#نار_وهدان
بقلم شيماء سعيد
الفصل الثامن والتاسع وعشرون
...............
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
ويبقى القدر ماسكاً أحلامنا مانعاً إيّاها من التّحليق فحتى لو تحققت فلن تكتمل فرحتنا بها فيأتينا ما ينغص علينا حياتنا.
..................
ولج عادل إلى أخته وردة بغرفتها فوجدها تبكي.
عادل بغضب ...إيه يا فال الشوم أنتِ لساكِ چاعدة وملبستيش فستانك ،ده عريسك چه برا من بدري ومستنيكِ .
والمأذون چه وكتبنا الكتاب ومعايا الورق أهو أمضي .
فصرخت وردة...لاااااااااه مش همضي ؟؟؟
فقبض عادل على يديه غضبا وضم شفتيه إنذارا بالفتك بها ثم أردف...يعني إيه مش هتمضي ؟
هو لعب عيال ولا إيه ؟
ولا عايزة تچرسينا بين الخلچ؟
ده عريس كل بنات النچع هيحسدوكِ عليه .
وتعالي شوفي الناس وچفة كيف برا حواليه.
وعمال يوزع لحمة على الناس كأنه دابح عچول النچع كلها .
وكله عمال يبوس في يده ويدعيله ، ده صيته في يوم واحد غلب صيت العمدة سالم في زماناته .
وبعد كل ده هتچولي مش همضي ، لا ده أنا أطخك وأخلص منك أحسن .
أجهشت وردة بالبكاء ، فلا أحد يعلم ما تخفيه داخل قلبها ، لا أحد يعلم مصدر هذه الأموال االحرام .
وكيف سيكون حال الناس إذا ما علموا أنه ابن الجبل ، هل سيستمرون في الدعاء له .
لتنظر وردة للسماء وكأنها تنتظر رحمة الله بها مردفة...يارب أنت عالم بحالي ، وأنا آه أحبه من چلبي ، بس مش عايزة أعيش معاه في الحرام ، أعمل إيه ، أعمل إيه ؟
هتف عادل بصوت حاد ...والله لو ممضيتيش لعـنزع شعرك ده شعرة شعرة بيدى دي.
وردة...مش همضي ولو عملت إيه ؟؟
فتقدم منها عادل والشرر يتطاير من عينيه فأمسك بشعرها بقوة حتى كاد أن يقتلعه في يده ، فصرخت وردة
من الألم ....آااااااه .
حرام عليك ، سبني!؟.
عادل ...مش هسيبك غير لما تمضي .
وردة بغصة مريرة ...أمري لله همضي ،وربنا بچا يتولاني برحمته .
فمضت وردة ، ثم أمرها عادل... چدامك خمس دچايچ تكوني غسلتي وشك العكر ده ولبستي الفستان وذوچتي نفسك هبابة ، عشان تفتحي نفسه. عليكِ شوية، حريم عايزة الچتل والله ، حاچة نكد ، چبر يلمك .
ثم خرج ليتركها تصارع وحدها الحرب الداخلية التي تعاني منها .
فقامت من جلستها ثم ذهبت لتتوضأ وتصلي ركعتين لله ، تطلب من اللّه النجاة فجاءها هاتف ...أن أبشري سيقر الله عينيك قريبا ولكن كوني صبورة ولا تقنطي من رحمة الله، فاستبشرت خيرا ، ونظرت لذلك الفستان الأبيض الجميل الذي لطالما حلمت أن ترتديه لـ وهدان قبل أن تعلم حقيقته ،وها هي الآن ستلبسه له ولكن بقلب غير ذلك القلب .
فرددت ...اللهم هون .
ولج إليها أخواتها البنات وأطلقوا الزغاريد فرحا عندما رأوها بالفستان الأبيض كبّرت ولاء ...الله أكبر عليكِ
يا وردة ، زي الچمر ،ربنا يحرصك من العين ويسعدك يا بت أبوي .
تنهدت وردة متمتمة ...يارب .
ولاء...بس مش كنتِ تزودي الأحمر شوية ، عشان عريسك إكده يتلغبط لما يشوفك .
ضحكت وردة مردفة...لا معيزهوش يتلغبط وإكده حلو ، مش رايدة ذنوب كتير ،كفاية اللي عندينا.
ولاء...أنتِ ٱكده بردك چمر ، ربنا يتمم بخير .
................
طرق عادل الباب ودخل وكان وبرفقته وهدان المتأنق ببذلة سوداء راقية ،ولكن قلبه كان ينتفض خوفا من أن تصده وردة ولا تبادله الحب الذي اشتاق له منذ رآها .
عادل ...يلا يا عروسة .
ثم حدث وهدان بقوله...خش خش يا وهدان بيه ، متكسفش محدش خالع رأسه .
فولج وهدان إليها واتسعت عيناه فرحا عندما رآها في ثوبها الأبيض ،فكانت كالبدر في تمامه ، فابتسم واقترب منها بهدوء هامسا ...مبروك يا وردة .
وردة بخجل ...الله يبارك فيك.
ثم قبلها وهدان بين عينيها فارتعدت أوصالها وشعرت بسخونة إجتاحت جسدها ، فأمسك بيديها مردفا...لا اثبتي إكده ،هو أنا لسه عملت حاچة .
فنزعت وردة يدها بغضب مردفة ...متلمسنيش وإلا مش هسكت وهچول كل حاچة .
أغمض وهدان عينيه ألما وحدّث نفسه ..مفيش فايدة اللي كنت خايف منيه حوصل ، أعمل إيه بس ؟
هحاول أكون لطيف معاها ومفقدش أعصابي عشان تلين .
وهدان بلطف ...مأظنش ههون عليكِ ، لإنك عتحبيني ، أنا حاسس بكده ، مهما حولتي تظهري غير إكده .
فلمعت عيني وردة بالدموع لتحدث نفسها ...أيوه عحبك ، حب يكفي العالم كله يا چلب وردة ، ولو كان غيرك ، كنت موت نفسي ، لكن أنت اللي في العين والچلب وربنا يهديك وتبطل الحرام .
ثم سارت معه وردة للخارج ، وما أن رآهم الناس ، حتى أطلقت النساء الزغاريد فرحا وأطلق بعض الرجال الأعيرة النارية تهللا برؤيتهم .
وذاع صيت وهدان في الكفر حتى وصل إلى بيت العمدة عطية .
عطية للغفير ...مين وهدان ده اللي ظهر في النچع فجأة إكده يا ولا .
و واخد كل الصيت ده والناس هتحبه يمكن أكتر مني.
الغفير...العفو يا عمدة ، ده محدش حب عمدة قبلك ولا بعدك چد محبوك أنت عشان طيب وعتحب الخير وهتحكم بين الناس بالعدل ، مش كيف اللي كانوا چبلك .
لتتدخل نچية بقولها بصوت حاد ...أنت عتچول إيه أنت ؟
العمودية چبليه كانت ليها مچامها وناسها يا طور أنت .
لكن الطبطبة بتاعته خلت الناس ، تشوف نفسها وبالدليل أهو الناس هطبل لواحد غريب عن البلد منعرفهوش .
انفعل عطية بقوله ...اللهم طولك يا روح .
يارب صبرني.
نچية...بچا إكده يا عطية ، على العموم أنا هسكت عشان بتي ، بس نصيحة مني ، شوف الراچل ده وأُچعد معاه ، واعرف إيه چراره چبل متلاچي فچأة صيته علي أكتر من إكده ومش بعيد يسحب الكرسي من تحت رچلك والناس تخليه هو العمدة .
فكاد عطية أن ينفجر غيظا ، وانسحبت نچية للداخل قبل أن ينطق أي كلمة أخرى ، بعد أن تيقنت أنها وصلت
لغرضها وضربت على الحديد وهو ساخن كما يقولون .
عطية ...أستغفر الله العظيم ، مش عارف الست دي معچونة بمية عفاريت ولا إيه ؟؟
والله لولا مكانة زهرة عندي وكومان أنها ست كبيرة كنت وريتها مين العمدة ؟؟
ثم صمت للحظات وفكر مليا في كلامها فأصابته غصة بقلبه خوفا على مكانته بين الناس ، من أن ينزعها هذا الرجل الغامض حقا .
معچول وهدان ده ، في لحظة يضيع كل اللي أنا عملته .
وياخد مكاني اللي تعبت فيه بچهدي.
لا لا ، أعوذ بالله من الشيطان الرچيم .
بس زي مچالت لازم أشوفه وأتحدت معاه وأشوف دماغه إيه ؟
فصاح في الغفير ...أنت يا زفت ، روح بلغ وهدان ده إني عايزه يشرفني إهنه في بيت العمدة .
الغفير...أمرك يا چناب العمدة.
ثم أسرع الغفير إلى وهدان فوجده يركب سيارته مع عروسه وردة .
الغفير بأنفاس متقطعة من أثر الركض...يا وهدان بيه يا وهدان بيه .
وهدان ...إيه عايز إيه ؟ وأنت مين؟؟
الغفير...أنا غفير عمدة البلد عطية .
فتنهد وهدان بغيظ محدثا نفسه ...آه ده اللي أخد مكاني ،مفروض أنا اللي أكون العمدة بدل أبوي المزعوم .
بس النصيب ،بس هرچع وهاخد مكاني غصبا عنه .
وهدان ...أهلا _ والمطلوب مني ؟
الغفير...العمدة عايز يشوف حضرتك في الدوار .
وهدان ...يشوفني ، والله عال .
طيب چوله أني اليوم مش فاضي ،زى ما أنت شايف عريس .
ولما أنزل الصعيد تاني أبچا أچابله إن شاء الله .
الغفير بفرحة...ألف ألف مبروك ، وعچبال البكاري يا بيه .
وهدان ...الله يبارك فيك .
ثم انطلق وهدان نحو القاهرة مع وردة .
وعاد الغفير العمدة يخبره بما حدث .
عطية...كيف يعني ميرضاش يچي ،خلاص يعني العروسة هتطير .
أكده ميعمليش مچام ، لا أنا إكده هخاف فعلا ، ده شكله مهيمهوش حد واصل ،ربنا يستر .
............
وبعد السفر الطويل وصل وهدان الذي حاول بكل الطرق أن يلتمس كلمة واحدة من وردة طوال الطريق ولكنها
إلتزمت الصمت وكأنها في دنيا أخرى تماما وعالم آخر غير عالمه الذي يعيش فيه .
وعندما وصل كان الجميع في استقباله قمر ووالدته وإخوته .
فاستقبلته والدته بالزغاريد وكانت المفأجاة أنّ حديقة الفيلا كانت مجهزة لحفل من الزينة والأنوار والبلالين المضيئة بجانب تورتة من عدة أدوار على منضدة مزينة بالورود .
كما اشتغل الدي چي بأغاني أفراح منها...
دقوا المزاهر يلا.. يأهل البيت تعالوا
جمع وفق والله.. وصدقوا اللي قالوا
عين الحسود فيها عود يا حلاوة..
عريس قمر وعروسته نقاوة..
واحنا الليلة دى كدنا الأعادي
.....
ابتسم وهدان لتلك المفاجأة التي أدخلت الفرح على قلبه الحزين ، كما ابتسمت وردة ، فابتسم الكون كله لبهاء ابتسامتها العذبة .
ثم تساءلت ...مين الست دي يا وهدان اللي هتچولها يمه ؟
أنت مش أمك اللي كانت في الچبل .
فتمتم وهدان بصوت منخفض ...أرجوكِ متچبيش كلمة الچبل چدامها خالص ، ودي أمي الحچيچية وكانت مرت العمدة زمان وأنا يا ستي طلعت ابن العمدة تصوري .
ابتسمت وردة ...بچد ، كيف ده ؟
وهدان...آه بچد ، أما كيف فدي حكاية طويلة لما نطلع چوضتنا هحكهالك .
إستنكرت وردة قوله فرددت ...چوضتنا !!
أنت متصور أني هچعد معاك في أوضة وحدة ، لا طبعا ، أنا صوح بچيت مرتك ، لكن مهتمسنيش طول ما أنت مصمم على الحرام .
اندهش وهدان قائلا ...كيف ده ؟؟
مفكرتيش اللي معانا هيچولوا إيه ؟
كيف يعني عريس وعروسه هينام كل منهم لحاله؟
هيچوزوا كيف بالمراسلة .
وردة ...مليش دعوة عاد .
وهدان ...لا إكده كتير چوي چوي يا بنت الناس .
فجاءت إليهم قمر مبتسمة...إيه يا عرايس ، هتوسوسوا كتير إكده ؟
خليها لما تطلعوا چوضتكم عاد .
دلوك عايزين نهيص ، أمسك يد عروستك يا وهدان ورچصها يلا على وحدة ونص .
فابتسم وهدان بغيظ...دي ترچص دي ؟ دي عايزة چنازة وتشبع فيها لطم .
ثم اقترب زين من قمر هامسا لها ...إيه العسل ده كله يا قمراية ؟
متيچى نعملها الليلة زيهم .
وقد راقب إقتراب زين من قمر ( أسامة ) فاشتعلت نار الغيرة في قلبه ورمقها بنظرة غاضبة ، فلمحته قمر
لترتبك وتتراجع للوراء مرتبكة ، لتنهر زين بقولها ...أنت اتچننت متچربش مني تاني إكده ، ونعملها إيه ؟
أنا ميت مرة أچولك أنت أخوي وبس ؟ إفهم بچا وشوف حالك بعيد عني.
تلون وجه زين بالقهر والحزن ثم ابتعد عنها ، وغادر المكان بأجمعه .
وعندما وجده أسامة يغادر المكان ،أشار لـ قمر لتأتي إليه في غفلة إنشغال المدعوين بالفرح .
فذهبت إليه على مضض لإنها تعلم من نظراته إليها إنه سيعنفها، ولكنها باغتته بقولها ...إيه يا عم الحاچ أسامة ، شكلك مبچتش چادر على بعدي ، وده أكيد من حلاوتي طبعا المغطية على العروسة ذات نفسها .
أسامة بغيظ...منا عارف أنك حلوة ولو بإيدي أخفيكِ عن العالم كله عشان محدش يشوفك غيري.
قمر بدلال ...الله عليك يا حبيب والديك .
هتغير عليه يا سمسم ؟؟
أسامة وقد ذاب حبا في تلك المچنونة...آه طبعا يا عيون سمسم.
وكان بيقولك إيه الزفت ده وهيتلزق فيكِ ليه كده ؟؟
قمر بمكر لكي تلعب بأعصابه ...عادي يعني ، كان عيچول عايز يچوزني؟
فجحظت عيني أسامة ثم هتف بحدة ...لا وديني لأكون مسيح دمه الليلة .إزاي يا هانم ده ؟
أنتِ نسيتي إنك مچوزة ، ولا عيعجبك هو ومبسوطة بكلامه .
قمر بغضب ...أظن يعني لو كان عچبني كنت إچوزته ولبست الفستان اللي هتحلم بيه كل بنت في اليوم ده وعملنا فرح كبير جدام الناس كلاتها .
ثم دمعت عيني قمر ، فأشفق عليها أسامة وشعر بالندم لما قاله وتسبب في أذى مشاعرها .
فتمتم قائلا...قمر حبيبتي ، متزعليش مني ، أنا مقصدش حاجة ، ده كله بس عشان بحبك زيادة شوية وبغير عليكِ من نسمة الهوا الطاير اللي هتحرك خصلات شعرك دي
فابتسمت قمر مردفة...وأنا هعشچك يا أسامة .
بس متزعلنيش تاني بچا .
أسامة...لا أبداً ، وأنا أقدر أزعل حبيبة قلبي .
بس أنا خايف تندمي على جوازنا بالشكل ده ، بس بأكد وعدي ليكِ لما أستقر كده وربنا يفتح عليه ، هعملك أحلى فرح وهتلبسي الفستان الأبيض .
قمر بمكر ...أنا فعلا ندمت ...!
ففتح أسامة فمه وزاغت عينيه وكاد قلبه أن يتوقف ولمعت عيناه ولكنها استكملت قولها سريعا بعد أن شعرت بصدمته من قولها... أنا ندمت إني چيت كلمتك ، عشان معدتش قادرة أستحمل عيونك الحلوة دي وأنت بتكلمني ، عشان بدوب بسرعة ومش قادرة طبعا أرمي نفسي في حضنك عشان محدش يعرف أننا متچوزين .
فتحول حزن أسامة لفرح هامسا...ياما نفسي أصرخ وأقول دي حبيبتي ومراتي وآخدك في حضني قدام الناس كلها .
قمر ...إن شاء الله يچي اليوم ده يا چلب قمر .
ودلوك بزيادة عاد حديت ، عشان محدش ياخد باله منينا .
أسامة..ماشي بس أنا لازم أشوفك بكرة ضروري في الشقة ، مش هقدر أصبر أكثر من كده .
قمر وقد احمرت وجنتيها خجلا ...بس يا چليل الرباية .
أسامة ...هتيچي؟.
قمر ...هحاول ، ويلا سلام .
أسامة ...سلام يا قمري.
وعندما غادرته .
تابع أسامة ...مكنتش فاكر أن كل يوم أحبها أكثر من الأول كده ، ربنا يقدرني وأسعدها ويجي اليوم اللي نعلن جوازنا للعالم كله .
.........
بدور بفرحة للعرسان...يلا يا حبايبي اطلعوا چوضتكم وألف ألف مبروك ، ربنا يهنيكم ويسعدكم وأشيل عوضكم .
فقبل وهدان يد والدته بحنو ...يارب يا أمي .
ووجدت وردة نفسها هي الأخرى تقبلها بحب ، فقد ارتاح قلبها لتلك المرأة ذات الوجه البشوش الذي يشع حبا وحنانا .
وهدان ...يلا بينا يا وردتي .
حاولت وردة اِفلات يدها من يده ولكنه شد عليها بقوة قائلا بغمز ...يستحيل أسيبك ، يستحيل .
فطاوعته وردة رغما عنه وقلبها يدق بعنف ، فهي لا تتخيل أن يغلق عليهما بابا واحد .
لا لن يستطيع أن يقترب منها طالما أن قلبه مازال معلق بكل ما حرمه الله ، لن تعطيه نفسها إلا إذا تاب وأناب إلى الله .
ولج وهدان لغرفته وتبعته وردة على خجل .
عرف وهدان أن والدته قامت بترتيب غرفته على أجمل وجه ونثرت الورود على الفراش .
كما أعدت لهم طعام عشاء تفوح منه رائحة شهية لا تقاوم .
فاستنشقها وهدان قائلا ...الله الله على ريحة الوكل تچنن .
وهدان ...تعالي يلا ناكل الأول يا وردتي.
عشان چعان چوي چوي .
وردة بعبوس ...لا إتفضل كل أنت أنا مش چعانة.
وهدان ...كيف يعني أنتِ مش چعانة ؟
أنتِ مأكلتيش حاچة واصل يا بنت الناس طول الطريق الطويل ده .
حرام عليكِ نفسك إكده .
وردة...حرام عليك أنت ، تملى معدتي من حرام ، أنت مسمعتش قول رسول الله صل الله عليه وسلم :”أعيذُكَ باللَّهِ
يا كعبُ بنَ عُجرةَ من أمراءَ يَكونونَ من بعدي فمن غشِيَ أبوابَهم فصدَّقَهم في كذبِهم وأعانَهم على ظُلمِهم فليسَ منِّي ولستُ منهُ ولا يرِدُ عليَّ الحوضَ ومن غشيَ أبوابَهم أو لم يغشَ ولم يصدِّقهم في كذبِهم ولم يُعِنهم على ظلمِهم فَهوَ منِّي وأنا منهُ وسيَرِدُ عليَّ الحوضَ يا كعبُ بنَ عُجرةَ الصَّلاةُ برهانٌ والصَّومُ جنَّةٌ حصينةٌ والصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ يا كعبُ بنَ عُجرةَ إنَّهُ لا يربو لحمٌ نبتَ من سحتٍ إلَّا كانتِ النَّارُ أولى بِهِ
الراوي : كعب بن عجرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
يعني كل واحد هيتغذى بالحرام النار أولى بيه .
أطلق وهدان زفيرا غاضبا من فمه ...وبعدين معاكِ ، أنا چولت مهفهمش عاد في الحديت ده ، بس اللي أفهمه أن حرام عليكِ نفسك تچوعيها إكده .
إكده ممكن تموتي من غير وكل .
وردة...صوح ، وعشان إكده أنا غصبا عني لازم آكل بس هاكل على چد اللي يبچيني على قيد الحياة مش بنهم وشبع .
وهدان ...أنا مش فاهم حاچة واصل .
وردة ..ياريتك تفهم ، عشان أقدر أنا أعيش معاك .
ثم تركته وتوجهت للمرحاض .
وهدان ...رايحة فين ؟
وهتسبيني لحالي ولا إيه ؟؟
وردة...هدخل الحمام بعد إذنك وهتوضا وأصلي لمغرب والعشا مع بعض عشان كنا على سفر .
فتح فمه وهدان ببلاهة مردفا ...هتصلي ؟؟
كيف الصلاة دي ؟
آه اللي هشوفهم دول هيچفوا ويوطوا إكده ويسجدوا .
بس معرفش هيچولوا إيه ؟
ووردة بصدمة ...أنت قصدك انك عمرك مركعت لله ركعة واحدة ولا حافظ أي حاچة من كتاب ربنا .
وهدان ...لا ونعرف إزاي يا وردة وأنا محدش علمني؟
وردة ..خلاص أنا هعلمك .
وهدان ضاحكا بسخرية...يعني زي مبيچولوا بعد ما شاب ودوه الكتاب .
بصي أنا مش همنعك عشان عحبك ، روحي أنتِ صلي بس متغبيش عشان أنا چعان چوي چوي ومش هاكل غير لما تاكلي معايا .
وردة...چولتلك كل أنت .
وهدان...لا مش هاكل ، ولو هموت بچا عشان تتحملي أنتِ ذمبي.
وردة ...لا مچدرش .
وهدان مبتسما ...يعني عتحبيني ومش عايزاني أموت .
فخجلت وردة ونكست رأسها قائلة،... أنا هدخل أغير هدومي و أصلي .
وهدان غامزا لها...طيب تحبي أساعدك ؟
فعبست وردة مردفة...لا أنا هساعد حالي.
وهدان ...ماشي يا چميل ، مسيرك تحتچني.
فولجت وردة للمرحاض وحاولت مرارا وتكرارا أن تقوم بسحب سحاب الفستان ولكنها لم تستطع حتى طال بها الوقت في المرحاض فشعر وهدان بالقلق وقام وطرق الباب عليها متسائلا ...حبيبتى أنتِ كويسة ؟
اتأخرتي ليه عاد كل ده ؟
طمنيني .
ففتحت وردة الباب وعندما رآها مازالت بالفستان فهم الأمر فضحك .
فاحمرت وجنتيها خجلا والتفتت بدون أن تتحدث واشارت بيديها لسحاب الفستان .
فمد وهدان يده إليها وما أن لمس جسدها حتى ارتجفت ولكنها حاولت الصمود وما أن فتح جزء يسير منها
حتى دارت له مردفة بحدة...كفاية إكده أنا هكمل .
ثم أغلقت فيها وجهه الباب .
فضحك وهدان مردفا...مچنونة بس عحبك چوي چوي .
....
بدلت وردة ملابسها بإسدال للصلاة وخرجت لتصلي .
رآها وهدان بالإسدال فتعجب قائلا ...إيه ده ؟
أنا أعرف العرايس في اليوم ده هيلبسوا حچات چصيرة إكده بريش .
مهيتغطوش إكده ، هو أنتِ رايحة تعزي .
يا مراراك الطافح يا وهدان .
كتمت وردة ضحكاتها مردفة... چصدك رايحة أصلي .
لازم الست تستر جسدها كله إلا الوچه والكفين في الصلاة عشان ربنا يتقبل منها .
وهدان ....طيب يا حاچة ، متنسيش تدعلنا .
وردة...أكيد هدعيلك ربنا يتوب عليك ويشرح صدرك .
ثم افترشت وردة سجادة الصلاة ووكبرت للصلاة .
وعيني وهدان لا تفارقانها ويترقب كل خطوة تقوم بها .
حتى إذا بدأت في ترتيل الفاتحة وبضع آيات من الذكر الحكيم بصوتها الندي ، لمعت عينيه بالدموع وحدث نفسه...ياه صوتها جميل چوي ، والكلام اللي هتچوله حلو چوي ، مش خابر ليه چلبى إهتز إكده ليه ؟؟
بس خلي بالك يا وهدان ، هي سكتها غير سكتك
فخليك فس طريچك أحسن عشان تچدر يكون ليك مكان زين في العالم ده وتچدر ترچع حچك لكن شغل المشايخ ده مش هيچبلك حاچة .
وأنا يستحيل أرچع للفقر وچلة الچيمة تاني .
فمن سيكون له الفوز في تلك المعركة بين الحق والباطل ؟
هل ستأثر وردة على وهدان ؟
أم سترضخ له هو ؟؟
قمر وأسامة هل سيستمر حبهما أم سيحدث ما لم يكن في الحسبان .
أظن الترابط بين أحداث الماضي والحاضر كفيلة بالرد على هذه الأسئلة 🤣😂
غلطانة أنا كنت مفروض أخليها ماضي بس وادوخكوا بس كنت عايزاكم تعيشوا معايا وتتوقعوا الأحداث
طيبة يا أنااااا😅😂😂
الحلقة التاسعة والعشرون
#نار_وهدان
..................
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
لا تأكل من الحرام مهما عذّبك الجوع فالموت جوعاً أهونُ من عيشِ الحرام.
خشع قلب وهدان للحظات مع ترتيل وردة للقرآن في صلاتها ولكنه ظلَّ على عناده ظنا منه أن توبته ستعود عليه بخسارة ما جناه وما يجنيه من حرام سيفقده ويصير أضحوكة بين الناس. فهو حسب ظنه أن المال الوفير هو سبب سعادة الإنسان وعلو مكانته في هذا العالم ولا يهمه مصدره إن كان حرام ، فالمهم أن يتوفر لديه كل ما يريد ونسىي قوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
أنهت وردة صلاتها وجلست على حافة الفراش تفترش بنظرها الأرض وتفرك أصابعها بتوتر .
رمقها وهدان بنظراته وحدث نفسه...مع أنها عمله كيف الشوال بالخلچات دي، بس وشها هينور كيف النچفة، حتة قشطة بعسل صراحة ، بس أعمل إيه دلوك يا ناس ، أموت أنا في الحلاوة دي.
وآه يا ناري يعني كيف نكون لحالنا ومش چادر أچرب منيها ؟؟
هحاول إكده أكون لطيف معاها يمكن تلين هبابة .
فقام وجلس بجانبها على الفراش ، لتبتعد عنه ، فتقدم مرة أخرى وهي تواصل ابتعادها عنه حتى كادت تسقط على الأرض ، فأمسك بها مردفا بحنو ...ليه يا چلب وهدان هتبعدي عني ؟ وأنا متمنتش في الدنيا دي چدك .
حرام عليكِ إكده ، طاوعيني وطفي نار شوقي اللي چايدة دي.
حركت وردة رأسها بنفي...لا لا مچدراش .
وأنت خابر زين ليه ؟؟
مش لازم أچولك كل شوية.
فثار وهدان في وچهها يادي الحلال والحرام اللي أنتِ مش عايزة تبطلي الحديت فيه ده .
طيب يعنى أنا مرة سمعت إكده ، أن الراچل اللي يطلب مرته وهي ترفض حرام ، مش أنتِ برده تعرفي إكده ولا أنا اللي هعلمك عاد .
فتلعثمت وردة وحدثت نفسها ...هو عنده حچ، بس أنا مش چادرة ، يارب سامحني .
ثم أطلقت زفيرًا حارًّا ونطقت ونادته ... وهدااااان .
فظن أنها أخيرا شعرت بحبه ولهفته عليها .
فأجابها وهدان بنظرة عاشق متيم حد النخاع بها...چلب وهدان .
فنكست وردة رأسها كي لا يرى تأجج الحب في عينيها فيعلم كذب لسانها ولتهرب من نظراته التي تلهب قلبها فأردفت دون النظر إليه ...أنا مرتك صوح بچسدي وليك عليه طاعة كيف مبتچول ماشي .
لكن مش هتچدر على چلبي لأ وألف لأ .
ثم ابتلعت ريقها بمرارة قبل أن تتابع...أنا هكرهك، واعي للكلمة دي ولا أچولها تاني ، هكرهك ومطيچاش أطل
في خلچتك، ولو عندك شوية دم هملني لحالي .
لتنفجر الدماء في عروق وهدان وينقلب لوحش كاسرٍ بعد أن كان كالطفل الوديع بين يديها ويصفعها بقوة على وجهها فتصرخ متأوهة ...آااااااااه ووضعت إحدى كفيها على موضعِ الألم وانهارت باكية تصرخ...أضرُب كُومان لو عايز ، بس بردك مش هتچدر على چلبي .
شعر وهدان بغصة في قلبه وأطال النظر لكفه الذي ضربها به آسفا على ما فعله وتمنّى لو اقتطعها من جسده جزاءاً لما أضر روحه هو قبل جسدها .
ولكنه لم يجد بدّا سوى الإنصياع لطلبها ، فتراجع بظهره مختلسا النظر لها لعله يُشبع عينيه منها ، فقد طال الشوق
وهي في عالم ثانٍ لا يحتويه .
صدقًا نار العشق تبتلع كل ما يقابلها بدون رحمة، حتى ابتعلته تماما ، فلا هو أصبح قادرا على البعد أو القرب أكثر ليحترق بنارها .
ظلت وردة تبكي حتى احمرت عينيها ، وهو واقف في مكانه لا يستطيع فعل أيّ شيء يخفف من آلامها .
فلم يتحمل قلبه كل هذا فخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه بحدة حتى سُمع دوي الباب ، فخرجت والدته بعد سماعها دوي الباب فعلمت من هيئته أنه غاضب لما رأته.
لتسرع إليه بقلق متسائلة ...خير يا ولدي ، حوصل إيه بس ؟
ده أنت عريس والليلة ليلتك .
فحرك وهدان رأسه مستنكرا ...عريس !
بدور ...ياه يا ولدي ومالك إكده بتچولها بقهر إكده ؟
هو أنت اتچوزت غصب عنك ولا إيه ؟
مش وردة دي البنت اللي كنت هتحبها وهتحلم بأنك هتچوزها والفرحة مكنتش سيعاك .
وهدان ...ممكن أطلب منك طلب يمه ؟
بدور ...عيوني يا حبة چلبي .
وهدان ...أُحضنيني .
فلمعت عيني بدور دموعا وضمته بحنو لصدرها ، فسكب وهدان دموعا حارقة لا تتوقف .
فربتت بدور على ظهره بحنو قائلة ...إبكي يا ضنايا على صدر أمك ، أبكي كيف متحب لغاية مترتاح لكن أول متسيب صدر أمك ، تمسح دموعك دي ، واوعى تبين ضعفك لحد واصل غير ربنا يا ولدي ، لإن ربنا أحن عليك من ألف كتف
زي أمك .
لمست كلمات والدته قلبه فتساءل...هو ربنا حنين چوي إكده ؟
بدور...أيوه يا ضنايا ، أحن من الأم على ولدها .
وهدان ...أمال ليه بعدني عنك يمه وأنا كنت محتاج حنانك ده ؟
يمكن لو كنت اتربيت معاكِ ،كان زماني واحد تاني خالص ، وكان زماني فرحان دلوك ومتهني مع وردة .
مش رفضاني إكده ؟
بدور ...متچولش إكده يا ولدي ، فيه ناس ربنا هيبتليها عشان يختبر إيمانها وعشان يرفعها درچة زيادة في الچنة وعشان يعلمنا أن الدنيا فانية وإن حياتنا الدايمة في الچنة .
بس چولي وردة رفضاك ليه ؟؟
هي مش عتحبك كيف مبتحبها ؟
وهدان ...مش فاهم حاچة واصل من اللي هتچوليه يمه .
أما وردة فمعدتش عارف حاچة .
أچولك يمه أنا هطلع أشم شوية هوا عشان مخنوچ حبتين .
بدور...ربنا يريح بالك يا ولدي .
فودعها وهدان بعينيه الحزينة ثم خرج ،لا يعلم إلى أين ؟
عاتبت وردة نفسها كثيرًا لقسوتها تلك على وهدان قائلة...مكنش لازم أكون چاسية أوي إكده وكومان كذبت أستغفر الله العظيم وچولت إني هكرهه ، رغم إني أحبه أكتر من نفسي وربي عالم باللي في چلبي .
بس أعمل إيه مش چادرة أتخيل إني عايشة مع واحد كان هيسرچ وهيتاچر في الحچات المحرمة .
وكل فلوسه حرام ، كيف بس أتعامل معاه والحچات دي عاملة بينا حاچز .
بس برده افتكري قول الله عز وجل:
{ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
وقوله تعالى{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
يعني مهينفعش أسلوبك الواعر ده ، ده يمكن هيخليه يعند أكتر .
ويمكن لما تخديه بالهدواة وتبتدي معاه من الصفر يستچيب وحدة وحدة .
بس افرض مستچبش أعمل إيه عاد؟
ده حاچة بتاعة ربنا لقوله تعالى {إنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}
ثم رفعت بصرها للسماء داعية ...يارب عشان خوطري خد بيده واهديه ، أنا حاسة من چواه كويس چوي بس هو هيعاند .
ثم وجدت وردة من يطرق الباب عليها فظنته وهدان فأسرعت لغسل وجهها وحاولت أن تبتسم لعلها تلين قلبه بعض الشيء بعد ما فعلته به .
ولكنها وجدت أنه لم يدخل ومازال الطرق مستمرا ، فاتجهت نحو الباب لتعرف ما في الأمر ،وعندما فتحته وجدت بدور
فابتسمت لها بعفوية صادقة مردفة ...أهلا يا أمي .
بادلتها بدور الإبتسامة مردفة ...حلو منك چوي كلمة أمي دي يا بتي ، وأنا والله مطلع على چلبي ، أول مشوفتك حبيتك كيف عيالي .
أنتِ وشك إكده فيه قبول وعليه نور من ربنا ، ربنا يحفظك
يا بتي.
وردة...الله يكرمك يا أمي ، اتفضلي طيب ، ليه واچفة إكده .
بدور ...يكرم أصلك الطيب يا بتي.
ثم ولجت بدور للداخل ، فجلست قائلة ...تعالي يا بتي إچعدي چاري ،عايزاكِ في كلمتين .
فجلست وردة ، لتتحدثت بدور ...بصي يا بتي ، أنا لِسّاني خابرة أن وهدان ولدي ، يعني أنا معرفش كيف أتربى ولا عاش ولا هي إيه أخلاچه ، بس حاساه أتربى مش تمام .
لإني مشفتهوش هيصلي ولا هيذكر ربنا وشكله بعيد چوي
يا بتي ، فأنا من چولي زعلت چوي على حاله ، بس معرفتش أنبّه عليه عشان مش بالسّاهل إكده ، هو إتربى على إكده سنين طويلة ، وعشان يبچا إنسان كويس لازم
نرچع نربيه من چديد ، يعني يا بتي كيف الوحدة منينا لما تخلف لسه عيل صغير مش بيمشي في الأول لحاله ، لكن بيتعلم وحدة وحدة بالحنية إكده .
أومأت وردة برأسها موافقة لما قالته بدور ثم سألتها قائلة ...وإزاي حصل ده ؟؟وهدان چال هيحكيلي بس محكاش .
بدور هحكيلك يا بتي صلي على النبي .
ثم بدأت بدور تسترسل قصتها منذ زواجها من العمدة وما حدث أثناء الحمل وبعد الولادة ، حتى قابلت وهدان .
كانت كل كلمة من قصة بدور كالسكين تنغرز في قلب وردة،وما أن أتمت بدور حكايتها حتى أجهشت وردة بالبكاءِ مردفة...يا حبيبي يا وهدان ،يعني أنت ابن العمدة سالم ، معچول وبدل متتربى في العز والهنا اتربيت في الچبل .
يعني الدنيا چت عليك بزيادة وأنا كومان هكمل عليك .
أفزع قول بدور كلمة الچبل مردفة ...هتچولي الچبل ، يعني ولدي أتربى بين الحرامية وچطاعين الطرچ .
فضمت وردة شفتيها ندما على ما تفوهت به أمام بدور فكانت قد وعدت وهدان أنّها لن تفشي سره، ولكن كانت زلة لسان.
أجهشت بدور هي الأخرى بالبكاء مردفة ... يا عيني عليك
يا ولدي ، أنا السبب في اللي حوصل ده .
ربتت وردة على كتفها بحنو مردفة ...هو نصيب يا أمّي
بس المهم دلوك إن خلاص أتلچيتوا وربنا يهديه يا أمي .
بدور ...أنا فهمت دلوك كلمته لما چال هي رفضاني .
يعني يا بتي العالم كله لو عرف حچيچته هيرفضه لكن إحنا أقرب الناس ليه ، مفروض نچف چنبه ونسنده ونعينه أنه يغير من نفسه مش نبعد عنه بالشكل ده .
وهدان بيحبك وأكيد هيسمع ليكِ ، فراضيه يا بتي عشان ربنا يراضيكِ برضاه وإن شاء الله ،ربنا مش هيخيب ظنك ويبچا تمام .
ابتسمت وردة متمتمة ...هحاول بإذن الله يا أمي .
بس أنا فرحانة چوي أن هيام طلعت أخت وهدان ، دي بت كويسة چوي چوي واتربت زين على يد الشيخ عزيز .
تنهدت بدور بإرتياح مردفة...الحمد لله ، إن البنت طلعت مستورة نفسي چوي أشوفها .
وردة ...إن شاء الله هتشوفيها على خير .
بدور...يارب
ودلوك اتصلي بچوزك ، هو چابلك محمول تلفون صغير ، عليه الأرقام .
وردة ...أيوه شفته لكن مچربتهوش .
بدور...هو علمني كيف أعمله ، هاتيه وأعلمك كيف تتصلي .
وردة بحرج...بس يعني ،هچوله إيه ؟
بدور...أنا برده اللي هچولك تچوليله إيه ؟
چوليله يا بتي اللي حساه في چلبك ، ده چوزك ، حلالك .
فافترشت وردة بنظرها الأرض .
فابتسمت بدور مردفة ... الحب يا بتي بيد الله وحده .
يلا هاتي المحمول أعلمك عشان عايزة أروح أنام .
فجاءت به وردة وبالفعل استطاعت الإتصال وخرجت بدور مسرعة كي تتيح لها الحديث بدون حرج .
رن هاتف وهدان ولم يصدق الإسم الذي ظهر على شاشة هاتفه ( وردة چلبي ) .
فدق قلبه ومسح عينيه ليتأكد من الإسم مردفا ...معچول ولا أنا بحلم ...ثم قام بالرد سريعا...ألووو .
وردة بدلال ...أنت روحت فين ؟ وسيبني چعانة إكده .
أنا هموت من الچوع ، ممكن تيچي ناكل مع بعض .
تلعثم وهدان من فرحته قائلا ...ممكن بس أعرف ، مين هيكلمني , أنتِ وردة صوح ولا عفريت .
فضحكت وردة ...أيوه عفريت ولو مچتش بسرعة ، هيطلعلك من التلفون .
وهدان ...لا چي چي چي چي .
فلم تمضِ عدة ثواني حتى وجدته وردة أمامها ، لأنه كان في حديقة الفيلا .
قابلته وردة بإبتسامة عذبة ، فأغمض وهدان عينيه ،وكأنّه في حلم لا يريد الإستيقاظ منه .
وردة...إيه متچعد ناكل .
أشار وهدان إلى نفسه ...أنا اااا چصدك أنااااا .
فضحكت وردة ...هو في غيرك إهنه .
فنظر وهدان يمينا ويسارا ، ثم ابتسم مردفا ...لا مفيش ، يبچا أنا صوح ، فجلس على المقعد أمام منضدة الطعام ، ليتفاجأ بوردة تمد يدها بالطعام إلى فمه مردفة ...يلا نچول بسم الله .
وهدان ..لازم يعني نچول بإسم الله؟ .
وردة ...أيوه ، عشان لو مچولتش بسم الله الشيطان يأكل معاك .
فغضب وهدان ...شيطان مين ده اللي هياكل معانا ، لا نچول بسم الله .
فابتسمت وردة ، وأقدمت بيد مرتعشة على تناول الطعام ومع أول لقمة تمتمت ...يارب سامحني ، عالم إنه مش
بيدي ،فسامحني وتوب عليه يارب .
ثم لم تتناول إلا اليسير أمّا وهدان فكان كالناجي من المجاعة ،تناول الطعام حتى امتلأت معدته، فأردف قائلا...يسلام بچا على كوباية شاي بعد الوكل اللذيذ ده .
فأرادت وردة الوقوف تعدّ له كوبا من الشاي مردفة ...حاضر ، هروح أعملك الشاي .فأمسك يدها برفق وقبلها مردفا...لا أنتِ إهنه ملكة والكل تحت رچلك يخدومكِ .
وردة ...كلنا عباد الله ، وخادم القوم سيدهم .
هروح أعملك شاي ، حرام اللي هتشتغل زمانها في سابع نومة .
وهدان...خلاص مش عايز ، تعالي إچعدي چاري.
فحمحمت وردة بخجل ولكن تذكرت حديث بدور فطاوعته .
وكان قلب وهدان دقاته تتصارع كأنها في معركة ولا يصدق هدوء وردة بهذا الشكل .
فحاوطها بذراعيه ، لترتجف من لمسته ولكنه جذبها إليه حتى استشعرت دفء عناقه فسكنت جوارحها واستسلمت لنداء الحب الذي فاز في هذه المعركة ليقضي وهدان أول ليلة له في النعيم بعد عذاب طال لسنوات .
......
تململت وردة في فراشها لتفتح عينيها لتجد وهدان بجانبها يتأملها بحب .
توردت وجنتيها خجلا وهمست ...لسّاك منمتش!؟ .
وهدان بحب وشوق جارف...كيف أنام وتضيع على نفسي لحظة مشوفش فيها الچمر ده كله .
وردة ...عتحبني صوح يا وهدان ؟
وهدان ...أنا مش هچاوب بلساني عاد ، ولكنه وضع يديها على قلبه مردفا...حاسه بضربات چلبي دي
دي هتتحرك عشانك أنتِ ولو كانت هتنطچ كانت هتچول وردة وردة .
وردة ...وأنا كومان عحبك يا وهدان .
وعشان إكده اللي يحب إنسان يريد له الخير وعايزه معاه في الچنة .
فوضع وهدان أنامله على فمها هامسا ...هششششش أنا مش رايد غير كلمة واحدة من الحديت ده ، عحبك
بس اللي انتظرتها كتير چوي چوي .
وخلينا دلوك في چنة الدنيا .
ليعيش معاها أحلامه مجددا ، ولكن هل ستصفوا له أحلامه أم سُتكدر من جديد ؟؟
مرت عدة أسابيع حاولت وردة معه فيها كثيرا فكان كالطفل الصغير ولكنه كان عنيد جدا .
فلجأت إلى الله بالدعاء وسكبت العبرات على سجادة الصلاة حتى غفت عليها فجاءها البشير في منامها، حيث سمعت من يقوم بالنداء عليها...وردة أبشري بقول الله تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } ولكن عليكِ بالصبر فإنه مفتاح الفرج .
فاستيقظت وردة من غفوتها مبتسمة ولسان حالها يردد...سأصبر سأصبر .
...........
في أول لحظات الصباح وعند شروق الشمس ومازال كل من فين البيت خالدًا للنوم .
أشارت قمر إلى أسامة أن يسبقها إلى الشقة .
فتهلل وجهه وخطى خطواته سريعا ،ثم تسللت هي الأخرى خارجا بخطوات خفيفة دون أن يشعر بها أحد .
ليتقابلا في شقتهما المستأجرة والتي عاشا بها أجمل اللحظات المسرقة من عمرهما.
نعم لا شك أنها كانت لحظات سعيدة ولكن يشوبها القلق والتوتر والخوف من أن يكتشفها أحد ، فلما إذا هذه الفرحة الغير مكتملة ؟؟
أسامة بحب وشوق ...وحشتيني أوي يا قمراية .
قمر بلهفة...وأنت كومان يا چلبي .
أسامة... غمضي عينيكِ الحلوين دول بس للحظة واحدة .
قمر ...ليه ، أوعى هتكون عملي مفاچأة كيف اللي هشوفهم في التلفزيون دول .
وعتچعد على ركبتك وتمسك الخاتم وتچولي هتچوزيني ، هروح خبطاك أنا على دماغك وهچولك كيف نچوز
وإحنا مچوزين هههههههههههه .
فضحك أسامه قائلا ...يخربيت الرومانسية بتاعتك ، طيب على الأقل سبيني أعيش اللّحظة .
قمر ... عيش يا عمنا اللحظة ، وأديني أهو غمضت عيوني .
فأخرج أسامة علبة صغيرة بها سلسلة من الفضة بها حلقتين بأول حرف من اِسميهما .
ثم أقترب منها وحاوط عنقها بها ، ليطلب منها فتح عينيها .
ففتحت ونظرت لها فلمعت عينيها بالفرحة كأنها طفلة صغيرة جاءت لها لعبة تتمناها منذ وقت طويل .
فقامت من مجلسها وأخذت تقفز مردفة...الله حلوة چوي چوي يا أسامة إن شاء الله يخليك ليا .
أسامة...عجبتك بجد ثم افترش بنظره الأرض مردفا...ياريت كنت أقدر أجبهالك دهب ولا حتى ألماس ، بس الحال
زيّ ما أنتِ عارفة .
فحاوطته قمر بذراعيها بحب ...متچولش إكده يا حبيبي ،دي أغلى حاچة چتلي ،كفاية إنها منك .
........
في الفيلا...
استيقظ زين أولا وجلس على طرف فراشه محدثا نفسه ...ياما نفسي أچوم من النوم ألاقي المچنونة دي نايمة
چاري، واتصبح بوشها الچميل اللي كل ما أشوفه چلبي هيفرح .
بس ميتى بس چلبها يحس بيه ؟؟
لما أچوم إكده أناچر فيها وتناچر فيه .
فطرق باب غرفتها فلم تستجب له ، فظن إنها نائمة .
فردد ...هفتح إكده الباب ، أتأمل فيها براحتي وهي نايمة جبل متصحى وتسمعنى بلسانها اللى عايز يتجطع ده حديت ملهوش عازة .
ففتح الباب برفق حتى لا يصدر صوتا ولكنه تفاجأ بخلو الغرفة من صاحبتها ، فبحث عنها في كل أركان الفيلا والحديقة ولم يجدها .
زين ...يا ترى راحت فين البت دي دلوك وبدري إكده ؟
مش عارف هي كومان بچالها فترة هتحچّچ وتخرچ كتير مش زي عوايدها .
يا ترى فيه حاچة حوصلت ؟
طيّب أعمل أيه دلوك، آه هتصل بيها وأشوف هي فين ؟
فاتصل بها زين ليرن هاتفها باسمه ولما رأت اسم زين على شاشة الإتصال ارتبكت وتغير لون وجهها .
أسامة...مالك فيه إيه ؟
قمر...زين هيتصل ، يا مراري ، أكيد هيچول أنتِ فين ؟وليه خرچتي بدري إكده؟
أسامة...عادي متخفيش وقولي أيّ حاچة، هتشتري مثلا حاجة أو زهقانة هتتمشي .
قمر ...والطور ده هيصدچ ،ده شكاك چوي .
أسامة...والله أنا نفسي أقتله عشان عينيه دي اللي ديما عليكِ.
قمر...لا أمسك نفسك كده ، عشان متضيعش مستقبلك .
أسامة...طيب ردي وقولي زي مقولتلك .
فاستجابت قمر له على مضض .
قمر...ألووووو، عايز إيه يا زين ؟
زين بحدة...أنتِ فين دلوك ؟؟
قمر ...وأنت مالك رايد مني إيه ؟
زين ...والله أما اتعدلتي وچولتي فين لما ترجعي مش هسيبك؟.
قمر ...ليه فاكر نفسك مين يعني ؟
زين ...إكده يا قمر ، طيّب ، عچول لوهدان .
قمر ...عادي چول ،أنا ععمل إيه يعني ، خرچت أشتري هدوم چديدة وخلاص هاچى أهو .
زين...طيِّب فين أنتِ وأنا هچيلك آخدك؟؟
تلعثمت قمر...لا على إيه ، أنا خلاص چاية وكومان مهعرفش أوصف أنا الأماكن .
زين ...إكده ،ماشي يا قمر .
مستنيكِ لما أشوف آخرتها معاكِ .
ثم أغلقت قمر معه الإتصال زافرة بضيق ...ربنا يچيب العواچب سليمة .
ثم حدثت أسامة...أنا لازمن أمشي دلوك عشان متأخرش والطور ده يعمل مشكلة أو يچول لـ وهدان فيغضب وغضبه وحش چوي چوي .
أسامة ...ما لسه بدري ، أنا ملحقتش أشبع منك يا قمري .
قمر ...معلش ، الأيام چاية كتير .
ثم همت بالوقوف ولكنها شعرت بدوار مفاجىء اضطرها للجلوس مرة أخرى .
فذعر أسامة ...مالك يا قمر ، فيكِ إيه ؟؟؟
......
يا ترى قمر مالها ؟؟؟
وزين هيعمل إيه ؟؟
ووردة حتقدر على وهدان ولا لأ؟