رواية البنت الضائعة الفصل السابع7بقلم سالي سالي

رواية البنت الضائعة الفصل السابع7بقلم سالي سالي


إرتبك عبد الله المتقي امام قائد الشرطة بعد الإتصال الاخير الذي شقلب كيانه وافكاره.. واصبح يذهب ويجيء 






في حيرة من امره هل يخبره عما سمعه من هاتفه قبل قليل او بذلك سيكون قد انهى حياة إبنته على يديه بإخبار الشرطة عن موضوع الفدية.. 
لاحظ القائد توتر عبد الله وسأله ماخطبه هل هناك امر ما سيء.. فتلعثم عبد الله المتقي واخبره انه لاشيء وشكره على مساعدته وانصرف مسرعا.. 
وهو في الطريق إتصل بزوجته وامرها ان تجمع كل المال الذي بحوزتها وكل مافي الخزنة التي بمكتبه وتعدها ريثما يعود للبيت. محاولة منها ان تفهم الموضوع ولكن اغلق الخط وترك الفضول يقتلها. لحتى بعد سويعات دخل عليها وهو يسألها عن كم المبلغ الذي  وجدته؟.. وعندما ذكرت الرقم. قال إنه قليل جدا. كما إغتاظ من ذاك اليوم الذي لايساعده على إتمام المهمة على اكمل وجه لانه يوم العطلة والبنك سيكون مغلقا كي يخرج الباقي منه.. بينما سلمى تسأله و تلح عليه مالذي يجري.؟!   ولما هو في سرعة من امره.   ؟!  وماحاجته 






للمال هذا كله..؟؟ رن الهاتف مجددا أمام مسامعها والمتصل كان نفسه. يخبره إن وفر المبلغ او لا..؟ فاقترح عليه عبد الله المتقي ان المال ناقص نقدا إنما يستطيع تبديله بالذهب إن أراد. او يمهله وقتا ينتظر حتى الغد ليفتح البنك.. فأجابه انه موافق على تبديله بالذهب فهو على عجلة من أمره والفتاة اصبحت تؤرقه   وطلب منه ان ينتظر منه إتصالا لكي يعلمه اين سيكون اللقاء .. وعندما اراد ان يغلق الخط طلب عبد الله المتقي ان يسمعه إبنته عبر السماعة لكي يطمئن قلبه فقط عليها. فاخبره المبتز انها نائمة ولايريدها ان تستيقظ لكي لايصدع راسه من بكائها. وذكره بما حذره سابقا ان الفتاة ستقتل لو لاحظ ان الشرطة لها علم بكل هذا. فطمنه عبد الله ان الامر سيكون سرا. ولايهمه المال إطلاقا كل مايهمه ان تعود إبنته سالمة غانمة إلى احضانه واغلق الخط بعدها.. 
ثارت سلمى مرة اخرى على عبد الله المتقي وهي مصدومة مما سمعته. وعاتبته كيف له ان يدخل في امر خطير كهذا ولا يبلغ به الشرطة.  فماذا لو اخذوا المال وقاموا بالفرار ولم تكن معهم ملاك اصلا من الاول.. فهاجمها عبد الله المتقي انها لايهمها إلا المال وخسارته ولايهمها إبنتها مطلقا. وامرها ان لاتتدخل وتتنحى جانبا.. مما زاد الشد والصراخ مابينهما ولكن لااحد كان متفقا مع الآخر بالاخير.. 

خرج عبد المتقي بالحقيبة الممتلئة بالذهب والنقود الورقية متجها نحو المكان الذي اعلمه  إياه المبتز قبل ساعة ونصف من خروجه.. كان المكان في منطقة خالية الوحوش ترعب ان تكون موجودة فيها  ..





 وعندما رأى عبد المتقي وحشة المكان أحس بالخوف وإنتابه الندم في لحظة وتذكر تحذير زوجته كيف له ان يخوض امرا كهذا لوحده. فلو قتلوه مثلا واخذوا منه المال وهربوا فلا احد سيكتشف وجوده حيا او ميتا حتى الجن الازرق لايستطيع ذلك. ولكن الندم لايفيد والعودة للخلف فات الاوان عليها وعليه فقط المواجهة وإتمام الامر للاخير.. 
وبينما هو في دهاليز الطريق وجد اخيرا سيارة سوداء تنتظره كما اخبره بالضبط. فركن عبد الله المتقي السيارة وترجل دون ان ينزل معه الحقيبة.. كما نزل شخصان من السيارة السوداء وامروه ان يتقدم قليلا في الوسط و يترك المال على الأرض وان يعود ادراجه لكي ينزلا الصغيرة من السيارة.. 
هنا تشجع عبد الله المتقي واخبرهم انهما لن يريا قرشا واحدا حتى يرى بكلتا عينيه إبنته امامه.. 
فثار احد منهما واخبره انه ليس في موضع يحق له ان يأمرهما كيف سيكون التبادل. ولكن عبد الله أصر.. وعندما تاكد انهما مجرد لصان ولاوجود لإبنته معهما حاول الفرار منهما ولكن اللصان تهجما عليه بالسكين والعصي ودشدشا زجاج السيارة باكملها وحاولا إخراجه عنوة. هنا وفي تلك الأثناء تقدمت دوريات الشرطة بسرعة لتحيط




 بالمكان كله وكأنهم غرابيب سود اطلقت من قسورة فجأة أحاطت حول الموقع وبالاخص حول سيارة عبد الله المتقي اللذان كانا يتهجمان عليها اللصان بكل وحشية.. وفي لحظة وسط كل الرعب الذي إنتاب الجميع ومن بينهم احد اللصان إذ عند رأيته للشرطة تمكن من فتح باب سيارة عبد الله المتقي من الداخل وأستطاع إخراجه منها ووضع السكين على رقبته مهددا الشرطة ان تعود للخلف حتى يخرج هو وصديقه بالسيارة
وهددهم إن لن يضعوا اسلحتهم الموجهة إليهما على الارض سيذبحه امامهم لامحالة.. 
حاول احد عيان الشرطة التفاوض معه وان يسلم نفسه هو وصديقه. وسيخففان العقوبة عليهما. لكن دون جدوى. فامتثلت الشرطة لأمر المبتز وعادوا ادراجهم للخلف.. وبالكاد وصلا المجرمان إلى سيارتهما وعبد الله المتقي بين يدي أحد المجرمين تحت تهديد السلاح الابيض    في تلك اللحظة حاول ان يراوغ عبد الله المتقي فوكز بمرفقة بطن المجرم الذي إستطاع التملص من قبضته وانطلق يجري للخلف وماإن تفطن 




المجرم لفعلته اخذ السكين واراد ان يطعنه في ظهره.. هنا تدخلت الشرطة واطلقت النار عليه فأصابته في قدمه ليسقط ارضا. فخاف صديقه وأعلن إستسلامه برفع يديه للاعلى. 

قبض على اللصان اخيرا واطرحا ارضا مكبلان من طرف افراد الشرطة. ونزلت زوجة عبد الله المتقي من سيارة الشرطة لتهرع إليه وهي تحضن زوجها وتسأله




 إن كان بخير.. ففهم ان الشرطة قدمت بإبلاغ منها.. وهذه المرة شكرها فلولا ذكائها وخوفها عليه لما هلك لامحالة.. 

عاتب طاقم الشرطة عبد الله المتقي على سوء تصرفه وتسرعه لتصديق اناس خطيرين مثل هذان الشخصان اللذان ممن ينتهزون فرص كهذه لتلبية شجعهم وطمعهم دون رحمة على حساب وجع و ألام الاشخاص الابرياء.. وعند كشف اسمائهما عند التحقيق. وجدوهم انهما مشبوهين وعليهما حكما بالغياب وهما فاران من حكم العدالة منذ سنين... وعندما سمعا في الصحف والإعلانات عن الجائزة التي ذكرها عبد الله المتقي آنفا.. عادا مجددا إلى ساحة الإجرام حيث خططا ليقوما بإبتزازه واخذهما ثروة بسهولة ولولا زوجته لما نالوا غرضهم ولما أصبح عبد الله المتقي تحت الثراء. 

اهمل عبد الله المتقي اعماله واشغاله وكان كل همه البحث في الشوارع عن إبنته ربما تحدث معجزة   وبينما هو يسوق





 في الطرقات بدون هدى  وصلته رسالة عبر هاتفه.. فكانت من المدير التنفيذي لأعماله يذكر فيها.. 





_اين انت ياعبد الله المتقي.؟؟ لماذا لاترد على إتصالاتي..؟ 
اريدك ان تأتي في الحال إلى الشركة لدي مفاجأة سارة لن تصدق ماستراه. اسرع رجاء انتظرك. 

تعليقات



<>