فَاتَنَتِي الْحَزِينِهْ(وردهَ الأدهم)
*الفصل السابع والعشرين:-
بقلم مريم صلاح
دخلت ورد الي العنايه المركزه لتطمئن علي يوسف فوجدته قد استيقظ
ورد :حمدالله علي سلامتك يا بشمهندس
يوسف بتعب :نجحت؟
ورد :الحمد لله نجحت
يوسف :امتي هشيل اللي علي عنيا دا
ورد :كمان كم يوم كدا ارتاح حضرتك دلوقتي
شعر يوسف بالسعاده تغمره فهو حقا يحترق شوقا ليري تلك الورده التي اصبحت محط حديث العائله بأكملها عن جمالها يريد ان يري من تلك التي استطاعت أسر قاسي القلب فهوي بحبها غرقا
خرجت ورد لتمسك يد إيمان
ورد بإبتسامه :البشمهندس فاق
ايمان بسعاده :بجد؟ عايزه اشوفه
ورد :ثواني هننقله لاوضه عاديه و تقدروا تقعدوا معاه
حضر أدهم ينظر لها مبتسما بإتساع فمرت بجانبه ليمسك يدها
أدهم :رايحه فين
ورد :هنقل البشمهندس لاوضته
اقترب منها ليردف :وبالنسبه للي حصل من شويه
ورد بعدم فهم :حصل ايه انا مش فاكره حاجه
ابتسم بخبث ليردف :تحبي افكرك ، انا مستعد افكرك
ورد سريعا بإبتسامه :بهزر بهزر.. كنت بس حابه اشكرك علي اللي بتعمله عشاني
أدهم بنفسه :مين اللي المفروض يشكر الثاني انتي من لما دخلتي حياتي انتي اللي بتعملى مش انا
ورد ببرائه :ممكن اعمل حاجه؟
ادهم مبتسما بخفه :ايه؟
بعثرت شعره لتردف بإبتسامتها الطفوليه :كدا أحلي
لم يستطع الإبتسام فقلبه لا يستطيع التعبير عن سعادته لمجرد الوقوف امامها اذا كيف بلمساتها وابتسامتها العذبه
_فقط او استطيع لمسها لست بطامع ولكن حقا ارغب بلمسها لا اريد الاكتفاء بالشعور فقط اريد الاحساس بلمساتها لي انا
-صدقا لقد فقدت عقلك
ضحك القلب عاليا
_ايها العقل انسيت مهامك انت العقل وليس انا يبدو انها استطاعت اسرك ايضا
-اجننت يا هذا انا افكر ، اخطط ، لا احب تلك ليست وظيفتي
_ اذا اخبرني الحقيقه اليست جميله؟
-بلا
_عينيها الا تشبه البحر بزرقته والأرض بخضارها مجتمعه مع أشعه الشمس؟
-بلا ولكن...
_وصوتها.، الا يبدو كألحان موجٍ هادئ علي صفحه المحيط بيوم مشرق؟
- اجل ولكن لا تنخدع بمظهرها انسيت؟
_ كيف تريد ان لا اقع لها عندما تبتسم كنت اقع بقع غارقا بزرقيتها الف مره لقد ضاعت الدنيا عني بجمال عينيها
كان سعيد... حقا كانت السعاده تغمره كلما فاز قلبه ، فدفعه تجاهها ليعانقها كما الطوق حول الرقبه يشتهي قلبه ان يتعطر بعناقها
فَاتَنَتِي الْحَزِينِهْ(وردهَ الأدهم) بقلم مريم صلاح
ادهم مبتسما: ورد
اقشعر بدنها من نبرته الهادئه فتلك المره الاولي التي يناديها بتلك الطريقه فنظرت له بيننا يداه ما تزال ملتفه حول خصرها
حاولت الابتعاد عنه لكنه لم يسمح لها فلاحظ تصاعد الدماء الي وجنتيها
ورد بخجل :ادهم سيبني
أدهم بهدوء :ممكن تبصيلي
نظرت له لتردف :يا أدهم الناس
أدهم :انتي الناس مش هممني حد
ورد بهدوء: عايز ايه؟
أدهم :محتاج اتكلم معاكي
ورد :بخصوص؟
أدهم : تعالي نروح...
ريان :انتوا هنا وانا بدور عليكم
اغمض أدهم عينيه ليلعنه بسره فابتعدت ورد عنه سريعا
ريان :مالك؟
نظر له أدهم بغضب ليردف :مالى يعني؟
ريان : ايه يا عم كنت جاي اطمن عليك لتكون تعبان ولا حاجه
أدهم :ريان
ريان بمرح :اؤمرني يا باشا
أدهم :غور من وشي
ابتسمت ورد ليردف ريان :هو مالو؟
اشرت له ورد انه مجنون ليضحك ريان :والله معاكي حق
أدهم بغضب :ريااان
ريان بفزع :ماشي ماشي والله
غادر ريان فحضر سيف
سيف :يلا يا ورد نمشي
وقف أدهم امامها ليردف :جوزها موجود اتكلم معاه هو
سيف بسخريه :جوزها؟ متأكد من الكلمه دي
أدهم بحده :اه جوزها
وقفت ورد بينهم لتردف :فيه ايه مالكم كل ما تشوفوا بعض تتخانقوا كدا
سيف بغضب :عشان انا مش عايزك معاه قلتلك اطلقي وانا اخدك ونسافر
أدهم غاضبا :انت مين اداك الحق انك تقرر عنها دي مراتي
ورد : بس اسكتوا انتوا في مستشفى
أدهم بصراخ : انتي مش سامعاه هو....
فزعت ورد فأغمضت عينيها واضعه يدها علي أذنها فضمها سيف سريعا
سيف :بس اهدي اهدي ياحبيبتي
ورد بخوف :ص..ووت
ضمها سيف له أكثر ليردف :بس خلاص اهدي
ثم نظر له بغضب ليردف :عجبك كدا
كان أدهم يناظرها بتفاجؤ لا يعلم لما خافت فجأه وارتجف جسدها
أدهم بصدمه :ايه الي حصل مالها؟
كور سيف رأسها ليردف بهدوء :بس بصيلي يا ورد بس اهدي مفيش حاجه انا هنا
اخذها سيف بعيدا الي ان هدأت بيننا أدهم كان ينظر للفارغ بدهشه ، هل حقا خافت منه؟ لقد كانت تبتسم منذ ثواني هل هو السبب بإرتجافها هكذا؟
نظر امامه فوجد سيف يتقدم نحوه
أدهم :فين ورد؟
حاول سيف التحكم بغضبه بشتي الطرق ليردف :في حاله انك متعرفش ورد عندها فوبيا من الاصوات العاليه وكمان من المطر
أدهم :انا مكنتش اعرف هي ف....
سيف مقاطعا له :طبيعي متعرفش حاجه عنها انت نسيت اتجوزتوا ازاي
أدهم بحده :انت عايز ايه؟
اقترب منه سيف ليردف :تطلقها
اقترب ادهم له ليردف :ورد مراتي ومش هطلقها
باسل :بتعملوا ايه
أدهم : واتمني متدخلش في حياتنا تاني
سيف بغضب :انت...
غادر أدهم فأمسك باسل كتف سيف ليردف بهدوء :تسمحلي اتكلم معاك شويه يا بشمهندس
نظر له سيف فإلتمس فيه الهدوء والحكمه عكس أدهم ليجلس معه فأخبره باسل عن كل التغيرات التي حدثت لأدهم بعد دخول ورد حياته
باسل :انا مقدر انها اختك وانك اكيد خايف عليها بس صدقني لو الدنيا كلها اجتمعت انها تأذيها وأدهم جنبها محدش هيلمس منها شعره لو فيها موته
سيف:انا مش مرتاحله اختي حنينه حنينه وطييه جدااا محتاجه حد زيها
ابتسم باسل فأخرج هاتفه ليريه فيديو عيد ميلاد أدهم
باسل مبتسما :كنت عارف اني هحتاجه في يوم ، اظن انك شفت أدهم واتعاملت معاه كذا مره عايزك تشوف الفيديو دا وتقولي اذا كان نفس الشخص ولا لا
فَاتَنَتِي الْحَزِينِهْ(وردهَ الأدهم) بقلم مريم صلاح
___________________
مرت الايام وكانت ورد وأدهم دائما بجوار عائله يوسف الي ان اتي اليوم الذي سينزعون فيه الضماده حول عينيه فإجتمعت العائله بأكملها
ورد :جاهز يا بشمهندس
اومأ لها يوسف بتوتر تكاد دقات قلبه تصل الي الحاضرين فبدأت ورد بنزرع الضماده برفق
ورد :فتح عينك واحده واحده
فتح يوسف عينيه فقابله ضوء ساطع ليغلقها سريعا ظل هكذا عده ثواني الي ان اوضحت الرؤيه فتراجعت ورد لتقف بجانب أدهم
ورد بخفوت :نجحت
نظر لها أدهم ليبتسم بفخر ثم أعاد نظره الي يوسف
علي :ايه يابني شايفني؟
كان يوسف ينظر حوله الي وجوه الناظرين بإشتياق
يوسف بدموع :انا شايف
بكت ايمان بفرح فعانقته ليبادلها هو الاخر :واخيرا يابني الف حمد وشكر ليك يااارب
يوسف :انا مش مصدق.. انا شايفك.. رجعت شفتك يا امي
ياسمين :يوسف
نظر لها فإنهالت دموعها ليردف :احلويتي يا زقرده
عانقته ياسمين فدمعت اعين الحاضرين لتخرج ورد خارج الغرفه بعدما فشلت بكبح دموعها ليلحقها أدهم
أدهم :بتعيطي؟
مسحت دموعها سريعا لتنظر له فأومأت له بالنفي
امسك أدهم يدها لتردف :انا فرحانه اوي
أدهم :عشان العمليه نجحت؟
اومأت له باانفس لتردف :عشان العيله فرحت
قبّل أدهم جبينها
أدهم بنفسه :مش هتبطل تفاجئني بنقائها
يوسف :فين أدهم؟
باسل :ثواني اشوفه
ايمان :وورد كمان فين؟
التفت يوسف فهو حقا يحترق شوقا ليري تلك الجميله التي احبها الجميع فدخل باسل تبعه أدهم لتظهر ورد من خلفه
يوسف بدهشه :ما شاء الله
عانقه أدهم ليردف :حمدلله علي سلامتك
يوسف بينما عينه لا تزال مثبته علي تلك الفاتنته :الله يسلمك
ورد بإبتسامه :حمدلله علي سلامتك يا بشمهندس
كان يتخيل جمالها ويقارنه بالبدر المنير ولكن ، اين البدر من ذلك الجمال
وعي يوسف علي نفسه فأشاح نظره واستغفر ربه بسره
زمن يستطيع لومه فجمالها كالخمر يستطيع ان يذهب العقل
فَاتَنَتِي الْحَزِينِهْ(وردهَ الأدهم) بقلم مريم صلاح
مهاب :اتأخرت؟
التفتت له ورد لتردف :علي الميعاد مظبوط
ابتسم مهاب فكان سيضع يده علي كتفها ولكن أدهم امسكها ليبعدها عنه فأصبح هو بجانب مهاب
أدهم :سايب شغلك وجاي تهزر
مهاب :وانت مالك انا جاي اسلم علي صاحبي ولا ايه يا يوسف
يوسف مبتسما :والله وحشني ياولا
عانقها مهاب ليردف بمرح :حمدلله علي سلامتك يا كبيير قولي بقا بقيت مز صح؟
ضحك يوسف ليردف :نفس الخلقه متغيرتش
مهاب بغيظ :زي قريبك دبش
ضحك الجميع ليردف مهاب :مبدئيا كدا انا عندي خبر حلو
باسل :ايه؟
نظر مهاب الي ورد فتقدم لها ليهمس :لقيت آسر
تلاشت ابتسامتها تدريجيا لتناظره بتفاجؤ ليردف أدهم حينما لاحظها :فيه ايه؟ قلتلها ايه؟
ابتسم مهاب بإتساع ليردف بعدما امسك يدها :طب استأذنكم انا هاخدها منكم كم ساعه
امسك أدهم يدها الأخري ليردف :فين؟
نظرت له ورد فلاحظ الدموع العالقه بعينيها لتردف :آسر
أدهم :اخوكي
اومأت له لتفر لآلأها هربا من جفونها فنظر أدهم الي مهاب :لقيته؟
اوما له مهاب بهدوء ليردف أدهم :جاي معاكي
ذهبوا ثلاثتهم فكان سيف بإنتظارهم بالأسفل ليذهبوا الي العنوان الذي وجده مهاب
طرق مهاب الباب لتفتح له فتاه صغيره بعمر الخمسه اعوام
أتي صوت والدها من خلفها يردف:مش قلتلك يا ورد كذا مره متفتحيش الباب
نظر آسر لهم فوجد ثلاثه رجال طويلي القامه يقفون امامه
آسر :انتوا مين؟
ابتسم سيف ليقف جانبا فظهرت ورد من خلفهم
ورد بصوت خانق :آسر؟
تأملها آسر مطولا فهو ابدا لم ينسي تلك العيون الفريده
آسر بدهشه :ورد؟ انتي ورد؟؟
اومات له ورد ببكاء فهب وعانقها بقوه
آسر ومازالت الصدمه تعتليه :انتي ورد؟ اختي؟ انتي عايشه
ورد ببكاء :كدا متدورش علي اختك
ضمها له أكثر ليردف :والله دورت عليكي يوميا والله العظيم
اشاح أدهم بنظره بعيدا كي يقلل من احتراق قلبه بلهيب غيرته
ابعدها أسر ليتفحصها :كبرتي يا صغيرتي بقيتي زي القمر
ابتسم قلبه بسخريه
ايها الاحمق الا تري وما القمر بجوارها فهو يخجل ان اشرقت هي
ثم نظر آسر الي الثلاثه الواقفين ليردف :مين دول؟
مهاب :واطي عرفت اختك ومعرفتناش احنا
آسر :مهاب؟؟
مهاب :تعال في حضن اخوك يا فواز
ضحك آسر فعانقه بحراره ليردف :وحشتني والله
ورد :وسيف ايه؟
عانقه آسر ليردف :دا تؤأمي
سيف :والله ليك واحشه
نظر آسر الي أدهم فوقفت ورد بجانبه لتمسك يده فنظر لها أدهم لتردف :دا أدهم الشرقاوي جوزي
نظر لها آسر بصدمه ليردف :انتي اتجوزتي؟
اومأت له لتردف :من كم شهر بس
صافحه آسر بحراره ليردف :اتشرفت بيك
أدهم :ليا الشرف
آسر :تعالو جوه اتفضلوا
دلفوا للمنزل فركضت الصغيره لوالدها ليحملها
آسر :ورد اعرفك علي ورد الصغيره بنتي
ورد بدهشه :سمتها ورد؟
آسر مبتسما بحنان :وهو انا عندي من الإسم دا
ابتسمت ورد لتحملها لتردف :انتي عارفه انا مين؟
ورد الصغيره : لا مش عالفه
(لا مش عارفه)
ورد :انا ابقي عمتو ورد اخت بابا
ورد الصغيره :انتي اسمك ولد زيي
ضحكت ورد لتردف مقلده لطريقتها :اه اسمي ولد زيك
خرجت مرام مرتديه حجابها لتردف :السلام عليكم
اتجه آسر لها سريعا ليمسك يدها وسحبها خلفه ليوقفها اماما ورد
آسر بسعاده :مرارم دي ورد.. ورد اختي لقيتها
نظرت لها مرام بدهشه فهو كان يتحدث عن جمالها كثيرا حينما كانت طفله وما تراه الآن جعل حديثه عنها لا يذكر مقارنه بها
ورد بإبتسامه هادئه :انتي مرات آسر صح
اومات لها مرام فعانقها بسعاده لان حديث اخيها عنها جعل لها مكانه بقلبها دون ان تراها
فصلت مرام العناق لتردف بسعاده :واخيرا شفتك انتي جميله اوي ما شاء الله عليكي
ابتسمت ورد بسعاده لتردف :مكنتش اعرف ان زوق اخويا
هيبقي جميل اوي كدا
مرام :انا من كتر ما حبيتك سميت بنتي علي اسمك
امسكت ورد يدها لتردف بينما تؤشر بيدها :دا يا ستي سيف اخويا في الرضاعه وابن عمتي ودا مهاب اخويا في الرضاعه ودا أدهم جوزي
مرام بهدوء :السلام عليكم
ردوا عليها السلام لتردف مرام :ثواني والغدا يكون جاهز
سيف :لا غدا ايه احنا...
آسر :علي الله تقول هتمشي انا لاقيكم بعد ٢٦ سنه وعايزين تمشوا؟ بتهزروا
ثم نظر الي مرام ليردف :حضريلنا الغداء يا حبيبتي
اومات له لتردف ورد :هساعدها
اومأ لها آسر فجلس بجانبها
آسر :بابا فين؟
سيف بهدوء :عمي اتوفي من ٣ سنين
حزن آسر كثيرا ليردف :كان نفسي اشوفه.. حقك عليا يا بابا كان غصب عني والله
مهاب : ادعيله بالرحمه والحمد لله اننا لقيناك دا احنا دخنا علي ما لقيناك
جلسوا سويا لتناول الغداء وسط ضحكاتهم وتذكرهم لأيام طفولتهم سويا بينما أدهم كان ينظاهرها والسعاده تغمر قلبه لرؤيتها سعيده فتلك المره الاولي التي يراها تضحك من قلبها
ابتسم قلبه
بعُمق ضحكاتي معك ، بـقدر كمية السعادة التي يحملها لي حديثك احبك ، فقط اريد ان اكون أنا وأنت واحد ، أنت تنبض وأنا أعِيش بك
حل الليل فنهض أدهم ليردف :انا لازم امشي دلوقتي
آسر سريعا :ليه كدا خليك شويه
أدهم :معلش اصل ابن عمتي هيخرج انهارده من المستشفي لازم ابقي موجود
آسر :حمدلله علي سلامته
اقترب ادهم من ورد ليردف :اجي اخدك امتي؟
ورد :ب....
التفت يد آسر حول كتفها ليردف :لا تاخد مين ورد هتبات في حضني انهارده
نظر له أدهم شرزا واخذ يلعن بسره فنظر لها متمنيا ان ترفض بقائها لتردف :انا هبات هنا كم يوم
اومأ لها أدهم وغادر فصعد سيارته واخذ يضرب المقود بغضب لعلها تهدأ من براكان غيرته فإنطلق الي المنزل
ريهام :أدهم رحتوا فين؟ وفين ورد؟
أدهم محاولا كتم غضبه :هتبات عند اخوها كم يوم
ريهام :الحمد لله انها لقيته اكيد مبسوطه جدا دلوقتي احمد ربنا انها مقالتش هتقعد عنده علي طول
نظر لها أدهم بغضب ليردف :مستحيل مش هيحصل
اقتربت منه لتمسك يده
ريهام بهدوء :واسمع كلام قلبك يا أدهم انا متأكده ان هي ورد متأكده انها هي الخيار الصح متقاومش يا أدهم عشان متخسرهاش
نهض أدهم ليردف بهدوء :انا هطلع انام تصبح علي خير
صعد الي غرفته فإستلقي علي الفراش يشعر بفراغ كبير بصدره
صحيح انها لم تكن بجانبه طوال الوقت لكنه اعتاد علي شعور بقائها بالغرفه المجاوره
ظل يتململ في فراشه فنهض ليدخل الي غرفتها ليلفت نظره انه لا يوجد اي مستحضرات تجميل علي طاوله الزينه فإبتسم ليردف :وهي مش محتاجه اي حاجه
نزل الي الحديقه ليجلس محل جلوسها الدائم فإستلقي ارضا واضعا يدايه اسفل رأسه ناظرا الي صفحه السماء يفكر بحديث اخته
شكي قلبه عقله من التهام نيران غيرته به
ولأنني لا استطيع لمسها اشعر بقله حيله كما لو ولد مبتور اليدين
رد عقله شامتا
_ماذا تريد؟
-اريد ان ابقي مطمئنا فحسب لا اريد اكثر من ذلك ان امضي الي الابد حاملا طمئنينه بقائه بداخلي
_العديد مروا بك لما هي؟
جميعهم مروا من خلالي بسلام الا هي مررت بداخلي- فإستوطنتني
_سيأخذها الغياب منك اعتد علي ذلك
اذا لن اغمض عيني وانا معها سأتأمل تفاصيل وجهها- وسأعانقها عناقا أخيرا الي ان احبس رائحتها بداخلي
لاحظ أدهم تساقط اوراق الشجر دلاله علي قدوم الخريف
_فلتسقطها كما تسقط تلك الاوراق وستذبل وتظهر غيرها
-لا اريد لخريف هذا العام ان يبدأ بتركها لي فانا كشجره لا ذنب لها بذبول اوراقها
_اذا ساقتلعك من جذورك ان لم تجعل مرورها خفيفا
لم يكن مرورك خفيفا كالغيوم بل كان كشمس اشرقت بعد- سنوات غياب فتريد تركي بعد ان اشرقت
_الم تسأم؟
-لقد بذلت ولن أذبُل وتغاضيت ولن أسأم
_وتمسكت بحبال حتي جرحت
-اشعر بخيبه كشمعه تذوب لتضئ غرفه اعمي
_الشمعة لا يحرقها الا الخيط الموجود داخلها كذلك انت سيحرقك ما بداخلك
- اذا إسمح لي لقد سئمت
_بماذا؟ بدمارنا؟ انت فقط لاجئ بقلبها لا والف لا سأخوض الحرب واقتص منك
اغمض عينه بحزن فمتي تعلن تلك المعركه انتهائها لقد سأم منها يريد الراحه فقط فسمع قلبه يأن
ولأنيِ لاجئ فقد إتخذتها ملجأي ومدينتي ووطني فلا تخذلني ولاتتركني فيِ المنتصف أتأرجح بين رحيلك وبقاءك فلتجعلني مواطن شرعي ودعني أعلن حبي
سأنتظر
وهل ينتهي الشعور اذا طال الانتظار؟؟