وقت الذروة ♡
الفصل السادس
لا تترك يدي ، حتى وإن قست الرياح وتأذت أعيننا من الغبار المنتشر في الهواء
يفتقد قلبي الأمان منذ عدة أعوام ، تتوقف ذاكرتي عند اللحظة التي علمت بها أنني فقدت والدتي ، أرتجف خوفاً وأنا أنظر لك تمسك بيدها وتتشبث بها جيداً وكأنك خلقت لها ولا مجال لتغيير القدر
لما لا تقترب ؟ وتتفحص عيناي جيداً ، سترى نفسك بهما في أبهى صورك ، ملاذي الأمن وموطني ورفيق دربي وحبي الوحيد
الأمل والقشة التي أتعلق بها لأتخلص من حزني الذي غرقت به منذ زمناً بعيد ، العالم حولنا يهتز وينهار كما لو أنها النهاية ، وقلبي ثابت لا يرتجف لإن عيناي لم تبتعد عنك ولو للحظة !
ظللت شاردة حتى وجدت أصابعه تتغلغل في أصابع يدي ليتوقف قلبي لثوان معدودة ثم تعود نبضاته كما كانت ، سحبني وراؤه وركضنا بعيداً عن موقع المبنى ، شعرت للحظات أنني أتنفس بصعوبة وأن العالم يدور حولي ، اغمضت عيني وفتحتها مرة اخرى لأجد ريان يخبرني بهدوء : متناميش يا صبا ! عاوزين نعرف إزاي المبنى بيختفي ويظهر
لكنني لم أستطع ، غلبني النعاس كما لو أنني لم أحتضن فراشي منذ عدة أيام ، وما تذكرته هو أنني سقطت بين ذراعيي ريان الذي كان يحاول الثبات وإبقاء عيناه مفتوحتين ، لأغمض عيني وأنا أستنشق رائحته التي أعشقها ، وأغط في سبات عميق
المكان / أرض كوابيس موتيل ، الساعة الواحدة منتصف الليل
تململت قليلاً وأنا أستفيق من نومي وشعرت بثقل عميق في رأسي ، نظرت حولي لأجد نفسي متشبثه بريان المائم جانبي ولكن ليس داخل المبنى ! كنا بالخارج وبقية الأصدقاء أختفوا !!
رغم كل تلك الأحداث التي نمر بها إلا أنني وضعت رأسي مرة أخرى على ذراع ريان وأنا أنظر له بحب ، كانت أمنيتي أن أصبح زوجته ذات يوم وأجلس جانبه وهو نائم وأتأمل ملامحه بهدوء وبعمق ، بشرته السمراء وأنفه الحاد وملامحه المنمقه ، وخصلات شعره التي تبعثرت حول رأسه إثر المعاناة التي مررنا بها ، مددت يدي وأنا أضع اصابعي برفق على وجنته الخشنة لإبتسم بهدوء ، وجدته يتململ قليلاً حتى فتح عينيه بهدوء ، شعرت بالحرج لإعتدل وأنا بجانبه ثم أقول بهدوء : إحنا غلبنا النوم بس الغريب إن أنا وإنت مصحيناش في الموتيل ؟
أعتدل ريان في جلسته وهو يتألم ثم قال : أمال المبنى فين ! وفين سديم وفارس والباقي ؟؟
صبا بهدوء : أكيد جوا المبنى
ريان بغضب : فين أم المبنى !!
شعرت صبا بالدوار لتقول : معرفش صدقني
وضع ريان يده على رأسه بقوة وشعر أنه قد فاض به ليصرخ صرخة غيظ شقت سكون الليل
《 داخل الموتيل
كانت سديم تقف أمام المرآة الكبيرة سوداء الأطراف ، ترتدي خارج المرآة بنطال وقميص نسائي وداخل المرآة ترتدي ثوب نسائي للسهرات الليلية ! كانت تتنفس بصعوبة وخوف وهي تنظر لذاتها داخل المرآة حتى وجدت نفسها تخرج من المرآة وتسير في أخر الرواق
سارت وراء نفسها لتجد طيفها يقف أمام أحد الغرف وينظر لها بشماتة وضحكة سخرية ، عقدت سديم حاجبيها لتقترب من الطيف وتقف خلفه ثم نظرت داخل الغرفه لتتسع عيناها بقسوة وهي ترى ريان يحتضن صبا على الفراش ، نظرت لطيفها بألم بينما نظر الطيف لها بقسوة وسخرية
وضعت سديم يدها على فمها وهي ترجع عدة خطوات للوراء
ثم شعرت بأن أحدهم يضع يده على كتفيها لتنتفض وتنظر خلفها ، نظرت خلفها لتجد السيدة ذات خصلات الشعر السوداء الطويلة تحاوطها جيداً بيديها
إنتفضت سديم على ارضية المبنى وهي تحاول ألتقاط أنفاسها ، حاول البقية أن يهدأوا من روعها ف قالت بهدوء : فين ريان ؟
تالين بهدوء : هو وصبا مدخلوش المبنى ، هما الأتنين برا
كورت يدها بقوة ثم صرخت بصوت مرتفع : ريااااااااان
على إثر صرختها وبعيداً عن الكوابيس التي تراودهم ، أحد ابواب الغرف المغلقه قد فتح على مصراعيه ، وظهرت خصلات شعر سوداء طويلة تنسدل على الأرضية وتسيل منها نقاط دماء
《 خارج المبنى
كان ريان قد سار برفقة صبا مدة عشر دقائق حتى وجدوا سيارتهم
ركض ريان بسرعة إلى السيارة وجاء ليفتحها كانت مغلقة ، بحث في جيي بنطاله عن الكفتاح ثم خبط رأسه بقوة بيده لتقول صبا : في إيه ؟
ريان بغيظ : المفتاح مع سديم
ظل يفكر قليلاً ثم امسك حجرة من الأرض وقذفها على زجاج الباب الأمامي ، ثم مد يده ليفتح الباب من الداخل
جلس داخل السيارة وأرجع ظهره للوراء وجلست بجانبه صبا ، كان غاضب بشدة ويحاول التحكم بغضبه بينما نظرت صبا ليده وقالت : الإزاز عور إيدك
ريان بغيظ : مش مهم ، مش حاسس بيها أساساً
خلعت حجابها وقطعت جزء صغير منه لتمسك بيد ريان بهدوء وتضعها أمامها وهي تمسح الدماء بهدوء ثم تلفها جيداً وبإحكام لتقول : مفيش حاجة إسمها مش مهم ، أنا محتجالك يا ريان ومن غيرك مش هعرف أكمل ، مقصدش على الرجوع للبيت أقصد على حياتي عامة
سحب ريان يده سريعاً قبل أن يشرد ثم قال : أنا جمبك وهفضل دايماً كدا عشان والدك موصيني عليكي ، بس مش هقدر أكون أكتر من كدا لإني مرتبط بسديم ، وبحبها
نظرت صبا بجانبها لتقول بهمس : مفهوم
ريان : أنا أسف ، مقدرش أخونها
مر الوقت ببطيء ، حاول ريان التخدث مع صبا لطن ردها كان مقتضب ، كانت تتألم ولكنه شعر أنه فعل الصواب عندما لم يهبها أمل في تطور العلاقة بينهم إضافة الى علاقته بسديم ، رغم ذلك الشعور الذي ينتابه عندما يكون برفقة صبا
بدأت الشمس في الظهور وسلطت اشعتها على أرجاء المكان
مر نصف ساعة قبل ان يستمع ريان وصبا ألى صوت أقدام
كانوا قد خرجوا من المبنى وهنا لم يفكر ريان بشيء سوى أنه قام بفتح باب السيارة وركض بإتجاه سديم وحملها وهو يحتضنها بقوة
كانت سديم تود معاتبته ولكن عندما وجدت قلبه ينتفض وهو يحتضنها علمت أنها هي من في قلبه ، إبتسمت بأمان لأنه كان مجرد حلم لعين ، ثم وضعت يدها على رأسه وهي تحتضنه بقوة أكبر ، بينما وقفت صبا تنظر لهم بأعين دامعة وهي تضع يدها على عنقها
قال ريان بهدوء بعد أن أنزل سديم : مفتاح العربية معاكي ؟
حركت سديم رأسها بالإيجاب ف إبتسم ريان وهو يراها تضع يدها في جيب بنطالها وتخرج المفتاح
إلتقطه منها ثم قال : إركبوا بسرعة
ركبوا السيارة وقبل ان تركب صبا كانت قد خلعت سلسالها الذهبي الذي يحمل صورة ريان ، وقذفته ارضاً ثم ركبت السيارة بصمت ..