رواية البنت الضائعة
الفصل الرابع4
بقلم سالي سالي
تذكر عبد الله المتقي على حين غرة تهديد منى له وسيطرت
الوساوس على تفكيره بعد ذلك ربما تكون هي من قامت بسرقة إبنته إنتقاما على الشعور الذي
خلفه إياها بعد ان أنكر ابوته لإبنها منصف. وبدأت رحلته بالبحث عنها وكم كانت المهمة صعبة لانه كان كأنه يبحث عن إبرة في كومة قش.
في البداية ذهب عبد الله إلى مقر سكن منى القديم واثبتت شكوكه انها رحلت من سنين عدة بعدها تذكر انها لها جدة في المكان المجاور لمسكنها الذي اعلموه جيرانها انها توفيت قبل سنتين. وعاد عبد الله إلى نقطة الصفر.. حينها قرر ان يوكل موكلين مختصين في البحث عن الاشخاص المفقودين.إذ مدهم بالبيانات الخاصة لمنى لقبها واسمها والعنوان التي كانت تقطن به سابقا كانت معلومات ناقصة ولكنه إعتمد عبد الله المتقي على ذكاء المحققين للوكالة المختصة بأمور كهذه.
بعد اسبوعين جاءه الرد ان المراة التي يبحث عنها رحلت هي ومعها شخصان إلى المدينة المجاورة قامت هناك بكراء منزل صغير.
والوكالة مررت له عبر البريد الإلكتروني عنوان المنزل..
عندما اراد عبد الله المتقي الذهاب إلى المكان المقصود لصقت سلمى بزوجها كي تذهب معه رجلها على رجله كما قالت رغم رفضه للإقتراح إلا انها اصرت.. وبالاخير وافق وانضمت معه ألى بحثه.. وفي المساء وبعد المشوار المتعب الطويل بالسيارة وصلا
اخيرا للعنوان . ولكن لاحظا ان هناك خطب ما امام باب المنزل المقصود.. أناس كثر مستديرين هناك حوله مع الشرطة وسيارة الإسعاف التي كانت متوقفة في المدخل.. وعندما إقتربا ترجل عبد الله المتقي وسأل بعض الحاضرين هناك عما يحدث.. فأخبروه ان بعض الجيران إشتموا رائحة كريهة منبعثة من داخل المنزل وعندما بلغوا الشرطة التي دخلت الشقة عنوة وجدوا فعلا جثة المرأة التي بدأ جسدها يتحلل..في تلك الاثناء لحقت سلمى زوجها كي تستفسر مالذي يحدث وقلبها ينبض بشدة من الخوف.. فأخذ عبد الله المتقي يسأل عن جار المتوفاة القريب من الشقة
فكانت إنسانة متوسطة العمر تعرفت على الفقيدة قبل ايام قليلة فقط حيث روت لعبد الله ان المرأة سكنت مؤخرا مع ولديها وكانت تدعى منى .واخبرته انها كانت يظهر عليها التعب الشديد وكانت احيانا تمدها بالغذاء او العشاء.. فسألها مجددا
ان تذكر اعمار الصغيرين اللذان كانا معها. فما كان جوابها إلا صادما.. أخبرته ان الفتاة الصغرى لاتتعدى ثلاث سنوات اما الصبي التي كانت تناديه بمنصف عمره العشر سنوات. كما ابلغتها انها تقوم
بالإجراءات كي تضعه في مدرسة داخليه إلا ان الاجل ربما حال دون ذلك.. واتمت الغريب ان الولدين لم يكونا في المنزل. واعلموا الشرطة بوجودهما قبلا مع الفقيدة. وفي تلك الأثناء خرجت الشرطة والمعنيين بتحقيقات الجرائم ليتأكدوا انه موت طبيعي للمتوفية. وهم يحملون على النعش الجثة. وهنا فقدت سلمى السيطرة على نفسها وقامت بالفضيحة التي إندهش الجميع لتصرفها.. ركضت نحو الفقيدة وهي تصرخ وتنزع الرداء من فوقها وهي تردد_ اين اخذت إبنتي..؟! وأين اخفيتها..؟!
فحاول عبد الله المتقي إمساكها والردع من تصرفها حتى بعض افراد الشرطة حاولوا إمساكها وإعادتها للوراء وهي متشبتة بالنعش وهي تصرخ وتصرخ..حتى عانقها عبد الله إليه بقوة كي تهدأ فاصبحت تضربه بكلتا يديها في صدره وهي تعاتبه وتلومه ان كل مايحدث بسبب إستهتاره مع عشيقاته لحتى لانت وتعبت من الصراخ فهدات وهي مابين احضان زوجها ..
أمر احد الضباط عبد الله المتقي وزوجته ان يلحقا بهم إلى المركز ليروا القضية بالضبط ماهي؟.
فتحت الشرطة التحقيق في قضية سرقة إبنة عبد الله المتقي
مجددا. وبدأت الامور رويدا رويدا تتضح. ومن بينها وجدوا محققي الجرائم رسالة في
بيت منى التي تثبت ان المفقودة سرقت على يد الفقيدة....!!
..
