أخر الاخبار

رواية نار وهدان الفصل الرابع والخامس والعشرون



#نار_وهدان 

الفصل الرابع والخامس والعشرون 


...........


🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹


إذا كنا نقود ثروتنا، فإننا نكون أغنياءً وأحرارًا، أما إذا كانت ثروتنا هي التي تقودنا، فنحن حقًا فقراء.


بعد الحياة الجبلية الصعبة التي عاشها وهدان قمر وزين سينتقلون ليعيشوا ترف الحياة ورغدها وكان هذا حلم طفولة وهدان الذي وأخيرا حققه.


وصل ثلاثهم لمكان لقاء فاروق صديق وهدان الذي سيصطحبهم للقاهرة...عنك يا واد عمي الشوال ده شكله تچيل عليك چوي .


فارتبك وهدان ثم نفى ... لا مش تچيل ولا حاچة ، ده شوال دچيچ ، عشان أختي قمر متحبش عيش مصر وعايزة تخبز بنفسها كيف متعودت في الصعيد .


فابتسم فاروق ...والله عندها حچ، ده رغيفهم ماسخ وصغير چوي ،مسافة متحط لچمة يخلص ،مفيش أحلى من العيش الشمسي بتعنا ، يشبع .


بس خلاص هنستنى من الست قمر رغفين إكده عاد .


فضحك وهدان ...آه أكيد ، عيوني ليك يا فاروق .


فاروق...تسلم يا واد عمي.


وأنا كيف مچولتلي، كلمت واد وعمي زكي يحچزلك شچتين في عمارة چديدة لسه سوبر لوكس .


وأول مندلي المحروسة هتصلك بيه ينزل يچيب المفتاح وهتديله العربون .


تنهد وهدان بإرتياح مردفا...فيك الخير يا فاروق والله .


تسلم يا غالي ، وأنا صراحة رايدك تهمل شغل العربية النچل دي وتشتغل معايا على العربية اللي هچبها إن شاء الله وليك المرتب اللي عتچول عليه .


شوف يكفيك كام في الشهر؟؟


فاروق ...خابر أنا هكسب كام في كل نچلة بالعربية ،كتير چوي يا بوي.


وهدان ...هديك ضعف اللي هتكسبه في الشهر .


فاتسعت عيني فاروق مردفا ...معچول ده هتديني ستة ألاف في الشهر .


فضحك وهدان ...چول تمانية كومان .


فهمَّ فاروق أن يقبل يده ، ولكن نزعها وهدان سريعا .


وهدان ...عيب يا واد عمي ، أنا كيف أخوك الصغير .

أنت بس أول متوصل بينا ، عاود بالعربية لصاحبها وبعدين تعال مصر تاني عندي عشان تبتدي الشغل .


فاروق ...أمرك يا واد عمي .


وهدان...بس وصيت زكي على البطاقات كيف مچولتلك ؟


فاروق...آه ،نسيت أچولك ، هيسلمهالك مع المفاتيح .


وهدان... زين زين .


فاروق ...يلا بسم الله نتوكل على الله .


طريچنا طويل بس الله يسلم .


ثم بدأوا رحلتهم التي أخذت عدة ساعات طويلة ، كانت كالسنين بالنسبة لـ وهدان .


كان يبتسم تارة عندما يتذكر أنه بالفعل خطب وردة ، ريحانة قلبه واقترب موعد زواجه منها .


ولكنه تارة أخرى يشعر بغصة في قلبه ، عندما شعر برفضها له .


فكيف سيغلق عليهما باب واحد وهي تبغضه ، ثم تساءل...مفيش سبيل لچلبك عشان يحن شوية يا چلب وهدان أعمل إيه ؟؟

مش بيدي واصل ،هو ده الطريچ اللي أعلمه , ومعرفش غيره ولازم أواصل فيه ،وأعمل اسم يهز الكون كله وأوريكِ مين هو وهدان ؟؟

بس وهدان إيه ؟؟

معدتش وهدان محروس ، حتى محروس ابن الچبل مطلعش أبوي ، يا ترى مين أبوي ومين أمي ؟

ولا أنا زرع شيطاني أكده ، مليش أساس.

آه يا حرچ الچلب .

مين أنا ومين أكون وهعمل إيه ؟

دنيا دوارة غدارة ،الناس فيها كالوحوش هتاكل في بعض .

والشاطر اللي هيكسب .


أما زين فكان يختلس النظر إلى قمر من وقت لآخر ،ولكن عندما تلمحه ، ترمقه بنظرة غاضبة وتزفر بضيق ،فيردد........إيه ؟

مش هبصلك أنتِ ؟ أنتِ كيف الچاموسة المكعبرة .

أنا هطمن على ولدي اللي في بطنك .


فكزت قمر على أسنانها بغيظ مردفة بهمس ...والله أما بطلت يا زين ، لأكون أنا فاتحة كرشك ده ،وأبعثر. اللي فيه في الهوا ، وبعدين أخليك تنزل تلم بچا من الأرض ولما تخلص تبچا تحصلنا .


زين ...مش بچولك ، مچنونة بس بحبك عاد.


قمر بغيظ...حبك برص وعشرة خرس .


..........


في منزل مالك قلب هيام كان فارس أحلامها  حمدي قاصدا بيتها ليتحدث مع الشيخ عزيز،  ولما رأته أمه فهمت ما يدور برأسه فقد كان عشقه لها جليا على قسمات وجهه فقاطعته أم حمدي قائلة... رايح فين بس يا ولدي ؟؟


حمدي ...هروح أزور الشيخ عزيز وأطمن عليه .


أم حمدي بإستنكار ...الشيخ عزيز بردك يا ولدي ، ولا مرته ، مش عيب إكده تتطلع لوحدة مچوزة؟.


تنهد حمدي بغصة مريرة ، فكيف ستستوعب والدته أن زواج عزيز من هيام على الورق فقط وأنها مازالت بكرا،

ولكن يجب عليها أن تفهم حتى تتقبل الأمر ،ولا تقف بينه وبينها .


فابتسم في وجهها ثم حدثها بلين ...تعالي نچعد يمه ، عايز أتحدت معاكِ شوي .


أم حمدي...وأدي چعدة...عايز تچول إيه ؟ يا ابن بطني .


ابتسم حمدي مردفا.....بصي يمه ، مش هخبي عليكِ ، أنا فعلا عحب هيام بنت الشيخ عزيز .


فشهقت والدته مردفة ...يا عيب الشوم ، أنا ربيتك على إكده يا ولدي ،تتطلع على حاچة غيرك .


حمدي...افهمي بس يمه ، أنا بچولك بنته ، أما مرته فدي حاچة صورية إكده ، يعني ورچة عشان يچعدوا مع بعض ، عشان چال إيه مينفعش عشان كبرت ومفيش حد معاهم .


وهي عشان متچدرش تهمل أبوها ، چالت أچوزه لكن هي كيف بنته ، مدخلش عليها واصل وهي بنت بنوت .


يعني چواز على الورچ بس ، لغاية ميچلها نصيبها وأنا أهو نصيبها ،هروح أتچدملها ، فهيطلچها وأخطبها وأسافر ولما أحضر ورچها هناك وأشوف مكان مناسب هبعت لها تيچي، 

وهعمل لأبوي توكيل يعمل كتب كتاب عليها بإسمي، عشان الإجراءات تمشي مظبوط .


أم حمدي بعدم تصديق حركت رأسها بنفي...يعني عايزني أصدچ أن راچل تبچا چدامه صبية زي الورد زي هيام وحلاله ومهيچربش عليها ، لا أنت شكلك عايز تاكل بعچلي حلاوة .


حمدي...يمه دي بته اللي مربيها وهو يبصلها إكده ،وأنا مصدچ .


أم حمدي ...مش خابرة ومش عايزة أظلمها ، عشان حرام .


على العموم ، هيبان لو چربلها مش هيوافچ يطلچها وتچوزها ، أما لو وافچ على طول يبچا صوح زي بنته .


فابتسم حمدي قائلا ...عين العچل يمه .


ثم قام من مجلسه مردفا...يلا أروح أنا بچا ، أدعيلي يمه .


أم حمدي...دعيالك يا غالي ، ربنا يسعد چلبك .


ثم توجه حمدي إلى بيت الشيخ عزيز لتفتح له هيام بعد أن سمعت الباب يطرق ليتهلل وجهها عند رؤيتها له ولكن سرعان ما أخفضت بصرها خجلا .


كما دق قلب حمدي لرؤيتها فكم إشتاق وجهها البريء فكانت لها عينين بنيتين لامعتين مع بشرة بيضاء تتخللها حُمرة طبيعية بدون مساحيق .


حمدي ...كيفك يا هيام ؟


هيام بخجل...الحمد لله .


حمدي...ممكن أچابل الشيخ عزيز .


وسعت هيام الطريق لحمدي ليدخل إلى والدها مشيرة بيدها...اتفضل هو مريح چوه معلش ، أنت خابر حالته دلوك .


حمدي...خابر ، ربنا يتم شفاه على خير يارب .


ولج حمدي للشيخ فابتسم له الأخير مرحبا به ليطمئن قلب حمدي .


عزيز...أهلين يا ولدي ،كيفك وكيف أخبارك وألف حمد لله على السلامة .


حمدي...الله يسلمك يا عمي .


ثم طأطأ حمدي رأسه خجلا فهو لا يعرف من أين يبدأ ليبتسم الشيخ عزيز لمعرفته ما يدور بخلده وبادره بسؤاله عما يشربه ...تشرب إيه يا ولدي ؟؟

شاي ولا تحب نبل الشربات على طول ؟


فتهلل وجه حمدي...بچد يا عمي، يعني موافچ أطلب يد هيام ؟.


الشيخ عزيز ...أيوه يا ولدي .


ويوم مطلچها أنا ، أنت تكتب عليها ، عشان أنت أكيد خابر يا ولدي شرع ربنا المطلقة بدون دخول ملهاش عدة .


حمدي ...أيوه خابر يا عمي .


بس  أنت خابر أنا  هسافر ، فأنا عايز دلوك نعمل بس خطوبة إكده على الضيق ، وبعدين هسافر وبعد شوي بتوكيل هعمل كتب كتاب وتسافر ليه بفستان الفرح .


كانت هيام تستمع لكلمات حمدي بفرحة غامرة ولكن ما إن سمعت بأنها ستسافر له ، حتى انتباها الحزن من جديد.


ثم ولجت إليهما مردفة...لا يا أبوي ، مش موفچة أسافر وأهملك لحالك ، يعني أنا مرضتش أه‍ملك وأنت بصحتك ، ههملك دلوك وأنت راچد تعبان .


ثم نظرت بإنكسار إلى حمدي ...معلش كل شيء نصيب .


فوقف حمدي معجبا بوفائها لمن رباها فهتف قائلا ...معلش  بس إيه رأيك أنا بچول كفاية غربة إكده وأستقر أحسن .


فضحك الشيخ عزيز وتوردت وجنتي هيام خجلا ثم أسرعت للداخل .


حمدي...أنت عارف يا شيخ عزيز معزتها عندي ويا زين مربيت والله .


أنا بس ممكن أسافر أچفل شغلي هناك عشان مكنتش عامل حسابي أستقر دلوك وبعدين أعاود نكتب الكتاب ونعلي الچواب ونچوز .


وأنا عندي شوچة في بيت أبوي چاهزة ، وطبعا هنخدك معانا .


وضع عزيز يده على صدره بإمتنان ...ربنا يكرمك يا ولدي ويسعدكم .


بس يعني مالدوار هنا واسع أهو ويشيل من الحبايب ألف ، وأنا مليش چرايب ، فأنا هكتبه بيع وشرا لـ هيام،

ويبچا بتعكم رسمي وأنا اللي ضيف عليكم .


حمدي...أنت فوچ راسنا يا عمي والله .


عزيز ...خلاص دلوك كلمة راچل لراچل ، هيام ليك بس مينفعش نعمل أي حاچة طول مهي على ذمتي لسه ولا حتى خطوبة ، الناس عتچول إيه ؟


سافر أنت بالسلامة وأول مترچع هخلي الشيخ صالح يذيع في ميكرفون الچامع ، أنها كانت بتي وبس وهسلمها ليك بعد مرمي عليها اليمين والشيخ صالح كان حاضر الكلام ده وعارفه زين .


ابتسم حمدي موافقا ...بإذن الله يا عمي .


.................


وصل كل من وهدان، زين وقمر  للقاهرة وتحديدا مدينة نصر فوقفوا أمام برج شاهق مزين بالأنوار والرسومات الحديثة على واجهته.


شهقت قمر مستغربة ...إيه دي يا خوي ، أنت اشتريت چصر الريس حسني مبارك ولا إيه ؟؟؟


فضحك وهدان ...وماله نشتريه مهو كله بالفلوس .


ثم استرسل ، بس دي عمارة عادية يا قمر ، فيها أدوار كتير وإحنا لينا فيها شوچتين .


عچبال منشوف مطرح تاني كبير إكده چوي ، زي دوار العمدة في البلد .


فتهلل وجه زين ...سيدي سيدي ، دوار العمدة مرة واحدة .


حبيبى يا واد عمي ، أخيرا ودعنا أيام الچشف وهنعيش بچا ، وهناكل البتاع الطري اللي هنشوفه في التلفزيون ده اسمه إيه يا واد يا زين ؟؟


آه عيش فينوو .


ولا يا خوي كمان هشوفهم هياكلوا بسلاح إكده زي المطوة  وحاچة تانية معاه كيف اللي هنحرث بيها الأرض .


فضحك وهدان ...چصدك الشوكة والسكينة!؟.


زين ...أيوه أيوه ليلتلك فل يا زين .


قابل وهدان زكي قريب فاروق عند مدخل العمارة فرحب به وهدان ...أهلا يا واد عمي .


زكي ...أهلا بيك يا وهدان بيه .


فرفع وهدان مكنبيه بفخر وزهو مردفا ...ها چولي ،الشوچتين في أنهي دور .


زكي ....في الدور الخمستاشر يا وهدان بيه .


قمر ...وه  وهنطلع كيف ده كله .


لا أنا رچلي متستحملش عاد .


زكي ...لا فيه أسانسير يا فندم .


قمر ...إيه سنسير ده ؟

آه افتكرت عشوفه في التلفزيون ، علبة مچفولة زي السردين ، الناس هتتخنق چواه .


زين بحنق...يخربيت فقرك يا شيخة ، متچولي حاچة عدلة.


وهدان ...يلا كفاية حديت ملهوش عازة ، يلا عشان نريح جتتنا من المشوار هبابة.


قمر...يلا يا خوي .


وصعد زكي معهم في المصعد  .


وعندما بدأ المصعد في الصعود  ، اهتز جسد قمر ووضعت يدها على رأسها ثم صرخت ...لا مش چادرة ، چلبي هيچع مني يا ناس ، لا نزلوني ، نزلوني ، مش چادرة .


فحاوطتها يدي وهدان برفق مردفا...مهتخفيش ، خلاص هي ثواني بس إكده وعشان أول مرة ، بعد إكده هتتعودي .


ثم فتح الباب إلكترونيا فصرخت ...مين فتح الباب ، عفريت يا بوي عفريت.


فضحك زين ...متشوف أختك المچنونة دي .


وهدان ...مش عفريت ولا حاچة ، ده هما عملينه أكده أول مييچف أمام الدور هيفتح لوحده .


ثم خرجوا منه بسلام ، وقام زكي بفتح باب الشقة و التي كانت على أحدث مستوى في أواخر التسعينيات فولجوا بخطوات خفيفة ينظرون في كل ركن بها .


فصاحت قمر ...الله أكبر ،إيه العظمة دي كلاتها.


ده فرش كيف المسلسلات اللي هيرطموا بالأنجليزي وأنا هتنح إكده ومهفهمش حاچة واصل .


زين...وأنتِ من إمتى هتفهمي حاچة ، أنتِ بچرة من يومك .


فضحكت قمر مستهزئة...وأنت كيف الطور ، ثم أخرجت له لسانها .


فنهرها وهدان بقوله...أنتِ إيه مهتكبريش واصل ، حطي لسانك ده چوه خشمك وإلا هچطعهولك .


قمر بخوف...خلاص خلاص يا خوي ، حرمت .


بس يعني عايزة يعني عايزة ؟


وهدان بزمجرة...ها عايزة إيه متچولي عاد ؟؟


قمر ...عايزة الحمام ، هو وين ؟


زكي...هو في آخر الطرقة دي يا فندم على اليمين .


قمر...تشكر يا ذوق .


أسرعت قمر بإتجاه الحمام ، ثم ولجت إليه .


وبعد قضاء حاجتها نظرت لحوض الإستحمام بشغف ضاحكة ....إيه الحوض الكبير ده .


شكل الناس اللي في العمارة هيچوا يغسلوا فيه الغسيل بتاعهم ، كيف منا كنت بغسل أنا والبت چميلة في الترعة .


بس هي المية بتاعته هتيچي من وين ، عايزة ألعب فيه شوية .


ثم ولجت بداخله لتجد أزرارا كثيرة فضغطت على كل الأزرار  فخرجت المياه من كل صوب منه ، فابتلت ملابسها بالماء وشهقت من اندفاع الماء ، فصرخت ...إلحچوني ، هغرچ ، هغرچ ، غيتوني يا ناس .


فسمع وهدان صراخها فانطلق إليها وفتح الباب عنوة 

ليجدها في حوض الإستحمام ، فأغلق المياه سريعا.


وشد المنشفة ولف بها قمر سريعا وأخذها للخارج وبسطها على الفراش حتى بدأت تهدأ شيئا فشيئا وتأخذ أنفاسها لتحمد الله على نجاتها بفضل وهدان وليضحك عليها وهدان مردفا...أنقذتك إيه بس !كنتِ هتهببي إيه چوه ، وهتلعبي في اللي متفهميش فيه ليه ؟ كيف العيال الصغيرة .


قمر...حرمت يا خوي ، بس كنت عايزة أتسبح شوي چبل ما يچي الناس يغسلوا خلچاتهم فيه .


فضحك وهدان ...يغسلوا إيه بس ؟


أنتِ فكراه ترعة ، دي اسمه بانيو هنستحمى فيه بس .

لكن الغسيل ده هيكون في الغسالة الأوتوماتيك اللي هتغسل وتنشف لوحدها .


ففتحت قمر فمها بلاهة ...ها هتغسل لوحدها ؟

أحلف إكده وكتاب الله المجيد .


زي بتاعة الأفلام دي اللي هترقص مرة يمين ومرة شمال .


وهدان ...أيوه هي الرقاصة دي .

فقامت قمر بإطلاق الزغاريد فرحا.


فوضع وهدان يده على فمها قائلا...هشش ، أسكتي خالص ، هتفضحينا .


ثم استأذن زين  للدخول ليطمئن عليها .


فأذن له وهدان ...فولج ، نظر لها بحب وسدد لها النظرات فقد كانت خصلاتها المبتلة تتدلى على وجهها بدلال ، لتحركهم هي بيديها بحركات أخذت قلبه معها .


فحمحم زين ...كيفك دلوك يا قمر ؟


قمر...الحمد لله .


ويلا أخرجوا رايدة أغير خلچاتي وأسطح شوية على السرير الناعم ده ، كيف ريش النعام .


ولكن تسمر زين في مكانه ، فسحبه وهدان من ثيابه حتى أخرجه بين ضحكات قمر عليه .


ولكن ما إن خرج حتى عبست وأشفقت عليه بقولها ...والله صعبان عليه يا زين ، بس غصب عني، أنا مش شيفاه غير أخو بس .


وعندما خرج وهدان إتجه للشقة الثانية المعدة على هيئة شركة للإستيراد والتصدير .


زكي مشيرا إلى لوحة بيده ... اللوحة أهي يا وهدان بيه .


مكتوب عليها وهدان للاستيراد والتصدير .


وكده مفضلش غير كام إعلان ليها في الچرنال وعلى التلفزيون وتلاچي الشغل ورا بعضه.


بس لا مؤخذة هتستورد إيه وتصدر إيه ؟؟


وهدان...لا دي ملكش دعوة بيها ، خليها عليه أنا ، أنت بس أعمل الإعلانات .


وشوفلي سكرتيرة إكده  حلوة من بتوع البندر ، هتفهم في الكمبيوتر وترد على التليفون .


عشان تكون منظر چدام الناس .


وكمان عايزك في الإعلان تچول محتاج شريك بأفكاره ومشاريعه وأنا اللي همول .


زكى...بس أكده مش هتلاحچ على الناس .


وهدان. ..وماله ، أنا فاضي بس هات السكرتيرة الأول عشان تچابلهم وتدخل عليه الأفكار الموزونة وتمشي الباچي.


زكي ...تمام يا وهدان بيه أوامرك .


وهدان ...دلوك عايز أشتري عربية آخر موديل لزوم المنظرة .


هتعرف أچنس چريب من إهنه نشتري منه ؟؟


زكي...آه أعرف أچنس مدكور ، هتعچبك أوي العربيات هناك .


وهدان ...تمام هنچيب العربية ، وبعدين نروح البنك نعمل حساب .


زكي ...تمام .


وهدان ....يلا بينا يا زين .


ولكن زين لم ينتبه لنداء وهدان ، فكان كل ما يشغل تفكيره هو قمر .


فهدر وهدان في وجهه...إيه مالك ؟

شارد في إيه ؟


بچولك يلا بينا نعمل مشاوير إكده مستعچلة.


زين ...ليه مش چولت هنستريح الأول من المشوارأنا تعبان وعايز أنام .


أچولك لو مستعچل أنت روح ، وأنا هدخل أريح چوه شوية .


فثار وهدان في وجهه مردفا...نعم يا أخويا تريح ، وتهملني لحالي من أولها .


لا رچلك على رچلي من أول النهاردة مطرح مروح ،ده مش مالي لوحدي،ده مالنا كلنا .


فابتسم زين ثم رافقه بعد أن جمعا الأموال التي كانوا يحتفظون بها بين طيات ملابسهم في حقيبة كبيرة وتوجهوا في البداية لشراء سيارة  من معرض مدكور ، ليقودها زكي، ثم توجهوا للبنك لعمل حساب وأودعوا به كل الأموال .


وبهذه الخطوة ذاع صيته وحاول الكثيرين التقرب منه لما يملكه من أموال كثيرة .


حيث فتح له مدير البنك الباب بنفسه ترحيبا به ،وعرض عليه أسماء شخصيات كثيرة ذات مكانة كبيرة في البلد ، للتعرف عليها وإكتساب الخبرة .


وهدان بسعادة غامرة...يسعدني جداً أني اتعرفت عليك يا باشا ، فرصة سعيدة وإن شاء الله لينا مقابلات تانية كتير چوي .


وأصبح وهدان بين عشية وضحاها من رجال الأعمال بعد أن كان من أبناء الجبل وسبحان مغير الأحوال .


طلب وهدان من زكي بأن يبحث له عن فيلا صغيرة تكون له سكنا دائما في القاهرة ثم عاد إلى مسكنه في مدينة نصر ، لينال أخيرا قسطا من الراحة .


.........


وفي النچع 


عطية ...إلا صوح يا زهرة ، أمك يعني مش باينة بچلها يومين بحالهم ،مش مصدچ نفسي أني في الراحة دي كلاتها.


قامت زهرة بالعبوس قائلة ...بردك إكده يا عطية ، مصدچت أمي متچيش عندي ومرتاح .


فضحك عطية...صراحة آاااااه، ما أنتِ خابرة مچيتها بتكون عاملة زي الچطر عايزة تدوووس على كله ، ومش هيهمها حد واصل .


ليسمع عطية صوتا من ورائه أربكه...هي مين دي يا عطية اللي كيف الچطر ؟


فتجهم وجه عطية مردفا...أنتِ شرفتي أهلا وسهلا يا حماتي لا مفيش ، ربنا يستر بس .


هسبكم لوحدكم تتحدتوا ،وأنا هشوف اللي ورايا من أمور العمودية .


زهرة بترحيب ...أهلا يمه اتوحشتك كتير چوي .


نچية بعبوس ...مش باين يا بتي ، چوزك شكله مش طايچني .


زهرة بنفي مصطنع ...لا يمه ، ده عيحبك چوي ( كدابة يا زهره هههههههه) 

زهرة ....بس خير يمه عوچتي عليه ، مش عوايدك يعني؟.


نچية...أسكتي يا بتي، مش خابرة أبوكِ حاله متغير اليومين دول إكده ؟

زهرة ...كيف يعني ؟؟




الحلقة الخامسة والعشرين 


#نار_وهدان 


........... 


🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹


 لكل منا جانب مظلم يحاول إخفاءه في ثناياه ولكن يفلح فقط من يقلب هذا الجانب من الظلام إلى النور ومن ينجح فكأنه نقل نفسه من النار إلى الجنة.


..............


تساءلت زهرة بإندهاش ...بس خير يمه  عوچتي عليه ، مش عوايدك يعني ؟؟


حركت نچية فمها يمينا ويسارا مردفة ...أسكتي يا بتي، مش خابرة أبوكِ حاله متغير اليومين دول إكده ؟


زهرة ...كيف يعني ؟؟


نچية ...والله ما عارفة ، أبوكِ اللي مكنش يچدر يستغني عني يوم ,تصوري النهاردة چالي إيه ؟


زهرة ...چال إيه ؟


نچية...چال هو ليه مش بتروحي عند بتك ، روحي يا شيخة غيرى چو إكده .


زهرة ...وفيها إيه دي يمه ، عايزك تنبسطي؟؟


نچية بسخرية ...أنبسط لا أقطع دراعي ده ، أكيد أبوكِ شايفله شوفة ، ومهيصدچ أنا أمشي وهو يلعب بديله .


فضحكت زهرة ...بس يمه ، إيه اللي هتچوليه ده ، هو أبوي صغير ، ده كبير ، وهو فيه حيل لده ؟


لا متحطيش في دماغك الحچات العفشة دي .


نچية ...مش خابرة ، چلبي مش مطمن واصل أچولك أنا ماشية .


زهرة بإندهاش ...معچول يمه ،هو أنتي لحچتي تچعدي معايا ؟


نچية ...معلش يا بتي ، هروح أطب على أبوكِ ، ليكون أنا أمشي من هنا وهو يلعب بديله من هنا ويچيب حد على فرشتي .


زهرة بعبوس ...أستغفر الله العظيم يمه ، لا أبوي ميعملش الحرام واصل .


نچية ...وأنا أخاف من الحلال أكتر يا بت بطني ، سلام دلوك .


ثم أسرعت نچية إلى سالم الذي كان حينها يتجهز للقاء نعيمة التي أصبحت تتعلل لنچية بالمرض حتى تتغيب كثيرا عن العمل للقاء سالم .


وقد انتظرته كثيرا في البيت الجديد الذي إشتراه لها وبينما هو أمام المرآة ينثر عطره المفضل ويهذب خصلات شعره التي تلونت بالأبيض لكبر سنه كان يردد...والله البت نعيمة دي چامدة ،مع إن سنها كبير وعايز إكسر دماغها عشان سكتت عن اللي عملته اللي متسمى نچية ويعالم دلوك عيالي عايشين ولا ميتين، بس بردك ليلة واحدة معاها ، نستني أنا مين أصلا ومصدچت بوز الغراب نچية مشيت ، عشان أروح أستچم شوية معاها ونعيد الليالي الملاح .

والله طلعت لسه بصحتك يا عمدة ، ويلا نظبط بچه العمّة ، أيوه إكده مظبوط، ونتوكل على الله ونروح نسبح في بحر الحب .


وما أن إلتفت حتى وجد نچية تفتح الباب ، لتتسع عينيها وهي تراه هكذا مهندما جلبابه ورائحة عطرة تعم المكان،لتنطق بسخرية...هل هالله يا عمدة على وين العزم إن شاء الله ؟


بالشياكة دي كلاتها ، ده أنت ليلة فرحنا مكنتش متأنتك أوي إكده .


فحمحم سالم وتلون وجهه وحدث نفسه ...إيه چاب البومة دي دلوك ، ده أنا مصدچت أفك عن نفسي شوية چاية تكبس على أنفاسي تاني ، أعمل إيه دلوك ؟


أفچعته نچية بقولها ... متنطچ يا عمدة ، وچول كنت نازل رايح فين ؟


خرچت كلمات سالم بصعوبة ...كنـــــــــت رايح أچعد على الچهوة شوية وبعدين أفوت عليكم عشان عيال البت زهرة وحشوني چوي .


نچية مشيرة بيدها أمامه ....وعشان تچعد على الچهوة ، عامل الفيلم ده كله يا عمدة ، أنت بتاكل بعچلي حلاوة ؟؟


ثم هدرت في وجهه ... چول الحچيچة ، كنت رايح وين وهتچابل مين ؟


سالم ببعض التوتر...إيه اللي عتچوليه ده ، كنت عچابل صحابي على الچهوة .


وعيزاني يعني أنزل بأي حاچة إكده ، أنا كنت العمدة ولزمن يكون ليه هيئتي ومركزي وسطيهم .


حركت نچية رأسها حدجته مليا بإستنكار حتى أبعد عنها عينيه كي لا تتيقن  كذبهمنهمان .


سالم ...ها هروح ولا تحبي أچعد معاكِ إهنه ؟؟


نچية ببعض الود المصطنع ...والله طبعا بدي ، تچعد چاري

 يا عمدة ،بس مش عايزة يعني أكبس على نفسك ، روح

 يا عمدة بس شوف الساعة كام دلوك تلاتة العصر ، الساعة أربعة تكون چي ، عشان نتغدى مع بعض .


سالم محدثا نفسه...ساعة يا مفترية ، ده يدوبك المشوار أمال فين الچعدة الحلوة هو يوم طافح مرار من أوله .


فخلع عمامته وألقاها بغضب على الفراش متمتما...وعلى إيه يعني أروح ويدوبك أحط جتتي على الكرسي ، فأروح چايم وأچولهم  معلش أصلوا مرتي محددالي ساعة كيف العيل الصغير فخليني چاعد أحسن .


فابتسمت نچية بمكر مردفة...تنورني يا عمدة .


فكز سالم على أسنانه غيظا .


أما نعيمة فأخذت تخطوا خطواتها يمينا ويسارا في غرفتها متوعدة....إكده يا سالم ، مهتچيش وأنا اللي چولت ألم الوصال من الأول وأنسى اللي فات .


بس ماشي واللي خلچ الخلچ هتشوف نعيمة هتعمل إيه ؟؟؟


...............


بدأ وهدان رحلته في عالم رجال الأعمال وبدأت

 شركته في فترة صغيرة بالنمو والإزدهار وصار لها إسم بين الشركات والعملاء يتوافدون عليها من كل حدب وصوب

خصوصا أنه يتعامل بسعر أقل من السوق ، لذا أحبه الكثيرين وهذا كان ذكاء من وهدان لإنه أراد كسب القلوب قبل العقول وأيضا حتى تكون الشركة ستارا لما يحدث بالخفاء من ممارسات منافية للقانون من خلال بيع الآثار والأسلحة الغير مرخصة .


وأيضا  شغّل فاروق سائقا لسيارته ولثقته الكبيرة به بعث بمهر وردة معه وحين علمت زوجة عادل ملأت البيت بالزغاريد بينما انقبض قلب وردة وتلألأت الدموع في عينيها رغم عشقها لوهدان لكنها لا تتخيل أن يقفل عليهما باب واحد وهي تعلم حقيقته البشعة التي تبغضبه بسببها.


أسرع عادل إلى وردة بوجه مليء بالفرح قائلا ...ألف مبروك يا عروسة كلها أسبوعين اتنين وهيچي ياخدك العريس للفيلا بتاعته في مصر .


والله بضيتلك في الچفص يا بت يا وردة .


بس ياريت ينوبنا بچا من الحب چانب ، أنتِ بتعرفي ربنا وأكيد خابرة صلة الرحم ، فأوعي تنسينا .


فضحكت وردة بسخرية...دلوك إفتكرت حاچة اسمها صلة رحم ، عشان بس وهدان معاه فلوس ، لكن إخواتك التنين على چد حالهم ومفيش مرة سألت عليهم وكأنك مصدچت خلصت منهم ، زي ما كنت عايز تخلص مني بردك .


وكل ده ليه عشان شوية فلوس هيروحوا وهياچوا ومهيفضلش غير العمل للإنسان هو اللي هيتحاسب عليه چدام ربنا .


فزفر عادل بحنق وحرك رأسه بغير مبالاة ثم إلتفت ليغادر مردفا ...أنا رايح للراچل بره ومش هرد عليكِ عشان مش عايز أنكد عليكِ وأنتِ عروسة ، بس حديتك ماسخ وملهوش عازة ، وأنا كتر خيري كبّرت وچوّزت بعد مماتوا أبوي وأمي لكن أچول إيه مفيش شكرانية برده ، فيه دلع مرء .

ثم خرج لـ فاروق مبتسما .


أما هي فلم تجد غير البكاء تعبر به عن ما بداخلها فلن يفهم ما تعانيه أحدا ولا تستطيع التحدث عن حقيقة وهدان ، حتى لا تضره ، فكيف تضر قلبها ،فهو ساكنه االوحيد، فتباً لهذا القلب الأعمى الذي لم يميز الصالح من الطالح .


عادل محدثا فاروق بتساؤل  ....يعني كلنا هنسافرله مصر ونعمل الفرح في الفيلا ؟؟


ويعني أكيد الفيلا كاملة  كومان من مچاميعه  ولا مفهاش عفش ، أخلي الأسطى محمود النچار يعمل لها حاچة چيمه إكده ؟


فضحك فاروق ...الأسطى محمود يعمل للفيلا ، لا كتر خيرك .


هي چاهزة الحمد لله مش نقصها غير العروسة .


ولا مهتسفروش ، هو هيچي بنفسه هيكتب الكتاب ويخدها بفستان الفرح بس وهي عندها اللي يلزمها هناك .

أما الفلوس دي فهتتحط بإسمها في البنك عشان حچها .

فعبس عادل متمتما ...إيـــــه !!

 كيف ده وآني اللي ربيت وكبّرت وچوّزت .


فاروق بنفور...متچلچش حچك محفوظ وليك خمسين ألف ليك مخصوص .


أما فلوس الشبكة فتاخدها للچوهرچي تنچي اللي ريداه براحتها .


ظهر على وجه عادل الفرحة ثم تابع ...طيب ومرتي وبتي ملهمش نصيب كمان في الدهبات دي .


تمتم فاروق ...يا ستير يارب على الطمع .


ماشي يا سيدي ينچوا حاچة بسيطة إكده ليهم .

مأظنش وهدان بيه هيعارض .


وعايز يچي يلاچي الچعدة چاهزة يكتب ويخدها على طول عشان مش فاضي.


عادل...بس كده عيوني.


هنحضر كل حاچة ، دي أختي وأديها عنيه التنين .


فاروق بسخرية ...لا واضح چوي .


أستأذن أنا عشان ألحچ أرچع .


عادل...ما بدري .


فاروق...بدري من عمرك ، سلام.


................


في فيلا وهدان .


حاوط وهدان قمر بذراعيه مبتسما ...ها يا حبة چلبي مبسوطة إهنه ؟؟


قمر ...چوي چوي يا خوي ، هو أنا كنت أتمنى أعيش في الهلُمة دي كلاتها ،ده زي مكون بحلم .


ربنا يخليك ليا يا خوي ويعليك كومان وكومان .


وهدان...طيب غمضي عينيكِ ،عملك مفاچاة .


فأغمضت قمر عينيها ، فأخرج وهدان هاتفًا محمولا وكانت الهواتف المحمولة في ذلك الوقت محدودة وليست منتشرة كوقتنا الحالي .


وكان الإتصال فقط بأزرار وليس تاتش ولا يوجد به نت .


وهدان ...يلا إفتحي .


فتحت قمر عينيها لتجده ممسكا بجهاز صغير في يده .


فتساءلت ...إيه اللي في يدك ده يا خوي ، لعبة دي ولا إيه  ؟


فضحك وهدان ...ده تلفون يا بت ، عشان لو احتچتي حاچة في أي وقت تتصلي بيه ، هرد عليكِ على طول .

فتهلل وچهها فرحا كالأطفال بچد يا خوي .


وهدان...آه بچد .


قمر...طيب كيف أتصل منه ؟؟


وهدان ...تعالي طيب أچعدي چاري وأنا هفهمك كل حاچة .


فجلست بجانبه قمر يعلمها بحنو طريقة الإتصال .


ثم أردف...وإن شاء الله لما تيچي وردة من البلد هچبلها واحد زيه ، بس ياريت ترضي تخده وتكلمني .


قمر بإندهاش ...ومهترضاش ليه ؟؟


هي كانت تطول حاچة زيّ إكده ، دول في البلد لساهم بيتحدتوا بكوز الحمام هههههه.


وهدان...ما أنتِ خابرة هي مش زينا وبتفضل تچول حلال وحرام وبتاع وحچات متربناش عليها ولا نفهمها .


قمر...معلش متزعلش نفسك ، بكرة تتعود على عيشتنا .


تنهد وهدان بغصة مريرة...مش خابر ، بس ياريت تريح چلبي اللي عشچها .


ثم سمع وهدان صوت حارس الفيلا وهو رجل طاعن في السن يتحدث مع أحد الرجال ويعلو صوته ...الحارس مهران ...يا ابني روح لحالك ، وسبني أكمل شغل وإمشي بقا قبل مالبيه ياخد باله .


أسامة مترجيا له ...يا بابا ، مش همشي غير لما آخدك معايا ، أنت تعبان ولازم تستريح وأنا  اللي لازم أشتغل مكانك .


مهران...لا أنت لساك آخر سنة في كلية الهندسة ومحتاج تركيز ومذكرة .


فروح يلا ذاكر عشان تطلع الأول كالعادة وتتعين معيد في الكلية .


فخرج وهدان وقمر على صوتهما العالى ليصرخ فيهما بحدّة...هو فيه إيه ؟؟ صوتكم چي لغاية چوه .


إرتبك مهران مردفا...أنا آسف يا بيه ،متأخذنيش ، معدتش أعملها تاني ، سامحني .


وهدان مشيرا إلى أسامة ...وأنت مين وكيف تدخل كده من غير استئذان ؟


أسامة بخجل ....أنا ابن الراجل المريض ده ؟


ومش عايز يسيب الشغل عشان خاطري وخاطر اخواتي ، بس هو تعب وأنا كبرت ولازم أشتغل مكانه .


مهران...يا ابني كفاية وروح عشان متعطلش وهدان بيه .


نظرت قمر لأسامة بإعجاب وكأن أصابها سهم عشق مفاجىء بدون أن تدري ، ولمحها هو بطرف عينيه فابتسم ولكنه غض بصره سريعا حتى لا يلحق به وبأبيه الأذى .


وهدان ...خلاص يا مهران بدال تعبان ، روح أنت ، وابنك يمسك مكانك عچبال متشد حيلك ، وترچع تاني .


مهران...بس ده لساه طالب وهيذاكر .


وهدان بسخرية ....تلميذ لسه وهو طويل وعريض أكده ،كيف ده ؟؟


فابتسم أسامة قائلا...أنا آخر سنة في كلية الهندسة يا فندم .


فهمست قمر ...يا چمالو الباشمهندس الحليوة ده .


وهدان ...خلاص هات كتبك وكراستك معاك وذاكر وأنت چاعد تحرس البوابة .


بس خد بالك ، عشان لو حد دخل وأنت سرحان هقطع رچبتك .


أسامة ...لا متقلقش يا وهدان بيه .


سمعت يا أبوي ، يلا روح أنت بقا .


مهران...أمري لله .


ربنا يعينك يا أسامة .


وهدان ...تعال يا مهران أوصلك في سكتي ، أنا راجع الشركة وأنتِ يا قمر ، خشى چوه يلا ولو احتچتي حاچة كلميني على التلفون .


مهران ...ميصحش يا بيه ، حضرتك اتفضل وأنا هركب الأتوبيس وأروح .


زفر وهدان بغضب...چولت يلا ،أنا مش فاضي أتحايل عليك .


فغادر معه مهران بالفعل وأوصله فاروق إلى منزله في حارة شعبية بسيطة ، مكونة من بنايات متهالكة .


وهدان محدثا نفسه ...إيه الچرف اللي عايشين فيه ده ،ده سُكنة الچبل كانت أنضف .


يلا وأنا مالي ثم حدث فاروق...يلا اطلع بينا على الشركة ، لما أشوف الچاموسة زين عمل كيف في الشغل اللي چولتله عليه ؟


ظلت قمر تراقب أسامة من شرفتها ولا تعلم سر انجاذبها إليه ؟؟


قمر...وبعدين بچا في الواد المسكر بزيادة ده ، أعمل إيه فيه دلوك ؟


أچولك يا بت يا قمر متنزلي تتحدتي معاه شوية بدل ما أنتِ واچفة إكده تتطلعليه من فوچ وهو عامل نفسه مش واخد باله .


فهندمت قمر ملابسها ومشطت شعرها الطويل الأسود كسواد الليل القاتم وتركته منسدلا على ظهرها تحركه الرياح .


فتنحدر خصلاته على وجهها فتزيحه بيديها وعلى وجهها إبتسامه مشرقة.


رآها أسامة تتجه نحوه...فقبض على قلبه .


أسامة...يا لهوي دي چاية نحيتي ، طيب أعمل إيه ولا أسوي إيه ؟


اسمها قمر و قمر فعلا اسم على مسمى ، وأنا قلبي ضعيف وميستحملش ، وهي بنت ناس وأنا ابن بواب .


مينفعش خالص ، فأمسك نفسك كده يا أسامة ، وأديها الطناش عشان أنت مش حمل الناس دي .


فجاءته قمر ووقفت أمامه وابتسمت كعادتها ابتسامة كانت كفيلة بهزيمته أمامها ولكنه تحامل على نفسه وأردف....خير يا آنسة ؟ عايزة حاجة ؟


قمر ...أسمي قمر وأنت أسامة صح ؟


أسامة...دي لسه فاكرة أسمي .


آه يا فندم أسامة .


قمر...بس أنت شكلك بتحب أبوك چوي چوي وأنا صراحة استچدعتك وچولت واد چدع صحيح .


أسامة بخجل...ده من ذوقك يا هانم .


عبست قمر وقطبت چبينها ....إيه هانم دي؟

چولي يا قمر على طول ، إحنا من سن بعض .


أسامة ..العفو يا هانم .


قمر...برده هانم ، ثم ضحكت وتذكرت ما كانت عليه في الجبل .


قمر..أنت عندك كام سنة ؟


أسامة ...٢٤ يا فندم.


فضحكت قمر....مرة هانم ومرة أفندم ، ثم اخفضت صوتها وأخرجته بنعومة أذابت قلبه ...مينفعش قمر إكده حاف من غير ذواق .


چولها إكده _ عايزة أسمعها منك يا أسامة .


فارتبك أسامة وتلعثم ولكنه تمالك نفسه وأظهر الصلابة ليرد عليها بحدة ...آسف يا هانم ، حضرتك ممكن تتفضلي تدخلي عشان أعرف أشوف شغلي كويس .


فضربت قمر بقدميها الأرض كالأطفال غاضبة ثم هدرت في وجهه...أنت بتمشيني بالذوچ يا أسامة ، وأنا اللي كنت چاية أفضفض معاك شوية .


ثم اصطنعت قمر البكاء ..إهىء إهىء .


فدق قلب أسامة وعاتب نفسه على حدته ولكنه كان مرغما على هذا ، فهو الأفضل لكليهما  .


أسامة...آسف يا هانم ، بس يعني عشان البيه لو جه فجأة ميزعلش أني واقف بكلمك وسايب شغلي .


قمر...بچا إكده ،طيب يا أسامة .


أنا هدخل ومش هكلمك تاني خلاص .


فصمت أسامة وبالفعل خطت بضع خطوات ، واستدارت  لتقول ...بس على فكرة الكولنيا اللي أنت حطتها دي ريحتها حلوة چوي .


فلم يستطع أسامة كتم ضحكاته , فانطلقت ضحكة منه عاليه ، فدق قلب قمر فهمست ...لا أنا إكده هتچن صوح ، الواد طلع ضحكته تچنن وتخطف الچلب.


قمر...ما أنت بتعرف تضحك أهو حلو ، ليه هتكشر معايا .


بس چولي ليه ضحكت ، أنا چولت حاچة عفشة؟.


أسامة...أبداً يا هانم ، بس الكولونيا عندنا هنا اسمها برفيوم .


حركت قمر أنفها بإندهاش ...إيه البرفوم ده ؟ ده اسم دوا كحة ؟


فضحك أسامة ...لا أنتِ مشكلة ثم سمعا صوت سيارة قادمة ، فارتبكت قمر وركضت للداخل خوفا من بطش وهدان وزين .


أما أسامة فأظهر الثبات بعض الشيء وحدث نفسه ...إيه البنت العسل دي يا ناس .


ولج وهدان وزين للداخل يتحدثان بصوت عالي .


زين ...أنا عايز أنزل معاك الصعيد يا وهدان .


وهدان...ومين يشوف الشغل إهنه يا فالح ؟

وأنا كومان مش نازل نچع الصوامعة ، أنا نازل نچع مصيلح .


فجاءت قمر على صوته تتساءل ...ليه يا خوي هتنزل النچع ده ، أنا بحسب وردة اتوحشتك ونازل تتطلع عليها چبل الفرح .


تنهد وهدان بإشتياق لتلك الوردة العطرة ولكنه يريد الذهاب بنفسه لتلك المرأة التي رق قلبه لها ووعدها بأن يريحها من أنات العمل والخدمة ، وسيجعلها رئيسة الخدم في الفيلا وسيهتم بأولادها أيضا .


وهدان...أنا ليه مصلحة هناك هقضيها وأچي، وعايزك يا قمر تچولي للبت أنهار توضب الچوضتين اللي چمب الچنينة دول زين چوي ؟


عشان هچيب ناس معايا هيسكنوا فيها .


قمر...ناس مين يا خوي ؟


وهدان ...دي ست طيبة چوي وهتحبيها يا قمر كأنها أمك ، هچبها تعيش إهنه في الچوضتين دول ، وهتشرف على الخدامين إهنه وهراعي أنا ولادها .


زين...يا چلبك الحنين يا وهدان ، من ميتى چلبك حنين ٱكده وهتسافر الطريق ده كله عشان وحدة ست مفيش بينك وبينها أي معرفة .


وهدان ...هتصچدني يا واد عمي لو چولتلك أنّي كمان مستغرب من اللي هعمله ، بس هي ست تستاهل .


وخلاص بچا بزيادة حديت ملهوش عازة ، أنا طالع هغير خلچاتي وهنزل فاروق يوصلني .


وه‍چبها وأنت خلي بالك زين من الشغل .


وبالمرة هچابل ناس مهمة چوي أچانب على الطريق هيخده الأمانة ويسلموني الفلوس .


فصفق زين ....بدال أكده ماشي ، هو ده الشغل صحيح،تروح وترچع بالسلامة .

........


وبالفعل تمت صفقة بيع الآثار بسلام ، مقابل تلاتة مليون جنيه .


وهدان ...إكده هروح أشتري بيت العمدة بصحيح .


بس مش المرة دي ، لما اتأهل وأتچوز الأول ثم ردد 

وحشتيني چوي چوي يا وردة .


ليتجه بعد ذلك إلى كفر مصيلح .


وعندما وصل طرق الباب ، ففتحت له بدور ، فتهلل وجهها لرؤيته .


بدور...كان چلبي حاسس يا ولدي إنك چي ، وكنت چاعدة منتظراك .


تنهد وهدان ورق قلبه لتلك المرأة التي دخلت قلبه بدون استئذان .


وهدان ...چلبك حاسس بيه يا خالة وأنا كومان مستحملتش أچعد كتير وچتلك عشان آخدك معايا كيف موعدتك .


بدور...تاخدني فين يا ولدي ، وكيف أهمل دوار الغالي عبد الجواد ، أنا روحي هنا يا ولدي .


وكفاية عليه تيچي كل فترة تطل عليه .


وهدان ...كيف ده ، إحنا مش كنت اتفچنا .


بدور ...كنت عچول إكده عشان أراضيك ، لكن مچدرش يا ولدي ،وكومان ولادي علامهم إهنه عاد.


وهدان ...عادي هننچل مدارسهم وكليتهم هناك في مصر .


فضربت بدور على صدرها بيديها...عايزني أعيش في مصر الواسعة دي، لا يا ولدي أنا كفاية عليه دنيتي إهنه.


وهدان...عشان خوطري يا خالة ، أنا مش ماشي من إهنه غير لما توافچي.


بدور...لا يستحيل أهمل إهنه لا .



                   الفصل السادس والعشرون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-