CMP: AIE: رواية ست الحسن الجزء الثاني الفصل الثالث والاربعون
أخر الاخبار

رواية ست الحسن الجزء الثاني الفصل الثالث والاربعون


 رواية ست الحسن
الفصل الثالث والاربعون 
بقلم امل نصر بنت الجنوب

قالتك ايه البت دى ؟
التفتت " نعمات " مخضوضة وهى خارجة من غرفة " نهال " على صوت



 جوزها .. اللى كان قاعد فى الصالة على كنبته بتحفز .. 


قربت ترد عليه بوشوسة وهى بتشاور بأيدها :




- وطى صوتك يا"راجح ".. مش جادر تصبر لما اجيلك ؟



نفخ بضيق وهو بينتظرها تقعد الاول قبل ماترد على سؤاله :
- خبر ايه؟ ساعة على ما تجعدى وساعة على ماتردى ؟
بقلة حيلة قالت بزهق :








- يووووه عليك ياراجل .. ماعندكش صبر واصل فى الحديت .. على العموم انا سألتها وماخدتش منها اجابة مفيدة. 
سألها راجح باستنكار :
- كيف يعنى مخدتيش منها أجابة مفيدة ؟ معرفتش تجاوبك ان كانت زمقانة ولا رضيانة؟ 
انتهدت بقوة وهى بتغمض عيونها بتعب :
- يارااجل افهمنى .. بتك بتنكر انها زعلانة .. وبتقولى كمان اننا جال وحشناها .. بس انا فهمت لوحدى ان في مشكلة بينها وبين جوزها .. عشان البت حالها مقلوب.. دى بتى وانا عارفاها زين .
لوى شفته بامتعاض :
- اممم .. يعنى انتى تقصدى انها بتدارى عنينا .. زى اختها ماعملت جبليها ؟ بس انا كده هاتصرف كيف ولا اجيب حجها ازاى ؟ وهى مدارية عنى مشكلتها .. وجوزها مش قاعد فى البلد عشان افهم منه .










- ولا تتصرف ولا تعمل اي حاجة يا" راجح " .. انت استنى وسيبها تيجي لوحديها.. اتفاهمت مع جوزها وحلوا مشاكلهم لوحديهم .. يبقى يتهنوا ببعض ياسيدى واحنا ملناش دخل .. لكن بجى لو اتكلمت وحكت عن اللى تاعبها. يبجى ساعتها اتدخل انت .
- ماشي يا" نعمات " .. هاسكت واستنى اشوف ايه اخرتها.. مع انى قلبى والع نار من ساعة ماجولتيلى .. بتك عيونها دبلانة من البكا وجوزها مشى وسابها .. بس لو يتكلموا ويريحونى ولاد الفرطوس دول ؟ بدل ما يسيبونى كده فى الحيرة دى .
............................

جولى يا" نيرة " زى ما جولتلك ؟ يا اما هازعل والنعمة بجد .
وصله فى الفون صوت ضحكتها قبل ما ترد عليه:
- اقول ايه يامجنون انت ؟ هو انت اى حاجة تقولى عليها يبقى لازم اقلدك؟
اتعدل فى نومته يقول بعصبية :
- ماتعصبنيش يا" نيرة " .. واسمعى الكلام .. انا معنديش خلق والنعمة .
صوت ضحكتها اللى وصله بصوت اعلى من اللى فاتت .. جعله يضرب على المخدة بانفعال وإثارة:
، والنعمة هادبحك يا" نيره " .. بطلى تغيظينى يابت بضحكتك دى ..انا على اَخرى .
ردت وهى بتحاول تسيطر على ضحكتها:
- طب انت عايز ايه يا" حربي " دلوك بس ؟ انا مش فاهمة. 
بابتسامة متلاعبة:
- ماشي يا" نيره " .. انا هاجول وانتى كررى ورايا 
ردت بسعادة:





- ماشي يا" حربى " قول .
- جولى ورايا ... بحبك ياحربى .
- جولى ورايا ... بحبك ياحربي .
صرخ فى ودانها بعصبية:
- هو انت راديو يازفتة ؟.. بتكررى وبس .. هاتشلينى يابت .
بوظت اعصابه بضحكها بصوت عالى من تانى .. مابقاش عارف يوقفها ازي ولا يتحكم فى اعصابه منها .. لكن صوت زن بوصول مكالمة .. فوقه ورجعه للواقع لما قرى اسم المتصل. 
قال بعصبية :
- وجفى ضحك يا" نيره " .. رائف بيرن عليا ..
- اممم يعنى عايزنى اجفل معاك .
رد عليها بتحذير :
هاخلص معاه وارن عليكي من تانى .. والنعمة لو ما رديتى عليا واتخمدتى تنامى .. لاكون مطين عشيتك يانيرة .
ردت عليه تراضيه :
- حاضر ياباشا .. انتى تؤمر .
..........................
قفل معاها وفتح مع ابن عمه :
- الوو ...ازيك ياعم .. توك مافتكرت 
وصوله صوت " رائف " بعتب :
- اجله افتكرت يا" حربي " .. لكن انت نسيتنى خالص ومعدتش بتسأل .
رد " حربي " بحرج :
- معلش يا" رائف " .. الدنيا تلاهى ياواض عمى .. وبتشغل الواحد برضك. 
بصوت ضحكة قصيرة بسخرية :
- يعنى بتشغلك عن مكالمة " نيره " ياحربى ..بلاش الحجج دى ياراجل. .
حل القلق بقلب " حربى " من لهجة ابن عمه :
- هو انت مالك يا" رائف " ؟ مش عادتك يعنى تتكلم بزعل كده ؟
وصله صوت تنهيدة كبيرة قبل ما يقول:
- ماحدش حاسس بيا يا" حربى " .. كل واحد مشغول فى همه وانا طلبت مساعدتهم وماحدش ساعدني .
- يساعدك في ايه بالظبط يا" رائف " 






- حتى انت نسيت يا" حربى " .. انى عايز اخطب " نوها " ياجدعان والنعمة انا واخدها جد .. مش هزار زى كل مرة .. لا انتوا مصدقين ولا هى مصدقة .. اطب اعمل ايه بس عشان تحسوا بيا .. جربت انساها وانسى الفكرة نفسها لكن مجدرتش .. دى حاجة مش بيدى والنعمة . 





حربى اتأثر اوى من صدق كلام رائف :
- خلاص ياواض عمى.. ماتزعلش منى ولا منهم كمان .. وادعي من جلبك تبجى من نصيبك .
- يااارب يا" حربى " ياارب .






فى محاولة منه تغير الحوار:
- صح ياض يا" رائف " .. مش ناوى تنزل البلد جريب.. عشان افرجك على ارضى اللى زرعتها بنفسى .. 
- ارض ايه يا" حربى " ؟






- ياض مش فاكر .. لما كلمتك على فدان الارض الصحراوى واللى اشتريته من " زاهر " ابو اسماعيل ".. دا محصول القمح فيه .. بجى يشرح القلب .
- ربنا يوفقك يا" حربى " ويبقوا فدادين .. انت بتحب الارض والارض كمان بتحبك .
................................

فتحت الباب لوالدتها ودخلت خلفها .. اتقدمت بخطواتها لداخل البيت لقيته واقف قصادها فى وسط الصالة .. ايديه فى جيوب البنطلون .. طابق على شفايفه .. وعيونه بتطلق شرار ناحيتها .. نظرته الغريبة دى فجأتها فخرجت الجملة منها بدون حساب وهى بتخاطب والدتها :
- ودا ماله دا كمان ؟






نفخ دخان من انفه وعيونه ازدادت حدة وشرار .. قصاد والدتها اللى زغدت بنتها بعد ما شعرت بالحرج :
- معلش يابنى .. هى كده مدب ومابتاخدتش بالها من كلامها. 





ولا اكنه سمع " نجلاء " .. ساكت و عيونه مابتحدتش عنها ..بنظرات تثير التوجس والريبة .. فجأة انسحب من امامهم واتجه على غرفته من غير استئذان و بكل هدوء .






- شايفة ياماما قلة الزوق ؟
زغدتها والدتها مرة تانية وهى بتجز على اسنانها :
- وقلة الزوق بتاعته دى جات منين ؟ مش من تصرفاتك وقلة ادبك معاك .. بقى يازفتة بدل ماتتكلمى بزوق وتقولى .. مساء الخير .. بتتنيلى وتعيبى عليه ؟ يابنتى ماينفعش كده .. لازم برضوا تحترميه قصادى. 
بلهجة مستخفة قالت :
- احترمه !! ...ماشى ياماما هابقى احترمه .. انتى تؤمري ياحبيبتى.
زقتها والدتها بضيق من استخفافها :
- طب ياللا غورى مستنيا ايه تاني ؟
- يووه ياماما.. هاوصلك اؤضتك الاول.. عشان ترتاحى وتنامي فيها.
قالت " نجلاء " قبل ماتتحرك وتروح معاها على غرفتها :
- ارتاح فين وانيل ايه ؟ هو انا بقى ليا عين اقعد فى الجو المكهرب ده .. قال من خرج من داره اتقل مقداره !
.............................

بعد ما اطمنت على والدتها فى احدى الغرف .. فتحت باب غرفة نومها ودخلت.. لقيته واقف بينظر فى شباك الغرفة فى الخارج.. والمنظر القريب من المنزل  مطل على جناين الموالح اللى







 يملكها من والده .. وبعض شجر النخيل المزروع على الجوانب .. بعد ما قفلت باب الغرفة قلعت حجابها وقالت مستغربة :
- ايه ياعم انت؟.. مديني ضهرك كده ولا اكن الحق معاك اصلاً ؟






معبرهاش بأى فعل ولا اتكلم اى كلمة .. مصمصت بشفافيها على عدم تعبيره .. وبكل لامبالاة اتجهت للمراية خلفه فى المراية تنظر لشكلها وتفرد فى شعرها ..
- ماتقفل ياعم الشباك ده جايب برد .
كررتها مرة تانية وهى بتتجه ناحية دولابها تخرج منه حاجة تلبسها للنوم .






- يا"معتصم ".. ماتقفل الشباك ده بقى .. عايزة اغير هدومي .
لما ملقتش استجابة قربت منه تنغزه فى ضهره بأيدها :
- هاتقفل الشباك ولا اقفله ان........








مكملتش الجملة وشهقت بصرخة.. لما لقيته مسكها من ايدها بكل قوة ولف دراعها خلف ضهرها .. 
- ااه .. انت اتجننت يا" معتصم " ؟







شد اكتر على دراعها و قرب وجهه من ودانها .. يقول مابين سنانه :
- وطى صوتك .. عشان امك ماتسمعش وتعرف اللى حاصل مابينا .







ردت هى بعصبية من وجعها :
- لا بقى خليها تسمع وتشوف بعينها .. همجيتك دى يا متخلف .
- همجي ومتخلف!! ..وليكى عين تتكلمى وتبجحى كمان ؟ .. ايه اللى بينك وبين "





 عاصم " يابت ؟.
المرة دى شهقتها خرجت بذهول من السؤال المباغت لها بصدمة .. قبل ما تتدارك




 نفسها وتقول بتردد مع الألم :
- عاصم مين يازفت انت ؟ هو انت اتجننت ؟عشان تفكر التفكير الزبالة ده؟..







شدد بأيديه على دراعها اكتر لدرجة جعلتها تميل لقدام من قسوة الوجع وهو بيقول بغضب :
- كنت فاكرنى .. ومش






 واخد بالى من نظراتك ليه ؟ وعينيكى فاضحة كل اللى جواكى .. بتبصى لواحد






 متجوز ليه ؟ وانت مرة متجوزة غيره .. انا عايز اعرف دلوكتى .. في بينك وما بينه حاجة ولا لاه ؟





ردت بألم وحرقة ودموعها بوظت مكياجها :
- وربنا مافي حاجة .. هو اساساً بيموت في مراته .. مايقدرش يخونها ويحبني. 






- بس تجدرى انتي تحبيه وتحطي عينك عليه.. وكأنك مش فى عصمة راجل .. لبسك وعيشك عيشة ماكنتيش تحلمي بيها .




مع اَخر كلمة ساب دراعها ورماها بعنف على السرير ..تعيط بحرقة وصوت






 مكتوم .. مابقتش قادرة تحرك دراعها المتخدر ..قرب منها تانى يميل بوجهه عليها وايده بقت ساندة على السرير يقول :








- شكلك كده مالكيش فى المعاملة الزينة .. وهاتخلينى ارجع من تانى اعيد حساباتي معاكى .. بعد ماكنت خلاص.......






مكملش جملته واتعدل ينظر لها بنظرات مش مفهومة وفجأة وخرج من الغرفة .. سابها مرمية على السرير بوضعها كما هى تبكى وتنوح على حظها.
....................................

دخلت بيتها وهى بتتمخطر فى مشيتها وبصوت تمثيلى وهى بتقلدها :






- مش انا كمان " معتصم " جابلى عربية ..بس بقى مستنية اتعلم السواقة عشان اسوق بنفسييي .. ياختى عليكى وعلى تجل دمك .




دخل خلفها وصوت ضحكته بيجلل على اسلوبها فى تقليد " نورا" .. اترمت هى على الكنبة تقول بغضب :
- والنعمة انا النهاردة كان







 نفسى اكلها باسناني .. بس سبحان من صبرنى عليها .. دمها يلطش. 
قعد هو كمان جمبها ومازال بيضحك .. كملت هى بانفعال :






- نفسى افهم بس .. هى جايبة البرود دا كله منين ؟ بس انا هسأل ليه واتعب نفسى .. هى اكيد ورثاه من عن " سامح " .. نجلاء بت 




عمتى " صباح " .. دمها حامي زى عمتى بالظبط .. بس دى مستفزة .. مستفزه جوى .





وقف ضحك يقول بجدية:
- معلش يا" بدور " فوتيلها وماتحطيش فى مخك منها .. هى البت دماغها شاطحة شوية .. بس ربنا يهديها بجى. 





- دماغها شاطحة !! دى عايزة حش وسطها .. البت ما بتجعدتش فى مطرح واحد واصل .. طول الوقت رايحة جاية... بلبسها 




الضيق اللى مش عارفة تتنفس فيه .. وانا لولا حالة " نهال " لكنت عدمتها العافيه..
سكتت فجأة تفتكر حاجة :





- صح يا" عاصم " .. انت برضك مش هاتجولى على مشكلة " نهال" وجوزها مدحت ابن عمى .
- تانى يا" بدور " .. عايزة تزنى.. طب انا عايز اروح انام بجى .. وانت اعرفي





 من اختك بكره احسن. 
- تصبحي على خير .
قالها بعد ماقام وفجأه بذهابه لغرفة النوم قبلها .. نظرة فى اثره تردد فى ضيق :




- تصبحي على خير !! ماشى يا"عاصم " .





............ ...................

ماصدق ينفرد بنفسه فى داخل غرفة النوم .. اتجه فوراً على شرفة الغرفة عشان يتصل بابن عمه .. يعرف باللى حصل :





- الوو .. ايوه يا" عاصم " ..
- ايه يادكتور .. برضك دى عملة تعملها .. تمشى وتسيب " نهال " زعلانة هنا لوحدها. 
وصله صوت " مدحت " بعصبية :





- انا ما سيبتهاش من نفسى يا"عاصم " .. هى اللى جبرتني باستفزازها ليا وعنادها معايا.. انا مش عيل صغير يا " عاصم 



" ولا عندى مرارة للدلع الفاضى ده .
- ايوة ياباشا .. انا معاك فى كل كلامك .. بس دى اول مرة تعمل معاها كده 





.. دا انت بالذات ما بتتحملش تبعد عنها ولو دقيقة. 
فضل صامت للحظات قبل مايرد بصوت مشحون بالعاطفة:





- يمكن عشان كده انا مشيت النهاردة يا" عاصم " .. عشان حسيت انها ابتدت تستغل ده .. تستغل انى بجيت زى الطفل المتعلج بامه .. وهى النهاردة زودت فى الصغط عليا ..





 و انا مهما كنت بحبها لايمكن هارضاها على نفسي انها تستغل حاجتى وضعفى جدامها .
- هى مش بتستغل ضعفك يا" مدحت " .. لايمكن " نهال " يكون دا تفكيرها..




 هى لحظة شيطان واكيد هاتعدى .. المهم انت بس ماتعملش عجلك بعجلها.. والنسوان اى حاجة ترضيهم .. 






- اما اشوف يا" عاصم " .. بس انا حاليا متضايق منها .. الضغوط كتير جوى عليا اليومين دول .. كنت عايزها تجوف جمبى وتهون





 عليا.. مش تحط فى دماغها حاجات تافهة ملهاش معنى وتكبرها وتعملها موضوع .. ولو سالتنى نفسك فى





 ايه دلوقت  .. هاجولك انى ارجع البلد واخنقها بأيديه الاتنين .. بدل الغيظ اللى واكل جلبى منها .
عاصم بضحك :




- تخنجها برضوا !! .. طب لو تقدر اعملها وتعالى بسرعة بجى .. انا مستنيك .




سكت للمرة التانية لحظات .. قبل ما يرد على " عاصم " بجدية:




- انا المرة دى عايز اجمد قلبى حبتين معاها يا" عاصم " ..  عايزها تعجل شوية 




وتفكر زين .. قبل ما تصدق اى حد يحاول يفتن مابينى وبينها او يشوه صورتى جدامها .


عاصم بصوت متوجس:
- يعنى انت هاتعمل ايه يا" مدحت " فهمنى ؟

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-