رواية | الفهد الاسود |
( الباشا )
بقلم تسنيم المرشدي
الفصل الثالث .. والرابع
* بصت له بخوف كبير لما ذكر اسم أكرم ، معقولة يكون عارفه ؟ معقول يكون صاحبه ويسلمها ليه تاني بعد ما قدرت تهرب ، فضلت تتخبط في أفكارها شوية وبعدين سألته بخوف :- هو انت تعرفه ؟
_ ضحك بطريقة هيستريا رعبتها ورد عليها بإبتسامة انتصار :- ده حبيبي
* وقع قلبها أول لما أكد اللي كانت خايفة منه ، خدت نفسها براحة ووقفت إستعدادا للهروب في أي وقت ..
_ وقف قدامها وهز رأسه وسألها بغموض :- وقفتي ليه ؟
* بلعت ريقها بصعوبة وردت عليه والخوف ماليها :- أنت هترجعني عنده تاني صح ؟ ...
* حس بوخزة في صدره لما شاف خوفها بالطريقة دي ، أخد نفسه وحاول يهديها :- لا طبعا مش هوديكي ليه ولا يمكن اسيبك ابدا
رفعت عينها في عينه اللي حست فيهم بأمان متعرفش سببه إيه وازاي حست بيه بس نبرة صوته طمنتها ، وسألته بتوتر :- اومال هتعمل فيا ايه ؟ أنا مش عايزة حاجة منك سيبني أمشي وأروح لحالي ..
_ حط مية في كوباية وناولها تشرب وقالها :- خدي اشربي واهدي ، وياريت متخافيش مني أنا مش هأذيكي
_ خدت منه الكوباية وايدها بتترعش جامد من كتر الخوف والتوتر اللي هي فيه ، وفي لحظة ايدها خانتها وقعت الكوباية اتكسرت ميت حتة ، رجعت كام خطوة برجليها وخوفها كبر وقالت :- انا اسفة بجد آسفة ايدي ات.....
* قاطعها وبصلها بتعاطف :- مفيش حاجة حصل خير ..
_ بصتله بإنكسار وردت عليه :- خير ايه بس انا آسفة بجد
* نزلت علي الأرض تلم بإيدها بواقي الإزاز ، وهو نزل بسرعة لمستواها واخد الازاز من ايدها ، اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة اتمنت فيها سديم أنها كانت
تقابله من زمان ، بس ليه يعني هو عمل ايه ده السبب في حالتها دي وممكن بسهولة يرجعها لأكرم ، حست بقشرة في جسمها من لمسته لإيدها ، سحبتها من بين إيديه بسرعة ووقفت بعيد عنه
_ عمران كمل لم الازاز وكنس مكانه بالمكنسة الكهربائية ، ودخل المطبخ يحضر عصير ..
* لف بدماغه عليها وسألها بهدوء :- تحبي تشربي إيه ؟
_ بصتله كتير وهي مش فاهمة هو بيعمل ايه وليه اتحول لشخص هادي بالطريقة دي ده كان لسه صوته بيهز البيت من قوته ايه اللي حصل فجاءة وغيرله كده ؟!
_ خرجت من أفكارها علي صوته وهو بيقول :- تشربي عصير فراولة الصراحة مش عندي غيره بلاش تحرجيني بقا !
* سرحت في ابتسامته الغريبة اللي خطفت قلبها ، شكلها غريب وتجذب اي حد ليها ، بلعت ريقها وردت عليه بصوت واطي :- مش عايزة شكراً
_ غمز لها وكمل صب العصير في الكاسات وهو بيقول بمرح :- يبقي تشربي عصير فراولة ..
* عقدت حواجبها بغيظ وردت عليه بلهجة حادة :- قولتلك مش عايزة هتشربني غصب ؟
_ حط الكاسات في صنينة تقديم وخرج برة وقعد علي الكنبة ، مسك كاس وقربه منها وهو بيقول :- اتفضلي
_ نفخت بضيق وطولت في بصتها عليه عايزة تفهمه اكتر لكن مش فاهمة اي حاجة ، ابتسم علي سرحانها فيه وقال :- مكنتش اعرف اني حلو اوي لدرجة أنك تسرحي في ملامحي كده ..
_ وسعت عينها علي آخرها مش مصدقة جرأته أو بالاكتر وقاحته وردت عليه بإندفاع :- انت مغرور اوي وبجح و ووقح وااا
* سكتت وهي بتفكر في كلام تاني توصفه بيه لكن ملقتش ، رد عليها بهزار :- ومتكبر وبارد عارف , اقعدي بقا اشربي العصير
_ لفتت دماغها بعيد عنه وفضلت تبرطم بكلام كانت فاكرة أنه مش سامعه :- يعني فوق ما انت حلو ومز كده كمان جرئ في الكلام لا كده مش قادرة أقاوم
_ اتفاجئت بيه وهو يقول :- محدش قالك تقاومي أنا قدامك اهو
* بصتله بإحراج كبير ووشها احمر بطريقة مش عادية ، وهو انفجر في الضحك علي شكلها وحاول يسيطر علي ضحكه اللي بيزيد من توترها وإحراجها ،،
_ عدت ثواني بسيطة عليهم علي نفس الوضع ، كان عمران هدي شوية وقرب العصير منها تاني وقالها :- خلاص بقا اشربي عشان خاطري
_ استغربت اوي الثقة اللي بيتكلم بيها كأنه متأكد أنها هتوافق ، بس هي فعلا عايزة تقعد وتشرب العصير لأنها عطشانة لكن لا لازم تثبت علي موقفها وتكسر غروره وثقته دي ..
* هزت دماغها برفض وقالت بنبرة جدية :- قلت مش عايزة يعني مش عايزة
_ عمران بصلها كتير وهو واثق أنها عطشانة بس محبش يضغط عليها، وشرب عصيره كله من غير ما يوجه لها كلام وقام دخل أوضته يغير هدومه ..
_ تابعته لحد ما دخل الاوضة وقفل الباب ، استنت شوية تتأكد أنه مش هيخرج الوقتي وجرت علي العصير شربته كله تروي عطشها ..
_ فتح الباب وخرج واتفاجئ بيها بتشرب العصير ، حاول يكتم ضحكه عشان ميسببش لها الاحراج لكن مقدرش لازم يحط التاتش بتاعه :- ما انا قلتلك اشربيه من الاول عملتيلي فيها مش عايزة وبتاع
_ سديم اتحرجت ولعنت غباءها أنه خانها وحطها في موقف زي ده ، حطت الكاس بهدوء علي الطرابيزة وهربت بعنيها بعيد عنه ،
* عمران دخل المطبخ وجاب بقيت العصير وحطه قدامها وخد مفاتيحه من علي الطرابيزة ومشي نحية الباب ..
_ سديم وقفت وسألته بإستغراب :- انت رايح فين وسايبني لوحدي ؟
_ رد عليها من غير ما يبصلها :- هجيب كام حاجة للبيت محتاجها ومش هتأخر
_ قربت منه وهمست بترجي :- طيب أنا عايزة أمشي واسفة لو سببتلك إزعاج
_ كانت هتمشي قبل ما يرد عليها لكنه سبقها ووقف قدامها شكل حاجز بينها وبين الباب :- تمشي تروحي فين مش هتتحركي من هنا ..
_ رفعت انظارها عليه واتكلمت بخوف :- حضرتك عايز مني ايه انا لازم ا..
* قاطعها بحدة :- قولتلك مش هتمشي يبقي متتكرريش الكلام لاني مش بحب اعيد كلامي كتير
_ اتحولت ملامح وشها للغضب وحطت إيدها في
وسطها وقالت بغضب :- انت بتؤمرني كده ليه كأني مراتك انت ملكش حكم عليا أنا أعمل اللي انا عايزاه
_ابتسم بمكر ومال برأسه نحوها وقال :- انتي تطولي تبقي مراتي
_ شهقت بصدمة وبصتله جامد :- ده انت لو أخر راجل في الكون ..
* ظهرت شبه ابتسامة عليه وعدل وقفته وقالها بحدة :- طب روحي يا شاطرة اقعدي هناك علي لما اجي ،
* فتح الباب ورجع بصلها تاني :- عندك دولابي البسي اللي انتي عايزاه وغيري هدومك المتبهدلة دي ، واه هقفل الباب من برا عشان متتعبيش نفسك وتضيعي وقتك علي الفاضي ..
_ قفل الباب قبل ما يسمع لهرائتها وقفل الباب بالمفتاح عشان متعرفش تخرج ...
* فضلت واقفة تبص عليه لغاية ما اختفي ورا الباب ، استغربت ازاي بيتعامل معاها كده وهو ميعرفهاش ، ابتسمت بفرحة وهي بتتخيل ملامحه الوسيمة وعنيه الواسعة اللي من اول ما شافتهم وحست أن في
حاجة بتجذبها ليهم ، ده غير طوله وجسمه الرياضي اللي تقريبا اول مرة تشوف حد بالهيئة الجذابة دي ، ولا شفايفه ال ....... ،
هزت راسها تطرد أفكارها اللي وصلت بيها للنقطة دي واستنكرت نفسها اوي ازاي تفكر فيه كده فضلت تتمتم :- استغفر الله العظيم ايه اللي أنا بفكر فيه ده ؟!
_ بصت حواليها تستكشف البيت ، كانت الصالة بسيطة جدا لكن ذوقها عالي مكونة من انتريه أبيض وعليه مخدات مشجرة فيها جميع الالوان ، اغلبية الحيطان كانت حجر علي شكل طوب ونفس لونه ، عجبها جدا المكتبة اللي كانت عبارة عن جبس ابيض وفيها شاشة كبيرة جدا اول مرة تشوف شاشة بالحجم ده ..
_ كان البيت مكون من أوضتين ، دخلت اول اوضة وكانت فاضية تماما وفيها أثاثها مركون في زاية لوحده ، دخلت الاوضة التانية اللي كانت نايمة فيها لكن مركزتش في تفاصيلها كويس ، انبهرت بأثاثها
الكلاسيكي اللي بيميل لطراز زمان ، الدولاب عالي وتحته فراغ والسرير بنفس الوضعية ، كانت الاوضة برده باللون الابيض بيكسره الفرش والستائر بلون نبيتي غامق ، كانت الاوضة فيها حمام صغير عكس الاوضة الفاضية مفيش فيها أي ملامح لحمام نهائي ..
_ لقيته مطلع ترنج وحاطه علي السرير ، فضلت تبص عليه وهي مش مصدقة أد ايه حجمه كبير أكيد هتغوص فيه بحجمها اللي أد العروسة ده ..
_ مكنش قدامها غير أنها تلبسه وتغير هدومها اللي متبهدلة خالص واكيد هتغسلها وترجع تلبسها تاني وتمشي لحالها ،
حست بضيقة في صدرها مجرد التفكير أنها ترجع لحياتها من تاني ، هترجع تاني للراجل اللي بيتسغلها ويهد حيلها وبيديها مرتب زاهد يدوب بتدفع إيجار الاوضة بالعافية ، ومصاريف الجامعة هتعمل فيها ايه ده مديرها قالها لو مدفعتش مش هتدخل الامتحانات ودي آخر سنة ليها ولازم تخلصها ،
* اتنهدت بوجع وحست بسخونة دموعها اللي اتسابقت في النزول علي خدها ، مسحتهم بإيدها وبصت لفوق :- يارب أنا مش عارفة اعمل ايه كل حاجة خرجت عن ايدي ، اقف معايا يارب
_ قامت دخلت الحمام واخدت شاور سريع بعد ما لفت إيدها المتجبسة بعازل ، ولبست الترنج بتاعه بصعوبة كبيرة بسبب إيدها وشهقت بصدمة لما شافت نفسها تايهة فيه متوقعتش أنه يكون كبير اوي
كده ، حاولت تتني البنطلون لكن معرفتش بإيد واحدة ، نفخت بضيق وقامت جرجرت رجليها ببطئ عشان متقعش ودخلت المطبخ ( اللي كان عبارة عن مطبخ أمريكاني مفتوح علي الصالة ، كان لون السيراميك عبارة عن حجر لونه اوف وايت
والالوميتال كان عبارة عن إزاز شبه النيش ظاهر كل حاجة جواه ورخامة طويلة هي الحاجز اللي بين المطبخ والصالة ) تدور علي حاجة تاكلها ، اتفاجئت بالتلاجة فاضية تماماً ..
عقدت حاجبها وقالت بسخرية :- صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء
* ضحكت علي نفسها وخرجت قعدت علي الكنبة مكان عمران وتخيلته وهو قاعد ، ابتسمت تلقائي أول لما اقتحم تفكيرها ، تمنت أنه يكون انسان كويس ويساعدها لأنها محتاجة فعلا حد يقف جمبها ، بس هيقف جمبها إزاي هو يعرفها منين أصلا عشان يساعدها ..
_ لوت شفايفها بحزن وضربت رأسها بإيدها :- اوف بقا بطلي بقا تفكري فيه بطلي ..
* سندت راسها علي الكنبة وفي دقايق كانت راحة في النوم ...
_________________________________________________
_ نزل عمران من البيت والف سؤال بيدور في عقله ، أولهم ازاي قعد واحدة ميعرفهاش في بيته ويديها الامان كده ، مكنش بسهولة حد بيعرف يدخل بيته غير محمد وحسن لأنهم أقرب أصحابه ، طب ازاي صدقها بسهولة من غير إثبات مش ده أبدا اللي اتعلمه في شغل نهائي ، وده مش من طبيعته ده ديما بيتحري عن أتفه الأسباب عشان يكون في الأمان طب ليه دلوقتي ؟ السؤال اللي متأكد منه أنه هيعمل المستحيل عشان يقهر أكرم أبو اليسر ، دي ضربة معلم أن عروسته اللي هربت بقت بين إيديه الوقتي ؟
_ طرد أفكاره موظف الهايبر وهو بيسأله :- حضرتك محتاج حاجة معينة أقدر أساعدك ؟
_ عمران هز راسه ورد عليه بفتور :- لا شكراً أنا هجيب حاجتي بنفسي ..
* دخل الهايبر وجاب جميع أنواع الجبن رغم أنه مش بيحب غير نوع واحد وهي الرومي ، طب ليه جاب كل الانواع دي ؟
_ دخل علي قسم الشكولاتات وجاب كذا نوع من الغالين اللي مش بيجيب غيرهم وتقريبا نادرا لما بيلاقيهم متوفرين عشان سعرهم غالي ..
_ حاسب علي الكاشير وخرج ، قضي نص اليوم برا البيت اتعمد يتأخر عشان تاخد راحتها أكتر ..
* رجع البيت علي الليل وفتح الباب واتفاجئ بيها نايمة علي الكنبة ، دخل المطبخ وحط الحاجة علي الرخامة بهدوء وجهز عشا خفيف وخرج بالصنية ، حمحم عشان تصحي لكن دي في سابع نومة ، ضحك علي منظرها وهي مش باينة من الترنج بتاعه ،
قعد علي كنبة صغيرة وقال بصوت هادي :- سديم اصحي أنا جيت ، سديم !!
_ انتفضت من مكانها بخوف ، وقف هو كمان وحاول يهديها وفضلت تعيط وتقول :- أبعد عني متلمسنيش حرام عليك أبعد عني ..
_ عمران عيونه لمعت وصعبت عليه حالتها اللي أكيد أكرم كان السبب فيها ، كل مادا ما الكره بيزيد في قلبه وبيتمني يردله الصاع ألف عشان يرتاح شوية ..
_ بعد عنها عشان متخافش وكلمها بنبرة هادية :- اهدي أنا عمران
_ رفع أيده بإستسلام في الهوا عشان تتأكد من حسن نيته ، بدأت تهدي بس حست أن قلبها هيخرج من مكانه من كتر الخوف اللي فيها ، حطت أيدها علي قلبها وعيطت بطريقة هيستريا خلعت قلب عمران من مكانه ، اول مرة يصعب عليه حد بالطريقة دي يمكن عشان اللي اتعرضت له مكنش سهل حتي هو برده أذاها حتي لو مش قاصد ؟!
_ رجعت كام خطوة وداست علي بنطلون البيجامة ، وفقدت توازنها ووقعت ، عمران جري عليها بخوف وفكر أنها أغمي عليها زي ما شاف منها من أول لما شافها ،
_ اتفاجئ بها بتضحك وصوتها علي لما قرب منها ، ايه البت المجنونة دي ؟!
_ رفع حاجبه وسألها بغموض :- انتي بتضحكي علي إيه ؟
_ وقفت ضحكها وردت عليه :- اصل بيجامتك كبيرة اوي إيه الحجم ده ؟
_ عمران فضل باصص عليها ومش مصدق السبب التافه اللي ضحكت عليه ، معقولة تبقي موجوعة كده وتضحك علي أتفه الأمور ؟!
_ حاولت تعدل نفسها وتقوم لكن مش عارفة ، مسك دراعها وساعدها أنها تقوم وبعد ما قعدت علي الكنبة ، اتفاجئت به بينزل علي ركبه وبيتني البنطلون عشان تعرف تمشي فيه ..
_ خلص تني البنطلون ورفع عينه عليها اللي اتقابلت مع عيونها اللي سرحانة فيه بإعجاب ،
_ ايه العيون دي ؟ هي حلوة كده ولا أنا بس اللي شايفهم كده ؟ رغم الرضوض اللي في وشها بس ده ممنعش أنها تكون جميلة اومال من غيرهم هتكون ازاي ؟
_ فضل عقله الباطني يتكلم ويسأل نفسه أسأله كتيرة ، فاق علي صوتها وهي بتقول :- شكرا أنا فعلا مكنتش عارفة أمشي فيها خالص ..
_ وقف ودخل المطبخ بسرعة يهرب من عنيها وقال وهو ماشي :- أنا جبت آكل أكيد جعانة
_ هزت راسها وكأنه قدامها وقالت :- لا لا خالص مش جعانة شكرا
_ عمران ضحك لما شاف باب التلاجة مش مقفول كويس ، وعرف أنها كانت بدور علي أكل ، حضر الشاي وخرج قعد علي الكنبة الخاصة بيه وبدأ يعمل سندوشات ويديها ..
_ لفت وشها بعيد عنه وقالت بإمتنان :- شكرا بجد مش جعانة
_ عمران رجع أيده وقطم من السندوتش اللي كان عمله ليها من غير ما يتحايل عليها كتير ، كان قاصد كده ، انما هي كانت هتعيط عشان جعانة جدا هي أصلا مش فاكرة آخر مرة كلت فيها كانت امتي ، معقولة مش هيعزم عليها تاني ؟!
_ شتمت نفسها كتير فيها ايه لو كانت كلت يعني ، عمران حس بضيقتها وابتسم علي حالتها بس حاول ميظهرش أنه متابعها ، خلص أكل وشرب الشاي بتاعه وشال الصنية داخلها المطبخ ورجع تاني :- بقولك أنا هنام عشان هصحي بكرة بدري و...
* قاطعته بلامبالا :- هو انت بتقولي ليه انا مالي ؟
_ وقفت وقربت منه :- وبعدين أنا مش هقعد هنا أنا همشي
_ سند علي رخامة المطبخ بدراعه وبصلها كتير ، حست بالاحراج من نظراته وهربت بعينها بعيد عنه ،
_ مرت ثواني عليها مستنية اي رد منه لكن مفيش اي صوت خالص ، رجعت تبصله تاني وهزت رأسها بطفولة :- هتفضل ساكت مش هترد عليا ؟
_ عدل وقفته وقرب منها بطريقة خوفتها ورجعت لورا وهو مكمل مشي عندها لحد ما وقعت علي الكنبة من غير قصد ، انحني عليها وقال :- اولا معجبنيش نبرتك وانتي بتتكلمي معايا ، لازم تعرفي كويس إني ليا احترامي وده إجبار تحترميني ، ثانياً مش هتروحي في حتة طلاما انتي بالحالة دي
قاطعته بحدة :- نفسي وأنا حرة فيها وا..
قاطعها بتحذير :- قولتلك نبرتك تتعدل معايا ، ومتقاطعنيش تاني انتي فاهمة ، وطلاما أنا السبب في حالتك دي يبقي أنا اللي ملزم بيكي لحد ما تخفي
_ سديم ردت عليه بإستنكار طريقته اللي بيتعامل بيها :- مينفعش اقعد أنا وأنت في بيت واحد وبعدين ااا
_ قاطعها ونفخ بضيق ورد عليها بفتور :- بلاش وبعدين دي عشان أنا هنا اللي أقرر وبعدين ايه ! وموضوع اننا مينفعش نكون في بيت واحد فدي شئ مفروغ منه انا مش باجي البيت كتير عشان شغلي ببات كتير برة يعني مش هكون موجود معاكي اصلا ..
_ سديم حست بنبضات قلبها اللي بتزيد ومش قادرة تسيطر عليها من قربه منها ، دي حاسة بأنفاسه اللي بتخرج منه ، لا معدتش قادرة اكتر من كده ، قامت من مكانها مرة واحدة واتكلمت بهدوء :- بقولك ايه انا مقدرة ذوقك بس صدقني أنا لازم أمشي
_ عمران ضرب الطرابيزة بإيده :- هو انتي مش بتفهمي ولا بتتعمدي الغباء أفهم بس
_ ضربت الأرض برجليها زي الاطفال وبعدها إديته ضهرها ، عمران حس وقتها أنه داخل علي حاجات عمره ما وقع فيها بس لازم يستحمل دي الضربة اللي هتقضي علي أكرم أبو اليسر ...
_ دخل أوضته بدل هدومه لشورت قصير لبني وتيشرت بينك وجاب غطا وخرج برة فرد الكنبة اللي اتحولت لسرير ونام عليها واتغطي ..
_ أما سديم فضلت مرقباه ومش عارفة تعمل ايه ، طب هتنام فين أكيد مش هينام ويسيبها تضرب راسها في الحيط ..
* عمران فهم حيرتها واتكلم من تحت الغطا من غير ما يبصلها :- روحي نامي جوة وعندك المفتاح اقفلي علي نفسك ولو احتجتي حاجة انتي أكيد عرفتي البيت
_ سديم استغربت ليه بيقولها كده وسألته بإستسفار :- قصدك إيه إني أقفل الباب بالمفتاح ؟
_ سحب الغطا من علي وشه وحب يشتغلها شوية ، وغمز ليها واتكلم بمكر :- وكان الشيطان ثالثهما
_ برقت بخوف ومش مصدقة اللي سمعته أو اللي فهمته وجرت علي الاوضة وقفلت علي نفسها ، وقفت ورا الباب تاخد نفسها اللي زاد بسببه وبعدها حضنت السرير اللي كان وحشها من زمان بقالها فترة كبيرة متعرفش يعني ايه طعم نوم ولا راحة , واول ما حطت دماغها علي السرير نامت علي طول ....
_ عدت ساعة وصحت علي صوت بطنها ، كانت جعانة جدا طب تعمل ايه تفضل مكانها ولا تقوم تاكل ، حاولت تنام تاني لكن معرفتش الجوع كان اقوي منها
_ قامت من مكانها وفتحت الباب براحة ، ومشت علي طراطيف صوابعها عشان ميصحاش ، اتأكدت أنه نام ودخلت المطبخ تدور علي حاجة تاكلها بس هتعمل سندوشات إزاي بإيد واحدة ، نفخت بضيق وكانت هتخونها دموعها وتنزل بس شافت طبق في آخر الرخامة فيه حاجة ، راحت عنده واتفاجئت بسندوشات ملفوفة بورق سولفان ، ومج حرار فيه شاي وجمبهم ورقة مرسوم عليه أيموشن غمزة ..
_ ابتسمت تلقائي وقعدت علي الكرسي الطويل اللي قدام الرخامة واكلت لما شبعت وشربت الشاي وبعدها دخلت تنام ...
رواية | الفهد الاسود |
( الباشا )
بقلم تسنيم المرشدي
الفصل الرابع ..
* المنبه الخاص بعمران رن وكانت الساعة سبعة الصبح ، صحي وكله شعلة نشاط لأنه راجع لشغله اللي بيحبه وبيديله كل طاقته ووقته وجهده ، مط درعاته في الهوا يفرد جسمه وقام دخل الحمام الخارجي
خد شاور سريع ولبس البرنس وخرج ونسي أنه يجيب هدوم من أوضته بس هيجيب ازاي وهي جوة ؟
_ طب هيعمل إيه أكيد مش هيستناها تصحي لازم يتحرك بدري ولو قعد أكتر من كده هيتاخر ودي حاجة بعيدة كل البعد عنه ..
* مش قدامه غير أنه يدخل ياخد حاجته بهدوء ويخرج ، حاول يفتح الباب بس اتفاجئ أنه مقفول من جوة ، نفخ بضيق لمجرد أنها قفلته وموثقتش فيه ، بس هتثق فيه ازاي وهي متعرفوش ومقدمش ليها حاجة تخليها تثق فيه ، لا لا بس برده هو مصدر ثقة للكل ازاي دي تخاف منه بالشكل ده ، أكيد الغلط مش فيه الغلط في اللي اتعرضت له قبل كده !
_ اييييييه ؟ يعني هي بتشبه بأكرم ابو اليسر ؟
_ عمران اتعصب من مجرد التفكير أنه يكون شبه المقرف ده ومحسش بإيده اللي خبطت علي الباب بكل قوته ..
_ عند سديم كانت نايمة وبتحلم بأكرم اللي كان بينتهز أي فرصة عشان يقرب منها ويلمس جسمها ، عيطت في الحلم وهي بتقوله :- سبني حرام عليك بلاش تعمل كده أبعد عني
_ دموعها خانتها في الحقيقة ونزلت من كتر وجعها علي اللي كانت بتتعرض له ، سمعت خبط جامد اوي فضلت تدور في حلمها علي اي حد بيخبط لكن مفيش ابواب خالص ، عقلها بدأ يستوعب أن الخبط ده حقيقي واتفزعت جامد من شدته ..
_ انتفضت من مكانها وجرت فتحت الباب وجسمها كله بيترعش من الخوف ، فتحت ولقيته قدامها وعينه ينطق منها الشرار ..
_ عمران أول لما شافها قالها بغضب :- انتي بتشبهيني بأكرم ابو اليسر ؟
_ سديم مفهمتش المغزي من كلامه يمكن لأنها لسه صاحية وعقلها مش مستوعب حاجة ، أو يمكن لأنه موضحش كلامه كويس ، فضلت تبصله بعدم فهم وأخيراً جمعت كلام تقوله بنبرة مرتعشة :- مش فاهمة قصدك !
_ عمران غضبه كله اتبخر لما شاف دموعها ونبرة صوتها وهي خايفة منه ، لعن نفسه إزاي يسمح لنفسه يعمل فيها كده
_ هز راسه وكأنه معملش حاجة وهرب بعينه بعيد عنها :- معلش كنت عايز أجيب هدوم ليا من جوة عشان اااا..
* قاطعته سديم بفتور :- اتفضل
* خرجت برة بهدوء وسابته علي راحته ، وسط نظراته الغريبة اللي متبعاها مكنش ده اللي منتظره منها ، كان عايز عِند وزعيق بس ليه باينة ضعفية كده ؟
_ دخل أوضته يبدل هدومه وهي اتفاجئت بالصالة والمطبخ نضاف جدا ، استغربت إزاي شاب ولوحده ومنظم بالشكل ده ..
_ قعدت علي أقرب كنبة قابلتها ، رجليها مكنتش شيلاها من الخضة للي لسه حاسة أنها فيها ، حاولت تهدي نفسها بس مش عارفة ، كل شريط ذكرياتها السودة عدي عليها قدام عنيها ..
* كسرتها قدام نانا هانم اللي كانت بتمد لها رجليها عشان تنزل تبوسها والا لو رفضت كانت بتوحي أبنها يضايقها كأنه كلب بتخوف بيه الناس ، عيطت جامد اوي علي حظها وإن اللي عاشته المفروض يكون زهرة شبابها بس كله صعب ومحدش يقدر يتحمله ..
_ عند عمران بدل هدومه ولبس اللبس الميري اللي عبارة عن بنطلون وتيشرت أسود وسديري برده نفس اللون ومسك القناع في أيده محبش يلبسه الوقتي ..
_ حط برفانه اللي بيحبه وخرج برة ، محستش بيه نهائي ودي حاجة وترته قرب منها واتفاجئ بعياطها الهيستري ..
_ حس أنه السبب في حالتها وبدون اي مقدمات اعتذر منها :- أنا آسف
_ رفعت عنيها عليه وردت بكلام متلبخط :- ليه ، أقصد يعني بتعتذر ليه ؟
_ قعد علي الكنبة اللي جنبها :- عشان خضيتك و..
* قاطعته بإبتسامة باهتة :- دي اوضتك وانت حر فيها صدقني مفيش حاجة
_ بلع ريقه ونفسه يسألها بتعيط ليه بس معندوش الجرأة دي ، لكن لا لازم يسألها :- اومال بتعيطي ليه ؟
_ مسحت دموعها وهزت رأسها وهي بتضحك :- مفيش صدقني عادي ، بس كنت عايزة منك طلب
_ عمران :- اتفضلي
_ فركت صوابع ايدها بإحراج وقالت :- كنت عايزة أغسل هدومي عشان تلحق تنشف وامشي بقا ،
_ عمران اضايق أنها مسمعتش ولا حرف من كلامه ليها امبارح ، ومردش عشان ميتعصبش ..
_ فهمت حالته وردت بسرعة قبل ما ينفجر فيها :- صدقني مينفعش أقعد هنا مع شاب أكيد انت فاهم قصدي و..
_ قاطعها بحدة خوفتها :- اه عشان كده شبهتيني بأكرم أبو اليسر صح ؟
_ لتاني مرة متفهمش حاجة وايه علاقته بأكرم :- حقيقي مش فاهمة قصدك أنا شبهتك بيه إزاي ؟
_ عمران وقف وبعد عنها ومرة واحدة اتعصب في كلامه :- لما تقفلي الباب وتخافي مني يبقي بتشبهيني بيه وخفتي أعمل زيه ولما برده تبقي عايزة تمشي عشان انا شاب وانتي بنت يبقي برده بتشبهيني بواحد مقرف زي ده ..
_ سديم اتصدمت من تفكيره اللي وصله للنقطة دي ، ووقفت قصاده بتحاول تبرر قصدها :- لا خالص أنا مقصدتش كده بالعكس أنت الحاجة الوحيدة الحلوة اللي قابلتها ، احم أقصد يعني أنك نضيف ومش زي اي حد ومحترم ..
_ مش هينكر أنه حب كلامها عنه بس برده لازم يتأكد :- اومال ليه عايزة تمشي ؟
_ غمضت عينها بتحاول تنقي كلامها بعناية عشان ميتفهمش غلط :- حضرتك محترم علي عيني وراسي بس مينفعش اولا أنا لو حد شافني هيقول عني كلام وحش وثانيا أنا أقعد أساسا هنا بتاع ايه ياريت حضرتك تفهمني عشان نسهل علي بعض الأمور ..
_ سديم اتعمدت تقول كده عشان نفسها يرد عليها بأنه عايزها في حياته ، من وقت ما دخلت البيت وهي حست فيه بأمان وراحة ، واتمنت أنها تفضل فيه علي طول بس إزاي ؟
_ عمران رد عليها بعد مدة من التفكير :- اولا مسميش حضرتك ثانياً أقطع لسان أي حد يقول عنك حاجة ثالثاً أنا قلت متكفل بيكي لحد ما تخفي ..
_ سديم زعلت لأنها مسمعتش الرد اللي هي عايزاه بس حاسة في كلامه بحاجة بتشدها فسألته تاني تسهل عليه الإجابة :- هو انت عايزني هنا ليه وياريت بلاش متكفل بيا والكلام ده عشان أنا متأكدة أنه في سبب تاني ..
_ اتمنت يقولها أنه عايزها في حياته وأنه مش عايزها تخرج من البيت ، بس اتفاجئت بيه بيقول :- بصراحة في سبب تاني
_ انتبهت جميع حواسها مستنية الإجابة اللي قلبها نفسه يسمعها ، كمل عمران :- انا مش بكره في حياتي أد أكرم أبو اليسر ، ولما عرفت إن العروسة هربت وقتها قلت يارتني أنا السبب يارتني أنا اللي هربتها ، أصل بزعل أوي لما حاجة تحصله من غير ما تكون ايدي فيها ، وأنتي الضربة اللي بجد اللي أقدر اكسره بيها
* وقع كلام عمران عليها بصدمة كبيرة ، معقولة تكون لعبة ؟
_ سديم ضحكت بطريقة غريبة أثارت فضول عمران مش لاقي سبب مقنع لضحكها بالشكل ده فسألها بجدية :- ايه اللي في كلامي بيضحك ؟!
_ سيطرت على ضحكها وردت عليه والدموع بتتلألأ في عنيها بوجع :- يعني أنا لعبة هتلعبو بيها بعض ومش عايزني اضحك
..
_ عمران حس ببشاعة اللي قاله ومكنش ينفع أبدا يقول لبنت كلام زي ده ، استغبي نفسه جدا من أمتي مش بيهمه شعور حد ؟
_ حاول يبرر موقفه بس هي مشت من قدامه بعصبية واضحة عليها ، شعرها اتفك من سرعة حركتها واتفرد كله علي ضهرها ، كان تقريباً بطولها طويل جدا جدا ولونه اسود غامق اوي
_ عمران سرح فيه لأنه أول مرة يشوف حاجة بالجمال والطول ده ، بلع ريقه وحاول يبص بعيد عنها لكن مش قادر ، بصتله هي بإحراج وكان شعرها نازل علي وشها بطريقة تجنن ، وكل ما ترجعه لورا يرجع تاني علي وشها ، نفخت بضيق لانه تقيل وطويل ومش هتعرف تلمه بإيد واحدة ،
_ عمران شاف ضيقها وأنها مش عارفة وتلمه باي طريقة فحب يقدم لها المساعدة :- تحبي أساعدك في لمه ؟
_ هزت رأسها من غير ما تتكلم لأنها مضايقة منه اوي ، ومضايقة من نفسها أنها فسرت تمسكه بيها إنه حب او حتي إعجاب ومش عايزها تبعد عنه كانت غبية وتفكيرها غبي ..
* مرة واحدة اتكلمت بعصبية :- اااوف
_ عمران قرب منها من غير ما يسمع لرفضها ووقف وراها وحاول يلم شعرها بس فعلا تقيل وهو مش عارف يتعامل معاه ايه ده ؟ اصلا اول مرة يمسك شعر بنت ، حاولت تفلت منه بس شد علي شعرها جامد ،
_ ااا براحة علي شعري ، لو سمحت سيبني أنا هعرف اتعامل معاه ..
_ عمران مال براسه علي الجنب عشان يواجه وشها :- اقفي واثبتي كده أنا مش هخرج من البيت قبل ما اتعامل مع شعر ربانزول ده
_ ضحكت علي تشبيه لشعرها بس حاولت تخفي ضحكتها عشان ميشوفهاش ،
* اتفاجئت بيه بيقول :- اضحكي اضحكي عادي مش لازم تخبي
_ عمران مسكها من شعرها وجرها وراه لحد الاوضة ووقفها قدام المرايا عشان يعرف يتعامل معاه ، استغربت طريقته العفوية اللي بيتعامل بيها كأنه يعرفها من زمان ، هزت دماغها وطردت أي فكر هيوصلها ليه ، هي يدوب لعبة بالنسبة له وبس ..
_ سحبت شعرها ومشت بعيد عنه ورسمت علي ملامح وشها الغضب :- لو سمحت متلمسنيش بعد كده ومتديش نفسك الحق في كده انا مهما كنت غريبة عنك وميصحش أبدا أنك تنتهز الفرص عشان تقرب مني
_ سديم قصدت تقوله كده وتضايقه ، ونجحت فعلا لأنه اضايق بس مش من كلامها اضايق فعلا أنه نسي الحلال والحرام وسمح لنفسه يقرب منها بالشكل ده من غير ما يخاف ربنا ، إزاي نسي كده ؟
_ ملامحه اتحولت في ثانية للغضب وخرج يجري علي الحمام اتوضي وصلي وبعد ما خلص أستغفر ربنا كتير وسط نظراتها إلي مرقباه ومستغربة جدا هو بيصلي إيه ولسه مفيش اي صلاة أذنت ..
_ عمران وقف ومن غير ما يبصلها :- في رقم أرضي هنا وجمبه رقمي لو حاجة حصلت كلميني أنا هرجع بليل وهوصي البواب يجيب شوية حاجات عشان لو جعتي ويسيبهم علي الباب
واوعي تفتحي لحد أياً كان مين حتي البواب سبيه يرن براحته وبعد ما يمشي افتحي خدي الحاجة واقفلي تاني ، واي حد يخبط كلميني وانا هتصرف ، سديم لو سمحتي اسمعي كلامي وبلاش عناد ..
_ فتح الباب وخرج ، افتكر حاجة دخل تاني وبرده من غير ما يبصلها :- نسيت اقولك ، في بوكس كده في المطبخ هتلاقيه مليان شكولاتات لو بتحبيهم يعني
_ وقفل الباب قبل ما يسمع ردها ، اتغاظت من تصرفاته اللي مش فاهمة منها اي حاجة بيقرب ويبعد علي هواه وطريقته اللي بتكون عفوية وكلها حب وفجاءة تتحول لحالة تانية كأنه مش طايق يبص في وشها ، إنسان غريب جداً
_ المهم الوقتي أنها تفكر كويس تمشي إزاي من هنا دي أحسن فرصة تمشي فيها وخصوصاً أنه مش موجود ومقفلش الباب من برة ، طب هو ليه مقفلش الباب من برة يمكن عايزها تمشي ومحروج يقولها مباشر فساب الباب عشان تخلي عندها ذوق وتمشي من نفسها ، بس إزاي وفي نفس الوقت بيوصيها متفتحتش الباب لحد وهيبعت لها حاجات مع البواب ، أوف ايه الحيرة دي ؟!....
_ ضربت دماغها عشان توقف الأفكار اللي بتيجي فيها ،
وقامت تدور علي حاجة تاكلها لأنها جعانة وافتكرت أنه مفطرش أضايقت أكيد هي نسيته يفطر ...
_ اتفاجئت بنفس المنظر اللي شافته امبارح متكرر تاني ، نفس الطبق والسندوشات ونفس المج الحراري بس المرة دي مش شاي كان لبن ..
_ دورت علي اي ورقة مكتوب فيها اي حاجة وملقتش علي اد ما زعلت أنها كانت عايزة اي رسالة منه بس فرحتها غلبت حزنها أد إيه هو مهتم بيها حتي لو ده من ذوقه بس مش حاجة تانية من اللي في دماغها ، أصلا اول مرة حد يحسسها أنها بني ادمة ويهتم بيها ..
_ قعدت علي الكرسي وبدأت تاكل وتشرب اللبن كأنها طفلة صغيرة كانت فعلا محتاجة عناية واهتمام ...
_________________________________________________
_ عمران راح علي شغله ودخل مبني ضخم ، ومن اول ما طلع الدور اللي في اوضة الاجتماعات لقي نظرات الكل عليه مفهمش في ايه وليه النظرات اللي مش عارف يحدد معناها ، محطش في دماغه ودخل اوضة الاجتماعات اللي كانت عبارة
عن كراسي شبه بتوع الكلية بمسند وكلهم جمب بعض بس فيه مسافة بسيطة بينهم ، وقدام الكراسي بمسافة متر ونص مكتب المدير بتاعهم ، وخلف المكتب شاشة كبيرة من انعكاس شاشة صغيرة بيدرسو عليها أي قضية ..
_ عمران خبط علي الباب ودخل وسط ذهول من الكل وخصوصا المدير ، بس هو اللي استغرب لما شاف كل صحابه قاعدين قبله حتي المدير موجود كان دايما بيجي أولهم وملتزم بكده بس ايه اللي حصل فجاءة عشان الموقف يتعكس ..
_ المدير وقف وقرب من عمران وبصله بإهتمام :- عمران انت كويس ؟
* عمران هز راسه وحيرته زادت وسأله بحيرة :- أنا كويس يا فندم بس هو في ايه انا قلقت كلكم بتبصولي كده ليه ؟
_ المدير رد عليه بجدية :- الساعة في ايدك كام يا سيادة الرائد ؟
_ عمران رفع أيده يشوف الساعة كام زي ما قاله واندهش لما شاف الساعة ٩ ، بصلهم بصدمة وهو مش مصدق ده أتأخر ساعة كاملة علي ميعاده معقولة من اول يوم لسديم يتأخر كده ؟!
_ اعتذر وقعد في مكانه مضايق جدا أنه أتأخر هو بيحب النظام والالتزام ، أنتبه لكلام المدير اللي كان بيشرح عملية جديدة ليهم ..
المدير وهو بيشرح علي الشاشة :- دلوقتي اللي قدامكم ده فندق معروف جد اسمه (*) موجود في الغردقة ، نازل فيه وزير مهم جدا ، وفي نفس الوقت هيدخله شحنة سلاح وهتتسلم في مكان تاني وده طبعا خطر علي الوزير وجود
مجرمين في نفس المكان ممكن يسبب كوارث ، شغلتنا بقا أننا نأمن المكان للوزير وفي نفس الوقت ناخد أوضاعنا عشان نقبض عليهم متلبسين من غير ماحد يحس بحاجة حتي الوزير نفسه , مفهوم اللي أنا قلته ..
* ردو كلهم في نفس واحد :- مفهوم يا فندم ..
_ رد عليهم :- الله المستعان ربنا يوفقكم ، آه قبل ما أنسي القائد بتاعكم المرة دي مش المقدم علاء هيكون الرائد عمران الباشا
_ صوت التسفيق والتصفير علي في الاوضة وكلهم بيهنوا صديقهم وفرحانين بيه ..
_ الاجتماع خلص وحسن ومحمد جروا علي عمران وبدأوا يسألوه ومحمد اللي اتعمد يسأل الأول :- انت كنت فين كده واتاخرت مش عادتك يعني ومردتش عليا امبارح طول اليوم ليه وايه المكالمة اللي مفهمتش منها أي حاجة دي ، انطق قر واعترف
_ عمران ضحك علي شكل محمد وهو بيستجوبه كأنه متهم وقال :- حيلك علينا ياعم محمد خلينا نستعد بس للمهمة دي وابقي احكيلكم علي كل حاجة ..
حسن :- مع إن مش فاهم حاجة بس ماشي
_ عمران ضحك عليهم وخرجوا مع بعض في جو مليان هزار جهزوا نفسهم وبدأو ينزلوا ياخدوا وضعهم في العربية الخاص بيهم ..
_________________________________________________
في قصر أكرم أبو اليسر ..
* أكرم رايح جاي هيتجنن بقاله يومين ميعرفش عنها حاجة مش لاقيها كأنها فص ملح وداب ، يا تري اختفت فين ؟
_ اختفت ازاي قبل ما ياخد منها اللي هو عايزه دي لو وقعت في إيده هيقتلها ويرميها لكلاب السكك ،.
_ أمه شافت خنقته وأنه مش علي بعضه ، اضايقت علي تصرفاته اللي مش لاقية ليها اي مبرر ، دي حتة بت أقل من أي خدامة أبنها يهتم بيها ليه
اتعصبت عليه وقالت :- اهدي بقا مش عارفة مين دي اللي حارق نفسك عشانها
_ أكرم بصلها بغضب واتعصب عليها لأول مرة :- البت دي حطت راسي في الطين لما سابتني وهربت يوم الفرح ، مشوفتيش الكل كان بيبصلي ازاي ده انا كل لما اتخيل ببقا عايز اقتلها ، أنا فعلا هقتلها بس ألاقيها بس وأعرفها مين هو أكرم أبو اليسر عشان تعمل معاه كده ..
_ نانا وقفت وحاولت تهديه :- اهدي يا حبيبي لو ملقتهاش النهاردة هتلاقيها بكرة هتروح فين يعني دي بنت ملجئ يعني أماكنها سهل اوي تعرفها أكيد في الأماكن الفقيرة اللي شبهها ودول سهل جدا توصلهم أهدي انت بس ،
_ أكرم متأكد أن الموضوع ده مش هيخرج من أيد عدوه وقال اللي بيفكر فيه :- أنا متأكد أن هو اللي ورا هروبها
_ نانا نفخت بضيق علي غباء ابنها اللي هيوديه في مصيبة أكيد :- مش قلت قالك مش هو اللي عملها
أكرم ضحك بسخرية وكما كلامه :- يسلام يعني عشان قال كده أصدقه ؟
_ نانا قلبت عنيها لأنها مش بحب تشرح كتير لكن ده أبنها مضطرة :- أيوة تصدقه عشان هو لما بيعمل حاجة فيك مش بيخاف وبيجي يقولك في وشك إن هو اللي عملها فالمرة دي قالك لا يبقي فعلا مش هو أفهم بقا هو مش بيخاف من حاجة عشان يخاف يقولك
أكرم :- وليه متقوليش عمل كده عشان البت حلت في عينه وعايزها ليه لوحده ،
_ قام وقف وكمل كلامه وهو خارج :- لا مش هسكت أنا لازم أروح له ..
* خرج وقاصد يروح بيت عمران وكل ما حد بيجي قدامه بيزعق فيه جامد لحد ما وصل لعربيته وركبها وساق بسرعة عالية جداً عشان يوصل أسرع ..
_________________________________________________
_ سديم كانت زهقانة جدا وقلبت في التليفزيون علي حاجة تتفرج عليها بس مكنتش طايقة تتفرج علي حاجة ، عايزة تتكلم مع حد وتفضفض ليه فينك يا عمران ؟
_ استغربت أنه مش بيروح من عقلها خالص رغم أنها لسه عارفاه امبارح يا تري ده إعجاب ولا احتواء ؟
* شعرها معصبه وحاسة بتقل جامد علي راسها ومش عارفة تعمل ايه ياريتها سابته يلمه بدل ماهي مضايقة منه كده ..
* افتكرت الشكولاتة اللي قالها عليها وقامت تجري دورت علي البوكس ، كان ابيض وليه إيد كأنه مزهرية وفي أنواع شكولاتات أول مرة تشوفها ، خدت واحدة ومشت كام خطوة وبعدين رجعت خدت واحدة تانية لفتت انتباها ، مشت خطوتين ورجعت خدت البوكس كله وخبته في حضنها وضحكت علي نفسها جامد ..
_ خرجت برة وبدأت تاكل في اول واحدة وكانت بدوب مع كل قطمة كانت مليانة مكسرات والشكولاتة نوعها عالي جداً بحد تخطف القلب من حلاوتها ..
_ كلت واحدة ورا التانية وهي بتتفرج علي فيلم أجنبي بتحبه مدت أيدها تاخد شكولاتة كمان بس اتفاجئت أنها خلصتهم ، فضلت مبحلقة في البوكس ومش مصدقة أنها خلصتهم كلهم ، ايه الإحراج ده هتقوله إيه لو سأل علي الشكولاتة ، قامت بسرعة ورمت الورق في الباسكت وحطت البوكس مكانه ولا كأنها عملت حاجة ..
* قبل ما تقعد كان جرس الباب رن جرت عليه ولسه هتفتح الباب بس افتكرت كلام عمران أنها متفتحش لحد ، خدت نفسها وبصت من العين السحرية واتفاجئت بأكرم واقف ورا الباب ؟
_ لا أكيد هي بتحلم لا حلم ايه ده كابوس ، وقفت مكانها كاتمة نفسها خايفة أنه يسمعه ويعرف أنها جوة ، افتكرت كلام عمران وأنها تكلمه لو حد خبط ومشت علي طراطيف صوابعها لحد الموبايل الارضي وفعلاً لقت ورقة جمبه فيها رقمه ، طلبت الرقم وايدها بتترعش جامد بس مش بيرد ..
_________________________________________________
_ العربية اللي فيها عمران وصلت الغردقة ونزلوا منها ورا بعض ولأنه كان القائد نزل اول واحد وقادهم كلهم لحد مبني جمب الفندق هيقعدوا فيه لحد ما يظبطوا دخلوهم كويس من غير ما حد يشك فيهم ..
* موبايله رن بس مهتمش بيه لأنه كان بيقول تعليمات مهمة للفريق بتاعه ..
_ الرن اتكرر كذا مرة وهو بيتكلم لحد ما خلص كلامه ومسك موبايله يشوف مين كانت نمرة البيت بتاعه دي اكيد سديم وهو قالها تتصل بيه لو حصل حاجة ..
* رد عليها بسرعة :- سديم !
_ جاله صوتها وهي بتترعش من كتر الخوف ونادت بإسمه بصوت واطي :- عمران
_ قلبه اتقبض لما سمع صوتها المهزوز بالشكل ده واتاكد أن في حاجة حصلت :- سديم انتي كويسة حاجة حصلت ؟
ردت عليه بخوف :- أكرم برة وانا مرعوبة ، خايفة اوي يا عمران انت فين ؟
_ عمران اتصدم بوجود أكرم وخاف عليها جدا ،فكر في حاجة يقدر يحميها بيها وهو بعيد عنها لكن مفيش غير حل واحد ويارب ينجح عشان عارفه متهور ومش هيمشي بسهولة ..
عمران :- اهدي طيب وخليكي معايا هعمل مكالمة وأرجعلك تاني
سديم دموعها نزلت من شدة الخوف اللي كانت فيه ومع كل رنة جرس بتحس أن قلبها هيقف خلاص ..
* أما عمران طلب من البواب يطلع يمشي الشخص اللي واقف قدام الباب ولو عاند معاه يخوفه أنه هيطلب البوليس ويتهمه أنه بيحاول يفتح الباب عنف
_ قفل مع البواب ورجع تاني لسديم يطمنها :- خليكي معايا علي الخط وقوليلي أول لما يمشي
سديم بصوت مهزوز :- انت متأكد أنه هيمشي ؟
_ عمران غمض عيونه بقلة حيلة لانه مش متأكد بس لازم يطمنها وخلاص :- ان شاءالله هيمشي
* محمد وحسن ومسلم ( واحد من الفريق ) خرجوا يشوفوا عمران اللي اختفي فجاءة عشان يتحركوا حسب تعليماته ..
محمد خبط علي كتف عمرات بهزار بس حس بيه جامد وملامح وشه متبشرش بالخير فحب يطمن :- في ايه يا بني حصل حاجة ؟
_ عمران شاورله يسكت وفضل متابع مع سديم علي الموبايل وسمع صوت عياطها بيزيد وهي بتقول :- الخبط بيزيد يا عمران ، وفي زعيق برة جامد أنا خايفة اوي ، أنا مش عايزة أرجع للقرف تاني يا عمران ..
* عمران ضرب خلفية رأسه بغضب واتحولت عينه لكتله شرار هتنفجر في أول حد يطلع قدامه وسط نظرات صحابه اللي مش فاهمين في ايه ، حاول يسيطر علي نفسه وعينه لمعت لما افتكر حاجة وكلمها بسرعة :- سديم ، سديم اهدي واسمعيني ، في اوضة جمب اوضتي فاضية لو دخلتي فيها
عدي خمس بلاطات من جهة الشمال واقفي علي السادسة وذوقي الحيطة جامد ، هو باب هيكون تقيل بس حاولي لحد ما يتفتح وادخلي واقفلي عليكي متخرجيش غير لما تتأكدي أن مفيش حد ، بسرعة يلا ..
_ سديم هزت راسها وكأنه واقف قدمها وقالت :- حاضر ...
_ عمران أتكلم بسرعة قبل ما تقفل معاه :- سيبي سماعة التليفون مفتوحة عايز أعرف اللي هيحصل تمام ..
_ سديم :- ماشي ..
* سديم سابت السماعة مفتوحة علي الطرابيزة ودخلت وعملت زي ما قالها لكن الموضوع أصعب مما تخيلت دي زي الحيطة هتفتحها ازاي ؟ حاولت أكتر من مرة وقوتها مكنتش كافية لفتح الباب .. عيطت اكتر وخرجت تشوف أكرم مشي ولا لسه واقف ..
* برة البيت البواب واقف بيقنع اكرم أن مفيش حد في البيت :- يا بيه انت مش مصدق ليه أن عمران باشا مش موجود والله انا شايفه بعيني دي اللي ياكلها الدود وهو نازل الصبح ركب عربيته ومشي مفيش حد هنا ، ولو محتاجه كلمه علي الطلافون بتاعه اتاكد بنفسك ..
_ أكرم ضغط علي أسنانه بعصبية ومكنش قدامه غير أنه يمشي ، بس أكيد هيرجع تاني ويتحسابوا ، زق البواب بعيد عنه وزعق فيه :- اوعي من وشي ..
_ البواب ضرب كف علي كف وهو بيقول :- عشان معاكم فلوس تدوسوا علي خلق الله ربنا ينتقم منكم ..
* كانت سديم مراقبة الوضع من ورا الباب واخدت نفسها بإرتياح وجرت علي السماعة تطمن عمران لو لسه علي الخط :- عمران انت لسه موجود ؟
_ * عمران كان قاعد علي كرسي قدام كل الفريق اللي مستني يتحرك بس هو وقف كل حاجة ومستني يطمن عليها الأول ، الكل مراقبه في صمت ومستغربين حالته اللي اول مرة يظهر بيها بالشكل ، عمران أول ما سمع صوتها وقف ورد بلهفة :- أنا معاكي اهو ..
_ سديم :- هو مشي أنا شوفته اطمن
_ عمران اخد نفسه واستأذن منها يقفل عشان وراه شغل مهم وبعد ما قفل اخد نفس تاني اقوي :- اووووووف
_ محمد وحسن جروا عليه بإستغراب ومحمد سأله :- في ايه ياعم ومين سديم اللي كنت بتكلمها دي . .
_ عمران ضحك وربط علي كتفه بحب :- ما قولتلك هقولك بعد ما نخلص ..
_ وقبل ما حد تاني ينطق ويسأل عن حاجة قال :- يلا بينا يا شباب جاهزين
_ الكل رد في نفس عالي جدا :- جاهزين يا قائد ...
_ عمران قاد الفريق اللي غير هدومه للبس عادي عشان يبعدو الشبهات من عليهم وكل واحد خد وضعه داخل الفندق حسب تعليمات عمران ..
_ عمران دخل اوضة المراقبة وقعد يراقب كل مداخل ومخارج الفندق وكل جديد بيبلغ بيه فريقه والعكس ..
* عمران حس بحركة غريبة في دور معين واتفاجئ بأن الوزير نازل جمب اوضة المجرمين اللي المفروض هيقبضوا عليهم ، الدنيا لفت بيه لأن كده الخطورة زادت بجد ، قام من مكانه
وطلب من واحد في الاوضة يساعده أنه يتوضي ، وفعلا صب عليه مية لحد ما عمران خلص وضوء وصلي ركعتين لله ودي كانت من مميزاته المعروف بيها قبل اي عملية لازم يصلي عشان ربنا يوفقه ..
_ خلص صلاته وغير الخطة خالص ، غير هدومه ولبس اليونيفورم بتاع الروم سيرفس ، وطلع الدور المقصود كأنه عامل في الفندق ..
* خبط علي الباب وفي ثانية كان مطلع سلاحه اللي حط فيه كاتم صوت وضرب نار علي اللي فتح وشده خرجه برة ، هنا رجالته ادخلت وشالو الراجل بسرعة دخلوه اوضة قدامهم كانوا حاجزينها ،
_ عمران حط المسدس تحت الطبق وغطاه ودخل بهدوء كان في ٣ رجالة متجمعين حوالين شنطة كلها أسلحة ، كلهم برقوا لما شافوا عمران واستغربوا إزاي عدي من صاحبهم اللي اقف علي الباب ودخل بسهولة ..
الرئيس بتاعهم أمر رجاله :- روح شوف جو فين وازاي ده دخل لجوة ,و انت كتفه لما نشوف حكايته ايه ده
_ واحد من الرجلين خرج برة والتاني بيقرب علي عمران وفي أيده سلاح ، وبحركة سلسة سريعة عمران خد منه السلاح وصوبه علي راسه ، وسط نظرات البوص المصدومة
البوص وقف وبيهدد عمران :- انت أيا كان كنت ايه انت فاكر أنك هتخرج من هنا سليم د انا رجالي هيصفوك ..
_ وطلع سلاحه هو كمان ووجهه علي عمران اللي متهزش ثانية ، الرجل بتاعه اللي خرج برة دخل وعلي راسه سلاح وكان محمد اللي مكتفه ..
* عمران ضحك للبوص بشماته :- تقصد رجالتك دي ؟
_ البوص اترعب لما شاف رجالته كلهم بيدخلوا واحد ورا التاني متكتفين ، هنا نزل سلاحه وقعد علي ركبه بأمر من عمران ورفع أيده لفوق بإستسلام ..
عمران ضيق عينه عليه وقاله :- بص بقا يا شاطر ..