CMP: AIE: رواية حبيبتي الكاذبة الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون
أخر الاخبار

رواية حبيبتي الكاذبة الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون


رواية حبيبتي الكاذبة 
الفصل الثالث والعشرون 

والرابع والعشرون
بقلم فاطمة حمدي 



(ما بين السعادة والخوف ) 

توردت وجنتيها بحمـرة الخجـل مُجرد أن إستمعت 




إلي هذه الكلمـة من فمـه ، بينما قلبهـا يخفـق بعنـف وهي تفـرك كلتي يديها




 في بعضهمـا بتوتـر بالـغ .. 
ظـل أمير مبتسما وهو يُراقبـ تصرفاتها بعينيه ! .. 
حاولت هي التحكـم في






 مشاعرها وتوترها البالغ ذاك ... حتي قالـت بثبات : هي دي الحاجة الي هتفرحني ! 
رفـع حاجباه معـا بإندهاش ، قبل أن يقول : هو ده الي ربنا قدرك عليه ؟ 







إبتسـمت بسعادة وهي تومئ برأسها ، بينما قالت بمراوغة : اه ، وايه الي يفرح في كده مش فاهمة أنا ! 






قطب جبينه بتذمر ثم قال : خلاص هسحب الكلمة ، ولا كأنك سمعتي حاجة ، كده كده أنا بحبك زي أختـي أصلا ! 





إتسعت عينيها وهي تردف بتلقائية : لا لا بلاش أختك من فضلك .. 
قهقه عليها ، ثم قال ماكرا : أومال ايه ؟ 
حركت رأسها نافية : لا ولا حاجة ، آآ ممكن بس تطلع بره دلوقتي 
صُدم وقال : ايه .. 







تلعثمت قليلاً : آآ لا مش قصدي سوري ، سوري .. 
ضحك هو بخفوت ثم نهض بخفة وقال : أنا رايح أسأل الدكتور امتي هتخرجي من المستشفى .. 
إتجه سريعا صوب الباب ولا تزال الإبتسامة ترتسم علي ثغره ، وأخذ يلتقط أنفاسه وهو يسير بخطواتٍ مُتمهلة ... تاركا إياها في عالـم آخر وتراودها مـشاعر لم تشعر بها من قبل ! 
.....................

طـرق خالد باب شقة السيدة كوثـر .. لتفتح سلمـي وتبتسم فور أن رآته ، فأردف هو بصوت رجولـي : جاهزة ؟ 
أومأت له بإبتسامـة وقالت بخفوت : جاهزة .. 
آتت كوثر من الخلف تقول بجدية : إزيك يا خالد ؟ 
إبتسم خالد وقال : الحمدلله بخير ، ازي حضرتك انتي ؟! 
تنهدت ثم قالت : نحمد الله ، أخبار والدتك ايه ، يعني لا حس ولا خبر وكمان سمعت انها عاوزاك تسيب سلمي يا خالد الكلام ده صح 
خالد بضيق : لأ مش صح ، وحتي لو صح ، أنا الي هتجوز مش ماما ! 







كوثر بهدوء : لا يابني اذا كانت امك مش موافقة ، أنا هبعد أنا وبنتي وانت ربنا يوفقك مع حد تاني ! 
سلمي بغضب : ايه الي بتقوليه ده يا ماما آآ... 
قاطعتها كوثر بصرامة : قولت ايه يابني ، عرفني لو نعمة امك مش موافقة عشان أنا محلتيش الا بنتي اجوزهالك وأمك تبهدلها يعني 
تابع خالد مردفا بصوتٍ جوهري : كده هتخليني أزعل ، وأنا طول عمري بقول أن حضرتك حقانية وعندك عدل لكن الي انتي عاوزة تعمليه ده أنتي وأمي مينسبش العدل بأي شئ ، أنتوا عارفين كويس إن أنا بحب سلمي ، وكنت هتجنن عليها ويوم ما ربنا يحققلي الأمنية دي عاوزين أنتوا تبعدوها عني ، ليه كده ؟؟؟ 
كوثر بتنهيدة ': يابني أنا عارفة كل ده بس أنا مش عاوزة بنتي تعيش في مشاكل .. 
أضاف خالـد بهدوء وثبات : أوعدك إنها تعيش من غير مشاكل وتبقي مرتاحة معايا ، هي دلوقتي متجوزة راجل يا طنط كوثر ! وهي في حمايتي وقلبي قبل عنيا .. 
إبتسمت سلمي بإتساع وهي تسمع حديثه الرجولي ... أنه حبيبها الذي عشقته بكُل كيانها ودائما عند حسن ظنها ، ومع كل موقف يزداد حبها له أضعاف مُضاعفـة .. 
وكذلك إبتسمت كوثر بإعجاب قبل أن تقول : ربنا يباركلك يا خالد يابني ، ياريت أمك كانت زيك وعملت بالعشرة ، بس يا خسارة باعتني ونسيت العيش والملح 
إبتسم لها وقال متنهدا : إن شاء الله بكره الأمور تتصلح وماما ترجع لطبيعتها محنه وهتعدي 
بادلته الإبتسامة وقالت : ماشي يا خالد يلا يا سلمي روحي مع جوزك ، ونقي عفش سعره هين عشان ظروف خالد 
أومأت سلمي بسعادة وهي تكلبش في يد خالد ، ثم أخذها وهبطا الدرج ، ... 
خرجا من مدخل البناية وهو يشابك أصابعه بأصابعها الصغيرة .... شعر بهـا فجأة تقترب من آذنه وهي ترتفع للأعلي قليلاً علي أطراف أصابعها .... 
سمع همسها المفاجئ : بحبك .. ! 








منحها إبتسامة عاشقة وهو يضغط على كف يدها برفقٍ : وأنا بموت فيكي .. 
أردفت بمشاكسة : طب ممكن اطلب منك طلب ؟ 
أومأ لها غامزا : عيوني يا لوما 
قالت ببراءة : عاوزة درة مشوي وغزل البنات وآيس كريم .. 
ضحك وهو يلف ذراعه حول كتفها ، ثم قال بحب : من عيوني ... 
........................

عـاد أميـر إلي غرفة أروي مجددا ، قال هادئا : 
الدكتور قال هتخرجي بعد يومين ان شاء الله 
تكلمت بسعادة : بجد ؟ 
اومأ رأسه وقال : اها .. وكويس لأني لازم أتابع الشركة زمانها بقت فوضي 
أردفت في تساؤل : هو مفيش حد خالص بيتابع ؟ 
أجابها بتنهيدة : زياد بيروح يتابع من وقت لتاني ، وأنا بتواصل معاه علي الموبايل 
سألته بفضول : هو زياد بيفهم في شغلك ؟ 
مسح علي رأسه وهو يقول بتأكيد : طبعا ، زياد رجل اعمال شاطر وبيشتغل في مجموعة شركات والده خارج مصر وعندهم شركة هنا برضو ، لما بينزلوا إجازة بيتابعوا العمل فيها ! 
أروي بإنبهار : ما شاء الله .. وهو مطول في القعدة هنا بقي 
أومأ أمير برأسه وهو يجيب عليها : اه هيستقر شوية هنا هيتابع شركتهم الي هنا في مصر .. وكمان عمتي هتنزل الاسبوع ده لازم أعرفك عليها أن شاء الله 
إبتسمت وأصابها التوتر خوفا من القادم .. فقال أمير بإطمئنان : عمتي طيبة وهتحبك لا تقلقي 
أومأت له وهي تبتسم بعفوية ... 
........................

بعد مرور ما يقارب الساعة... 









كانـت سلمي مازالت تتعلق بكف خالد وهي تتنقل معه في أحد المعارض الخاصة بقطع الأثاث ، يتنقلا من هذا وذاك ... يتمازحان تارة و يتشاجران تارة ... 
أشارت سلمي إلي غرفة نوم ذات لونِ بني داكن بها بروز ورسومات فضية رقيقة ومرآه كبيرة بمنتصف خزانة الملابس ... 
قالت بدلال : طب ايه رايك في دي يا لودي ؟ 
أجابها بزمجرة : مش قد كده يا سلمي ، عاوز حاجة أشيك ... 
عقد ساعديها أمام صدرها ، ثم قالت بحنق : ماشي يا خالد 
ضحك وهو يميل عليها بمزاح : خلاص حلوة يا لوما ، المهم تكوني مرتاحة يا حبيبي .. 
إبتسمت برضا : مرتاحة أنا .. هي دي الي عجبتني 
أردف بحنان : ماشي يا سلمي مبروك عليكي 
تنهدت بسعادة بالغة : الله يبارك فيك يا حبيبي 
..........................

مر اليومان بسلام ، وها ستخرج أروي من المشفي بعد أن تعافت وأصبحت أكثر حيوية عن ذي قبل ، ... لملمت سهيلة أشيائهـا وابدلت أروي ثيابها ورفعت شعرها للأعلي علي هيئة ذيل حصان ، ... كان وجهها يبدو عليه الإرهاق إلا أنها لم تشعر بالتعب بقدر ما تشعر براحة نفسية تجتاحها كليا منذ أن إعترفلهـا الأميـر بحبه .. أصبحت تبتسم تلقائياً دون وعيٍ منها كلما تذكرته ورنت الكلمة في آذنيها ... 
لاحظت سهيلة معالم وجهها السعيد ، فأصابها الفضـول وراحت تسألهـا بإبتسامة : الحلو ايه الي واخد عقله ؟؟ 








نظرت لهـا أروي وتابعت بسعادة : إعترفلي يا سهيلة قالي بحبك .. 
إبتسمت سهيلة بإتساع وقالت مردفه : بجد ، أيوة بقي يا رورو ، ربنا يسعدك يارب يا حبيبتي 
أروي بتأميـن : يارب .... صمتت ثم تابعت بحزن : يارب يا سهيلة ميسبنيش ، علي قد فرحتي علي قد رعبي وقهري ! 
سهيلة بإطمئنان : ربنا هيسترها يا أروي ، المهم انتي إفرحي دلوقتي وبس ! 
أومأت أروي لها ثم قالت مبتسمة بمكر : سهيلة ايه رأيك في زياد ؟؟ 
سهيلة بجدية : رأيي فيه ازاي يعني 
غمزت لها وقالت : يعني ، هو شكله مش مرتبط ولا حاجة يا سلام لو يكون من نصيبك يا سوسو ، يبقي ربنا كرمنا من وسع 
أردفت سهيلة بحزن : ركزي في نفسك أنتي يا أروي أنا مش مهم 
إتجهت أروي إلي شقيقتها وعانقتها بحنان قبل أن تقول بهدوء : أنا عندي احساس إن ربنا هيعوضك عن الي شوفتيه يا سهيلة ، بتمني أشوفك سعيدة وفرحانة ، بتمني نعيش انا وانتي حياة هادية وبس ياريت ده يحصل ... تفتكري هيحصل يا سهيلة ؟ 
تنهدت سهيلة طويلاً ثم قالت بشرود : ربنا لا يعجزه شئ يا أروي ... قولي يارب ! 
- يـارب ... 
.......................

كان أميـر يقف بالخارج بينما آتاه إتصال فأجاب قائلا : نعم يا زياد 








أجابه زياد هاتفيا : أنا مستنيك تحت يا شقيق 
أمير بهدوء : ماشي أنا مستنيهم بره ، شوية ونازلين .. ! 
- ماشي سلام ... أغلق زياد الخط معه ليتحدث بمرح : مكنش ليه لزوم تيجي معايا خالص يا ماهيتاب أنا مش عارف أنتي عاملة زي ضلي ليه كده 
لكمته ماهيتاب في صدره ، ثم قالت بحدة : ماشي يا زياد ، والله لأقول لبابا بس 
زياد بمزاح : إستني ، ركبي بتخبط في بعضها .. 
ماهيتاب بتذمر : رخم أوي .. 
ضحك زياد وقال : بهزر معاك يا رمضان ..
بعد قليل ، وجدا أمير يقبل عليهما بصحبة أروي وسهيلة ، ما أن رأتهم ماهيتاب زفرت بحدة .... أهذه هي أروي التي أرعبت أميـر عليها ؟؟ 
هكذا راحت تُفكر ماهيتاب ، حتي آنتبهت علي صوته الرجولي وهو يقول : إزيك يا ماهيتاب 
إبتسمت له ماهيتاب وصافحته قائلة : الحمدلله ، ازيك أنت يا أمير 
- بخير ... قالها بإيجاز 
ليردف زياد مبتسماً : حمدالله على سلامتك يا أنسه أروي 
أروي مبادلة إياه الإبتسامة : الله يسلمك شكرا ... ثم نظرت إلي ماهيتاب التي كانت تحدق بها بغيرة واضحة ... فقال زياد بهدوء ، طيب أنا هركب أنا وماهيتاب يا أمير 
إقترب أمير منه ثم قال بغيظ وصوت خافت : أنا مش عارف أنت إيه الي جابك أصلا وكمان جايب ماهيتاب شكلي هضربك قريب 
ضحك زياد ثم قال  : أنا قلت أونسك وبالمرة أفسح ماهيتاب عشان عمالة تزن عليا 
أمير وقد رمقه بنظرات مغتاظه : ماشي اتضفل إركب وخد أختها معاك بقي 








زياد رافعا حاجبه : تدفع كام ؟؟ 
أمير بحدة : لخص في يومك ده 
زياد بغضب طفولي : طيب يخربيت الي يهزر معاك يا جدع ... 
تنحنح زياد ثم قال موجها حديثه لسهيلة : إتفضلي أنتي معايا يا آنسة سهيلة 
أومأت سهيلة ثم إستقلت السيارة معهما ، وبينما إستقل أمير سيارته بصحبة أروي .. التي قالت بضيق متساءلة : هي مين دي الي مع زياد ؟ 
- أخته ... قالها أمير بخفوت وهو يُدير محرك القيادة لينطلق بهـا ومن خلفه زياد ... الذي قال بإبتسامة : أعرفك يا آنسة سهيلة ، ماهيتاب أختي 
إبتسمت سهيلة وأردفت : أهلا وسهلا يا ماهيتاب 
ردت ماهيتاب بضجر : اهلا 
إستغربت سهيلة من هذه الطريقة لكنها فضلت الصمت ونظرت من نافذة السيارة ، ... 

في سيارة أميـر 

- مالك ؟ ... قالها أمير بتساؤل 
لتجيبه هادئة : ولا حاجة أنا كويسة 
إبتسم وقال : فرحانة انك خرجتي من المستشفي ؟؟ 
أومأت له مبتسمه ، فقال هو بجدية : هتستريحي في البيت براحتك يا أروي مش لازم تيجي الشركة دلوقتي خالص 
أروي بتذمر : لا أنا عاوزة أجي ، الشركة وحشتني ، والشغل ..... ثم قالت متعمدة إثارة غضبه : وكمان كرم 
فرمل السيارة فجأة وهو يستدير لها في مقعده ناظرا لها بغضب ثم هتف بحدة : نعم ؟؟؟ سمعيني قولتي ايه ! 







إبتلعت ريقها بخوف من ملامحه الغاضبه القاتمه ، قالت بصوت منخفض : بهزر مش قصدي 
نهرها بحدة : بس ده هزار سخيف ، أنا مبحبش الأسلوب ده !! 
ترقرقت العبرات في عينيها ، وادارت وجهها إلي الجهة الأخري ، وتركت المجال لتنساب علي وجنتيها ... 
هتف بحدة مرة أخرى : أخر مرة تجيبي اسم كرم علي لسانك فاهمه ؟؟ 
لم يأتيه رد فقرر بنفس النبرة الحادة : فاهمة ؟ 
أومأت له دون أن تنظر إليه ، بينما تراجع زياد للخلف بسيارته وهو يتساءل 







بقلق : في ايه يا أمير ؟ 
- مافيش ... قالها وهو يقود السيارة مجددا .. بينما وضعت أروي يديها علي وجهها وإزداد بُكائها .. ظلت تبكي إلي أن تعالت شهقاتهـا كـ طفلة صغيرة ، هكذا شعر أمير أنها طفلة تبكي





 بعفوية لكنه لم يشفق عليها ، فإنها أخطأت من وجهة نظره ، ويعلم انها قالت ذلك متعمدة إثارة غضبه ... 
تركها تبكي لعدة دقائق إلي أن قال أخيرا بصرامة : كفاية ! 
لم تستجيب له ، فأخذ منديل ورقي من تلك العلبة الموضوعه أمامه ومد يده لها قائلاً بجدية : إمسحي دموعك .. 

 

حركت رأسها نافية وهي تنظر من النافذة ، فتنهد هو وقال بعتاب : أنتي الي إستفزتيني يا أروي ، في حد عاقل يعمل كده يعني ؟؟ 
ايضا لم يأتيه رد منها ، فـ كز علي أسنانه وتابع : عنك ما رديتي ... أنتي غلطانة يا أروي ، والي يغلط يتعاقب صح ؟ 
نظرت له بدهشة ، وإستغراب ، ... ثم حدثت نفسها وقلبها يقرع بخوف : 
كل هذا من أجل مزحة فكيف سيكون رد فعلك حين تعلم تلك الكارثة ...







الفصل الرابع والعشرون

 (فــخ) 

آه .. كم يؤلمني قلبي يا أميـري .. 
هل تسمع آنيني ؟ ... 
هل رأيت كيف يُعذبني ضمـيري !  
نعم أنا كاذبة 
ولكني لست خادعة 
أنا عشقتك ولكني خائفة 
فكيف حين تعلم أنني إبنة سافرة ؟ 
هل ستصدقني حين أقسم إني طاهرة ؟ 
اه فأنا العاشقة وعن مصارحتك عاجزة .. 

صف زيـاد فجأة سيارته ثم أخرج رأسـه من النافـذة ، ليهتـف بمـرح وهو يُنادي علي أميـر : أمير هننزل هنا 
صف أمير هو الآخر سيارته وهو يقول بجـدية : ليه ؟ 
ترجـل زيـاد من السيـارة وإتجه نحوه قائلاً بإيتسامـة : أصل ماهيتاب عاوزة تشوف البحر فـ قولت نقعد في الكفاتيريا دي ، وإهي فرصة تغيروا انتوا كمان جو ها ايه رأيك ؟؟ 
كاد أمير أن يرد عليه فقاطع زياد قائلاً بمزاح : أنا بقول كده برضو يلا انزلوا .. 
ترجـل أمير من السيارة وهو يتمتم يخفـوت : مجنون رسمـي ! 
وكذلك فعـلت أروي وترجـلت علي مضض ، فـ نظر لها أميـر وجدها غاضبة بشـدة  ... 
لكنه فضّل الصمت وإتجهوا جميعا إلي حيث قـال زياد ..  جلسوا جميعا علي طاولة تطل علي مياه البحـر .. 
قال زيـاد هادئاً : تشربوا ايه بقي ؟ 
أجابته ماهيتاب بدلال : أنا هشرب زي أمير ، هتشرب ايه يا أمير ؟؟ 
نظرت له أروي تنتظر رد فعـله ... 
فقال هو بجديـة : هشرب فراولة .. 
إبتسمت ماهيتاب وقالت : وأنا كمان يا زيزو .. 
سأل زياد مجددا : وأنتي يا آنسة أروي ؟ وسهيلة ؟؟ 
رد أمير سريعا بثبات : أروي هتشرب فراولة ! 
أروي بتـذمر : لا أنا مش عاوزة حاجة ، شكرا .. 
رمقهـا أمير بغيظ قبل أن يردف بلهجة آمرة : لا هتشربي ، يلا يا زياد 
ضحك زياد وقال : خلاص كلنا نشرب فراولة بقي ، اوك ؟ 
أومأ الجميع برأسه ماعدا أروي التي كانت عابسة بشدة ... 
أبـلغ زياد النـادل بطلباتهم ، وساد الصمت بعد ذلك لعدة لحظات إلي أن قالت أروي ، بخفـوت وهي تنهض مُتحاملة علي نفسها : أنا هتمشي شوية علي البحر بعد إذنكم ! ...
ثم سارت قبل أن يتحدث أميـر بعجرفه كما فعل في السيـارة ... 
تابعهـا أمير بعيناه ، ثم نهض هو الآخر قائلاً بصوت رجولي ؛: عن إذنكم .. ! 
أضاف زيـاد مازحا : إذنك معاك .. 
كادت ماهيتاب أن تنهض خلفه ولكن أوقفها صوت زياد الصارم : مكانك يا ماهيتاب 
زفرت ماهبتاب بحدة وهي تتابع بحنق : ليه هتمشي مع إميـر !! 
حرك زياد رأسه نافياً وتابع : لأ مش هينفع دلوقتي هنتمشي أنا وأنتي ! 
...............

وقف أمير أمام أروي حيث قطع عليها الطريق بجسده المفتول ، فـ رفعت بصرها إليه وهي تتابع بإختناق : أوعي من طريقي ! 
حرك رأسه نافياً قبل أن يقول بجدية : لأ ، وبعدين هتفضلي مكشرة كده يعني ؟؟ 
أومأت له قائلة بضجر : أيوة .. روح إقعد مع بنت عمتك أحسن جاي ورايا ليه ؟! 
رفـع أحد حاجبيه بإندهاش قبل أن يردف بتعجـب : بنت عمتي !! ... قصدك ايه بقي يا ست أروي ؟؟ 
زفرت بحِنق وهي تتابع : مقصديش حاجة ، أنت مش زعقتلي وخلاص ، في ايه تاني بقي .. 
ظهرت إبتسامة صغيـرة علي محياه ، وهو يطالعهـا بإعجاب ثم أردف بتنهيدة : طيب خلاص ، متزعليش مني ، بس أنتي الي إبتديتي وإستفزتيني ، وكمان أنا معرفش ليه تعمدتي تضايقيني وتجيبي سيرة كرم ! 
أردفت ببراءة : أنا كنت بهزر معاك .. بس كده .. ! 
فرك طرف ذقنه بأصابـعه ، ثم قال مبتسماً : خلاص يا أروي يمكن أنا زودتها شوية عموما حصل خير .. ! 
أومأت له برأسهـا وراحت تنظر إلي مياه البحـر الزرقـاء ، ... وقف جوارها ثم قال مرحا : طيب إضحكي بقي ، خلصنا يا أروي 
إبتسمت بتلقائية وهي تطالعه بصمت ، ثم قالت بخفوت : هو أنت كده علي طول ؟؟ 
سألها بفضول : كده ازاي يعني ؟؟ 
أجابته هادئة : يعنـي ، بتشد وتلين في نفس الوقت ، تزعق وبعد شوية تضحك ، بحس إنك حد ليه هيبه وتخوف كده وفي نفس الوقت حبوب ومرح .. حيرتني معاك ! 
ضحك أمير بخفوت وهو ينظر إلي البحر قائلاً بإبتسامة هامسة : المهم إني حلو ولا وحش ؟؟ 
أردفت أروي بتلقائية : أنا مقابلتش حد زيك في حياتي ، يعني أنت حاجة وكل الناس الي عرفتها حاجة تانية .. 
رد مندهشا : لدرجة دي 
أومأت له قائلة بتأكيد : وأكتر 
إبتسم .. ثم صمت قليلا .. ثم تحدث بتساؤل: كلميني عن نفسك يا أروي ، عاوز أعرف حياتك شكلها ايه .. خرجي كُل الي في قلبك أنا عاوز أسمعك .. 
توترت أروي ، ماذا تقول له ، فـ حياتها مؤلمة ، غير مُشرفة حتي تسردها عليه ! .. 
صمتت لعدة دقائق ، ثم قالت بخفوت : كل الي أقدر أقولهولك إني وحيدة ، يعني مليش حد .. تعبت جدا في الدنيا دي 
نظر لها وقال بفضول : ليه يا أروي ؟؟ ايه الي تعبك في الدنيا .. إحكيلي ؟ 
أجابته بثبات : يعني أنا معرفش حد غير سهيلة ، أنا إشتغلت في كذا حتة قبل ما آجي عندك ، بس كنت بتهان وبقابل ناس حيوانات فبضطر اني آسيب الشغل وأمشي وادور علي غيره 
تنهد قبل أن يقول مجددا : طب وأهلك توفوا إمتي ؟؟ 
إزدردت ريقها بإرتباك ، ثم قالت متوترة ': 
- مش عارفه ... أنا كنت صغيرة ، وسهيلة كانت كبيرة عني شوية .. من يوم ما وعيت علي الدنيا وأنا عارفة أن بابا وماما ماتوا ! 
قطب أمير جبينه ثم تابع بجدية : أومال مين رباكوا ! 
أردفت بإرتباك : كان في جارة كده ساكنة جنبنا كانت بتهتم بينا شوية .. 
أومأ أمير برأسه وهو ينظر إلي عُمق عينيهـا الخضراوتين ، مما جعل أروي ترتبك وكأنـه سيكشف كذبهـا الآن ! 
تحدثت بخفوت : بتبصلي كده ليه ؟ 
إبتسم قائلاً : عيونك حلوة وفيهـا سحر .. 
أطرقـت رأسهـا بخجل ، وهي تبتسم بعفويـة ، فضحك هو قائلاً بمزاح : أول مرة أشوف بنت سمرة وعنيها خضرة ، سبحان الله .. لأ وشعرهـا يجنن ! 
وصل الخجل داخلهـا للقمة ، فنظرت إلي الجهة الأخري بخجل واضح عليها ، إلا أنـه قال بمـرح : خلاص سكت أهو ! 
أرجعـت أروي خصلة من شعرها خلف آذنها ، ثم نظرت له وتابعت : وأنت كمان إحكيلي عن نفسك شوية 
إبتسم ، ثم تابع بهدوء : يعتبر ظروفي شبه ظروفك ، يعني أنا كمان أهلي ماتوا وأنا صغير ، بس أنا فاكرهم وإتعذبت جدا لما ماتوا ، بقالي ١٥ سنة عايش لوحدي .. بس إتعودت علي كده خلاص 
تابعت بمشاكسة : ممم وعايز تقنعني إنك مكنتش بتستغل الوحدة دي وتعرف بنات ! 
ضحك ساخراً وقال : بنات ! ... أنا بكره جدا البنات الرخيصة الي بتعرف ده وتمشي مع ده ، بحس اني عاوز أرجع لو شفت بنت مش محترمة ! 
أغلقت عينيها عُقب عبارته التي أصابت وخزة في قلبها الصغير الذي لم يتحمل كل هذا ، فـ كلما تعرفت عليه كلما إزدادت مخاوفها أكثر وأكثر .. ! 
لاحظ هو تغييرها فقال بقلق : مالك يا أروي ؟ 
حركت رأسها بنفي ثم قالت ؛: مفيش حاجه ... إستأنفت بإبتسامة : كمل وبعدين 
إبتسم وقال مواصلا حديثه : بس يا ستي ، يعني بجد أنتي أول حب في حياتي .. احم أول بنت يعني تدخل حياتي .. 
ضحكت برقة قبل أن تقول بمرح : بصراحة بستغربلك ساعات ، يعني ازاي أنت رجل أعمال ومش بتشرب سجاير ولا خمرة زي ما بتشوف في الأفلام ؟ ولا عندك علاقات ! 
ضحك عالياً ثم قال من بين ضحكاته الرجولية : الأغلب منهم كده فعلا ، بس أنا مبحبش كده ايه الحلو اني اشرب سجاير مثلا ! .. يعني محبتهاش أصلا وطالما محبتش حاجة لا يمكن أعملها .. 
أومأت رأسها بإنبهار ، ثم تابعت مرة أخرى بفضول : طيب مين أعز أصدقائك ؟ 
زياد .. قالها بتلقائية ..
ساد الصمت قليلاً بينهما ، ثم قالت أروي بتردد : 
بتسامح الي بيسيئ ليك ؟ 
ضيق عينيه قبل أن يُجيب عليهـا : مش دائماً علي حسب حجم الإساءة وحسب الشخصية نفسها الي آسأت ليا .. 
أروي بخوف وعدم فهم : ازاي ؟ 
مسح علي رأسه وأجابها بهدوء : يعني الي بيجرحني متعمد ، بجرحه والي بيرشني بالميه برشه بالدم ! ..أنا عمتا مش بأذي حد عشان كده الي بيأذيني بنسفه ! ... بكره الكذب جدا ، ومبعرفش أسيب حقي .. للأسف دي شخصيتي مش بسامح بسهولة إلا إذا حسيت إن الشخص آساء ليا ده مش متعمد يعمل كده 
بدأ قلبها في الخفقان العنيف ، كادت دموعها أن تنهمر بغزارة ولكنها تحاملت علي نفسها قبل أن تردف بصوت مرتجف: أفهم من كده إني لو آساءت ليك في أي وقت هتنسفني ؟ 
ضحك مقهقها علي حديثها التلقائي ، ثم قال من بين ضحكاته : أنتي عمرك ما تعملي كده يا أروي ، أنا واثق فيكـي 
تابعت بإختناق : وليه واثق أوي كده ؟ 
تابع أمير مبتسمآ : أنتي كنتي هضحي بعمرك عشاني ، وكمان أنا إحساسي بيقولي انك لا يمكن تخدعيني أبدا يا أروي 
دبحتها عباراته دبحاً ... فشعرت بدوار يجتاحها فترنح جسدها قليلاً ... فـ أسرع أمير ليسندها علي ذراعه قائلاً بلهفه : أروي 
إزدردت ريقها بمرارة وهي تطلع إلي عيناه المحدقة بها ، فقالت بخفوت : أنا كويسه بس دوخت شوية .. 
إستقامت في وقفتها وهي تمسح وجهها بتوتر ، حتي قال أمير بقلق : خلي بالك من نفسك يا رورو 
إبتسمت وهي تقول : رورو ! 
أومأ برأسه قائلاً بجدية : اها ، عندك إعتراض ولا إيه ؟! 
ضحكت رغما عنها وهي تقول : لأ ... 
تفاجئا بزياد يصيح بتذمر : الفراولة حمضت يا عم الحبيب أنت ! 
ضحك أمير قائلاً : ياه ، أنا نسيت انكم موجودين أصلا !! 
زياد مازحا : أيوة ، وأنت حد قدك يا عم ، بحر ورومانسية هتفتكرنا ليه بقي ! 
تنحنح أمير بحرج وقال : احم احم .. يلا نشرب الفراولة يا غلس ! 
ضحكت أروي وسارت معهما إلي الطاولة مجددا ... 
..........

ذهـب سامـي إلي منزل سهـير ليقوم بزيارته ، وفعـل الفواحش أيضـا ! 
ما إن دلـف وجلس حتي سأل وهو يتلفت يميناً ويساراً : أومال فين سهيلة ؟؟ 
أجابتـه سهير بغلظة : سابت الشغـل ومشت 
سامي بإندهاش : ليه ! 
ردت بضيق : معرفش بتقول مش عاوزة تشتغل تاني ، خلاص عيارهـا فلت! 
لوي سامي فمي وهو يحك صدغه ثم أردف : ممم أكيد أختهـا الشريفة هي الي خلتها تعمل كده ... عموما لو عاوزاها أنا ممكن أجبهملك الاتنين تاني يا سوسو .. 
سهير بفرحة : بجد إزاي ؟؟ 
أردف بمكر : ده شغلي بقي المهم انهم يجولك تاني راكعين ! 
لمعت عيني سهير بفرحة عارمة ، ثم قالت : ياريت يا سامي ، مش مهم البت أروي كده كده زي قلتها ، المهم عندي سهيلة ياريت تجبهالي تاني ! 
ضحك سامي والشر يتطاير من عينيه ، ثم قال في وعيد : يومين بالكتير وتكون عندك يا ساسو .. ! 
.....................

بعد مرور ثلاثة أيـام مرت علي أبطالنا بسلام ، حيث داوم أمير عمله في الشركة ، وإستراحت أروي في المنزل كما قال لها ، وظلت سهيلة تعمل في معرض الملابس وتعود إلي شقيقتها في آخر اليوم بفرحة فلقد أحست بالراحة النفسية والفرق بين شغلها هذا والثاني ذاك .. !! 
ذهبـت في اليـوم الثـاني إلي المعرض وفي أثناء عمـلها هتفت ربة عملها بإسمها لتتجه سهيلة نحوها قائلة بإيجاب : نعم .. 
إبتسمت السيدة بمكر وهي تمد يدها لها بتنورة قماشية من اللون الأسمر ، ثم قالت : خدي قيسي دي كده يا سهيلة .. وكمان قيسي عليها البضي ده ! 
عقد سهيلة ما بين حاجباها ، وتابعت بإستغراب : أنا ! .. ليه ؟ 
تابعت بإيجاز : ده يا ستي هدية مني ليكي أنا أصلي عارفة ظروفك وحبيت أساعدك وأجبلك حاجة تفرحك .. 
إبتسمت سهيلة وقالت بخجل : بس ده كتير أوي 
بادلتها بإبتسامة ماكرة : لا مش كتير ولا حاجة ، يلا أدخلي بقي عشان عاوزة أشوفه عليكي ! 
أومأت سهيلة رأسها بسعادة ، ثم إتجهت إلي الغرفة الصغيرة (البروڤا ) .. حتي تبدل ثيابها ولكنها لا تعلم أنها وقعت في فخهم ومكيدتهم الدنيئة ، حيث كان يضعون كاميرا داخل هذه الغرفة !!! 
......................

نهضت أروي ثم أبدلت ثيابهـا وتجهـزت وعزمت علي أنهـا تذهب إلي الشركة فلقد طالت جلستها في المنزل وإشتاقت حقا للأمير ... 
توجهت خارج الشقة وما إن خرجت آتاها إتصال من (سامي ) ... لكنها أغلقت الخط وهي تزفر بضيق وتلعن ذاك اليوم الذي رأته فيه .. ! 
إستقلت سيارة أجري وإنصرفت ..
ما إن وصلت وصعدت توجهت سريعا إلي مكتبه ثم طرقته ودلفت قائلة بمرح : أنا جيت ! 
رفـع أمير بصره عن حاسوبه ، ثم قال بدهشه : أروي ... نهض وإتجه إليها قائلاً : ايه الي جابك مش قولت تستريحي في البيت ؟؟ 
ذمت شفتيها بتذمر ثم تابعت : زهقت من قعدة البيت والله ، والشركة وحشتني أوي 
وضع يديه في جيب بنطاله وقال هادئا : بس أنا خايف عليكي أنتي لسه تعبانة يا أروي .. 
حركت رأسها نافية وتابعت بمرح : لأ أنا زي الفل والله 
إبتسم لها وقال : أوك .. يلا علي شغلك يا ست أروي أما نشوف أخرتها 
ضحكت برقة وهي تتجه صوب الباب ، بينما أقوفها صوته الرجولي : إعمليلي قهوة يا أروي 
إلتفتت له قائلة بإبتسامة : حاضر .. حاجة تاني ؟ 
حرك رأسه بعلامة النفي ولا تزال إبتسامته مُرتسمة علي ثغره ... فحقا إشتاق لها وروحها التي تعطيه حالة من البهجة ... 
.......................

إبتسمت تلك السيدة بمكر وهي تحادث سامي هاتفيا : كله تمام يا باشا 
تقوس فم سامي بإبتسامة شيطانية : عفارم عليكي .. تعجبيني ... سلام دلوقتي ! 
أغلق الخط وهو يبتسم بإنتصار وشيطنة ويحدث نفسه : 
- دلوقتي الاتنين بقت روحهم في أيدي !!!!!!! 



 👇

 🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

🍁🍁🍁🍁مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 
 نقدم لكم كل ما هوا حصري وجديد

جاري كتابة الفصل اترك ١٠ تعليق ليصلك الفصل 

 الجديد فور الانتهاء من كتابته ونشره

 وايضاء  اشتركو على

 قناتنا        علي التليجرام من هنا

ليصلك اشعار بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-