رواية الأسود يليق بك الفصل الثامن عشر18بقلم ندي الشناوي


 

الفصل الثامن عشر 

 رواية الأسود يليقُ بكِ 

بقلم ندى الشناوي 🖤



كان يقف بعد مرور ساعتين من إنتظارة لها فى تلك الصحراء وسط الرمال الصفراء التى مازالت إلى وقتنا بها شيئًا من سخونة الشمس الحارقة فى تلك الدولة المشهورة بذلك وأيضًا باقى الدول مثيلتها فى نفس الشيء ولكنها فضلت تلك ...

نفذ صبرة من طيلة الأنتظار لها حقًا أنها تعاملة من يوم ملاقتهم حتى طيلة الشهر الماضى بجفاء ، ومع ذلك ظل يتودَّد لها بجميع السبل لملاقاتها ولكن كل ماحدث لم يجدى نفعًا لديها فهى قد أتخذت القرار ولن تعدل من رأيها مرة أخرى ....


لم تكتفي بأنها ابلغتة بالتوقيت والمكان دون الرجوع الى راية زيادةً علية ذلك التاخير 


صوت حركات ارجل خلفة بالتأكيد هي التفت وللصدمة وجد أحد الحراس يخبرة بأن الملكة فى إنتظارة فى بداية الطريق فهو عندما أتي ولم يجدها ظل يتمشى حتى وصل الى داخل الصحراء مبتعدًا عن الطريق الرئيسي الخاص بالمارة والسيارات 


وقف أمامها بوجه مكفر من شدة الضيق وعلامات العبوس تحتل وجه وكأنها لم تعرف طريق منذ زمن غير وجه ، أما هى قابلت كل ذلك ببرود بلمحة من طرف عينها السوداء الهالكة ونظرت مرة أخرى إلى الفراغ 


قطع هو ذلك الصمت التام بتساؤل بسخرية واضحة لمن يَمر صدفة وتلتقط أذنة الجملة مردفًا : اخيرا الهانم تيماء قررت تنزل من على عرش الملكة وتقابل الناس بسهولة ..... صمت ل ثواني وهو يبحث عن كلمات تعبر عن ما بداخلة من غضب مكملاً بلهجة أكثر إنْفِعَال : بس ملكة اية ... هما الملوك الايام دى من صفاتهم الكدب .... وبلهجة تمئلها السخرية أكثر من ذى قبل مرددًا : تيماء بقت ملكة " أختتم الجملة بتعابير وجه تعبر عن لهجة لسان حالة مع ابتسامه بــ  إزدراء وبعدها قرر أن يختار الصمت يكفى ما قالة الى الحين 






على نفس حالتها رددت : أظن المقابلة دى انت اللى فضلت ايام تلح وتزن عليها .... وقتك معاياا على وشك الانتهاء يستحسن تقول اللى عاوزة بسرعة 


تشدق وجه وهو يستمع لها وهو لا يصدق ما يستمع إلية تنهد وهو يردد بتساؤل يصحبة حيرة : لية ؟؟؟! " كلمة اختصرت كل ما بداخلة من تلك الافكار السابحة داخل عقلة 


تخلت تيماء وقتها عن ذلك الرداء الملقب بالملكة وأجابتة بكل سلاسة : انت بتسئل لية .... بعد السنين دى كلها لسة فاكر تسئل ...  هرد عليك يمكن عندك الذاكرة مش موجوده حاليًا .... بس الاول حدد اجاوبك على اية ...؟؟؟! "أختتمت حديثها بتساؤل مصتنع ذات صيغة المكر 


لم يلاحظ ذاك المكر بين طيات حروفها فـ رَدَّدْ : لية خبيتي ان بنتي لسة عايشة .... مشيتي لية ؟؟؟!


كانت تستمع لة حتى قال آخَر كلماته صاحبة انتهائها ضحكة صاخبة مملؤة بالوجع ... هدئت قليلاً بعدها أجابتة بتلك النبرة المَلـِـيئة بالوجع وكأن وقت طلاقها حدث منذ ثوانى معدودة ليس سنينً مضت وليالي طوال شَرَق عليها المئات من ضوء الشمس الحار  اللهيب فى ايام وأَخَر ذات شعاع بارد مصحوب ببعض الغيوم مردفة ببداية إجابتها بــ استنكار : مشيت لية ... كنت منتظر اية بعد الطلاق افضل ولية وعلشان مين ..؟؟؟! 


بكل وضوح وبساطة : علشاني ...!!


أكاد أجزم بأن تعابير وجهها الآن لم تأخذ موضع واحد بل تعددت لم ترتكز على شيء من شدة صدمتها للكلمة عندما طَربت أذنها 


وبنفس النبرة المَلـِـيئة بالوجع : علشانك ...!!! ضحكتني علشان مين .... على شخص معندوش ثقة فيا انا مقدرة انك رجل شرقى بس بعد كل الحب اللى ظاهر عليا تعمل كدة ... لو بتحبني زى ما كنت بتفضل تقول أني حياتك ومستحيل أذيكي مهما سمعتي عني ثقي أني مش هاذيكي كان فى كلامك دة وأنت بتهد الثقة اللى بينا مع اول مشكلة وكأنك متعرفش مين تيماء اللى تربت فى نفس البيت معاك والوقت فات وربنا رزقنا بالحمل اتغيرت ورجعنا حبايب وطول وقت الحمل كنا مع بعض جامعتي بطلت اروحها وفجأة ألاقيك بتتهمني فى شرفي وطلقتني من غير ما تسمع حرف واحد يبرر اللى حصل .... عارف كنت محتاجه منك انك تسمعني أدافع عن نفسي مش أكتر ونطلق بس مبررك انك راجل شرقي كان مسيطر عليك .... انا مشيت لما اتاكدت انك مش عاوزاني لان ببساطة بعد لما تهدا كنت تقدر ترجعني على ذمتك تانى .... استنيت اسبوع لو كنت رجعت تفهم مني على الأقل كنت اتراجعت عن اى حاجه مقابل انة يكون ليا عندك لو ذرة ثقة بس كل الحب دة طلع أوهام ، استهزائك بيا وانك مصمم على موقفك بعد شهور اكبر تأكيد ان حبنا انتهى وكلامك لما عرفت ان البنت ماتت ... كل اللى حصل دة وتقولي مشيتي لية جاوب على نفسك ....!!!!


بكل بساطه كان ردة عليها : كل دة علشان طلقتك من غير ما اسمعك 


نظرت إلية بصدمة ولسانها عجز عن النطق وكل ما يدور فى عقلها لم تفهم شيء ، خطأئي الوحيد أني ألقيت عليك العتاب ... لم يكنْ لك العتاب ... لم يكنْ  وبكل بجمود : اوقات كتيرة العتاب بيكون رخص وقلة قيمة ... بس مش مشكلة ... للمرة الأولى والأخيرة المشكلة كلها فى عدم الثقة الكفاية اللى بينا وللحق الثقة اللى عندك ليا مش العكس 






أخيرًا ظهر الندم على وجه قائلاً : بس من وقت ما عرفت الحقيقة من الجواب اللى وصل ليا وانا ندمان ومحتاج منك فرصة اصلح كل اللى حصل وارجع اكون قريب منك من تانى ونعيش مع بنتنا زى ما كنت بنحلم زمان .... فرصة واحدة تصلح كل دة ....!!!


رددت من وراءه عدة كلمات كما الطفل يرددها عند الصغر قائلة : ندمان ... زمان .... فرصة واحدة ....  صمتت دقائق وبعدها أصدرت صوت همهمة ... سبحان الله كام كلمة ونرجع لا برافوا أحييك على مجهودك بس ماشي وبنبرة إستسلام : موافقة تصلح اللى فات بس وانا......


قاطعها وهو يقول : شرطي تتعاملي معاياا من غير الملكة اللى بتكون قوية عاوز تيماء الهادية الطيبة وبلاش جو الشو اللى بيحصل ماشي يا تيماء هانم " ختم جملتة ببعض السخرية


تيماء ببرود : لو مفكر ان تيماء طيبة تبقى غلطان ،

انت عارف معنى اسمى اية علشان تقول الكلام ده


لم يرد واكتفا فقط بتلك النظرة التى تعبر عن السخرية 


بكل شموخ وكبرياء رفعت راسها وبدأت بالحديث : انا الصحراء .... عارف يعنى اية


هم بأن يرد  


اكملت هى كلامها

متحاولش تفكر وتتعب نفسك وترد انا هاقولك 

انا الصحرا الجردا اللى مافيهاش غير ديابة وتعالب ووحوش مفترسة 

انا الصحرا اللى فيا زرع قاسى مليان شوك 

انا الصحرا الخالية من الناس 

انا الأرض الواسعة اللى يمشى فيا يموت 

وقبل ما يموت يضيع فى الأرض الواسعة


انا القوة 


انا الصحراء الجرداء 


انا الهلاك 


انا الموت 


انا الضياع 


انا الملكة 


انا عاشقة الليل 


انا تيماء 


ورحلت بنفس الشموخ والكبرياء وتركـتـة فى الصحراء المشابهة لها 


_____________ ندى الشناوي____________


بعد تلك المقابلة او المواجهة القوية من وجهة نظر تيماء أظهرت ضعفها أمامة التى قد مضى عليها اسبوعين ، طلبت جيجي مقابلتها وعلى غير العادة وافقت ....


يجلس كلا منهما أمام الأخر الام وابنتها أحدهما له الحنين للأخر على النقيض تمامًا الكرة والنفور ونعرف تمامًا انة من ناحيتها وكأن شعور الأمومة لم يَمر عليها يومًا ما او حتى لــ دقائق معدودة ...


نظرات تيماء مليئة بالحنين المدفون هى لم تراها مُنذ زمن مضى لم تعرف كيف يكون حضن الأم ، شعور وجودها عند العودة من يوم دراسي شاق ، شعور التعب والنوم بين أحضانها ، السهر بجوراها ... والكثير من الأشياء التى تكون الأم هى محورها 


بدئت بالحديث بكل عنْجه‍ــِـيــَّة : كنت سمعت قبل كدة انك بترفضي اى مقابلة ... اية اللى اتغير


نظرت إليها وفى داخل عقلها تحدثها وتقول لها لماذا تركتيني ألم أكن ابنتك ... ألم يحرك الشعور تجاهي ... لم يكن لديكي اى شعور ولو جزء من مشاعر الأمومة التى أسمع عنها تجاة الأم لــ طفلها مثلما أكنْ كل الحب والحنين لــ أبنتي لماذا ... لماذا ولكنها لم تنطق اى حرف مما دار بخلدها بل تحولت نظرتها من الحنين الدافئ الى البرود الثليج مردفة : على ما اعتقد محتاجة تفسير بخصوص اللى حصل اخر مرة ... اممم تقريبا اسماء مش كدة


تلون وجهها فكيف عرفت بذلك التفكير المُدبر من قبلها .......

                   الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



<>