أخر الاخبار

رواية العوض الفصل الثالث3بقلم ميمي عوالي

 

رواية العوض
بقلم ميمي عوالى 
الفصل الثالث


بعد ماشروق قالت اللى قالته ، فتحية قامت من مكانها بغضب وهى بتزيح عبد الرحمن بضهر ايدها ووقفت قدام شروق وقالتلها : اسمعى بابنتى ، هقوللك كلمتين تحطيهم حلقة فى ودنك ، قمر بنتك ومن حقك تشوفيها وقت ما تحبى ، لكن بادبك ، وباحترامك لابو بنتك واهله وعيشته وبيئته اللى مش عجباكى دى ، بيئته اللى جيتى عيشتى فيها وسطينا واختارتيه وبدتيه عن اللى من بيئتك و جوك 
اما عيشتى وسطينا عاملناكى على انك واحدة مننا ، واكرمناكى ، شفتى ايه مننا خلاكى تتمردى على العيشة بتاعتنا انا عاوزة افهم 
عمره هانك بكلمة ، مد ايده عليكى ، طلبتى منه حاجة يقدر يعملهالك وقاللك لا ، قصر معاكى فى اى حاجة ، واللا انتى اللى اول ما اتصالحتى مع امك حالك اتشقلب وكرهتيه وكرهتى عيشته وكل ما ليه 
شروق ماقدرتش ترد بولا كلمة ، ولما فضلت ساكتة فتحية كملت كلامها وقالتلها : لاخر لحظة كان شاريكى وبيحاول يرضيكى ويسايسك ، لكن لما لقاكى بتتكلمى بلسان امك وعقلها مش بلسانك وعقلك سابك تبعدى براحتك ، لكن بنتنا … بنتنا لا
شروق : البنت مسيرها تكبر وتختلط باللى حواليها اكتر وتتطبع بطبعهم وسلوكياتهم والفاظهم ، لكن لما تبقى معايا
هنا عزة اتدخلت وقالت : لما تبقى معاكى هيحصل ايه ياشروق ، احنا هنضحك





 على بعض ، ده انتى كنتى بتقوليلى كلام انا نفسى لغاية النهاردة اتكسف اقوله حتى لجوزى
 شروق بصت بامتعاض لعزة وقالت : ده كلام بيبقى بينا وبين بعض ، كلام ستات يعنى ، مش فى العلن
عزة بتريقة : طب قولى بقى لروحك ، انا طول عمرى متربية هنا وعمرى مافكرت انطق كلمة من الكلام اللى كنت بسمعه منك لا فى السر ولا فى العلن ، انما انتى ياتربية الذوات كنتى بتتكلمى عادى جدا واكنك بتحكى نكتة واللا حدوتة ، يبقى بيئة ايه بقى دى اللى بتتحججى بيها 
شروق كانت عمالة تتجول بعينها بغيظ بين فاطمة وبين قمر وهى مستخبية فى حضنها لانها كانت خايفة من الزعيق اللى حواليها ويمكن تكون دى اول مرة تشوف ابوها وجدتها بالغضب ده
بسمة ونسمة كانوا قاعدين على طرف الترابيزة بيتفرجوا وبيسمعوا ، لكن لما لاحظوا ان شروق مركزة عينها على امهم ، قاموا راحوا وقفوا جنب فاطمة وهم بيحاوطوها باديهم ، وفى اللحظة دى كانت شروق اول مرة تنتبه لهم ، ولاحظت الشبه الكبير اللى بينهم وبين فاطمة 





ففهمت انهم ولادها فبصت لعبد الرحمن بسخرية وقالتله : وكمان متجوزها بعيالها ، لا والله شهم ، وياترى بقى بتعدل مابينهم واللا بتميزهم عن بنتك عشان خاطر عيون امهم
فاطمة بصوت واضح عليه الغضب وهى بتحاول تكبته جواها : انا قلتلك انك فاهمة غلط
عبد الرحمن بغضب شديد بص لفاطمة وقاللها : قلتلك اسكتى وخدى بناتك وروحى على شقتك وبسرعة 
فاطمة عيونها دمعوا وقالت بطاعة : حاضر ياعبد الرحمن 
وجت تنزل قمر من على دراعها .. عبد الرحمن قالها بحزم : بناتك التلاتة يافاطمة 
فاطمة بصتله لقته بيشاورلها بعينه انها تاخد قمر كمان معاها  وكمان حسن ويمنى ولاد عزة وناصر، وفعلا اخدت الولاد كلهم وراحوا على شقتها اللى كانت فى الاساس شقة شروق ، و ده جنن شروق بزيادة وقالت بنرفزة : اديتها شقتى ياعبد الرحمن .. نيمتها على سريرى واديتها حاجتى ، سيبتلها بنتى تربيها ، ياترى اديتها ايه تانى 
شروق كملت بغل : بس انا عارفة ومتأكدة انك مهما تديها ، الا انك عمرك ماهتقدر تسلمها قلبك ، عارف ليه ، لان قلبك ملكى ياعبد الرحمن ، وهيفضل ملكى طول عمرك حتى لو اتجوزت الف مرة 
عبد الرحمن بصلها بابتسامة سخرية وقاللها : للاسف ياشروق ، مش هقدر المرة دى احافظلك على غرورك وكبريائك زى ماكنت دايما بعمل ، مش هنكر انى حبيتك ، لكن حبى ليكى مات يوم ماغدرتى بيا ، ويوم ماطلقتك انتى انتهئتى من حياتى ، حاليا .. مالكيش عندى غير بنتك 
شروق بصريخ : وانا عاوزاها وهاخدها ياعبد ألرحمن







عبد الرحمن : القانون بيننا يادكتورة ، ولحد بقى القانون مايقول كلمته ، وقت ماتحبى تشوفى بنتك بادبك اهلا وسهلا ، غير كده .. ماتحاوليش ابدا تخطى عتبة البيت ده مرة تانية
ولعلمك ، انا لو من بيئتك اللى انتى معجبة بيها اوى دى يمكن كنت منعتك عنها نهائى ، واكيد انتى عارفة ده كويس 
لتتذكر شروق كم القضايا والمشاكل التى ظلت بين والديها بالمحاكم بعد انفصالهما والتى تكبدت شروق المعاناة النفسية الشديدة نتيجة ذلك  
لتتجه شروق ناحية باب الشقة فى حالة من النرفزة الشديدة ، بس قبل ماتخرج من الباب رجعت بصت لعبد الرحمن وقالتله : انا ماشية ، بس اوعى تفكر انك كده غلبتنى ، انا بس هرتب اوراقى وارجعلك من تانى ، واوعدك انى لما هرجعلك ، انى هرجع بنتى لحضنى وهرجعك انت كمان
وخرجت وسابتهم كل واحد فيهم بيبص للتانى وفجأة سمعوا صوت ضحك ناصر العالى جدا وهو عمال يضرب كف بكف 
عزة وعبد الرحمن وفتحية كانوا عمالين يبصوله وهو بيضحك ومش فاهمين بيضحك على ايه وفضلوا كده لغاية مابطل ضحك وكان بيحاول ياخد نفسه فعزة قالتله باستغراب : ممكن اعرف ايه اللى بيضحكك اوى كده
ناصر وهو بيحاول ياخد نفسه : اصل شروق كل اللى عملته ده عشان فكرت عبده اتجوز عليها 





فتحية بدهشة : وهى كانت على ذمته عشان يتجوز عليها
عزة : وهو كان اتجوز اصلا
ناصر وهو بيضحك من تانى : ماهو ده اللى ضحكنى ، انها فى لحظة الفت حكاية ومثلتها واخرجتها وصدقتها فى ثوانى
 ناصر قام من مكانه اللى ما اتحركش منه طول وجود شروق وراح وقف جنب عبد الرحمن وقاله وهو بيقلد شروق : اوعدك انى لما هرجعلك ، انى هرجع بنتى لحضنى وهرجعك انت كمان
اول ما ناصر سكت كلهم قعدوا يضحكوا جامد عليه لحد مافجأة عبد الرحمن قال من بين صحكه : طب روح انده لاختك والعيال عشان يكملوا اكل 
فتحية : الله يسامحها قومتنا كلنا من على اللقمة
عزة : معلش ياماما ، الاكل مالحقش يبرد 
كان ناصر راح ينده لفاطمة اللى جت وهى باين على وشها تعبير مخلوط من الضيق على الخجل واللى لاحظه الكل عليها
عبد الرحمن بصلها بضحك وقاللها : جت فيكى يابطوط ، معلش حقك عليا 
فاطمة بغيظ : نفسى اعرف انت كنت بتسكتنى ليه ، ماهى لو كانت فهمت الحقيقة من الاول ماكانش حصل اللى حصل
عبد الرحمن بخبث : ازاى بقى
فاطمة : عشان هى ما اتجننتش كده غير لما فكرتك اتجوزت عليها






فجأة كل اللى موجودين ضحكوا جامد جدا وفاطمة عمالة بتتفرج عليهم بغيظ لانها مش فاهمة حاجة من سبب ضحكهم
ولما بطلوا ضحك فاطمة بصت لعبد الرحمن بغيظ وقالتله : برضة لازم تقوللى ليه ماسيبتنيش افهمها
عبد الرحمن بصلها شوية وبعدين قاللها : الاكل زمانه تلج يابطة ، عاوزين ناكل ، والعيال كمان زمانهم هيموتوا من الجوع ، وهفهمك واحنا بنشرب الشاى
فاطمة بقلة حيلة : ماشى ، اما اشوف اخرتها
 اتلموا من تانى حوالين الاكل وكملوا اكلهم اللى معظمهم ماحسش بطعمه من الحيرة او الحزن ، لكن بعد شوية ابتدوا ينفضوا من حوالين الاكل واحد بعد التانى وهو بيحمد ربنا وبيعلن انه خلاص شبع
بعد ما الاكل اتلم والستات كل واحدة خلصت حاجة ، اتلموا من تانى حوالين صينية الشاى فى البلكونة ، واللى كانت فتحية مالياها بالياسمين والنعناع 
وبعد ما قعدوا فاطمة بصت لعبد الرحمن وقالتله بغيظ : انا مش ناسية على فكرة
عبد الرحمن : مش ناسية ايه بالظبط ومالك عاملة زى اللى هتضربينى كده
فاطمة : مش ناسية انك سكتتنى ، ومش ناسية كمان انك زعقتلى جامد قدامها
عبد الرحمن بضحكة خفيفة : مايبقاش قلبك اسود بقى 
فاطمة : كسبت انا كدة 






ناصر بتملق لفاطمة : لازم يعتزرلك يافاطمة ، ده زعقلك جامد جامد يعنى
عبد الرحمن : يا اخى اتلهى ، وانت يافالح ماسمعنالكش حس ساعتها يعنى
ناصر بضحك : لا .. انا افهم فى الاصول كويس ، واحد بيزعق لمراته ، ماينفعش اتدخل بينهم حتى لو كانت اختى
كلهم ضحكوا جامد وكل مايبصوا على وش فاطمة وهى مش فاهمة سبب ضحكهم لحد دلوقتى يضحكوا زيادة ، لحد مافاطمة قالتهم بغيظ وهى قايمة من مكانها : انا رايحة شقتى
عبد الرحمن مد ايده بسرعة شدها وقال : استنى بس هفهمك ، ماتبقيش حمقية كده
فاطمة : ياعم ولا تفهمنى ولا افهمك ، انتو هتقعدوا تتمقلتوا عليا وانا مش فاهمة حاجة
ناصر : مين دى اللى مش فاهمة ، انتى ، طب ده انتى جبتى التايهة فى ساعتها
فاطمة بصت لاخوها وقالتله : وهى ايه بقى التايهة دى
ناصر : مش انتى قلتى لعبده .. انها ما اتجننتش كده غير لما فكرت ان عبده اتجوز عليها
فاطمة : ااه قلت
ناصر بضحك : وفكرتك انتى العروسة
فاطمة بزهق : خلص عشان خلقى ضاق
ناضر بضحك وهو بيبص لعبد الرحمن : الظاهر ان عبده عجبه انها اتغاظت كده وعشان كده سكتك … فهمتى
فاطمة بصت لعبد الرحمن بفضول وقالت له : يعنى ايه الكلام ده ، يعنى هى مشيت وهى لسه فاهمة انك اتجوزت عليها
ناصر بضحك : لا طبعا ، هى مشيت وهى فاهمة انه متجوزك انتى وعيالك عليها 
فاطمة بعتاب : ليه ياعبد الرحمن ، دى كان شكلها جايالك وعشمانة ان حبال الود بينكم ترجع تانى
عبد الرحمن : وانتى برضة تعرفى عنى كده يافاطمة 
فاطمة : اعرف ايه مش فاهمة






عبد الرحمن : تعرفى عنى انى ممكن اشترى اللى يبيعنى
فاطمة : انا يمكن اكون وسطيكم بقالى اكتر من سنة اهوه ، يمكن ماكونش عرفت حكايتكم بالتفصيل ، لكن اللى عرفته انكم كنتوا بتحبوا بعض اوى ، ازاى الحب مات بينكم كده للدرجة دى
عبد الرحمن : زى ما مات بينك وبين محمد يافاطمة
فاطمة اتفاجئت من رد عبد الرحمن وحست ان رده وجعها ، سكتت وبصت فى الارض وعبد الرحمن ندم انه قاللها كده وحس انه ضايقها فبص لامه لقاها بصاله بعتاب 
عزة حبت تغير الموضوع فقالت : بقوللك ايه يابطة 
فاطمة رفعت راسها وقالتلها بخفوت : قولى ياعزة 
عزة : فى واحدة اعرفها ظروفها على ادها شويتين ومحتاجة شغل ، مانتيش محتاجة حد معاكى يساعدك فى المعمل
فاطمة : من عينى ياحبيبتى ، ابعتيهالى وان شاء الله اللى فيه الخير يقدمه ربنا
عبد الرحمن اتنحنح وقال : هو انتى ماعندكيش تحت رز بلبن يابطة
فاطمة بصتله بانتباه وقالتله عاوز
عبد الرحمن : ياريت ، نفسى هفانى على حاجة حلوة من ايدك
فاطمة فهمت انه بيحاول يطيب خاطرها فقالت له : حاضر ياعبده هنزل اجيبلك
ناصر وقف وقاللها : خليكى ياحبيبتى انا هنزل انا اجيب ، تعالى معايا ياعزة






خرج ناصر وعزة وبعدها قامت فتحية وهى بتسحب صينية الشاى وقالت : انا هروح اصلى العصر احسن هيفوتنى
فاطمة قامت مسكت الصينية من ايد مراة عمها وقالت : طب روحى انتى يامراة عمى صلى وانا هودى الصينية 
عبد الرحمن : لا يا فاطمة اقعدى انتى ، عاوزك فى كلمتين
فاطمة بصت لعبد الرحمن باستغراب ، بس رجعت قعدت قدامه وهى بتقول له : خير ياعبد الرحمن ، فى ايه
عبد الرحمن : عاوز اطلب منك طلب
فاطمة بصدق : اؤمرنى .. انا رقبتى ليك
عبد الرحمن : تسلم رقبتك يابطة .. انا عارف ، بس الحقيقة اللى انا طالبه منك مش عاوزه يضايقك
فاطمة : فى ايه ياعبد الرحمن ماتتكلم على طول
عبد الرحمن : شروق
فاطمة : مالها
عبد الرحمن : شروق قصتها هتطول ، وهنلاقيها كل شوية والتانية هتنط هنا ، وكل مرة بحجة ، مرة عشان تشوف قمر ومرة عشان تاخدها ومرة عشان مش عارف ايه ، ومش هنخلص
فاطمة : حقها ياعبده ، دى ضناها مهما ان كان ومن حقها تشوفها وتاخدها فى حضنها ، وماتزعلش منى ، من حقها كمان تاخدها تعيش معاها ، ده حتى القانون معاها 
عبد الرحمن بغضب : ده بعيد عن احلامها
فاطمة بتنهيدة : والعمل






عبد الرحمن : انا كل اللى عاوزه منك ، انها لما تيجى فى اى وقت ماتفهميهاش الحقيقة ، انا عاوزها تفضل على عماها وتصدق انى فعلا اتجوزت
فاطمة باستغراب : وهتكسب ايه بس من كده فهمنى 
عبد الرحمن : انها تشيلنى من دماغها ، وتفقد الامل فيا ، فهمتى
فاطمة : طب ماهى ممكن تحارب عشانك اكتر واكتر وماتتنازلش عنك طالما بتحبك
عبد الرحمن بصلها وقاللها : ماتخلينيش ارد عليكى رد يضايقك منى تانى
فاطمة باستغراب : رد ايه ده اللى هيضايقنى 
عبد الرحمن : هقول لك وانتى ماعملتيش ليه كده مع محمد ، مااتمسكتيش بحقك فيه ليه ، ما انتى برضة بتحبيه
فاطمة بصت لعبد الرحمن بحزن وقالت له : لو كنت شفت فى عيون محمد اخر مرة شفته فيها نظرة ندم واحدة على اللى عمله ، صدقنى ياعبد الرحمن ..عمرى ماكنت هتخلى عنه ، لكن محمد اللى انا حبيته للاسف مابقاش موجود






عبد الرحمن بتنهيدة : يبقى ماتطلبيش منى اللى انتى ماتقدريش تعمليه يافاطمة ، لان انا وانتى نفس الجرح ، يمكن اختلف السخص والاسلوب ، لكن الجرح واحد 
فاطمة بتنهيدة : يمكن عندك حق
عبد الرحمن : وعاوز منك حاجة كمان
فاطمة بضحك : لا .. كده طلباتك كترت 
عبد الرحمن بابتسامة : معلش ، استحملينى ، عاوزك الفترة اللى جاية دى تخلى قمر معاكى باستمرار ، ماتخليهاش تغيب عن عينيكى ، ووقت ماهتبقى فى المعمل .. انا هخليها معايا
فاطمة بتوجس : انا طبعا موافقة وعادى مش مشكلة ، بس اشمعنى يعنى
عبد الرحمن : خايف لا الشيطان يوزها وتفكر تاخدها وتهرب بيها زى ماعملت قبل كده
فاطمة بشهقة : ياخبر ، لا ياشيخ .. ماتوصلش لكده ابدا 
عبد الرحمن بسخرية : لا وصلت ، ومن زمان 
وبعدين قام من مكانه وقال : هو ناصر راح يجيب الرز بلبن واللا راح ياكله
فاطمة : ااه صحيح ، هم راحوا فين.





لما خرجوا فى الصالة لقوا ناصر وعزة وفتحية والولاد كلهم متجمعين حوالين السفرة وحاطين تورتة وجاتوة وحلويات كتير ، واول ماشافوا عبد الرحمن وفاطمة جايين عليهم قعدوا يغنوا اغانى عيد الميلاد لانه كان عيد ميلاد فاطمة وكانوا متفقين كلهم وعاملينلها مفاجأة 
فاطمة فرحت جدا انهم افتكروا وشكرتهم كلهم وطفوا الشمع وقطعوا التورتة واحتفلوا واكلوا وبعد ماقعدوا من تانى لقت فتحية جايبالها عباية خروج بالطرحة بتاعتها عجبتها جدا ، وعزة جابتلها شنطة وجزمة ، وناصر جابلها موبايل جديد ، فاطمة كانت مبسوطة جدا وشكرتهم جدا ، لحد مالقت عبد الرحمن بيقدملها شنطة لابتوب وبيقوللها بضحك : الهدية دى بتاعتك السنة دى وتلات اربع سنين جاييين
فاطمة شهقت جامد وقالت : ياخبر ابيض ياعبده ، ليه كلفت نفسك للدرجة دى ، ده غالى اوى
عبد الرحمن بصدق : الغالى للغالى يابطة ، دى اقل حاجة اقدمهالك ، وبعدين انا لقيت انك اكيد هتحتاجيه عشان البنات والمدرسة ، وبعدين ده انتى قدم السعد عليا ، من ساعة ما اشتغلنا سوا وربنا فتحها عليا وادينى اهوه فى ظرف سنة واحدة فتحت المحل التالت 






فاطمة : ربنا يزيدك من نعيمه ويفتحها عليك كمان وكمان يارب
كملوا سهرتهم مابين الضحك والذكريات وشقاوة الولاد ولعبهم لحد ما اليوم انتهى وابتدى يوم جديد
فاطمة بقت على طول ملازمة لقمر طول ماهى فى البيت ، ولما بتنزل المعمل كانت ساعات توديها لعبد الرحمن فى المحل او تاخدها معاها ، وبالليل كانت قمر بتنام فى حضن فاطمة لانها كانت اتعلقت بيها جدا ، لحد ما مر اسبوع ، وكانت فاطمة قاعدة بتذاكر لقمر ، وحواليها بناتها فى شقتها اللى هى اصلا كانت شقة عبد الرحمن وشروق ، جرس الباب رن ، ففاطمة قامت تفتح وهى معتقدة ان مراة عمها هى اللى على الباب ،






 حطت طرحة على شعرها وفتحت لقت شروق قدامها 
فاطمة اتفاجئت بيها فقالت لها بلجلجة : اهلا وسهلا يا ام قمر 
شروق مدت ايدها فتحت الباب ودخلت وهى بتقول : عبد الرحمن فين
فاطمة : عبد الرحمن مش هنا
شروق بكيد : اكيد طفشان منك ، ومن عيالك 
شروق قعدت تلف بعينها فى الشقة وهى بتتفرج عليها وابتسمت بفرحة لما لقت كل حاجة زى ماهى مافيش اى حاجة اتغيرت
فاطمة سكتت ومابقيتش عارفة تقول لها ايه ، وشروق راحت وقفت جنب فمر وقعدت تلعبلها فى شعرها ووطت عليها باستها وقالتلها : حبيبتى انا ماما ، انا امك الحقيقية مش الست دى ابدا 
قمر بصت لفاطمة وهى باين عليها علامات الخوف وعدم الفهم ، ففاطمة راحت ناحيتها واخدتها فى حضنها وهى بتقول لشروق : انتى كده بتخوفيها منك ، دى طفلة صغيرة ، ولازم تفهميها بشويش
شروق بصوت عالى : وانتى بقى اللى هتعلمينى اتكلم ازاى مع بنتى 






فاطمة وهى بتحاول تفضل هادية : يا ام قمر اهدى لو سمحتى عشان الولاد مايخافوش من الصوت العالى ده
شروق بتريقة : و دول بقى ولاد مين ، وفين ابوهم ده اللى سايبهم لراجل تانى يربيهم ويراعيهم ، اسمحيلى يعنى  ده يبقى راجل ماعندوش دم
فجأة سمعوا صوت عبد الرحمن بزعيق وهو بيقول : انتى ايه اللى جابك هنا 
شروق التفتت لعبد الرحمن وقالتله : جاية اشوف بنتى وابو بنتى عشان وحشونى
عبد الرحمن قرب منها وقاللها بغيظ : احنا مش هنخلص بقى من القصة دى
شروق وهى بتقعد على الكرسى : اسمع ياعبد الرحمن ، انا المرة اللى فاتت اتكلمت بغبا وفهمت حاجات غلط وانت اتعمدت تسيبنى على عمايا ، لكن المرة دى انا جاية وانا عارفة وفاهمة كل حاجة كويس جدا 
عبد الرحمن : وايه بفى اللى انتى عارفاه وفاهماه ده عشان نعرف ونفهم معاكى
شروق : عرفت ان الست فاطمة .. تبقى اخت ناصر جوز عزة ، يعنى بنت عمك اللى جت متطلقة من جوزها ، وانت قعدتها فى شقتى مع بناتها اللى ابوهم رماهم وعملتلها معمل فى الشقة اللى تحت 
عبد الرحمن بتريقة : لا والله برافو عليكى ، وعاوزة ايه بقى 
شروق وهى بتحط رجل على رجل : عاوزة شقتى ياعبد الرحمن عشان هقعد فيها مع بنتى لانى حاضنة ، يا اما تشوفلى شقة تانية اقعد فيها ، وتبقى قريبة منك ، لانى ما اقدرش ابعد عنك لا انا ولا بنتك يابودى
عبد الرحمن ضحك جامد جدا لحد ماعيونه دمعت من كتر الضحك وبعدين قاللها : وافهم من كده بقى يادكتورة انك هتتنازلى وتقعدى فى المكان اللى بيئته مش عجباكى وممكن تاثر على سلوك بنتك اما تكبر
شروق : ماهو ياحبيبى لجل الورد ينسقى العليق
عبد الرحمن : وهتسيبى مامتك لوحدها فى فرنسا
شروق بحزن : ماما ماتت ياعبد الرحمن
عبد الرحمن : البقاء لله






شروق : انا مابقاليش غيرك انت وبنتى ياعبد الرحمن ، صدقنى انا عاوزة ارجع اعيش معاكم من تانى ، كنت عاوزة اقوللك كده اما جيتلك المرة اللى فاتت ، بس انت اتعمدت تخلينى افهم حاجات علط ، لكن لما فهمت الحقيقة صممت انى لازم افهمك الحكاية 
رجعنى ياعبد الرحمن ، انا عاوزة ارجعلك واعيش معاك من تانى ، انت وحشتنى اوى
فاطمة بقت واقفة محرجة ومش عارفة تتصرف ازاى ، وتتنها معاهم واللا تمشى ، فقررت تدخل المطبخ تجيب حاجة تقدمها لشروق ، فدخلت جابتلها عصير وخرجت تقدمهولها ، ولما عزمت عليها بيه .. شروق بصتلها بعنجهية وقالت : انا مش هتضايف فى بيتى 
عبد الرحمن قام وقف وقال بحدة : رسالتك وصلت ياشروق ، بس للاسف طلبك مرفوض ، النوع اللى انتى طالباه مابقاش موجود
شروق بغضب : انت بترفضنى انا ياعبد الرحمن ، انت نسيت انا مين
عبد الرحمن : ماهو للاسف ، مانسيتش انتى مين ياشروق ، وعشان كده بقولهالك تانى ، ان اللى انتى عاوزاه مابقاش منه خلاص






شروق بغضب : تمام ، وانا بقى مش هتنازل عن بنتى ياعبد الرحمن ، ولا هتنازل عن شقتى اللى سايبها لبنت عمك وبصت لفاطمة من فوق لتحت وهى رافعة حاجب واحد وكملت كلامها وقالت .. والله اعلم ايه المقابل
فاطمة مرة واحدة سابت الصينية من ايدها وقعت هى والعصير على الارض وضربت شروق بالقلم على وشها وهى بتقول لها : المقابل اللى انتى بتتكلمى عنه ده انتى اللى تعرفيه مش انا 
شروق اتصدمت من القلم اللى فاطمة ضربتهولها وأتلجمت فى مكانها ثوانى لكن اول ما ابتدت تفوق من الصدمة بصتلها وقالت : القلم ده هتدفعى تمنه غالى اوى ومش لوحدك
خلصت كلامها وبصت بعتاب لعبد الرحمن اللى كان واقف متصنم فى مكانه وسابتهم ومشيت 
اول ماخرجت البنات جريوا على حضن فاطمة وقمر دست نفسها بين رجل فاطمة وقالت بعياط : انا عاوزاكى انتى مامتى مش هى 






فاطمة كان جسمها كله بيتنفض فطبطبت على البنات وقالتلهم : روحوا على اوضتكم ماتخافوش ، ووطت على قمر خدتها فى حضنها وراحت قعدت بيها وهى بتطبطب عليها وبصت لعبد الرحمن وقالتله بخفوت : قالتلها 
عبد الرحمن باستغراب : قالتلها ايه
فاطمة بتنهيدة : ان هى اللى مامتها مش انا
عبد الرحمن زوى مابين حواجبه بامتعاض وراح قرب من فاطمة ووطى على بنته اخدها فى حضنه وهى لسه بتعيط وخدها وخرج من الشقة من غير كلام






فاطمة قامت وراه واتطمنت انه اخدها عند مراة عمها وقفلت الباب ، ورجعت تنضف مطرح العصير والازاز اللى اتكسر ، وراحت بعد كده على اوضتها اتوضت وصلت 
لما راحت على سريرها عشان تنام عقلها مابطلش تفكير فى كلام شروق ، وما قدرتش تنام غير لما اخدت قرار وصممت انها هتبلغه للكل اول النهار مايطلع




عبد الرحمن اخد بنته فى حضنه ورجع بيها على شقة مامته ، و دخل على اوضته ، ونام فى سريره وهى لسه فى حضنه وهو بيطبطب عليها وبيحاول يهديها لحد مانامت وهى على وضعها 
كان طول الوقت بيفكر فى اللى حصل ، وكان متغاظ جدا من شروق ومن كلامها ، لكن عرف واتاكد ان شروق هتعمللهم كل شوية قلق ومشكلة جديدة وقعد يفكر فى طريقة تخليها تبعد عنهم

                    الفصل الخامس من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close