أخر الاخبار

روية سجن العصفورة الفصل الخامس والسادس بقلم داليا الكومي


 روايةسجن العصفورة

الفصل الخامس والسادس 

بقلم داليا الكومي


صدمة موت سلطان غطت علي اي صدمة اخري حتى صدمة اعترافة 

الرهيب لها..... ربما اعتقدت ان سلطان اختلس من رئيسة... اما ان يكون زوجها الية فذلك شيء لم تتوقعة علي الاطلاق في اسوء كوابيسها ومع ذلك لم تهتم حاليا سوى بسلطان الذى فقدت عيونة بريقهم 



الماس سمعت صراخها ...وطلبت الاسعاف ..ولكن عند وصول المسعفين 

ابلغهوها بما كانت تعرفة بالفعل ... 



- البقاء لله 

كلمتين سوف يغيروا حياتها للابد ...ردد لنفسها بانهيار .. 

"سلطان مات ...سلطان مات" 




- اة يا والدى الحبيب ...لطالما عشت من اجلي... 



لم يفكر في نفسة يوما كان دائما يفكر بها 

هبة حبست نفسها في غرفتها ليومين كاملين ...رفضت رؤية اي حد ... 

ففي النهاية من لديها ليعزيها او حتى ليهتم ...؟؟؟ 

هبة فكرت بمرارة ...لقد اصبحت وحيده في العالم ...وحيدة لتواجة مصيرها.... بمفردها لتواجة خبر زواجها بدون علمها اورضاها بالتأكيد هو كان لدية اسباب قوية لتزويجى دون علمي لرجل عجوز... 




ادركت مدى عذابة خلال الفترة السابقة لكتمانة السرعنها في حياتها لم تري ابدا وجة ادهم البسطاويسي....زوجها 

لكن بحسبة بسيطة توقعت سنة فسلطان يعمل لدية منذ10 سنوات علي الاقل... رجل في مكانة ادهم وفي مثل عمرة لابد وان يكون متزوج منذ زمن بعيد وربما لدية العديد من الابناء ...احست بالرعب فحبست نفسها في غرفتها علها تختبىء منة... 

خائفة من الخروج من الغرفة فلربما تراة في الخارج ...او ربما ياتى ليأخذها ولكن رعبها الاكبر كان خوفها من ان يطردها ...فالي اين ستذهب حينها...؟ 

ولكن خطتها فشلت ... 

فالماس دخلت تبلغها في هدوء كعادتها... 

- انسه في واحد عاوز يقابلك برة 

هبة قلبها هوى حتى ارجلها بعنف واصفر وجهها ... 

- واحد ...؟؟ ... مين ؟؟؟ 

الماس اجابتها بنبرة الية... - واحد قدملي كارت مكتوب فية ان اسمة عزت حمدى المحامى وعاوز يقابلك ضروري بخصوص مسائل الورث والاجراءات القانونية 

هبة هزت رأسها في دهشة...- ورث اي ورث ؟ 

فهى تعلم جيدا ان لا املاك لابيها وان اكبر مبلغ رأتة في حياتها كان مبلغ الخمسمائة جنية التى اعطاها ادهم لابيها يوم زيارتها لشركتة... 

ادهم البسطاويسي رعبها الاكبر ..هل هذا المحامى من طرفة...؟ تحت ضغط الماس ...هبة خرجت من غرفتها.. في الصالون شاهدت رجل في حدود الخمسين من عمرة في عمر ابيها رحمة الله تقريبا...فكرت في نفسها 

عند دخولها للصالون نهض المحامى فورا واخذ يدها في يدة وقال.. 

- البقاء لله 

صمت لبعض الوقت ثم اكمل ...- اعرفك بنفسي انا عزت حمدى المحامى محامى والدك الراحل ...ومن النهاردة محاميكى انتى هبة تفاجئت ..محامى بابا ؟؟ ...فلماذا كان لدية احدهم...؟ والاهم لماذا هى ستحتاج لمحام...؟ 

المحامى استعد للمغادرة ... 

- التعليمات اللي عندى انى مطولش هنا ...بس اعزيكى في والدك الله يرحمة....وابلغك انى المحامى بتاعك... وابلغك كمان انى منتظرك يوم 


الاتنين الصبح في مكتبي..... 

- بعد اذنك يا انسة 

وانسحب بدون اضافة أي كلمة اخري وتركها تقف مذهولة... 


هبة استوعبت اخيرا ...الشقة والمدرسة ...ومنصب سلطان الجديد ثمن تم دفعة مقابل شراؤها...فهمت اخيرا سبب عدم امتلاكها للملابس ...فهمت ايضا سبب عدم خروجها من المنزل ...استنتجت انها حبيسة ...اسيرة لادهم وسلطان كان سجانها المخلص.... 

استرجعت حياتها في السنتين المنصرمتين ...اسرها في القفص...هى لم تعترض يوما علي حبسها....قبلت بالموجود طالما والدها كان معها يحميها كالمعتاد.....طالما انفاسه معها ...لم تشعر يوما بالاسراوالسجن لانها لم تكن تفهم ...توقعت انها مجرد محمية من سلطان كعادتة معها...فجاءة رأت قضبان سجنها المحيطة بها...حدودة اصبحت واضحة ومرئية الان ... 

هى كالعصفورة المحبوسة في قفص ...صحيح انة قفص من ذهب ...لكنة في النهاية سجنها ...سجن العصفورة.... 

في النهاية اتى يوم الاثنين....هبة حاولت بكل الطرق ان تتفادى وصولة سهرت طوال الليالي ....تجنبت النوم ...خائفة من النوم فالنوم يقرب المسافات ولكنة في النهاية اتى علي الرغم من كل محاولتها ... 

في الساعة العاشرة صباحا ابلغتها الماس بوجود سيارة في انتظارها في الاسفل... 

نفس السيارة السابقة لكن مع اختلاف السائق ...في المرات القليلة الماضية حالتها النفسية منعتها من التركيز في السائق الا انة بالتاكيد لم يكن مثل هذا السائق العجوز ذو السبعين عاما الذى فتح لها باب السيارة باحترام بالغ...تزكرت علي الرغم منها نظرات السائق الاخر لها في المراءة فشعرت بالرجفة تسيطر عليها ....هو كان ضخم بطريقة ملفتة للانتباة عضلاتة كانت واضحة بشكل ملحوظ من تحت سترتة السوداء ...رائحة عطرة النفاذة مازالت في انفها تزكرها بيوم مرض سلطان... 

31

ركبت علي المقعد الخلفى بتردد وانطلق السائق بالسيارة فورا وكأنة احس بترددها ... 


بعد الوفاة مباشرة الماس اعطتها ملابس سوداء عديدة ضمت كل القطع 

التى من الممكن ان تحتاج اليها ... 

وصلت الملابس بنفس الطريقة السابقة التى كانت تصلها بها في السابق...الملابس فصلت لاجلها كعادة أي قطعة كانت تستلمها ... 

القطع بتوقيع مصمم مشهورقرأت عنه في مجلة الازياء...ومن قماش فاخرجدا.... 

الماس اختارت لها تايوراسود تنورتة تصل الي كاحليها وحذاء اسود ايضا برقبة عالية ...هبة فجاءة بدون تفكير قررت تغطية شعرها بحجاب اسود وجدتة مع ملابسها ...الطرحة كانت من قماش الساتان الطري ..... 

اخذت حقيبة يد سوداء من المجموعة الجديدة مصنوعة من جلد التمساح الاصلي ...حقيبتها فارغة فليس لديها أي متعلقات شخصية لوضعها بداخلها فلاول مرة في حياتها تخرج من المنزل بمفردها... 

خصلات شعرها الاصفر الناعم جاهدت للثبات في موضعها تحت طرحتها التى اختارت ارتداؤها...ولكن الخصلات خسرت الحرب من شدة نعومتها فانهالت بفوضوية علي وجهها الجميل من تحت حجابها 

عذابها بدأ حالا فالسيارة اخيرا توقفت تحت بناية ضخمة والسائق اتصل برقم ما وانتظر في مكانة... 

بعد قليل نزلت سيدة متوسطة العمر من البناية وفتحت لها باب السيارة 

وعرفت نفسها قائلة ... 

- انا سميرة سكيرتيرة الاستاذ عزت...هو مستنيكى فوق 

هبة تبعتها مثل المخدرة ...صعدا الي مكتب فخم كل اثاثة مصنوع من الجلد الاسود معبق برائحة الدخان....رائحة زكرتها بدخان سلطان قبل ان يقلع عن التدخين ليوفر ثمن السيجارة من اجلها .... 

هبة جلست فورا ارجلها عجزت عن حمل وزنها الخفيف ...كانت متوترة 

بدرجة كبيرة فالمجهول الذى طالما سعت لمعرفتة سوف ينكشف اليوم ... 

دخل عزت حمدى لمكتبة بمفردة...امر السكرتيرة بالمغادرة.... 

- مدام اتفضلي علي مكتبك.... اقفلي الباب وراكى لكن سيبى الباب الداخلي مفتوح... 

بدون أي نقاش سميرة نفذت اوامرة فورا ثم غادرت من الباب الذى دخلت منة معها ..عزت اكمل طريقة وجلس علي كرسي مقابل لها حاملا في يدة 

مغلف احمر اللون.... 

- انسة هبة انا هدخل في الموضوع علي طول ...في السنتين اللي فاتوا حصلت حاجات كتير ..احداث كتير كانت مبهمة ليكى بس انا هفهمك كل حاجة... 

عزت فتح المغلف واخرج منة بعض الاوراق ..ناولهم اياها.... 

- افضل انك تشوفي بنفسك.... 

هبة بدأت في تصفح الاوراق...عقلها توقف عن العمل ...الخوف من المجهول سيطرعليها ...احتل كيانها ...ارتجفت بشدة وهى تقرأ ... 

المجموعة الاولي من الاوراق كانت عقد بيع شقة في الزمالك للقاصر هبة سلطان ابراهيم وولي امرها هو سلطان ابراهيم يحي والبائع ادهم سليم البسطاويسي... 

العقد تاريخة يعود لسنتين مضتا ... شقة الزمالك شقتها منذ سنتين.... 

مجموعة الاوراق التالية كانت عقد مكتوب بين سلطان ابراهيم يحى كطرف اول وادهم سليم البسطاويسى كطرف ثانى ...بدأت تقرا بعنيها بسم الله الرحمن الرحيم 

العقد شريعة المتعاقدين...تم الاتفاق بين الطرف الاول المذكوراعلاة مع الطرف الثانى المذكور اعلاة علي ان يمنح الطرف الثانى مبلغ وقدرة مليون جنية مصري وشقة الزمالك المذكورة في العقد الي كريمة الطرف الاول علي ان يكون التسليم بعد الزواج الرسمى الشرعى بين كريمة الطرف الاول هبة سلطان ابراهيم والطرف الثانى ادهم سليم البسطاويسي هبة احست بالغثيان ....رمت الاوراق علي الارض بعصبيه شديدة... 

ورفضت ان تكمل القراءة...هى وعدت سلطان انها سوف تسامحة وفعلا قد سامحتة ..مهما فعل فقد كان دافعة الوحيد هو مصلحتها لكن الخنزير الثانى ...الذي وافق علي الزواج بطفلة واستغلال ظروفها .. 

لا يمكن ان تسامحة ابدا مهما حييت... 

عزت حاول اعادة الاوراق اليها ... 

- لسة اهم ورقة ..اخر ورقة قسيمة جوازك 

هبة ردت بقهرودموعها تغرق وجهها الجميل.... 

- قصدك قسيمة عبوديتى ....قسيمة بيعى لراجل عجوز اكبر والدى الله يرحمة ...هشوف اية..؟ ...مصيري اتحدد من زمان .. 

ياتري انا عندى اختيار؟ 

عزت عينية اتسعت من الصدمة وتطلع ناحية الباب المفتوح بقلق... 

- انسة اسمعينى انتى فاهمة غلط ... يمكن ادهم بية فعلا اكبر منك بكتيربس هو مش راجل عجوز زى ما انتى فاهمة...ادهم بية عمرة 4و .... 

صوت قوى جهوري خرج من الباب المفتوح يقول في تحذير ... 

- عزت!! انا هتكلم عن نفسي.... 

قلب هبة بدأ في الخفقان بسرعة مجنونة عندما سمعت صوته...احست بضيق في التنفس من شدة خوفها ...جسدها كلة كان يرتعش بعنف ... 

رعبها اليوم اعاد لزاكرتها رعبها يوم تهجم عبدة البلطجى عليها لم تتمكن من رفع رأسها لتواجة مصيرها الاسود 

علي الرغم من انها لم تتعرف الي عزت من قبل لكنة عندما انسحب فور ظهورادهم البسطاويسي قادما من الغرفة الاخري رعبها تضاعف فها هى الان وحيدة في مواجهتة ...عزت وكأنة اخذ امر بالخروج ...فخرج مثل الالة المطيعة وتركها بمفردها في مواجهة خنزيرغريب عنها من المفترض انة زوجها... صوت خطواتة التي تقترب منها زادت الالم في معدتها....رأسها المحنية أنت بالم لانها كانت تجبرها علي الانخفاض بقسوة... 

زوجها المزعوم اقترب منها لاقصى لدرجة ..عينيها لمحت حذائة ...حذاء جلدى اسود لامع ويعلوة بنطال اسود ...رائحة عطرة القوى اثارت معدتها فسببت لها غثيان غير محتمل ....الكرة غلف قلبها المملوء بالمرارة... 


ادهم جلس علي الكرسي المجاور لها وطلب منها بصوت هادىء... 

- هبة هبة لو سمحتى ارفعى راسك...رأئحته القوية مازالت تهددها بافراغ معدتها في أي لحظة...حمدت الله علي عدم اكلها لايام والا كانت النتيجة مرعبة.... هو امرها ان ترفع رأسها ....لكنها حقيقة لا تستطيع فعل ذلك.. 

طالما شكلة مجهول بالنسبة لها اذن هى تستطيع التظاهربانة غير حقيقي.. 

ادركت انها القت بالاوراق ارضا خوفا من رؤية صورتة علي قسيمة عبوديتها ...صورتة المجهولة اعطتها الراحة لفترة لكنة الان يجبرها علي المواجهه ...رائحة عطرة القوى ستظل في انفها الي الابد تزكرها بواقعها الاليم..تزكرها باسوء لحظات حياتها ...يوم مرض سلطان ويوم بيعها.... 

احست بيداة تتحرك في اتجاهها وكأنها سترفع رأسها بالقوة ..الخوف من لمستة نفضها...راسها رفعت وودارت ناحيتة بارادتها الحرة كى تتجنب لمستة المحتملة الغير محتملة ... 

فوجئت برجل في اوائل الثلاثينات من عمرة طويل.. عريض المنكبين ضخم بدون ترهل ولا وزن زائد ...كان كتلة من العضلات.. 

عينيها اكملت رحلتها لوجهة ...وجة اسمربلمحة من الوسامة وذقن مربع وفك قوى صعقت عندما تعرفت علية ...فهو كان نفس السائق الذي اوصلها الي المستشفي يوم انهياروالدها والايام التى تلت... مازالت تتزكر نظرتة 

لها في المراءة ..الان فهمتها... 

زكري وفاة سلطان مع رائحة عطرة القوي مع مفاجاءة اكتشاف انه السائق الذى اوصلها مرارا دون الكشف عن هويتة الحقيقة بالاضافة لاكتشافها حقيقة انه شاب وليس عجوز كما كانت تظن..عوامل مجتمعة اوصلت 

غثيانها لذروتة .... 

هبة اتجهت باقصى سرعة لديها في اتجاة الحمام وهى تضع يدها وتغطى بها فمها في حركة تدل علي كتمان قيئها ودخلت الحمام واغلقت الباب خلفها بقوة

**سجن العصفورة**

الفصل السادس والسابع


هبة دخلت الي الحمام الملحق بمكتب عزت وهناك افرغت معدتها..احست ببعض الارتياح غسلت وجهها بماء بارد وخرجت لاكمال حفل تقرير المصير.... 

لدهشتها عندما خرجت من الحمام وجدت مكتب عزت فارغ...رأسها استدارت بخوف وهى تبحث عنة ...ولكنها لم تجد لة أي اثر...ارجلها المسكينة عجزت عن المقاومة فانهارت جالسة رغما عنها..تجمدت لدقائق مثل تمثال خشبي... 

بعد فترة قليلة عزت دخل الي المكتب وعلي وجههة علامات الضيق... 

- ادهم بية مشي لانة مرتبط بموعد.. 

هبة اتنفست بإرتياح...الحمد لله محنتها انتهت مؤقتا...

عزت احس بارتياحها الواضح لمغادرة ادهم...فقال بإشفاق ... 

- هونى علي نفسك الامور يا بنتى...انا عارف انك اتفاجئتى بس لازم تشوفي الامور بنظرة ايجابية ...انتى عارفة كام بنت في مصر مستعدة ترتكب جريمة وتكون مكانك ؟؟؟ 

هبة ردت بمرارة ...- مبروك علي اي واحدة تاخد مكانى 

عزت نصحها ... - البكاء علي اللبن المسكوب مش هيفيد زى ما المثل بيقول...دلوقتى عندنا وضع ولازم نتعامل معاة ....حياتك في فوضي ولازم تترتب.. 

هبة هزت راسها بالموافقة 

عزت اكمل ...- انا هوصفلك الوضع الحالي وانتى كملي ليه لو نسيت حاجة... 

من غير ادهم بية انتى عندك ايه ؟ 

الشقة والمليون جنية مرتبطين في العقد بالجواز الشرعى وان كان ادهم بية اتنازل عن شرط اساسي من شروط الجواز الشرعى وسمح ليكم بالسكن في الشقة والتصرف في الفلوس طول السنتين بدون مقابل منك فدة مش معناة انة هيصبر للابد... 

طبعا هى تدرك تلك الحقيقة لسنتين وهى زوجة علي الورق لادهم ..تمتعت بشقة فخمة ومدرسة راقية وحياة مرفهة ولكن ما المقابل الذى توقعة ادهم منها...؟ بالتاكيد لابد ان يكون لة هدف ما من وراء تلك الصفقة المستحيلة وان كان ادهم انتظر لعامان فهو الان لن ينتظر للابد... لقد حان وقت تسديد الدين...... 

ولتأكيد كلامة عزت اكمل ... 

- سألتى نفسك لو طلبتى فسخ العقد هتروحى فين ؟ طبعا الاجابة معروفة ...الشارع.... 

طالما عاشت هبة محمية من والدها أي خبرة لديها في الحياة تمكنها من الاعتماد علي نفسها والصمود بمفردها في العالم ؟؟..سلطان لم يسمح لها بالخروج بمفردها يوما حتى انها لا تعرف اسماء الشوارع او الاتجاهات... 

كل مالديها هو القليل من التعليم والكتير من البراءة وقلة الخبرة ... 

طوال حياتها وسلطان يغدق عليها بالحماية والحنان يحبسها ويحتفظ 

بالمفتاح في قلبة...... 

- ادهم بية طلب منى اوضحك لك الصورة كاملة عشان تبقي فاهمة بس اشربي عصير شكلك دايخة.. 

هبة نفذت كلامة فورا ...ياة لاول مرة تشعر بنعمه وجود كرسي فارجلها المسكينة رخوة لدرجة انها ستنهار في أي لحظة...والعصير ايضا انعشها 

عزت اكمل حديثة ... 

- انتى طبعا متعرفيش اي حاجة عن عيلة البسطاويسى اسمحيلي احكيلك من البداية... 

سليم البسطاويسي والد ادهم كبير عيلة البسطاويسي الصعايدة... راجل قوى وكلمتة مسموعة ...بس ادهم طلع قوى زية بقوا الند بالند ...ظاهريا سليم بيحاول يكسر قوة ادهم ويفرض قوتة بس في الحقيقة من جواة هو فخور بإبنة الوحيد اللي جابة بعد طول انتظار...بس حقيقة ان ادهم الولد الوحيد حملتة حمل كبير ....الحمل دة كان وصل حد ادهم مقدرش يتحملة وعشان اكون واضح اكتر.. من سنتين والدة كان بيضغط علية يتجوز واحدة من عيلة في بينهم مصالح وكان والد العروسة بيلمح ...سليم بدأ يلوى دراع ادهم عشان يخلية يمشي في الجوازة ...وضيق علية كل الطرق ...مع انة كان عارف كويس ان ادهم مبيجيش بالعند ....ادهم من عمر 84 سنة وهو قايم بكل الشغل وحول المال اللي كان عندهم لامبراطورية امبراطورية تهز الدولة لو اختلت ....كانت اخر مواجهة بينهم مرعبة يومها سليم هددة انة لو مسمعش كلامة واتجوز بنت الكفراوى ...هيمنعة من دخول بيت العيلة في الصعيد للابد...فكان رد ادهم علية انة بعتلة قسيمة جوازكم 

هسيب لمخيلتك رسم صورة للى حصل ..الحرب قامت بين سليم وادهم وطبعا لما سليم فشل انة يرجع ادهم عن قرارة استسلم واعلن جوازكم وساعتها الكفراوى بطل يلمح بس شايلها للبسطاويسي وناوى يرد لية القلم قلمين خصوصا انة فتح الجروح القديمة... 

وعشان متشغليش بالك بحاجات متهمكيش ...الصفقة المعروضة عليكى دلوقتى من ادهم بية ...يبقي الوضع علي ماهو علية ....انتى هتستفيدى وهو هيستفيد...... 

ادهم بية وعد سلطان والدك انة هياخد بالة منك ...

انتى فعليا مسؤلة منة... 



هو بيطلب منك تكملي دراستك وتسيبي القلق لوقتة... 

ياة معقول ...الكابوس انكشف...هتفضل في الشقة ومصاريف كليتها مدفوعة ...دة حلم تانى بيتحقق.. 

عزت اكمل بوضوح ... 



- الشرط اللي البية بيطلبة وبيرجوكى متعتبريهوش شرط ...ان الوضع يبقي علي ماهو علية فعليا ...يعنى السواق هيوصلك ويرجعك والخدامة هتفضل معاكى في البيت ولو حبيتى تخرجى اي مكان يبقي بعلمة لانك في الاول وفي الاخر مراتة رسمى وشايلة اسمة..... 



شرطة الوحيد ان تظل في السجن ..في الماضى تقبلت السجن بنفس 



الشروط ولكن وقتها لم تكن تعلم انة سجن ....ولكن حينما علمت الحقيقة المخفية عنها لسنوات توضحت امامها القضبان الخفية ورسمت حدود السجن الرهيب.... 



هبة ردت بخفوت : موافقة عزت : موافقة ؟ هبة : ايوة 

عزت : عندك اي شروط..؟ هبة : لا 



عزت : خلاص اتفقنا...هبلغ ادهم بية ان الاتفاق ساري...وان مافيش اي وضع هيتغير 

هبة هزت راسها بالموافقة 



هل يوجد لديها اختيار اخر ...؟ ادهم انتصر ومازال يحبسها في دنيتة والخلاص من سجنة ليس اختيارى...... 




.......

سنتان اخرتان مروا من عمرها ...نفس الروتين الذي تعودت




 علية في وجود سلطان كررتة في غيابة ...فقط المدرسة تبدلت بالكلية ...واصبحت من الكلية للبيت ومن البيت للكلية




 ...الفارق الوحيد ان خزانتها ملئت باحدث الموديلات بدلا من زى المدرسة الموحد ...وكالعادة تجنبت تكوين صدقات حتى لا تكون مضطرة للتبريرات...وكعادتها كانت من الاوائل علي




 دفعتها تعودت علي الوحدة والحزن...وضعها الغير عادى حرمها من العيشة بصورة طبيعية مثل البنات في مثل عمرها الصغير



 ...حرمت علي نفسها التعامل مع الرجال فرجل واحد امتلكها علي الرغم منها يكفيها وفي النهاية هى زوجتة شأت ام ابت ولابد ان تخلص له بالكامل حتى فكريا ... 



فعلي الرغم من أي مرارة تشعر بها لكن وضعها بدونة لم يكن ليقارن ابدا بوضعها الحالي... 



دائما كانت تزكر نفسها بمصيرها لو ظلوا في الحارة تحت رحمة عبدة وتهديدة... وكلمتة " مسيرك لية يا جميل" ورائحة انفاسة المقززة تجعلها تشكرادهم علي وضعها مهما بلغت غرابتة...


.. 

احساسها بالكراهية نحوة قل كثيرا لكن كان لابد وان يتحمل احدهم اللوم سلطان الان ميت ولايوجد غير ادهم يتحمل كل اللوم...كل المها وحرمانها... 



سلطان استغل سلطتة كأب وقرر بالنيابة عنها ونفذ....




صدمتها عندما اكتشفت ان ادهم اكبر منها بخمسة عشر سنة فقط وليس بثلاثين او اكثر كما كانت تعتقد سببت لها الحيرة




 ..عزت قال لها ان نصف بنات مصر يتمنوا ان يكونوا مكانها... بالطبع فشاب بمثل وسامتة واموالة يستطيع اختيار أي فتاة تريد وستذهب الية راكعة ..لكنه اختارها هى ... 




اذن فما سبب احساسها بالمرارة والذى لا تستطيع التخلص منة ؟ منذ يوم مواجهتم المقيتة في مكتب عزت وادهم لم يحاول




 ابدا الاتصال بها...مصروف شهري ضخم كان تستلمة بانتظام...كل فترة خزانتها تتجدد بالكامل باحدث الازياء وافخرها... جميع ثيابها صممت خصيصا لها وبيد اشهر المصممين العالميين ... الماس جاسوس ادهم المخلص كانت




 تلازمها مثل ظلها ...كانت حلقة الوصل بينها وبينة والمدهش انها لم تسمعها يوما وهى تحدثة ... الماس لم تفارقها ابدا ..حتى يوم اجازتها الاسبوعية كانت ايضا تقضية معها لانها



 علي حسب كلامها ليس لديها مكان اخر لتذهب الية فهى في الخامسة والاربعين من عمرها ولم تتزوج ابدا ولا ترغب في الزواج ... 


علي الرغم من حالتها النفسية المضطربة ..جمالها كان يزداد كل يوم بشكل ملحوظ ...حاول معها الكثيرون لاستمالتها ولكنها لم تتأثر مطلقا ... 


بسبب رفضها الغير مبرر من وجه نظرهم... سموها غريبة الاطوار وتحملت فدائما اعتادت اطلاق الالقاب عليها ...وهى


 فعلا غريبة الاطوار من يتحمل العيش لسنوات وهو مسجون


 بارادتة بين اربع جدران حتى لو كانت تلك الجدران مصنوعة

 من الذهب ...اربعة سنوات مرت وهى مسجونة عشرون سنة



 مرت وهى مسيرة ....عصفورة تعودت علي السجن فحتى لو فتح لها القفص لن تستطيع الطيران

                       الفصل السابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-