رواية البنت الضائعة الفصل الثاني2بقلم سالي سالي

رواية البنت الضائعة 
الفصل الثاني2
بقلم سالي سالي


عندما دنت المرأة من عبد الله المتقي اكثر وهي تتلفظ بكلام  


لايستصاغ بالنسبة له في تلك الاثناء توقف بهما الزمن ودعا لغة العيون تتعرف على بعضهما البعض. وهي تنبش في



 الماضي أين إلتقيا من قبل..؟! وفجأة تذكر عبد الله المتقي تلك العيون الساحرة التي لاتتنسى بسهولة حتى وإن مر عليها قرن على رؤياها. فمر عليه شريط الذكريات وهو متسمر في مكانه... 
إذ المراة  كانت فتاة من الفتيات اللواتي تعرفن عليهن سابقا اغواها واقام معها علاقة عابرة ولكن بدون سابق إنذار ومابين ليلة وضحاها اصبحت ليست موجودة بحياته. 
حينها سألها اين كانت تلك كل السنين الفارطة؟!  فهو بحث وسأل عنها في كل مكان دون ان يجد الجواب الكاف والشاف لسبب إختفائها.. فردت عليه انها جاءت عنده خصيصا لتروي له من الالف وقت إختفائها إلى الياء وهي معه في تلك اللحظة .. 
أخبرته انها رغم مرور كل تلك السنين إلا انها لم تنسه قط لأنها مازالت تحبه وخاصة هناك رابطا مابينهما يذكرها بوجوده كل يوم.. الرابط الذي خلق بسبب منحها نفسها لشخص دون مقابل دافعها الوحيد انها أحبته. بصدق. ولكن بسبب خيانته لها مرارا وتكرارا اصبحت 




لاتستطيع التحمل وقررت الرحيل دون ان تستشيره ومما عزز قرارها كذلك انها حملت منه فهي تعلم يقينا حتى ولو اخبرت عبد الله المتقي بذلك فهو لن يبالي ولن يهتم فطيشه وعدم مسؤوليته في تلك الآونة لن يزيد عن قراره سوى ان تقوم بالإجهاض فقط.. 
هنا فضلت منى الإحتفاظ بالجنين على ان تحتفظ بشخص لن يمدها إلا العذاب واللامبالاة. فأرادت ان تجد شيئا ملموسا في واقعها المشبوه ذاك وان تجد الونيس لوحدتها وغربتها مع الناس  حينها دق قلب الأم بأنها تريد ذاك الصغير بشدة الذي في احشائها فأخذته لترحل به كي تحميه وتربيه بعيدا عن كل مايؤذيه ويؤذيها... 
وعندما سألها مجددا وهو مستغربا ومصدوما مما يسمعه منها لماذا عادت بعد كل هذه السنين..؟! مالذي جدد حتى تعود لحياته مرة اخرى..؟! فكان ردها انها لم تبقى كما كانت سابقا فلولا ظرفها المستعصي الحالي لما عادت للظهور مجددا امامه ولن يراها في حياته طيلة العمر.. 
وأتمت: انها تعاني من مرض خطير مميت وبسببه ارادت ان تعيد الامانة لأهلها فهي اصبحت لاتستطيع تحمل مسؤولية أحد ما بالكاد تستطيع المقاومة




 لمساعدة نفسها على البقاء.. كما اخبرته ان هذا الصبي هو إبنه منصف من صلبه وهي خائفة عليه بعد موتها ان يضيع مع قسوة الحياة هذه وهو وحيدا بمفرده لايعلم من سوئها شيئا. 
هنا صرخ عبد الله المتقي في وجه منى وهو يعاتبها ويكذبها على ماتهذي به على حسب قوله  انها تلقف له بهتانا بنسب الطفل الغير شرعي له فهي تريد ان تكفر خطيئتها وتلصقه  على عاتقه وبالرغم من قسم منى المتكرر انه إبنه من صلبه وكل توسلاتها له ان يتقبله وان يحميه من بطش وقساوة الدنيا فهي لم يبقى لها من العمر إلا قليلا إلا انه رفض تصديق كلامها وامرها ان لاتظهر على الإطلاق مجددا امامه.   وبدل ذلك اخرج من جيبه نقودا كثيرة واعطاها إياها في تلك الاثناء ربما رشوة ليسكت به ضميره ثارت





 ثائرة منى ورمتها بدورها على وجه عبد الله المتقي وهي تقول له و تذرف دموعا بحرقة ان المال ليس كل شيء في هذا الوجود وليس هو سبب العيش  فالضمير الحي وراحة النفس وطمأنينة القلب هم من يجعلونك تستمر بهذه الحياة وتكون سعيدا حتى وإن كنت فقيرا   وفي الاخير هددته انها لن تنسى 





منه خذلانه لإبنه قبل خذلانها المتوقع منه كعادته ومضت مع إبنها منصف وهي لم تلتف وراءها قط.. 

مر قرابة شهر على الواقعة إلا ان عبد الله المتقي لم ينسى




 ذاك الصبي الذي كان الشبه الكبير بينه وبين منصف ظاهرا كعين الشمس يجعله يشك ان ربما 



فعلا  إبنه الحقيقي. وفي تلك الاثناء من إحدى الايام  وهو يتصارع مع افكاره وتخميناته إذ بالخادمة تبكي وهي تصرخ و تعول  ان


 ملاك قد ضاعت واختفت فجأة وأنها لم تجدها في حديقة المنزل..!! 


تعليقات



<>