CMP: AIE: رواية مرآة الحب الفصل السادس6بقلم امنية يونس
أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل السادس6بقلم امنية يونس

   


رواية مرآة الحب

بقلم أمنية يونس 

( الفصل السادس )


وجدت رسيل لون أحمر قاني علي ياقة قميص يوسف والتي تبدو ماهيتها واضحة جلية للعيان 
رسيل بدموع محبوسة : ما تلك البقعة يوسف ؟ 
نظر يوسف إلي حيث تشير رسيل وظهر التوتر علي ملامحه ولكنه أجاب ببساطة 
يوسف : قضيت ليلتي في المعرض فقد تكون بقعة من أحد الألوان 
ضحكت رسيل ضحكة مريرة وهزت رأسها بيأس فمن به داء لا يغيره 
رسيل : هيا لنبحث عن الهاتف 
يوسف : هيا 
بعد بعض الوقت كان يوسف قد وجد الهاتف تحت الكرسي المجاور له والتي كانت تجلس رسيل عليه فيبدو أنه انزلق منها 
يوسف بسعادة : وجدته يبدو أنه انزلق منك 
جذبت رسيل الهاتف من يده وأخذت تتفحصه : يبدو بخير هيا بنا إلي الداخل 






بعد مرور بعض الوقت كان عماد قد عاد من عمله وكان الجميع ملتف حول مائدة الطعام يتناولون طعامهم بهدوء حتي قاطعها عماد 
عماد : رسيل لقد تحدثت معهم في المشفى اليوم ويمكنك البدء من الغد 
رسيل بحماس : حسناً أبي هذا أفضل ما سمعت اليوم 
نظر لها يوسف باستغراب رافعاً إحدى حاجبيه 
رسيل : ألم أخبرك يوسف ؟ 
يوسف بسخرية : لا لم تخبريني 
تجاوزت رسيل سخريته في الحديث وأكملت 
رسيل : بالتأكيد كنت سأخبرك وها أنا ذا أخبرك سأذهب للتدريب بالمشفى الذي يعمل به أبي فتلك الخطوة قد تأخرت كثيراً وذلك هو مجال دراسيتي هل لديك مشكلة 
رفع يوسف أنظاره عن الطبق الذي أمامه ليجد ثلاثة أزواج من العيون تحدق به لذا أجاب علي الفور 
يوسف : بالطبع لا حبيبتي فهذا مستقبلك وهو ما يهمني في المقام الأول 





رسيل بابتسامة : هذا ما كنت انتظره منك ودائماً ما كنت عند حُسن ظني بك لذا أردت إخبارك بأنني قررت العودة إلى لعب التنس 
طرحت الأمر أمام والديها مبتسمة بخبث فقد وضعته أمام الأمر الواقع ولن يجرؤ على الرفض أمام والديها فماذا سيكون مبرره خاصة وأنها حصدت العديد من الجوائز في تلك اللعبة وهو دائماً ما يتشدق بأن ما يهمه هو مستقبلها 
لذا أجاب مكرهاً : بالطبع حبيبتي لطالما كنتِ مميزة في تلك اللعبة لا أعلم لم توقفت عنها 
نظرت له رافعة إحدى حاجبيها باستغراب بمعني وكأنك لا تعرف 
انتهت الزيارة علي خير بأقل الخسائر صعدت رسيل إلي غرفتها ممسكة بهاتفها ليتعالى رنين الهاتف في يدها لتجد أن اسم رواء ينير شاشة الهاتف لنتذكر أنهم قد تبادلوا أرقام الهواتف بالأمس 
رسيل : مرحباً رواء كيف حالك ؟ 
رواء بقلق : أين أنتِ رسيل لقد قلقت عليكِ لماذا لم تأتِ اليوم ؟  
رسيل بابتسامة : اهدئي رواء أنا بخير أردت فقط قضاء اليوم برفقة أمي كما أنه لم يكن هناك شيء مهم اليوم 





رواء بتنهيدة راحة : كدت أن أجن من القلق عليكِ فالتغيب عن المحاضرات ليس من عاداتك لا تكرريها رجاءً
رسيل بابتسامة : لا تقلقي لن أكررها 
رواء : علي العموم لقد قمت بتسجيل كل شيء وسأشرحه لكِ في الغد 
رسيل : شكراً لك رواء لا أعرف كيف أشكرك 
رواء بابتسامة :لا شكر على واجب وأتمنى أن نصبح أصدقاء 
رسيل بابتسامة امتنان : نحن بالفعل أصبحنا أصدقاء رواء فلا يمكنني أن أجد صديقة افضل منكِ 
ابتسمت رواء بسعادة وأخذت الفتاتان تتحدثان في أمور شتي حتي مر الوقت دون أن تشعرا 
رسيل : لقد تحدثنا كثيراً اليوم وقد عطلتك عن دراستك 
رواء : لم تعطليني يبدو أنني أن من عطلتك 
رسيل : لا شيء من ذلك القبيل أنا سعيدة بأننا أصبحنا أصدقاء تصبحين على خير
رواء : وأنا أسعد منك بتلك الصداقة وأنتِ من أهل الخير 





أغلقت رسيل الهاتف مع رواء لتجد رسالة نصية من يوسف 
يوسف : لم أوافق علي تدريبك بالمشفى وعودتك للعب التنس لأنني اضطررت إلى ذلك أمام والديكِ ولكن لأنني بالفعل أهتم بدراستك ومستقبلك وهواياتك وقد تنازلت ووافقت من أجلك حتي تتأكدي أن نجاحك من نجاحي وأنني أسعد به 
نظرت للكلمات بسخرية فلو كانت قرأت تلك الكلمات من قبل لكانت حلقت في السماء من فرط سعادتها ولكنها الآن لم تحرك بها ساكناً فهي تعلم أنه أرسلها لها حتي يشتت انتباهها عن تلك البقعة التي رأتها علي لياقة قميصه لقد تأكدت الآن أنها لطالما كانت الطرف الساذج في تلك العلاقة ولكنها أقسمت أن ذلك لن يستمر طويلاً 
مرت الأيام حتي أتي موعد زفاف شقيقته انتقت رسيل فستاناً باللون الأزرق السماوي والذي يشبه السماء الصافية في وقت السحر ولفت حجاباً بنفس اللون يتلاءم مع الفستان كما انتعلت حذاء باللون الفضي ذو الكعب العالي يشبه حذاء سندريلا واعتمدت مكياجاً خفيفاً أبرز جمالها 
نظرت لها والدتها بانبهار : تشبهين الأميرات 
ابتسمت رسيل بسعادة وخجل ودارت حول نفسها عدة دورات 
قاطعهم دلوف والدها إلي الغرفة 
عماد باستعجال : هيا بنا لقد تأخرنا  
لم يكن قد لاحظ رسيل بعد رفع نظره إليها وابتسم بحنان وقد اقترب مقبلاً رأسها : ستكونين أجمل من بالحفل 
رفعت رسيل أنظارها إلي والدها قائلة بخفوت : حقاً أبي 
عماد بتقرير : بالطبع حبيبتي 
ثناء الآباء علي أفعال أبنائهم وعلي جمال ملامحهم وجمال ثيابهم يعزز من ثقتهم بأنفسهم 
نظرت له ميرڤت بعبوس فابتسم عماد بمشاكسة واقترب منها ممسكاً بيدها مقبلاً إياها  وأدارها حول نفسها ثم نظر إلي رسيل : ولكن ليس أجمل من أميرتي 







ابتسمت ميرڤت بخجل علي هذا الإطراء وابتسمت رسيل بسعادة علي عشق والديها الذي تتمني أن تحظي بمثله يوماً وإن كانت تشك في هذا فبعد مرور أعوام اكتشفت أنها كانت تركض خلف سراب وأن حبها لم يكن غير وهم 
عماد ثانياً كلتا ذراعيه لتتعلق كلاً منهما بذراع : والآن هيا بنا
بعد عدة دقائق كانوا قد وصلوا إلى حفل الزفاف وبمجرد دلوفهم إلي القاعة اتجهت الأنظار نحو رسيل والتي كانت تبدو كأميرة خرجت من إحدى كتب الأساطير القديمة بفستانها الأزرق من خامة الشيفون كما انعكست براءتها علي وجهها فخلقت لوحة فنية خلابة 






اقتربت خالتها ( وفاء ) للترحيب بهم 
وفاء محتضنة أختها : أنرت الزفاف ميرڤت 
ميرڤت بابتسامة سعادة : منير بوجودك حبيبتي مبارك لكم 
وفاء : بارك الله بك 
ثم اقتربت من رسيل مقبلة وجنتيها : عروس ابني أجمل من بالزفاف المرة القادمة بإذن الله زفافكم 
ابتسمت رسيل ابتسامة مقتضبة ولم ترد 
فتابعت وفاء : ألن تجلسوا ؟ 
ثم قادتهم لأقرب طاولة للجلوس عليها 
جلست رسيل ووالدتها علي الطاولة بهدوء في حين ذهب والدها للمباركة لوالد العروس 
بعد مرور بعض الوقت 



ميرڤت بهمس لرسيل في أذنها  : ألن تباركي للعروس 
رسيل بنفس الهمس : بالطبع أمي سأذهب الآن هل ستأتين معي ؟ 
هزت ميرڤت رأسها بالنفي : لا سأبارك لها في نهاية الزفاف 
هزت رسيل كتفيها : حسناً أمي كما تريدين 
استقامت رسيل من مكانها متحركة في اتجاه كوشة الزفاف واقتربت من العروس غدير 
رسيل محتضنة إياها بسعادة  : مبارك لعروسنا الجميلة 
غدير بعبوس : أنا غاضبة منكِ كنت أنتظر مجيئك منذ الصباح 
رسيل باعتذار : أنا حقاً أسفة كنت أتمني المجيء ولكن كان لدي اختبار في الجامعة لم أستطع الاعتذار عنه لذا لا تغضبي 
غدير بابتسامة : حسناً لست غاضبة ففي النهاية نحن أخوات 




احتضنتها رسيل بحب : بالطبع أنتِ أختي غدير ثم تابعت بشرود وستظلين أختي مهما حدث 
أفاقت علي صوت غدير 
غدير باستغراب : وما الذي من الممكن أن يحدث ؟ 
رسيل بابتسامة متوترة : لا شيء يبدو أنني اندمجت قليلاً 
سمعت رسيل صوت يوسف ينادي اسمها بغضب وحدة 
يوسف بغضب وحدة : رسيل 
التفت رسيل لتري ماذا هناك فوجدت عينيه محمرة من الغضب نظرت له وقد عقدت حاجبيها باستغراب وهي لا تعرف سبب ذلك الغضب ولكنها شعرت ببعض الخوف من هيئته 
 ----------

                      الفصل السابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-