CMP: AIE: رواية القبضة الحديدية الفصل الاول و الثانى بقلم فيلسوفة زمانها
أخر الاخبار

رواية القبضة الحديدية الفصل الاول و الثانى بقلم فيلسوفة زمانها

رواية القبضة الحديدية

 الفصل الاول و الثانى

 بقلم فيلسوفة زمانها 


في منزل فخم  نسبياً يمتلكه المهندس سامي فهيم  وزوجته 



علا عبد العزيز خريجة هندسة أيضا ولا تعمل ، وقف الأبناء الأربعة سوياً لتحضير إفطارهم  .




 الأكبر  يوسف في العاشرة يليه هشام في التاسعة يليه تالين في السابعة وتليهم  تاليا في الخامسة 





وقع منهم طبق أثناء التحضير وانكسر ووقع البيض المخفوق على الأرض ، وبدأوا تنظيفه مباشرة رعباً مماسيحدث



 وفعلاً تركت أمهم محادثتها التليفونية وجاءت غاضبة صارخة " مفيش فايدة معرفش


 أعمل حاجة في حياتي من غير ما تعملوا مصيبة لا أكل ولا تليفون ولا حتى دخول الحمام " يصاحب ذلك ضربات لكل منهم .






رد يوسف " معلش يا ماما أنا هلمه " قالت "طبعا أنت اللي هتلمه آمال أنا ؟ اتفضلوا نظفوا المطبخ واخرجوا منه "





عادت أمهم لمكالمتها ، نظفوا ما وقع منهم لكن عادت أمهم بعد ذلك "ريحة المطبخ وحشة جداً يعني لازم أنا أعمله حرام عليكم … غوروا من وشي "





تركوا الطعام وذهبوا وهم في حالة رعب … لم يكونوا قد أتموا إفطارهم بعد بسبب الوقت الذي ضاع في التنظيف  لكن خوفهم من والدتهم كان أكبر .
بعد أن مسحت أمهم المطبخ وعطرته جاءت إلى غرفة المعيشة فوجدتهم يلعبون "بتلعبوا يا باردين ولا هاممكم طب مفيش مرواح النادي النهاردة"
 حاولوا لاعتراض لكنها هددت بالضرب مجدداً فصمتوا
لم يعرفوا  على ماذا  يحزنون أكتر على حرمانهم من اللعب في النادي أم على الاحتكاك الذي سيحدث  مع والدتهم أثناء جلوسهم في المنزل والذي سيعقبه "كام علقة "






وبالفعل كان يوسف وهشام يتشاجران قليلاً فجاءت علا وانهالت عليهم ضرباً وركلاً وسباً  ، قال يوسف " يا ماما مش معقول كده كل شوية ضرب " فزادت عصبيتها وهي تضرب وتصرخ بصوت أجش يخيف الجميع  ، مختلف تماما عن صوتها العادي " كمان بترد  عليه  ، فاكر نفسك كبرت طب أنا هوريك " وازدادت ضرباً فيه.






لم تكن تجلس معهم إلا نادراً وكان ذلك يسعدهم لكي لا تغضب من أقل شيء ، كانت تجلس في الصالون أو غرفتها تحادث صديقاتها أو تتصفح تليفونها أو في شغل البيت طبعاً






عاد والدهم من الخارج وقبل أن يتناول غذائه قالت له علا " العيال جننوني وكمان الأستاذ يوسف بقى بيرد عليه"
وبدأ ضرب أبوهم لهم جميعاً خاصة يوسف





رغم إن تاليا الأصغر وكانت تحصل على أقل نصيب من الضرب إلا إنها كنت تخاف كثيراً وتشفق على إخوتها بشدة خاصة يوسف وهشام لأنهما كانا يأخذان النصيب الأكبر





في ذلك اليوم  ليلاً ، تمددت  تاليا في سريرها وتخيلت أن لها  أماً حانية تعد لها الإفطار ، وإذا وقع منها طبق تقول لها "




 معلش ولا يهمك هنلمه سوا " … تخيلت إن إخوتها سعداء وإنهم مابيتضربوش ٢٠ مرة في اليوم






في البداية وهم صغار  كانوا يتصورون إن كل البيوت على هذا الحال حتى كبروا قليلاً ووجدوا زوجة عمهم تحتضن 




بنتها لأنها تبكي ومرة آخرى سمعوا زوجة خالهم تحكي إن بنتها جابت نمرة وحشة جداً في الدراسات 



وكانت خايفة وبتعيط فهي و خالهم طبطبوا عليها وقالوا لها ماتزعليش وعوضيها بعد كده …كانت هذه القصص تفاجئهم جداً 





كم كانوا يتمنون لو كانت أمهم امرأة عاملة كي لا يقضوا طول النهار في خوف أثناء الأجازة الصيفية

  بدأ العام الدراسي وهم مرحبين به رغم عدم حبهم للمذاكرة  للخروج من المنزل يومياً




للآسف كانت شخصية الوالدين غير صبورة ، فكانت المذاكرة




 عملية مرعبة ، القليل من الشرح أو التسميع والكثير من الضرب والتوبيخ . 
علا في الواقع كانت 


تفضل مشاهدة المسلسلات التركية على هذا الهم لكن كانت المشكلة عودة زوجها متأخراً من العمل فلابد أن تبدأ هي مع الولد


الفصل الثاني

مرت الأيام على نفس الوتيرة ، ضرب للأولاد على أتفه الأسباب من 



أمهم ثم حين يعود أبوهم من العمل تقول له " أنا بجد مش عارفة 



ما الناس كلها عندهم عيال ماشفتش في شقاوة وقلة آدب ولادنا "



فينهال عليهم ضرباً 





طبعاً آثر ذلك الجو كان واضحاً جداً على الأولاد، يوسف الأكبر كان عصبياً جداً ويضرب الأولاد في المدرسة تفريغاً لشحنة الغضب التي يتلقاها باستمرار من والديه  وحين استدعت المدرسة والده انهال عليه ضرباً مجدداً ومن يومها أطلق عليه لقب البلطجي .

أما هشام فكان يخاف من الجميع وكان بعض زملائه يضربوه ويأخذوا أشيأئه ولا يستطيع الدفاع عن نفسه فكان يضربه أيضا. ويقول له أنت أصلك جبان  ومش راجل وألصق به تلك الكلمات عند كل خطأ





أما  تالين فشكى المدرسون قلة اشتراكها وتفاعلها في الفصل، رغم إنهم حين يسألونها كانت تجيب لكن  الواقع إنها كانت  في خوف ورعب دائم ، لا تثق بنفسها على الإطلاق وتخاف من فعل أي شاء خوفاً من الفشل فأطلق عليها والديها لقب البروتة. 

 أما تاليا الصغيرة فكانت تعاني من التبول اللا إرادي الليلي وأجمع الأطباء إنها حالة نفسية وليست مرضية فطبعاً تتوقعون ماذا كان لقبها في المنزل




كانت أحياناً علا حين توقظ تاليا صباحاً وتجد سريرها مبتلاً تضع لها الملاءة في البانيو وتقول لها اتفضلي اغسليها وهي لم تتعد الثامنة من العمر وكانت تمنع إخوتها من مساعدتها … فتجلس البنت في البانيو لا تعرف أول الملاءة من اخرها  وتحاول غسيلها وهي تبكي

كانت علا تضعها في الغسالة بعد ذلك طبعاً لكنها كانت تتصور إن ذلك العقاب سيردع تاليا عن فعلها مجدداً !





سامي وعلا كانا يتصوراها  أنهما يقدمان أحسن ما يمكن لأبنائهم ، فهم يعيشون على مستوى مرفه على القدر الذي تتحمله ميزانيتهم ، يذهبون للرحلات والمطاعم ، لديهم أحدث اللعب والأجهزة .

كانت والدتهم تشتري لهم أفخم الملابس لكنها لا تثني على أحدهم أبداً  إلا إذا كانوا أمام الناس ،كانت تقبل أن يأتوا أصدقائهم في المنزل (لكن يا ويلهم أن إخطأ أحدهم فليس لديها مانع أن تضربه أو تسبه أمام أصدقائه)




أبوهم كان يحتضنهم أحياناً لكن لا بمنعه ذلك عن الضرب اليومي تقريباً وعن كلماته القاسية كالرصاص . كان ينظر لأولاده على إنهم أفشل أولاد وإن جميع الناس أولادهم أذكى وأفضل . كان دائماً ما يقارنهم بأبناء الآخرين ويقول لهم "شايف فلان أحسن منك إزاي في…"


وكان رعب الأبناء الأكبر حين يتشاجر الأب  والأم  وذلك كان يحدث كثيرا وعلى أتفه الأشياء أيضاً مثل ما حدث اليوم




 قالت علا "قلت لك اشتري عيش لسندوتشات المدرسة بكرة"

رد سامي " معلش نسيت ، نطلب السوبرماركت"

أجابته " عيشهم ما بيعجبنيش ( مع إنها مش هتاكل منه ) ، هو أنت كده طلباتي آخر حاجة في دماغك "

رد عليها " دي حاجة بسيطة مش مستاهلة خناق" تقول له " لا مش بسيطة لأنها مش أول مرة تطنش كلامي ، ماتحاولش تطلع نفسك ملاك وأنا اللي أوفر"





ويتصاعد بينهما الحوار حتى تصل علا لجملة " أنت هتعمل عليه راجل " فيجيبها سامي " احترمي نفسك "

ثم بعد نصف ساعة أوأكثر ينزل مجدداً ليشتري الخبز من المكان الذي طلبته منه !!


كان الأولاد يشعرون بالجزع عند نهاية شجار والديهم لأن غالباً سيأتي أحدهم للجلوس معهم في غرفة المعيشة ثم يخترع سبباً ما ليضرب الأولاد بسبب الغضب الذي هو فيه





كان الجيران يسمعون كل الشجار ويشفقون على الأبناء جداً لدرجة إن اثنتين منهما كانا يتصلان أحياناً ليدعوا أحد الأبناء للعب مع أولاده وكانا يتعجبان كيف زوجان مثقفان ولا يظهران للناس إلا كل أخلاق واحترام تكون هذه طريقة تعاملهم في المنزل . حاولت الجارتان في حوارات كثيرة مع علا التطرق





 لموضوع معاملة



 الزوج والرفق بالأبناء ، كانت تجيبهم بإجابات مثالية يتعجبان لها ، ثم تذهب شقتها ويسمعون



 صوت ضربها لأولادها  والشتائم التي لا تليق بمثلها

حاولوا مراراً حتى يأسوا فقطعوا تلك العلاقة معها بالتدريج ، 


فصوت الأبناء وبكاؤهم كان يمزق قلوبهم

                          الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-