أخر الاخبار

رواية العوض الفصل الثانى 2بقلم ميمي عوالي


 
 
رواية العوض
بقلم ميمي عوالي 
الفصل التانى



فاطمة بفضول : أنا .. انت عاوزنى انا اللى اعمللك الزبادى
عبد الرحمن : انتى اللى تاخدى المشروع ، وانا يا دوب هسوقهولك





فاطمة : ايوة ، بس انا مش هعرف اعمل الكلام ده
عبد الرحمن : ليه ، ده احنا زمان كنا بناكل من ايدك احلى زبادى فى رمضان ، فاكرة
فاطمة بابتسامة : كان كبيرى عشرة واللا خمستاشر زبدياية وشكرا ، لكن انت بتتكلم فى اعداد
عبد الرحمن : بصى ، الشقة اللى تحت السلم انا لسه موضبها السنة اللى فاتت ، ممكن اجهزهالك انا وناصر وتبقى معمل .. ايه رأيك
فاطمة بصت لناصر تشوف رد فعله ايه لقته باصصلها بابتسامة وقاللها : لو عاوزة رأيى .. فانا ماعنديش مانع ، هو فعلا مشروع حلو هيكلفنا فى الاول حاجات بسيطة ، لكن بعد كده تكاليفه عبيطة
عبد الرحمن : والناس مابتبطلش تاكل زبادى ، وياسلام بقى على دخلة رمضان ، بتبقى موسم بس اللى يلاحق عليه
فاطمة بتفاؤل : يعنى انتو شايفين كده
عبد الرحمن : الموضوع بيبدأ بالزبادى وبعد كده بيوسع ، اشى جبنة قريش واشى لبن رايب ، ولو حبيتى تعملى منتجات كمان رز بلبن ، مهلبية ، زبدة ، يعنى شوية شوية هتلاقى الدنيا بقت جميلة
 انا هتفقلك مع المورد بتاع اللبن ، وهاخدك انتى وناصر اعرفك على الاماكن اللى ممكن تجيبى منها العلب والتلاجات والغلايات ونشوف الليلة دى ممكن تاخد مننا وقت اد ايه ، ها يافاطمة .. ايه رأيك
عزة اللى كانت واقفة بتسمعهم من بدرى : موافقة طبعا ، هو فيها كلام
عبد الرحمن بضحك : انتى غيرتى اسمك وبقى اسمك فاطمة واللا ايه
عزة بحب وهى بتقعد جنب فاطمة : رغم انك مونسانى والله يافاطمة ، بس انا معاكى انك لازم يبقى ليكى كيان خاص بيكى ، عشانك انتى مش عشان حد تانى
فاطمة ابتسمت وطبطبت على رجل عزة وهى سرحانة فناصر قاللها : ايه تانى مخليكى سرحانة كده يا فاطمة 
فاطمة : عاوزاك تكلم محمد يا ناصر وتخليه يوثق ورقة طلاقى ويبعتهالى باسرع مايمكن ، عشان ابتدى فى اجراءات المعاش
ناصر بامتعاض : حاضر يافاطمة ، رغم انى ماكنتش احب انى اكلمه تانى ابدا بعد اللى عمله ده
عبد الرحمن : لولا انه ممكن يسمعنى كلمتين مالهمش لزمة ، كنت قلتلك سيبنى انا اكلمه ، بس ده مايمنعش انى ابقى معاك وانت بتكلمه ، خلينا نكلمه بالليل سوا 
ناصر : ماشى 
فتحية وهى خارجة من المطبخ : ياللا يا اولاد الاكل خلص ، ياللا جهزوا بقى عشان ناكل
فاطمة بكسوف : سامحينى ياطنط الكلام اخدنى مع عبده وسيبتك كده انتى وعزة وماساعدتكوش
عزة بمرح : اوعى تقلقى يابطة ، شايلالك نصيبك ياحبيبتى ، المواعين مستنياكى بعد الغدا 
عبد الرحمن بهزار : مافيش فايدة فيكى ، هتفضلى انتى والمواعين طول عمركم مش على وفاق
عزة بضحك : مابحبهاش .. اعمل ايه طيب انا
ناصر : جيبتلها غسالة اطباق ياعم ، على الله نسمع كلمة حلوة بس
عبد الرحمن بود : ياعم تعيش وتجيب 
اتجمعوا كلهم على الغدا مع الولاد اللى كانوا مبسوطين جدا بلمتهم سوا 
وقعدوا واتسامروا وقت طويل مابين ذكرياتهم وحكاياتهم لحد ما عبد الرحمن قال لناصر ياللا تعالى 
واخده هو وفاطمة على اوضته وشغل اللاب بتاعه وخلى ناصر يكلم محمد على النت وقعد هو وفاطمه قدامه بحيث مايبانش ف الصورة غير ناصر قدام محمد 
ولما محمد رد ناصر قال بجمود : السلام عليكم
محمد بشبه احراج : وعليكم السلام ، ازيك ياناصر 
ناصر ماردش على سؤاله لكن قال له : لو سمحت يامحمد … عاوزك توثق ورقة الطلاق بتاعة اختى وتبعتهالها عشان محتاجينها








محمد بشبه معاندة : ومحتاجينها ليه يعنى ياناصر ، ايه هتجوزها
ناصر وهو بيحاول يكبت غضبه : متهيألى يامحمد انت اخترت طريقك وطلقتها ، وخلاص العشرة خلصت لحد كده ، فلو سمحت وثقهلها القسيمة وابعتها 
محمد : ومش يمكن اردها قبل ما عدتها تخلص 
ناصر بص لفاطمة اللى كانت قاعدة قدامة وهى عمالة تهز راسها يمين وشمال برفض شديد بعدين بص تانى لمحمد وقال له : بص يا محمد ، احنا بينا عشرة وعيش وملح ، استأمناك على حتة منا وكنا فاكرينك هتصون الامانة 
محمد : انا ماعملتش حاجة عيب ولا حرام ، ولا عمرى اسأت لاختك اللى قاعدة قدامك دى فى يوم من الايام وتقدر تسألها او تكدبنى لو انا كداب 
ايه يعنى اتجوزت ، الشرع محلل لى انى اتجوز مثنى وثلاث ورباع كمان ، ما عملتش وزر عشان تقول انى ماصنتش الامانة 
ناصر طول كلام محمد كان بيراقب تعبيرات وش فاطمة وهى حاطة ايدها على بقها وكاتمة صوت عياطها ولما محمد سكت ناصر قال له : لو انت مقتنع بكل اللى قلته ده ماكنتش خبيت عليها سنتين بحالهم ، لو كنت عرفت تصون الامانة صحيح ماكنتش تسيبها هى وعيالك اسبوع بحاله من ساعة مافاطمة عرفت ، من اول ماعرفت وانت ماتعرفش عنهم حاجة 
لو كنت صنت الامانة بصحيح يامحمد ، كنت حتى حاولت تطيب خاطرها وهى لوحدها معاك فى الغربة بدل ما روحت تخيرها بانها ياتقبل بالامر الواقع يا اما مالهاش عندك اى التزامات لا هى ولا ولادك  ، هى دى صيانة الامانة اللى انت فاكر انك صنتها يامحمد 
ناصر كمل بحزن : طول عمرى كنت بعتبرك اخويا الكبير ، مش مجرد جوز اختى الكبيرة ، فلو سمحت يامحمد تخلى ليك ذكرى حلوة عندنا
محمد : ياناصر انا كنت فاكر انك هتعقل اختك ، مش هتساعدها على الخراب
ناصر : اسمع يامحمد ، انا طول عمرى بلوم على الستات اللى بتفضل عايشة بقهرتها مع اجوازها من غير سبب ، فياريت تسيبها تختار حياتها زى ما انت اختارت حياتك
محمد : ياناصر انت عارف انى بحب فاطمة ومااقدرش استغنى عنها
ناصر بغضب : بس انت خيرتها ، ولما هى اختارت رميت عليها اليمين وسيبتها ومشيت ، وقفلت الفيزا بتاعتها وسيبتها من غير فلوس فى الغربة يامحمد ، خليتها باعت صيغتها عشان تعرف تجيب تمن التذاكر يامحمد ، وبعدين تقوللى حب ، حب ايه ده اللى انت بتتكلم عنه ، ها … لازم تعرف ان حتى لو هى فكرت ترجعلك انا مش هوافق 
محمد بدفاع : انا عملت كده عشان ماتعرفش تسافر ، مش عشان اتخلى عنها زى ما انت فاكر 
ناصر بسخرية : تبقى عملت زى الدبة اللى قتلت صاحبها ياصاحبى 
محمد : ياناصر ارجوك ، بلاش عشان خاطرى ، عشان خاطر البنات 
لسه ناصر هيتكلم فاطمة وقفت وراحت قعدت جنب محمد اللى اول ماشافها بصلها باسف وقاللها : كنت عارف انك قاعدة قدامه ، اعقلى بافاطمة ، وهاتى البنات وارجعى ، وبلاش نتفرق بعد العمر ده كله
فاطمة بصتله بوجع وقالتله : اسمع يا ابو البنات ، اوعى تفكر انى ممكن اسامحك فى يوم من الايام على اللى عملته من سنتين ولا على اللى قلتهولى اخر مرة شفتك فيها 
انت ماعملتش حاجة ضد الشرع ، وماعملتش حاجة حرام ، حقك ، بس انا مش موافقة ومش حابة ده ، وانت قررت انك مش هتغير ده ، وحتى لو قررت تغيره ، برضة انا مش عاوزاك ، ابعتلى ورقتى لو سمحت ، خلى ليك عندى ذكرى حلوة فى الاخر ، لانك لو مابعتتليش ورقتى ، انا هرفع عليك قضية خلع يا ابو البنات ، فبلاش عشان خاطر البنات ، بلاش 
خلصت كلامها ومشيت من قدام شاشة اللاب فناصر قال له : هستناك تبعتها يامحمد ، مع السلامة وقفل اللاب من غير مايسمع رده
ناصر قام اخد اخته فى حضنه وهداها وقاللها : ماتقلقيش ، ان شاء الله خير
عبد الرحمن : هو انتى ماتعرفيش حد من اصحابه ، وتقدرى تخلينا نوصل له هناك يتابعلنا الموضوع ده 
فاطمة وهى بتنشف دموعها : اعرف عبدالله صاحبه 
عبد الرحمن : تمام ، هاتى رقمه واحنا هنتصرف
فاطمة طلعت تليفونها وادت رقم لعبد الرحمن وخرجت راحت لفتحية وعزة
ناصر : وهيعمللنا ايه صاحبه ده 
عبد الرحمن : يتوسط مابينا عشان الموضوع يخلص بسرعة من غير مشاكل ، لان محمد شكله كده مش ناوى يجيبها لبر 
ناصر : وانت ليه ماقعدتش معايا وانا بتكلم معاه
عبد الرحمن : انت ناسى ان محمد طول عمره ما بيستريحليش 
ناصر بضحك : كان بيغير عليها منك
عبد الرحمن : خفت لو لقانى فى الموضوع يعاند على الفاضى ، وهى مش ناقصة
ناصر : عندك حق ، ربنا يهدى 
خرجوا كملوا قعدتهم سوا وبعدين ناصر قاللهم ياللا واخد مراته واخته واولادهم عشان يروحوا واتفق مع عبد الرحمن انه هيجيب فاطمة والبنات تانى يوم اخر النهار بعد ماتلم حاجتها عشان تبتدى تستقر فى شقة عبد الرحمن 
واتفقوا انهم هيقعدوا يعملوا ميزانية لمشروع الزبادى ، وفاطمة صممت ان عبد الرحمن يبقى شريك معاها ، فوافق عشان يطمنها 
تانى يوم لما فاطمة وصلت ببناتها وحاجتها اتفاجئت ان عبد الرحمن جاب واحدة نضفت الشقة وملالها التلاجة من خيرات الله ، حتى المنظفات والشامبوهات ، خلى البيت مش محتاج حاجة لاسابيع قدام
فاطمة كانت محرجة جدا فقالت له : ليه كلفت نفسك كده ياعبده ، مش كفاية فتحتلى بيتك ، انت كتر خيرك اوى على كده
عبد الرحمن: انتى هبلة يابت انتى واللا ايه ، ده انتى اختى ، وطول عمرك غلاوتك عندى من غلاوة عزة
فاطمة : الله يعزك ويديك على اد نيتك يارب
عبد الرحمن : ااه ، ادعيلى يا بطة الله يكرمك ، الدعوة الحلوة اللى من القلب بتبقى احلى هدية
فاطمة بابتسامة : داعيالك دايما بالخير وربى اللى يعلم
عبد الرحمن : انا هسيبك النهاردة عشان تفضى حاجتك وتظبطى حالك ، وبكرة بعد صلاة الجمعة ان شاء الله هاخدك انتى وناصر وننزل نشوف موضوع المعمل …. اتفقنا
فاطمة بحماس : اتفقنا
عبد الرحمن وهو ماشى : على بركة الله
عدى عليهم اسبوع وهم بيوضبوا المعمل وبيجهزوه ، وناصر صمم انه يدفع كل التكاليف المادية وقال لعبد الرحمن انه حابب يبقى شريك معاهم ، وفعلا المشروع ابتدى 
فى البداية فاطمة كانت خايفة جدا ، لكن عبد الرحمن وناصر شجعوها ، وعشان عبد الرحمن يطمنها ، خلاها الاول تعمل كميات معقولة بحيث انها تبقى زى الاختبار بالنسبة لها
ولما اتفاجئت ان الكمية كلها اتباعت والناس ابتدت تسأل على الزبادى بتاعها ، اتشجعت وابتدت فعلا تشتغل على كميات اكبر ، وعبد الرحمن وناصر اتفقوا لها مع محلات كتير عشان يسوقولها الانتاج بتاعها 
وشوية شوية ابتدت تعمل فعلا منتجات البان تانية غير الزبادى زى ماعبد الرحمن قاللها 
وعبد الرحمن جابلها اتنين عمال يساعدوها عشان يشيلوا ويحطوا ويوصلوا ويشترولها مستلزماتها اللى بتحتاجها للشغل
كانت بتسيب بناتها عند مراة عمها ، واللى حبوا فتحية جدا وكانوا بيقولولها ياتيتة زى قمر
وقمر كانت فرحانة جدا بيهم وكانت على طول تتكلم وتلعب معاهم وكانت بتقول بقى عندى اخوات 
ومرت الايام لحد ما فاطمة قررت تقدم لبناتها فى مدرسة عشان الدراسة هتبتدى ، فناصر قرر انه يكلم محمد تانى عشان يبعتله اوراق البنات عشان يقدر يقدم لهم 
ناصر : انا طلبت منك من شهرين فاتوا انك توثقلى القسيمة وتبعتهالى يامحمد ومابعتهاش لحد دلوقتى
محمد : يا ناصر انا قلتلك عقل اختك
ناصر : بص يامحمد لو مش عاوز توثق القسيمة براحتك ، هى قالتلك على الحل التانى ، يعنى براحتك ، لكن انا دلوقتى عاوزك كمان  توثقلى اوراق البنات بتاعة المدرسة عشان التقديم بتاع المدارس وتبعتهملى 
محمد : بس انا مش عاوزهم يقعدوا عندك ياناصر ، انا عاوزهم يرجعوا عندى يقعدوا معايا هنا ويتربوا معايا
ناصر بسخرية : معاك واللا مع مراتك ، وياترى بقى مراتك موافقة على كلامك اللى انت بتقوله ده يامحمد
محمد: متهيألى انا ادرى بأمورى ياناصر ، وادرى بمصلحة ولادى
ناصر بفروغ صبر : يامحمد بلاش عند ، انت عارف ان اللى انت بتقوله ده مش هيحصل ، وكمان مش من حقك ، وماتنساش ان ولادك بنات ، يعنى كمان القانون مع فاطمة مش معاك 
محمد : وفاطمة بقى






 لو خدتهم هتصرف عليهم منين ياناصر واللا هتستنى اللى تمن عليها بيه بعد ماتكفى بيتك ده لو عرفت تكفيه
ناصر بابتسامة : اللى اعرفه ان المفروض انك تبقى ملزم ببناتك هنا واللا هناك 
محمد : بس انا مش هلزم نفسى باللى يبيعنى ياناصر
ناصر : عموما يامحمد ، فاطمة مش عاوزة منك حاجة ، والحمدلله مش محتاجة منك مليم احمر ، ولو فاكر انها هتجيلك راكعة عشان تصرف على عيالها فانسى لانه مش هيحصل ، فلو عاوز علاقتك بينا يبقى لسه فيها احترام متبادل عشان حتى نزرعهولك فى نفوس ولادك ، الورق اللى طالبه منك يوصلنى فى ظرف اسبوع 
ولو مش عاوز فاحنا لينا الف طريقة وطريقة نجيب بيها الحاجات دى ، بس احنا قلنا خلينا معاك للاخر ، عشان ماترجعش تقول اننا اتخطيناك يامحمد ، وعشان احنا لسه صاينين العشرة مش هخلى فاطمة ترفع القضية لغاية زى النهاردة ، لكن بعد كده ماترجعش تلوم على حد فينا يا محمد
فاطمة كالعادة كانت قاعدة جنب عبد الرحمن قصاد ناصر وهو بيكلم محمد وقلبها كان مقهور على سنين عمرها 
وبعد ما ناصر قفل اللاب قالت : وبعدين ….. كده مواعيد التقديم ممكن تفوت البنات 
عبد الرحمن : لا هتفوت ولا حاجة ، ماتقلقيش
فاطمة : ما اقلقش ازاى بس 
عبد الرحمن : انا صاحب المدرسة اللى قدمت فيها لقمر علاقتى بيه كويسة جدا ، هاخدك الصبح ونروحله ونقدمله شهادات ميلادهم وطلب الالتحاق ولو عاوز اوراق تانية نجيبله ، لمجرد حجز مكان على مانجيبله باقى الاوراق
فاطمة : وتفتكر هيوافق 
عبد الرحمن : ياستى سيبى الموضوع ده عليا ، وولادك ولادى ماتقلقيش
ناصر : انا الصبح بدرى هروح استخرجلهم شهادات ميلاد وادينى الجوازات بتاعتهم عشان اصورها على عشرة الصبح ان شاء الله هبقى عندكم
فاطمة باسف : هعطلكم واشغلكم معايا ، سامحونى
عبد الرحمن قام ومشى وسابهم وهو بيقول : سكت اختك عشان ما اشتمهاش ياناصر
فاطمة بضحك : وعلى ايه ياعمنا ، الطيب احسن
وفعلا تانى يوم عملوا زى ماعبد الرحمن قال ، وصاحب المدرسة وافق انه يصبر على ماباقى الاوراق توصل وحجز مكان للبنات فى المدرسة ، وفاطمة دفعت المصاريف عشان تضمن ان الوعد هيبقى بجد
عبد الرحمن وناصر كلموا عبدالله صاحب محمد اللى فى الكويت وحكوله على اللى حصل ، وطلبوا منه يضغط على محمد 






عشان يوثقلهم الاوراق ويبعتهالهم
والمفاجأة الحقيقية كانت ان محمد فعلا بعت اوراق البنات متوثقة وبتاريخ قبل تاريخ مكالمة ناصر ليه باسبوع كامل وكان مع اوراق البنات قسيمة طلاق فاطمة متوثقة بنفس التاريخ
فاطمة لاخر لحظة كانت معتقدة ان محمد ممكن ينزل مصر عشان يحاول يقنعها ترجعله هى والبنات ، ورغم انها كانت واخده قرار نهائى بالانفصال عنه ، الا انها حست بوجع جواها لما استلمت قسيمة طلاقها 
ناصر وعبد الرحمن وفتحية وعزة ماسابوهاش يومها ، وكانوا متعمدين يشغلوها عن اى تفكير ، لكن اول ماقفلت عليها بابها هى وبناتها لقت البنات بيبوصولها وعيونهم فيها دموع وراحوا على حضنها وقالولها : ماتزعليش يا ماما
فاطمة ضمتهم وقالتلهم 



: ومين قال انى زعلانة
بسمة : يا ماما احنا مابقيناش صغيرين ، وعارفين وفاهمين كل حاجة ، انتى اكيد زعلانة من بابا عشان اللى عمله
نسمة : ولازم تعرفى ان احنا كمان زعلانين منه مش انتى لوحدك
فاطمة بتنهيدة : بلاش تدخلوا نفسكم بينى وبين بابا ، لان مهما يحصل انا هفضل امكم وهو هيفض ابوكم
بسمة : ابونا اللى ماحاولش يكلم واحدة فينا من يوم ماحصل اللى حصل
فاطمة وهى بتحاول تواسيهم : ماتنسوش انه مايعرفش ارقام تليفوناتكم فى مصر
نسمة : وماتنسيش ان الواتس بتاعنا ما اتغيرش ، ولا الفيس بوك ، لو كان عاوز يكلمنا كان كلمنا من زمان
فاطمة : وممكن يكون مفكر اننا غيرنا كل حاجة
بسمة بتريقة : انتى نسيتى كلامك لينا زمان واللا ايه
فاطمة باستفهام : كلام ايه ده اللى نسيته
بسمة : لما كنتى دايما تقوليلنا بلاش تدافعوا عن الباطل بالباطل





فاطمة بصت لبنتها اوى وقالتلها : انتو كبرتوا كده امتى
نسمة وهى بتبوس مامتها : انتى ناسية اننا داخلين تالتة إعدادى واللا ايه
فاطمة : لا ياحبيبتى مانسيتش ، ربنا يحفظكم ويخليكم ليا بارب
بسمة : على فكرة ياماما ، احنا مبسوطين هنا اوى اكتر ماكنا هناك عند بابا ، صحيح هو وحشنا ، بس طالما احنا ماوحشناهوش يبقى خلاص مش هنفكر فيه تانى
فاطمة بتأنيب : بقى هو ده برضة اللى علمتهولكم يابسمة ، ياحبايبى مهما حصل برضة ابوكم وله عليكم حق البر والطاعة ، اوعوا تنسوا ابدا الكلام ده طول ما انتو عايشين ، وياللا بقى عشان تناموا 
فاطمة بعد ما اتطمنت على بناتها انهم ناموا ، دخلت اوضتها ، حطت نفسها 





فى السرير وهى بتفتكر سنين عمرها اللى قضتها مع محمد من وهى لسه ماكملتش عشرين سنة ، وازاى عاشوا السنين دى كلها سوا على الحلوة والمرة ، وازاى كان ليهم ذكريات كتير حلوة سوا 
كانت بتفتكر حياتهم سوا ودموعها على خدها ، لكن بعد فترة قامت راحت غسلت وشها واتوضت وصلت ، وشكرت ربنا على حالها وان ربنا عوضها ببناتها واخوها وكل اللى حواليها
قررت تنسى كل اللى فات وتعيش حياتها بما يرضى الله وتحاجى على بناتها وتربيهم زى ماكانت دايما بتتمنى 
قمر كمان اتعلقت جدا بفاطمة اللى كانت بتتعامل معاها اكنها بنتها وكانت بتراعيها زى بناتها بالظبط ، ولما الدراسة ابتدت هى اللى كانت بتقعد معاها وبتذاكرلها زى مابتذاكر لبناتها و ده خلى قمر تندهلها وتقوللها يا ماما





وكمان بسمة ونسمة كانوا بيحبوها جدا واعتبروها اختهم التالتة وكانوا فرحانين بيها لان كان نفسهم يبقى ليهم اخت صغيرة 
ومعظم الايام كانت قمر بتصمم انها تبات مع فاطمة والبنات فى شقتهم ، وكان عبد الرحمن بيسيبهم براحتهم يعملوا اللى هم عاوزينه 
وفضل الوضع على ماهو عليه لحد مامر عليهم سنة وهم عايشين بلمتهم حوالين بعضيهم لحد ماجه اليوم اللى ابتدت ملامح 





حياتهم تتغير فيه
فى اليوم ده ، كان عبد الرحمن طلع عشان يتغدى ، وكانت فاطمة وفتحية عازمين ناصر وعزة على الغدا ، فكانوا كلهم متجمعين سوا وقاعدين ياكلوا لما سمعوا جرس الباب ، ولما عبد الرحمن راح فتح اتفاجئ بان اللى على الباب شروق طليقته
شروق اول ماشافته ابتسمت بشوق وقالتله : ازيك ياعبد الرحمن .. وحشتنى
عبد الرحمن اتنحنح وشاورلها بايده تدخل وهو بيقوللها : اهلا يا ام قمر اتفضلى
شروق دخلت بوجل ولما لقتهم كلهم موجودين قالت : مساء الخير، الظاهر انى جيت فى وقت مش مناسب
فتحية وهى بتبصلها بشبه 





قلق : لا ابدا يابنتى ، بيتك ومطرحك ، تعالى اقعدى اتغدى معانا
شروق : والله اكلك وحشنى يا ماما ، بس معلش انا هستناكم على ما تكملوا اكلكم ، لانى سبقتكم من بدرى
عبد الرحمن شاور لشروق على الانترية وقاللها : اتفضلى استريحى ، انتى مش غريبة 
شروق بصت لقمر اللى كانت قاعدة تاكل وهى على رجل فاطمة وبتبص لشروق بفضول الاطفال وعاوزة تعرف مين دى لانها ماعرفتهاش بسبب بعدها عنها وهى فى سن صغيرة





 ، وكمان كانوا قاعدين عند فتحية ومافيش ولا صورة لشروق فى الشقة ، فشروق قالتلها : مش هتيجى تسلمى على ماما ياقمر
قمر بعفوية شاورت على فاطمة وقالت لها : ما هى ماما اهى 
شروق بلمت واتنفضت من مكانها وشاورت على فاطمة وهى بتقول بغضب لعبد الرحمن : انت اتجوزت ، جبت لبنتى مراة اب ياعبد الرحمن بالسهولة دى ، وكمان خليت بنتى تقوللها ياماما 
فاطمة اتنطرت من مكانها وهى لسه شايلة قمر وقالت : انتى فاهمة





 غلط يا ام قمر انا ………
عبد الرحمن بغضب : بس يافاطمة ، اقعدى كملى اكلك ، وبعدين التفت لشروق وقاللها : جاية ليه ياشروق ، اعتقد انك سيبتى بنتك وسافرتى من زمان وماسألتيش عنها ولا مرة ، جاية النهاردة عاوزة ايه بقى
شروق بحدة : انا ماسيبتهاش ومشيت بمزاجى ، واظن انت عارف ده كويس ، وكنت فاكرة انى جاية لجوزى ولبنتى ، لكن طالما الحكاية كده ، فانا عاوزة بنتى ياعبد الرحمن ، 





انا احق بيها والقانون فى صفى
عبد الرحمن بنرفزة : انهى قانون ده اللى بتتكلمى عنه ، انتى ناسية انك كنتى خطفاها ومسافرة من ورايا ، ناسية انى مرجعها منك من المطار ، ناسية ان كل الكلام ده مثبوت فى ورق ومحضر رسمى
شروق بعنجهية : بس انا خلاص رجعت ، وهاخد بنتى اربيها وتعيش معايا ، انت مش هتعرف تربيها بالمستوى اللى انا هربيها بيه
عبد الرحمن بسخرية : انهى مستوى بقى ده ان شاء الله ، وانهى تربية ، ايه … عاوزة تطلعيها زيك 





شروق بكبرياء : وانت تحلم ان بنتك تطلع زيى ، ده المفروض ان ده شئ يبقى من امنياتك
عبد الرحمن : امنياتى ، لا ياستى ، انا بدعى ربنا ليل ونهار انها ماتطلعش زيك ، مش عاوزها فاضية من جواها زيك ، مش عاوزها مهزوزة من جواها كلمة تجيبها وكلمة توديها زيك ، مش عاوزها تبقى انانية ولا غدارة زيك ياشروق
شروق بغضب : انا عمرى ماكنت انانية ولا غدارة ياعبد الرحمن 
عبد الرحمن بهدوء : ولما تحاولى تهربى ببنتى من غير ما اعرف ولا حتى اشوفها .. ده تسميه ايه
شروق بلجلجة : انا كنت بحاول احميها منك ، كنت عاوزة اهرب بيها من البيئة اللى عاوز تطلعها فيها ، كنت عاوزة اطلعها راقية فى مكان راقى ، ايه الغلط فى ده مش فاهمة






عبد الرحمن بجمود : طالما لسه مش فاهمة ، يبقى مالكيش مكان هنا
شروق بصدمة : انت بتطردنى من بيتك ياعبد الرحمن
عبد الرحمن : عمرى ماعملتها ولا هعملها ، بس لازم تفهمى انك هنا مش اكتر من ضيفة 
شروق بغضب : وانا مش عاوزة ابقى موجودة تحت اى مسمى ، انا مش عاوزة غير بنتى ، واوعدك انى مش هعتب البيت ده ابدا طول حياتى


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close