رواية البنت الضائعة الفصل الثامن8بقلم سالي سالي

رواية البنت الضائعة الفصل الثامن8بقلم سالي سالي


عندما قرأ عبد الله المتقي محتوى الرسالة قام الإتصال فورا بمنصور




 المدير التنفيذي لأعماله وسأله عما يحدث؟ فاخبره منصور ان يأتي ويرى مايحدث بنفسه وهو ينتظره ثم اغلق الخط  .. 




توجه عبد الله المتقي مباشرة إلى المقر الذي يعمل به وعندما وصل دهش مما رآه من مرأى عينيه.  مشهد




 لايصدق.ولم يتوقع ان يراه في ذاك اليوم بالدات. ترجل وركض مسرعا نحو من كان ينتظرونه.. 
ومن كان ينتظره بالاخص هو منصف إبن منى رحمها الله يحمل فوق ظهره ملاك إبنة عبد الله المتقي.  الذي ذهب صوبهما مباشرة وحمل متلهفا إبنته عن ظهر منصف وهو يقبلها في كل الإتجهات ويعانقها بقوة وهو يبكي من شدة الفرح. ومنصور يقول له. هذا مااردتك ان تراه. وخفت ان اقول إبنتك قد ظهرت  تقوم انت بزيادة السرعة في السياقة وتعمل حادث لا سمح الله.. وواصل يقول ان هذا الفتى لم يأبى ان يدخل معنا للداخل بل فضل ان ينتظرك هنا في الخارج رغم محاولاتنا جميعا. حتى انه لم يسمح لنا بحمل ملاك عن كاهله رغم التعب الظاهر عليه.. 





عندما هدأ عبد الله المتقي من الصدمة والفرحة التي إختلطت مشاعره على إثرهما إستدار إلى منصف وتكلم معه يسأله بلطف اين كانا منذ صباح امس وبالتحديد منذ ان فرا من دار الايتام. 
فأخبره انه هرب لكي يذهب لأمه المريضة. فذهب إلى منزلهم وهناك لم يجد اي أحد. فقام بإنتظارها ربما تكون في الخارج لتتسوق لكنها لم تحضر طيلة اليوم.  فسأل عنها جارتهم ولكنها لم تقل له إلا كلمة واحدة انها رحلت. ولا بدري اين رحلت بدون ان تخبره كما قال.. 
تأثر عبد الله المتقي بكلام الصبي سكت هنيهة ثم عاد ليسأله مجددا.. كيف إستطاع ان يحضر بمفرده رغم بعد المسافة مابين المدينتين..؟! وكيف عرف العنوان وتعجب!!!؟ إذ يعقل انه مازال يتذكر العنوان منذ آخر مرة حضر مع والدته؟! 
فاجابه منصف ان والدته قبل ان تدعهما في تلك الدار وصته على اخته ملاك واعطته ورقة ونقود مكتوب فيه عنوان عبد الله المتقي واخبرته إن ضاق به الحال وخاف على ملاك من اي مكروه ان يستقل القطار ويسأل المارين حتى يوصلوه إلى الشخص الذي يساعده والشخص المقصود هنا هو عبد الله المتقي والذي هو ايضا سيكمل الباقي عنه.. واتم منصف. ان ملاك خاف عليها ان تتأذى وخاصة والدته لم يجدها والشقة بابها موصد فلم يجد اين يأويها.واردف يقول انه خمن ان يعود إلى الدار الذي تركتهما عندها امه. لكنه لم يتحمل المكوث فيها وخاصة ملاك التي كانت خائفة من الجميع بسبب الاطفال الكثر هناك والصراخ والبكاء الذي لاينقطع طيلة اليوم.. لذلك قرر ان يعيدها إلى ماوصته به امه. 





تعجب عبد الله المتقي من ذكاء الصبي وشجاعته على تحمل المسؤولية وهو طفل صغير. فلو شخص بمكانه فما همه بفتاة صغيرة او كبيرة حتى.    إن حزنت او فرحت او إنزعجت او لم تنزعج من اصله.   او ربما اخذ ذلك المال الذي تركته له والدته واشترى به شيئا لنفسه ولايفكر حتى ان يحتفظ به كوسيلة ليصل به إلى العنوان الذي تركته له امه الذي قام بالإحتفاظ به ولم يمزقه او يضيع منه حتى.. 
كان عبد الله المتقي يتكلم مع منصف والآخر يجيبه وهو يتأمل في وجهه وملامحه وكأن شيء ما يجذبه نحوه شعور غامض ظنه في الاول انه مجرد شعور عطف وتراحم على طفل اصبح يتيم ولكنه تأكد في الأخير انه شعور مغاير.. 
وعندما إنتهى من الحديث اراد منصف الرحيل فقبل ملاك التي كان يحملها والدها مابين يديه ثم إستدار ليعود من حيث اتى. هنا ملاك اصبحت تبكي وتريد النزول من بين يدي والدها وتريد اللحاق بمنصف.. فطلب عبد الله المتقي ان ينتظر وساله إلى اين وجهته..؟! فاخبره انه سيعود إلى منزلهم ربما الآن عادت والدته إلى البيت.. 
مسح عبد الله المتقي على رأس منصف بحنية ثم طلب منه انه لايعود مطلقا إلى ذاك المنزل.. وامه هي من وصته سابقا ان يبقى معه فهي رحلت بعيدا ولايدري كم سيطول رحيلها.. واعلمه انه سيبقى مع ملاك يرعاها وينتبه إليها كما كان يفعل بالايام الفارطة لحين عودة والدته.. 
  إدع عبد المتقي امام الصبي بعودة والدته فهو لم يستطع قول الحقيقة وخانته شجاعته ان يخبره بان امه توفيت وخاصة الصبي متعلق بها ولايوجد بحياته سواها. 





فطلب ان يصعد معه السيارة. وودع عبد الله المتقي منصور وحثه ان يصبر عليه هذه الايام ويقوم بالنيابة عنه في الشغل لحتى يفرز اموره وتعود المياه.إلى مجاريها ثم يعود ثانية.. فطمنه منصور ان كل شيء على مايرام وان لايشغل باله 



وحمده على سلامة إبنته وانطلق بعدها عبد الله المتقي إلى منزله ليواجه زوجته عما قرره بشأن منصف لاحقا. 
تعليقات



<>