CMP: AIE: رواية سهر الفهدالفصل الثالث بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية سهر الفهدالفصل الثالث بقلم داليا السيد

رواية سهر الفهد



الفصل الثالث
بقلم داليا السيد
قرصان .. موت
تراجعت من أمام النافذة بعد أن رأت تلك العين



 الواسعة التي تحدق بها والأخرى موضوع عليها





 قماشة سوداء كما لو كان قرصان من الذين تشاهدهم في الأفلام، لذا فزعت 







وتراجعت، ترى من هذا الرجل الذى يتسلل في الليل؟ إنها الثالثة صباحا، سمعت حركة بالخارج فالتصقت بالحائط ودقات قلبها تتسارع من الخوف ولم تقو 






على الحركة إلى أن عاد الصمت مرة أخرى، حاولت أن تتحرك ببطء إلى الباب ومدت يدها وهي ترتجف إلى الباب وفتحت بالتدريج ومدت رأسها ولكنها لم 







تر سوى ظلام في الممر فعادت تغلق الباب وارتكنت عليه وهي تحاول أن تهدء من أنفاسها ولم تعرف ماذا تفعل؟ هل هو حرامي؟ أم من سكان البيت ليتها تعرف؟ 






عادت إلى الفراش ومازال المطر لا يتوقف جلست في منتصف الفراش وتكورت على نفسها وهي تنظر إلى اللا شيء









ما أن سطع أول شعاع للشمس حتى اغتسلت وغيرت ملابسها وقد شعرت بالحركة في المنزل كانت السابعة عندما تحركت إلى غرفة والدتها، دقت الباب ودخلت كانت إيميلي مازالت نائمة ولكنها هبت عندما اغلقت هي الباب 







تقدمت سهر للداخل ونظرت إلى إيميلي وقالت "ايقظتك؟"
نهضت الفتاة وقالت "آسفة ولكن المدام تعبت قليلا بالليل وسهرت بجانبها إلى أن نامت"








نظرت لأمها لم تتغير ملامحها تمنت لو تستيقظ لتسمع منها حكايتها ولكن يبدو أن المرض أقوى. 
قالت "متى تستيقظ؟"
قالت إيميلي وهىي تتأمل سهر في فستانها الربيعي الوردي القصير ويظهر كتفيها بحمالته العريضة






 وصدره المفصل وشعرها الأحمر الذي رفعته كما تعلمت فقد بدت جميلة حقا ثم قالت 






“ ربما بعد ساعة آنسة، حضرتك الإفطار فىي الثامنة يمكن لحضرتك تناوله وربما بعدها تكون استيقظت"
هزت رأسها وقالت "تمام من فضلك ناديني عندما تعود، سأنزل إلى الحديقة حتى موعد الإفطار"








كانت الحديقة جميلة وبها كل أنواع الزهور ولم تستكف بالتجوال بها بل انتابها الفضول لتلك الأشجار الكثيفة وتذكرت الطريق الذي أتت منه مع بيل، ترى هل يمكنها العودة مرة أخرى؟ ربما أمضت مع هالينا بعض الوقت؟ كانت الثامنة عندما عادت إلى البيت كانت غرفة الطعام واضحة كبيرة وبها مائدة كبيرة أيضا لأثنى عشر شخصا، كانت إيلينا تضع الأطباق فقالت 
"صباح الخير إيلينا"
ابتسمت الفتاة وقالت "صباح الخير آنسة، دقائق وأضع الطعام"
لاحظت أنها تعد الأطباق لشخصين ترى من الشخص الثاني كادت تسألها إلا أنها اختفت 









وقفت تتأمل اللوحة الزيتية التي تعتلي المدفأة الاثرية التي لم يعد لها مثيل كانت اللوحة لتلك الأشجار الكثيفة ومن بينها يتسرب نهر صغير وعليه فتاة صغيرة تحاول أن تتناول بعض من ماؤه و..
“ أهلا بالضيفة"









كانت الكلمات بالعربية ومن صوت رجولي خشن التفتت لتتراجع مرة أخرى لقد كان هو الرجل الذي رأته امس بتلك القماشة السوداء على عينه اليسرى فبدا كنفس القرصان الذي عرفته بالأمس أما عينه اليمنى فقد كانت واسعة وسوداء جميلة وجذابة ووجهه المستدير لا ممتلئ ولا نحيف أما طوله الشاهق  فقد أثارها بالفعل وأكتافه العريضة بصدره العريض يدل على أنه شخص رياضي لا يمكن أن يكون جسده هذا إلا لرجل يواظب على تمارين رياضية وقاسية 
عندما تحرك باتجاهها فب قميصه الأبيض المفتوح لمنتصف صدره موضحا عضلات قوية اسفله وبشرة خمرية لامعة عادت إلى وعيها وقالت 
“أهلا بحضرتك"
وقف أمامها وهو يتأملها كانت فاتنة تشبه أمها كثيرا ولكنها أجمل بكثير قال بهدوء وقوة 
“ تشبهين هدى جدا"
إنه يتحدث عن أمها بدون ألقاب ترى من هو؟ رفعت رأسها وقالت "هل ممكن أن أعرف من حضرتك؟"
لاحت ابتسامة راحت على الفور من على شفتيه وقال "فهد ..فهد خليل تفضلى لتناول الإفطار"








تحرك إلى المائدة وارتجف جسدها من هذا اللقاء الغريب فتبعته، لم ينتظرها وإنما جلس دون أن ينظر حتى إليها فجلست دون تعليق من الواضح أنه شخص همجب كما أخبرتها هالينا وهو أمر لا يعنيها في النهاية هي ضيفة وستنتهي ضيافتها قريبا ..
وضعت إيلينا الإفطار وذهبت وتناول الاثنان الطعام في صمت إلى أن قال "اعتقد أنك التقيت هدى أمس؟"
قالت "نعم ولكنها كانت متعبة تمنيت أن التقيها مرة أخرى"
نظر إليها بعين واحدة، تمنت لو رأت وجهه بدون تلك العصبة قال "غريبة الآن تريدين لقائها وهي على فراش الموت وقد كانت موجودة طوال عشرين عاما بصحتها" 
نظرت إليه بقوة وقالت محاولة الا تغضب "لا أفهم كلماتك"
واجه عيونها الجميلة بنفس القوة وقال "ليس هناك ما لا تفهميه يا آنسة، يمكنك رؤيتها مرة أخرى عندما تفيق"
ونهض وتركها وذهب دون حتى أن يقل أي كلمة أخرى، لم يعجبها أبداً ذلك الفهد.
لحظة مضت وهي تحاول أن تستوعب ذلك اللقاء الغريب، قاطعتها إيميلي التي دخلت وقالت "إنها تطلبك يا آنسة"
نهضت وأسرعت إلى غرفة الأم واتجهت إلى فراشها، كانت المرأة هذه المرة تجلس نصف جلسه فرأت ملامحها بوضوح، توقفت أمام الفراش فابتسمت المرأة من بين الامها وقالت 
“ تعالي اجلسي بجانبي ربما أشبع عيوني منك"
تحركت ببطء وجلست على طرف الفراش فأمسكت المرأة بيدها ورغم أن يدها كانت باردة إلا أنها لم تبعدها قالت الأم 
"احك لي عن نفسك، كم أتمنى أن أعرف عنك كل شيء"
اخفضت وجهها وقالت "ربما لا أفضل أن أتذكر الماضي فلا شيء به جميل ليس سوى جدي الذي أفنى حياته من أجل إسعادي"
أغمضت المرأة عيونها بألم ثم فتحتها وقالت "ووالدك؟"
أبعدت وجهها وقالت "تزوج ورحل مع امرأته ولم أراه أبداً لا أعرفه أصلا "






هزت هدى رأسها وقالت "الممثلة؟"
نظرت سهر إليها بدهشة وقالت "كنت تعرفين؟"
ابتسمت هدى بضعف وقالت "للأسف حبيبتي نعم وربما هي سبب كل ما حدث"
نظرت سهر إليها وقالت "كيف؟ ولماذا؟ وما الذي حدث؟ أريد أن أعرف "








رفعت الأم يدها على وجه ابنتها وقالت بحنان "لا داع لماض سيؤلم أكثر ربما يكون الحاضر أفضل حبيبتي بكثير"






قالت بضيق "أي حاضر؟ أنا أعيش يتيمة الأب والأم وهما على قيد الحياة فأي حاضر هذا الأفضل؟"
صمتت المرأة قليلا ثم قالت 







"لا وقت لدي لاحكي لك أي شيء أنا طلبتك لأراك قبل أن أذهب وأخبرك أني لم أكن أعلم بوجودك والآن أريدك أيضا أن تعرفي أني سأترك لك كل ما أملك





 نصف هذا البيت ونصف قارب كبير ونصف الشركة والأراضي وجزيرة صغيرة كان خليل قد اشتراها من أجلي لكن لم يسعه الوقت أن يمنحني إياها فقد أخذه الموت"






دمعت عيون المرأة فقالت سهر "كنت تحبيه؟"
قالت هدى بألم "ليتني أحببته نصف حبه لي؟ كنت حياته كلها لم يوفر أي 







جهد في إسعادي، كل يوم عشته معه كان أجمل من الذي سبقه، عوضني عن أحزان عمري كله لم أشعر يوما بالغربة فب وجوده ليتني مت قبله"






وانسابت الدموع على وجنتي المرأة فتأثرت سهر من أجلها واحترمت صمت المرأة إلى أن قالت 
“ ربما سألحق به قريبا لذا أتمنى أن تبق هنا صدقيني حبيبتي ستجدين السعادة 






هنا، البراءة والأمان، كل من عرفتهم هنا من أفضل الناس أحببتهم وأحببت كل ذكرياتي هنا"
أبعدت وجهها وقالت "لا أعرف أنا لا يمكنني أن أترك جدي"






ابتسمت الأم وقالت "محمود رجل رائع أعلم أنه حنون ولكن له حياته الناجحة ولن يتأثر ببعدك كما تتخيلين لأنه يعلم أن السعادة ليست في بقائنا بجانب بعضنا وإنما وجودنا مع من نحب"






قالت سهر "وأنا احبه إذن سعادتب معه"
ربتت المرأة على يدها وقالت " لا أعني هذا الحب ابنتب الجميلة وإنما هو الحب الآخر، هل بحياتك رجل؟"






هزت رأسها وقالت "لا، بالطبع لا"
قالت الام "حبيبتي إذن أنت لم تعيشي الحياة بعد، عندما يدخل الحب حياتك







 وقتها ستعرفين ما أعني، الحياة لا تكون جميلة إلا بجوار من يدق له قلبك"
قالت "إذن لنترك الأمر إلى أن يحدث دعينا نتحدث عنك"






قالت الأم "عملية مثل جدك تعملين معه؟"
قالت بصبر "نعم أدير له بعض الأعمال"
بدأت المرأة تشعر بالألم مرة أخرى فقالت سهر "سأستدعى إيميلي"







ولكن الأم أمسكت يدها وقالت بضعف "لا حبيبتي لا وقت لدي اريدك أن تبقي معي ما زال ...مازال لدي كلام لكِ"
جلست سهر فأكملت المرأة "أعلم أن حياتك بمصر ولكني لا أريدك أن






 تعودي بعد موتي مباشرة ابق قليلا، فهد ليس بسيء هو ابني أنا ربيته لأني لم استطع أن أنجب من بعدك







 أحببته كأنه ابني وهو كان نعم الابن فلا تغضبي منه ربما هو جاف في معاملته ولكن له ظروفه ربما تعرفيها بيوم.."
تألمت المرأة فقالت "دعيني أحضر الممرضة"







ولكن المرأة قبضت على يدها وقالت "لا حبيبتي انتظري، أملاكك لابد أن تكون لك لا تتخلي عنها لأحد أيا كان هي أملاكك أنت عديني حبيبتي عديني ألا تتركيها لأحد"







صمتت قليلا إلى أن قالت "حاضر أعدك، دعيني أحضر إيميلي"
تغير لون المرأة ولكنها قاومت وقالت "هل يمكن ..أن ..اطلب طلب آخر؟"







دمعت عيون سهر من تألم المرأة وقالت "نعم تفضلي"
قالت بصعوبة "لو أمكنك الزواج من فهد ...فافعلي ..من أجلي هو أفضل من





 يمكنه الحفاظ عليك من الجميع... صدقيني .. أنا .. والدك ..لن يت..يتركك فه. .. فهد هو ..من يمكنه ا.. أن يتصدى ..له"







وبدأت المرأة تختنق فأسرعت إلى الباب واستعدت إيميلي التي أسرعت إليها ووقفت هي متصلبة لا تقو على الحراك والدموع تغشى عيونها، هل سترحل المرأة هكذا وبمثل تلك 






السرعة؟ إنها لم تتمتع بها بعد .. تراجعت حتى التصقت بالحائط وتتابع إيميلي وهي تقوم بالإسعافات ثم اتصلت بالطبيب وعادت إلى المرأة التي صارعت المرض





 بقوة أو ربما كانت تقاوم شيء آخر ..اتصلت إيميلي بفهد الذي لم يأخذ سوى دقائق حتى كان بجانب الأم وهو يلهث أمسك يدها وقال







“ هدى لا تذهبي هدى هل تسمعيني؟"
كانت انفاس المرأة تعلو وعيونها الزائغة لا تدل على أنها موجود إلا اأنها قالت بعض الكلمات "فهد ... لا تترك ..ابنتي ..هي..أما.. أمانتك أنت"







وأخيرا سقطت يد المرأة وتوقفت العيون عن الحركة والصدر لم يعد يلهث أو يعلو بالأنفاس، سقطت هي على الأرض والدموع





 تسقط معها دون أي موانع بينما أغلق هو عيون المرأة وتساقطت دموع إيميلي هي الأخرى وتوقفت الدنيا عند الموت الذي يأخذ بدون أي موانع فهو القدر والاجل ..



                          الفصل الرابع من هنا





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-