رواية فَاتَنَتِي الْحَزِينِهْ(وردهَ الأدهم)
الفصل الخامس:- والسادس
بقلم مريم صلاح
الفصل الخامس:-
الرجل بخوف:والله ما اعرف مين ورد
جاسر بغضب:شنطه مين دي؟
الرجل:دي دي
جاسر صارخا:انطق
الرجل بفزع:دي الخدامه يا بيه
فتح جاسر الحقيبه ووجد بطاقه الهويه.. نعم ليست هي
جاسر بغضب:راجعلك تاني علي الحشيش اللي بتشربه
خرج جاسر ليتصل بمازن
جاسر غاضبا:العنوان غلط
مازن:والله هو دا المكتوب في سجلات المريضه وانا بتصل بيها مقفول
صرخ به غاضبا ليلقي الهاتف فتحطم
سياده الرائد
التفت خلفه ليجدها واقفه تنظر له بقلق وتتنفس بصعوبه
جاسر بقلق :انتي كويسه؟حصلك حاجه؟
ورد:انا كويسه.. حضرتك بتعمل ايه هنا؟
جاسر:كنتي فين؟ وليه بتتنفسي بصعوبه؟
ورد:كنت عند مريضه وجريت عشان الحقها بس
تنهد جاسر براحه ليسرد لها ما حدث
ورد:المريضه ادتني عنوان غلط عشان لسه ساكنه جديد.. اسفه اني تعبت حضرتك
نظر لها ليردف بنفسه:انا قلقت عليها؟ ليه قلقت عليها كدا؟ لا لا اكيد لا.. قلقت عليها عشان مهاب عشان هي اخت صاحبى بس مش اكتر
هذا ما حاول جاسر ان يُقنع به نفسه ولكن هل هذا صحيح؟
جاسر :يلا نرجع علي المستشفي اتفضلي امشي قبلي
تقدمت ليمشي خلفها بعده خطوات
_______________
في المستشفي
مهاب:انت ليك ساعه مقعدني جنبك ولا فاهم منك حاجه
ادهم:وانت من امتي بتفهم
مهاب :يامصبر الوحش ع الجحش
ادهم:عشان كدا انا صابر عليك
(لا الصراحه مهاب كتر خيره 😂)
دخل جاسر
مهاب بغيظ:كويس انك جيت بدل ما اقتله دلوقتي
خرج مهاب ليجلس جاسر بجانب ادهم
جاسر :الحمد لله كويسه
أدهم:كان رضوان
جاسر:لا
ادهم: طيب شدد الحراسه عليها
عمر:يا صباح الفل حمدلله علي سلامتك يا كبير
كريم :حمدلله علي سلامتك يا ادهم
ادهم:الله يسلمك يا كريم
عمر:وبالنسبه ليا ايه دنا اللي شلتك علي ضهري لما اتكسر
أدهم :طلبت منك؟
نظر عمر بدهشه لكريم
عمر:ايه الكائن دا بجد
كريم ضاحكا:معلش صاحبنا استحمله
______________
بعد ايام خرج مهاب من المشفي و تحسنت حاله ادهم كثيرا استيقظ فجرا و أدي فريضته وجلس يقرأ في كتاب الله الي ان شرقت الشمس ذهب ليجلس قليلا بحديقه المشفي فرأي طفل صغير يركض تتبعه ادهم بنظره ليجده قد عانق فتاه التفتت الفتاه لتنحني له
كانت ترتدي قناع طبي فلم يستطع رؤيه ملامحها ذهب الصغير لتتقدم هي تجاهه
الفتاه:السلام عليكم
أدهم:وعليكم السلام
الفتاه:حضرتك حاسس بتحسن
أدهم:اه الحمد لله انا عايز اخرج
الفتاه :تمام هكتب لحضرتك علي خروج بس اهم حاجه الراحه ومواعيد الادويه عن اذنك
ذهبت ليراقبها الا ان اختفت بالداخل
ادهم وقد تعجب من نفسه :انا ازاي كلمتها بكل اريحيه كدا؟ ازاي مغضتش بصري؟ استغفر الله العظيم واتوب اليه
ولكن صوتها يألفه كثيرا تري من تكون تلك الفتاه؟
خرج ادهم من المشفي ليوصله جاسر الي منزله
ريهام:ادهم مش تقولي انك هتخرج كنت جيتلك
جلس علي الأريكه ليمسك يدها
ادهم بحنان:انا اسف
ريهام وقد فشلت بكبح دموعها:اسف؟ اسف علي اني قعدت يومين معرفش عنك حاجه وفي الاخر اعرف من صاحبك انك في المستشفى وعملت عمليه؟ اسف علي انك اناني ومبتفكرش غير في نفسك ومش هامك اختك وعيلتك؟ حرام عليك اللي بتعمله دا يا ادهم
قبّل يدها ليردف بهدوء :مكنتش عايز اقلقك وبعدين الحمد لله انا كويس اهو
ريهام:ممكن افهم ليه خلتني مقلش لحد من العيله
ادهم:مش عايز اشغل حد
ريهام:دول عيلتنا يا ادهم مهما عملت هيفضلوا عيلتنا
ادهم :هم مقصروش معايا في حاجه ومقدرش انكر جميلهم بس... انا عيلتي الوحيده كانت امي
ريهام بحزن:وانا؟
ادهم بحنان:انتي هديه من امي الثانيه اللي مستحيل اضيعها من ايدي
قبّل جبينها لتردف:قوم ارتاح شويه علي ما اجبلك الأكل
_____________
في الاداره
جاسر :تفتحوا عينكوا كويس متغيبش عن نظركم لحظه فاهمين
كريم:هي مين؟
جاسر للرجال:امشوا انتوا
كريم:مين دي
جاسر:اخت مهاب
كريم بتعجب:الدكتوره؟ ليه؟
جاسر:رضوان راح المستشفي وكان هيقتل ادهم وهي لحقته
كريم بدهشه:نعم!؟ ودا كان امتي وازاي متقوليش؟
جاسر:مش مهم دا دلوقتي المهم انها بيوصلها رسايل تهديد
كريم:ومهاب قلتله؟
جاسر:لا
كريم:تمام متقولهوش حاجه وانا هشوف عرفوا عن رضوان حاجه ولا لا
جلس جاسر يفكر ماذا اذا اصابها مكروه؟ ماذا لو لم يستطع حمايتها؟ يا إلهي
خرج من الاداره ليتجه لها بالمشفي فرأها تجلس بالحديقه وبجانبها طفله صغيره، ضحكت، لقد ضحكت فابتسم باتساع غير مدرك انها قد سيطرت علي عقله نسي تماما حزنه وألمه فقد غرق في بحر ضحكاتها البريئه
كم هي طاغيه تلك الصغيره، طاغيه بكل ما تملكه من جمال فغادر مبتسما بعدما استحوذت تلك الجميله علي عقله
________________
اليوم التالي
كانت ورد تنظر من نافذه مكتبها فرأت العديد من الصحفيين يجتمعون حول المشفى
مازن بتوتر:بتعملي ايه يا دكتوره
رفعت كأس العصير لتردف:بشرب برتقال
مازن:وبتاكلي ايه
رفعت يدها الاخري لتردف:جزر
مازن بتعجب:ليه؟
ورد ببرود:بيقوي النظر
مازن:هو حضرتك مش متوتره خالص دا لواء مهم في الداخليه
اومأت برأسها بالنفي
مازن بتوتر:دا انا حاسس اني نسيت كل اللي درسته كأنها اول عمليه ليا
ورد ببرود:دي عمليه صعبه جدا عشان في الأعصاب فلو اتوترت زي حضرتك ايدي هتترعش ولو اترعشت ممكن اصيب عصب من الأعصاب المهمه فيحصل فقدان احساس في احد الأطراف او شلل ولو حصل كدا هنتحول للتحقيق وأقل حاجه هيعملوها انهم يمنعونا من مزاوله المهنه يعني مستقبلنا اتدمر وشهادتنا هتبقي مجرد حبر علي ورق دا طبعا بعد ما ندفع تعويض بملابين ولو مدفعناش هنتسجن بس عشان كدا مش متوتره
نظر لها مازن ليبلع ريقه بخوف:الله يطمنك دا انتي مش قللتي التوتر دا انتي بوظتيلي اعصابي
نهض ليصنع قهوه لتردف ورد:القهوه فيها كافيين كثير هتخلي حضرتك في الأول مركز اوي بعدين هيقل التركيز وحده وحده ولو فقدت تركيزك ه.....
مازن بغيظ:مش شارب والله ما شارب
ابتسمت بخفه لتردف:تاكل جزر؟
مازن بنفسه :انا لو ممشتش من هنا هيتقبض عليا بتهمه القتل
بدأت الجراحة فانتهوا بعد ٨ ساعات خرجت لتجد مهاب وعدي بانتظارها
مهاب بفخر:طبعا مش محتاح اسأل اخبار العمليه لاني متأكد ان اختي جراحه ممتازه
انحنت عندما رأت صغيرها عدي لتعانقه
ورد بابتسامه:حبيبي عملت ايه في المدرسه
عدي:الحمدلله
مهاب:البطل اتكرم انهارده عشان حافط ١٦ جزء من القرآن
ورد بدهشه:بجد يا عدي
اومأ لها الصغير لتعانقه بحنان
ورد بحنان:حبيبي الشاطر ربنا يحميك ويحفظك ليا ياارب
مهاب بعبوس:وانا مليش حضن
شد عدي علي عناقها ليردف:لا ماما مبتحضنش رجاله
مهاب:لاا بقولك ايه دنا ادخل فيك السجن وسع ياض
عدي بعناد:لا
مهاب:فيه شحط عنده ١٢ سنه يحضن امه دنتا قربت تجيب طولها
ورد:قصدك ايه يعني اني قصيره؟
مهاب بابتسامه:انتي اول مره تعرفي
عدي:وحضرتك يا خالو مش شحط برضو عايز تحضنها ليه؟
كتمت ورد ضحكتها بصعوبه
مهاب بدهشه:انت بتقولي انا شحط
عدي ببرائه:حضرتك اللي قلت مش انا صح يا ماما؟
ماما؟
التفتوا لمصدر الصوت فكان جاسر
حضر جاسر للأطمئنان علي اللواء فسمع عدي ينادي ورد بأمه فلم يستطع منع دهشته
مهاب:بتعمل ايه هنا؟
جاسر:جاي اطمن علي سياده اللواء انت اللي بتعمل إيه هنا مش المفروض ترتاح
ورد:عن اذنكم يلا يا عدي
ذهبت ليردف جاسر:هي الدكتوره متجوزه؟
مهاب:لا
يا إلهي هل هي مطلقه؟ ولكن من ذلك الغبي الذي ينفصل عن تلك الجميله؟
شعر بألم بقلبه لا يعلم مصدره
جاسر بخفوت:مطلقه؟
مهاب:لا
جاسر بتعجب:ازاي يعني لا متجوزه ولا مطلقه امال ازاي الولد قلها ماما؟
مهاب:عشان هي أمه
جاسر بغضب:انت هتجنني يابني
مهاب:انت مالك متعصب ليه؟ دا ابن صاحبتها واتوفت هي وجوزها لما كان عدي عنده سنتين فهي ربته عشان كدا بيقولها ماما
ملاك هي حقا ملاك كما تصورها
مهاب بابتسامه:عرفت ليه بقول دايما اني اخد حنيتها
نظر لها جاسر باشمأزاز
مهاب:ايه انكر بقا
جاسر بهمس مسموع :الحمد لله انها مش واخده رخامتك
مهاب:سمعتك علي فكرا
جاسر :ودا المطلوب
مهاب بغيظ :الصبر من عندك يارب
______________
صباح اليوم التالي
ورد:مهاب انا ماشيه محتاج حاجه
مهاب: استني هوصلك
ورد:لا توصلني ايه ارتاح انت ومتنساش دواك والأكل في الثلاجه كله بعدين خد الدوا
مهاب:برضو هوصلك
ورد:مهاب عشان خاطري ارتاح بالله عليك
عدي:انا هوصل ماما
مهاب:لو حد بس بصلها..
عدي:هفرمه
مهاب بفخر:تربيتي
ورد بدهشه:ونعم التربيه بعد كدا لو شفتك مع عدي تاني هطردك برا البيت يا مهاب
مهاب ببرائه:الحق عليا اني بخليه راجل
ورد:راجل إيه دا انت هتخليه مجرم يلا يا عدي يلا يا حبيبي
مهاب:اتصلي بيا لما توصلي
ورد:حاضر
أوصلت ورد عدي الي المدرسة ثم ذهبت للمشفي
________________________
الساعه السادسه مساءا
انتهت ورد من عملها لتذهب هي وعدي الي المنزل فقد اخذته من المدرسه الي المشفي لانه كان لديها جراحه فلم تسطع العوده الي المنزل
اوقفت سياره أجره لتخبره بالعنوان، دقائق لتنظر حولها فوجدت انه يسير بطرق غير طريق المنزل ابدت عدم اهتمامها في البدايه لكن عندما تأخرت كثيرا تحدثت
ورد:حضرتك رايح فين دا مش طريقي
السائق:متقلقيش يا مدام دا طريق مختصر، ثم نظر لها من المرآه باشمئزاز ليكمل:بس شكلك مش مصريه
فهمت ما ينوي فعله فعكس ما هو متوقع لم تخف او تهلع بل كانت في غايه الهدوء
أخرجت من حقيبتها سماعه وشبكتها في الهاتف ووضعتها لعدي
ورد بهمس:حبيبي خليك حاطط السماعه وغمض عينيك متفتحش غير لما اقولك
عدي:حاضر
فعل الصغير ما طلبته منه لتمسك حقيبتها ولفت حزام الحقيبه حول رقبه السائق فاوقف السياره واخذ يلهث كان سيختنق بأي ثانيه لينزل من السياره ونزلت هي ايضا نظرت حولها فكان الطريق يشبه طرق السفر فابتسمت بخبث
السائق بخبث:شكلك كدا عناديه وهتتعبيني هتيجي معايا بالهداوه ولا هتيجي بطريقتي
ورد:انا عايزه اجي بطريقك
بدقائق كان الرجل تحت قدميها فهي قد تعلمت فنون القتال والدها قد علمها جيدا كي تستطيع الدفاع عن نفسها
دخلت السياره وقادتها الي مركز الشرطه
______________
جاسر:تمام يا ايمن متشكر ولو عرفت حاجه بلغني
ايمن:العفو يا باشا علي ايه
جاسر :السلام عليكم
أيمن :وعليكم السلام
خرج جاسر ليتفاجئ بها قادمه ومعها الصغير وثيابها متربه
جاسر:دكتوره ورد؟ بتعملي ايه هنا؟
ورد بخفوت كل لا يسمعها عدي:جايه ابلغ عن خاطف
جاسر بتعجب:خاطف.. طب تعالي جوه
ادخلها لمكتب ايمن
جاسر بهدوء:ايه اللي حصل؟
ورد :ركبت تاكسي ودخلني من طرق غريبه فقدرت امشي وجيت ابلغ
جاسر:طب معاكي رقم التاكسي؟ شفتي شكل....
لم يمكل لتخرج من حقيبتها بطاقته ورخصه القياده ورقم السياره
أيمن:هبعت حد لعنوانه
ورد:لا هتلاقيه في****
اخبرته العنوان ليرسل رجلين الي هناك
بعد ساعه جاء الرجلان وكانا يسندان احد
ايمن:مين دا يابني
رد احدهم:لقيناه في نفس العنوان اللي حضرتك قلتله
جاسر بغضب:مين اللي عمل فيك كدا
أشار السائق علي ورد بينما هي كانت تنظف فستانها من التراب
نظر كلا من ايمن وجاسر اليها بتعجب
ايمن:هو دا السواق؟
ورد:اه بس شكله متغير شويه
جاسر :متغير ايه دا متشوهه انتي متأكده هو
اومأت له ليردف بدهشه:انتي اللي عملتي فيه كدا؟
اومأت له ببرائه
جاسر :مستحيل مستحيل تعملي كدا دا قدك ٣ مرات
رفعت يديها ليري الكدمات والجروح علي ظهر يدها
شخصت اعينهم بذهول ليردف السائق:والله يا باشا هي اللي عملت كدا انا عايز اعمل محضر
ايمن بغضب:خدوه علي الحجز
جاسر وهو يحاول ان يستوعب ما يحدث:انا عايز افهم ايه اللي حصل بالضبط
قصت له ما حدث
ايمن بدهشه:طب دا يتعمل فيه اكتر من كدا ايه؟
خرجوا من قسم الشرطه وجاسر يحاول بشتي الطرق كتم ضحكته
ورد:انا لازم امشي ممكن حضرتك متعرفش مهاب حاجه مش عايزاه يقلق
اومأ لها ليوقف لها سياره اجري وذهب هو بسيارته خلفهم الي ان تأكدت من وصولها آمنه
جاسر بفخر :بقا الصغيره دي تعمل كل دا فعلا بنت لواء بصحيح
ضحك عندما حاول تخيل ان تلك صاحبه الوجه البرئ قد فعلت كل هذا
ولكن هل يمكن ان يكون رضوان خلف هذا؟ إذا كان كذلك فهي حقا حياتها بخطر
_______________
مرت ايام روتينيه لا شئ جديد سوي رسائل التهديد التي تصل لورد ولم يستطع جاسر تحديد مكانها لانها من رقم مجهول
تحسنت حاله ادهم ومهاب كثيرا وبدأ بالذهاب للعمل مجددا
وفي يوم بعدما انتهي ادهم من عمله
ادهم:مش هتمشي؟
مهاب:عندي مأموريه هقبض علي ديلر هخلصها واروح.. ايه تطلعها مكاني
ادهم:كمان هعملك شغلك
مهاب:علي فكرا احنا المفروض صحاب يعني المفروض
أدهم:هراجع حسباتي تاني واتأكد
مهاب:انا فعلا اتأكدت اني ليا الجنه عشان مستحملك
ذهب مهاب وبعده خرج ادهم قرر ترك سيارته ليتجول قليلا
كان الوقت قد تعدي العاشره
بينما هو يتجول سمع صوت فتاه تركض تتبع الصوت لتظهر من العتمه فنظر لها بتفاجؤ
يا الهي انها هي........
*الفصل السادس :-
يا الهي انها هي
سقطت ارضا فاقترب منها ادهم ليردف:انتي بتعملي ايه هنا
اشارت بيدها لينظر فوجد اربعه رجال يلاحقوها
ادهم:انتوا عايزين ايه؟
رد احدهم:متتدخلش انت امشي شوف طريقك وانتي وربنا ما هرحمك بتضربيني انا
كان سيمسكها ليطرحه ادهم ارضا
ادهم بنبره مخيفه:فكروا بس تلمسوها وهمحيكم
ابرحهم ادهم ضربا، اجل هم اربعه ولكنه يبدوا كالمصارع لذلك لم يكن بالأمر الصعب عليه
التفت لها فوجدها تصارع لتلتقط انفاسها، لم يشعر بقدميه الا وهو راكض لها فرفعت وجهها تجاهه فالتقت اعينهما
انها هي نفسها تلك التي رأها من قبل استطاع تمييزها
ترنحت لتسقط قاقده الوعي فأمسك رأسها قبل ان تصدمه بالأرض
حاول ادهم افاقتها لكن دون جدوي
ادهم:اعمل ايه دلوقتي مش هينفع اشيلها
نظر حوله فلم يجد اي شخص
ادهم :يارب سامحني مش قدامي حل تاني
وضع يد حول خصرها والأخري تحت ركبتها وحملها فاستقر رأسها علي كتفه فنظر لوجهها البرئ
تلك البرائه التي لم يعدها منذ سنوات اشتاق اليها كثيرا
ركض تجاه المشفي ليراه مازن فاتجه نجوه
مازن:ورد؟ ورد مالها
كان سيحملها عن ادهم ليبعدها قبل ان يلمسها
ادهم:انت تعرفها
مازن:اه اعرفها هاتها ادخلها جوه
نظر ادهم لحجابها وثيابها المحتشمه
ادهم:مش هتلمسها امشي قدامي يلا
لم يتنظر رده ليدخل ادهم ووضعها علي الفراش افترب مازن ليمسك يدها ليمسكه ادهم
ادهم:انت بتعمل ايه روح نادي دكتوره
مازن بغضب :انت بتقول ايه يا اخ انت دي زي اختي وسع ايدك
ادهم وقد نفذ صبره:اقسم بالله لو ايدك لمستها لكسرهالك روح نادي دكتوره يلاا
دخلت رحاب الممرضه ومعها الطبيبه فعندما رأت ورد بين ذراعي ادهم ركضت لتخبر الطبيبه وفاء
وفاء:لو سمحتوا اخرجوا برا
خرجوا ليغلق ادهم الباب خلفه
مازن:انت مين؟
تجاهله ادهم ليمسكه مازن من تلابيب قميصه
مازن بغضب:عملت ايه في ورد
لكمه ادهم بقوه فسقط ارضا وخرجت الدماء من انفه
ادهم بهدوء: انا لحد دلوقتي هادي بس وربي كلمه تاني لكون قاتلك
استدعي مازن رجال الأمن ليخرجوه من المشفي فوقفوا امامه
الحارس:ادهم باشا؟
مازن:انت تعرفه؟
الحارس:دا سياده العقيد ادهم المنشاوي
مازن بنفسه:دا صاحب مهاب بس ايه اللي جاب ورد معاه
ادهم:خذوه من قدامي
نفذوا اوامره ليأخذوا مازن بعيدا
الحارس:يا دكتور سياده العقيد مبيرحمش انت متعرفهوش فاتقي شره وابعد عنه دا الكل بيخاف منه
فقرر مازن الاتصال بمهاب لكي يأتي
_________________
علي الصعيد الآخر ظل أدهم بالخارج الي ان خرجت الطبيبه
وفاء:مين حضرتك؟
أدهم :انا العقيد ادهم المنشاوي هي كويسه
وفاء:هو ايه اللي حصل
أدهم:رجاله كانوا عايزين يسرقوها
وفاء:هي اتعرضت لنوبه خوف شديده وواضح انها كانت بتدافع عن نفسها من الكدمات في ايدها
أدهم:طيب هي كويسه كانت بتتنفس بصعوبه
وفاء:عندها ربو فلما خافت مقدرتش تتنفس دا شئ عادي جدا بس ممكن حضرتك تأجل استجوابها لما ترتاح تبقي تعمل محضر
أومأ لها أدهم ليغادر المشفي بعدما اطمئن عليها
حضر مهاب الي المشفي سريعا بعدما ترك عدي عند جارته
مهاب بقلق:فين ورد
اخذه مازن الي الغرفه فأمسك يدها
مهاب:حبيبتي اصحي انا هنا جنبك
لم يتلقي رد ليخرج لمازن
مهاب بخوف:مبتصحاش ليه
مازن:اهدي هي كويسه بس محتاجه ترتاح
مهاب:ايه اللي حصل
مازن:خلصنا العمليه متأخر فقالت هتنزل الكافيتريا تجيب حاجه سخنه فلما اتأخرت نزلت ملقتهاش ولقيت واحد داخل بيها وهي كدا
مهاب بغضب:مين دا مين اللي عمل فيها كدا
مازن بهدوء:يا مهاب اهجي هو معملهاش حاجه بالعكس هو اللي جابها استني لما تفوق وتقولنا ايه اللي حصل
ظل مهاب بجانب شقيقته الي ان افاقت صباحا
مهاب سريعا:حبيبتي اخيرا صحيتي حاسه بإيه؟ في حاجه وجعاكي؟ اناديلك الدكتوره؟
ورد بتعب:ايه اللي حصل
مهاب:انا اللي عايز اسألك ايه اللي حصل
تذكرت ما حدث الليله الماضيه لتختبئ بحضن اخيها
خائفه؟ هل هي حقا خائفه؟ شقيقته الشجاعه التي عاشت بمفردها لأربعه اعوام بعج زفاه والدها ترتجف بين احضان اخيها؟
مهاب بحنان بينما يمسد علي حجابها :اهدي ششش اهدي يا حبيبتي انا هنا
انتظر حتي هدأت قليلا ليبعدها عن صدره
مهاب بهدوء:ممكن اعرف بقا ايه اللي حصل
ورد:كنت نازله اجيب حاجه اشربها وقلت هقعد في الجنينه شويه سمعت صوت طفل بيكي مشيت ورا الصوت اتفاجئت ب ٤ رجاله ورايا
حكم مهاب علي قبضته بغضب لتكمل:كانوا عايزين يسرقوني
امسك يديها ليري الكدمات عليها ليلعن نفسه مئات المرات لانه لم يكن بجانبها
نهض مهاب ليقف امام النافذه محاولا التحكم بغضبه فتلك ليست شقيقته فقط لا بل هي بمثابه ابنته الصغيره لا يتحمل ان يمسها مكروه
وقفت امامه لتنظر له بابتسامتها الدافئه
ورد :زعلان مني؟
لم ينظر لها لتمسك وجهه بيديها لينظر لها
ورد :انا اسفه ممكن متزعلش مني
لم يتحمل مهاب اكثر ليعانقها بقوه
مهاب:أنا آسف
تلك النبره، لم تسمع اخيها مطلقا يتحدث بحزن هكذا
ورد :يا حبيبي انا كويسه والله
مهاب:اوعدك اني هحميكي انا بجد أسف
مسحت علي شعره بحنان:انا اللي اسفه اني خرجت برا المستشفى من غير اذنك
ابعدها عن حضنه ليكور وجهها مُقبّلا جبينها
مهاب:عندي مشوار هخلصه وارجعلك ومتتحركيش من السرير مفهوم
اومأت له ليغادر وجلست هي تنظر من النافذه فشرد عقلها تفكر هل ما فعلته صحيح مع ذلك الشخص صحيح؟
______________________
جاسر :مهاب؟
كان الغضب يتجلي من وجهه ليذهب خلفه
جاسر: مهاب انت يابني
التفت مهاب له لينظ له جاسر بتعجب
جاسر:مالك فيه ايه؟
مهاب غاضبا:اختي في المستشفى بسبب ****وربنا لجيبهم
جاسر بدهشه:ايه؟ اادكتوره تعبانه؟ طب فهمني ايه اللي حصل
قص له مهاب ما قالته له ورد ليكوى حاسى قبصته بغضب
جاسر بنفسه :رضوان الكلب
جاسر:طب هي كويسه
اومأ له مهاب ليردف بغضب:ازاي مفيش كامرات مراقبه هنا دول اغبييه والله لحاسبهم
جاسر:اهدي يا مهاب وخلينا نفكر براحه
مهاب صارخا:نفكر في ايه اختي اتأذت..خلوا اختي كانت خايفه وكانت عماله تترعش بين ايدي اهدي ازاي
ما ان ذكر مهاب هذا حتي اسودت نظره جاسر وابيضت قبضته ليردف:سيبلي الموضوع دا انا هتصرف روح انت اقعد مع الدكتوره
اتجه جاسر الي الاداره
جاسر:كريم عرفت حاجه عن رضوان؟
كريم:لسه ك....
قاطعه جاسر غاصبا:يعني ايه لسه اختفي يعني ولا انت مش اللي شايف شغلك كويس
عمر:مالك يا جاسر محنا بندور عليه ومش ساكتين
جاسر غاضبا:مالي؟ في ان اخت صاحبك متهدده في حاجه هي ملهاش ذنب فيه حياتهاوفي خطر بسببنا كل دا عشان لحقت صاحبنا وامبارح كانت هتتأذي او اتأذت بالفعل وانت ولا علي بالك
هي اخت مهاب حصلها حاجه
التفت جاسر ليجد ادهم خلفه فقد جاء علس صوت صراخه
ادهم :انطق حصلها حاجه
جاسر:كان هيحصلها رضوان كان هيأذيها
أدهم:مهاب فين دلوقتي
جاسر:مع اخته
ثم اقترب جاسر من ادهم ليردف :لو حصلها حاجه هيبقي بسببنا احنا لو خسرنا صاحبنا هيبقي بسببنا لاننا قاعدين بنتفرج
نظر له ادهم ليردف :انا مطلبتش انها تعمل كدا، مطلبتش انا تدخل وتدافع عني
لكمه جاسر بقوه ولكن ادهم لم يبرح مكانه ليردف بغضب:انت ايه يا اخي هي دي شكرا هو دا جزاتها انها حميتك ، دي خاطرت بحياتها عشان تحميك وانت بتقول مطلبتش منها دي اخت صاحبك يا ادهم، اخت مهاب صاحبك اللي برصو اتصاب بسببك، صاحبك اللي بتعامله بكل برود وهو مستحمل برودك وواقف جنبك لحد دلوقتي جاي دلوقتي مش عايز تقف جنبه في محنته
كريم سريعا:يا جاسر ادهم ميقصدش كدا هو مش ساكت برضو وبيدور عليه
عمر:اهدي يا جاسر واقعد عشان نعرف هنعمل ايه
جاسر غاضبا:مش عايز اقعد انا مش هرتاح غير لما اجيبه
قبل ان يذهب جلسر التفت لهم ليردف بهدوء:لو فيها موتي هحميها عشان معنديش استعداد اخسر حد صاحبي
ثم ذهب وتركهم
_____________
في المستشفي
ورد:يا حبيبي روح شغلك والله انا كويسه
مهاب: لا
ورد:طب عدي فين؟
مهاب:سايبه عند جارتي ست كبيره وطيبه هتاخد بالها منه
ورد:متقلقش عليا يلا روح الشغل
مهاب صارخا:قلتك مش رايح حته اسكتي بقا
فزعت لصراحه فتلك المره الأولي التي تري فيها شيقيها هكذا دائما ما يكون مرحا و ولكن الان شعرت بالخوف منه
جاسر:بتزعق ليه يا بني
نظرت له ورد ليلاحظ الدموع بعينيها
جاسر بقلق:فيه حاجه؟ ايه اللي حصل؟
ورد بهروء:ممكن تاخد مهاب لو سمحت
لاحظ اختناق صوتها ليمسك صديقه للخارج
جاسر:ممكن اعرف ايه اللي حصل بتزعق مع الدكتوره ليه؟
مهاب بهدوء:عرفت حاجه عن رضوان
تعجب جاسر من سؤاله
مهاب:ايه كنت فاكرني هفضل نايم علي وداني كتير
ثم هب به صارخا:بتستغفلني يا صاحبي اختي تبقي متهدده من الحيوان دا ومتقوليش
علم جاسر ان مازن قد اخبر مهاب بكل شئ فأخذ يلعنه تحت أنفاسه بغضب
جاسر:طب اهدي كدا وانا هفهمك
مهاب بغضب:تفهمني ايه؟ تفهمني ان اختي كانت ممكن تروح مني وانا كنت واقف بتفرج ولا علي بالي
جاسر:انا مش ساكت يا مهاب انا بدور عليه ومش هرتاح غير لما الاقيه
جلس مهاب ليردف بهدوء:لا مش هتروح مني مش هسمح لحد يمس شعره منها دي كنزي الوحيد
ربط جاسر هلي كتف صديقه ليردف :متقلقش مش هيحصلها حاجه باذن الله احنا هنحميها اما بالنسبه للكلب دا فانا مش هسيبه والله
مهاب:ادهم في الاداره؟
غضب جاسر عندما تذكر كلام ادهم ليردف.:عايز منه ايه
مهاب:عندي مأموريه بكرا هخليه يطلعها مكاني
جاسر:لا انا هطلعها وخليك انت جنب الدكتوره بس روح للواء سراج الاول
مهاب:ماشي _ثم نظر لغرفه اخته ليردف:جاسر ممكن تخليك هنا لحد ما ارجع عشان ابقي مطمن
جاسر:متقلقش
________________
في الاداره
كريم بغضب:يعني ايه اللي بتقوله دا يا ادهم انت اتجننت ازاي تفكر في كدا اصلا
ادهم:عندك حل تاني؟
كريم:لا بس كله الا كدا
نهض ادهم ليغادر ليصرخ به كريم:انت ايه يا بني ادم انا بكلمك
ادهم :دا الحل الوحيد عشان اقبض علي رضوان
كريم:طب وهي ايه ذنبها في كل دا
ادهم:ذنبها انها اتدخلت في حياتي
ذهب ادهم لمنزله ليلقي بجسده علي الأريكه بتعب
ريهام:ادهم انت كويس؟
نظر لها ادهم مطولا ليردف : انا هتجوز