رواية وقت الذروة
الفصل الحادي عشر
مشهور وأفيشك على بابها،
مسرح لحسابك وحسابها،
كان دورك تبدأ بعتابها،
كان دورها تجور...
أدّيت وبكيت على أعتابها
أدّت بفتور....
ولأن المشهد دا حقيقي،
عجب الجمهور..
_ نبيل عبد الحميد
الكتاب يظهر محتواه من عنوانه ! ، لا أتفق مع تلك المقوله
عليك بفتحه ثم تصفح كلماته بدقة لعلك تجد الأسباب العالقة ما بين السطور ، عندها فقط تبصر عينك الحقيقة كاملة
_ نهلة جمال
أحاد أنس بسيارته من منتصف الطريق ليتفادى السيدة ذات خصلات الشعر الطويلة السوداء
كانت هي التي تراودهم في الكوابيس ، أغلق فارس عينيه عدة مرات وهو ينظر لها محاولاً رؤية ملامحها ، كان جلدها أبيض بياض الثلج وكأنه لا نقطة دماء واحدة به
تذكر عندما سأل والدته " هما ليه الشياطين جلدهم أبيض ؟ " ليرفع رأسه وينظر للسيدة مرة أخرى ، تشوشت الرؤية في عينيه ك التلفاز وصوت أنس يقتحم أذنيه صارخاً : دي بتقرب عليناا
كانت تارة تظهر بهيئة الشيطان
وتارة اخرى تظهر بالهيئة الملائكية التي عرفها للمرة الأولى ، ليال ♡
منذ ثلاثة أعوام
كان يتجول في سوق المدينة وهو يحادث والدته قائلاً : جبت كل حاجة البرتقال والخيار والطماطم وحتى الليمون جبته ! لا لسه بشوف أهو لو لقيت هقولك
إصطدم جسده بفتاة ذات خصلات شعر سوداء طويلة ، تحكمهم بوشاح قرمذي وترتدي رداء أبيض بسيط ، كانت تحمل في يدها خضروات وتنظر لفارس بإرتباك الذي إبتسم وقال : أنا أسف كنت بسأل والدتي عن حجات في الفون ومشوفتكيش
إبتسمت لتهز راسها يميناً ويساراً ثم ذهبت في الإتجاه الاخر ، وهي تلتفت له مراراً وتكراراً وتنظر له بينما يقف هو ثابتاً ومبتسم ، تصادف معها عدة مرات بينما كانت تختار الفاكهه النضرة كان يقف بجانبها حتى إنتهت وذهبت
الوقت الحالي ..
أنس بصراخ : يا فاارس قووم بقولك العربية مش بتدور والشيطان دا بيقرب علينا
شيطان ! أهكذا أصبح إسمها بعد أن توفت
وضع فارس يده على اذنيه ثم بكى بقوة وهو يقول : مش قادر أستحمل كفاااية
هنا إختفى طيفها ليتنهد فارس بقوة بينما أستمر فارس بالبكاء
نظر له أنس بضيق ليقول : هو كلام طنط صح ولا إيه ؟
إستمر فارس بالبكاء بينما رفع رأسه ليقول : لا .. لا مش صح بس أنا تعبان ، تعبان ومحتاج أوي إني أرتاح
أنس وهو يحاول أن يدير السيارة وفجأة دارت ف إبتسم ليقول : هنروح البيت اهو..
.
♧ في سيارة ريان
كانت صبا تجلس بجانبه وهو يشعر بالالم بينما هي تنظر من زجاج السيارة للشارع الفارغ بأعين جثث والدموع تسلك طريقها على وجهها ، شعر ريان بالقلق ليقول بألم : حصل إيه من ساعة ما رجعتي وأنتي ساكتة
صبا بحزن : معرفتش اتصرف بس عشان كدا متضايقة
ريان بألم : إنزلي وأنا هسوق لو فضلنا كدا مش هنخلص
صبا وهي تمسح أعينها من الدموع : لا أنت تعبان
ريان : ولو فضلنا هنا هنزف لحد ما أموت ، إنزلي
نزلت صبا من السيارة ليركب ريان أمام المقود وركبت هي بجانبه
أدار السيارة ف لم تتحمل صبا إستندت براسها على الأريكة وهي تبكي بقوة وبشهيق
عقظ ريان حاجبيه وهو يترك مفتاح السيارة ويحاول تهدئتها قائلاً : مالك يا صبا ! إحكيلي ؟؟
وضعت صبا يدها على وجهها لتقول : مخنوقة عاوزة اروح
ريان بحزن : لو على موضوعي أنا وسديم .. انا
قاطعته صبا لتقول : ريان والله ما ناقصه متزودش عليا من فضلك سوق ولو تعبان أنزل وأنا هحاول
أدار ريان السيارة وإنطلق بها مسرعاً بينما لم تتوقف صبا عن البكاء
♧ في المشفى العام
صوت نقاط المحلول ينزلق برفق عبر الأنبوب المتصل بيدها ، بينما غطى فمها أنبوب الاكسجين لتستطيع التنفس جيداً
مؤشراتها الحيوية جيدة نوعاً ما ولكن عظامها تؤلمها كثيراً
كان يبدو على ملامح وجهها الأنزعاج رغم أنها نائمة
ربما يراودها كابوساً ما
فتحت أعينها بقوة مرة واحدة ، كان الطبيب يقف بجانبها وعندما رآها إستيقظت قال بإبتسامة : حمد الله ع السلامة يا أنسة سديم ، قلقتينا بس لا عال نبضات القلب منتظمة وكله تمام
كانت سدين تتنفس بعمق عبر الأنبوب وتنظر برعب للطبيب الذي أكمل مبتسماً : هروح أطمن والدتك وبإذن الله تخرجي كمان يومين
جاء ليذهب أمسكت سديم يده بقوة قدر الأمكان
نظر الطبيب ليدها التي تمسك به ثم نظر لوجهها المرتعب بصدمة
ازاحت بيدها الاخرى انبوب الاكسجين لتقول : م مش
مش عاوزة اروح البيت أبداً !
♧ في منزل أنس
كان انس يبدل ملابسه بينما فارس جالس على الفراش
أنس : بس أنا اللي هيجنني إن أحنا خلاص بعدنا عن الموتيل ، إزاي البنت دي جت هنا ولا إحنا عقلنا فعلاً خرب
فارس بصدمة وشرود : متوقعتش تكون هي ، متوقعتش يكون ليها علاقة
أنس بإستفهام : هي مين دي
وضع فارس يده على رأسه وهو يبكي ف جلس أنس بجانبه قائلاً : في إيه بس فهمني مالك !
فارس بضيق : تعبان محتاج أنام وأرتاح
أنس : ماشي يصحبي نام وانا هنام في الأوضة التانية
فارس برعب : لا ! لا متسبنيش لوحدي
أنس بضحك : في إيه يالا متشككنيش فيك ، خلاص يعم هنام ع الكنبه دي وإنت نام ع السرير
وضع فارس رأسه على الوسادة وأغلق عينيه
وتذكر مجدداً ..
♤ في سيارة ريان
وصل ريان ألى فيلا والد صبا لتنزل هي وتقف أمامه
ريان وهو ينظر لها : أنا كدا دي تاني مرة اخليكي تخلعي الحجاب بسببي
وضع يده على رأسه فجأة ثم تأوه بألم : ااااه
إنتفض قلب صبا لتقول : تعالى إدخل مستحيل أخليك تسوق لوحدك وإنت كدا
إستند عليها وهو يقول : إوعي
إقترب لسلة المهملات ثم تقيأ بها وهو يشعر أن رأسه كاد أن ينفجر
نظر للاعلى وهو يقول : إطلعي إنتي أوضتك وأنا هرتاح في الأوضة اللي أبوكي عملهالي
صبا بقلق : أرتاح إيه وأسيبك تعبان كدا لازم دكتور
نظر ريان للأعلى وهو يشعر بالدوار ، كان المانيكان بالقرب من نافذة الغرفة ولكنه كان يمتلك خصلات شعر سوداء وطويلة
نظر ريان لصبا ثم قال بألم : إنتي ركبتي باروكة سودا للمانيكان ؟
أتسعت عينا صبا بدهشة لتقول : لا !