رواية اليتيمة الفصل السابع 7بقلم حنين الماضي


رواية اليتيمه

الفصل السابع 

بقلم حنين الماضي 


بعد أن عرفت مني بجواز حسام من ساره ...قررت مساعدة ساره ف الهروب من حسام انتقاما منه ...وبالفعل ساعدة مني ساره علي الهروب ...وكان الجميع مشغولون بزفاف شهيره ورامي ....

كانت ساره تشعر بالخوف الشديد ...ولكن أخبرتها مني أنه يجب عليها الهرب بعيدا وإنقاذ نفسها وحياتها من هذا الجحيم الذي  يدعى حسام .....بالفعل خرجت ساره من الڤيلا تهرول سريعا كأنها عصفور كان محتجزا في قفص وفجأة انفتح باب الحريه أمامه علي مصرعيه ....فٱما أن ينقذ حياته بالهروب من ذاك القفص أو أن يبقي به طيلة العمر .....


أعطت مني ل ساره تليفون صغير ...بعدما طلبت ساره هذا منها لتتحدث الي عمها وتخبره      حتي لا يتفاجئ ....كما أعطتها بعض من المال ....لكي تستطيع ساره الهرب بعيدا .....


ظلت ساره تجري بسرعه كبيره لا تعلم من اين أتتها القوه....فهي كانت تشعر بالتعب الشديد ولا تتناول الطعام ...ولكن فكره الهروب من جحيم حسام ...مداتها بالقوه ....


كانت تجري سريعا بالطريق الخلفي من الڤيلا ...رغم أن الطريق ليست به اضاءه كافيه ...وشكله مخيف ...إلا أن هذا كله كان لا يهمها ولا يخيفها ....كل ما كانت تفكر به هو الوصول للطريق العمومي وطلب المساعده من اي سياره لتأخذها بعيدا من هذا المكان نهائيا ......

ولكن كان عليها أن تتصل اولا بعمها ...


بيومي : الو 

ساره : عمي ....عمي ...انا ...


بيومي : الو الو مين ....مش سامع ....خليك معايا ثانيه واحده ....


ذهب بيومي بعيدا حتي يستطيع أن يسمع من يتحدث معه ....

- مين ؟


ساره : انا ساره يا عمي 


بيومي بصدمه

- ساره ..انتي بتتكلمي منين ...ومالك بتنهجي ليه كدا ....انتي فوق ..تعبانه ....اجيلك ....


ساره : لا ..لا اسمعني.....انا هربت من الڤيلا ...

بيومي : ايه !! ازاي ...انتي فين دلوقتي ....


ساره : انا ف الطريق ...بدور علي اي حد يساعدني ويوصلني ف اي مكان بعيد عن هنا .... انا خايفه ....وخايفه عليك انت من حسام ...مش عارفه اعمل ايه ...ارجع ولا اهرب ....قولي انت ي عمي ...


بيومي : اهربي....اهربي يا ساره ...روحي لأبعد مكان ممكن تروحيه ....اهربي يا بنتي ..    .ولو لينا عمر ...هنتقابل ...المهم انك تهربي من حسام ...وانا معايا ربنا متخافيش عليا ....بس مين اللي  ساعدك علي الهرب .....


ساره : حاضر ...يا عمي ..    .بس لو سمحت خلي بالك من نفسك .. مني هانم مرات حسام هي اللي ......


بيومي : ايه ...بتقولي ايه ...مين 

ساره : الو ...الو ....


لقد فصل الشحن من الفون ....


والأن وقفت  ساره في لحظة فارقه في حياتها ...في منتصف الطريق .....هل تكمل وتنجد حالها من حسام ....ولكن الي اين ستذهب ...هل تسمع كلام مني وعمها بيومي ...ولكن ماذا إن لم تجد الرحمه في قلوب الناس ...كيف ستعيش ....والي اين ستذهب ...وهل ستستطيع الهروب بعيدا عن حسام ...ام سيجدها مهما ابتعدت ....في هذه اللحظه لم تعرف ساره ماذا تفعل فكثير من الأفكار تدور في رأسها الان ....ولكن عليها أن تقرر سريعا ....الوقت ليس لصالحها ابدا إذا علم حسام أنها غير موجوده في الڤيلا ستنقلب الدنيا رأسا علي عقب .......


حسام : بيومي ...

بيومي : ها ...

حسام : ها ايه واقف عندك بتعمل ايه ...

بيومي : انا ..لا ابدا ...مفيش ...بس 


حسام : بس ايه ...انت لسه هترغي ... ادخل شوف الناس .... لو حد عايز حاجه ...


بيومي : حاضر ...حاضر يا باشا ...


كانت مني واقفه يبدو عليها التوتر ...كيف إذا فشلت ساره ف الهروب وعثر عليها حسام أو رجعت هي وقالت لحسام أن مني هي من ساعدتها ....ولكن كل هذا لا يهمها ...ما كان يهمها أن تنتقم من حسام وفقط ....


خالد : مني ..

مني : نعم ..


خالد : نعم ايه....انتي اللي عايزاني ....بعتالي الحارس ليه ...في حاجه. ..


مني : لا ابدا ..بس كنت عايزاك توصلني الصبح عند بابا ....لأن بابا هيمشي دلوقت ...وانا مكنتش عايزه اقوله علي حاجه عشان ميفضلش طول الليل بيفكر وقلقان ..انت عارف انه تعبان ....


خالد : مش فاهم ...يعني اوصلك لعنده الصبح يعني ...


مني : يعني أنا هطلق من حسام ..    .وكنت عايزك توصلني الصبح ...وهستني لحد الصبح عشان يكون الفرح انتهي واقدر اقوله اني عايزه أطلق ...


خالد : اه تمام ...فهمت ...بس لو تعيدي تفكير يكون احسن ...


مني : خالد ...انا خلاص اخدت القرار ....

خالد : تمام ...يعدي الفرح بس وبعدين نتكلم ....


***********************************************


في مستشفي زين .....


زين :  ازاي الكلام دا !!


فريد ( احد الدكاتره في مستشفي زين ) 

-  زي ما بقول لحضرتك كدا ...دكتور عمر ...متورط في شغل غير مشروع ...والشغل دا بيعمله هنا ف المستشفي ...وانا جيت اقول لحضرتك عشان انا بشتغل ف المستشفي دي من ايام ابوك الله يرحمه وعارف انك مش زي دكتور عمر خالص ...وبتراعي ضميرك ف الشغل ...ومش بيهمك الفلوس ابدا .....


نظر زين الي يوسف صديقه ثم أعاد نظره الي فريد

 ....ممكن تفهمني شغل اي دا ...اللي غير مشروع وبيحصل هنا ف المستشفي ....


فريد : انا هقول لحضرتك بس     علي مسئوليتك ....وانا ف حمايتك ...توعدني الاول 


زين : طبعا اوعدك ...اتكلم من غير خوف ...


فريد : يعني من فتره لاحظت أن في جثث لبعض المرضي دكتور عمر بيرفض يسلمهم للأهل ...وبعد كدا بيسرق منهم أعضاء ....المشكله مش هنا ...المشكله ان المرضي دول ممكن يتم إنقاذهم ولكن بسبب الفلوس وان اهاليهم غير قادرين علي شراء أعضاء بديله أو إيجاد متبرعين .....ف دكتور عمر بيشتغل الموقف وبيقولهم أنهم ماتو ....وهما بيكون عندهم فرص للحياه ...وفعلا بيبقي المساعده موجوده ولكن دكتور عمر بيرفض مساعدتهم بسبب الفلوس ...وبيعمل العكس ...بيسرق منهم أعضاء تانيه بحجة أنهم خلاص علي وشك الوفاه ....وبيبع الأعضاء دي لناس تانيه قادره ومعاهم فلوس ......


قام زين من مكانه بغضب وهو يضرب بيده علي المكتب 

....ازاي الكلام ...ومن امتي ....


فريد : انا عرفت الكلام دا من حوالي ثلاث شهور ....الله اعلم بقا الحكايه دي بتتعمل ف المستشفي هنا من امتي ....


يوسف : ومجتش ليه اول م عرفت تبلغنا ؟


فريد : لاني معييش دليل ..وخفت محدش يصدقني.....بس خلاص ...مقدرش اسكت علي حاجه زي كدا ...واللي يحصل يحصل ....


زين : انا لازم اتصرف مع الحيوان دا ....


واسرع زين الي الخارج والغضب يملئه .    ...وخلفه يوسف ...


يوسف : اهدي بس يا زين .    ..الموضوع ميتحلش كدا ...


زين : اومال يتحل ازاي ....للاسف عمر معملش حساب لحد خالص ولا حتي ل ابويا الله يرحمه وتعبه ف المستشفي دي اللي بناها وكبرها بدمه  وعمره كله .....

للاسف عمر ابن عمي بس هو انسان اناني طماع مش بيفكر غير ف الفلوس وبس...انا لازم اروحله دلوقتي ...وامنعه من انه يقرب من المستشفي تاني لحد ..ما عمي يرجع من امريكا .....وساعتها يشوف حل لابنه ....قبل م بلغ عنه..


وركب زين سيارته وايضا عمر وكان زين غاضب جدا 


عمر : طيب انا هسوق ...متسوقش وانت بالحاله دي.....

زين : اركب ي عم اخلص ...


كان زين يقود السياره بسرعه .....

- خلاص كفايه لازم اوضعله حد وإلا موته هيكون علي ايدي ...

 

يوسف : اهدي بس ...اكيد عمك لما يرجع هيتصرف معاه ...


زين : عمر مش لازم يدخل المستشفي تاني ....ولا يشتغل فيها واللي يحصل يحصل ......


وفجأه .........


يوسف : حاسب يا زييين ....


تفاجئ زين ب أحد أمام السياره ....وكان يقودها بسرعه ...فحاول أن يلفها بسرعه بعرض الطريق ...وفعلا نجح ولكن خبط هذا الشخص بسيارته وهو يلفها .....اوقف زين السياره ......


لحظات صادمه ....

زين ويوسف ينظرون لبعض ....

زين قلبه يدق بسرعه البرق ....وعم الصمت داخل السياره الطريق كان مظلم ..    .وزين كان يقود السياره بسرعه ....ولم يكن  يري أمامه جيدا بسبب عصبيته .....


يوسف : اي اللي حصل ..


زين بفزع 

-  تقريبا خبطت حد بالعربيه ...


يوسف : يانهار اسود ....


نزل زين سريعا من العربيه وهو ف قمة الخوف والتوتر .....ولف ببطئ الي جانب السياره ف المكان الذي وقع في هذا الشخص ....كان زين يقترب ببطئ ...

وخلفه يوسف ....


اقترب زين من الشخص الواقع علي الارض ...

-  بنت !!! دي بنت 


يوسف : مش مهم ...شوفها فيها نبض ولا ماتت ....


جلس زين علي ركبتيه بجوار البنت ...ثم أزاح شعرها الي عن وجهها ...وقلبه يدق بشده من الخوف ....نعم هو طبيب ....ولكن لم يرد أن يكون هو السبب في موت أحد ....وايضا الحاله التي كان بها ....ولكن الآن اخذ نفسه عندما نظر في وجهها وجسدها ولم يجد أي دماء حولها علي الارض ...وضع يده علي رقبتها ...


زين : الحمد الله لسه عايشه ...ومفيش اي دم ....ممكن يكون اتخبطتت فحصل كسر أو كدمات .....شيل معايا براحه ...يله 


يوسف : استني انت بتعمل ايه ...كويس أنها عايشه ...بس البنت دي شكلها ما يطمنش ...


زين : يعني ايه قصدك ايه ...


يوسف : يعني ممكن نبلغ الإسعاف عن مكانها بالظبط بس الاحسن تسيبها هنا ونمشي ...


زين : انت بتقول ايه    ...انت عايزني اسيب بنت انا خبطها بعربيتي ...وامشي ...    .انت ناسي أننا داكاتره .....ياخي لو حتي مش علشان ضميرك المهني ...ضميرك قدام ربنا هتروح منه فين ...


يوسف : انت مش شايف شكلها عامل ازاي. ..هدومها المقطعه وشكلها البنت دي كانت مخطوفه و....


زين : متكملش ....مهما يكن مش ممكن اسيبها ابدا .....شيل معايا بسرعه ندخلها العربيه .....


وبالفعل حملها زين بمساعدة يوسف وادخلوها الي السياره ووضعوها ف الكرسي الخلفي ...ثم صعد زين ويوسف الي السياره ...


يوسف : هتوديها ع المستشفي عندك ....

زين : لا ...هوديها علي مستشفي مازن ....مش عايز دوشه ...ولا عايز حد يعرف ب حاجه لما اطمن علي البنت الاول ....


يوسف : بس انا مش مطمن ....حاسس البنت دي وراها مصيبه ....ازاي بنت ف سنها تبقي ف الشارع ف الوقت دا ...وكمان شكلها المبهدل دا ....شكلها ميطمنش .....ربنا يستر ...


زين : معرفش بقا ...انا اهم حاجه عندي اطمن عليها من خبطة العربيه ...وأشوف لو كان حصلها كسر أو حاجه ...وبعد كدا مليش دعوه ....


وصل زين الي مستشفي صديقه مازن ..    ..وكان قد اتصل به وهو ف الطريق وأخبره بما حدث...فكان مازن ينتظره ومعه ترولي وبعض من التمريض ....فعندما وصل زين ورأه مازن اوقف زين سيارته أمام باب المستشفي ....واسرع اليه مازن ...وخلفه الممرضين بالترولي ....


مازن : فين البنت ...

زين : اهي ف العربيه ورا ...


ذهب مازن ناحيه الفتاه ثم حملها بمساعدة زين والتمريض ووضعوها علي الترولي ....وذهبوا بها سريعا الي غرفة العمليات ....


مازن : انا هفحصها الاول وأشوف الازم ...تدخلوا معايا ....

زين : لا بلاش مش قادر ... ادخل انت وطمني بسرعه ...


دخل مازن الي الفتاه ....


وظل زين ويوسف ف الخارج .....


************************************************


في فيلا حسام ...انتهي زفاف شهيره ورامي ....وذهبوا الي ڤيلا رامي ...ومعهم فردوس ...وخلفهم بالسياره  حسام ومني وخالد .....


ولم يتبقي أحد ف الڤيلا ...وجميع المعازيم والضيوف قد ذهبوا ...

لم يتبقي سوى العمال والخدم الذين ينظفون المكان والعمال ينتهون من أعمالهم في أزاله الكوشه والاضاءات وغيره ....


بيومي : ربنا يستر عليكي يا ساره ...مش عارف ازاي وافقت انك تخرجي ف ساعه زي دي ....ياتري هطمن عليكي ازاي تاني ولا هشوفك ازاي ....التليفون اللي كلمتني منه مقفول لحد دلوقتي ...ياتري أي اللي حصل ...استر يارب .....


اوصل حسام أخته الي ڤيلا عريسها رامي ...وودعهوهم ....وأخبارهم رامي انه و شهيره سيسافرون ف الصباح الباكر لقضاء شهر العسل .....


ورجع حسان وخالد ومني وفردوس الي الڤيلا مره اخري وكان كل شئ قد رجع الي طبيعته ......


خالد : طيب الحق اروح انا بقي ...

فردوس : خليك معانا النهارده .    ..متروحش دلوقتي ...

خالد : طيب ...

مني : انا طالعه اوضتي ...


فردوس : وانا كمان ...تعبت اوي النهارده ...هطلع ارتاح ....تصبحوا علي خير ...


خالد وحسام : وانتي من أهله ....


خالد ل حسام 

-  عايزه اقولك علي حاجه بخصوص مني ...


حسام : لااااا اجل اي كلام دلوقتي انا هلكان ....وبعدين ساره وحشتني عايزه اطلع اشوفها ....


خالد : طيب براحتك نتكلم الصبح ....

حسام : طيب ..انا طاالع ...تصبح علي خير ...

خالد : انا كمان طالع اوضه الضيوف ...وانت من أهله ....


***********************************************


في مستشفي مازن .....


خرج مازن بعد نصف ساعه من غرفة العمليات ...


زين : ها في كسور صح ....

مازن : ايوا كسر ف معصم ايديها

اليمين والكتف وف رجليها كمان ...يعني ثلاث كسور بس مش دي المشكله الكبيره ....


زين : اومال ايه يا مازن ....


مازن : البنت دي موجود اثار ضرب شديد علي جسمها كلو ...وكمان ....


ثم صمت مازن بحزن 


يوسف : قول قول انا عارف أن وراها كارثه 

زين : متتكلم يا مازن ....


مازن : البنت دي اتعرضتت     لحالة اغتصاب وكمان اكتر من مره ...لأنها عندها علامات وكدمات في مناطق حساسه ....ومتعرضه للتعذيب والضرب     الشديد وكمان ضعيفه جدا كأن حد مانعها من الاكل .....معلش يا زين بس الحاله دي خطيره ولازم ابلغ البوليس .......


صمت زين ويوسف أيضا في حالة صدمه وزهول شديد .....

                       الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>