أخر الاخبار

رواية سهر الفهد الفصل السادس عشر16بقلم داليا السيد


 
رواية سهر الفهد

الفصل السادس عشر

بقلم داليا السيد


أنا والدك

سقطت على فراشها والدموع أصبحت رفيقها الأول والأخير تحسست وجهها وقد كانت تعلم أنها السبب ربما أثارته إلى أقصى





 الحدود ولكنه السبب هو الذي فعل بها ذلك إنها لم تعد تعرف ماذا تريد أو ماذا تفعل؟ وكيف ستعيش هنا كما يريدها أن تفعل؟ 






حبست نفسها بغرفتها وامتنعت عن الطعام وبدأت تشعر بالضعف يصيبها فاستسلمت للفراش وقليلا ما كانت تنهض لترى الشمس





 من نافذتها ومضى يومين على ما كان بينهما وعاد العمل وانتهت الأعياد، زاد ضعفها 




ورغم أنها فكرت بالهرب ولكنها فقدرت القدرة على الذهاب وكأن قلبها يمنعها





 رغم أنها تعلم أن حبها لا أمل له لأن ذلك الرجل لن يفكر يوما بالحب  

رأته يدخل غرفتها، كانت تجلس أمام النافذة شحب وجهها والتفت عيونها بالظلام أبعدت عيونها، عنه نظر إليها وقد أخبرته




 جاكلين أنها لا تتناول طعامها 

تقدم منها وقال "والآن ماذا تحاولين أن تفعلي؟"

لم ترد وقف، أمامها وقال "أنتِ تقتلين نفسك بذلك"

لم ترد أيضا فقد فقدت أي رغبة في تلك الحرب التي خسرتها بجدارة جلس أمامها وقد هزمه مظهرها ثم قال 





"سهر ما تفعليه خطأ وحرام وأنت تعلمين ذلك ولن يغير من الأمر شيء"

نظرت إليه فلم يقو على مواجهتها فأبعد عيونه وارتد في كرسيه ومرر يده بلحيته التي زادت وقال "لن تنهاري الآن أليس كذلك؟"





لم ترد فقام وقال "حسنا هل يمكن أن نوقف تلك الحرب"

لم تنظر إليه فقال "فقط اجيبيني؟"

أدارت رأسها إليه فنظر إليها وقال "من حبيبك الذي بمصر؟"

أغمضت عيونها وسالت دموعها، أغمض عيونه بألم ثم فتحها واتجه إليها وركع أمامها وقال "سهر من فضلك لا تزيدي غضبي






 ولا تثيري جنوني، لا أنت تلك المرأة التي تعبث مع الرجال ولا أنا ذلك الرجل الذي يتحمل ذلك فتحدثي"







قالت بضعف "أنت أجبت نفسك لست أنا تلك المرأة كان عليك أن تعرف ذلك كما عرفت الآن "

مرر يده على خدها وقال "أنا آسف"

عادت الدموع إليها فقال "من فضلك توقفي تلك الدموع لا تليق بتلك العيون أنا"




لم يكمل حيث رن هاتفه نهض وأخرج الهاتف، كان بيل الذي قال "فهد لابد أن تأتِ الآن" 

نهض وقال "ماذا حدث بيل؟ لن أستطيع أن آت الآن"





ولكن بيل قال "لابد أن تأتي لتقابل بعض الأشخاص الذين يهمك أمرهم، أو يهم خطيبتك"

نظر إليها وتعالت ضربات قلبه هل حبيبها هنا؟ سيقتله أكيد سيفعل، قال بغضب "بيل هل تتحدث، من عندك يخصها؟"

انتبهت لكلماته فنظرت إليه وهو يستمع إلى بيل وهو يتحدث إليه فلم ينظر إليها وإنما تحرك إلى الخارج دون أن يتحدث ولم يسمعها وهي تناديه بضعف ثم رأته وهو ينطلق خارج البيت وانتابها القلق لم فعل، ماذا حدث؟ ومن الذين كان يتحدث عنهم ومن هي التي ذكرها؟ اغمضت عيونها بضعف ولم تقو على أن تتحرك أو تفكر

لم تتحرك رغم أنه اعتذر إلا أنهم لم يصلا لحل، مضت ساعات قليلة ثم رأته يعود ومعه رجلين أحدهما رجل في العقد الخامس والآخر في الثلاثينات ولم تر ملامحهم جيدا أما المرأة فشعرت أنها تعرفها وملابسها صارخة ولكن ثمينة فهي تفهم جيدا في جودة الملابس ..

دقائق مرت قبل أن يدق بابها وتراه أمامها، أبعدت عيونها ولكنه تقدم منها وقال "سهر"

تقدم وجلس أمامها فلم تنظر إليه ولكنه عاد وقال "هناك من يريد رؤيتك"

نظرت إليه فقال "أولئك الناس، أقصد هل يمكن أن تنزلي معي لمقابلتهم"

قالت "لا أريد أحد"

تراجع بمقعده ومرر يده برأسه ثم قال "ذلك الرجل يقول أنه والدك بطاقته تثبت ذلك و.." 

تحركت بضعف وهي تحدق به وقد تملكها الخوف لحظة "ماذا؟ بابا؟ هل يقول أنه أبي"

هز رأسه وقال "نعم وزوجته وأخوها"

ظلت صامتة لحظة، الآن والدها يريدها بعد اثنين وعشرين عاما يتذكرها، ولماذا؟





قال "والآن هل ستأتين أم أبعدهم بطريقتي؟"

نهضت، كادت تسقط لولا أنأأمسكها هو، أبعدت يده عنها وقالت "بل لابد أن أراه، الجميع تذكرني الآن وكأني فجأة أصبحت محور من أبعدوني عن حياتهم" 

تحركت إلى الخارج بقوة متصنعة وهو يسير بجانبها ولا يعلم ما الذي أتى بهؤلاء الناس فجأة؟ ولكنه يشعر أن المال هو غايتهم لكن من حقها هي أن تقرر..

عندما نزلت معه كان الثلاثة يقفون في البهو، نظر الجميع إليها كانت ملامح الرجل تشبه الصورة التي بمنزل جدها والتي كانت ترفض النظر إليها، عرفته بالطبع وبالتأكيد تلك زوجته الممثلة المعروفة لذا كانت تعرف شكلها من التليفزيون توقفت فتوقف بجانبها وكأنه يخشى عليها من اللقاء 

اقترب الرجل منها بخطوات ثابته إلى أن وقف أمامها وقال "يا الله أنا لا أصدق أنك ابنتي! لقد مرت سنوات كثيرة"

تقدم الرجل ليضمها إليه ولكنها تراجعت فتوقف الرجل بدهشة وقال "سهر أنا والدك"

قالت بقوة غريبة "منذ متى؟"

تراجع الرجل ونظر فهد إليها بينما قال الرجل "منذ ولادتك سهر، أنا والدك رغم كل شىء"

قالت بنفس القوة وقد أخذها غضبها إلى أبعد الحدود "نعم والدي رغم كل شىء وماذا فعل لي والدي منذ ولادتي؟ أخذني غصبا من أمي وقتلها في حياتها وحرمني منها ثم ألقاني في الحياة وحدي دون أن يلتفت إلي ولم يسأل يوما عني فأين الأبوة هنا؟"






تراجع الرجل فتقدمت المرأة وقالت بإنجليزية واضحة "لم لا تخبرها أن أمها خانتك مع ذلك الرجل لذا تركتها وأنك أصلا كنت تشك في.."







صرخ الرجلان والد سهر وفهد الذي أدرك ما ستقوله المرأة، صرخ الرجلان بها "كفى"

ولكن سهر نظرت إليهم وقالت ودقات قلبها تزداد "لا لن تكف الآن، أكمل لابد أن تخبرني بماذا؟ وعن من؟ ومن التي خانتك؟ أكمل أريد أن أفهم"

وقف فهد أمامها وقال "سهر هل يمكن أن تهدئي"

قالت بنفس الغضب "لا لن أهدء، ليس الآن ما الذي تعرفوه ولا أعرفه؟ لن أهدء إلا عندما أعرف"

نظر الرجل لابنته وقال "اسمعي يا سهر أنا عدت من أجلك، أنا اأدركت أنني أخطأت بحقك وأريد الآن اإعادتك لأحضانى أنت ابنتي"

صرخت بقوة ارتج لها قلب فهد "لا تنطق بها، لا أريد أن أسمعها، لست ابنة أحد فقط جدي هو الرجل الوحيد الذي أدين له بحياتي هو أبي وأمي وكل من لي"

قال الأب "ولكنك قبلتِ دعوة هدى" 

قالت "كنت أريد أن أسمع مبرراتها وقد سمعت"

اقترب منها وقال "من حقي أنا أيضا فرصة"

نظرت إليه وإلى فهد الذي نظر بعيونها ثم قالت بدموع "إذن أخبرني الحقيقة"

ابتعد فهد من أمامها واقترب الرجل منها وقال "تزوجت أمك ولم أعرف أنها تزوجتني غصبا إرضاء لوالدها أمضينا سنتين بمصر دون إنجاب ثم أتت لىي فرصة لتصوير فيلم هنا وقررت أن أصحبها معي كنت أحاول التقرب منها، أمضينا في المدينة وقتا رائعا وتعرفنا إلى خليل، كان وقتها موظفا مرموقا بالشركة وتمت فرحتي عندما عرفت أن أمك حامل، كنت أصور مع مونيكا فيلمي الذي كان سبب شهرتي وقبل ولادتك.."

صمت ولم يكمل فتحركت بضعف إليه وقالت "أكمل أسمعك"

نظر إليها وقال "اكتشفت أنها كانت على علاقة برجل آخر"

ولكن فهد قال بقوة "كذب هدى أشرف امرأة لقد وقعت فريسة لخطة أحدهم طلب منها أن تقابل أبي هنا بالبيت لأن والدك مريض وأرسل لها الطائرة لتنقلها وما أن أتت هنا حتى منحها أحدهم مشروبا أفقدها الوعي لتستيقظ فتجد نفسها بغرفة أبي كانت مؤامرة والجميع يعرف ذلك"

ترنحت وهي تمسك رأسها أسرع الرجلان إليها إلى أن أجلسها هو على أقرب مقعد وانحنى عليها بلوعة وناداها







"سهر أنتِ بخير؟ سهر ردي"

فتحت عيونها بصعوبة وقالت " بخير، أنا، بخير"

ولكنه حملها وقال "لا لست بخير"

ثم صعد بها إلى غرفتها ووضعها بفراشها وقد غابت عن الوعي، بينما اتصل فهد ببيل الذي أحضر الطبيب بأسرع ما أمكنه وهو معها لم يتركها وإنما ترك أولئك الأشخاص الذين يسرقون ما تبقى منها 

ترك الطبيب معها ونزل إليهم قال والدها "كيف حالها؟"

قال بقوة "الطبيب معها"

قالت مونيكا "تتصرف وكأنك المسؤول عنها"

ضاقت عيونه وهو يتأمل جمال المرأة الغير طبيعي لما تضعه من ميك أب ثم قال "أنا بالفعل كذلك سيدتي"

قال الرجل المدعو جاك أخوها "ومن الذي أعطاك الحق ووالدها موجود؟" 

نظر إليه بقوة وقال "لا أنتظر الإذن من أحد، ووالدها لم يكن موجود من قبل وأظن أن الأمر لا يخصك أصلا"

نظرات التحدي بعيون الرجلان أوقفتهم فقال الأب "مستر فهد هل يمكن أن نوقف كل ذلك؟ أنا فقط أريد ابنتي"






نظر إليه بقوة وقال "إذا كنت حقا تريدها كأب فكيف تؤلمها وتجرحها فقط لتشوه سمعة أمها وأنت تعلم أنها بريئة"

قالت مونيكا "وكيف ذلك وقد تزوجت خليل بالفعل"

نظر إليها وقال "لأنها أصبحت حرة ووحيدة وضائعة بعد أن طلقها أحمد بيه زوجك وتركها هنا بدون أي مال أو سند"

قالت بغرور "كان لابد أن يفعل لم يعد يثق بها"

ولكن فهد قال بقوة "تقصدين لم يعد لها مكان بحياته بعد أن احتلتيها أنتِ وقررت أن يكون لكِ وحدك ماذا تريدون منها الآن؟"

لم يتحدث أحد لأن فريد كان قد نزل واتجه إلى فهد وقال "هي بخير نقص في الغذاء فقط اطعمها جيدا يا رجل وأنا اعطيتها بعض الدواء لا تقلق"

ذهب الطبيب فنظر أحمد إلى فهد وقال "أريد أن أراها" 

حدق به فهد وكاد يرد لولا أن سمعها تقول وهي تنزل إليهم فلن تتركهم دون أن تكمل الحكاية "وأنا هنا وأريد أن أسمع"

عندما نزلت وقفت بجانبه وكأنه الآن أصبح هو من لها وهم كلهم غرباء عنها قالت "والآن أنا أسمعك"

قال الأب "أنا لست هنا لأتحدث عن هدى فقد رحلت، أنا هنا من أجلك، أريد أن استعيد ابنتي هذا حقي"

قالت "وكيف يكون ذلك؟"

قال الرجل "تعودي معي إلى أمريكا"

نظر فهد إليه وكاد يرد لولا أنها قالت "لا حياة لي هناك"

قالت مونيكا "وأين حياتك إذن؟"

نظرت إليها وقالت "أظن أن الأمر لا يخصك؟"

قالت مونيكا بغضب "أنت وقحة كيف تخاطبيني هكذا"

قال أحمد "مونيكا كفى، سهر سأترك جاك هنا ليدير أملاكك وتأتين معي مكانك بجانبي" 

للمرة الثانية ترد بدلا منه "فهد يدير أملاكي على أفضل وجه ولا أحتاج سواه ليفعل"

نظر إليها بقوة وقد أدهشه كلامها، منذ متى كانت تثق به؟ غضب الأب واتجه إليها وقال 




"أي فهد هذا؟ أنا والدك وأعرف مصلحتك وستفعلين ما أقول" 

قالت بقوة "وأنا لا أريدك ولن أسمع لك، ليس لك على أي سلطة"

رفع يده ليصفعها وهو يقول "أنت حقا وقحة وتحتاجين للتربية"

ولكن يده لم تصل إلا ليد فهد الذي وقف أمامها ليفصلها عن والدها وهو يمسك يد الرجل بقوة وقال بغضب "إلى هنا وتوقف، لن يجرؤ أحد أيا كان أن يمس طرفها بسوء هل تفهم؟" 

نظرت إلى كتفيه القوية التي حجبتها عن ذلك الرجل وكأنه حصنها القوى، أبعد الأب يده وقال "ليس من حقك أن تمنعي عن ابنتي من أنت لتفعل"

قال بقوة "خطيبها وستكون زوجتي في خلال أيام وزوجة فهد لا يفكر الهواء أن يمس حتى شعرة منها بسوء"

تراجع الاب ثم نظر لابنته وقال "هل هذا صحيح هل هو خطيبك؟"

لم ينظر فهد إليها وإن كان ينتظر ردها هل ستتركه الآن إنها فرصتها في الهروب منه كما أرادت 

رفعت رأسها ويدها التي بها الخاتم وهي تنظر لوالدها من خلفه، لم يكن أمامها إلا فهد لتثق به الآن وتخرج به من أزمتها حتى ولو وافقت على الزواج فقالت 

"نعم هو كذلك"

لم يتحرك فهد ولم يبدو على ملامحه أي شيء بينما قالت مونيكا "إذن نحن مدعويين لحضور الفرح أليس كذلك مستر فهد؟"

كانت نظراتها إلى فهد غريبة لم تفهمها سهر ولكن فهد كان يفهم جيدا امرأة مثلها دمرت بيتا بيوم من الايام والآن ...

تراجع أحمد وقال "آه بالطبع فمن سيكون وكيل العروسة سواي"

لم ترد وإنما تركت لفهد زمام الأمور فقد شعرت أنها لا تفهم ماذا يريدون منها ولم تشعر بالأمان إلا وهي خلفه 

قال فهد "آه بالطبع البيت الملحق مكان الضيوف سأجعل أحدهم يعده لكم"

ثم استدار إليها وقال "هل يمكن أن تصعدي لترتاحي الآن؟"






نظرت إليه وقد كانت نظرته قوية مما لا تمنحها فرصة للنقاش تحركت ولكن الأب قال "سهر هل يمكن أن أحظى بفرصة ثانية؟"

نظرت إليه وقد شعرت بعدم الراحة ولكنها قالت "ربما" 

ثم تحركت إلى غرفتها دون أن تتحدث وهي تتساءل من أين أتى ذلك الرجل؟ ولماذا؟ وماذا يريدون منها؟

عندما دخلت غرفتها كانت متعبة جلست على طرف الفراش فترة لم تعرف مقدارها حتى دق باباها وراته يدخل اتجه إليها وقال

"سهر لابد أن نتحدث"

هزت رأسها وقالت "أعلم"

جلس أمامها فقالت "شكرا لمساندتك لى"

قال بقوة "أنت زوجتي"

نظرت إليه بقوة فأبعد عيونه وقد نسى كلاهما ما كان بينهما وقال "سهر الآن ليس هناك مجال للهزل لم تعد معركتنا، هؤلاء الناس .."

 صمت ونهض مبتعدا فقالت " أهلي"

نظر إليها وقال "للأسف، أقصد، سهر أنا لا أشعر بالراحة هناك شيء خطأ"

أبعدت وجهها وهي تشعر مثله فقالت "وماذا إنهم باقون"






قال "كان يمكنك الذهاب معهم"

نظرت إليه وقالت "هل كنت ستتركني أفعل؟" 

قال بدون تفكير "أبداً، أخبرتك أنكِ زوجتي ولن تكوني لسواي"

قالت بضيق "لا تخاطبني هكذا أكرهك حينما تفعل أنا لست من أملاكك"

ابتعد للأسف هي طريقته ولا يعرف كيف يغيرها عاد وقال محاولا تلطيف الأمور "أعتقد أننا لابد وأن نتفق، تلك المرأة هي السبب في انفصال والدك عن أمك"

نظرت إليه ولم تفهم أي شيء هل هذا سر جديد 



في سلسلة الأسرار التي تتضح يوما وراء الآخر ترى ما هو؟ 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-