رواية سهر الفهد الفصل الخامس عشر15بقلم داليا السيد


 
رواية سهر الفهد


الفصل الخامس عشر

بقلم داليا السيد


عشاء .. خبر

لم تتخيل أن يكون الأمر حفل كبير والكثير من المدعويين والجميع





 بالحديقة وأنغام الموسيقى الرائعة ورائحة الشواء والدخان يملاء المكان، ابتسمت هالينا وه





 ترحب بها بحرارة وكذلك بيل حاولت أن تتعامل بطبيعتها، كان الأمر صعب فى البداية ولكن هالينا لها طريقة جذابة في الكلام وشعرت براحة






 أكبر عندما ابتعد هو عنها، رأته وهو يندمج مع بعض الرجال وفجأة وصل بعض الرجال الآخرين فقالت هالينا 

“مفاجأة الحفل عزيزتي"





وضع الرجال أشياءهم التي سرعان ما اتضح أنها أدوات موسيقية وتوقف الجميع لمتابعتهم وتوقفت الموسيقى






 لتبدء نغمات أولئك الرجال قوية فصرخ المدعوين بسعادة وهتفت هالينا بصوت مرتفع 

“ السامبا"

وفجأة خرجت أربع فتيات سمر البشرة يرتدين قطعتين وكأنهن لا يرتدين شيء وكأنهم من جنوب إفريقيا بزينتهم الرائعة وانطلقن يرقصن بشكل رائع، شعرت بالإثارة حقا من أنغام الموسيقى إلى أن خرجت امرأه خامسة تفوقهم جمالا ورشاقة كانت تبتسم وهي تتابعهم ونظراتها تتسرب إليه وهو أيضا يفعل إلى أن لاحظت أن المرأة تندفع إلى فهد بالذات وتدور حوله فبدء الغضب يتسرب إليها أو ربما هي الغيرة وتجرأت المرأة أكثر بيدها على جسمه وخلعت عنه جاكته ثم جذبته إلى داخل الحلبة نظر إليها بقوة وكانت عيونها تنطق بالغضب الشديد فابتسم وبدء بالرقص مع المرأة واشتد التصفيق والتشجيع من الموجودين وبدا أنه يجيد الرقص بشكل ملفت .






شعرت هي بالغضب والغيرة تملؤها فاستدارت وابتعدت إلى داخل البيت وقد دمعت عيونها، أنه حقا همجي بكل المقاييس هدأت الموسيقى وشعرت بهالينا تدخل فاستعادت نفسها 

قالت هالينا "سهر ماذا تفعلين هنا؟"

ابتسمت وقالت "كنت بالحمام"

ابتسمت هالينا وقالت "هيا السهرة لم تنتهي بعد سأحضر بعض الطعام"

قالت "سأساعدك"

رفضت هالينا بشدة وطلبت منها أن تخرج فاستسلمت، تنفست بصعوبة إلى أن هدأت أنفاسها ثم خرجت لم تتوقف البنات عن الرقص ولم تترك المرأة فهد وإنما ظلت ترقص معه بطريقة أثارت أعصابها أكثر فأبعدت عيونها حتى سمعت بيل يقول 

“أين كنتِ؟ أخبرتك أنني سأرقص معك السامبا هيا"

قالت كاذبة "لا أعرفها بيل"

ولكنه جذبها وقال"لا احد لا يعرف السامبا دعي جسدك يرقص هيا استمتعي يا فتاة"

لا تعلم لماذا أعجبتها الفكرة بعد ذلك ليرى ذلك الهمجي أنها يمكنها أن تثير غضبه كما يفعل ..

ما أن تحركت إلى حلبة الرقص حتى التفت إليها بقوة وبعض الغضب وتباطأت حركته وهي تتحرك بسلاسة مع بيل إلى أن بدأت تعتاد الحركات وقد شاهدتها على النت من قبل كثيرا بل ورقصتها بفرح أحد زميلاتها في أمريكا عندما حضرته مع جدها وتحررت من أحزانها واخذتها الموسيقى ونست ما كان واستدارت في يسر إلى أن رأته أمامها توقفت قليلا ولكنه أمسك يدها فتركته وعادت إلى الرقص فأدرك أنها ستعود إلى العند ففضل أن يشاركها الرقص بدلا من بيل وبالفعل رأته يرقص أمامها وتوقف الجميع يتابعونهما وهما يرقصان بقوة لم تعتقد أنها يمكنها أن تفعل وكثيرا ما كان يجذبها بقوة إلى صدره وينظر بعيونها وتحرك جسدها في رشاقة تماثله إلى أن توقفت الموسيقى وهي بين ذراعيه وعيونه تنظر إلى عيونها بقوة وهي تفعل بالمثل وتلهث مثله من الرقص وارتفع التصفيق بشدة فأبعدها والجميع يشيدون برقصهم ..

تناول الجميع العشاء في جو من المرح لم يبتعد عنها وإنما ظل بجانبها أراد أن يكيدها فسقط هو في شباكها وكادته هى بمكرها لتفوز بهذه الجولة ..






ما أن انتهى العشاء وبدء الشراب حتى رفع كأسه المحمل ببعض العصير على خلاف الجميع الذين امتلأت كؤوسهم بالخمر ودق على كأسه وقال 

"هل لي بانتباهكم أيها السادة؟"

دق قلبها وقد أدركت أنه في سبيله ليعلن عما خطط له، سمعته يكمل وهي تبعد عيونها ولكنه عاد إليإليهأحاطها بذراعه بقوة وقال "أحب أن أعلن لكم خبر سار"

ثم توقف أمامها وقال "أنا طلبت يد سهر وهي وافقت" 

ارتفع التصفيق وصيحات الفرح ثم أبعأبعأسه لأحدهم وأخرج علبة من جيبه وأخرج منها خاتم ماسي رائع ورفع يده لها، نظرت إليه بقوة وغضب وهو يبتسم ببرود حتى منحته يدها فألبسها الخاتم ثم قبل يدها وعادت الصيحات والتهنئة من الجميع، أحاطها بيده ولكنها أبعدت يده دون أن يلاحظ أحد ولكنه جذبها إليه بقوة وهو يبتسم وقال 

“ توقفي وإلا قبلتك أمام الجميع الآن"

نظرت إليه بغضب وقالت "أنت، أنت"

قال وهو يوزع ابتسامته على الجميع "همجي، أليس لديك شيء آخآخرأحب التغيير زوجتي الجميلة"

قالت بقوة "لن أكون"

وابتعدت من جانبه إلى مكان بعيد ربما تستنشق بعض الهواء وتنال بعض الهدوء بعيدا عن كل ما يحدث لها هناك، أغمضت عيونها وهي تحاول أن تدعو أن يكون ذلك حلم وليس حقيقة ..

وأخيرا عادت الموسيقى الهادئة وقد عادت هي إلى الجميع فشعرت به يجذبها ويقول "علينا أن نبدء الرقص قطتي فنحن ضيوف الشرف الآن أم لا تجيدين الرقص الهادئ!؟"

تحركت بجانبه بغضب مكتوم وقالت "جربني"

لف يده حول خصرها وأمسك يدها بيده وانطلق على أنغام الموسيقى، رفعت رأسرأسهأبعدت عيونها عنه فقال "اعترف بمهارتك سهري"

لم ترد فقال "تبدين مختلفة وأنت قطة اليفة"

نظرت إليه وقالت "أتمنى لو كنت قطة لما كنت قابلتك"

جذبها إليه بقوة فحاولت أن تبعده ولكنها كانت تعرف قوته، قال "ولكنك قابلتيني وأصبحت خطيبتي والاسبوع القادم زوجتي، لن ترفضني امرأة"

قالت "كل هذا لا يعني أنني أقبلك، مازلت أرفضك أنت تعلم أن طرقك غير مشروعة وفوزك هذا غش ولن أكن لك"

ابتسم وقال "كل شيء في الحرب متاح، أليست هذه كلماتك أنا اتبع خطاك"

حدقت بعيونه ولم تجد كلمات فأبعدت عيونها عنه ولكنها لم تستطع أن تتجاهل قربه القوي منها ولا لمسات يده حول جسدها وكأنه يعلم كيف يثيرها ولكنها أبداً لن تخضع ..

وأخيرا انتهى العشاء وودعت هالينا بحرارة وقد أعلنت هالينا عن قلقها من زواجها منه وقالت "لا أعلم كيف أمكنك الوثوق به أكيد هناك سبب ربما أموالكم"

نظرت إلى هالينا وقالت "أموالنا؟ لا أفهم" 

قالت "أعني أن كلاكم يخشى على أمواله أن تذهب لأحد آخر كأن تتزوجي رجل آخر أو هو امرأة أخرى"






قالت سهر "تعلمين أن هدى منعتني من أن أبيع لأحد سوى فهد"

قالت "ولكن ذلك لا يمنع أن يرثك أحدهم، آسفة العمر الطويل لك ولكن هي مجرد فكرة وهو بالمثل"

والآن ماذا؟ تلاعبت هالينا برأسها، هل فعل ذلك من أجل الأموال والأملاك؟ بالتأكيد إذا لم يكن الحب لأن أمثاله لا يعرف الحب فبالتأكيد هي الأموال، شعرت بألم بقلبها ما الذي ألقت نفسها به الآن؟ أدركت كم كانت غبية حينما تركت قلبها يسقط بعرين الفهد دون أن تشعر والآن أنى لها بالفرار ...

تحركا عائدان والصمت حليفهما إلى أن وصلا إلى البيت، ابتعد ولكنها قالت بقوة "إنها الأموال أليس كذلك؟"

توقف وهو يحاول أن يستوعب ما تقول فالتفت إليها وقال "أي أموال؟"

قالت "ما تركته هدى ي، تخشى أن يكون لأحد آخر لذا تريد الزواج مني"

اقترب منها وهو ينظر بعيونها ثم قال "لا أفهم، تعلمين أن هدى وضعت شرط .."

ابتعدت وهي تقاطعه بحزن ممتزج بالغضب والألم وقالت "أعلم ولكنه لا يمنع الميراث لو مت سيرثني من يتزوجني والذي سيكون أنت أخبرتك أنني يمكن أن .."

أمسكها وجذبها أمامه والغضب يتملكه وقال "من أين أتيت بهذا الجنون؟ لست بحاجة لأموالك وأملاكك لو شئت لاشتريتك أنت وهم"

دمعت عيونها وهي تقول "إذن لماذا؟"

تركها وهو نفسه لا يعلم لماذا يصر على ذلك؟ مجرد صوت يتردد بعقله لا تتركها تذهب ..







عادت تقول بقوة "لماذا تفعل بي ذلك؟ أنا أريد حياتي التي تريد أن تسلبها مني، لا أريد البقاء كل شيء هنا مؤلم منذ أتيت هنا وأنا كل يوم اتألم بدون سبب فاتركني أذهب من فضلك اتركني أذهب"

التفت إليها وقال بقوة "ليس بعد اليوم، لقد أعلنت للجميع خطبتنا ولا يمكنني التراجع أمام كل هؤلاء، في الصباح الجزيرة كلها ستعرف والمدينة وكل من أتعامل معهم لن أجازف بسمعتي وأثبت لك أنني لست الرجل الذي ترفضه امرأه أي امرأة"

قالت بدموع "أنا أرفض طريقتك وأسلوبك، أنا لا أريد أن أتزوج سجان أو جلاد لا أريد رجلا يريد فقط الانتقام لكرامته لا أريد تلك الحياة"

اقترب منها ونظر إليها بغضب وقال " تريدين من إذن؟ حبيبك الذي بمصر الذي تجاهدين للعودة إليه وترفضيني من أجله هذا هو من تريديه"

قالت بغضب لم تدركه إلا بعد فوات الأوان "نعم من أجله هو حبيبي الذي بمصر"

لم يشعر بنفسه وهو يصفعها على وجهها بقوة وهو يقول بغضب "والآن لن تريه أبدأا لأنك لن تعودي مرة أخرى وخلال أيام ستكوني زوجتي إلى الأبد هل فهمين؟ لن تكوني لأحد سواي أنا وإياك والتفكير لحظة به وإلا سأقتله وأقتلك دون ندم"

ثم تركها وابتعد بغضب إلى الخارج والغيرة تنهشه دون أن يدري






 أنها الغيرة لأن الغيرة عنوان الحب وهو أصلا لا يعرف أن ما يتأجج داخل صدره هو الحب وأن الصوت الذي يصرخ بداخله هو صوت قلبه الذي



 يحاول أن يعلن عن تلك المشاعر التي تزداد قوة داخله ..

ابتعد إلى أقصى مكان ولا يعلم أي غضب هذا الذي أصبح بركان 





لو خرج سيحرق كل ما حوله وربما يحرقه هو قبل الجميع.. 


تعليقات



<>