رواية البنت الضائعة
الفصل الثالث3
بقلم سالي سالي
في بادىء الامر لم يفهم عبدالله المتقي على الخادمة مالذي تقوله
وعندما هدأت قليلا من روعها اخبرته ان إبنته ضاعت فجأة ولم تجدها في ارجاء وحول الفيلا.
فاستشاط عبد الله مما تقوله الخادمة وسألها اين كانت رغم تحذيراته
الكثيرة لها ان لاتدع ملاك بمفردها خاصة عند لعبها في حديقة المنزل؟!
فأعلمته انها كانت قريبة منها وهي تلعب بقططها كالعادة وعندما شعرﭢ ان اشعة الشمس قد تجعل الصغيرة عطشة فدخلت إلى المطبخ كي تأتي لها بالعصير الطازج. وعند عودتها لم تجدها في مكانها حتى القطط إختفت معها.. فبحثت
عنها كثيرا داخل الفيلا وخارجها حتى قدميها تورمت ولكن دون جدوى. حتى البواب لم يكن موجودا فإجازته كانت ذاك اليوم كي يعلمهم ان خرجت بمفردها او لا من البوابة؟!.
قامت الدنيا ولم تقعد عندما تأكد عبد الله المتقي ان إبنته وقرة عينه انها بالفعل مفقودة. فجمع كل معارفه وقام بإتصالاته الخاصة كي يبحثون عن حبيبته حتى الشرطة بعد مرور 24 بدأت بالبحث عنها لكن لم يجدوا اي دليل او اثر إختفائها حتى بعد مرور الساعات والايام.
لم تستطع سلمى والدة ملاك على فراق إبنتها وندمت شر ندم انها اهملتها والتي تكاد السبب الرئيسي في ضياعها وكم أنبها وعاتبها زوجهاعبد الله على ماوصلت له إبنته بسبب إهمال والدتها إياها وعدم رعايتها جيدا كبقية الامهات..
اصبحت الايام تمر بسرعة والخوف سيطر على الجميع والصغيرة مازالت مفقودة وفرصة إيجادها قلت وتضاءلت مع الوقت بالرغم ان عبد الله المتقي وضع إعلانات في كل مكان فمن يجدها سيمنحه جائزة مالية لابأس بها..
في ليلة من الليالي الصيفية الحارة هاتفت الشرطة عبد الله المتقي بان يتقدم إلى مركزهم والسبب كان انهم وجدوا إبنته . ودون ان يسمع بقية كلامهم اغلق الهاتف وطار كالبرق بسرعة إلى سيارته والفرحة لاتسعه بعودة اخيرا ملاكه الطاهر. وماإن وصل إلى المركز إستقبله احد افراد الشرطة. واخبره ان الامر سيكون عليه قاس وعليه ان يتحلى بالصبر والثبات.. هنا
عبد الله كاد ان يغشى عليه مما يسمعه من قائد الشرطة بأن إبنته وجدوها مقتولة في الغابة وعليه ان يتعرف عليها اولا..
لم تستطع قدمي عبد الله ان تخطوا خطوة إلى الامام كي يتعرف على الجثة. وبعد
مساعدة افراد الشرطة له إستطاع ان يتقدم ويواجه بنفسه الكابوس المرعب الذي ينتظره
وماإن رفعوا له الدراء الابيض عن الجثة والدم محاط بها حول كل جسدها الصغير بعد لحظات قليلة فقط هنا سقط الرجل على ركبتيه وهو يبكي ويردد بالحمد والشكر لله. إذ الجثة ليست بإبنته. فإبنته وان خفت عليه ملامحها فالوحمة السوداء الظاهرة التي تحت اذنها اليمنى لاتخفى عليه...
عاد عبد الله المتقي إلى المنزل وهو منهك الجسد وكل افكاره مشوشة. والخوف تملكه من القادم. ماهو مصير إبنته ياترى؟؛ فهل هي بخير ام انها مسها سوء ما..؟
وبين آهاته ودعائه لمولاه تذكر منى فجأة وآخر ماقالته له قبل إنصرافها. وقام مندفعا من نومه وهو يلوم
نفسه كيف غفل عن امر.كهذا..؟ وبدأت رحلة بحثه الشاقة عن منى وأين بالضبط اراضيها..؟!
