رواية البنت الضائعة
الفصل الخامس5
بقلم سالي سالي
تركت منى رسالة قبل وفاتها ظاهرة امام العيان ملتصقة اسفل
المرآة وكأنها تنتظر من يقرأها. وجدها محققي الشرطة مكتوب على ظهرها إسم عبد الله المتقي وكان مضمونها كالآتي.
بسم الله الرحمان الرحيم.
أعلم ان حسك سيصلك بالأخير عندي..ولكن الذي لااعلمه يقينا إذ كنت ستصل في الوقت المناسب او بعد فوات الاوان باحثا عن حبيبة الفؤاد إبنتك ملاك..
لن اراوغك الصغيرة انا من اخذتها من داخل الفيلا. لطيلة اسبوع او اكثر وانا ادرس تحركاتكم جميعا. وعندما إنتهزت لي الفرصة اخذت من داخل عقر مملكتك إبنتك بكل سهولة.. الفتاة بخير لاتقلق هي في ايد امينة مع اخيها الذي يعتني بها فهو احبها واحبته بدورها وكأنهما كانا ينتظران ان يلتقيا ويلتم شمل الاخوة. الذي انكرته بأنانيتك وقلبك الذي لايرحم.
فلو قدمت لي ولإبنك فرصة واحدة بتحليل بسيط منك سيثبت لك الحقيقة إن كان من صلبك او لا. ولكن.....
والآن ذق نفس الحرمان الذي حرمت إبنك ان يعيشه. فكلاهما وإن تغيرت الادوار فالشعور والإحساس واحد.... ستبقى ياعبد الله تأكل اصابعك ندما عما فعلته
بي في آخر أيامي والله سيسامحني لانه يعلم كم كنت اتعذب بمفردي. وعلى الاقل لم ادع إبني وحيدا فوجدت له ونيسا من دمه ولحمه يجعله يكمل مشوار حياته وهو يلبس ثوب المسؤولية حتى وإن كان صغيرا. سيألف الإعتماد على نفسه من اجل ان تكون أخته سعيدة ولن يضطر بذلك ان يسلك طريقا لامرد له مادامت اخته معه .
لن اتأسف عما فعلته لأن كل ذلك بسببك.
عبد الله المتقي وزوجته سلمى بعد قراءة الرسالة كادا ان ينهاران لولا قائد الشرطة طمنهما بأنه سيقوم بالتحريات الدقيقة وسيبذل كل مافي وسعه شخصيا ان يجد إبنتهما في اقرب فرصة.
عاد عبد الله وزوجته إلى منزله كما ذهب رجع وهو خاو اليدين والحزن واليأس تملك قلبيهما ولم يتخيلا كيف سيكملان
ايامهما القادمة بهذا العذاب وإبنتهما لايعلمان عن مصيرها شيئا او حتى اراضيها اين..؟
لم يطل إلا ايام قليلة وعاودت الشرطة الإتصال بعبد الله المتقي كي يحضر إلى مقرهم في الحين... وفور المكالمة مباشرة إستقل عبد الله سيارة صديقه الذي يسوق به فهو بالكاد يستطيع تحركة جسده من الخوف مما سيسمعه هذه المرة. وكل الطريق وهو يدعوا ان تكون اخبارا مفرحة.
عند مقابلته لقائد الشرطة نفسه اخبره انه سيذهب معهم إلى مكان قد تكون فيه إبنته.. والمكان المقصود هو دار الأيتام (الوردة البيضاء) المتواجد قرابة ثلاث كيلوا متر من المقر..اخبره القائد انهم
وجدوا حسابا خاصا لسارقة الطفلة المتوفاة في مركز التأمين وضعت عندهم درجا خاصا فيه كل اوراقها وكل ماتملك من ذهب وامور اخرى باسم إبنها منصف ومن بينها الاوراق التي تثبت انها في الايام القليلة الفارطة وضعت الولدين هناك والختم كان واضحا لإسم الميتم..
. لم يعد عبد الله المتقي مندهشا مما يسمعه او يعيشه مؤخرا في حياته...هو تعود على الاسوء قبل السيء وكل ماكانت ردة فعله هو الخضوع بمرافقتهم إلى دار الايتام متأملا نهاية وجعه على فلذة كبده..
عند وصول عبد المتقي إلى الدار سبق افراد الشرطة إلى الداخل وهو يبحث في الارجاء ربما يجد صغيرته هنا او هناك تلعب.
تم إستقبالهم مع المديرة وقاموا بتفسير غرضهم بقدومهم
ومنحها بعض الاوراق التي تثبت بوضع طفلين في الدار مؤخرا.. وذكر إسميهما واعمارهما.. هنا طأطات المديرة رأسها ولم تتفوه بكلمة إلا بعد
ثواني ثم رفعته وهي تخبرهم ان الطفلين حقيقة جاءت امهما قبل اسبوع وتوسلتها ان تضع اطفالها هناك عندهم لفترة حتى تخضع لعملية خطيرة فهي ليس لها أقارب او احباب
تأمنهم عليهما. وكان الإتفاق إذا توفقت بنجاح العملية وعادت للشفاء ستعود لاخذهما... وأتمت تقول انها جد حزينة ان تعود امهما يوما
ولن تجد ولديها لانهما هربا للأسف منذ صباح أمس ولم يجداهما بعد.....
