنه .


ترددت وردة قليلا قبل الركوب ولكنه لم يتح لها فرصة التفكير فحدثها سريعا .


أنا خايف يچرالها حاجة عشان إتأخرت عليها بالعلاج .

وردة ..لا يلا بينا بسرعة.


فابتسم يونس بمكر وأخذها للچبل .


وعند الصعود للچبل ، فزعت وردة كثيرا فهتفت بنزق...إيه المكان ده ، لا لا خلاص معيزاش أروح ، انا خايفة ، نزلني ، نزلني .


يونس .....بعد إيه خلاص وصلنا يا چطة .

فأسرع بها يونس .


حتى وصل بها للچبل ولكنها أبت النزول خوفا منه ومن المكان .


وردة وقد ارتجفت خوفا ...لا لا مش هدخل ، أنت شكلك أكده هتضحك عليه وأنا صدچتك ثم أچهشت بالبكاء .


يونس ...لا مهضحكش عليكِ، وهيام چوه وتعرفي مين كمان چوا ؟؟


وردة مين ؟


يونس ...وهدان حبيب الچلب .


اتسعت عيني وردة مردفة بإندهاش ...وهداااااان!

لا لا مش بچول أنت هتضحك عليه .


إيه هيچيب وهدان ٱهنه ، ده مكان الحراميه وچتلين الچتلة وهو تاجر كبير كيف ما چلي .


فضحك يونس بإستهزاء ...تاجر وكبير .


آه هو فعلا كبير بس كبير الچبل ده ، ريّس الحرامية وچتلين الچتلة اللي هتكلمي عنيهم .


نفت وردة ...لا لا ، أنت كداااب .


يونس ...المية تكدب الغطاس ،خشي بنفسك وشوفي .

فولجت معه وردة بدقات قلب متصارعة ، تخشى أن يكون حديثه فعلا صحيح .


وشردت في وهدان عندما كانوا صغار يلعبون فسألته ...أنت مين أبوك وأمك يا وهدان ؟؟

وهتسكن فين ؟

عشان أنا مش بشوفك في النچع غير لما تيچي هتعلب معانا .

ليه ملكش دار زيينا أكده ؟


فنكس وهدان رأسه بحزن مردفا...الدار بتعتنا بعيدة شوي عن إهنه ، ومش مهم مين أبوي وأمي ، المهم أنا وهدان وبس.


ثم استفاقت من شرودها على صوت فتاة .

جميلة...مين دي عاد كومان يا يونس ؟


هو كل شوية هتدخل علينا بوحدة ، مش كفاية اللي حوصل ؟

أنت مهتحرمش ؟


يونس...لا دي غير بچا ، دي القنبلة اللي هتنفچر في وش وهدان .

جميلة متسائلة ...كيف ده ؟

يونس ...عشان دي الحلوة اللي هيحبها .


جميلة بقهر ...هي دي وردة ؟


ثم نظرت لها من أخمس قدميها إلى رأسها بحنق مرددة ...يعني عادية مفهاش حاچة تكتر عني .


بالعكس أنا أجمل منيها ، فليه يحبها هي وأنا هيصدني .


...........


وفي الداخل هدر وهدان بصوت عالى....روح شوف الزفت الچطران يونس أتأخر ليه بالعلاچ يا زين ؟


وحسابك معايا بعدين ، أنا چولتلك تروح أنت ، مش هو .

فولج يونس في تلك اللحظة وعلى وجهه ابتسامة النصر ومن ورائه ورده التي ترتجف خوفا .


يونس.......چيت أهو ، وچبتلك معايا مفاجأة حلوة ، صاحبة هيام وهتعرف كيف تديها الحچنة عشان تخف بسرعة .

ليسمع وهدان صوتل وقع عليه كالصاعقة.


وردة بدموع حارقة ...وهدااااان ، إيه چابك إهنه ؟


معچول أنت هتعيش إهنه ، معچول أنت اللي خطفت هيام ؟


لا لا أنا مش مصدچة عنيا حاسة زي مكون بحلم ، لا ده مش حلم ده كابوس .


أغمض وهدان عينيه بألم وتمنى  لو أنّ الزمن وقف به قبل تلك اللحظة التي طالما خشاها ، أن تعرف حقيقته

 التي أخفاها عنها لسنوات .


وها قد حانت فبما يجيبها إذا ؟

فهو لن يستطيع أن ينفي .

فهل سيشفع له الحب ؟


أم سيزول كحفنة تراب في مهب الريح .


فوبخ زين يونس بقوله ...أنت حقير بچد چوي يا يونس ، إيه اللي عملته ده ، ليه إكده ؟


يارتني كنت أنا اللي چبت العلاج .


مش كفاية أنك وجعتنا في المصيبة دي ، وأنت اللي خطفها وچي تچول أن وهدان اللي خطفها .


وضعت وردة يدها على قلبها وكأنه استراح بعض الشيء عندما علمت أنه ليس الذي خطفها ولكن جرحها مازال ينزف .


فكيف يكون من أحبت وملأ عليها قلبها ؟

هو ابن الجبل وابن الليل وهدان .

كيف ستتقبله هكذا ؟؟


فيستحيل أن ترتبط بعاصي يغضب الله في كل أوقاته .

فقد كانت تحلم بزوج يأخذ بيديها إلى الجنة لا أن يأخذها إلى النار .


فحقا سترفضه وستضع هذا القلب تحت قدميها عقابا له لأنه أحب من يبغضه الله .


وقف وهدان أمامها كالطفل الذي أخطأ وينتظر العقاب من والدته ويتمنى أن تأخذها الرحمة كعادتها كثيرا فتضمه قائلة...خلاص هسامحك بس متعملش كده تاني .


ولكن هيهات فلا يوجد مثل قلب الأم .


وردة ...أنا مش خابرة أچول إيه صراحة ؟


مش خابرة كيف انخدعت فيك كل السنين دي كلاتها؟

كنت فاكرة إنك ملاك طلعت شيطان ماشي على الأرض .


وهدان بخجل شديد ...أنا خابر زين أني غلطان في كل حاچة إلا إني بحبك يا وردة ، وأتمنى تچبليني على حچيچتي دي اللي معرفش غيرها .

أنا اتولدت أهنه وعشت إهنه وحياتي إكده .


فصدچيني غصب عني ، يمكن لو طلعت في أي بيت من بيوت النچع ، كنت ممكن أكون إنسان تاني ، لكن ده

 نصيبي وحياتي .


وأنتِ حرة ، لو عتحبيني صوح زي منا عحبك ، هتچبلي الحچيچة اللي خبتها عليكِ سنين وتوفچي نچوز .


عشان أنا مش هتغير ، هي حياتي إكده وهكمل على إكده .


فصرخت وردة...لا وأنا لا يمكن أرتبط بإنسان زيك غارچ في الحرام .


فغضب وهدان وتلون وجهه وأمسكها من ذراعها بقوة مردفا...أيوه غرچان في الحرام زي مغرچان في حبك بالظبط ، مقدرش استغنى عنه .


وأنتِ روحي لحالك ، بس صدچيني ، عمرك مهتلاچي چلب يحبك زي محبيتك يا وردة .


أمشي يلا من چدامي السعادي .


ابتسمت جميلة ابتسامة النصر مرددة ...أخيرا غمة وانزاحت ،واكده تعرف يا وهدان أن ملكش غير جميلة وبس .

انسابت الدموع على وجنتي وردة فقد تمزق قلبها البريء ، فهو لم يعرف ولن يعرف سوى وهدان .


فالحب كالأعمى لا يعرف طريقه .

ولكن لن تستطيع الحياة معه في تلك البيئة وهي التي نشأت على طاعة الله وحفظت كتابه وتعلم جيدا قوله تعالى 

( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظّاَلِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتَا ليتني لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً* لَّقَدْ أضلني عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءني وَكَانَ الشَّيْطانُ للإنسان خَذُولاً} (27ـ29)

فهي تخشى على دينها منه ، وكل إبتلاء يهون إلا الإبتلاء في الدين .


فلتصبر إذا على ألم الحب خيرا من ألم نار جهنم .


نهرته وردة بشدة ...مش همشي غير لما آخد المسكينة دي معايا ، اللي چوزها طب ساكت مشلول لما عرف أنها اتخطفت ، حرام عليكوا والله ، أنتوا إيه مش بشر ، أنتم شياطين. 


فردد يونس ...لا يا حلوة ، هتمشي لحالك ، إلا لو هتعزيها چوي چوي كده ، يبچا تشرفي معانا إهنه .

فاختاري ؟؟

وهدان مشيرا إلى يونس بلهچة حذرة ...أنت تخرس خالص .


ثم نظر إلى وردة...هي مش هتچدر دلوك تروح ، غير لما تشد حالها حبتين .


تچدري دلوك تديها الحچنة وتتطمني عليها وبعدين هروحك أنا .


ثم حدث نفسه ...ياريت كنت أحبسك أهنه بين رموش عينيه يا ضي چلبي .


بس مش دلوك في الچبل لما أطلع من إهنه .


وردة ...بس المسكينة دي ممكن حالتها تتدهور , فلازم مستشفى ،مينفعش تچعد إهنه كتير .


لازم متابعة ضروري عشان لو حصلها حاچة لا چدر الله .


وهدان ...مهتخفيش أنا چمبها مش هسبها لغاية متخف على رچليها وهرچعها بنفسي .

ضمت وردة شفتيها بغيظ وكأنها تقول لنفسها...هو ماله مهتم أوي كده بيها ، وهو صوح من وهو صغير هيبحلچلها .


ولكنها لم تجد سوى الخضوع لرأيه .


اقتربت وردة من هيام وقبلتها بين عينيها ثم قامت بتحضير حقنة المضاد الحيوي ، لتقوم بحقنها .


ثم استعدت للخروج وخطت خطواتها للخارج ثم توقفت على صوت وهدان .

وردة استني !


إلتفت إليه فتقابلت عيونهما بعشق جارف لأبعد الحدود 

وكأن وهدان أنشد لها 


أنا العاشق لعينيك برب العشق فارحمني

وخذ بي بين يديك نبض القلب أسمعني

وضمد جرحي الدامي مني إليك فأخذني

وشافي مر علقمك حيث الشؤم يحملني

أنا العاشق لعينيك برب العشق فارحمني

وخذ بي بين يديك نبض القلب أسمعني

وضمد جرحي الدامي ومني إليك فأخذني

وشافي مر علقمك حيث الشؤم يحملني

وداوني ببعض الحب طمئني وصبرني

وخذ مني يا روح القلب صدق ليس يشغلني

أو حتى فخذ بالروح حطمني وأخبرني

بأن القلب منك ملك لغيري عنك أبعدني


نظرت له وردة بروح محطمة مردفة......نعم .

وهدان بقلب منكسر...چولتلك هوصلك .

فاستجابت وردة له ، برغم حقيقته إلا أنها لا تطمئن في هذا المكان الموحش إلا بوجوده .


وبالفعل قام بتوصيلها ولكنها طلبت منه أن يستوقفها في بداية الطريق حتى لا يراها أحد معه .

فاستجاب لطلبها وأنزلها حيث طلبت .


وهدان ...خلي بالك من نفسك زين يا وردة .


وياريت تسامحيني ، صدچيني غصب عني .

بس أنتِ نسمة الخير الوحيدة في حياتي ويستحيل أستغنى عنك .


عشان أكده عايزك تچعدي مع نفسك تفكري زين .

تفكري أن وهدان راچل غير كل الرچالة .


ورغم كل اللي هعمله ، إلا أن چلبه طيب ، بدليل أن چواه وردة واحدة بس .


تنهدت وردة بيأس ولم تعره اهتماما فيكفي ما ألم بها بسببه ، فقد سبب لها جرحا عميقا ، لا يمكن للأياموأن تداويه بسهولة .


ثم ولجت إلى الصيدلية ولم تلتفت له ، وتظن بذلك أن هذا سيجعلها ينساها ولا تعلم أنها ترياق سمومه .

ثم عاد  مكسورا وحزينا إلى الجبل .


 ولج  إلى إستراحة والدته التي بها هيام ، فجلس بجانبها يطالعها كأنه يطالع نفسه .


ثم حدث نفسه ...چومي كلميني ، أنا حاسس أنك مني ، معرفش كيف ، عايز أحكيلك اللي چوه چلبي ، هم على صدري .


چوليلي كيف أرچع چلبي اللي هملني وسبني لحالي أعاني من هچره .


ثم توقف عن حديث نفسه عندما فتحت هيام عينيها مرددة بصوت خافت ...حمدي!.

ليسمعها يونس فيشيط غضبا .

نختم حلقتنا بالدعاء كالعادة😉❤


"اللهم قوِّني واشدد عزيمتي، اللهم اجعلني من عبادك المقربين إليك المدافعين عن دينهم وأوطانهم، اللهم ارزقني حب عبادك واحترامهم، واجعلني يا الله من دعائم هذا الدين والمدافعين عنه. اللهم لا تشمّت أعدائي بضعفي، وأبدلني عنه القوة والمنعة والصّلابة، اللهم اجعلني مهيوب الجانب وقور الطّلعة، ولا تجعل لي حاجة عند أحد من عبادك. الله ارزقني حبّ الناس واحترامهم ولا تجعل طيف الغرور يتسلل إلى قلبي، اللهم اغنني بقوّتك عن قوة غيرك من العباد، واجبر كسري واجعلني قويًّا في قلبي وفي بدني أينما حللت."


     ❣️❣️ أم فاطمة 🌹شيمـاء سعيد 

الحلقة الواحدة والعشرون

نار_وهدان 

...........


     🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 

أنا أريد وأنت تريد والله يفعل مايريد، مهما طال الزمن أو قصر فالأسرار التي دفناها حتى لو كان قبرها في جب غميق فيأتي يوم تخرج فيه للعلن حتى لو في آخر لحظة في العمر.


ثم توقف وهدان عن حديث نفسه لها عندما فتحت هيام عينيها مرددة بصوت خافت ...حمدي .


ليسمعها يونس فيستشيط غضبا ويتجه إليها لكي يوبخها .

هو أنتِ إيه حكايتك مرة مچوزة ومرة هتبرطمي بإسم واحد غريب وشكلك عتحبيه عشان إكده هملتيني ، بس

 وديني مش هسيبك .


وهمّ أن يهاجمها ولكن وهدان استوقفه ودفعه بغضب مردفا ...لا أنت اتچننت رسمي يا يونس ، وإظاهر كده لزمن تتحبس في استراحتك لغاية متتعلم الأدب وتحترم الكبير إهنه .


أنا صبرت عليك كتير چوي وآخرتها كنت عايز تموتني وأنا كنت مفروض أهدر دمك بس چولت ده طايش وعيحب والحب هيعمي الجلوب .


لكن تهچم عليها وهي مريضة وهتحاسبها على كلمة مش في وعيها تبچا اتچننت صوح .


ثم أمر زين ورجل آخر بتكتيفُه  وربطه بالحبال وإلقائه على أرض استراحته .


حاول يونس المقاومة صارخا...لا لا أنتوا شايفني عيل هتربطوه ، ده أنا اسيح دمكم .


لتأتي أم يونس هنادي على صوت صراخ إبنها لتُبوخ هانم بقولها...هو فيه إيه يا هانم متلمي ولدك عن ولدي شوية ؟؟


هانم بضعف وألم...ولدك هو اللي هيچيبه لنفسه يا هنادي .


عچليه شوية عشان ميضيعش حياته وإحمدي ربنا إن ولدي مچتلهوش بعد ما حاول هو يچتله.


نظرت هنادي لـ وهدان بحدة مردفة بنزق...يعملها مهو ابن حرام من يومه ، كان يوم أسود لما لمتيه من الشارع وچبتيه إهنه وسطنا تربيه .


جحظت عيني وهدان وتجمدت الدماء في عروقه وكأن أحدا صب عليه دلوا من الماء البارد على ظهره ، ليفتح فمه ببلاهة ناظرا لها بإندهاش ثم ناظرا لوالدته هانم بتساؤل ورجاء لعلها تنفي ما قالته ولكنه وجد الدموع قد فاضت من عينيها وهمهمت بضعف ...روحي يا هنادي، يارب تموتي مفضوحة أنتي وولدك .


حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ.


ثم سمع صوتا ضعيفا يخرج من هيام ...أنت كومان ناس ربوك زيّ حالاتي .


بس أنا الحمد لله اتربيت زين مع ناس تعرف ربنا ، لكن أنت صعبان عليه چوي .


قمر بصوت حاد مشيرة إلى هنادي وجميلة...خدي أمك يا بت يا جميلة وروحوا حداكم دلوك .


زفرت هنادي بغضب ...إكده ، أنتِ وأمك ووهدان علينا .

إلهي أشوف فيكم يوم .


ثم وجهت كلامها لـ جميلة....يلا يا بتي ، ملناش مكان إهنه .

فودعت جميلة وهدان بنظرة من عينيها العاشقةله و غادرت .


قمر كانت على علم منذ الصغر أن وهدان  أخا شقيقا لهاولكنه أخوها بالرضاعة .


إنحنى وهدان وهو في حالة صدمة مما سمع على والدته قائلا بصوت مقهور ...الكلام اللي عتچوله هنادي ده صوح يمه!؟ أنا مش ولدك؟ ، أنا ابن حرااااام؟ .


حاولت هانم الإنكار مراعاة له...دي كدابة مهتصدچهاش واصل ، دي من يومها غيرانة مني وابنها طلع چاموسة شبهها وهيغير منك وبنتها حطه عينيها عليك وأنت مش معبرها ، عشان إكده عتچول حديت ماسخ زيها .


لكن أنت ابني ومرضعاك من صدري ده ،وقمر أختك .


وهدان القهر يسيطر عليه ...حاسس إنك هتكدبي ، ولو مچولتيش أنا إبن مين دلوك هموت نفسي ، ثم أخرج مسدسه ووصوبه نحو رأسه .


فصرخت قمر...لا لا يا خوي ، أنت فعلا أخوي بالرضاعة .

بس إحنا مهنعرفش مين أبوك الحچيچي .


وهدان بغصة مريرة ...يعني صوح أنا ولد حرام .


هانم...لا يا ولدي ، متچولش إكده .


وسامحني يا ولدي، بس أنا أحلف بالله حبيتك كيف قمر وزيادة وعمري ما حسيت في يوم أنك مش ولدي .


وهدان ...تكونيش سرچتيني من أمي ، منا خابر زين هتعملوا إيه ؟؟


فصمتت هانم للحظة ثم تحدثت بحزن...أكده يا ولدي تظن إكده في أمك اللي ربتك .


والله يا ولدي أنا مسرچتكش .


أنا لجيتك زمان وأنت صغير في بيت مهچور ،وكان معاك كمان بنت .


وصعبت عليه وأخدتك بدل متموت من الچوع أو تكلك الديابة .


ثم نظرت لهيام مردفة...كان نفسي كومان آخد البت بس أبوك الله يسامحه مرداش وچال سبيها.


بس أهي شكلها خدها ناس أحسن منينا وربوها .

وسبحان الله طالعة شبهك ونفس العلامة على الكتف كومان .


فالتفت وهدان لـ هيام التي بكت مرددة ...يعني أنا كمان معرفش إن كنت بنت ناس ولا بنت حرام .


فأسرع إليها وهدان ودفن رأسه على صدرها ، يبكي وهي تبكي بمرارة ، ثم ربتت  على ظهره بحنو...أخيرا لچيت حد ليا من دمي أتحامى فيه .


فرفع وهدان رأسه بخيبة أمل ...تتحامي يا بت أبوي ، ده أنا اللي محتاج أتحامى في حد ، ياريتنا كنا اتربينا مع بعض ومتفرچناش إكده .


يارتني طلعت في بيت سوي مش طلعت ابن ليل .


هيام ...ده نصيب ومكتوب يا خوي .

المهم دلوك أنّ ربنا لم شملنا .


ويعالم يكون فعلا أبوي وأمي لساهم عايشين .

وهدان...وهنعمل إيه بيهم بعد ما رمونا إكده ، عشان چابونا من حرام .


أشفقت عليه هانم بقولها ...يا عيني عليك يا ولدي، هون على نفسك وأنت متعرفش ممكن تكون ابن حلال وحد

 سارچك فعلا من أمك ولما ملچاش حد يخدك منه ،رماك في الحتة دي.


وهدان...ياريت ده أهون عندي من أني أكون ابن حرام .

هانم ...ومتچساش عليا يا ولدي ، كلنا كان نفسنا نعيش حياة تانية بس مكنش ُچصدنا غير إكده ، يأما كنا نموت من الچوع .


أوعى تكرهني يا ولدي ، ده أنا روحي فيك أنت وقمر .

ثم أجهشت بالبكاء ، فرق قلب وهدان لها وأسرع إليها يقبل يدها مردفا بحنو...متبكيش يمه ، أنتِ كنتِ أحن عليه من اللي رموني للديابة .


هانم ...يعني مسامحني يا ولدي.

وهدان ...مسامحك يمه .


هانم....مش هوصيك على أختك قمر ، مش عشان لچيت أختك الحچيچية تنساها ، دي أختك برده .


وهدان ...طبعا يمه ، قمر غالية عندي چوي .


هانم ...أكده اطمنت وهموت وأنا مستريحة.

و إذ بها تشهق شهقة عالية ثم تسكن بعدها للأبد .

فقد ذهبت روحها إلى خالقها .


فصرخت قمر وجلست على ركبتيها بجانب والدتها ... أمي أمي ، لا لا لا .


متموتيش وتسبيني لحالي ، أنا محتاجاكِ چوي .

لا لا لا ، ليه مين من بعدك يمه .


انخرط وهدان أيضا في البكاء على تلك المرأة التي قامت على تربيته حتى وإن أخطأت في حقه ولكن يكفي قلبها

 الذي اتسعه بينما ضيق عليه العالم كله .


ثم أمسك بيد قمر فقامت من جلستها ، ثم أخذها لصدره واحتضنها مردفا ...أنا هنا يا قمر ، ومش هتكوني لحالك واصل وهفضل ضهرك طول ما أنا عايش ، أنتِ وهيام .

فابتسمت هيام رغم دموعها .

قمر...ربي يخليك ليا يا خوي .


وتجمع سكان الجبل حول هانم وقاموا بواجب العزاء.

ليقوم بعد ذلك وهدان بدفن والدته خلف الجبل .

كما تعودوا دفن موتاهم .

.......

ألقت وردة بنفسها على الفراش ودموعها تتسابق على وجنتيها 

وهي تحدث نفسها...معچول يا وهدان تطلع ابن ليل ، وأنا كنت مستنية اليوم اللي تيچي تتچدملي فيه بفارغ الصبر ، وكل يوم والتاني أچول هتيچي .


ليه بس إكده يا حبة چلبي ، تطلع دون عن الناس كلاتها ابن ليل وأنا اللي عحبك أكتر من نفسي.


بس معدش ينفع خلاص ، لازم أدوس على چلبي لغاية مچدر أنساك ، بس كيف أنساك ؟


آه يا ويل چلبي منك يا حبة چلبي .


ربنا يهديك وتبعد عن الطريج الواعر ده ، لو بتحبني صوح يا وهدان .


ثم قامت من على الفراش مردفة...أنا هچوم أتوضا وأصلي ركعتين لله .


وأظعي لو كان من نصيبي صوح ، أهديه اأول يارب .

عشان مچدرش أرتبط بواحد هيعمل كل الحرام ده ،وميخافش من ربنا ، يبچا حياتنا هتكون چحيم .

فصلت وردة ودعت الله أن يهدي قلبه ويرزقه حلالا يغنيه .

............


زين لـ قمر مواسيا لها ...أنا كمان چمبك يا قمر .

بس أنتِ افتحيلي چلبك شوية ، أنا عحبك يا بت الناس من زمان ، لكن مش خابر ليه چلبك مش حاسس بيه ؟

طأطأت قمر رأسها بخجل مردفة...مش بيدي والله يا زين .

أنا مش شيفاك غير أخوي زي وهدان بالظبط مش أكتر من إكده .

فمعلش متصعبهاش عليه .


زين وقد أحس أن الدنيا قد أحاطت به وشعر بالدوار وأمسك برأسه .

أكده يا قمر ، أخوكِ بس ، طيب يا بت الناس .


ثم ابتعد عنها حزينا ،يواري دمعاته ، حتى لا يشعر أحدا بضعفه .


أما هيام فقد توسلت إلى وهدان...إن شاءالله يخليك يا خوي ، عايزة أروح لأبوي اللي هو چوزى يعني اللي رباني .


زمانه هيموت عليه وخايفة يچراله حاچة من كتر الچلچ عليه .

وهدان ...وكيف تچوزي واحد من دور أبوكِ إكده وهو طمع فيكِ عشان رباكِ ولا إيه ؟؟


هيام....لا أبدا  ده مفيش في حنيته عليه ، بس ولاد الحرام قالوا مهينفعش أچعد معاه إكده من غير صفه ، فأنا

 اللي طلبت أچوزه ، عچبال يعني ما يچي نصيبي .


فابتسم وهدان قائلا...أظن نصيبك ده اسمه حمدي .

فافترشت هيام بنظرها الأرض خجلا .


وهدان ... خلاص متكسفيش ، بس واعر عليكِ تمشي دلوك .

خليكِ لبكرة أحسن يكون الحرارة راحت وبچيتي أحسن شوي.


استكثرت هيام قوله فصاحت وه  عاد لسه ...بكرة ، يعالم أبوي هيچضي ليلته دي إزاي من غيري ؟؟


وهدان ...معلش دي ليلة .

..............


ذهب عطية العمدة  في تلك الليلة لمديرية أمن مركز سوهاج ، فقد طفح به الكيل من هذا الچبل مستنقع القاذورات وملجأ الخارجين عن القانون .

فتحدث مع اللواء عبد المجيد الصياد .


عطية...يا سعادة الباشا ، أنا چي وكلي أمل في حضرتك لسمعتك الطيبة وقدرتك في إثبات أمن المنطقة.


اللواء عبدالمجيد...ده واچبي زى مهو واچبك يا عمدة .


عطية...طبعا ، كلنا خدامين تراب بلدنا .


وعشان إكده يا باشا ، أنا چي وأملي في الله كبير ثم في حضرتك .

نعمل حملة كبيرة چوي چوي المرة دي ، نچضي فيها على كل وش الإجرام اللي في الچبل .


أومأ عبد المجيد برأسه ...فعلا أنا چتلي شكاوي كتير وكنت فعلا بستعد لحملة تطهير للمنطقة كلها وعلى رأسهم الچبل ده .


عطية ...الله يبشرلك بالخير يا باشا .


وأنا لزمن ولابد أشارك فيها ، حتى لو اتصابت ومت ، هكون شهيد .


عبد المجيد ...أنا مقدر طبعا تعاطفك بس أنت وظيفتك إدارية أكتر من أنها تنفيذية .

فخلينا إحنا علينا التنفيذ يا عمدة ، ودعواتك بإذن الله بكرة هنخرج بالحملة ، وإن شاء الله نرچع منصورين .

عطية ...بإذن الله ربنا هينصركم على المچرمين دول .

ثم تابع...أستأذن أنا بچا يا باشا عشان مخدش من وقت حضرتك كتير .

عبد المجيد ...اتفضل يا عمدة ، شرفتنا .

عطية...الشرف لينا يا باشا .

ثم عاد عطية إلى النجع مستبشرا خيرا في القضاء على تلك الخلية الإجرامية المتمركزة في الجبل .

..................


صالح ببعض من القلق ...ها يا دكتور ، طمني على الشيخ عزيز ؟

الطبيب....والله الحاج اتعرض لصدمة جامدة ، أصابته بالشلل ده ، وصراحة عضلاته كلها تيبست ومحتاج يتنقل مستشفى المركز عشان يبدأ علاجه فورا .


صالح ...لا حول و لا قوة إلا بالله .

عين وصابتك والله يا شيخ عزيز .


أما عزيز فكان لا ينبس بكلمة بعدما فقد النطق ولكنه إكتفى بالدموع فقط .

صالح ...طيب يا دكتور بكرة إن شاء الله أچيبه المستشفى .

الطبيب...تمام ،كل ما قدمت المعاد هيكون نسبة الشفا أكبر  بإذن الله .

صالح ..يارب يعفو عنه ويشفيه .

وعندما غادر الطبيب ، جلس صالح بجانبه مداعبا بكلمات لعلها تخفف عنه .

مكنتش أعرف أنك هتحبها چوي أكده يا عزيز ، وأنا خابر إنك مش محتاج مستشفى ولا غيره .

ويمكن أول متيچي تطل عليك دلوك ، هتچف زي الحصان .


فأغمض عزيز عينيه وكأنه يقول ...يارب .


صالح...ربنا يطمنا عليها ، وإن شاء الله الحكومة تلاچيها وترچعها صاغ سليم .

..............

أما حمدي فارس هيام المنتظر كان يعمل مدرسا في الكويت وقد حان موعد إجازته السنوية .


فداعبه زميل له بقوله....يعني وشك منور النهاردة على غير العادة يا مستر حمي دي.


زينت ثغر حمدابتسامة مضيئة . .ومفرحش ليه وأنا أخيرا نازل البلد وأشوف الحبايب بعد سنة من الغربة المرة دي.


أحمد زميله ...الحبايب ولا حبيبة واحدة يا عم الحبيب .

فقذفه حمد بكشكول كان في يده ، فضحك أحمد قائلا....نشنت يا ناصح .


وخلاص خلاص يا عم ، غلطنا في الجماعة إياك .


حمدي...دعواتك بس المرة دي فعلا ،يكون ليه نصيب فيها واتچدم وتچبل ، عشان كل مرة تچول ، لسه شوية ومش رايدة تهمل أبوها لحاله .


أحمد ...لا كفاية كده وقولها العمر بيچري وعايزين نلم نفسنا وإن كان على أبوها تروحله وقت ما هي عايزة براحتها .


حمدي...ربنا يدبر الأمر ويكرمني وافرح الإچازة دي.

أحمد ...إن شاء الله هتيچي والدبلة منورة إيدك .

حمدي...يارب .


ثم جهز حمدي أغراضه وانتظر موعد الطائرة في صباح اليوم التالي ، لتهبط به بعد حين من الوقت في أرض الوطن.

فحمد الله ثم توجه سعيدا إلى النچع .


تهلل وجه أبيه وأمه وإخوته لرؤيته ، ثم تساءل كثيرا عن أحوال أهل النچع ، لتأتي سيرة هيام وعزيز لتنزل عليه كالصاعقة .

أم حمدي...أسكت يا ولدي ، مش هيام مرت عزيز اتخطفت عشية .


فقام حمدي من مجلسه فزعا  كأنه لدغ من عقرب قائلا بدهشة ...إيه چولتي إيه يمه ، مرت مين ؟؟

چصدك بته ؟ صوح .

واتخطفت كيف وإزاي ؟ 

وأكيد رچعت صوح ؟

چولي يمه بسرعة .

أنتِ ملخبطة الدنيا ومش مركزة .

ضيقت والدته عينيها بإستفهام  ...ما سر غضبه هو زواجها أم خطفها ؟ أم الإثنين معا ؟

حمدي غاضبا......مهترديش ليه يمه ؟؟

وتريحيني .

أم حمدي...ربنا يريح بالك يا ولدي بس أنت مش واخد بالك أنك مزودها حبتين ، هو فيه حاچة أنا معرفهاش .

أنت كان عينك من البت دي ولا إيه ؟


ولو كان عينك منها ، فانسى لأنها بچت في عصمة راچل دلوك.

وكمان اتخطفت يعني يعالم عملوا فيها إيه كومان ؟؟

فاسودت الدنيا في عيني حمدي وشعر بالدوار وأمسك برأسه للحظات ثم لم يعد يشعر بنفسه وسقط مغشيا عليه .

فصرخت والدته وتجمع عليه إخوته .


وحملوه على فراشه ، ثم بعد لحظات عاد إليه وعيه ولكنه رفض الحديث إلا كلمة لو سمحتم هملوني لحالي دلوك .

مش چادر أتكلم .


وعندما خرجوا ، ترك الدموع  المحبوسة في عينيه تنهمر على وجنتيه وكانت كالماء المغلي الذي يخرق قلبه وشعر بالقهر محدثا نفسه ...كيف ده يحوصل ، كيف يا هيام تبعيني وتچوزي الراچل الكبير اللي رباك ِ رغم الحب اللي بينا .


يعني كنتِ هتعشچيه هوا وتضحكِ عليه آني معچول ؟؟

لا لا مش مصدچ ، حاسس زي مايكون بحلم .

لا ده كابوس ونفسي أفوچ منه .

بس أنتِ فين دلوك يا ترى .

أنا لازم أشوفك وأحط عيني في عينك وأعرف أنتِ ليه عملتي فيه كده ؟

ورغم صدمتي فيكِ ، بس ربنا يرچعك بالسلامة يا حبة چلبي اللي خانت چلبي .

..........


وفي الچبل بعد شروق الشمس 

استيقظت هيام لترى وهدان نائما على مقعده الذي اتخذه بجانبها ، ليراعيها طول الليل بنفسه .


فابتسمت متمتمة ....ربي يخليك ليه يا خوي ، ويخلي چلبك الطيب ، اللي اتظلم في سكة الحرام والچبل دي .

ثم قامت بالنداء عليه ليستيقظ ....وهدان يا خوي ، وهدان چوم .


ففزع وهدان مردفا...إيه حوصل إيه ؟.

لساكِ تعبانة چوي ؟ حاسه بإيه ؟


هيام ...متتخضش أكده يا خوي.

أنا بچيت أحسن الحمد لله , بس خلاص معدتش عندي صبر وعايزة أروح ، أطمن على بوي وأطمنه عليه .

وهدان ...والله لولا الراچل ده كويس ورباكِ زين ، أنا مكنت أچدر تفارچيني يا بت بوي .


هيام ...وأفارچك ليه ؟

هو أنت مش هتيچي تطل عليه كل وچت والتاني ولا خلاص هتنساني؟.


فابتسم وهدان مردفا...لا طبعا أنا أچدر  ، هاچي عشان أكيد هتوحشيني وكمان عشان أشوف ...ثم تنهد بوجع مسترسلا....والله ما خابر هچدر أشوفها كيف تاني بعد مخلاص عرفت أنا مين ؟؟


ومبچتش طيچاني ، والحب اللي بينا ضاع بين الرچلين .

هيام ...چصدك وردة ؟


وهدان...وهو فيه غيرها .


هيام بخجل  ...معلش يا چلب أختك ، هو نصيب .

بس يعني يا خوي متأخذنيش يعني ....؟


وهدان ...چولي ولو أنى خابر عتچولإي إيه !


هيام...يعني مفيش شغلانة تانية بالحلال تعيش بيها مستور أحسن من الچبل ده واللي فيه .


تنهد وهدان بألم وضم شفتيه بندم ثم أردف...وأنا أعرف إيه غير كده ؟


خلاص دي حياتي ودي عيشتي ، وهو چدر ومكتوب .

وهي حرة يا تچبل على أكده أو ......؟؟


هيام ...يعني هتهملها لحالها لو مرضيتش ؟


ويمكن ساعتها تچوز واحد تاني ، هتچدر تستحمل أكده يا خوي ، ده الحب ده واعر  چوي.


فوقف وهدان فجأة كأنه أصيبب  بصاعق كهربائي فتجمد مكانه وإزرق جسده .

وحاول إخراج كلماته بصعوبة ...تچوز واحد تاني ؟

لااااااااا 

ده أنا أموتها بيد أحسن من إني أشوفها مع راچل تاني غيري.

فضحكت هيام ولمعت عينيها عندما تذكرت حمدي ثم قالت ..مش بچولك الحب واعر چوي يا خوي، بس محصلش للچتل ، حد بردك يچدر يچتل روحه ؟


وهدان ...آه يا چلبي ، هي فعلا روحىي، ومهتصورش حد غيرها في چلبي .

ولا حد غيري في چلبها.

هيام...طيب بزيادك عاد ، ويلا ساعدني أچوم ، أروح لبيتي .

وهدان مداعبا لها ...طيب يا چطة على رأي الزفت الچطران يونس .


فتوترت هيام وهزت رأسها بفزع...متچبليش سيرته ، ده اسمه بس بيخوفني، ومش عارفة ، هيعمل إيه فيه المرة الچاية أكتر من أكده ؟

طمأنها وهدان بقوله...طول ما أنا عايش متخفيش من حد واصل ، وأنا هعرف كيف أوچفه عند حده .


ابتسمت هيام ...إن شاء الله يخليك يا خوي .


وهدان ...ويخليكِ يا چلب وهدان .

ويلا هاتِ يدك أچومك واسندي عليه وچومي بشويش .


أمسكت هيام بيد أخيها وحاولت أن تستقيم جالسة ولكن داهمها ألم شديد في كتفها ، فلم تستطع وغارت عينيها بالدموع فأشفق عليها وهدان مردفا...چولت خليكِ يومين أكده يكون الچرح طاب وتعرفي تتحركِ وكمان أشبع منيكِ .


فابتسمت هيام بوهن مردفة...معلش أخاف أبوي يچراله حاچة ، هو راچل كبير ومهيستحملش .


وهدان ...أمري لله ، وأدي شيلة .

فانحنى وهدان وحملها بيده ، فضحكت .وضحك وهدان لأول مرة منذ زمن .


ثم أخرجها إلى دراجته البخارية وأچلسها برفق لينطلق بها نحو النچع، ولم يدري أن خروچه في هذا الوقت رحمة من الله عز وجل حيث كتب له عمر جديد .

فقد انطلقت قوات الأمن إلى الجبل في غيابه ، لتبدأ ملحمة وصراع شديد بين الحق والباطل ؟؟


       

          الفصل الثانى والعشرون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-