أخر الاخبار

رواية ست الحسن الجزء الثاني الفصل الرابع والأربعون


رواية ست الحسن الجزء الثاني
الفصل الرابع والأربعون 
بقلم امل نصر بنت الجنوب

- يومييين... يومين لا يسأل ولا يعبرني .. ولاكنى كنت هم على جلبه وماصدق انه انزاح واستريح منه 






اتنهدت " بدور " بصوت عالى .. تشيح بنظرها عنها .. وكل







 الحجج راحت منها.. وهى شايفة اختها ..قاعدة قدامها .. منهارة من البكا .. تقرقض فى ضوافرها وتهز فى رجليها بحركة عصبية .








- سكتي ليه ماتردي عليا؟وقولى كلمة الحق ؟
- اجول ايه بس يا" نهال " ؟ بصراحة انا احترت معاكم انتو الاتنين .. بتعاندوا بعض على ايه مش عارفة ؟









قالت منهارة:
- بس انا عارفة .. هو اكيد رجع لحبه الجديم من تانى .. اكيد الست " مها" الحيزبونة ... قدرت ترجعه تانى لعشجها .. طبعاً ماهما ليل نهار مع بعض فى المستشفى وفى نفس القسم .. لازم لازم هاتاثر فيه .









قالت " بدور " بعدم تصديق :
- لاه يا" نهال " ماتقوليش كده .. مدحت واض عمى وانا عارفاها زين .. حتى لو اتأثر زي مابتجولي .. برضك مش هايحن ولا يرجعلها من تاني .. دا بيعشجك ويعشج التراب اللى بتمشي عليه .. لهو الحب مابيبانش فى عيون المحبين اياك .
قالت بمرارة وهى بتمسح في دموعها :








- اه .. ماهو باين جوي الحب .. من ساعة ما مشي وسابني فى البلد لوحدي .. معبرنيش بمكالمة واحدة حتى .. يسأل عليا ولا يطمن حتى ان كنت رايجة ولا تعبانة .
سألتها " بدور " بتوجس :
- هو انتي لسة بتوصلك صور من الرقم اياه ؟
بضحكة غريبة وصوت مبحوح قالت:
- بتوصلني يا" بدور " .. صور جديمة وهو بيعبرلها عن حبه جدام صحابه من غير كسوف .. وصور فى الوقت الحاضر .. وهما طول الوقت لازقين جمب بعض يتكلموا عن قرب واكنهم صحاب ولا حبايب ..
نفخت "بدور " بقلة حيلة :








- وماهو كمان السكوت دا ماينفعش .. لازم تجابليه وتواجهيه بالصور دى اللى بتجيلك .. خلينا نعرف اصل الحكاية دى ايه ؟ ومين الزفت اللى بيبعتلك الصور دى .. عشان يخرب مابينكم ابن ال...
- استني يا" بدور " ثواني " .
قالتها بمقاطعة وهى بتنظر في الفون تشوف مين اللى بيرن عليها .. 
- دى " نوها ".. استنيني هارد اشوفها .
مسحت دموعها كويس واخدت نفس عشان ترد طبيعى 
.. قبل ما تفتح على مكالمة صاحبتها وتقول :
- الوو ...اهلاً يانوها أزيك.
- اهلاً ايه وزفت ايه يابنتي؟ هو انتى ماعندكيش احساس ولا دريانة بالوقت.. سايبة دراستك ولا سائلة فى كليتك! .. قوليلى يا" نهال " ..هو انتى عايزة تسيبي التعليم ؟
- براحة شوية يانوها .. داخلة فيا كدة شمال على طول ..انا ماهاسيبش الكلية طبعاً ولا هاضيع مستجبلى .. دول بس يومين اللى غيبتهم ومع ذلك انا متابعة على طول .. المحاضرات اون لاين .
وصلها صوت نوها باستخفاف :
- اه ياحبيبتي .. والمحاضرات العملي ...بتدربي فيها كمان اون لاين عالشاشة ؟!
- عملي ايه يانوها ؟ .. هى محاضرة واحدة بس اللى فاتتنى بتاعة الدكتور محفوظ امبارح .. مااظنش ان في محاضرات تاني فاتتنى .
- لا ياحبيبتى .. انهاردة في محاضرة للدكتورة " سمية" .. ولا دى كمان هاتفوتيها؟
سكتت لحظات تفكر وبعدها جاوبت بثبات :
- لا مش هافوتها يا" نوها " .. هي مش كان ميعادها الساعة ١٢ الضهر باين ؟ يعني جدامي ٣ ساعات على ماحضرت نفسي وخدت ساعتين فى المواصلات .. هاوصل قبلها بنص ساعة دا لو اتأخرت .
- يعني هاتلحجي ؟
- هالحق يانوها .
بعد ماقفلت مع صاحبتها.. قامت بسرعة على الدولاب .. تفحص فى هدومها القديمة وتخرج منها اللى تصلح للخروج. 
سألتها " بدور " بتعجب:
انتي هاتنزلي المحافظة من غير ما تتصلي بمدحت تخبريه .. ولا هاتعمليها مفاجأة؟
نظرت فى عيون اختها بعند :
- وهو ماله ؟ انا رايحة احضر محاضراتي وبس ... يعني ماليش دعوة بيه !!
.......................................

- اروح معاك فين ياعنيا ؟
قالتها بتهكم وهى واضعة ايدها على وسطها.. فكان الرد .. انه قرب منها بغضب يزقها بكف ايده على كتفها بعصبية :
- احترمي نفسك واتكلمي عدل .. ماتخلنيش اطلع عن شعورى معاك على اول الصبح .
اترجعت شوية عن حدتها تتفادى غضبه:
- انا مقصدتش اقل ادبى.. بس انت طلبك دا غريب بصراحة. 
- غريب ليه بجى ؟ هى زيارة حماتك دى ما تعتبرش واجب عليكى وانتى اتأخرتى فيه ؟
- اتأخرت فيه !
- ايوة اتأخرتي ..عشان المشوار دا كان المفروض يتم من اول ما خطبتك .
ضحكت بسخرية تقول :
- دا على اساس اني لحقت اتخطب اساساً .. وماكنش الجواز فى اقل من شهر. 
جز على فكه من اسلوبها قبل ما يقول بتهديد :







- طب اسمعى بجى .. انا طالع نص ساعة بس ..اقضى مشوار في البلد ضرورى .. ارجع الاقيكي جاهزة .. عشان نلحق ميعاد الزيارة .. ياكده ياهتشوفي اللى هايحصلك يابرنسيسة. 
رمى كلامه فى وشها قبل ما يخرج ويسيبها واقفة مكانها بتاكل فى نفسها من الغيظ 
.........................

وقف بحصانه يدور بعنيه يمين وشمال .. بعد ما وصل للمنطقة عن طريق وصف ابن عمه .. اتأكد ان هى دى الزرعة المقصودة.. خصوصاً لما لمح يدوبك دماغه اللى كانت ظاهرة من وسط سنابل القمح الخضرا .. وهى مزهزة ومنورة.. 
- هى دى ارضك يا" حربي " ؟
رفع راسه وهو بيحجب بكف ايده اشعة الشمس المتسلطة عليه.. قبل مايرد بابتسامة جميلة على الوجه الاسمر والعرق مغرق جبينه :
- واه .. المهندس " رائف " بحاله جاى يطل على ارضى ..يالف هنا ياولاد. 
نزل من علو الحصان برشاقة .. يتقدم لجوا الارض .. وابن عمه خرج له من وسط سنابل القمح يستقبله بحفاوة وفرح .. 
- حمد الله عالسلامة ياباشا.. الزرعة والبلد كلها نورت .
- وحشتنى والنعمة يا" حربى " .. واشتجت لقعدتك وهزارك .. بس ايه ياعم الحلاوة .. بسم الله ماشاء الله .. المحصول طالع من الأرض ولا اكنه بيضحك .
ضحك " حربى " بفخر :
- الحمد لله ياعم .. مجهودى وتعبي فيها .. مراحوش هدر .. دى طلعت عينى. 
سأله " رائف " مندهش :
- طب وايه اللى جبرك ياواض عمى .. تسيب فدادين الطين .. وتيجى هنا فى الصحرا تزرع ويطلع عينك. 
شاور بكف ايده:
- هو انا بس اللى زارع هنا ؟ مش شايف الخضار اللى كسا الارض على مد بصرك .. في غيرى كتير .. اللى اجر واللى رهن من زاهر هنا .. اصلها ارض شباب وعفية .. تستاهل التعب .. عشان الخير الى هايجي من وراها .







قال " رائف " بابتسامة:
- زين جوي ياحربى .. انك تحلم وتنفز على ارض الواقع حلمك .. وبعدها تشوف النتيجة بعينك .
قال بتمني :
- اه يا" رائف" .. دا انا مستني اليوم ده على فارغ الصبر .. ماتيجي افرجك على الارض من جوا .
قال الاَخيره وهو بيزقوا بخفة للداخل .. والتاني استجاب بسعادة وهو بيتحرك معاه .
..............................

قاعدة بتناكة وواضعة رجل على التانية .. بتنظر لها بتفحص من شعر راسها لاَخر صوابع رجلها .. والتانية بتنفخ داخل نفسها وهى بتعد الثواني والدقايق فى انتظار انتهاء المهمة التقيلة على قلبها دى .
- ها يااما .. عجبتك " نورا "؟
- اممم .. زينة ياولدى ومش عفشة.. ولبسها زين كمان رغم انه ضيق حبتين يعنى . 
اتفاجأت " نورا " من وقاحة "انتصار " فى الرد.. من غير ماتتكسف حتى وهى لابسة عباية السجن .. لقطت " انتصار " نظرتها وفهمتها على طول .
قال " معتصم " عشان بهدى الجو :
- دى حتى " نورا " هى اللى اصرت .. اننا نيجوا النهاردة عشان تتعرف عليكى .
بابتسامة مبهمة سألتها:
- اممم .. صح يا" نورا " الكلام ده ؟ ان انتي اللى جال عايزة تتعرفي عليا ؟
- طبعاً ياطنت امال ايه؟ ودى حاجة تفوتني .
بابتسامة خبيثة قالت انتصار:
- جدعة يامرة ولدى وانا كمان حبيتك خالص .. ياللا بجى يا" معتصم عايزاك تجيبهالي معاك فى كل مرة تجيني فيها .
نورا وشها اتخطف ومابقتش عارفة ترد على لؤم انتصار بأيه ..اما " معتصم " فرحب بالفكرة وهو بيراضي والدته :
- طبعاً ياما اكيد .. انتى تؤمري. 
نورا كانت بتطلع دخان من جوز المصايب دول وهما بيتكلموا مع بعض فى عدة مواضيع بياخد رأيها فيهم ومشورتها .. دا غير الاحاديث اللى كانت بصوت واطى جداً بحيث مايوصلش لسمعها وهى جمبهم بمسافة قريبة .. كان واضح اوى ان " انتصار " هى اللى مسيطرة على ابنها .. ومعظم قرارته بايدها هى .
...............................










نهال كانت خلصت المحاضرة العملى وخارجة منها مع الطلبة والطالبات .. بعد ما لحقت توصل وتحضرها .. قلبها كان بيدق بيخوف لاتشوف "مدحت ".. فى الجامعة رغم علمها التام .. ان اليوم معندوش محاضرات فيها .. كانت بتمشي بالخطوة السريعة لدرجة نبهت البنات .
- استنى يامجنونة انتى .. ماشية ليه بسرعة كده ؟
اللتفتت لبثينة و" نوها " اللى كانوا خلفها وبيحاولوا يحصلوها ترد على عجل :
- عادى يعنى .. عايزة اللحج اروح بيتى .. فيها حاجة دى ؟
قالت " نوها " :
- لا مافيهاش حاجة ياستي .. بس مش بعادة يعني تبجي مستعجلة كده ؟
كانوا وصلوا للباب الرئيسى وبيعدوه فقالت " نهال " مغيرة الموضوع. 
- بس المحاضرة النهاردة كانت ممتازة .. والدكتورة " سمية "ماشاء الله عليها .. شرحها حلو وبسيط 
بثينة بحماس:
- ومتعاونة جداً يا" نهال " .. فى اى جزئية اطلب منها استفسار تجاوبني بكل ترحيب. 
- فعلاً دا حقيقى .. طب انتوا رايحين فين دلوكت ؟
جاوبتها " نوها " وعيونها على منطقة معينة فى ناحية مختصرة من الطريق :
- ما احنا مروحين برضوا .. انا و" بثينة " بناخدها مشي من بعض .. بتوصلنى للسكن بتاعى وبتكمل هى بعدها على بيتهم مشي برضوا .
سألتها " نهال " وهى بتشاور بدماغها :
- طب وانتى عينك هناك فى الناحية دى ليه ؟ هو انتى بتدورى على حاجة ؟
ارتبكت " نوها "للحظات عن الاجابة .. فاتدخلت " بثينة " بابتسامة وغمزة :
- اصلها بتدور عليه .. بعد ما خلاص الواد زهق وبطل يوقف لها يبص عليها و ....
قاطعتها " نوها " بحدة :









- بثينة بطلى كلامك دا عاد .. ما تخلنيش ازعل منك .
كانوا التلاتة وقفوا على جنب فنظرت لها " نهال " بتفحص قبل ما تواجهها :
- بتنكرى ليه ومش عاجبك الكلام ؟ مش هو دا اللى كنتى عايزاه .. وانتى رافضاه بعزم مافيكى.. خلاص ياستي اهو خدها من جاصرها وبعِد .. عشان بس ماتزعليش مني تاني وتقولى اني مشجعاه. 
- ماهو بصراحة هو كان مزودها معاكسات فى التليفون وزن عشان اوافج .. دا غير انه ماتقدمش رسمي اساساً .
- ويتقدم رسمي ازاي بس وانتى مش موافقة؟ اهو ريحك ياستي من زنه .
قالت " نوها " بتردد:
- بصراحة هو بجالوا فترة ماعدتش بيغلس عليا ولا يبعت رسايل زي الاول .. وكان بيكتفي بس انه يوقف هنا يبص علينا وهو ساكت من غير ما يتعرض ليا بكلمة واحدة حتى .. ودلوك بقالوا يومين مختفي . 
بثينة بتأثر :
- والنبى كان بيحبها .. بس هى اللى غبية .
- كان !! يعني ماعدتش خلاص بيحبني ؟
الاتنين بثينة و"نهال " بينظروا ناحيتها وينظروا لبعض بابتسامة ماكرة .. قبل ماتنهى " نهال " الحوار :
- بجولكم ايه.. انا مش فاضيالكم .. يدوبك احصلى مواصلة .
شدتها بثينة قبل ماتمشي :
- استني هنا .. هاتركبي مواصلة ازاي ؟ هو الدكتور مش هايجي ياخدك زي كل يوم برضوا. 
نفضت ايدها تقول بعجل :
- يابنتى الدكتور مش فاضى النهاردة.. وعنده ظرف طارئ يمنعه عن توصيلي .. سلام بجى .
نهت جملتها ومشيت بسرعة من قدامهم .. تتفادى اسئلة فضولية منهم تانى 









................................

يعنى انت خلاص على كده صرفت نظر .. ومش ناوى تحاول من تاوني؟
سكت شوية " رائف " بشرود وهو بيلمس على حصانه .. قبل ما يجاوب اخيراً :
- مش عارف ان كنت صرفت نظر ولا دى استراحة محارب .. بس انا متأكد من حاجة واحدة .. هى اني تعبت .. تعبت من التفكير فيها وهى مش سائلة.. ومن المحاولة معاها وكأنى بنفخ فى جربة مجطوعة.. ياللا بجى لو ليا نصيب فيها تمام .. لو ماليش.. يبجى كل اللى يجيبوا ربنا كويس. 
طبطب " حربى " على كتفه بمؤازرة وابتسامة مشجعة :
- طول عمرك راجل ياواض عمى .. واكيد اكيد ربنا شايلك الخير .. بس انت جول يارب 
قال بتمني :
- يارب ياحربي يارب.. المهم بجى يدوبك امشي .. مش هاتيجى تروح معايا .. دا العصر يدوبك على ادان .
هم يجاوبه " حربى " ويرد عليه.. لكن صوت الدوشة اللى وصله من بعيد .. جعله يلتف ناحية الصوت .. فقال مندهش :
- واه .. دا " زاهر " بيتعرك هناك .. عن اذنك يارائف اروح اشوف الحكاية .
ساب الحصان رائف وقال وهو ماشي معاه :
وانا كمان جاي معاك .
................................

وصل الاتنين لقوا" زاهر" بيعافر من وسط راجلين اصحابه مقيدين حركته بكل قوتهم ..بيحاولوا يمنعوه بصعوبة عن الفتك باللى واقف قصاده بكل برود .
- والنعمة اللى هايجرب من ارضي .. ولا يلسمها حتى .. لاكون شاجوا نصين .. وماليه عندي دية .
زعق عليه الشخص اللى قصاده بكل تبجح وهو راجل اربعينى بيقارب فى العمر لزاهر .. اللى وجهه المحتقن بالغيظ والغضب اتحول من السمار للسواد 
- يبجى انت هاتجيبوا لنفسك وهاتدخل نفسك فى قضايا ومصايب .. وانت اللى هاتخسر برضك فى الاَخر .
- صرخ " زاهر" بصوت عالي :








- وادخل نفسي فى قضايا ليه ؟ وكمان اخسرها.. دى ارضي اللى عمرتها بقالى خمس سنين.. وإجراءات تمليكها ماشي فيها بالسليم .
ضحك الراجل اللى قصاده باستفزاز:
- ارضك !! .. ليه بجى كنت وارثاها عن جدودك ياخويا.. دى وضع يد .. وهى ليها مالك اساسي .. وانا مش هاعيد وهازيد من تاني فى حديت ماسخ .. سلام ياابواسماعيل 
زعق " زاهر " فى الراجلين اللى سابوه فجأة بعد ما اطمنوا من بعد المسافة وبين الراجل اللى مشي من دقايق :
- حشتوني عنه ليه ؟ ماكنتوا سيبونى اطلع فى غيظى واعرفه مجامه .. هو وابن الحرام التاني اللى وراه. 
صرخ عليه واحد منهم :
- انت اتجنيت كنك ياجزين؟ .. وعايز تودي نفسك فى داهية ؟ هو انت كده دا ولا كد اللى وراه ؟
قرب حربي منه مخضوض يساله :
- مالك يا" زاهر " .. الراجل السو دا عمل معاك ايه بالظبط . ومين هو اللى وراه .
رد عليه " زاهر " بصعوبة :

ونرشح لكم ايضا



- الجزين جاي بكل برود يجولي سيب الارض اللى شقيت فيها وطفحت الدم فى إصلاحها.. عشان هي من الاساس مش ملكك وجال المالك الأساسي بتاعها يبجى .. الباشا نائب الدايرة .
ردد من خلفه " رائف " بذهول :




- نائب الدايرة مين ؟ سراج فتوح ؟
- هو نفسه يا" رائف ".. بيدعي ان الارض دى كلها ملكه ..وانا واخدها فتونة ووضع يد ! رغم انى ربنا وحده هو اللى عالم.. اني ماشي فى اجراء تمليكها بقالى سنين .. بس إجراءات الحكومة طويلة بجى وانتوا عارفين .
سأله حربى بتوجس :
- هو يقصد ارضك كلها ولا جزء فيها؟
ابتسم زاهر بمرارة يقول :
- ارضى كلها ياحربى بما فيهم الفدان اللى انتوا واخده رهن .
- خلى حد فيهم يجرب من ارضي بس ..عشان كنت اجطع رجله هو واللى يتشددلوا .
قالها " حربى" باندفاع وبدون تفكير .
........................
نهال وهى واقفة فى موقف للعربيات بيوصل للمركز .. اللى موجودة فيه قريتها .. كانت بتتكلم فى الفون وهى بتحاول بقدر الامكان ضبط النفس مع اختها اللى بتزن فى الفون .
- يانهال مايبقاش عجلك صغير .. ارجعي بيتك احسن. 
زعقت فيها بصوت مكتوم :
- ارجع فين يازفتة انت .. دا مسألش فيا وسابني اتفلق فى الفكر والظنون .
وصلها صوت بدور اللى علي فجأة:
- ايوة يابت ابوي انا معاكي.. بس هو كدة لو سمع انك نزلتي المحافظة من غير ماتجوليلوا هايزعل اكتر وانا خايفة الموضوع يكبر .. دا غير انك هاتخدى اربع مواصلات عشان توصلي بلدنا.. دا كده انت هاتوصلي البيت على ادان العشا عندينا .
قالت من تحت اسنانها :







- يعني اعمل ايه ؟ ماانا حاولت اشوف تذكرة قطر .. بس للأسف دا ميعادها هايبقى على ستة المغرب.. يعنى هاوصل لبعد العشا كمان .. المهم انتي ماتبلغيش " عاصم " ليبلغ مدحت .. وان شاء الله تعدي .
وصلها الرد اللى كان سكوت .. زعقت" نهال "لدرجة ان اللى حواليها سمعوا الصوت .. قبل ماتاخد بالها وتجعله مكتوم زي الاول .
- يعنى انتي جولتلى لجوزك يابدور .. رغم تحذيراتي ليكى .
قالت بدور بسرعة وكأنها بتنفي تهمة :
- والنعمة ما انا اللى قولت .. دى البت نهلة اختك مضروبة الدم هى اللى جالتلوا .. لما جه يتغدي معانا وسال عليكى .
اتنهدت باستسلام وهى بتغمض عيونها :
- ماشى يابدور .. اجفلى انتى دلوك .. عشان الميكروباص وصل وبيحمل.. سلام .
ما انتظرتش موافقتها وقفلت دوغري قبل ماتدخل وتاخد مكانها جمب الشباك .. ويدوبك الميكروباص حمل وحست بالعربية اللى دارات وعلى وشك الذهاب.. الا ولقت خبط جامد على ازاز الشباك من الخلف..







شهقت بصوت واضح.. وهى شايفة " مدحت " هو اللى واقف قصادها بالظبط .. بطوله اللى حجب ضوء الشمس نهائى 





عنها والغضب مرتسم على وشه بشده .. وبمنتهى العنجعيه شاورلها بعنيه تنزل بكل ادب .. ومن غير ولا صوت .





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-