CMP: AIE: رواية نار وهدان الفصل الثانى والثالث والعشرون
أخر الاخبار

رواية نار وهدان الفصل الثانى والثالث والعشرون



#نار_وهدان 

بقلم شيماء سعيد 

الفصل الثانى والثالث والعشرون 

.............


🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹


الحياة فرصة، والفرص متجددة، وهي لا تُعدُّ ولاتُحصى، يقلّب الله فيها عباده، بعضها يغيّر مسار حياة، وبعضها لا تتكرر أبدا


انطلقت قوات الأمن نحو الجبل في غياب وهدان ، ليبدأ  صراع شديد بين الحق والباطل ؟؟


 من حسن حظ وهدان عدم تواجده في الجبل وكأن الله سبحانه وتعالى أعطاه فرصة ليتوب ويتراجع عما يفعله .


 وصل كلّ من وهدان و هيام أمام منزلها فتجمع عليها الناس من أهل النجع وأخذوا يسلطون النظر إلى وهدان بريبة وشك  .


فسألت إحدى النساء ( جليلة ) ...أنتِ كنتِ فين يا بتي ،ومين الراچل ده ؟

ومالك وشك أصفر ليه أكده ؟

حصولك إيه ؟

ومين اللي خطفك وكيف رچعتي؟؟

ده چوزك كان هيروح فيها .


فصرخت هيام ... أبوي!؟ .


جليلة...بس چوليلي مين ده الأول ؟؟


فنظرت له ، ليغمزها كي لا تقول الحقيقة الآن فلن يستطيع أحد تصديقها .


فألهمها الله بقولها...ده راچل شهم أنقذني من الراچل اللي كان خطفني وكان عايز يموتني كومان .


 وعطاله علچة موت عشان يسبني لحالي وبعدين صمم يوصلني عشان يطمن عليا .


شكره أهل النچع ورحبوا به وأراد البعض منهم أن يدخله  بيته ليكرمه جزاءا على صنيع مع هيام .


وهدان بإمتنان ...تسلموا يارب ، بس أنا مستعچل شوي ، أشوف أشغالي .


وچت تاني إن شاء الله ، وبنتكم عندكم أهي ، خلوا بالكم منها زين عشان ميحصلش ليها حاچة تاني .


يلا السلام عليكم .


فودعته هيام بعيني الحب ودعت الله أن يهدي قلبه .


هيام متألمة برجاء ... معلش يا ست چليلة سنديني أخش أطل على أبوي .


فضحكت جليلة مردفة... لساكِ عتچوليله أبوي بعد

 ما اتچوزتوا .


هيام...ده أبوي اللي رباني وچوزي ده على الورچ بس ، عشان أنتم اللي اضطرتوني لكده ، عشان أظل چعدة معاه ومهملهوش واصل .


لكن أنا كيف ما أنا بنت بنوت ، ولو عايزين تتأكدوا من كلامي أنا مستعدة تكشفوا عليه .


عشان تعرفوا أنكم  ظلمتوني وظلمتو أبوي بكلامكم علينا .


فشعر أهل النجع بالحرج .


فتمتمت جليلة ...الحچ علينا يا بتي ، وهو فعلا غلاوتك عنده زي الضنا صوح ، عشان كده من الزعل اتشل يا عيني .


لكن لو واحد مراته اللي اتخطفت كان هيفرح ويروح يچوز عليها .


صرخت هيام ...أبوي اتشل .


ساعديني أدخل بسرعة أطمن عليه ، الله يكرمك .


فساعدتها جليلة الولوج للداخل .


وكان هناك من يتخفى بين أهل النجع وعندما رآها كان يريد أن يبطش بها جزاءا لخيانتها قلبه الذي أحبها بجنون .

ولكنه لم يستطع ،فقد دق قلبه عندما رآها مريضة ، لا تستطيع الحركة وحدها ، فتمنى أن يكون الذي يعاني هو وليس هي .


ما أشقانا بالحب الذي يكسر القلوب .


ولكن عادت له الروح من جديد عندما علم أن زواجها منه كان على الورق فقط لتضمن صحبته معها .

رغب كثيرا في الذهاب إليها لكن الوقت لم يكن ملائما فقرر الإنتظارحتى يستعيدا صحتهما.


صدمت هيام   عندما رأت عزيز بتلك الحالة المزرية  لتصرخ باسم والدها...أبوي ثم  دفنت رأسها في صدره ، رغم ما تشعر به من ألم .


فتهلل وجه عزيز بعد أن فقد روحه في غيابها، فوجد نفسه ينطق بعد أن فقد قدرته على النطق ولكن بلسان ثقيل نوعا ما ...هيااااااام بتي ، أنتِ بخييييييير .


فصاح  الشيخ صالح ...الحمد لله الراچل نطق أهو ،مش كنت لسه بچولك ، لو رجعت ست هيام ، هتچوم زي الحصان .


چوم يا راچل بچا ورينا الخطوة الحلوة .


هيام ببكاء ...چوم يا بوي ، أنا خلاص چيت ومش عهملك تاني واصل .


حاول عزيز القيام وفعلا تحركت يده بعض الشيء ولكنه كلما حاول رفع رأسه سقطت مرة أخرى .


فأجهشت هيام بالبكاء ...أستغفر الله العظيم ، الأمر ليك يارب ، يارب أشفيه عشان خاطري .


الشيخ صالح ...إن شاء الله هيكون زي الفل ، ودلوك أنا هوديه المستشفى في المركز وهيعمل علاچ طبيعي وهيكون كويس بإذن الله ، طول ما أنتِ ربنا رچعك بالسلامة .


هيام ...طيب أچي معاكم .


الشيخ صالح ...أنتِ چادرة تصلبي طولك يا بتي  ، أنتِ ريحي شوي عقبال ما نيچي إحنا بالسلامة .


بس أنا هسيبكم دچيچة ، هروح بس أجيب الكرسي المتحرك في المسچد اللي الناس عاملينه صدچة لأي حد هيمرض وربنا يشفي كل مريض .


ثم تركهم بمفردهم  ، فقبلت هيام جبين والدها عزيز .

فسألها بصوت ثقيل ...طمنيننننننني عليكِ .

أنتِ فهمااااااني چصدي إيه ؟


ابتلعت هيام ريقها بصعوبة ثم رددت ...متچلچش يا بوي أنا صاغ سليم ومحدش چرب مني ، والچرح ده. ليه حكاية يا بوي ، بس أنت متفكرش في أي حاچة دلوك غير صحتك وبس .

وبعدين هحكيلك إيه حوصل بالظبط .


ابتسم عزيز وأومأ برأسه ...وحمد الله أنها رجعت له مرة أخرى بعد أن اسودت الدنيا في عينيه لفقدها .


..........


وصلت حملة الأمن إلى الجبل، صعق من في الجبل وذعروا وأحسوا بالخوف الشديد عند سماع صوت سرينة سيارات الشرطة وخصوصا قمر وجميلة .


ارتجفت قمر وتوترت قائلة ...يا لهوي علينا ، البوليس چه .

طيب أعمل إيه ؟

يا خيبتي ، طيب اتحامى في مين دلوك ووهدان أخوي مش إهنه ، وكل اللي في الچبل عيچول يلا نفسي ومحدش هيفكر فيه .

يا مرك يا قمر ، هتعملي إيه دلوك ؟

أنا لازم استخبى ؟ بس فين فين ؟


آه هرفع الكنبة واغطي نفسي بالخلچات اللي فيها كلاتها وربنا يستر بچا ، لو دخلوا إهنه وفتحوها ، عچول على نفسى يا رحمٰن يا رحيم .


وبالفعل أخفت نفسها بالملابس وأغلقت على نفسها  بغطاء خشبي ملتصق بـ الأريكة .


أما زين فقد ذهب لشراء احتياجات له من أحد محلات  النچع قبل مچىء سيارة الشرطة للچبل .


ولم يتبقى في النچع سوى بعض الرچال ومن بينهم جميلة ويونس الذي كان مربوطا بالحبال .


وعندما سمع صوت سرينة الشرطة فزع وحاول النداء على أي أحد من الرجال ، ليزيل عنه تلك الأربطة ليدافع عن نفسه ولكن الجميع قد انشغل عنه بالدفاع عن أنفسهم ، وسددوا الطلقات لرجال الشرطة ، ولكن باغتتهم الشرطة تلك المرة بالقنابل المسيلة للدموع  ، فآثرت على رؤيتهم لهما .


فهجمت الشرطة على الچبل ، واستطاعت بالفعل إلقاء القبض على رجال الجبل ومن حاول فيهم المقاومة وإطلاق النار على رجال الشرطة باغتته الشرطة برصاصة فمات في الحال .


وتم القبض أيضا على جميلة ويونس الذي صرخ قائلا ...أنا معملتش حاچة ، ده وهدان رئيس عصابة الچبل هو اللي خطفني أهنه .


لا سبوني أنا ابن ناس محترمين .

أنا مظلوم ،مظلوم .

صدّچوني .


الأمن...أسكت خالص ، ابقا قول اللي أنت عايزه في التحقيقات .


فلاذ بالصمت يونس أما جميلة فلم تتوقف عن البكاء هي ووالدتها هنادي .


جميلة محدثة نفسها ...إكده يا وهدان هملتنا في أصعب وچت ، لو كنت موچود زي كل مرة تيچي الشرطة ، كنت عرفت تصرف وتغتنا منهم .


آه يا مرك يا جميلة ، ضعتي وضاع شبابك خلاص .


العقيد عبد المجيد لأحد الضباط المشاركين في حملة التطهير ....خلاص كده ،متأكد يا حضرة الظابط ، أن تم القبض على كل هارب في الجبل .


الظابط ...أيوه يا فندم ، مفيش حد تاني .


عبد المجيد ...دورت في كل السراديب بتاعتهم ، أكيد فيه أماكن چوا مخفية .


أنا برچح تدخل تاني بنفسك تتأكد .


الضابط ...تحت أمرك يا فندم .

ثم توجه للداخل ، حاملا سلاحه ومشط كل الأنحاء في الجبل وفتح كل خزانة ملابس قابلته وبعثر محتوياتها على الأرض .


حتى وصل إلى الأريكة الختبئة بها قمر التي ما أن سمعت وقع أقدام ، حتى حبست أنفاسها خوفا ورددت في نفسها ...أستر أستر يارب .


فقام الضابط بفتح الأريكة لتهمس قمر ...لا أنا كده ضعت خلاص .

ثم هم الضابط بإخراج قطعة من القماش و توقف في آخر لحظة عند سماع صوت جهازه اللاسلكي قاموا بإستدعائه فورا لمهمة أخرى في مديرية الأمن .


فخرج الضابط سريعا وأكد للعقيد عبد المجيد خلو الجبل من أي أحد، ليتخدوا طريق العودة مرة أخرى بعد أن نجحت مهمتهم تلك المرة المتمثلة في إخلاء الجبل من الخارجين عن القانون .


تنفست قمر مرة أخرى عندما سمعت حديث الضابط ثم سمعت وقع أقدام خروجه ولكنها لم تغادر مكانها خوفا من أن يعود مرة أخرى .


أثناء عودة زين الجبل سمع صوت دورية الشرطة فاختبأ سريعا وراء تلٍّ من الرمال ، فسارت أمامه سيارة الشرطة ودق قلبه وكاد أن يتوقف عندما رأى العربة محملة برجال الچبل ولمح جميلة ووالدتها ويونس ثم رأى بعدها سيارة الإسعاف .

فتنهد بألم وضرب كف بكف مردفا... يا سواد الليل .


الحكومة قبضت عليهم كلهم ويعالم مين اتصاب فيهم ولا مات في عربية الإسعاف .


ثم توقف عن النطق واتسعت عيناه ووضع يده على صدره ليهمس بِثقل ...قمر  قمر .

أنا ملمحتهاش في البوكس مع چميلة ويونس .


خايف يكون چرالها حاچة وهي اللي في عربية الإسعاف .

أو تكون مااااااااتت ، لااااااااا .


ليجهش بعدها بالبكاء مرددا ...قمر قمر ..مش عارف كيف هتصرف دلوك ؟ وهعيش كيف من غير قمر ؟


يارتني ما هملتها لحالها ومشيت ، كنت حتى عرفت أدافع عنها .


مش هسامح نفسي واصل لو فعلا حصلها حاچة .

حتى سمع صوتا من ورائه من يقول بسخرية ...أنت اتچننت يا زين هتكلم نفسك ولا إيه ؟


فوقف زين وإلتفت إليه والدموع في عينيه ثم احتضنه مردفا...وهدان ، الحمد لله أنك بخير .


وهدان متسائلا...مالك يا واد عمي، فيه إيه حوصل ؟؟


زين ...أنت مدرتش !


الحكومة كبست على الچبل وأنا مكنتش موچود ولما رچعت لقيت العربيات معودة وفيها رچالة وحريم الچبل .


فهتف وهدان بقهر...قمر قمر .


كيف ده حوصل وأنا مش موچود ، يارتني ما سبتهم ، يمكن كنت چدرت أرچع الحكومة كيف كل مرة .


بس أنا لازم أهرب قمر ، لازم مش ههملها للحكومة .


زين...بس قمر مشفتهاش بينهم ،وخايف تكون اتصابت ولا ...


فصرخ وهدان ...لا متچولش أكده .


وتعال ندلي الچبل ، عشان نعرف نفكر زين ، هنهربها أزاي من هناك ؟؟


زين ...مش لما نتأكد الأول إنها عايشة ثم بكى بمرارة .


فصمت وهدان وربت على ظهره قائلا بثقة ...أنا چلبي حاسس أنها عايشة بس تعال دلوك نشوف الحال.

وبالفعل توجهوا للجبل ومع كل حركة منهم كان قلبهم يدق خوفا .

حتى وصلوا الچبل ، ووجدوا كل محتوياتهم مبعثرة ،  وآثار الداء المنشرة  .


فابتلع زين ريقه بخوف وأمسك بيد وهدان يستمد منه القوة .


ولسان حال وهدان يردد..قمر قمر، حتى ولچ إلى استراحة قمر .


فصرخ ...ااااااااه يا بت أبوي ، يا ترى عاملة إيه دلوك ؟؟

متخفيش هچيبك ولو كنتِ تحت سابع أرض .


لتخرج قمر من الأريكة عندما سمعت صوته قائلة ...أنا هني يا خوي .


فتهلل وجه وهدان وزين فرحا ...هاتفين ...قمر قمر.


فأسرعت قمر لصدر أخيها تحتضنه مردفة ...الحمد لله أنك بخير يا خوي .


أنا كنت هموت من الخوف وكنت خايفة تيچي وهما لسه إهنه .


وأنا كنت هكشف في آخر لحظة لولا ستر ربنا .


زين ...الحمد لله يا قمر ،متصوريش أنا كنت زعلان چد إيه ؟


فنظرت له قمر بإزدراء ...وأنت تزعل ليه ؟

هو أنت عندك دم أساسا .


أظن لو كنت إهنه كنت هتصوت كيف الحريم .


فضحك وهدان بعلو صوته حتى جُن جنون زين وتلون وجهه وبرزت عروقه غضبا لينفجر قائلا ...أنت كومان هتضحك على چلة ذوچ أختك .


تصور أنا غلطان اللي كنت چلچان عليها ، ياريت كان خدتها الحكومة وشنچوها من لسانها ده اللي عايز يتچطع .


قمر بغيظ ...بچا إكده .


وهدان...بطلوا بچا نچير في بعض ،واچعدوا دلوك ، عشان نفكر هنعمل إيه في حياتنا ، عشان خلاص چعدتنا في الچبل لحالنا مبچتش أمان  .


قمر...أمال هنروح فين ؟؟


إحنا نعرف مكان تاني، ولا حتى معانا فلوس .


الحكومة أخدت كل حاچة معاها وبچينا على الحديدة .


فضحك وهدان ...هناخد الحديدة هنبعها .


زين بإستنكار ...فايچ أنت وهتهزر ، أنا مش متخيل أعيش في مكان تاني غير إهنه ، أنا مچدرش أعيش وسط الناس .


وهدان ...لا چمد چلبك إكده ، خلاص هنعيش وهنعنيش وهنودع الچبل ولياليه .


وهنكون أحسن من الخلچ كلاتهم كومان .


قمر وزين ...كيف دا وإحنا معناش أي حاچة ؟


وهدان ...لا معانا كتير كتير چوي .


بس مش هينفع نصرف في النچع ، عشان منتكشفش ويچولوا من وين ؟؟


فاتسعت عيون قمر وزين بذهول .


وهدان ...متبحلچوش إكده ، ما يحسد المال إلا أصحابه .

تعالو معايا ، أوريكم البنك بتاعي .


زين ...أنت واعي للي عتچوله ده يا وهدان ، ولا هتضحك علينا؟.


وهدان ...لا واعي چوي وهتشوفوا حالا، تعالوا معايا .


ثم ذهبوا معه إلى منطقة ما خلف الچبل ، لتلك الحفرة التي يخفي فيها منذ طفولته كل ما تجنيه يداه من سرقة وآثار .


أزال وهدان التراب حول الصندوق الذي يخفيه .


ليخرجه أمامهم ثم فتحه بمفتاحه الخاص الذي كان يخفيه بين طيات ملابسه .


ليتفاجؤوا بأموال لا تعد ولا تحصى ، بجانب قطع آثار ثمينة لا تقدر بثمن ، و أسحلة آلية .


قفز  زين كالأطفال فرحا مردفا ...كنز كنز كنز .


قمر ...ينصر دينك يا أخوي .

بس هنعمل إيه بالفلوس دي كلاتها ؟


وهدان ...هندلي مصر .


بس هنضرب بطايق الأول بأسماءنا عادي ، إحنا كده كده الحمد لله متكشفناش لحد واصل ولا لينا ملف في الحكومة .


وبعد أكده هنحوش الفلوس في البنك ، وهنأجر شچتين  نچعد فيها وشقة تانية نعمل فيها زي شركة أكده صغيرة ، بتاع اللي هيسموها إستيراد وتصدير .


بس ومع شوية الفلوس كله هيچري علينا عشان يصحبنا ، معشان الناس دلوك بتاعة مصالحها وبس .


وشوية شوية هنعمل اسم في السوچ .


وهبچا من كبار رچال الأعمال في البلد ، وهنشتري بچا چصر كبير چوي نعيش فيه .


ثم تنهد بألم وبعدين هننزل النچع وإحنا كده زي النچمة في السما ملعلعين .


وبفلوسنا ممكن نشتري دوار العمدة نفسه ونعمل شوية مشاريع هناك ،هتلاچي الناس تركع تحت رچلينا .


وده حلمي اللي كنت هحلمه ومن وأنا عيل صغير .


 ابتسمت قمر متمتمة ...ربي يحچچلك كل أحلامك يا أخوي .


مش خابرة أچولك إيه ، عشان حساني إني في حلم مش مصدچة اللي أنا شيفاه ده .


وهدان ...لا صدچي وده كان وعدي ليكِ وإحنا لسه صغار .


لما كبست الحكومة وچريتي في حضني ، فاكرة چولتلك إيه ؟؟


قمر ..فاكره يا خوي ، وفعلا وفيت بوعدك ليا .

عچبال متفرح بعروستك.

وهي وردة اسم على مسمى صوح .


فامتعض وجه وهدان مردفا...خلاص متچبيش سيرتها چدامي تانى ، هي اختارت طريچها بعيد عني .

وأنا خلاص عارف طريچي.


قمر...متزعلش نفسك يا خوي ، يمكن لما تعرف إنك بچيت راچل مهم في البلد وليك صيتك ، هي اللي تيچي لغاية عندك وتچولك إچوزني .


وهدان ...مفتكرش ، أنا خابر وردة زين ، عچلها ناشف كيف الحچر.


زين ...كيف وحدة أعرفها إكده .


فوضعت قمر يدها في إحدى جانبيها قائلة بغيظ...چصدك مين إن شاء الله .


زين...والله اللي على راسه بطحة .


قمر...بچولك إيه يا خوي، الواد زين ده ميچيش معايا ، وارميه للديابة تنهش في لحمه ، أنا مش طيچاه.


فتغير وجه زين ولمعت عيناه بالدموع ثم وقف وأدار ظهره لهما مردفا...كيف مچالت قمر يا وهدان أنا مليش مكان وسطيكم .


أنا هرچع أعيش في الچبل ، هو أحن عليه من چلوب ناس  كيف الحچارة مهتحسش واصل .


فنظر وهدان لـ قمر نظرة عتاب ثم أردف ... مكنش ليكِ حچ يا قمر في اللي چولتيه .


شعرت قمر بالحرج فباغتتهما بقولها...كنت ههزر معاه يا خوي 

ومعرفش أنه چماص أوي أكده .


ثم وقف وهدان وأمسك بذراعه وأدار وجهه له ، وثبت عينيه  في عينه قائلا بثقة ...أنت مش مچرد صاحب يا زين ، أنت أخوي .


وليك أكتر ما ليا في الفلوس دي، كله من خير أبوك الله يرحمه منصور .


ومتچولش أكده تاني إلا أزعل منك ، إحنا هنكون إيد وحدة لآخر العمر .


ابتسم زين قائلا...صوح يا وهدان .


وهدان ..صوح يا خوي ثم عانقه بمحبة .


لتداعبه قمر مرة أخرى بقولها ...إيه الحب ده كلاته ؟

أطلع منها أنا إياك وأرچع أنا للچبل ، وأعيش لحالي أحلالي .


بس هرميكم بالحچارة من فوچ ثم اخرجت لسانها لهم .


فضحك زين ووهدان وضحكت معهم قمر.


وهدان ...بزيادة بچا حديت ملهوش عازة وندخل في المفيد،

دلوك مش هينفع نشيل الصندوچ عشان محدش يشك فينا في الطريج .


إحنا هنحط الآثار والسلاح في شوال دچيچ ، متبنش  فيه 

،  أما الفلوس فهنربطها فهنچسمها علينا إحنا التلاتة وهنربطها على چسمنا من چوه .


قمر...أحلى خلچات دي ولا إيه ؟


زين...مفيش فايدة فيكِ ، ومش خابر كيف هستحملك ؟


قمر...معلش اعتبرني أختك الكبيرة عاد .


زين بعبوس ...أختي! .


وهدان ...وبعدين معاكم يا ركزوا شوية معايا يلا عشان چدامنا لسّه سفر طويل بس چبل مسافر معلش هروح أطل على هيام وأطمن عليها .


فغمزته قمر ...هيام بردك .


وهدان...وبعدين معاكِ.


قمر...خلاص سكت أهو .


ثم تذكر وهدان تلك السيدة الطيبة ( بدور ) في نچع مصيلح .


ولم يرغب  مغادرة الصعيد دون أن يطمئن عليها هي الأخرى .


وهدان...تعالو نرچع الچبل بالحاچة كلها ووضبوها كيف ما چولت .


وأنا هروح مشوار إكده على السريع ساعة بالكتير وهاچي نتكل على الله على مصر على طول .


قمر...ماشي يا خوي ، ربنا يفرح چلبك .


فتوجه وهدان في بداية الأمر إلى كفر مصيلح قبل أن يذهب ليرى هيام ويقر عينيه برؤية معشوقته وردة .


...........


هز صوت صراخ بدور كفر مصيلح فتجمع الناس حولها ليروا ما في الأمر ؟.؟




الحلقة الثالثة والعشرون


#نار_وهدان 


...................


🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹


الأشواك التي قد تدوسها في يومٍ من الأيام، ما هي إلا إختبار من الله فإصبر ولا تجزع فكلما أحب اللهُ عبداً ابتلاه.


هز صوت صراخ بدور كفر مصيلح فتجمع الناس حولها ليروا ما سبب صراخها المرير .


وفي ذات الوقت الوقت ساق الله وهدان إليها فرأى تجمع الناس حول منزلها، فدق قلبه وخشي أن خطبا ما ألمبها ولحد الآن مستغرب سبب إهتمامه بها. 

عندما وصل استقصى ليعلم وفاة زوجها عبد الجواد بعد صراعه للمرض عدة شهور كانت فيها بدور نعم الزوجة له،

فقد راعته بمرضه وإعتنت بأبنائها منه وبأبناء زوجته الأولى سامية والتي لم تحتمل صدمة موت موت حبيبها وزوجها لتصيبها سكتة قلبية وكأن قلبها أبى❤ الحياة بدون من يخفق له.


رحم الله تلك الزوجة المحبة لزوجها ورحم الله أحن وأكرم زوج الشيخ عبد الجواد .


صرخت بدور صرخة مدوية زلزلت أركان المنزل ...لا أنتِ كُمان يا ست سامية ، ليه كده مرة واحدة أنتوا التنين ، طيب مين يحن عليه بعدكم ، مين يسأل عليه ، مين يطبطب عليه ، هعيش كيف بعدكم ، أنتوا كنتوا ناسي وأهلي وعزوتي في الدنيا دي.


يارب رحمتك ، صبرني يارب .


وإنا لله وإنا إليه راجعون .


تجمع حولها أولاد سامية يبكون في صدرها ، فحاوطتهم بذراعيها قائلة بنحيب ...متبكوش يا حبايبى ، هما راحوا لربنا دلوك وهو أحن وأرحم عليهم مننا .


وأنا معاكوا وربنا يچدرني لغاية موصلكم لبر الأمان .


محمد ابن عبد الجواد من سامية...خلاص يمه ، أنا دلوك راچل البيت وأنا اللي هخرچ شتغل وأنتِ معتديش تخدمي برا تاني .


بدور ...لا أنا چولت مش هتشتغل لغاية متخلص علامك الأول يا غالي يا ابن الغالي .


وأنا هفضل أشتغل لغاية متعتمدوا على نفسكم وتخلصوا علام .


كان وهدان يستمع لكلماتها حتى دمعت عيناه وتساءل ...من أين أتت تلك المرأة بكل هذا الحنان ومن أين لها تلك القوة رغم ضآلة جسدها ؟؟


وتمنى لو أنها كانت من عثرت عليه عندما ألقت به أمه منذ زمن بعيد ، لعله كان شخصا آخر غير الذي عليه الآن .


وشيء ما بداخله أوحى له أن يتمتع بصحبة تلك المرأة ، ولكنه الآن لم يستقر بعد ، فليصبر إذا حتى يستقر في القصر الذي يحلم به ثم سييتدعيها للعيش معه كمسؤولة عن العاملين به دون أي مجهود منها وكمساعدة لها، وسيحلق أيضا أبناءها للعمل معه .


لم يرغب وهدان أن يغادر بدون أن يمد لها بعض المساعدة .


فولج للداخل وما أن وقع عليه نظر بدور حتى ابتسمت برغم البركان الذي يثور بداخلها لوفاة أحب الناس إليها .


تعجب وهدان من تلك الإبتسامة العذبة وتساءل إن كانت تذكره كما يذكرها حتى وجدها تقول له ...زي مايكون چلبك حاسس بيه يا ولدي ، چيت في وچتك ، شوفت اللي حوصل مات عمك عبد الچواد وست سامية .

آه يانى يا ولدي ، مش خابرة هعيش أزاي بعدهم .


وهدان بغصة مريرة...ربنا يرحمهم ويصبرك ، ومتچلچيش أنا موجود ، ومش عهملك .


وخدي الچرشين دول دلوك ،وهرچعلك تاني چريب إن شاء الله .


حركت بدور رأسها مردفة...لا يا ولدي ، مستورة الحمد لله ،رچع فلوسك لچيبك ، أنا مش بچبل مساعدة من أحد واصل .


وهدان...دي مش مساعدة , حنا صعايدة وهنعرف الواچب في الأزمات دي ، وأنا كيف ولدك صوح .


دق قلب بدور لقوله هذا فأردفت ...ربي عالم من ساعة مشفوتك يا ولدي والله ، كيف استريحتلك .


وهدان ...يبچا خلاص تخديهم مني، لو رايدة أزورك تاني.


أما لو مش رايدة تشوفيني تاني، خلاص مش هاچي .


بدور ...لا طبعا ، رايدة أشوفك تاني يا ولدي ، ربنا ينور طريجك ويحرصك .


ابتسم وهدان وأعطاها مبلغا من المال على وعد باللقاء مرة أخرى قريبا ، ثم ودعها وإتجه إلى نچع الصوامعة لرؤية أخته الشقيقة هيام .


................


استمعت هيام لصوت طرق خفيف على الباب 

فأسرعت لفتح الباب لتجد الطارق لم يكن سوى وهدان .


فتهلل وجهها وابتسم هو عن طيب قلب لتلك الزهرة التي نبتت وأزهرت في قلبه سريعا .


هيام ...مرحب يا خوي ،اتفضل اتفضل .


وهدان...تكرمي يا چلب أخوكِ ، بس معلش مرة تانية عشان مستعجل ، أنا چيت أودعك .


فوضعت هيام يدها على صدرها مردفة بوجع...تودعني ، ليه يا كفالله الشر ، هتهملني بعد ما صدچت لچيتك، ليه بس ؟؟


أخفض وهدان صوته مردفا...الحكومة قبضت على كل الناس في الچبل ولزمن ولابد اتخفى شوية ، ومتچلچيش هرچع أحسن من الأول من تاني .


هيام ...ربي يحميك ويحفظك يا أخوي .


أخفض وهدان رأسه وحمحم ، فابتسمت هيام مردفة ...خير يا خوي ، عايز تچول حاچة ومكسف ، چول متكسفش .


وهدان ...كيف وردة ؟؟


هيام ...چت زرتني عشية بس يا كبدي عينيها كلها حزن .


انتفض وهدان قائلا بتوتر...ليه مالها حصولها حاچة ؟؟


ابتسمت هيام لقلقه عليها فرددت ...لا مفيش ، هي بس اللي فاضلة من أخواتها ، وأخوها عايز يچوزها غصب عشان يخلاله الدار هو ومرته وعياله .


زي مچوز أخواتها البنات ، مع أنها هتشتغل وهتساعد في مصاريف البيت ، عشان متبچاش تچيلة عليه .

لكن أخوها عادل ده منه لله ، همه على كرشه ومصدچ چه عريس مبسوط وعايز يچوزهاله ، وهي چت عشية يا حبة عيني تبكي ، مش ريداه واصل ومش خابرة تعمل إيه ؟؟


وهدان ...تعمل أنا ؟؟


لا مهتهملش حاچة ، انا اللي هعمل بعد إذنك .


شعرت هيام بالقلق على أخيها فرددت سريعا...استنى بس يا خوي ، أخاف عليك منه ده راچل شراني.


وهدان ...لا متخفيش ، ده راچل معروف غيته وهي الفلوس ، وهيبيع للي يدفع أكتر وأنا اشتريت .


هيام بإستنكار ...إيه ده ، هي بيعة ولا إيه يا خوي ؟


دي وردة قمر النچع وأدب وأخلاچ والكل هيتمناها بس الچلب وما يريد .


وهدان ...وأنا خابر ده زين .


أنا بچول على أخوها الچاموسة ده مفكرها بيعة ، وأنا هخدها وهكرمها عشان روحي فيها .


بس خايف من دماغها مهي كيف البچرة بردك ، مهتهفمش ، وهتچول حرام وحلال وحچات أنا مهفهمش فيها .


أنا مفهمهمش غير اللي معاه چرش هو اللي يعيش في البلد دي ويبچا ليه مچام ، غير أكده بيروح في الرچلين .


هيام ...يا خوي ، اللي بيچي من الحرام بيروح في الحرام ،ووردة تحفظ كتاب الله وتخاف تچرب من الحرام حتى لو روحها فيك .


وهدان  غاضبا ...يعني هترفضني أنا كومان لو اتجدمت ، وإيه هتچوز غيري عشان هياكل حلال ، بس محدش هيحبها چدي أنا .

ومش هچدر واصل تچوز غيري، فهي إكده هتچوز غصب , يبچا أنا أولى بيها غصب غصب .


هيام ....الله يهديك يا خوي .


وهدان ...سلام دلوك.


ثم تركها واتجه إلى منزل وردة .


.....


في الجبل.


 زين محدثا نفسه ...معچول تبچا چاعد لحالك أنت وقمر ، من غير متچرب منها وتبرد نار الحب اللي چواك .

بس ممكن تعمل ازعرينة وتشتكي لوهدان وأنت مش چد غضبه ولا تچدر تستغني عنه وهو اللي بچيلك من الدنيا .


بس أعمل إيه عاد ، چلبي چايد نار وأنا شايفها چدامي إكده ، من غير مچرب منها .


مهي بس لو تحس بيه ، كنا عشنا وچت ولا في الأحلام ، بس چلبها حچر .


لاحظت قمر نظرات زين لها فارتبكت ، وخشيت على نفسها منه .


وكادت تتعثر وهي تمشي أمامه ،حتى كادت تسقط ، فأسرع إليها وأسندها بيده وشد على خصرها حتى أصبحت شديدة القرب من صدره .


فنظر لها بشوق وزاغت عينيه على تلك الشفاه الكرزية .


ووجدت قمر نفسها في مأزق ، فهي لا تطيقه فعلا ولن تجعله يقترب منه ، فما كان منها سوى استجماع كل قوتها في أحد قدميها ثم دعسه بأقصى قوتها  ، فصرخ زين وتركها ليمسك بقدمه متألما .


لتطير هي من أمامه بسرعة كبيرة ، قبل أن ينفجر في وجهها و أغلقت عليها الباب، لتقف من وراءه تحاول أخذ أنفاسها التي تلاحقت بسبب الركض .


ليندفع هو وراءها محاولا البطش بها ولكنه لم يستطيع بعد أن أغلقت الباب سريعا .


ليهدر بصوت عالٍ ...إكده يا قمر ، بس أما أشوفك .


فقهقت قمر بصوت عالي لإغاظته مردفة ...ماشي بس خلي بالك الضربة الچاية هتكون تحت الحزام .


فتلون وجه زين غيظا محدثا نفسه .....مسيرك يوم تچعي تحت يدي وأنا اللي هلون چتتك الحلوة  دي بالحزام .


قمر ...يا ترى غبت إكده ليه يا أخوي ، تعال بچا چبل ما المچنون ده ، يعمل حاچة تاني .


.............


سمع عادل صوت طرق على الباب في وقت متأخر من الليل فعبس مرددا...مين اللي معندهوش ذوق ولا حيا اللي هيچي دلوك ؟


فرددت زوجته هنية ...چوم يا راچل شوف مين ، خلينا نخلص عشان نعرف نتخمد ننام السعادي.


سمعت وردة الصوت هي الأخرى بينما كانت تقرأ وردها القرآني قبل النوم .


ثم سمعت صوت أقدام أخيها عادل يتقدم لفتح الباب، ففتحت الباب بخفة كي لا يصدر صوتا لترى من بعيد من الطارق في هذا الوقت .


اتسعت  عينيها بذهول ثم دق قلبها بشدة عندما رأته هو بطلته الرجولية يتحدث مع أخيها قائلا...وهدان بثقة...أحب أعرفك بنفسي.

عندما سأله عادل ...حضرتك مين وإيه چابك السعادي في الوچت المتأخر ده ؟


فأجابه وهدان ...معلش أنا متأسف ، بس كنت مستعچل عشان هدلي مصر إكده دلوك ، عشان ورايا صفقة مهمة هتطلع منها بيچي مليون چنيه .


فجحظت عينا عادل وسال لعابه قائلا...مليون چنيه حتة واحدة ، ليه ؟ 


أنت هتشتغل إيه ؟؟


وهدان...محسبوك وهدان محروس ، أكبر راچل أعمال فيكِ

 يا بلد .


تلألأت الفرحة في عين عادل فأردف ...أهلا بيك يا معلم وهدان ، بس مچولتيش إيه سبب الزيارة دي ؟؟


وهدان...خير خير إن شاء الله .


بس تسمحلي أدخل ،مهينفعش على الباب أكده ، أتكلم .


فأوسع له عادل الطريق  قائلا...اتفضل اتفضل بيتك ومطرحك .


فولج وهدان بخطوات واثقة ، يدور بعينيه في كل أركان هذا البيت لعله يرى طيفها فيهدأ قلبه قليلا وتسكن جوارحه .


حتى لمحها من  فتحة الباب الصغيرة التي تطل منها بعينيها الرمادتين فابتسم وهدان ثم غمزها بإحدى عينيه فتلون وجهها خجلا ثم أسرعت بإغلاق الباب ، فابتسم وتقدم من حجرة الإستضافة مع عادل .


عادل مشيرا إليه بالجلوس ...اتفضل أچعد ، أهلا وسهلا شرفتنا .


وهدان ...الشرف ليه ، لو وفچت نكون نسايب ، أنا هدخل في الموضوع على طول، أنا طالب الجرب منك في اختك وردة ، ولو وفچت مهرها هيكون مئة ألف چنيه وچدهم مؤخر وچدهم الشبكة .


فجحظت عيني عادل من جديد وفتح فمه ببلاهة ليتعلثم قائلا ....هاااااااا 


أختي آني وردة كله ده ، معچول !


ثم تذكر وعده الخطوبة من ابن الحاج مصطفى .


عادل بندم ....ياريت والله بس أنا كنت عاطي كلمة لإبن الحاج مصطفى ،ياريت كنت چدمت يوم بس يا معلم وهدان .


فوقف وهدان غاضبا وهدر في وجهه مردفا...يطلع مين ابن الحاج مصطفى ده ، چمبى أنا ؟؟


فذعر عادل مردفا...ولا حاچة والله ،ده عيل رخم بس أنا كنت رايد أسترها وخلاص .


وهدان...يبچا تچوله كل شيء چسمة ونصيب ، ونچرا الفاتحة دلوك ، ثم أخرج له ألفين جنيه مردفا....ودول عشان كلمتك اللي رچعت فيها .


فلمعت عيني عادل وخطف من يد وهدان المال وضمهم لصدره بفرحة مردفا... ترچع مترچعش ليه .


في ستين داهية ، وألف ألف مبروك يا معلم وهدان.

ونچرا الفاتحة .


فهمهم وهدان بكلمات غير مفهومة لعدم حفظه فاتحة الكتاب ولم يرددها قبلا نما هي كلمة متعارف عليها عند الشروع فى الخطبة،فلم تحفظه هانم الفاتحة ولما  ؟؟

وهو تربى بين المجرمين. 

أما كل أم تعلم أن الله حق فتحفظ أطفالها الفاتحة فيكون في ميزان حسانتها كلما صلى بها الطفل إلى آخر عمره .


مسح عادل وجهه بيديه ثم هتف ... ألف ألف مبروك يا وهدان بيه .


ثم فجأة ولجت عليهما وردة وقد رسمت الجدية على وجهها لتنفجر قائلة ...ممكن أعرف إيه اللي بيحوصل إهنه بالظبط ؟


تهلل وجه عادل فأجابها..ألف مبروك يا عروسة ، چرينا فتحتك .


وهدان ...أيوه مبروك عليا أنتِ ، يا ست البنات .


لتردد وردة بقهر ...إكده من غير متشوروني ولا كأن ليا رأي .


عادل  بغلظة ...ومن إمتى هنشاور الحريم ، وإيه چابك إهنه وكيف تدخلي من غير إستئذان .


دمعت عينا وردة وانتحبت بقولها...چيت أشوف البيعة اللي هتبعني فيها ، ويا ترى دفعلك كام فيا ؟؟


نهرها عادل...إيه حديتك الماسخ ده ، يلا يلا أدخلي ، شوفي حالك ، وسبلنا إحنا كلام الرچالة .


تأثر وهدان برؤية دموعها الغالية على قلبه ، فحاول تلطيف الجو بعض الشيء مردفا...أنتِ غالية چوي علينا وميكفكيش فلوس الدنيا كلاتها .


لتركت رأسها  بأسى ...أنا مريداش أچوزك ولو هتچلني بالدهب ولو معاك كنوز الدنيا كلاتها كيف متچول.


أثر قول وردة على وهدان حتى أنه أراح ظهره على المقعد ورفع رأسه وكأنه يحاول التنفس بعد أن شعر بالإختناق وتلون وجهه .


فتوترت وردة وفزع قلبها فأسرعت إليه مردفة بخوف ...أنت كويس ، حاسس بإيه ؟؟

أغمض وهدان عينيه ، ليسقط قلب وردة من الخوف .

ليصيح بها عادل ....إكده يا وش الفقر أنتِ .


هتموتي الراچل اللي شريكِ بلسانك اللي كيف العچربة ده .

منك لله يا شيخة .


انهمرت دموع وردة وأخذت تردد ...وهدان وهدان ، رد عليه .

ففتح وهدان عينيه ببطىء ثم حاول الأعتدال والوقوف قائلا بصوت ضعيف ...أنا زين متجلجوش، بس أنا هضطر أمشي دلوك .


وهغيب يچي شهر ، شهرين بالكتير وهاچي هنكتب الكتاب وندخل على طول ، بس هشيع لكم مرسال بالمهر عشان تچهزوا حالكم .


فرح عادل قائلا ...ربنا يتمم بخير ، أما ورده فوضعت يدها على رأسها  غير مصدقة ما يتفوه به وهدان ، أحقا ستكون زوجته بعد تلك الفترة الصغيرة رغما عنها .

لتخرج وهي تردد ...لا لا لا يمكن يحصل .

وودعتها نظرات وهدان ثم إلتفت إلى عادل الذي بادره بقوله ....سيبك منها ،ده دلع بنات .

وألف سلامة عليك ،وادألف ألف مبروووك .


وهدان بغصة مريرة...الله يبارك فيك .


همشى أنا دلوك وكيف متفچنا ، ولسه مقررتش هنچوز إهنه ولا في مصر ، على العموم حسب الظروف .

وهبعتلك المرسال ويلا سلام دلوك .


فأوصله عادل إلى الباب ثم ودعه بحرارة ، ليتجه بعدها وهدان إلى الچبل ،فهل ستكون تلك الليلة آخر ليلة له في الچبل ؟؟


أما وردة ...فسكبت الدموع على فراشها ، نعم هو حب طفولتها ولكن كيف لها أن تتزوج من ابن ليل ، مأكله ومشربه وملبسه من حرام ، فهل ستشاركه هذا عنوة .

ثم نظرت إلى السماء داعية ...يارب رحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء فلتسعني رحمتك واجعل لى من لدنك فرجا ومفرجا .


.......


وصل وهدان إلى الجبل ،فاستقبله زين قائلا ...إيه اللي أخرك أكده يا وهدان ؟؟

ده أحنا چربنا على الفچر ؟؟


وهدان ...معلش مشوارير أكده قضتها بالمرة فين قمر ؟


زين ...أهي مرزوعة چوا ، وكأني عفريت خايفة مني .


فضحك وهدان مردفا...لساكوا هتنچروا في بعض .


ثم خرجت قمر على صوته ...أخيرا چيت يا أخوي .

وإياك تهملني تاني مع البچرة ده .


فننهرها وهدان ...عيب إكده يا قمر .

ده راچل چدامك ، عيب. 


قمر....معلش يا خوي ذلة لسان بس صراحة يعني ميتعشرش .


وهدان ...ها چولنا إيه ؟؟


قمر ...خلاص خلاص سكت أهو .

وميتى هندلي مصر ؟؟


وهدان ..دلوك حالا ،أنا كلمت ناس معرفة وأنا چي في السكة ، وهما كومان على النصيب نزلين في عربية نچل كبيرة .

هتركبي أنتِ وزين چدام مع السواج وأنا ورا أنا والرچالة .


فوضعت قمر يدها في خصرها ورفعت يدها ...إيه إيه اللي عتچوله ؟

وليه هچعد چار المخفي ده ؟


فقبض زين على يده قائلا بحدة ...متلمي نفسك يا بت أنتِ وإلا والله هچطلعلك شعرك ده بيدي .


وهدان ...وبعدهلكم عاد ، مش كل كلمة هتتناچروا 

أكده وأنا هجعد ورا عشان أبچا عيني على الشوال ، ده فيه الكنز اللي هيعشنا في نعيم .


زين ...تمام يا واد عمي.


فرفعت قمر اكأنفها بنفور مرددة كلمته بسخرية ...تمام تمام ، هو ده اللي فالح فيه .


وهدان ...طيب يلا نتوكل على الله .

لبستم خلجاتكم من تحت المحملة بالفلوس .


وضعت قمر يدها على بطنها مردفة بضحك ...أيوه ،مش شايف عاملة زي ماكون حامل .


ثم أشارات بضحك إلى زين ، واخينا عامل كرش چدامك أهو .


فضحك وهدان ...زين زين چوي .

وحتى نچول للرچالة وسعوا للرچال يچعد جدمب مرته الحبلى .


فأتت كلمات وهدان على هوى زين فابتسم مرددا...حلو چوي ثم حدث نفسه ،عچبال في الحچيچة.


أما قمر فعبست ...أنا مرت الچبله ده ؟؟


وهدان...ها چولنا ايه ؟؟


قمر ...عشان خاطرك بس ، بس أول مندلى مصر .

هسچّط الحمل وهطلچ من الطور ده ، ثم اخرجت لسانها له فانفجر زين غيظا أما وهدان فانفجر ضحكا .


ثم أخفى وهدان هو الآخر الأموال تحت جلبابه الصعيدي .


وحمل شوال الدقيق الذي بداخله الآثار والأسلحة ثم توجه مع قمر وزين إلى عربة النقل التي ستنقلهم إلى القاهرة .


لتنقلب حياتهم رأسا على عقب ، فمن بعد العيش بين الحجارة في الچبل إلى العيش في رغد الحياة في القصور .




                    الفصل الرابع والعشرون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-