CMP: AIE: رواية سهر الفهد الفصل الثامن8بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية سهر الفهد الفصل الثامن8بقلم داليا السيد

رواية سهر الفهد

الفصل الثامن
بقلم داليا السيد



شجرة
 حملها وأعادها إلى غرفتها وحاول إفاقتها بمساعدة إيميلي طبعا فهي ممرضة إلى أن استجابت قليلا فطلب






 من إيميلي أن تغير لها ملابسها وطلب من إيلينا أن تعد لها بعض الطعام الدافئ.
أخذ حمام سريع وغير ملابسه وعاد إليها، دق الباب وانتظر إلى أن فتحت إيميلي الباب فقال "كيف حالها الآن؟"
قالت إيميلي وهي تقف ثابتة "أفاقت قليلا ولكنها مجهدة"






تقدم من فراشها كانت نائمة وتراجع من وجهها الأبيض الذي توسط قرص الشمس الأحمر شعرها الخلاب انتشر على وسادتها، كانت فاتنة سمع إيميلي تقول 
“ فهد أتحدث إليك"





نظر إليها وقال "ماذا قلت؟"
نظرت إليه بقوة وقالت "ماذا حدث لها؟ ولماذا تبدو قلقا عليها هكذا؟"
نظر إليها بقوة وقال "وما هذه الطريقة التي تتحدثين بها معي؟ هل نسيت نفسك؟"
تراجعت الفتاة واحمر وجهها وقالت "لم أقصد شيء ولكن .."







التفت عنها وقال "اذهبي وتعجلي الطعام"
قالت بجرأة "ستبقى معها وحدك؟"
نظر إليها وقد بدأت تثير غضبه فقال "إيميلي أرى أنك تتدخلين في أمور لا تعنيك، ليس لأني رفعت الالقاب أن هذا يمنحك الحق في التدخل في شئون البيت أو شؤوننا هل تفهمين؟"








ارتبكت الفتاة وتحركت إلى الخارج بخطا غير ثابتة، جلس على طرف فراشها وتأمل ملامحه الجميلة أمسك بشعرها كم هو جميل حقا إنها





 فعلا امرأة وليست طفلة أبداً، إنها تمتلاء بكل الأنوثة التي نساها منذ سنوات تذكر عندما كانت بين ذراعيه كم كانت حلوة الرائحة ناعمة





 الملمس، مرر يده على وجنتها وهمس 
“ هدى أنت أحضرتيها وتركتيها حفرتي الحفرة والقيتيني فيها والآن لا أعلم إلى أين تنتهي تلك الحفرة"
فتحت عيونها بضعف وكانت عيونه أول شئيء تراه، كان الصداع يدق بشدة لم تعرف ماذا حدث وكيف وصلت لفراشها 
ابتسم وقال "ها قد عادت قطتي"
جذبت الغطاء عليها فقال "كيف تشعرين الآن؟ أنا السبب تركتك بدون طعام"
قالت "أنا آسفة لا أعرف ماذا حدث"
لامس وجنتها وقال "لم يحدث شيء لم تتناولين الطعام وتجولت كثيرا على قدميك والعاصفة كانت شديدة إنها ما زالت تمطر ويبدو أنك لست معتادة على ذلك"
 دق الباب ودخلت إيميلي بالطعام، نهض وقال "إيميلي ستساعدك على تناول الطعام وأنا سأذهب لترتاحي"
عاد الرعد مرة أخرى بقوة فانتفضت وكادت أن تصرخ، ولكن يكفي ما حدث بين الأشجار
قاوم أن يبق معها وقال "إيميلي لا تتركيها الليلة"
قالت إيميلي التي بدا الغضب على ملامحها "ولماذا؟ إنها بخير"
نظرت سهر إليها بينما ضاقت عيونه ولم يشأ أن يرد بقوة فقال "لا أعتقد أن أوامري فيها لماذا أليس كذا؟"






تراجعت إيميلي وهزت رأسها دون أن ترد، وضعت الطعام أمامها فنظرت سهر إليه وقالت "شكرا"
هز رأسه ولم يرد وتحرك إلى غرفته وقف أمام نافذته يراقب الأمطار ووجهها الذي ينتصف شعرها الأحمر القاتم يتألق أمامه.
ترى ما هذا الذي يفكر به؟ لماذا تشغله كثيرا هكذا؟ بالصباح كان يريد أن يفتك بها والآن .. الآن يريد أن يلمس وجنتها يغمس يده بين جنبات شلال شعرها أو أن يعيدها بين ذراعيه وينظر طويلا إلى عيونها 
تراجع إلى فراشه وهو يحدث نفسه "كف عن جنونك هذا إنها مجرد قطة شرسة وقعت بطريقك وأكيد سترحل"
نظرت إيميلي إليها وهي تساعدها على تناول الطعام ولم تستطع أن تصمت فقالت "ترى ماذا حدث لك؟ كنت بخير في الصباح!"
نظرت إليها وقالت "لا شيء لم أتناول طعام ثم هبت العاصفة فلم أتحمل البرد" 
قالت إيميلي بعصبية "فقط؟ أهذا يستعدي أن يحملك من الخارج إلى هنا؟ كان يمكنك أن تتحملى فالأمر بسيط"
نظرت سهر إليها بقوة وقالت "ربما كان بسيط ولكني لم أتحمله أرى أن الأمر يزعج"
ارتبكت إيميلي ولكنها قالت ببرود "لا أبدا ولكن لم أرى امرأة تحب أن تبدو مريضة بدون سبب فأنت سليمة، ربما.."
فهمت بالطبع ما تعنيه الفتاة فقالت بغضب "أنت وقحة، اخرجي لا أريدك هنا مرة أخرى "
تراجعت الفتاة وقالت بقوة "أنا لم أقل شئيء لكل هذا فما سبب كلامك هذا؟"





 
قالت بغضب "وهل كان المفروض أن انتظر حتى تفعلي؟ لابد أن تعرفي مع من تتحدثين هل تفهمين؟"
تراجعت الفتاة وقالت "ليس من حقك إهانتي أنت ضيفة هنا ولست صاحبة البيت"
زاد غضبها وقالت بقوة "هذا ليس من شأنك وأنا من حقب أن أفعل ما أريد وليس أنت من سيعلمني ما أفعل وما لا أفعل اخرجي الآن "
احمر وجه الفتاة ثم خرجت بغضب واتجهت إلى غرفة فهد دقت الباب فأذن دخلت كان يستعد للنوم نظر إليها بدهشة وقال " ماذا هناك هل أصابها شيء؟"
قالت وهي تدعي البكاء "لقد طردتني"
ضاقت عيونه وارتدى جاكت منامته وقال "ماذا؟" 
قالت ببكاء مصطنع "لا شيء أنا فقط كنت أسألها ماذا حدث فثارت وغضبت واتهمنتي بالتدخل فيما لا يخصنؤ وأنني وقحة وعندما حاولت أن أشرح موقفي طردتني أصلا من البيت فأخبرتها أنك أنت من يملك أن يفعل قالت، أنك لا تهمها وأن لها بالبيت مثلك تماما"
ثم عادت إلى البكاء حدق بها وهو يتراجع من كلماتها اقتربت الفتاة منه وقالت بدلال "فهد هل ستتركها تتحكم فيك أقصد فىي البيت وفينا هكذا؟"
نظر إليها بقوة وقال"إيميلي اذهبي الآن "
ولكنها اقتربت أكثر ووضعت يدها على كتفه فالتفت إليها بقوة فقالت وهي تبعد يدها "فهد أنا، أقصد أنت، انت تريدني أليس كذلك؟"
وضعت يدها حول عنقه وقربت وجهها منه وهي تقول ذلك وقبل أن يبعدها فتح الباب ودخلت سهر لتجد الفتاة في





 هذا الوضع معه حدقت فيهم لحظة قبل أن يحمر وجهها وارتبكت ولم تعرف ماذا تقول وتحركت إلى غرفتها 
استوعب الأمر وأبعد يد إيميلي التي ابتسمت بخبث ولم تحاول أن تبعده وهو يسرع خلفها بالتأكيد تأكدت من أنه همجي وربما أكثر من ذلك.
دخلت غرفتها وجلست على طرف فراشها فلم تحملها قدماها مما رأت هي السبب ما كان يجب أن تذهب غرفته 
رأته يدخل خلفها فنهضت وابتعدت توقف وقال "لا تخبريني أنك صدقت ما رأيتيه"
قالت وهي تحاول أن تتحكم فى دموعها وتقنع نفسها أن الأمر لا يعنيها "أعتقد أنه أمر لا يهمني بل أنا آسفة أني قاطعتكم لم أكن أعلم لكن كان لابد أن أفهم"
اتجه إليها وادارها أمامه بقوة وقال "تفهمين ماذا؟ ليس هناك ما تفهميه أصلا"
قالت وهي تنظر بعيونه بقوة "حقا؟"
قال بنفس القوة "بالتأكيد إنها مجرد ممرضة"
ابتعدت وقالت "لست ملزم بالتبرير أعتقد أنك حر بتصرفاتك إنه بيتك وحياتك أخبرتك أنني أنا الدخيلة أو كما قالت هي مجرد ضيفة"
أعادها أمامه وقال "من التي قالت ذلك؟" 
نظرت بعيونه الغاضبة قالت "فتاتك أقصد إيميلي "
لم يترك ذراعها وإنما زاد الضغط من الغضب وقال "أخبرتك أنها ليست فتاتي فلا تثيري غضبي الآن "
أبعدت ذراعيه وقالت بقوة "أنا لا أفعل أنا أقول الحقيقة التي رأيتها وليس لأنها فتاتك يمكنها أن تهينني أو أن تتجرأ عليّ هل تفهم؟ أنا لن أسمح لها"
نظر إليها ولم يرد فقالت "أنا لم أعد أريد البقاء، لن أسمح لأحد بأن يتهمني في شرفي، إلى هنا وكفى من فضلك احجز لي على أقرب طائرة لم يعد لوجودي أي داع"






نظر إليها بقوة وقال "لن تذهبي لأي مكان قبل أن أقول أنا ذلك هل تفهمين؟ ولا أريد كلام لا معنى له وما حدث أنا سأتصرف فيه جيدا"
تحرك بغضب إلى إيميلي وقد فهم ما لوحت به لسهر وما أن وصل إلى غرفة إيميلي حتى دخل، فزعت الفتاة فقال بقوة 
"ما أن يشرق النهار لا أريد رؤيتك هنا هل تفهمين؟ وإياك أن تتفوهي بذلك الهراء الذي سمعته وإلا أقسم أن ألقيك خارج الجزيرة بل والمدينة كلها"
أسرعت إليه وقالت "فهد أرجوك لا، أنت تعلم أني أحبك وأنت أيضا إنها هي التي فعلت ذلك هي التي تريد التفريق بيننا"
أبعدها فهد بقوة وقال "أنت مجنونة أنا لم أفكر يوما بك أنا فقط أردت مساعدة والديك ولكن يبدو أنك أصبت بالجنون لا أريد رؤيتك في الصباح هل تفهمين؟"
وتركها واتجه إلى المكتب وأغلق الباب وراءه بقوة من الغضب 
لم تنم رغم تعبها ولم تكف أيضا عن البكاء، هل كان على علاقة بها؟ ولم لا وقد فعلها مع سيرينا من قبل، إنه وحش وهمجي وهي لا تريد التواجد معه، ولكنه لم يفعل معها أي شيء لماذا إذن؟ تعبت من التفكير وعاد الصداع إلى أن نامت مع الفجر 
عندما أفاقت كان الوقت متأخر غيرت ملابسها ونزلت لم يكن هناك أحد فقد مضى وقت الإفطار لم ترغب في أي طعام وإنما أرادت أن ترحل 
وقفت أمام النافذة تنظر إلى الحديقة والجو وكأن عاصفة الأمس لم تكن موجودة سمعت إيلينا تقول 
“ لقد رحلت"
نظرت إليها وقالت "ماذا؟"
كانت الفتاة تبكي بشكل غير طبيعي مثل نظراتها التي كانت دائما غير مريحة لسهر 
قالت إيلينا "أختي رحلت بسببك طردها بعد قصة حبهما بسببك الآن لم يعد لها مورد رزق هل ارتاح ضميرك؟"





تراجعت هي بقوة ورددت الكلمات "قصة حبهما!؟"
اقتربت ايلينا وقالت بقوة "بالطبع منذ أكثر من عام ونصف والآن انتهى كل شيء هكذا وبكل سهولة فقط لأنك أردت أن يكون لك كل شيء وهو قبل أي شيء"
لم تصدق ما سمعت ولم تفكر أنها يمكن أن تكون سببا في أذى أحد تراجعت وقالت "أنا لم أفعل ولم أرد أي شيء"
زادت كلمات إيلينا "بل فعلت وطردها بسببك أنت السبب فرقت بينهما"
قالت بغضب ممتزج بالدموع "ماذا تريدون مني أنت وأختك ابتعدوا عني"
ولكن إيلينا ظلت تقترب وقالت "كان سيكون كل شيء لأختي حتى ظهرت أنت، ما الذي أتى بك هنا؟ ليس لك حق بأي شيء، أنا وإيميلي نستحق كل شيء، نحن من خدمنا هنا وأمضينا عمرنا كله هنا والآن لن نترك امرأة مثلك لتأخذ أي شيؤ"
زاد اقتراب إيلينا منها وهي تتراجع في خوف وفجأة أخرجت الفتاة سكينا اتسعت عيون سهر وهي تتراجع وقالت "أنت مجنونة"
ضحكت إيلينا بجنون فعلي وقالت "سأكون مجنونة لو تركتك على قيد الحياة وسأخبرهم أن حرامي دخل قتلك وجرحني أنا، أنا فقط كنت انتظر رحيله وللأسف فقد تأخر اليوم مما أطال بعمرك قليلا ولكن ليس بعد الآن"




وفجأة انقضت على سهر التي ابتعدت إلى اليمين ولكن السكينة أصابت ذراعها اليسرى فصرخت من الألم بينما لم تنتبه إيلينا إلى النافذة الزجاجية التي كانت خلف سهر فاصطدمت بها وأسرعت سهر إلى الخارج بأقصى سرعة لديها والخوف يفتك بها دون أن تنظر خلفها وقد امتلأت يدها بالدماء التي انسابت دافئة على ذراعها ولكنها لم تهتم وهي تهرب بين الاشجار 
أخذت تجري بين الأشجار بدون هدى والدموع تتساقط من عيونها لم تكن تعرف إلى أين تنطلق بها قدماها ولكنها فعلت ولم تنتهي الأشجار والأرض طينية بسبب عاصفة الأمس وفجأة تكرر الأمر واسودت الدنيا حولها وعادت نقط الأمطار مرة أخرى ثم انطلق البرق يضيء السماء ومن بعده انطلق الرعد بقوة يشق الصمت حولها بصوت مخيف صرخت بقوة من الخوف والرعب وتوقفت دون أن تعرف أين هي أو ماذا تفعل، وانهمر الماء بقوة وعاد البرق ولكن هذه المرة ضرب شجرة كبيرة كانت بجانبها وانطلق الرعد بعده بنفس القوة وضعت يداها على أذنيها من قوة الصوت وهي تصرخ بقوة من الخوف والهلع الذي أصابها كادت تتحرك ولكنها لم تنتبه إلى تلك الشجرة التي ضربها البرق بقوة ومالت الشجرة تحركت سهر إلى الخلف وهي تحاول أن تبتعد ولكن الأمطار منعتها





 من الرؤية والأشجار تحاصرها من كل مكان أحاطت رأسها بيديها وهي تصرخ وأخيرا لاحظت تحرك الشجرة فتراجعت من الذهول 





وقبل أن تستوعب الأمر كانت الشجرة قد سقطت في اتجاهها وهي تتراجع ولكنها تعثرت في الأحجار الملقاه فسقطت وهي ترى الشجرة تسقط وأدركت أنها النهاية وووو

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-