اقبلني كما انا
(الفصل التاسع والعشرون)
......................
أسرع بدر بالمغادرة ولكن أمسكت بيده والدته وهى تهتف بقلق: في ايه؟
أردف بنبرة سريعة مستعد للأبتعاد: مشكلة بسيطة ماتشغلوش بالكم.. الف سلامة عليكي
خرج رفائيل خلفه وهو يقول بجدية: في حاجة حصلت ومش عاوز تقولها قدام ماما؟
هز بدر رأسه وتابع بلامبلاة: مشكلة في المزرعة وفارس مش عارف يتصرف.. بس
فتح باب الشقة وخرج مسرعاً تحت نظرات رفائيل وهو يستقل سيارته
قاد سيارته بوجه غاضب من حديث فارس أخبره بأن يأتي في ڤيلا عاصم خيث التجمع هناك عند وصوله صف سيارته وترجل منها
سار بخطوات سريعة ثم شرع في الطرق على الباب حينما فتحت أحدى العاملات ذات المكانة هتفت بعدم تصديق ممزوج بلهفة: يحيى بيه؟؟! حضرتك كنت مختفي فين؟ بقالك سنتين ماجيتش هنا؟ من بعد وفاة عاصم بيه الله يرحمه مادخلتش الڤيلا.. اتفضلي يا يحيى بيه
لم يكترث بلهفتها ودلف للداخل وجد فارس يشير له بأن يقترب منه كان هناك لطفي ومعه شخص غريب
جلس بدر بجوار فارس على الأريكة وتحدث بجمود: نعم؟
أبتسم لطفي بأصطناع وأردف بسخرية: طب قول السلام الاول ده حتى لله
مط شفتاه بنفاذ صبر وبادر بقول: انا. مش جاي اضيع وقتي.. قصر عليا وعليك.. عاوز تقول ايه؟
نظر لطفي للرجل الذي بجانبه وأردف بفخر: استاذ محروس محامي قضايا احوال شخصية وميراث.. شاطر جدا وهيقدر يرفع عليك قضية انك مش ابنا وهاخد فلوسي منك
أبتسم محروس أبتسامة شيطانية ثم قال بخبث: ده اكيد وان حضرته مش يحيى ده اسمه بدر الدين طه محمود يعني الثروة كلها هترجعلك
نظر لهم بدر بأبتسامة ورد عليهم: اللي عندكم اعملوه وماحدش هيقدر يمسك عليا حاجة.. الثروة مكتوبة بأسم بدر الدين طه محمود وده مش اسمي
لم يصدقه محروس المحامي فنطق بعدم فهم: يعني ايه؟
ربت لطفي على المحامي وقال بصرامة: انا هبقا افهمك يا متر على الحكاية بعدين.امشي انت دلوقتي.. انا بس حبيت اعرفكم على بعض.. اتفضل
رمق محروس لكفي نظرات متعجبة ولكن لم يجد منه سوى الغضب حمل حقيبته ونهض ثم قال ببرود: تحت امرك يا لطفي بيه.. حط في بطنك بطيخة صيفي ان فلوسك هترجعلك
سار المحامي بخطوات مصطنعة الثبات والوقار حتى خرج ألتفت لطفي لبدر ونطق بأستفزاز: انا لسة عامل حساب للعيش والملح.. ومشيته عشان مايسمعش انك ابن.. ابن دار ايتام
استاء وجه بدر من جملته فرد عليه بسخط: مش انا لقيت اهلي
أبتسم لطفي بغيظ وأردف بدهشة مصطنعة: تصدق نسيت أباركلك.. مش دلوقتي اسمك بدر الدين السكندر اسحاق الخواجة
ثم سأله بخبث كي يثير حنقه: طب انت دلوقتي مسلم ولا مسيحي؟ عارف في الأول ماكنتش مصدق انك تلاقي اهلك بعد السنين الطويلة.. بس لما شوفت امك عرفت انك ابنها.. العيون الملونة والشبه.. ما انت امك اسبانية.. وحلوة اوي هى مش أسمها.. آآآه انت هتخنقني
أنقض بدر على رقبته يعتصرها بغضب شديد كيف يتجرأ ان يتغزل بوالدته صاح بعنف: جرب. تنطق اسمها يا لطفي وروحك هتكون طالعة في أيدي
أسرع فارس بمحاولة ابعاده وهو يهتف مهدئاً: انت بتعمل ايه؟ هتودي نفسك في داهية
جاهد بالدخول وسطهم في النتصف حتى يتركه بدر أكمل فارس صياحه بحدة: أبعد يا بدر انت كده هتقتله
تراجع لطفي خلف أبن شقيقته وتابع قوله بأختناق: هو انا قولت حاجة غلط.. مش عاصم ومنيرة عيونهم سودة ومافيش حد في العيلة عيونه ملونة غيره.. مش دي الحقيقة انه شبه امه الاسبانية واسبانيا معروفة بحلاوتها هى اسمها ايه؟ كاثرين.. لأ لأ.. ڤيكتــ
لم يجعله يكمل قوله أنقض عليه مثل الأسد على فريسته وهو يهتف بغضب: اسمها انضف من واحد زيك ينطقه
شرع بدر برفع يده ليلكمه ولكن صوت رواء أوقفه بخوف: يحيى
ألتفت له من أعلى السلم هى ووالدتها ينظرون لهم بخوف وحرج من ذلك المنظر، هى تعلم بأن والدها شره في امور المال ولكنها لا تستطيع او تقبل ان تراه يُهان امامها
لم يشأ بأن يراهم يتوسلون له كبت الغضب بنفسه وأراح يده ثم همس بوعيد: انا عامل حساب لمراتك وبنتك وهما بيشوفوك بتضرب من واحد كان في يوم من الأيام بيقولك يا عمي
هتف لطفي بصوت عالي: وانا برضو لسة عامل حساب اني في يوم كنت بعتبرك ابن اخويا ولسة ماقولتش للمحامي يرفع قضية نسب عليك انك مش ابننا وواكل علينا الورث وشوف بقا هيحصلك ايه؟
رمقه بدر بتحدي فقال بأبتسامة: وريني هتعمل ايه؟ التركة كلها مكتوبة بأسم بدر الدين طه محمود واللي قدامك دلوقتي اسمه بدر الدين السكندر الخواجة.. يعني انسان تاني ومش هتعرف تاخد جنية واحد
أنحصرت دمائه بوجهه وتدفقت كلماته بغضب مشتعلة بنيران: هاخدهم منك وهتشوف.. انا اعرف عنك كل حاجة بتعملها دلوقتي وعن عيلتك الحقيقية خاف عليهم انت عيشت حياتك يتيم ماتخلنيش ايتمك على كبر او ازعلك على خطيبتك
أصطنع بدر الصدمة وقال بصوت لامبالي: انت ماتعرفش تقربلهم اصلا وخطيبتي اللي تزعلني عليها دي ممكن لما نتجوز نيجي نسكن هنا وأطردك ما الڤيلا دي مكتوبة بأسمي.. بس انا مش عاوزها تعيش في مكان كان نفسك وريحتك فيه
ألقى أخر جملته وهو يهتف بحدة: سيبني في حالي
لم يستطيع التحمل من لهجته الشديدة فصرخ بغضب كبير: مش هسيبك يا بدر.. والله لاخد فلوس اخويا منك وانا وراك والزمن كويل مش هسيبك تفرح في حياتك
لم يكترث بتهديده وخرج من الڤيلا ثم أغلق الباب بعصبية وعنف رداً على وعيده
.......................
في شقة (أشرف سند)
بغرفتها جالسة على الفراش وحولها جميع هدايا بدر لها بداية من زهرة القرنفل التي جفت أعطاها لها في اول لقاء كذلك الشجار الذي دار وملابسه التي لم تعطيها له رغم أصراره ودفتر المحادثات
المطبوعة وزهرة "الجوليت روز" كبرت وأصبحت جميلة اكثر من اللازم في اصيصها الزجاجي الرائع
وباقات الورد يوم تخرجها معلقة على الحائط وأخيرا الهدية الأكثر غرابة وتعجب الا وهى الحقنة
أبتسمت مكية وهمست لنفسها: انت الوحيد اللي حببتني في وحمتي
دلفت مودة بسرعة البرق لغرفتها تحت نظرات شقيقتها المتعجبة ثم قالت بشجاعة: مكية انتي سامحتيني بجد؟
لوت فمها بضيق وصاحت بنفاذ صبر: يوووووه انتي رغاية اوي ليه؟ ماقولتلك مافيش اخوات بتخاصم بعضها انا كنت بتجنب الكلام معاكي قبل ماتتعدلي معايا لما كان لسانك بينقط سم
أقتربت منها ثم جلست بجوارها بحذر شديد من محتوياتها وأحتضنتها بحب: عشان انتي قلبك طيب وأبيض زيك.. انا اسفة على كل حاجة قولتهالك زمان وتعبتك في قلبك
ربتت مكية على ظهرها فأستأنفت حديثها بأبتسامة: انتي هتخنقيني كده ومش هلحق أتجوز
تركتها مودة وعلى وجهها ابتسامة راضية لتمازحها: انتي بقا كنتي رافضة اني اخد طرحك عشان كنتي حاسة انك هترجعي للحجاب
أومأت رأسها وقالت بسخرية لها: عارفة يا بت يا مودة اول ماتجوز طرحي كلها هى والأطقم هسبهالك انتي ومريم وهشتري جديد بقا وآآ
لم تكمل قولها حينما دلفت هالة التي تتحدث بجدية وخلها مريم: بدر كلم ابوكي عشان تشتري الشبكة في الوقت اللي يعجبك
أبتسمت مكية بشدة وحاولت أخفائها فتابعت هالة بهدوء وهى تجلس على الأريكة: شوفي الوقت اللي يعجبك امتى عشان اشرف يرد عليه
فركت في خصلت شعرها بحيرة ولم ترد فهتفت والدتها بتعجب: انتي يا بت انا مش بكلمك؟ عشان نحدد ميعاد للخطوبة ونلحق نختار قاعة وندعي الناس ونشتري هدوم
ابتسامة عريضة على وجه مكية ثم نهضت بسرعة من فوق.الفراش وهى تهتف بعدم تصديق: هنعمل خطوبة؟ هو وافق؟
خبط كف على اخر ثم أردفت هالة بتعحب: هو رفض عشان يوافق؟ مش هو ده اللي بيحصل.. ماتخلصي يا مكية قولي على يوم
أمسكت هاتفها وردت عليها بأبتسامة غير مصدقة: طيب يا ماما هكلمه عشان نتفق مع بعض وهرد عليكي
نهضت هالة ثم أومأت رأسها وخرجت من غرفة أبنتها، حدجت مكية شقيقاتها بحنق: وانتوا قاعدين بتعملوا ايه؟ ماتزقي عجلك منك ليها.. يلا اتكسف اكلمه قدامكم
رمقتها مريم بخبث وحدثتها غامزة عينها: ما انتي لقيتي الطبطبة
ردت مودة عليها بخبث أكبر: قصدك لقيت بيدو
خبط كف مريم بكف مودة ثم خرجن من غرفتها تأكدت مكية بغلق الباب وهاتفت بدر في ثواني كان يرد عليها بنبرة جادة: نعم يا مكية
كانت تعتقد بأنه سيرد عليها برومانسية ولكن خيب ظنها حدثته بفضول: آآ مالك؟ صوتك بيقول انك مضايق؟
سمعت التنهيدة خاصته وتابع بجدية خفيفة: شوية مشاكل في المزرعة ماتشغليش بالك بيا
ثم غير نبرته للسعادة المصطنعة: اختارتي يوم ايه تحبي نشتري فيه الشبكة؟
مطت مكية شفتيها وقالت بحيرة: اليوم اللي يعجبك انت فاضية الأيام دي كلها
اكمل بدر حديثه معها بعد تفكير بسيط قال: بعد بكرة كويس؟
أومأت مكية رأسها وأيدته حتى تستعد ثم برر بدر انه متعب وأغلق الهاتف جلست على الفراش بأبتسامة كبيرة وهى شاردة به سمعت رنين هاتفها معلناً عن رسالة من شقيقتها مريم مدون بها: أمك بتقولك هتفضلي في اوضتك لحد امتى؟ لحد ماتولدي؟ اخلصي تعالي عشان حضرت الغدا
خرجت مكية بنفاذ صبر من حديث شقيقتها وجلست بجوارهم على السفرة وبدأت في تقليب طعامها مصطنعة الأكل نهرتها هالة بضيق: انتي مابتكليش ليه؟
ردت عليها بعدم اكتراث مستمرة بالعبث بهاتفها: شبعانة يا ماما
همست مودة بخفوت ممزوج بمزاح: هاتولها بدر بالجبنة يمكن تجوع او يفتح شهيتها
حدجتها مكية باستخفاف ولم تقدر ان تمنع ضحماتها فأنفلات ايضا من مريم، أخربت مكية والديعا باليوم الذي ستذهب مع بدر لاختيار الشبكة، كذلك هو أخبر رفائيل وأصرت ڤيكتوريا الذهاب لتقرر جميع العائلة الارتحال معهم بلغ فارس وعمته توحيدة وضرورة ذهابهم معه
......................
جاء اليوم الذي ستذهب فيه مكية لأختيار شبكتها مع شريكها، ذهبت هالة مع زوجها بالسيارة ومكية وشقيقاتها بسيارة بدر، عند وصولهم كان الجميع بأنتظارهم سلمت مكية على رفيقتها
أخذ السكندر ابنه جنباً وقال بجدية صريحة وهو يعطيه كارت الڤيزا: لو محتاج فلوس
رمش بدر بعينيه ونطق بهدوء: بس انا عندي فلوس مش محتاج
أصر السكندر على موقفه وشدد على حديثه: انا عارف ان عندك فلوس.. بس ده حقي انا كأبوك
هز رأسه بنفي وأكمل بأعتراض اكبر: شكراً انا عند موقفي مش عاوز اخد الفلوس
ثم التفت لشعوره بلمسات على ظهره، أبتسمت ڤيكتوريا وقالت: بور فاڤور بدر خد الفلوس من السكندر
شعر انه قاب قوسين من الحاحهم ثم أصطنع الأبتسامة: لما أحتاجهم هاخدهم.. عن اذنكم
ربت على كتف والدته وأبتعد عنهم، دلف مع مكية ثم تكلم بنبرة جادة للصائغ ان يحضر لهم انواع من الدبل أختارت مكية دبلة بسيطة وهمست لبدر: ايه رأيك؟
أجابها بنبرة فاترة: اي حاجة بتكون حلوة عليكي.. المهم تكون عجباكي انتي
أبتسمت له ثم أرتها لوالديها وأشقائها وافقت عليها وبعدها أختارت الشبكة بالكامل دفع بدر المال واستأذن اشرف: ممكن يا عمي اخد مكية نتغدى برا هى ومريم ومودة؟
لم يشأ اشرف بالرفض ووافق كذلك قرر رفائيل وچايدن وماريا الذهاب معهم، لم يمنع توحيدة من الزغردة الفرحة والمهنئة لبدر ومكية
بارك الجميع لهم ولكن شعرت مكية بجفائه مع والديه عندما غادر اشر وهالة ومعهم الشبكة فعل السكندر وڤيكتوريا بينما رفض فارس الذهاب لأنشغاله بالمزرعة، توجه الجميع لأحد المطاعم الفاخرة
أخذ بدر مكية ليجلسوا علىطاولة بمفردهم تلفتت لهم وقالت بحرج: انا مكسوفة منهم
رد عليها وهو يأكل رقائق البطاطس بنبرة مازحة: اعتبريهم بطاطس
جزت على أسنانها وكانت ستشرع في حديث اخر أمسك بدر العديد من الرقائق ووضعهم في فمها وهو يقول: احنا جاين ناكل
أمتضغت الطعام بحنق منه وكانت تود الحديث معه فقالت بجدية: انت ليه بتتنجب الكلام مع أهلك؟
اكفهر وجهه وحدثها بصدق لم يريد الهروب من السؤال: عشان حاسس اني مختلف عنهم.. بحاول اقرب بس لسة في حاجز
تأكدت بأن المسامحة لن تأتي بيوم وليلة فغيرت السؤال بجدية: طب هسألك سؤال وياريت تجاوبني بصراحة... ايه الشغل اللي مزعلك في المزرعة وأنت دلوقتي مالكش حاجة في الشغل؟
صمد لفترة ثم أخبرها بكل شيء عن تقسيم الميراث الأمر الذي زاد صدمتها بعد أنتهائه قالت بجدية: انت لازم ترجع الفلوس لناسها.. حرام عليك.. انت كده بتعذب باباك عاصم في قبره
رد بدر بنبرة سخط هامس: وانتي ماتعرفيش ان لطفي هو اللي قتل عاصم ومراته وولاده؟
تابعت قولها المتعند: مالناش دعوة.. ربنا اللي هيحاسب.. يا بدر الفلوس دي حرام انك تاخدها وحياتنا كلها هتكون مبنية على مال حرام
أرتشف بدر العصير ولم يكترث بقولها، تابع بجمود: السنتر والمشتل والعربية بفلوس شغلي مع ابويا عاصم.. انما بقا التركة الكبيرة انا ماخدتش منها مليم.. وبلاش نتكلم في حاجة نكد يا مكية.. عشان انا مش طايق اسمع حاجة في الموضوع ده
أحتقن وجه مكية للغضب فتابعت: لازم تسمع وتعرفـ
التقط زجاجة الكاتشيب البلاستيكية وضغط على ساندويتشه ثم رد: هو احنا مش جايين هنا عشان ناكل؟
لم يعي بنفسه وهو يتحدث بغضب هامس وقد نسى الزجاجة التي بيده مستمر بالضغط بحدة عليها مصوباً على كتفها، تدارك نفسه واسرع بأعطائه مانديل فتحدث على مضض: انا اسف.. اتعصبت شوية عليكي.. صدقيني الموضوع ده بيعصبني ومابحبش حد يكلمني فيه.. انا عارف بعمل ايه
أزالت اثار الكاتشيب من بلوزتها وسألته بضيق: واضح جداً
قطع الحديث بأقبال فتاة عليهم ثم هتفت بفرحة: دكتور يحيى.. بقال حضرتك سنة مابتديش كورسات تنمية بشرية.. خضيتنا عليك.. حضرتك بخير؟ انت ماتتخيلش انا حصلي ايه؟ وانا من غير كورساتك
تعمدت الفتاة اهمال مكية اكملت قولها بخبث: اكيد فاكرني طبعاً
رفع بصره إليها ونطق بجمود غير مكترث: انا ماعرفش اسمك اصلا؟
أبتسمت ابتسامة صفراء لتخفي خجلها وهمست بلؤم: يا دكتور انا ميمي.. من اشطر تلامذتك.. كانت ديما صحبتي بتراهن انك.. انك يعني هتتقدملي تخيل لو ده حصل كنت هتعمل ايه؟
لوى فمه بسخرية ثم أردف بنبرة فظة: كنت هشيلك وأبوسك وأحطك جنب الحيط
صفقت مكية بكفيها وهمست لها: بالسلامة يا طعمة
أحتقن وجه الفتاة بغضب كبير على تعمده أهانتها لم تجد شيء تفرغ غضبها سوى مكية: اخرسي انتي.. انتي فاكرة نفسك مين يا أم وحمة انا بستعجب ازاي ياخدك ده انتي لو أخر واـــ
قاطعه بنبرة تهديد مرعب: اياكي تغلطي.. لاحسن هتزعلي اوي
جزت الفتاة على أسنانها بحنق ثم رمقتهم نظرات وعيد وغادرت من امامهم تهاتف شخص بحدة: خطيبته ماصدقتنيش يا لطفي بيه؟ وهو شوية وكان هيقتلني
....................
تنهدت مكية بحزن ولم يترك لها مسافة فقال بتأكيد: اللي يحبك يحب وحمتك
هزت رأسها عدة مرات ثم تذكرت جملتها لتسأله بفضول: هو انا لو الانسانة الوحيدة في العالم هتحبني؟
عاود بدر أرتشاف عصيره وحدثها بملل: لو انتي الوحيدة في العالم انا ماهكونش موجود.. انتي غين تليها باء أخرها همزة تسبقها الف
ضيقت مكية عينيها وشردت بجملته بينما خبط على جبهته بنفاذ صبر فأكمل سخريته: تاخدي كاتشيب
ربت رفائيل على كتفه وهو يقول بملل: بقالكم كتير بتتكلموا مش يلا
لوى فمه بتهكم ثم قام بدفع الحساب وخرج بصحبة مكية من المطعم قبل ركوب السيارة تفاجأ بمشاجرة بين شابين اقترب هو وأشقائه يبعدون الاشتباك لم يعلموا انها مرسومة من طرف لطفي
هتف بدر بشاب وهو يبعده عن الثاني ليأتي الأخر بعد ان ابتعد من چايدن ورفائيل وهو ممسك بزجاجة كأنه سيضرب رفيقه ولكنه تعمد خبطها فوق رأس بدر أمسكه چايدن وهتف بغضب: انت اتجننت؟
وقع ارضاً تحت نظرات مكية المنصدمة لم تعي بنفسها وهى تلتقط بقالب حجري على الأرض وتسرع بضربه فوق رأسه عدة مرات مستمرة بالصراخ: يا ابن *** بتضربه ليه؟ ليه؟ عملك ايه؟ ده جزائه انه
قاطعها رفائيل بصدمة كبيرة: هيموت في ايدك خلاص.. احنا دلوقتي نلحق بدر.. في مستشفى اخر الشارع