أخر الاخبار

رواية نار وهدان الفصل السادس والسابع والعشرون



#نار_وهدان

الفصل السادس والسابع والعشرون 


🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹


لن تذهب الدموع سدى ولن يمضي الصبر بلا ثمرة، ولن يكون الخير بلا مقابل ولن يمر الشر بلا رادع ولن تفلت الجريمة بلا قصاص.


استعطف وهدان قلب بدور بقوله...عشان خوطري يا خالة ، أنا مش ماشي من إهنه غير لما توافچي .


بدور بتصميم ...لا يستحيل أهمل إهنه لا .


ثم بدأت الدموع تنهمر من عينيها مرددة بنحيب ...أنا عشت أچمل حياتي إهنه يا ولدي ، آواني الشيخ عبد الجواد في بيته بعد مطردتني مرات العمدة نچية .


وخدوا مني عيالي غصب ، وياعالم حالهم كيف دلوك معاهم يا ولدي ، وكل اللي هيصبرني إنهم هيتربوا في نعيم هناك وهيصبرني كومان عيالي من عبد الجواد الله يرحمه  وچبليهم عياله من الست سامية مرته الأولانية  الله يرحمها .


وهدان بإندهاش ...هو أنتم كومان مرت العمدة عنديكم إسمها نچية !!وليه خدت عيالك منك وأنتِ ليه سكتي، فيه أم تهمل عيالها ، ثم لمعت عينيه بالدموع .ليه كان چلبك چاسي إكده ، زي أمي  لما هملتني زمان .كيف بيچلكوا چلب ترموا عيالكم إكده ؟


ذمبهم إيه ؟ يربوهم ناس مش ناسهم .


ويتعلموا حچاااااااااات .....؟؟

ثم أجهش بالبكاء ووقفت الكلمات في جوفه وأستند على الحائط .


ففزعت بدور ورق قلبها له ، وأجهشت بالبكاء  هي أيضا مرددة ...مالك يا ولدي ؟ وأنا كان غصبا عني، أنت مش فاهم حاچة .


أچعد بس استريح شوية ، وأنا هحكيلك حكايتي عشان تفهمني .


وهدان ...لا مفيش عذر يخلي أم تهمّل عيالها مهما كان وأنا ماشي خلاص، وبراحتك بچا ، أنا كنت عايز أريحك من الخدمة والشغل .


ثم إلتفت مغادرا ليسمعها تستعطفه ....طيب هتيچي تاني

 يا ولدي أشوفك ؟؟


انفطر قلب وهدان لينظر لها مجيبا إيّاها...كيف عايزة تشوفيني أنا ؟

وأنا غريب وأنتِ مهتشوفيش ولادك .

لا أنا چلبي خلاص شال منك ومعدتش عايز أشوفك تاني.


فبكت بدور بشدة وسمعها أولادها فتجمعوا حولها لمواساتها،

وكاد وهدان أن يغادر لكن استوقفته عائشة بقولها...أنت على فكرة ظالم ، عشان أنا أمي دي كانت حتى أحن عليه من أمي اللي خلفتني ،وعملت معانا كتير چوي چوي ،ومهما أنا عملت معاها مش هوفيها حقها .


وشوف أنت هتعملك ازاي ؟ وأنت عتچول غريب فكيف يعني هتهمل عيالها إلا وده كان فوق طاچتها.

فبدال متعرفش حاچة ، متحكمش عليها يا وهدان بيه .


أثرت كلمات عائشة في وهدان ،وهو فعلا شعر معها بحنان غريب ، وشعر بالندم لأنه لم يستمع لها قبل أن يحكم عليها .


فتراجع ووقف بين يديها قائلا ...أنا آسف ، بس عشان أنا كمان أمي هملتني أنا وأختي وإحنا لسانا صغيرين ، فعشان إكده بكره كل أم تهمل عيالها.


بدور بنحيب ...يا ابني أنا غصبا عني ، افهمني .


منها لله نچية مرت العمدة سالم وحسبي الله ونعم الوكيل فيه هو كومان عشان لو كان راچل صوح مكنتش عملت فيه إكده .


فاتسعت عيني وهدان قائلا بإندهاش، هو أنتِ كنتِ هتعيشي في نچع الصوامعة بتعنا ده ، وإيه چابك إهنه ؟؟


بدور ...دي حكاية كبيرة يا ولدي .


ثم وجهت كلامها لعائشة...روحي يا بتي اعملي لچمة ناكلها ، عشان يبچى عيش وملح معاه .


ثم بدأت تقص على وهدان ما حدث منذ زواجها من سالم ، وما تعرضت له أثناء حملها من أذى نچية ومحاولة قتلها مرتين ، ثم ولادتها للتوأم وأخذهم منها عنوة ، وترحيلها لنچع مصيلح ، بعد تهديدها بعدم العودة حتى لا يقتل أولادها ووالداها ثم هي .


دقّ قلب وهدان عندما ذكرت توأم ولد وبنت ، ثم تذكر أن العمدة ليس له أولاد سوى بنت واحدة.


فربط الأحداث بأنَّ الأفعى نچية هي من قامت بإلقائه ، هو وتوأمته.


ولكن من حديث والدته أنّ سالم كان يريد الولد ، فكيف تحمل هذا الأمر .


أم أنّه لا يدري ما فعلته زوجته ؟؟


وقف وهدان ولمعت عينيه مرة أخرى بالدموع وارتعدت أواصله ليقول بصوت مهزوز ...من ميتى الحديت ده ؟


بدور...من أربعة وعشرين سنة إكده يا ولدي .


يعني زمان ولدي كده إكده تقريبا في السن .


إرتعشت شفتا وهدان قائلا...طيب مكنش ليهم أيّ علامة ، عشان لو شوفتيهم ، تعرفيهم ؟؟


بدور ...أيوه يا ولدي ، التنين كان عندهم وحمة سودة في كتفهم الشمال.


فصرخ وهدان متأوها وهو يكشف عن كتفه الشمال مردفا...زي دي يمه .


فأصاب الذهول بدور  وأخذت تنظر لوجهه تارة وللعلامة تارة وتتابع بينهم .


ثم اقتربت منه ،وقد أجهشت بالبكاء ، وأخذت تتحسَّس وجهه بيديها  ، لتهتف ...أنتَ ولدي ،ولدي ، ولدي ، ولدي 

ولدي ، صوووووح!!!!؟ .


فأومأ وهدان برأسه هامسا...أيوه .


فضمته بدور لصدرها وأجهشا كليهما ببكاء المرير ، بكاء يعادل أربعة وعشرون عاما من الفقد والإحتياج لهذا العناق .


بدور...كان چلبي حاسس يا ولدي من ساعة عينيه منضرتك ، چلب الأم ، بس كنت خايفة أتكلم لتچول عليه مچنونة ومتصدچنيش أو أنا أكون بتوهم من كتر ما نفسي أشوفك أنت وأختك .


هي كيفها زينة وحلوة إكده زيك ؟؟

اسمها إيه ؟ واتچوزت ولا لسه ؟؟

وكيف ربتك نچيه أنت وهي ؟

وأبوك خابر إنك تعرفني ؟ معچول ؟


احتار وهدان كيف يخبرها بأمره ، ماذا سيكون وقع حديثه عليها أنّه لم يتربى في بيت العمودية هو وأخته كما تظن ، بل افترقا منذ الصغر وأخذ كل منهما طريقا مخالفا للثاني تماما .


كيف سيقول لها أنه تربى في الچبل بين قطاع الطرق والسارقين ،كيف كيف ؟


ولكنه اختار أن يقول لها بعض من الحقيقة وليس كلها وخصوصا أنه ابن الچبل .


فتنهد بغصة مريرة قائلا ...اسمعيني يمه زين وافهميني ومتزعليش ، كفاية اللي شوفتيه منيهم .


بس چبل متحدتت ، أوعدك إني هچبلك حچك منيهم ، وهعوضك عن كل السنين اللي فاتت دي كلاتها ، وزي معذبتك مرت أبوي ، نچية هعذبها لغاية مهتتمنى الموت ومش هتلاچيه .


فخافت بدور على وهدان فحدثته ...لا يا ولدي ، دي ست شرانية چوي وأخاف عليك أنت وأختك منيها ، وكمان يعني هي ربتكوا وتعبت فيكم تشكر .


فضحك وهدان بسخرية...ربتنا وتشكر ، لا دا أنا اللي هربيها والله .


والبيت اللي طردوكِ منه ده ، هترچعي أنتِ فيه معززة مكرمة ، بس مش دلوك ، أصبري  عليه بس عشان أنا دُخلتي چربت .


بس دلوك لازم آخدك معايا مصر ، معدتش ينفع أهملك تاني ونتفرچ ، كفايا فرچة السنين دي كلاتها .


بدور ...وأنت هتروح ليه مصر وتعيش فيها وعندك أهلك وناسك في البلد .


فضحك وهدان مرة أخرى...أهلي وناسي .


أهلي وناسي دلوك أنت ِ وإخواتي دول ، فضم وهدان إخوته الصغار محمد وأحمد .


لتبكي مرة أخرى بدور  ، لكن هذه المرة دموع الفرح .


وهدان ...دلوك هحكيلك اللي حوصل يمه .


أنا متربتش أنا وهيام أختي في بيت العمدة ، زي ما أنت ِ متخيلة إكده .


لا يمه الست اللي بتچولي تشكر دي ، رمتنا للديابة عشان تنهش في لحمنا وتتخلص منا .


وبيت العمدة مفهوش دلوك غير بت واحدة اتچوزت وكان عنده اتنين وماتوا .


فضربت بدور على صدرها وابتعلت ريقها بغصة مريرة ....كيف ده ؟؟


أمال اتربيتوا فين يا كبدي يا ضنايا ؟ 

وفين أختك دلوك ؟؟


وكيف يا عيني ماتت  بنت العمدة التانية ؟؟


وبدأ وهدان يسترسل لها عن حياته أنه أُخذ وربي من جهة شخصين هانم ومحروس ولكنه لم يذكر الجبل وكذلك هيام رُبِّيت من قبل الشيخ عزيز وسميحة .


أما بنات العمدة ، فكأنه عقاب لهم من الله ، واحدة وقعت من السلم والأخرى خطفها إبراهيم وقتلها بعد أن إغتصبها .


حزنت بدور لما حدث وكاد قلبها يتوقف حتى أنها وضعت يديها على قلبها وتحدثت بصوت ضعيف...سامحوني

 يا ولادي ، لو مكنتش من الأول وفچت على الچوازة الشوم دي، مكنش حصل إكده .


تنهد وهدان قائلا ...نصيبنا إكده ، بس مش هسكت واصل .


ودلوك چومي يلا إلبسي عاد أنتِ وعيالك كلهم واعتبريها حتى أچازة مؤقته ، عچبال منرچع نچع الصوامعة .


ثم حدث نفسه ...آه يا غلبك يا وهدان ، يعني طلعت ابن العمدة بذات نفسه وكنت مفروض تتربى في النعيم ده ، بدل متتربى وسط حرامية الچبل .


كنت ساعتها ممكن تطلع حاچة عليها الچيمة ، مش تطلع حرامي كبير .


آه _ آه ، والله لأطلع على چتتك يا نچية السنين اللي عدت دي كلاتها .


بدور...والله ما چادرة أفارق بيتك يا عبد الجواد ، بس الأمر لله ، لازم أقف چمب ابني ، وكفاية اتحرم مني واتحرمت منه السنين دي كلاتها.


ثم طلبت من أولادها تحضير أنفسهم سريعا للسفر .


ابتسم وهدان وأخذ أمه في أحضانه يشم عبيرها قائلا ...يااااه يمه ، متصوريش كنت مشتاق لحضنك ده چد إيه ؟


بدور ...عيني عليك يا ضنايا ، إن شاء الله مش هتفارچ حضني ده أبداً تاني .


ثم تركها لتبدل ملابسها ، ليتوجهوا بعدها إلى القاهرة .


وطلب من فاروق أن يتصل بأحد معارفه في البلدة ليستقصي أخبار سالم وزوجته نچية جيدا ثم يبلغه بالأمر ، استعدادا للضربة القاتلة لـ نچية .


.............


في مديرية أمن سوهاج .


وكيل النيابة...لسه مُصر يا يونس ، أنك مش الزعيم بتاع رجالة الجبل دي ، وإن واحد تاني اسمه وهدان كان هو الزعيم ؟؟


يونس ...أيوه يا باشا ،حتى إسأل كل اللي اتقبض عليهم .


وكيل النيابة ...منا سألتهم واحد واحد وكله أنكر ده ،ما عدا الست والدتك بس .


اتسعت عيني يونس مندهشا ثم أردف ...كيف ده ؟


وكيل النيابة ...مش عارف ابقا أسألهم بنفسك .


وكمان معندناش أي بيانات على المدعو وهدان محروس ومفيش حاجة تثبت شخصيته عندنا هنا في المديرية .


يعني كلامك ده مش هيتاخد بيه من غير دليل قاطع .


وضع يونس يده على رأسه مردفا بحنق ...يا مراراك الطافح يا يونس ،يعني أنت اللي لبست فيها لوحدك ،وهو أكده طلع كيف الشعرة من العچين ، ده يرضى مين ده ؟






مش كفاية كان محظوظ في الچبل وليه كلمته وشورته ، كمان لما ادبسنا إحنا ، حظه وقتها مكنش موجود .

ده إيه الحظ ده ؟


ثم أمر وكيل النيابة بتجديد حبسه وأمر العسكري بأخذه السجن مرة أخرى .


وعندما تقابل فى محبسه بأحد رجال الچبل أردف قائلا ...كيف يعني عتچولوا متعرفوش وهدان ؟

كيف ده ؟


برعي أحد الرجال ...أنت عايزينا يا يونس نفتن على ريسنا اللي كان خيره علينا ومعيشنا  تمام ، ولو كان موچود ساعتها مكنتش الحكومة هتچدر علينا واصل ، بس النصيب .

فمعلش يا واد عمي ، إن شاء الله غمة وتنزاح وتاخد وچتها ونطلع من إهنه ونعاود الچبل نعيش حياتنا مع ريسنا وهدان .


فنظر له يونس بإزدراء هاتفا...لساك عتچول عليه ريس ، طيب نچطنا بسكاتك يا خويا وأچعد يلا مكانك .

آه يا ناري منك يا وهدان ، محظوظ حتى وأنت مش موچود .

...............


نعيمة بإبتسامة صفراء لـ نچية ....كيفك يا ست الستات .


فنظرت لها نجية من أعلى لأسفل بإندهاش مرددة ...الحمد لله يا بت ، بس أنا مش خابرة أنتِ هتصغري ولا هتكبري.

كل يوم والتاني هتغيري الچلابية ومفصالها مچسمة على چسمك إكده ، ومش خابرة زين ، كيف لسه رفيعة إكده ؟

أنتِ مهتكليش زينا .


حدثت نعيمة نفسها ...الله أكبر في عينيك ِ اللي هيكلها الدود دي ، يا ستير يارب ، هتحسدي عينك عينك كده .


نعيمة بتصنع ...ده بس عشان عيونك حلوة يا ست نچية بس أنا عودي إكده ، مهما آكل ميبنش عليه .


فضحكت نچية...هتكلي وهتنكري يعني .


أمال أنا كل يوم والتاني هتخن وبچيت كيف التريلة إكده.


نعيمة ....خير ربنا هيظهر عليكِ يا ست الكل .


نچية ...أيوه .


ثم جاء سالم ونظر إلى نعيمة بإعجاب فابتسمت ثم تغنجت بخطوتها أمامهما ، مما أثار غيرة نچية فنهرتها بصوت عالٍ ...متمشي عدل يا بت .


ثم نظرت لسالم فرأته يتبعها بنظره حتى اختفت .


فهدرت قائلة ...إلهي تتخزق عينيك التنين يا سالم ، أنت هتبص فين يا راچل يا كبير أنت وعندك احفاد .


فارتبك سالم مرددا ..هبص إيه بس ؟ 


إيه اللي هتچوليه ده ، وأنا أچدر أبص لحد ، ده أنا معايا الچمر كلاته .


فنظرت نچية له بريبة  وقد وقع الشك في قلبها والعبرة لأول مرة من نعيمة .


ثم ربطت الأحداث في ذهنها وخروجه عند ذهابها إلى إبنتها وغياب نعيمة الكثير .


لتحدث نفسها ...معچول ، يكونوا هيتچابلوا بره ؟؟؟؟


معچول نعيمة اللي خيري عليها وكاتمة أسراري.

لا لا دي أكيد تهيؤات .


طيب افرضي صوح ؟


لا ده كان نهاركم أزرق وأچتلهم بيدي التنين دول .

طيب والعمل ؟ 


هتسكتي إكده ؟

لا لزمن أتأكد الأول؟


كيف طيب ؟


هروح عند بتي ، وهسلط زعزوع عليه ينضره لما يخرچ ويبلغني هيروح فين ؟؟


فذهبت لإرتداء ملابسها ، وأخبرت سالم أنها ذاهبة لزيارة ابنتهم زهرة فظهرت الفرحة على وجه سالم وقال...طيب

 يا چلب سالم ،روحي غيري چو بس متغبيش عليه عشان هتوحشك چوي .


صكت نچية أسنانها بغيظ مردفة...بس كده حاضر يا چلب نچية .


مش هغيب هما يومين اتنين .


حدث نفسه سالم ...حلوين أهو الواحد يشم نفسه شوية .


...............


تاهت قمر في ذلك الشاب الذي أسرها من أول لحظة .

وأخذت تدندن...


كان مالي ما كنت في حالي متهني بقلبي الخالي

فات رمشه الجريء وندهلي وفي أجمل عيون توهني

قولوا له ندهني ليه حيرني وشغلني عليه

بالحب اللي زايد والشوق اللي آيد

من أول دقيقة أبو عيون جريئة






فسمعها زين فدق قلبه مرددا ...معچول تكون أخيرا قمر حست بيه .


ففتح باب غرفتها ووجدها على فراشها بملابس النوم .


فانبهر بجمالها وأراد التقرب منها ولكنها تفاجأت بدخوله عليها ، فدثرت نفسها سريعا بالغطاء ثم صرخت ...أنت يا بهيم أنت ،كيف تدخل عليه إكده ؟


من غير ما تستأذن ، هي وكالة من غير بواب ولا إيه ؟


أمشي يلا أخرچ برا بسرعة ،چبل مصوت وألم عليك الخدم ،وهتصل بأخوي وأچوله .


شعر زين بالحرچ فطأطأ رأسه مردفا...أنا آسف يا قمر بس أنا سمعتك هتغني ، فچولت مبسوطة ، فعشان إكده دخلت چولت نتحدتت شوية مع بعض بدال صاحية .


قمر بحدة ...لا معيزاش أتكلم معاك واصل ولسانك ده تحطه چوه بوچك .


ويلا مع ألف سلامة ،وإيّاك تعملها تاني .


شعر زين بنغصة في قلبه ، فمازالت حوريته تؤلمه بلسانها الحاد يوما بعد يوم ، بعد أن شعر لوهلة أنها أخيرا تجاوبت معه .


فخرج وأغلق الباب ، لتتنفس قمرالصعداء و أسرعت لشرفتها ترمق أسامة بنظراتها .






لاحظ أسامة وجودها في الشرفة فإسترق النظر إليها للحظة وسرعان ما أخفض بصره سريعا حتى لا يراه أحد .


أسامة...إيه الحلاوة الطحينية دي ، يخربيت جمالك ، أموت أنا في الصعيدي .


هي موزة وتتحب صراحة بس أنا فين وهي فين ؟

خلينا مستورين أحسن وأديها الطناش .


قمر بغيض...بچا إكده يا أسامة ، بتدور وشك لما شفتني ، طيب أنا وراك لما أچيب رچلك يا عسل أنت .


........


اتصل من يراقب بيت العمدة سالم بـ فاروق ليطلعه على الأخبار .


فاروق ...ها إيه حوصل يا واد عمي ، چول كل حاچة بالتفصيل ؟؟


جابر ...مرت العمدة مشيت لحالها ، وهي هتروح ديما عند بتها زهرة مرت العمدة عطية .


وبعدها العمدة سالم خرچ لحاله ،وبعدين زعزوع عامل زي مايكون ماشي وراه .


فاروق ...طيب كويس چوي ، شوف رايح فين ؟


وأكيد زعزوع ده هيروح يچول لحد مسلطه عن اللي هيعمله سالم. 


فچبل ميچول زعزوع ، كلمني الأول وچولي.


چابر ...حاضر .


.....


في بيت نعيمة الذي تلتقي فيه بحبيبها سالم ، تزينت بقدر المستطاع ، وانتظرت سالم على شوق، حتى سمعت صوت الباب يفتح فأسرعت إليه .


نعيمة بإشتياق...أخيرا چيت يا سالم ، أتوحشتك چوي چوي .


فحاوطها سالم بذراعيه هامسا...وأنتِ كُمان يا بت .


نعيمة متصنعة الدلال ...لو كنت عتوحشك كنت چيت ولا لساك خايف منيها .


متهملها خالص يا سالم ، معدتش تخاف من حاچة ، العمودية وراحت لصاحب نصيبها ، وهي خلاص مبچاش فيها نفس دولچت عاملة زي الشوال المتنقل ، فليه باچي عليها ؟

ولا لساك هتحبها ؟


تنهد سالم ...متسكتي يا بت ،عحبها إيه وبتاع إيه ؟


كل الموضوع إني أنا مش هاين عليه العشرة بس ؟

وهي عچربة ، ما أنتِ خابرة ، يعني تخافي على نفسك منها قبليه كومان .


نعيمة ...آه خابرة زين چوي ، دي ممكن تچتل عشان مصلحتها .


سالم ..شوفتي بچا وعايزاني أهملها ؟


وبعدين أنا چي نتحدت بس ولا إيه ؟.


فضحكت نعيمة ...يوه يا راچل ، ده أنت طلعت بصحة شاب لسه عنده عشرين سنة .


فأمسك سالم شاربه بزهو مردفا...أمال إيه ؟ 

الخير في العتاقي يا بت .


تعالي بچا چوه ، نكمل اللي كنا بنچوله .


..............


زعزوع متسائلا بإندهاش ...يا ترى العمدة چيه كل المسافة البعيدة دي ليه ، والدوار ده بتاع مين بالظبط ؟

لما أسأل حد كده يعرف ؟


فسأل بائع حلوة أمام البيت وكان جابر يتصنت عليهما .


زعزوع...بچولك يا واد عمي ، أنت تعرف الدوار ده بتاع مين ؟؟؟


بائع الحلوة ...أيوه ، ده بتاع راچل مش من البلد إهنه ، لسه چديد عليها ،ساكن فيه هو ومرته .


فاتسعت عيني زعزوع مرددا بإندهاش ...مرته !!!


يا عينى عليكِ يا ست نجية عملها فيكِ تاني .


ثم تساءل ...وبعدين دي لو عرفت هتچوم حريچة .


ثم تابع حديثه مع الرجل ...ومتعرفش مرته دي اسمها إيه ؟


بائع الحلوة...اسمها ست نعيمة ،ست زينة ديما تيچي تشتري مني حچات .


فتح زعزوع فمه ببلاهة ...نعيمة ،  معچولة دي،كيف ده ، سي سالم يچوز الخدامة بتاعته ، دي كانت تحت رچل نچية وهتحبها چوي چوي .


كيف تخدعها إكده وتاخد منها رچلها على آخر الزمن ؟؟


آه ياما نفسي أدخل أچبها من شعرها .


بس تستاهل اللي هتعمله فيها نچية .


ثم توجه لدوار العمدة ليخبر نچية بما رآه ؟؟؟

فكيف سيكون الحال؟ وما ردة فعلها؟ 




الحلقة السابعة والعشرين


#نار _ وهدان 


...............


 🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹


أّلَحًَلَأّلَ بًَيِِّّنٌِ، وٌأّلَحًَرَأّمًُ بًَيِِّّنٌِ، وٌبًيِّْنَِهّـُمًأّ مًُشُـَبًَّهّـَأّتٌـٌ لَأّ يَِّعٌْلََمًُهّـَأّ کْثًـيِّرٌ مًِنِ أّلَنِّأّسِـ، فُـَمًَنِِ أّتٌـَّقَُى أّلَمًُشُـَبًَّهّـأّتٌـ بًرأ دٍيِّنِهّـ مًنِ أّلَذمً أّلَشُـرعٌيِّ، وٌصّـأّنِ عٌرضًـهّـ عٌنِ کْلَأّمً أّلَنِأّسِـ فُـيِّهّـ.


...........


فتح زعزوع فمه ببلاهة ...نعيمة ،  معچولة دي !!


كيف ده ؟ سي سالم يچوز الخدامة بتاعته ، دي كانت تحت رچل نچية وعتحبها چوي چوي .


كيف تخدعها إكده وتاخد منها رچلها على آخر الزمن ؟؟


آه ياما نفسي أدخل أچبها من شعرها .


بس تستاهل اللي هتعمله فيها نچية.


سمع جابر ما دار بينهما ، فاتصل سريعا بـ فاروق .

الذي بدوره أعطى التليفون لـ وهدان .


فحدث وهدان جابر بقوله...اسمعني زين يا جابر ، عايزك  تتحچچ بأيّ حاچة وتكلم زعزوع وأعرض عليه عشر آلاف  مقابل أنه ميبلغش نچية باللي حُصل ويچولها بيروح يچابل صحابه .


اتسعت عيني جابر قائلا...عشر تلاف مرة واحدة عشان يسكت ، ده ممكن يسكت خالص ويموت من الفرحة .


فضحك وهدان مردفا...يبچا استريحنا أحنا وحلال فيك الفلوس .


جابر بدعاء ...إلهي يفطس .


ثم أنهى جابر المكالمة وذهب سريعا الى زعزوع مناديا...يا أخينا يا أخينا .


فوقف زعزوع نظر له مردفا...چصدك أنا يا واد عمي ولا حد تاني .


جابر...أيوه أنت يا بلدياتي.


زعزوع ...خير إن شاء الله .


جابر ...أصلوا صراحة سمعت اللي كان بينك وبين البچال ، وزعلت خالص على الست نچية ، أنا الست دي بچدرها من زمان چوي ، ست خدومة وكويسة چوي .

بس يا راچل لو روحت چولتلها يمكن تفطس وتروح فيها وأنا هزعل عليها چوي .


زعزوع ...آه والله  ,انصدمت في أعزّ الناس ، منها لله نعيمة خطافة الرجالة .


بس لزمن أچول دي موصياني وعشان كومان تنتچم منيها وتطلع عينيها التنين .


جابر ...وممكن تروح فيها ست نچية ،لا ده أنا أدفع عمري وميحصلهاش حاچة.


ومستعد أدّيك أي فلوس مقابل أنك متچولهاش حاچة .


فاتسعت عيني زعزوع وفتح فمه مرددا ...ها ، فلوس 

ماشي ، هات وأنا مش هچول .


جابر...يكفيك كام بس لو سمعت أنها عرفت ، هاچي هخدكم من حبابي عينيك .


زعزوع ...لا وأنا كومان مش عايز أزعلها ، بس لايمني على ألف جنيه .


جابر...واللي يديك ألفين كومان ، وليك زيهم كومان لو احتچت منك أيّ أخبار عن الغالية نچية .


فرك زعزوع في عينيه غير مصدق ...بچد الحديت ده ، ده أنا أچبلك أخبار النچع كله إكده 


فضحك جابر ...اتفچنا ، ثم أخرج له ألفين جنيه .


ليهمس ...وباچي العشرة خليهم بچا أتسامر بيهم .

هههههههههههه.


فاخذهم زعزوع داعيا له ...الله يكرمك ويوسع عليك وأنا تحت أمرك في أي حاچة .


جابر...وده عشمي فيك يا واد عمي.


........


ليعاود جابر الإتصال فيجيبه وهدان بعد أن استمع لما قاله لزعزوع .


عفارم عليك يا جابر ، ولو فيه حاچة چديدة ، بلغني بيها على طول .


جابر... تحت أمرك يا باشا .


وعندما أغلق وهدان معه قال والشر يتطاير من عينيه ...أنا اللي هعملك المفاچأة الحلوة دي بنفسي يا نچية عشان أشوف في عينيكِ الحسرة زي مشافتها أمي ولسه ياما هتشوفي مني يا نچية .والبيت اللي طردتي منه أمي هترچع ليه معززة مكرمة وأنتِ اللي هتخدميها بيدك ، أنتِ والشيطانة نچية .


......


وصل وهدان القاهرة ومعه بدور التي أردفت... كان نفسي يا ولدي أشوف أختك الأول .


وهدان ...معلش إن شاء الله هندلي الصعيد چريب وهتشوفي كل الحبايب وأنتِ راسك مرفوعة .


بدور  بخوف...ربك يستر يا ولدي .


ثم نظرت لجمال الفيلا من الخارج وما يحيط بها من حديقة  خلابة ، فشهقت مردفة... بسم الله ماشاء الله، أنت هتعيش هنا يا ولدي في الچصر ده .


ابتسم وهدان مردفا...أيوه يمه ، ومن النهاردة الچصر ده اللي عنچول عليه فيلا ، هينور بيكِ وباخواتي .


ففرح أولاد بدور مهللين...الله أكبر ، مظهرتش ليه من زمان

 يا خوي .


تنهد وهدان قائلا ...النصيب ، ثم حدث نفسه ، كويس إني

 معرفتكمش وأنا لساني في الچبل كنت هفسحكم هناك إياك ثم ضحك هم يبكي وهم يضحك.ثم تابع ... يلا تعالوا چوا عشان أعرفكم على أختي من الرضاعة وواد عمي بردك معانا ( قمر وزين ) .


بس ربنا يستر ولسان قمر المتبري منها ده معتچولش حاچة تفضحنا .


كانت حينها قمر كعادتها في الشرفة تمتع عينيها بمن لمس شغاف قلبها .


أسامة محدثا نفسه ...لا معدتش قادر ، البت دي جننتني خلاص ، والشغل هنا خطر ، يارتني كنت سبت بابا يشتغل 

ولا أنا اللي قربت أموت من الحب وسنينه .


آه يا نار قلبي القايدة نار دي ، طيب أعمل إيه وهي فوق فوق وأنا تحت تحت ، ويستحيل نتقابل .


ثم استفاق من شروده على صوت وهدان فهب واقفا يستقبله بترحاب هو ومن معه .


لتراهم قمر من الشرفة فتسرع إليهم .


ليضمها وهدان ...أهلا بت أبوي ، اتوحشتك كتير .


لتهمس وهي تنظر لـ أسامة...أنا كمان أتوحشتك چوي چوي چوي .


أسامة محدثا نفسه ...آه يا ناري ، بت خشي چوه يلا مع أخوكِ، قبل ما أعمل چريمة ، يمكن أخطفك وأچري بيكِ،

مچنون وأعملها ، خشّي يلا وأنتِ كده حلوة بزيادة .


أبعدها وهدان برفق مردفا...يلا سلمي على أمي بدور ودول ولادها أخواتي .


جحظت عيني قمر ...أمك كيف ،چصدك أمك الحچيچية ، عرفتها كيف دي ؟


أنت متوكد يا وهدان ؟


وهدان ...أيوه طبعا متوكد ، وإزاي عرفت هحكيلك بعدين،

دلوك بس دخليهم يستريحوا من المشوار .


قمر ..ماشي، طيب دي أمك ، أمال فين الست التانية الطيبة اللي كنت عتچول عليها هتيچي تچعد في أوضة الچنينة وهتكون ريسة الخدم .


فغضب وهدان وشعرت بدور بالخجل قائلة...أنا هي يا بنتي ، بس أنا أمه وهو ضنايا اللي غاب عني سنين ، وأنا موافچة أخدم بس أطل عليه كل يوم .


فضرب وهدان قمر على رأسها مردفا ....أنتِ يا بت مفيش فايدة من لسانك ده ؟ مهتعرفيش تستكتي خالص وتسمعي الكلام من سكات .


قمر ...يوه أنا عملت إيه ؟


وهدان ...لا معملتيش حاچة ، أدخلي يلا وشوفي أحسن چوضتين في الفيلا ونزلي فيهم أمي واخواتي .


بدور ...ملهاش لزوم يا ابني ، هنچعد في الأوضة اللي في الچنينة دي ونبچا چمب الزرع الحلو ده ، عشان منحسش إننا طلعنا من البلد .


وهدان بحدة...لا والله ميوحصل ، أنتِ هتچعدي فوچ معانا وأحسن أوضة تعچبك تخديها حتى لو كانت بتاعتي.


ابتسمت بدور ...إن شاء الله يخليك لينا يا ولدي .


وهدان...وفين المحروس زين ؟


قمر ...تلاچيه هيسنكح إهنه ولا إهنه ما أنت خابره من أيام الچبل مهيعرفش يچعد ويحب يتسرمح .


فكتم وهدان فمها بيده ودفعها أمامه، لتحمحم ...عاااااا عااااا .


وهدان بغيظ ...خابرة لو چيبتي سيرة الچبل وناسه على لسانك چدام أمي واخواتي بالذات هعمل فيكِ إيه ؟


قمر ..إيه ؟


وهدان ...هچطعك حتت وأرميكِ للكلاب.


قمر...لا خلاص معدتش أنطچ خالص خالص هشاور بس إكده .


فضحك وهدان ...مچنونة ومش باين عليكِ هتعچلي خالص ، مش خابر كيف هتچوزي ؟


ارتبكت قمر...أچوز ، لا لا معيزاش أچوز ؟


وهدان ...ليه إن شاء الله؟؟


أمال هتچعدي إكده في أربيزي ؟


أخرجت قمر له لسانها ثم أردفت ...آاااااه لتسرع بعدها للداخل .


 ولج وهدان مع بدور وأولادها ، وأشرف بنفسه على راحتهم .


وهدان ...أچولك حاچة يمه هتفرحك ؟


بدور...چول يا ولدي ؟ نفسي أفرح طبعا .


وهدان...أنا دُخلتي الجمعة الچاية إن شاء الله .


وهنزل چبلها الصعيد أچيب العروسة ، هي من النچع بتاعنا اسمها وردة ووردة فعلا يمه .


عحبها چوي چوي ، أدعيلي يمه ربنا يسعدني معاها .


فأطلقت بدور الزغاريد فرحا...ألف ألف مبروك يا ضنايا ولولا الملامة كنت رچصت ،ربنا يفرحك يا چلب أمك ويسعدك معاها .

..........


انتظرت قمر أن يخرج وهدان لممارسة أعماله ، لتسرع بعدها إلى أسامة وعندما لمح طيفها أغمض عينيه محدثا 

نفسه...إمسك نفسك يا أسامة ، مهما عملت أو اتكلمت ، هي آه قمر فعلا مش اسم بس ودمها خفيف ، بس ده مش معناه أنك تخر كده على طول ، لازم تتقل وده أحسنلك .


وقفت قمر أمامه هاتفة إياه...إيه حضرتك مش شايفني ومغمض عينيك ليه ؟


أنت هتنام وأنت واچف ؟


فابتسم أسامة وفتح عينيه لتتقابل أعينهما في نظرة طويلة مليئة بالكلمات التي لا يستطيع اللسان التعبير عنها ولكنه تماسك بقدر اإاستطاعة فغض بصره ثم أردف ...نعم حضرتك تؤمري بحاجة ؟


قمر ...أيوه  عايزاك تمرچحني على المرچيحة اللي في الچنينة دي .


اتسعت عيني أسامة فقال بإستغراب ...نعم يا فندم ؟

قمر..إيه مسمعتش ، چولتلك مرچحني .


أسامة ...والله أنا اللي شكلي اتمرچحت .


أمري لله ...اتفضلي يا آنسة أمرچحك .


فضحكت قمر ، فهمس أسامة...شكلها ليلة مش فايته ، وكده هروح هقولها بحبك .


....لا أمسك نفسك ياض ، مش من ضحكة يعنى ،متبقاش خفيف .


قمر...أنت هتفضل ساكت إكده وأنت هتمرچحني ؟


أسامة...عايزاني أقول إيه حضرتك ؟


قمر....غنيلي .


أسامة...أغني ، بس أنا صوتي وحش أوي .


قمر...معلش أنا روحي حلوة وهستحملك ، بس يلا سمعني إكده أغنية لست نچاة اللي هتچول فيها لواحد هتحبه وهو مهيحسش بارد معندهوش دم زي ناس أعرفها إكده .


فارتبك أسامة محدثا نفسه ...لا ده اللي رأسه بطحة باين ، البت جابت آخرها وأنا مش عارف أعمل إيه ؟

دبرنى يارب .


قمر...اسمها إيه آه بتاعة اللي مطير من عيني النوم وهو خوم نوم هينام ومهيحسش .


أسامة وقد دق قلبه بشدة .


آه عرفتها ثم بدأ يرددها 


عيون القلب سهرانة مابتنامش

لا أنا صاحية ولا نايمة مابقدرش


يبات الليل... يبات سهران ... على رمشي


وأنا رمشي ماداق النوم ... وهوا عيونو تشبع نوم

روح يا نوم من عين حبيبىي... روح يا نوم

حبيبي .. حبيبي آه من حبيبي


عليه أحلى ابتسامه ..


لما بتضحك عيونه .. بقول يالله السلامة

لما يسلم عليه .. ولا يقولي كلام


تأثرت قمر بصوته ولمعت عينيها بالدموع ، فطلبت منه أن يتوقف عن تحريكها ، فنزلت ولكنها تعثرت فأسرع إليها ليسعادها ، فرأى الدموع في عينيها ، فاندهش ورق قلبه قائلا ...معقول العيون الحلوة دي ، تبكي؟؟


قمر ...معشان حبت واحد مش حاسس بيها .

ثم تركت يده ، والتفتت لتغادر .


فتنهد أسامة قائلا ...لا مش هقدر أكتر من كده ، مش قادر أشوفها بتعاني بسببي ومتكلمش .


فقام بالنداء إليها .

قمر استني ، فتخشبت قمر في مكانها وإلتفتت إليه ، وكل نظرة من عينيها كأنها تقول له ...إرحم ضعف قلبي

 وأتكلم واروي عطش قلبي بكلمة ...بحبك .






ارتبك أسامة وتلون وجهه وتقدم إليها وحاول إخراج كلماته من جوفه بصعوبة قائلا ...قمر أنااااا حاسس بيكِ .

بس يعني .....؟


نكست قمر رأسها هامسة بحزن...خلاص يا باشمهندس ، فهمت أنك مش بتبادلني نفس الشعور ، وأني أنا صعبانة عليك مش أكتر .


دلوك بس حسيت إحساس زين ، قد إيه صعب إحساس الحب من طرف واحد ، كأنها نار في چوفي بتحرقني

 وبتموتني بالبطيء، أجهشت قمر بالبكاء فإقترب أسامة منها ومد يده ومسح دموعها وقد غلبه 

الشوق...أنتِ بتقولي إيه ؟


أنا مش بحبك بس ، أنا بعشقك .


معرفش ده حصل إمتي بالسرعة دي ؟


بس فعلا أنتِ في لحظة بقيتي كل حياتي ، بستنى اللحظة اللي باچي فيها الشغل بفارغ الصبر عشان أشوفك وبقيت خايف بابا يقول خلاص أنا خفيت وأنت أقعد بقا شوف مذكرتك وأنا هكمل شغل .


مش عارف كنت هستحمل إزاي مشوفكيش ؟

كإنه هيحكم عليه بالموت .


أنا بحبك يا قمر ، بس للأسف منفعكيش يا بنت الناس ، أنتِ من طبقة وأنا من طبقة تانية خالص ، مننفعش نجمع ، ومحدش هيوافق من أهلك خصوصا وهدان بيه أننا نرتبط .





تحول عبوس قمر لإبتسامة عذبة جميلة ، وسرت في جسدها قشعريرة من مصارحته لها بالحب ، فوضعت يدها على فمه هامسة ...هششش ، أنا عايزاك ترچع بس للكلمة اللي چولتها چبل حديتك الماسخ ده اللي ملهوش عازة بتاع الطبقات وبتاع ومتخافش أنا بعد كده هطبق براحتي اللي ريداه .


فضحك أسامة قائلا ...أنهو كلمة .


فغمزته قمر ...اللي بيچولوه اتنين هيتناچروا ديما مع بعض .

أسامة ...أنتِ مشكلة ويمكن خفة دمك دي وكلامك الصعيدي هو اللي حببني فيكِ وشكلي اتعديت منك ، تعرفي

 أنا بمشي بردد كلامك ده .


يعني بچيت صعيدي چامد چوي يا بوي .


فضحكت قمر ...مرحب بواد عمي أسامة ،الصعيدي هيخليني أحبك أكتر .


أسامة ..لا من دلوك بچا هتحدت صعيدي .

قمر...يا چمالك بالصعيدي.

 

أسامة...بس دلوقتي أنا محتار ، أي قصة حب حقيقية لازم طبيعي تنتهي بالچواز ، لكن إحنا إزاي ؟؟

أنا لسه طالب في آخر سنة ومقدرش أقول لبابا عايز أجوز، ده هو منتظر بفارغ الصبر أخلص تعليم وأشتغل عشان أساعد في البيت.

غير أنّ اخوكِ عمره مهيوافق تجوزي ابن البواب .

أكيد عايز يجوزك واحد من عيلة زيكم .


قمر...بچولك إيه ؟

ما تسيبك من عيلتي وعيلتك دي ونفكر في نفسنا أحنا .

المهم أنت بتحبني وأنا بحبك .


وإذ كان على الچواز ساهل .


مش لازم دول يعرفوا ولا دول يعرفوا .


أسامة...إزاي ده ؟؟


قمر...نچوز في السر ، ومن چهة الفلوس متقلقش .

فانفعل أسامة ...ليه هتصرفي عليه ، شيفاني مش راجل للدرجاتي .


قمر ...بس بس مش إكده ، أنت راجل وسيد الرچالة كمان .


بس أنت أتخرج وهخلي وهدان يمسكك شغلانة چامدة في الشركة وهتقبض منها كويس وساعتها يا سيدي هتصرف عليه براحتك .


بس لغاية ميحصل ده أنا هصرف وابچا اعتبره دين .


أسامة ...مش عارف أقول إيه ؟

خايف عليكِ لو عرفوا أنك اتجوزتي من وراهم يعملوا فيكِ حاجة .


قمر ...هو وهدان هيزعل شوية بس هيخاف من الفضيحة ويخليك توثق چوازنا چدام الناس .


أسامة ...تفتكري كده ؟؟


قمر...أيون .


أسامة...بس هنچوز بالسرعة دي ، نصبر شوية حتى عشان تتأكدي من حبك ليّا ومتندميش .


فظهرت ملامح الغضب على وجه قمر ، ثم همت بتركه قائلة ...أنا على نفسي متأكدة بس إظاهر أنت مش

 متأكد ، فأنا هسيبك تتأكد وتفكر براحتك وتبلغني.


ثم أسرعت للولوج للداخل ولم تستمع إلى نداء أسامة...استني يا مجنونة ، أنا بحبك والله ، استني .

ولكنها لم تعره انتباهها لكي تجعله يندم على ما تفوه به ويزداد شوقه لها .


..........


وصل زعزوع عند نچية في منزل ابنتها زهرة...فأسرعت له على الفور تستطلع الأخبار .


نچية بلهفة ...ها  يا ولا ،شوفت إيه ؟


زعزوع بتصنع ...كل خير يا ست الستّات ، هو سي سالم خرچ ، بس راح چعد على الچهوة شوية وبعدين رچع على الدوار على طول ، وچال أنا عطلع أنام يا واد يا زعزوع ، عشان الچعدة مملة من غير ستك نچية .


فابتسمت نچية مرددة...الحمد لله ، ولسّاك فيك الخير يا سالم ، وأنا اللي ظنيت ، بس خلاص .


روح يا واد خلي بالك منه زين وأنا هچعد إكده يومين بچا على راحتى وبعدين أرچع بدال اطمنت مفيش حاچة .


فحدث زعزوع نفسه ...على راحتك ، ده هو اللي هياخد راحته وينعنش نفسه وأنتِ نايمة في العسل .


بس يلا المهم راحة بالي أنا والچرشين اللي أخدتهم.


.............


ومضت عدة أيام تجاهلت فيها قمر أسامة ، حتى أصبح يكاد يُجن من تجاهلها له .

وهي تراه وتتعذب مثله من البعد ولكن لكي تتأكد من صدق حبه لها. حتى جاء اليوم الموعود وسافر وهدان الصعيد

  ليأتي بعروسه وردة وصاحبه زين .


فأمسك أسامة ببعض أحجار صغيرة ، وأخذ يقذف شرفتها 

حتى خرجت على صوتها ، فرأته فدق قلبها ولم يتحمل البعد أكثر من هذا .


فابتسمت وبدلت ملابسها وأسرعت إليه .

تهلل وجه أسامة وتقدم إليها مردفا...أخيرا الجميل عبرنا .

قمر ...تستاهل ، مش كنت بتقول لساك هتتأكد .


أسامة ...چصدي عليكِ أنتِ ، لكن چلبي انام چايد نار .


فضحكت قمر ...يا لهوي على الصعيدي وچماله .

وأنا زيك يا چلب قمر .


أسامة ... طيب تعالي نعملها دلوقتي ،مبقتش خلاص قادر اصبر .


فاتسعت عيني قمر مردفة ...دلوقتي ؟


أسامة ...شوفتي أنتِ أهو اللي مترددة .


قمر ...مش چصدي بس اتفاچئت .


أسامة ...هي فرصة عشان وهدان بيه مش موجود .

قمر ...بس أمّه موجودة .


أسامة...طيب اطلعي اتحچچي بأنك رايحة أيّ مشوار ،ومش هتغيبي .


ترددت قمر للحظات ولكن الحب عمى قلبها عن أي حقيقة وأن هذا خطأ ويجب الزواج بإذن الولي، فطاوعته

 واستأذنت بدور وخرجت مع أسامة وتوجهوا لأقرب مأذون وعقد عليها أسامة بشهود من عند المأذون ذاته .


ثم قام بتأجير شقة مفروشة لقضاء لحظاتهم السعيدة التي اشتاقوا لها منذ بدأ حبهما يتأجج ويخرج عن السيطرة .


قمر...مبروك يا چلبي .


أسامة بعشق جارف ...مبروك عليه أنتِ.


قمر بخجل...هتفضل تحبني إكده لآخر العمر؟ .


أسامة ...طبعا ، أنتِ في لحظة بقيتي كل حياتي ومقدرش أعيش من غيرك .


قمر ...بس أوعاك وحدة من بتوع مصر اللي لبسين المحزچ والملزچ وداهنين وشهم بوية دول ، يلفوا عچلك ويخلوك تهملني .


أسامة...لا طبعا ،دول عيرة لكن انام معايا الأصل ، حلاوة رباني كده ، عايزة تتاكل أكل .


قمر...وبعدين معاك يا چليل الرباية .


ثم أسرعت من أمامه ليركض وراءها قائلا ....استني بس ده أنا هلعب معاكِ لعبة حلوة .


ليقضوا بعدها ليلة الأحلام وبعد مرور بعض الوقت .

توترت قمر قائلة ...أنا لازم أمشي دلوك ، أنا أتأخرت وأكيد وهدان زمانه في الطريق .


أسامة ...لا لسه بدري ، أنتوا مشواركم للصعيد بياخد وقت طويل .


قمر ...لا أنا لازم أروح عشان كومان ست بدور هتستعوچني وكمان عاملة ليلة إكده مفاچاة لـ وهدان على الچد إكده ليه ولعروسته .


ولزمن أحضر معاهم ، ثم نكست رأسها مردفة...كان نفسي أنا كيف البنات ألبس فستان فرح وأتزف كده وأفرح

 چدام الناس ، بس البخت والنصيب ، هنفرح بعيد عن الناس ونستخبى ، كأننا هنعمل حرام .


فضمها أسامة إليه مردفا...إن شاء الله هيجي اليوم اللي أعملك فيه أكبر فرح في الدنيا وأتباهى بيكِ قدام الناس كلها .


قمر...يارب يا أسامة .


أسامة...بس هنتقابل إمتى تاني ، أوعي تغيبي عليه ؟

قمر ....مش خابرة ،وقت ملاچي فرصة تسمح ويلا دلوك چوم وصلني .

..........


ولج عادل إلى أخته وردة غرفتها فوجدها تبكي.


عادل بغضب ...إيه يا فال الشوم أنتِ لساكِ چاعدة وملبستيش فستانك ،ده عريسك چه برا من بدري ومستنيكِ .

والمأذون چه وكتبنا الكتاب ومعايا الورق أهو أمضي .

فصرخت وردة...لاااااااااه مش همضي ؟؟؟


...........


                 الفصل الثامن وعشرون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close