أخر الاخبار

رواية سهر الفهد الفصل الثاني عشر12بقلم داليا السيد


رواية سهر الفهد

الفصل الثانى عشر
بقلم داليا السيد


نبع الماء
عندما استيقظت كانت على صوت الأطباق فنهضت لتراه


 يعد الإفطار، نظرت لساعتها كانت الثامنة شعرت بالصداع






 ما زال يداهمها اعتدلت وأبعدت الغطاء واتجهت إليه وقالت "صباح الخير، لماذا تركتني نائمة؟"





لم ينظر إليها وقال "فكرت أنأأعد الإفطار أولا"
دخلت الحمام واغتسلت ثم خرجت واتجهت إلى المطبخ ووقفت بجانب الباب وقالت "مساعدة؟"
ولكنه كان قد انتهى فتراجعت ليخرج بالأطباق فقالت "هل هناك شاي؟"
قال "نعم وحليب في الدولاب الأوسط، عادة المصريين الشاي بالحليب مع الإفطار"
قالت "نعم، هل تريد أنت أيضا؟"
سمعته يقول من خلفها وهو يفك شعرها مرة أخرى "لا أفضل القهوة"
سقط شعرها على كتفيها وعلى وجهه لقربه فالتفت هي فالمكان ضيق وقد كان يتحدث بجانب أذنها وقد شعرت بدفء أنفاسه، نظرت بعيونه التي كانت تلمع ببريق غريب. 
ابتسم واستند إلى الباب وهو يتأملها وقال "متى ستكفين عن الفزع ستدمرين المطبخ الآن؟"
ثم استدار وقال "لا ترفعيه مرة أخرى"








وتركها وذهب، استعادت نفسها ثم ابتسمت رغما عنها من كلماته وربما عليها أن تعتاد على تصرفاته الهمجية، أبعدت شعرها عن عيونها ولكنها لم ترفعه وهب سعيدة بكلماته 
تناولا الإفطار وقالت "متى ستذهب إلى الجزيرة؟"
لم ينظر إليها وهو يقول "لقد فعلت منذ ساعات قليلة"
توقفت وقالت "حقا؟"
هز رأسه فعادت تقول "هل يمكن أن تذهب مرة أخرى؟ أريد أن أذهب معك لأراها"
نظر إليها وقال "سنفعل ولكن أولا سأجري بعض الإصلاحات قبل أن أحاول دفع القارب إلى الشاطئ العمل هناك سيكون أفضل، هذا إذا لم أفعل هنا"
قالت "هل يمكن أن أسبح؟"
قال "الماء هنا عميق"



قالت بلهفة وحماس "لا يهم أجيد السباحة"
هز رأسه وقال "كما تشائين اليوم ملكك ي به كما تشائين ولكن أفضل ألا تذهبي للجزيرة وحدك الأفضل أن نكون سويا أول مرة"







هزت رأسها وهي تبتسم ربما تستمتع قليلا قبل أن تهب عاصفة أخرى ..






ارتدت مايوه أحمر مموج بألوان نارية والبونية الخاص ونظارة السباحة ووضعت المنشفة على جسدها وخرجت كان قد خلع قميصه وبدأ يعد أدواته، نظرت إليه وقالت وهي تبعد عيونها عن عضلاته 





"من أين أبدأ؟"
قال وهو يشير إلى أحد الأماكن الجانبية "هناك ولكن احترسي في النزول ولا تتأخري وما أن تهب سحابة من التي عرفتيها حتى تعودي"
هزت رأسها وتحركت تابعها وهي تبعد المنشفة أخذه مظهرها بالمايوه جسدها الفاتن يثير ضعفه كرجل ولكن عليه أن يقاوم فهو يعلم أنه ليس ذلك الرجل ولا هي تلك المرأة..
ألقت نفسها بالماء البارد وشعرت بالانتعاش، سبحت كثيرا دون أن تلتفت إليه فلقد كان يعمل من الجانب الآخر، وأخيرا انتصفت الشمس بالسماء فقررت الخروج ولكن قبل أن تفعل شعرت بشيء بجانبها كادت تصرخ لولا أن رأته يخرج برأسه من الماء فتراجعت ورشت عليه الماء بغضب وقالت 
“ أنت أفزعتني"
ابتسم وهو يبعد شعره عن وجهه وقال "القطط تفزع من الهواء تأخرتِ"
قالت "كنت على وشك الذهاب هل انتهيت؟"
سبح قليلا فلاحظت أنه يجيد السباحة، توقف وقال "لا، ألن نعود؟ هيا"
عادت بجواره، كان سباح ماهر وقوي لم تحاول أن تتحداه لأنها عرفت أنه أقوى بكثير، لم يحاول أن يساعدها على العودة إلى القارب وهي لم تطلب المساعدة 






أخذت حمام وارتدت نفس الفستان فليس لديها سواه وخرجت .. تبعها هو وقال 







“ سأعود للعمل وربما بعد الغداء نذهب إلى الجزيرة"
هزت رأسها وأطلقت شعرها المبلل ليجف تحت أشعة الشمس وعاد هو إلى العمل وقررت أن ترسم قليلا ولكنها لم تشعر وهي تندمج في رسم شاطئ الجزيرة الرائع إلى أن سمعته يقول 
“ والآن الرسامة الشهيرة، متعددة المواهب أنت يا قطتي"
نظرت إليه وقالت "مجرد هواية بسيطة"
نظر إلى اللوحة الرائعة وقال "بسيطة! يا لكِ من متواضعة إنها جميلة"
نظرت إليه كان العرق يتصبب منه وخصلات شعره المبللة تتساقط على جبينه فبدا جذابا أمامها، أبعدت عيونها وقالت 
"شكرا"
اقترب منها وقال "أحيانا من رقتك هذه أصدق فعلا أني همجي"
نظرت إليه ولكنه كان قد ذهب تاركا إياها في حيرة من ذلك الرجل الذي لم تعد تفهمه 
بعد الغداء نزلا إلى القارب المطاطي وانطلق به إلى الجزيرة، أمسك يدها وقال وهو يتلقاها على الشاطئ 
"اثبتي لحظة حتى يعتاد جسدك ثبوت الأرض لكِ فترة على القارب"








تركت يدها بيده إلى أن وقفت على الرمال بالفعل فترة ثم استقرت فتركت يده تحرك فتحركت معه على الرمال إلى أن اقتربا من الأشجار قالت 
"الأشجار كثيفة جدا"
قال "نعم مازالت الجزيرة بكر لم يمسها بشر كما أخبرتك"
 وصلا إلى مساحة واسعة من الأرض فقال "سأذهب لإحضار بعض الفاكهة أعتقد أنك تحبين المانجو ستعجبك جدا"
ولم يمنحها فرصة للاعتراض، على قدر الإثارة وعلى قدر الخوف من المكان ولكن ما أن تحركت وسط الزرع الأخضر حتى نست خوفها إلى أن رأت بعض الجبال الصغيرة غير المرتفعة فاتجهت إليها وما أن انتهت الأشجار حتى وقفت مذهولة من جمال المنظر كانت الجبال تقف منتصبة وينساب من بينهم ينبوع ماء صافي تتلألأ









 قطراته تحت ضوء الشمس ..أما تلك الزهور ذات الألوان المتعددة فقد نبتت على جانبيه فأعطته منظرا خلابا يأخذ العقل اقتربت منه ورأت مكان فارغ تأملته وتخيلت به بيت صغير من طابقين وحوله حديقة بها تلك الزهور الجميلة جلست على حجرة كبيرة تتأمل المكان وكأنها ترى الحياة تدب بالبيت ولا تعلم لماذا رأت نفسها داخل البيت ثم رأته نعم هو فهد يلعب بالخارج مع بعض الأطفال كما كان يفعل مع تونى، نعم ابنه وهنا عادت إلى الواقع وتذكرت تلك الحقيقة 
“ عثرت عليه إذن؟"
لم تنظر إليه وقالت "إنه رائع، لم أتخيل أن أرى شئيء كهذا على الطبيعة"
وقف بجانبها وقال "أعلم، هيا تعالي لتذوقي أجمل مانجو بحياتك"
لا تعلم لماذا انتابها الحزن فجأة، شعر بها فقال "لم هذا الصمت قطتي؟"
قالت بضيق "أنا لست قطتك"
وأسرعت الخطى بينما تابعها هو وهو لا يعلم سر تغيرها 
وصلت إلى الشاطئ وجدته يضع بعض الثمار على الرمال بجوار القارب وقفت مبتعدة فشعرت به بجانبها قال "تريدين العودة؟"
هزت رأسها وقالت "لا المكان جميل يشبه الشاطئ الذي قابلت فيه سيرينا"
أطرق برأسه لحظة، من الواضح أنها تلمح إلى موضوعها وهو يعلم أنه لابد من أن يوضح الحقيقة 
قال "أخبروك أن توني ابني أليس كذلك؟"
نظرت إليه بدهشة فقال وهو يبعد عيونه عنها "لذا أصبحت في نظر 









الجميع همجي ومتوحش شاب متهور يغتصب فتاة في السادسة عشر"
لم تبعد عيونها عنه 







وقالت "هذا ما قيل"
نظر إليها وقال "سيرينا تلاحقني منذ أن فتحت عيونها، أبي كان يرعاها لأن والدها مات وهو يعمل عندنا تركها صغيرة







، اهتمام أبي بها تسرب إليّ فأصبحت أفعل المثل بعد وفاته لكن هي فهمت ذلك خطأ وما أن وضحت لها الأمر حتى رفضته ولا أعلم متى ومن الذي جعلها حامل؟ ولكنها أشاعت في الجميع أنه أنا، بالطبع صدقها الجميع ولأني لا أريد أن أغضب أبي، وخوفا عليها هي من الجميع ولأن هدى منعتني من الاعتراض تركت الأمر كما هو، لكني لست المسؤول عما أصابها توني ليس ابني"
نظرت إليه ولا تعلم لماذا كانت تريد تصديقه أدرك نظرتها فقال "أنا لا أكذب هي الحقيقة"
ابتعد وقال "دعينا نتناول المانجو لن تنسيها هيا"
ابتسمت بسعادة، إذن ليس هناك امرأة كما ظنت ولكن كيف وهو بهذا العمر .. منحها واحدة وقال "أنا غسلتها جيدا لكن للأسف لا أستطيع توفير شوكة وسكينة لك أنا أتناولها بيدى افعلي ما شأتِ"
فعلت مثله وكم كان مذاقها رائع حقا لدرجة أنها أخذت واحدة أخرى وتلوثت يداها وفمها وما أن انتهت حتى أخذ يضحك فقالت 
“ وما المضحك الآن؟"
قال بضحك "وجهك يبدو كالمهرج"







شعرت بالغضب فأخذت بعض القشور وقذفته بها صدها بيده ثم قال "هكذا إذن؟ أنت التي أعلنت الحرب"




ولكنها نهضت تجري مبمبتعدةأخذ بعض القشور وأسرع خلفها قذفها بها ولكن لم تصبها وأسرعت بين مياه الشاطئ 






والرمال وأسرع هو خلفها بالفعل كان أسرع وانقض عليها ليسقط الاثنان في الماء بين الضحكات ولكنها فلتت منه واندست بين المياه 




لتسبح بسرعة بملابسها وتابعها إلى أن وصل إليها ورفعها بقوة ثم ألقاها في الماء، سقطت



 واختفت ولم تخرج ذهبت ابتسامته وقد قلق أنها لم تخرج ظل يبحث عنها كالمجنون ثم غطس 



في الماء خوفا من أن يكون البحر قد أخذها منه ..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-