وقفت تتابع المشهد يرتدي بدله رماديه اللون وقميص أبيض
اقتربت من تحمل رابطه العنق
بدلال لم يألفه منها فهو أعتاد علي الصراخ والغضب : تحب اربطهالك
ابتسم لها بهدوء وتقدم منها قليلا : لا مش بحبهم
ابتسمت بسخريه : اه بتحب تفتح القميص وتبين صدرك للبنات وتبين أنك رياضي
حرك رأسه نافياً : مش محتاج أعمل حاجه الفت بيها النظر ليه مش تقولي أنها فتحات تهويه
خدي سكه بقا خليني اعدي أصل انا متأخر علي ريري وهي الصراحة مينفعش تتساب لوحدها
انجوووووي يا بيبي
نظرت خلفه بغل فهو يتعمد الإهانة نظرت بجانبها وجدت تمثال صغير علي شكل مسلة تخيلت نفسها تنهال بها علي رأسه كان المشهد ممتع اتسعت ابتسامتها فهي جاهزة للمواجهة وستربح هذه الجولة
......................................
انتظرت ساعتين ولم يأتي حاولت الاتصال لكن الرد واحد الهاتف مغلق
جلست علي السرير بعنف وبحقد : ماشي انا يتعمل معايا كده الله يرحم لما كنت بتبوس رجلي عشان اجي تاني كنت فاكره نفسي ذكيه لم جبت وحده بتلاته تعريفه قلت مش هتتكلم بس طلعت حيه متلفحه بتعبان ماشي يا عروسة ليلتك قربت أما الباشا فليه نظام تاني
عادت من حيث أتت قبل صعودها إلي الغرفة وجدت سهير امامها
ابتسمت ببرود وبلهجه جافه : ازيك يا حماتي عامله إيه
التوي فم الأخرى بضيق : كويسة يا حبيبتي كنتي فين ؟
: محمد وهادي نايمين من بدري فقلت أنزل ولا حرام
: لا مش حرام بس جوزك عارف أنك خرجتي
: لأ بقولك كان نايم
وجدت أنها فرصه مناسبه لتحصل علي جواب يشفي غليلها
ابتسمت بود : قوليلي بقا اكيد العروسين مبسوطين بالرحلة
كان الرد صادم بالنسبة لها : اكيد احمد مكنش عاجبه جو العيلة فعلاً معاه حق واحد طالع شهر عسل ياخد اخوه ومرات اخوه وامه وابوه عشان كده خطف العروسة وجري وبعد ما سافر كلمني وقالي اتمتعوا انتوا بقا انا ليه متعه خاصه
هل اهتزت الارض ام أنها تخيلات فر وهرب وهي من توقعت أنه سيأتي راكع مثل كل مره يبدو ان اللعب هذه المرة مختلف نظرت إلي حماتها ببرود يتنافى مع الشخصية الودودة التي مثلتها جيدا : طيب هروح انا عشان هادي زمانه صحي
ذهب لكن جميع الشياطين تطاردها والغل والحقد بداخلها يزداد
.................................
جلس حسام امامه ينظر إليه يريد معرفه ما يدور برأسه فهو هذه المرة يرغب في العلاج يريد الخلاص
قال بنبره هادئة مناسبه للوضع : احمد مش عايزك تتعامل معايه بطريقه دكتور ومريض أحنا دلوقتي اتنين صحاب عايز تقول اللي جواك كله ده هيساعدك جدا انت اعترفت بمرضك انت مش بس مدمن لأ انت مريض نفسي والاتنين تأثيرهم قوي عليك عايزه تحكيلي كل حاجه عشان اساعدك بجد
نظر إليه نظره ضياع اغمض عينيه وقال بهدوء : لما كنت صغير كان الكل بيميز محمد عني محمد راجل يشيل
المسؤولية وانا عيل مش عارف أهتم بنفسي حتي لما اشتغلت مع بابا خلاني مدير تنفيذي حاولت كتير معاه كنت عايز فرصه ابني بيها نفسي بس هو رفض كان شايف اني هفشل في كل حاجه مكنتش حابب مجال التجارة خالص محمد دخل اللي هو عايزه يدرس يسافر يعمل كل حاجه لكن انا لأ بعدها بقيت ابعد عن الكل مش خوف منهم بس دايما في حاجه جوايا عيزاني
انتقم جت داليا حاولت معايا عملت المستحيل عشان توصلي بس انا كنت شايفها مرات اخويا وبس وبعد ما لقيت نفسي معاها علي سرير كنت هتجنن طيب انا عملت كده معاها ازاي .. ازاي عملت كده في اخويا بس بعدها عرفت انها ادتني برشام هلوسه تعرف ان انا مكنتش أعرف أني مدمن
ابتسم بسخريه : اه والله مكنتش أعرف لما بعدت كنت بتقطع ودايما كش قادر حتي اقف علي رجلي ولما عرفت ان ماما تعبانة جيت اجري شفتها
صمت قليلا يسترجع الماضي الأسود لعنته : شفتها هناك وريتني فيديو وانا معاها علي السرير والمشكلة ان كان وضع اغتصاب خفت اقول لمين ابويا واموته من قهرته علي ابنه ولا امي اللي خارجه من العمليات ولا اخويا اقوله تعاله شوفني مع مراتك رحتلها البيت وو.
قاطعه الطبيب : طيب انت ليه روحت كنت ممكن تسافر تاني
ضحك بصوت مرتفع فنظر إليه الطبيب باستغراب لكن بعدها فتح في البكاء : رحت عشان أعرف عملت فيه كده ليه قالتلي
بكل برود شيفاك الراجل الصح محمد مش زي ما انا عايزه
وبعدها طلعت تذكره ورمتها علي الأرض قالتلي كنت تعبان من غيرها صح خد ديه هتنفعك بس قبلها نكون مع بعض استغربت في الأول إيه ديه بس هي كانت ذكيه خدت جزء منها وخلتني اشمه ولما ارتحت عليه عرفت بعدها أني ضعت
بس الجزء اللي خدته خلاني زي المجنون عارف انت نظام شوق ولا تدوق مشيت معايا علي النظام ده دخلت الأوضة قلعت هدومها قدامي وبعدها اترمت علي السرير وقالتلي لو عايز تعاله غير كده ملكش حاجه عندي وانا ...
طلب من الطبيب الصمت : احمد كفاية عليك كده و كمان الجرعة اللي خدتها النهارده تخليك تنام دلوقتي نكمل بكره بس عيزك تفكر في حاجه واحده وهي مراتك واخوك اللي انت بتعمل كل ده عشانهم
اسنده الطبيب إلي عرفته وبالفعل سقط في النوم سريعاً ..
..........................................
بعد الاحتفال ذهب مع ريهام فهي صديقته المقربة قص عليها كل شيء انفجرت ضاحكة فهي لم تتوقع ان صديقها يفعل كل هذا
: إيه يا بني انت عمرك ماكنت كده انت هتجننها حرام عليك
نظر إليها بغيظ : ماهي طلعت عيني خمس شهور وجايه بعد ما خلاص اتفقت علي الجواز وتفكتر أنها مراتي
اقتربت منه بهدوء ومسكت كف يده : بص يا ادهم ساره حبت كريم وصعب ان الواحد تنسي الشخص اللي حبته سنين وتتجوز غيره وتعيش حياتها انت اخترت الوقت الغلط كان لازم تاخد فرصتها الأول كان لازم تطلع كل اللي جواها ومامتك
لعبت علي وتر حساس ولادها هي شافت أنها مجبره عليك صعب تكتم شوقها لجوزها ده حقها ولما فاقت من الغيبوبة وعرفت غلطها هي اقتنعت خلاص بموت كريم وأنها لازم تكمل حياتها جت امك خربت الدنيا ادهم احتويها بجد وبعدها هتدعيلي وبعدين ان.
قاطعته واحده تغلي من الغضب : يدعيلك ادعيلك انا روحي يا شيخه ربنا يخدك ابعدي عن جوزي يا بتاعه انتِ
اقترب منها ادهم وامسك بذراعيها : ساره عيب كد إيه قله الأدب ديه
ابعدت يده بعنف : قله أدب أني ادافع عن حقي فيك يبقي قله أدب ماشي روح نام جمب امك النهارده
تركتهم وغادرت مثل الاعصار نظر الاثنين لبعضهم وبعدها انفجرا ضاحكين فهي اشعال ذاتي متحرك .....
(18)
اخدت تدور في الغرفة الفضول يأكل أطراف اصابع قدمها
بنبره غاضبه : أربع تيام يا ابن المفترية مختفي اجيبه منين ده وانا اللي فكرت أنك هتيجي تصالحني لكن انت لما صدقت ماشي يا أدهم ماشي ليلتك سوده يابن هنية
..................................
ذهب ولم يعد
كل ليله تحاول الاتصال لكن الهاتف مغلق
صديقه يأتي كل يوم للاطمئنان عليها تبرر كثير لخالتها
لكن هي خائفة لا تعلم لماذا ذهب ؟
جلست صفاء بجانبها وبنبره حنونه : ريحي قلبي يا بنتي عروسه مكملتش اسبوعين ترجع بيتها تاني ليه في حاجه حصلت قوليلي ممكن اساعدك
نظرت إلي خالتها فكل الحجج الوهمية انتهت ترتد اقناع نفسها أولاً
: يا خالتو هو سافر عنده شغل مهم جداً وقالي مش هينفع اكون في البيت لوحدي ماما سهير لسه في شرم وانا هخاف
اقتربت منها بشك : طيب ليه مش بيكلمك
كانت علي وشك البكاء لكن رنين الهاتف اخرجها من حزنها نظرت إلي الهاتف وجدته هو حبيبها الغائب نظرت إلي خالتها بفرحه وبعدها فرت مسرعة نحو الغرفة
بنبره مشتاقه : احمد عامل إيه وحشتني ليه مش بتكلمني انت زعلان مني انا عملت حاجه زعلتك احمد ليه مش بتتكلم ؟
أتاها صوته بعد ثواني : مقدرش ازعل منك يا نور المكان اللي انا فيه مفهوش شبكه انا عشان اكلمك طلعت بره المدينة عمله ايه كويسة خالد بيجيلك
ابتسمت فهي اخيراً علمت سبب غيابه : اه بيجي كل يوم هترجع أمته
: قريب يا نور هرجع قريب خلي بالك من نفسك
أخذت نفس عميق فهي أخيراً اطمئنت عليه : حاضر يا حبيبي
أراد انهاء الحديث معها فهي تعذبه بكلامها وبنبره مرتبكه : نور انا لازم اقفل دلوقتي هكلمك بعدين سلام
اغلقت معه الهاتف وهي في قمه السعادة دخلت إليها خالتها وجدتها تائهة فهي تنظر إلي صورته وتبتسم
: سبحان الله مكنتش أعرف ان سره باتع كده
وقفت أعلي الفراش واخدت تقفز تعبر عن سعادتها : انا مبسوطة أووي وبحبه اووووي وبموت فيه اوووووي
لكن توقعت عن الحركة فهي تري الغرفة تدور حولها اقتربت منه صفاء بهلع : مالك يا نور إيه اللي حصل اسندي عليه
حاولت ان تمسك خالتها لكن الرؤية مشوشه وفجأة سقطت فاقد للوعي
صرخت صفاء بأعلى صوتها تريد النجدة كان الأقرب لهم شهاب الذي ذهب مسرعا ًطرق بعنف علي الباب لكن صفاء في حاله لا تحسد عليها لم يجد حل انسب من كسر الباب وبعد عده محاولات كان بالداخل وجد نور فاقد للوعي وصفاء تبكي بجانبها اقترب من نور حاول معها لكن لا توجد استجابة حملها بسرعه
: متخافيش يا خالتي هتبقي كويسة تعالي معايا نروح للدكتور وهو هيقول فيها أيه
حاول إسناد صفاء فهي لا تقدر علي الحركة وبعد فتره كان يضع نور في سيارة صديقه واجلس صفاء بجانبها وانطلق بهم
......................................
نظر له حسام وبصوت حنون : مبسوط أنك كلمتها
اتسعت ابتسامه الآخر : جدا كان نفسي اسمع صوتها بقالي أربع تيام بعيد هو انا هكون كويس أمته
ابتسم له الطبيب فهو يعتبر أحمد ابنه : بص انت عندك عزيمه عايز تكون احسن عايز ترجع لمراتك وبيتك وده حاجه كويسة بتساعد في العلاج أهم حاجه الحالة النفسية انت كنت عايز سبب تحارب عشانه انت قبل ما نور تدخل حياتك كنت عادي مش فارقه معاك عايش والسلام بس دلوقتي انت عندك واحده
بتحبك بتخاف عليك بتعمل كل ده عشانها بس سؤال انت ناوي تعمل إيه مع داليا انا عارف ان السؤال ده لسه بدري عليك وخصوصي ان انت عندك جلسه بعد ساعه بس كنت عايز أعرف منك
بنظر اليه احمد بعيون حمراء تحمل لهيب حارق : هفضحها قدام الكل اخويا يستاهل احسن منها ديه وحده وسخه وزي ما عملت معايا هتعمل مع غيري وكل لما تشوف واحد ويعجبها هتفضل وراه لحد ما يقع انا مش هخاف تاني هقف قدام الكل
لكن اللهيب تحول إلي حزن فالطبيب أوضح له نقطه هامه : طيب مش خايف نور تبعد عنك
هز رأسه برفض للفكرة : لأ نور بتحبني انا عملت كل ده عشانها مش بعد كل ده تبعد عني
رأي الطبيب أنه أخطاء فهو لديه جلسه ويجب ان يكون في حاله استرخاء : كل حاجه وليها حل كل حاجه هتكون كويسه لازم نرجع دلوقتي
..................................
: كنت فين يا سبعي
قالتها في غيظ هو تعمد الاختفاء يريد الوصول معها إلي أقصي درجات الجنون
ابتسم بمكر فهو تأكد بأنه أحرز الهدف
: واحده سابت جوزها في شرم مع المزز مستنيه منه أيه غير أنه كان بيتصرمح انت ِبتسألي اسأله غير منطقة
كانت الإجابة عباره عن تمثال المسلة الطائر لا يعرف كيف تفادي الضربة ليهتف بعدها بغضب : اه يا بنت المجنونة ولو كان جه في مناخيري كنتِ هتنفعيني
اجابته بغل : كان نفسي يجي في وشك
ابتسم بأستفزاز : كنت عارف أنك حقوده بتغيري مني منفسنه غيرانه عشان أحلي منك
بكاء حمزة أضاع عليها الفرصة ذهبت تغلي حملت صغيرها واخدت تلاعبه بحنو حتي عاد إلي النوم مره أخري عادت من أجل المواجهة لكن النتيجة هذه المرة لصالحه فهو ذهب يحمل معه النصر
......................................
وجدها فرصه اقترب
منها وبصوت هادي : دكتور ممكن اسألك سؤال شخصي
: لأ
: طيب تمام هو انتِ ليه دايما عفاريتك طالعه ووشك عليه غضب ربنا
نظرت إليه بضيق فهو يتعمد اقتحام حياتها : انا شكلي كده أما حكاية العفاريت هيطلعوا دلوقتي لو مخدتش ديلك في سنانك ومشيت
لم يأتي في مخيلته سوي اليوم الأسود الذي اخذ فيه الساحة زاحفا ً نظر إليها بخوف : طيب مع السلامة
وفي لحظه اختفي
............................................
بعد فحص دقيق خرج إليهم الطبيب
: يا جماعه مفيش اي حاجه تستدعي الخوف ده كله ديه اعراض طبيعية هتتكرر كتير المدام حامل في أول اسبوع
ظهرت الفرحة علي وجه صفاء
لكن معالم الصدمة كامله علي وجه شهاب فهو كان يريد أخبار نور عن حقيقه زوجها فصديقه أخبره إنه عن طريق علاقاته علم ان الفتاه لم تكن سوي داليا علي زوجه اخيه الغائب وهو قام بربط الأحداث والنتيجة واضحه فالزوج المحترم علي علاقه بزوجه اخيه.......