رواية فرعون الجزء الثاني2 الفصل العشرون20 والحادي والعشرون21بقلم ريناد يوسف

 
رواية فرعون الجزء الثاني2 

الفصل العشرون 

بقلم ريناد يوسف 

نادر ابتسم وهو حاسس بلهفة امه على غريب اللى لايمكن تكون تمثيل واتأكد وصدق وقتها ان امه سميه  فعلا بدأت تحب غريب وتخاف عليه 


نادر :اطمنى غريب بخير، بس انا مكانش جايلى نوم فكلمته ،وهو كمان كان سهران فطلب منى اروحله نقعد مع بعض نتونس ..


سميه :متأكد هو دا اللى حصل .

نادر :احمم اه هو دا اللى حصل هكدب عليكى ليه يعنى 


سميه :لسه فيك الحركه اللى بتكشفك لما تكدب ..قبل ماتبدا الكدبه بتكح او تتنحنح ...لسه زى مانتا متغيرتش يانادوره ..


نادر بلعثمه وحنين لاسم ندوره من امه 

طيب سلام عشان ورايا شغل ولو حابه تطمنى على غريب بنفسك وتتاكدى انه بخير     اتصلى بيه وكلميه بنفسك ..

سميه :انا فعلا هعمل كده ..مع السلامه خلى بالك من نفسك .


غريب قفل مع امه ولسه مبتسم على التغير اللى قدر غريب يغيرهولها ..


معقوله بتتصل بيه عشان تشوفه مفطرش ليه ؟ والمش معقول بجد هو خوفها ولهفتها على غريب .


سميه قفلت من نادر ورنت على غريب ورد عليها غريب بصوت طبيعى اتنهدت براحه بعد مااتأكدت انه بخير ...


غريب :ياصباح الياسامين على ست الكل ...هاه شربتى قهوتك و فطرتى ؟ 


سميه :اه شربت وفطرت الحمد لله ..انتا بقا عملت كده ؟

غريب :اه انا فطرت انا ونادر قبل ماينزل على الشغل .


سميه :طيب الحمد لله انك بخير ...


فترة سكوت مابينهم اتكلم بعدها غريب :هى عامله ايه ؟ 


سميه :واخده جنب من الكل ومنعزله ومعظم وقتها بتقضيه فأوضتها وحتى كلامها بقا قليل مع الكل ..


غريب :سيبيها يمكن لما تقعد مع نفسها تعيد حساباتها وتغير طريقة تفكيرها دى .


سميه :متصالحها ياغريب انا خايفه عليها من الوحده دى، دا حتى ابوها بطلت تقعد جمبه مهما طلب منها وبعدت عنه هو كمان  .


غريب :هصالحها طبعا ،بس سايبها تتربى وتتعلم غلطها الاول ..وبعدين انا مقدرش مصالحش     نونتى، انتى متعرفيش انا دايس على نفسى ازاى  ومستحمل طول الفتره اللى فاتت دى من غير مشاكستها ليا .


سميه :ربنا يهديها يارب .

غريب :ايوه بس انتى ادعيلها كتير بالهدايه .


غريب قفل من سميه وفضل قاعد لوحده ،وليل دخلت لجواهر اللى صحيت من النوم دلوقتى

 وسابته والاتنين من الصبح نازلين رغى من غير توقف ،

غريب حس ان جواهر سرقت ليل منه وحرمته من وجودها جمبه طول الوقت ،لدرجة انه اشتاق حتى لصوت خلخالها اللى بقاله ساعات مسمعش صوته بسبب قعادها جمب جواهر وحس بقاسم لما كان بيشتكيله ان ليل اخدت منه جواهر قبل كده وهو كان بيضحك عليه لانه مكانش يعرف انه احساس  رخم ومؤذى بالشكل دا 


غريب فمحاوله منه انه ينتزع ليلُه من جواهر :

ليل ...ياليل ..شويه وجاله صوت الخلخال بيقرب منه ...


غريب بزعل :لو سمحتى اعمليلى شاى ...

ليل :حاضر بس مالك زعلان وامكلضم اكده ليه ؟ 


غريب :مش زعلان ولا حاجه انا شكلى كده .

ليل : وهو انى تايهه عن شكلك ولا مش هعرفك وانتا زعلان !


غريب :حافظانى يعنى ؟ 

ليل :كيف كف يدى .

غريب :يبقا المفروض تعرفى لوحدك ايه اللى مدايقنى .


ليل بابتسامه :له معارفاشى النوبادى قولى انتا   ؟ 


غريب :........

ليل :طيب براحتك اما اروح اعمل الشاى  اللى معتحبوشى بسرعه عشان ارجع لجوجه حبيبتى .


غريب اتنهد بضيق ومردش، وليل ابتسمت على شكله اللى حتى وهو مكشر بيزيد جمال ،ودخلت على المطبخ بخطوات هاديه والخلخال بيصدر منه احلى واقرب  نغمه على قلب غريب ، لكنها معملتش شاى زى ماطلب عملتله لمون ..


قربت ليل منه وادتله اللمون وعملت لجواهر كمان كبايه

غريب :ايه ده دا مش شاى !

ليل :له مش شاى ديه لمون عشان يهدى الزعل ويفك التكشيره . هروح ادخل كباية جواهر .


غريب لنفسه :مش اللمون خالص    اللى هيهدى زعلى ويفك تكشيرتى ياليل ، انتى الوحيده اللى  بقربك منى تقدرى تعملى ده .


ليل دخلت اللمون لجواهر وطلعت تانى قعدت جمب غريب وفضلت هى تشربه العصير وتتكلم معاه ووحده وحده التكشيره اتفكت ورجعت ابتسامته مره تانيه تنور وشه وخلت قلب ليل يرفرف كالعاده بسعاده..


غريب بيحس لما ليل تبعد عنه كانها بتسحب كل الاكسجين من الجو وتاخده معاها ويفضل مخنوق ومش مرتاح لغاية ماترجعله مره تانيه ...اتعلق بيها لاقصى درجه ...حنانها ،طيبتها ، برائتها ، قلبها الابيض زى الحليب ...لو طلبو منه يوصفها مش هيوصفها باقل من انها ملاك فهيئة بشر ...طول الوقت مستغرب ازاى الناس مش قادره تشوف جمال ليل اللى بيكمن فنقاء روحها وصفاء قلبها وبيحكمو عليها بالشكل وبس ...


*********

قاسم جه لشقة غريب واطمن من غريب وليل على جواهر ،وجابلها تليفونها وكام حاجه ممكن تحتاجهم، وطلب من  ليل تقولها  انه فهم أهله انهم سافرو يكملو شهر العسل ،ومشى لما جواهر رفضت انها تشوفه او انه يدخل يطمن عليها 

 

جواهر اتصلت بمامتها جميله وقالتلها انها سافرت هى وقاسم يكملو شهر العسل وجميله صدقت و اتمنتلهم السعاده ومكانتش تتصل غير لما جواهر تتصل بيها عشان متزعجهمش .


قاسم من يومها وهو بيبات فمكتبه وبيشتغل ليل نهار عشان يلهى نفسه على امل كاذب انه يقدر بالانشغال يستحمل بعد جواهر عنه .

وفالاثناء دى ومن باب الفضول والقهر كلف حد انه يروح بلد ابو جواهر ويجمعله اكبر كم من المعلومات عن محروس من الناس اللى كانت تعرفه قبل مايموت ويجيبله كل تفصيله عن عيلة جواهر مهما كانت صغيره .


عدو كام يوم جواهر فيهم ابتدت تتحسن جسديا وابتدت تخرج تقعد مع ليل وغريب لكن لما قاسم كان ييجى كل يوم بعد شغله كانت تدخل الاوضه وتقفل على نفسها لغاية ما يمشى ،ومهما حاول انه يكلمها من ورا الباب مكانتش بترد عليه وكل مره كان بيرجع بخيبة امل اكبر من اللى قبلها..


فالايام دى جواهر لاحظت معاملة ليل وغريب مع بعض، وعرفت من تصرفات غريب ومتابعته لكل خطوه بتخطيها ليل ان فيه مشاعر ابتدت تتولد جواه لليل لكنها نسبت دا نظرا لاهتمام ليل الزياده اوى بيه ..


قاعدين فمره ليل وجواهر    مع بعض فاوضتهم وبيتكلمو فأى حاجه وكل حاجه وفجأه جواهر سألت ليل السؤال اللى مكنتش ليل متوقعاه ابدا ..


جواهر :ليل انتى فيه مشاعر فقلبك لغريب ؟


ليل قلبها دق بعنف وبلعت ريقها وهى بتبص لجواهر وردت بأستنكار ..مشاعر ايه دى اللى فقلبي لغريب ياجواهر ..


جواهر :يعنى اى مشاعر ..مشاعر احترام ..تقدير ..حب مثلا.

ليل :حب ايه ديه وجلع ايه اللى عتقولى عليه ياجواهر ... الحب ديه متخلقش للى زي حلاتى ...انى صوح سى غريب غالى حداى وبعزه قوى بس يعنى بس مش زى اللى فبالك ...


جواهر :امممم غريبه ، مع انى ملاحظه غير كده بس يلا هصدقك وخلاص ، لكنى هقولك حاجه وحده ...غريب دا الشخص الوحيد فالعالم اللى لو لقيتى اى فرصه انك تدخليه حياتك بشكل دايم متتردديش لحظه وحده ياليل ..


عشان غريب دا احلى حاجه ممكن الدنيا تصالحك بيها على كل اللى عملته فيكى ..


ليل بتنهيد :سى غريب ديه مش حاجه من الدنيا ياجواهر ..سى غريب ديه هو الدنيا بحالها ..


دنيا كبيره قوى وكتيره على وحده زيي ..سى غريب مينفعش انى اكون معاه حتى فأحلامى ...وعشان هو حاجه كبيره قوى اللى هتاخده لازمن تكون زييه حاجه كبيره  عشان تستاهله ...مش وحده زيي حلاتى الدنيا مضغاها وعايفاها واللى ميجيش رقعه فتوب سى غريب مرضيش بيها .


جواهر :انا مليش دعوه بكل دا انا بس بقولك لو فيه فرصه او لو فيه حاجه فقلبك لغريب....


وقبل ماتكمل قاطعتها ليل :مفيش ياجواهر ولا حاجه ولا محتاجه، وقفلى على الكلام ديه على اكده، وسابتها وخرجت بخطوات سريعه دخلت المطبخ، وغريب استغرب من حركتها السريعه المتعصبه على غير عادتها ..


فى الاثناء دى ليل سابت تليفونها جمب جواهر ،وجواهر مسكته بتقلب فيه بملل وجابت الاستوديو واتفاجأت باكتر من ١٠٠ صوره كلهم لغريب فكل الاوضاع وهو بياكل ، وهو بيشرب ، وهو بيضحك ، وهو مكشر ، وكمان فيه صور لليل وهى مقربه منه ومتصوره معاه وهو مش واخد باله ...جواهر اتاكدت ان ليل بتجاهد عشان تخبى مشاعرها لغريب .

وكمان غريب و موقفه وبعده عن الفيلا مش ديق وزعل من تصرفات ناديه وبس زى ماليل قالتلها اد ماهو هروب بليل وخوف عليها احسن تروح منه     ..جواهر ابتسمت لما ابتدت الامور توضح دلوقتى قدامها 


جواهر فرحت اوى لصحبتها واتمنت ان اللى ابتدا مابينها وبين غريب يكمل عشان فعلا كل واحد فيهم جبر خاطر للتانى .


*********


اما ماهر فقرر انه يخرج لوحده لاول مره من الفيلا من يوم ماتعب بدون مساعده ...

ركب مع طه السواق ولقى نفسه بيقوله ...اطلع على بيت قاسم 


وصل ماهر ونزل من العربيه ووصل قدام شقة عبد السلام ، اتردد دقايق لكنه خبط فالنهايه ،لانه مبقاش قادر يفضل اكتر من كده من غير مايفهم ايه سر الموقف اللى واخداه منه شرنقه ده ،

مهو مش هيفضل يسأل نفسه كل يوم انا عملتلها ايه خلاها تتجاهلنى بالطريقه دى وفالاخر ميلاقيش إجابه ..


شويه وجاله صوت عبد السلام :ايوه حاضر جاى اهو ..


عبد السلام فتح الباب واتفاجأ بماهر قدامه فابتسم بفرحه :ماهر بيه !يامرحب يامرحب دا ايه المفاجأه الحلوه دى، دى المنطقه كلها نورت .


ماهر :لقيتكم وحشتونى ومبتسألوش قولت اسأل انا ..

عبد السلام :والله عالبال يابو غريب ودايما فسيرتك بكل خير ،ولسه كنا بنفكر نزوركم لكنك سباق بالخير دايما...اتفضل اتفضل هتفضل واقف كده كتير ولا ايه ..


دخل ماهر بخطوات بطيئه ،وعنيه بتدور فكل مكان فالشقه عسى ولعل عينه تيجى عليها ..لكنه مشافهاش لغاية ماقعد فالصاله .


موده سمعت صوت ابوها بيرحب بحد وبيدخله البيت وكانت فالمطبخ، خرجت بسرعه وهى ماسكه المعقم، 


وكانت لابسه جلابيه فسكوز بتاعت امها لما كانت بتبقى حامل عشان بترتاح فيها وهى دى الزى الرسمى لموده اغلب الوقت فالشقه ، وكانت رافعه شعرها كله بكر ولابسه عليه طرحه والنضاره نازله على مناخيرها واستقرت ورا ابوها اللى كان لسه واقف وسادد عليها الروئيه وهى بتحاول تشوف مين اثناء مابتتكلم .


موده :مين اللى دخلته الوكاله بتاعتك دا ياعبده وبترحب بيه وبجراسيمه بحراره اوى كده ها؟...

مش هتبطل عمايلك دى خالص انتا !


عبد السلام لفلها عمال بيغمزلها ويعض على شفايفه عشان تسكت وموده مفييش ..

موده :والله ولا تغمز ولا تزغر ولا حتى تضربنى طلقة اربيجيه لازم اللى دخل بيتنا يتعقم ويتعمل معاه الصح ..


عبد السلام لف لماهر اللى كان بيضحك من غير صوت وجسمه كله عمال يتهز وحاطط ايده على جبينه ومغمض عنيه وقاله :

معلش يابو غريب اعذرنا     موده وعمايلها السوده بقا منتا عارف اكيد ..


ماهر :عادى ياحج ولا يهمك ...عامله ايه ياشر...ياموده .


موده من اول ماابوها نطق وعرفت ان دا ماهر لغاية ماماهر اتكلم وهى فحالة صدمه  على ذهول، ولا اراديا رفعت ايدها حطتها على دماغها نزولا لنضارتها عدلتها وغمضت لما انتبهت هى لابسه ايه ، وافتكرت اخر مره بصت للمرايه كان شكلها عامل ازاى وهربت على اوضتها بسرعة البرق وماهر مستمر فالضحك عليها ..


موده دخلت وقفلت الباب وفضلت وراه وقلبها صوت دقاته بقت عامله زى طبول الحرب ...

راحت على الدولاب وطلعت اشيك طقم عندها لبسته وفكت شعرها سرحته ،ولبست طرحه من درجات لون الطقم ،وعملت ميكب خفيف وظبطت نفسها، وبعد ماخلصت حضنت الفرشه بين ايديها الاتنين وضمتها على صدرها وهى سرحانه واكتشفت ان ماهر كان واحشها اوووى ..


شويه وخرجت موده وراحت على ماهر وابوها بخجل، ولقت امها بتسلم ومقدمه عصير وكيك لماهر، اتقدمت ومدت ايدها لاول مره لشخص من غير تردد ولا خوف عشان هتسلم عليه ...


ماهر اخد ايد موده بحضن من ايده، غاصت فيه ايد موده فأيد ماهر الرجوليه الضخمه ،

داس على ايدها جامد لعله يقدر يألمها زى ماخلته يتألم ويتعذب من الحيره طول الايام اللى فاتت دى ...


لكن موده ابتسمت لما فهمت القصد من حركته دى وبصت للناحيه التانيه وهى بتسحب ايدها منه وبتحاول تدارى ابتسامتها ودا خلاه ابتسم هو كمان .


قعدت موده جمب مامتها قصاد ماهر اللى عينه منزلتش من على موده طول الوقت ..

ماهر :عامله ايه ياموده ... اتمنى تكونى بخير ..

موده :انا بخير والحمد لله عامل ايه حضرتك ياماهر بيه ..

ماهر :انا تمام ...فالحقيقه انا جاى النهارده وليا رجاء عندك ياموده .


موده بصت لمامتها وباباها اللى هما كمان بصولها وبصو لبعض وردت على ماهر :خير ياماهر بيه .

ماهر : الشركه بتاعتى بتجيلها فاكسات وتصميمات من بره بلغات اجنبيه ومحتاجه لمترجم، وكمان فيه عملا اجانب بنتعامل معاهم بنحتاس فحد يترجم مابينا، فانا محتاجلك تشتغلى فالشركه وتبقى قدمتي للشركه خدمه كبيره مش هنساهالك ابدا...هاه قولتى ايه ؟


موده بلعثمه :أاه بس.. يعنى ..هو..انا بصراحه موضوع الشغل والنزول دا انا قفلته من زمان لانى ...


قاطعها ماهر :هوفرلك كل سبل     الراحه، وهيكونلك مكتبك الخاص، ومحيطك اللى محدش هيتعدى عليه، وبالنسبه للتعامل مع باقى الموظفين    فانتى مش مضطره لحاجه زى دى ، واوامرك هتاخديها منى انا مباشرةً ..هاه ايه رأيك بقا .


موده :بصراحه مش عارفه ...ايه رأيك انتا ياعبده ؟


عبد السلام :والله الرأى رأيك ياموده يابنتى، بس انا شايف انه عرض مغرى وماهر بيه متفهم لكل ظروفك، واهى  فرصه تخرجى وتشوفى الناس والدنيا ...

موده بحيره :مش عارفه برضو .

ماهر :عموما فكرى وقررى براحتك، وحطى قدام عنيكى انى محتاجلك ومحدش بيرد حد محتاجله الا البخيل ياموده واظن انتى مش بخيله ، ولا ايه ؟

عموما هبقا اكلم عمى عبد السلام اعرف رأيك منه، نخليهااا بعد اسبوع من دلوقتى ..كويس كدا .


موده هزت دماغها بموافقه وسكتت وفضل ماهر وعبد السلام بعدها يتكلمو، وموده عينها على ماهر وهو كمان نظراته طايره على موده ،ومش واخدين بالهم ان فيه حد لاحظ النظرات الحايره الطايره دى، وهى ماجده ام موده ..


اخد ماهر قعدته واستاذن ونزل بعد محاولات مستميته من عبد السلام انه يفضل معاهم على الغدا ،لكنه وعدهم انه هييجى يتغدا عندهم مره، بس لما قاسم وجواهر يرجعو من السفر ،لانه مجالهمش ولا مره ولا زارهم فشقتهم ...


نزل ماهر وحس ان هم انزاح من على قلبه بعد ماشافها قدامه واتكلم معاها واطمن انها بخير، لكنه برضو لسه مصمم انه يعرف سبب بعدها فالايام اللى فاتت دى كان ايه سببه ...


ميعرفش فكرة شغلها معاه دى خطرتله امتا وازاى، لكن لقى عقله وقلبه الاتنين بيفكرو فيها سوا، ولسانه نطق بيها بدون اى مقدمات .


***********

فيوم زى باقى الايام جميله واقفه فالمطبخ بتعمل الاكل اتفاجات بحد حضنها من ورا جامد، لفت بخضه وشافت مريم قدامها ..

جميله بفرحه :مريم !ايه المفاجأه الحلوه دى .

مريم :ايه رأيك بقا فالمفاجأااه وحشتونى قولت اما افاجئكم 

جميله :واحلى مفاجأه فالدنيا ...


و ميلت شافت اميره واقفه ورا مريم ومبتسمه 

جميله :امووره وحشانى اوى تعالى فحضن خالتو ...واخدتها بالحضن وباستها .


مريم بصت فالفيلا حواليها :ايه الهوو دا امال فين الكل ؟ 


جميله :غريب زى مانتى اكيد عارفه فشقته ، ناديه فأوضتها ليل نهار ، وبصت وراها ، وادى ماهر وصل اهو 


ماهر بتفاجؤ :مررريم ..يامجرمه جيتى امتا ؟ 

مريم: لسه واصله حالا اهو حتى لسه مقعدتش ..

ماهر سلم عليها وبص لاميره :   اميره الجميله صاحبت اغلى اسم على قلبي .

اميره قربت منه وسلمت عليه :ازيك ياعمو اخبار صحتك عامل ايه .


ماهر :انا بخير ياحبيبة عمو ...تعالو نقعد تعالو ...واخدهم وراحو قعدو فالرسيبشن .


ماهر :قولولى بقا اخبار راضى وحسام وفريده ايه 

مريم :الكل بخير الحمد لله 

ماهر :يارب دايما ...هاه جايه تنقلى للجامعه هنا ولا غيرتى رأيك وجايين زياره ؟

مريم :لا جايين عشان ننقلها مصممه ياسيدى تيجى مع زميلات طفولتها قال ايه عاملين رابطه اسمها معا لن نفترق حتى بيت العدل ..


اميره :ماما ؟

ماهر :هههههههه بس يامريم احرجتى البنت ...بس هى امك طول عمرها كده يااميره دبشه ...


اميره :انتا هتقولى ياعمو دى الحته دى سبب معاناتى الكبرى معاها ...عموما انا هقوم خالص واسيبها تقول عليا اللى تقوله بقا ..


مريم :على فييين ؟

اميره :هروح لناديه والله ماتخافيش  .

ماهر :متخافيش نادر فالشركه مش هنا .

مريم :على فكره مش قصدى خالص يعنى ...بس ياله دايما فاهمينى صح 


ماهر :بس غريبه يعنى متوقعتهاش دى من نادر يعرف ان اميره جايه وميعسكرش فالبيت يستناها !


مريم :عشان هو ميعرفش انها جايه اساسا ...انا طلبت منها متقولهوش عشان قولنا  وخبطت ببطن ايدها على بطن ايدها التانيه.. نطب عليكم كده نعمل كبسه .


ماهر :احلى كبسه فالدنيا ...كلمتى راضى فموضوع نادر واميره زى ماطلبت منك فآخر مكالمه ؟


مريم :كلمته وقال اهم حاجه رأى اميره وسألها وهى وافقت واشطا ..


بس مفيش جواز ولا اى حاجه غير بعد سنتين الجامعه اللى فاضلينلها آه ..


ماهر :وهو كذلك لكن عالاقل هنلبس دبل ونقرا فاتحه عشان تبقى رسمى .


مريم :تماموز 

ماهر :يبنتى ايه لغة الحوار     البايظه بتاعتك دى !

مريم :دى مصطلحات بيجيبوها الاولاد من صحابهم بخليهم يبطلوها واتعلمها انا هههههه بصراحه بتعجبنى .

ماهر :طول عمرك متجدده ..


مريم :سيبك منى انا بلا متجدده بلا متوهجه بلا جو كاظم الساهر دا ..قولى جديدك شايفه عنيك بتلمع لمعه غريبه اييه السرررر !


ماهر :مفيش جديد ولا اى حاجه ..دا العادى بتاع عنيا هما طول عمرهم بيلمعو كده بس انتى مكنتيش واخده بالك ..


مريم :طب عينى فعينك كده .

ماهر :مررريم عايزه اييه 

مريم :عايزه اعرف فيك ايه متغير ..

حبيت ياماهر ؟ 


ماهر :وهو ينفع ؟ 

مريم :وايه اللى يقل نفعه !

ماهر :انتى اللى بتقولى كده يامريم ؟ 


مريم :اه انا ..لو كان دا حصل ياماهر الحق عيش اللى باقى من عمرك ..انتا عاقبت نفسك كتير اوووى وكفرت عن ذنبك واظن كفايه لحد هنا .


ماهر :واميره يامريم 


مريم :مالها اميره؟ اميره هتفضل دايما متربعه فى ركن جوا قلبك وعقلك محدش هيقدر ياخده انا متأكده ..بس فيه حياه لازم تتعاش بطريقه طبيعيه ياماهر  .


طول الوقت اللى فات دا عادى وحدتك لانك يمكن مكنتش لاقى الانسانه المناسبه ليك ....

لكن لوكنت لقيتها دلوقتى وحرمت نفسك منها هتبقى بتستخدم مع نفسك عقاب جلد الذات ..ودا اقصى انواع العقابات واشدهم الم ...


ماهر :انتى ازاى بتقدرى تخترقى افكار اللى قدامك كده وتقوليله كل الى عاوز يسمعه فى نفس الوقت اللى محتاج فيه دا  ؟ 


مريم :دا مش اختراق بس دى ميزه ربنا ادهانى ، انى اعرف اقرا الانسان اللى قدامى كويس من تعابير وشه ونظرات عنيه، وحتى الجسم ليه لغه انا بعرف اقراها كويس اووى ..


ماهر اتنهد :يعنى تفتكرى مش هتزعل منى  ؟

مريم :بالعكس دى هتفرح لفرحك وتنبسط لسعادتك اوى انا متأكده .


ماهر :جيتينى فالوقت اللى بتخبط فيه ومحتار اكبر حيره فالدنيا ...


مريم :وياترى مين اللى حيرت ماهر بالطريقه دى بعد الوقت دا وفالسن دا ؟

ماهر :موده اخت قاسم .

مريم خبطت على صدرها :يلهوى مدام نظيفه ؟!

ماهر اتفتح فالضحك بعلو صوته ...يخرب عقلك يامريم جبتى الاسم دا منين ؟ 


مريم :هو انا اللى جبت دنا سمعت اهلها بيقولولها كده ...ولا باباها كل شويه يقولها القطنه مبتكدبش .


ماهر كمل ضحك لغاية ماتعب وكل مايبطل يرجع يضحك تانى ومريم بصاله وهى مبتسمه وبتهز دماغها ومستغربه من اختياره دا ..

    

شويتين ونادر رجع من الشغل ،ورمى مفاتيح عربيته على الطربيزه ،وبص شاف مريم قاعده جمب باباه، فتح بوقه ورفع حواجبه بتفاجؤ ...


مريم رفعتله حواجبها ونزلتهم بحركه سريعه مصحوبه بأبتسامه وهو جه جرى عليها ..


نادر :طنط مريم ازيك عامله ايه جيتى امته وجيتى لوحدك ؟ 

مريم :انا الحمد لله ، ومجتش لوحدى اميره جت معايا ..


نادر :بجد طب هى فين وفضل يتلفت حواليه زى المجنون ..


مريم :عند ناديه فأوضتها متدورش كتير ..

نادر :بجد والله ؟ طب اما اروح اسلم عليها بقا


مريم وماهر الاتنين فحس واحد :ولدددد  ...

مريم :تعالا ابابا هنا هندهلها انا تيجى تسلم عليك قدااامنا .


نادر قعد وهو مغلوب على امره، وعينه على السلم لفوق، واللى يدور على قلبه فاللحظه دى يلاقيه اتسحب من بين ضلوعه وراح لاميرته مطرح ماقاعده ..


ماهر ومريم مارسو على نادر اقصى درجات الضغط وهما عمالين يتكلمو ومتجاهلينه خالص، ومريم مش راضيه تنادى اميره عشان نادر يشوفها ...


نادر فضل يفرك فمكانه بملل وبعدها وقف وزعق بقلة صبر : لا بقا دانتو قاصدين تعذبونى انتو الاتنين ...


وراح وقف على اول السلم ونادى بعلو صوته ....اميراااااه ...اميره انزلى كلمى امك عايزاكى بسرررعه ..


مريم وماهر فطسو ضحك على تصرف نادر ،

واميره خرجت بسرعه من عند ناديه على صوته، ونزلت السلم وهى مستغربه من تصرف نادر المجنون ،وبتضحك عليه وهو واقف اول السلم وحاطط رجله على اول سلمه وفردلها اديه اول ماشافها نازله، خلاها فنص هدومها من الكسوف قدام ابوه وعمته ،وحتى اخته ناديه اللى خرجت معاها تشوف فيه ايه، وامه سميه، واخيرا امها اللى شدته من هدومه بتبعده عن السلم عشان اميره تعرف تعدى وتنزل ...


**********

قاسم قاعد فمكتبه    وغريب اتصل بيه 


قاسم :ايوه ياغريب 

غريب :ايه ايوه دى تك اوا قول نعم ياسى غريب ..


قاسم :اه منتا ليل خلتك اخدت على السى والبى والدلع والهشتكه ...حل عنى انا عندى جفاف عاطفى ومش ناقصك .

غريب :ياساتر على نبرك يااخى .

قاسم :متصل ليه انطق ورايا شغل 


غريب :طيب ياعم المهم خلاص اقفل هكلمك لما تكون فاضى .


قاسم :لا اتنيل اتكلم مادام اتصلت، متخلينيش افضل افكر ياتري كان عاوزنى فأيه ،وتبرجل مخى معاك وهو متبرجل خلقه اخلص ..


غريب :كنت عايزك تنزل معايا نشترى جهاز سونار نوديه لاى مستشفى حكومى ،ولا نشوف مستشفى ناقصها جهاز ايه مهم ونجيبه صدقه جاريه على روح داده سميره .. عمل انسانى يعنى 


قاسم :اممم عمل انسانيييي ..طب بص بقى انتا تاخد نادر فالطلعه دى وتنسانى انا .


غريب : مالك يلا ؟ 

قاسم :مش فاضى ،ومش رايق، ومدايق، وجواهر واحشانى ،وتعبت وزهقت من نومة المكتب ...


اقولك ..اجل المشوار دا عشان انا يئست من حياتى وقربت انتحر، واهو تجيبلى جهاز معاك صدقه على روحى بالمره ولما هتاخد اتنين هيعملولك خصم .


غريب :ياساتر يارب ..ايه يابنى انتا متستهدى بالله واصبر على نفسك وهتموت من القهر لوحدك من غير انتحار ولا ذنوب .


قاسم زعق وهو لسه على الخط مع غريب : هاتهولى الحرامى دا هنا ...


دنتا حظك عنب دنا هروقك ...بتسرق اراضى الدوله ياحرامى وتبيعها بملايين وياريت حتى بتدفع الضرايب اللى عليك تضحك على الدوله بيها شويه ..طب تعالا .


قاسم رجع للتليفون وكلم غريب:ياله طير انتا ياغريب عندى طلعه وهعدى عليك بالليل هاخدك وننزل على اى قهوه نتكلم شويه ...


غريب :ماشى هستناك سلام .

قاسم :سلام . 


قاسم فوسط التحقيق سمع ت    ليفونه بيرن مسكه ورد على المتصل وحط التليفون على ودنه وسمع من غير مايتكلم ووشه اتحول للون الاحمر    وعنيه شويه وهيخرجو من مكانهم من كتر مامبرقهم بصدمه ..


شال قاسم التليفون وحطه على المكتب قدامه وهو بيهمس لنفسه ..محروس عم جواهر لسه عايش؟!


********

زوزو طول المدة اللى فاتت وهى بتحاول تكلم حسنيه بأى طريقه وتفهما على اللى بيحصل لبنتها من ابوها لكن حسنيه مش مدياها اى فرصه ودايما بتصدها ، 


كتير زوزو قالت خلاص انا مليش دعوه بالموضوع دا، لكن طول الوقت بتفتكر منظر البنت الصغيره وهى بين ايدين ابوها وبيعمل فيها كده نار بتشب فجسمها 


فيوم استغلت خروج حسنيه للبستان لوحدها وخرجت وراها ،وشدتها بكل قوتها وسط الشجر لغاية مابعدو عن البيت رغم مقاومة حسنيه ليها ومحاولتها انها تفلت منها ...


حسنيه :اوعى اكده عاوزه منى ايه مجرجرانى معاكى كيف البهيمه 


زوزو وهى بتنهج :بصى بقا المرادى هتسمعينى برضاكى او غصب عنك .


حسنيه :قولى ياست وخلصينى عاوزه توقعينى فانهى نصيبه سوده على راسك .


زوزوو:ربنا يسامحك ..بصى بقا جوزك محروس بيتحرش ببنتك وبيعمل معاها حجات مش قادره انطقها من بشاعتها .


حسنيه :بيتحركش بيها كيف يعنى ؟ وايه الحجات اللى مش قادره تنطوقيها دى !


زوزو :جوزك بيعمل لبنتك زى مابيعمل معاكى وفهمك كفايه 


حسنيه :ههههههه اهى دى نكتتة الموسم كيف ماعيقولو ..طيب ياست زوزو قلتى اللى حداكى متشكرين .. سيبينى وروحى لحال سبيلك الله لا يسيئك .. وسابتها ومشيت 


زوزو بصوت عالى خلت حسنيه وقفت لكنها مبصتلهاش :اسمعى فيه قزازه تحت مرتبة السرير بتاعكم، دى قزازة مخدر محروس بيشمم منها البنت طول ماهى معاه عشان متعيطش ،وتفضل ساكته ومدروخه مهما عمل فيها ...


دورى عليها ولما تلاقيها خبيها وشوفى محروس هيعمل ايه ...


لكن قبل دا قوليلو انك رايحه عند اهلك بكره ومتروحيش ،وخليه ياخد الامان انك مشيتى، وبعدها اتسحبى وراقبيه ولو مشوفتيش حاجه المرادى تقلعى اللى فرجلك وتضربينى بيه قدام الكل، وانا مش هرفع عينى ولا حتى اقولك كفايه ...


كملت حسنيه طريقها من غير ماتبص لزوزو وطلعت على اوضتها طوالى وشالت بنتها وفضلت باصالها كتير بتتأمل شحوب وشها ،ومدت ايدها رفعت هدومها بأيد بتترعش وشافت نفس الاثار القديمه اللى كانت محيره تفكيرها بس المرادى شافتهم بنظره تانيه ...


فضلت صاحيه فالليله    دى لغاية مانام محروس ورفعت طرف المرتبه بحرص  لكنها ملقتش حاجه رفعت الحرف التانى وبلعت ريقها لما شافت القزازه اللى قالت عليها زوزو ..


حسنيه قربت القزازه من مناخيرها وشمت منها لقتها ملهاش اى ريحه ..رجعت شمتها تانى بس المرادى اعنف ومفيش لحظات وحست الدنيا لفت بيها وجسمها بينمل قفلت القزازه بسرعه ورجعتها مكانها قبل مايغمى عليها ومحروس يصحى ويشوف انها عرفت طريقها 


فضلت حسنيه وقت متعرفش اد ايه وهى صاحيه بس مش قادره تتحكم فجسمها ولا قادره تحرك اى طرف من اطرافها .


فاقت بعد وقت طويل ،وقدرت اخيرا انها تحرك اطرافها ،وقعدت على السرير ،وبصعوبه مدت ايديها شالت جواهر الصغيره حطتها على حجرها، 


ودموعها نزلت وهى بتتخيل بنتها اللى لسه لحمه حمره كل يوم بتحس باللى حست بيه من شويه دا ومدت ايدها رفعت هدوم البنت وابتدت تتلمس الاثار اللى على جسمها،وقررت انها بكره هتراقب محروس واقسمت انها لو شافته فعلا بيعمل فبنتها كده نهايته هتكون على 

فرعون 2 

البارت الواحد والعشرون 21


قاسم :اه يامحروس الكلب ..يعنى لسه عايش مموتش ...صحيح العار مش بيموت بسهوله ..بس بسيطه ..

نهايتك هتكون على ايدى انا بعون الله ..

لبس الجاكيت بتاعه واخد مفاتيحه ونزل بسرعه راح على شقة غريب 


رن جرس شقة غريب وليل كانت فالحمام وجواهر كانت فالصاله فقامت فتحت واتفاجأت بقاسم قدامها ...


جواهر لفت بسرعه عشان تدخل لكن ايد قاسم كانت اسرع منها ومسكت ايدها ،لفها عليه بحركه سريعه وقرب منها ،وفلحظه كانت فحضنه .


جواهر بتحاول تفلت من حضن قاسم لكنه همس فودنها بحاجه خلت حركتها سكنت تماما ..عمك محروس لسه عايش 


غريب فاللحظه دى كان وصل عندهم وسأل :مين ياجواهر اللى كان بيخبط ؟ قاسم بعد عن جواهر ورد عليه  ..انا ياغريب 

غريب :قاسم ! مش قولت ان...


قاسم قاطعه :مش وقته ياغريب ..ادخلى غيري هدومك ياجواهر وتعالى معايا .


جواهر لسه واقفه مكانها ومش قادره تستوعب اللى سمعته ..

قاسم مسك دراعها وهزها جامد عشان تفوق من صدمتها ...جواهر يلا بينا بقولك ..


جواهر بلعت ريقها وردت اخيرا بهمس : على فين ؟

قاسم :هاخد بتارك من اللى دمرك بالشكل دا ..وقدامك .


غريب بقلق:متفهمنى فيه ايه ياقاسم هفضل واقف وسطكم زى الاطرش فالزفه كده ؟


جواهر :عمى محروس لسه عايش ياغريب .


ليل فاللحظه دى كانت خرجت من الحمام وسمعت الجمله دى خبطت على صدرها وصرخت بفزع :يامرى ..وه مماتش كيف الواكل ناسه ديه ...عامل كيف القطط بسبع ترواح القزين .


غريب :وانتا بقا هتاخد بتار جواهر من عمها ازاى ياقاسم ؟ هتقتله وتودى نفسك فداهيه وتضيع مستقبلك وحياتك ؟ 


قاسم :مش عارف هعمل فيه ايه بالظبط ..بس اللى متاكد منه، انى لو مقتلتهوش هخليه يعيش ندمان طول عمره على كل لحظه عاشت فيها جواهر فرعب بسببه ..هخليه يتمنى الموت وميطولهوش ..

وزعق ..يلا ياجواهر بقولك ..


ليل جات جرى على جواه   ر وحضنتها ...عوفها دلوكيت منتاش واعيلها عترجف كيف زعفة النخل لما يهزها الهوا من الخوف؟ 


غريب :تعالا ادخل ياقاسم الامور متتاخدش كده ...ادخل عشان نشوف هتعمل ايه ...مهو مش معقول هتدخلو على الراجل تضربوه فوسط بيته ،واللى يسألكم بتعملو كده ليه هتقولو اصله كان بيتحرش ببنت اخوه من سنين !


غريب :ليل خدى جواهر دخليها ترتاح 


ليل :تعالى ياحبة قلبي وشك بقا اصفر كيف اللمونه فلحظه بسبب سيرته الزفره ولد مبروكه الزفره ديه.


ليل دخلت جواهر الاوضه ومددتها على السرير وخرجت تشوف قاسم وغريب هيرسو على ايه ..


قاسم :مهو متقوليش اهدى دى تانى ياغريب .

غريب :طيب خلاص متهداش اتجنن اكتر بس اسمعنى فالاول ..التهور هيضرك انتا مش اى حد تانى ..


قاسم :بص ياغريب مهو انا هسافر للكلب دا يعنى هسافرله .. وهجيبه وهخلى جواهر تاخد بتارها منه بنفسها لغاية ماتشفى غليلها .


غريب :اعمل اللى يريحك ويريحها انا مقولتش غير كده بس خلى كله بالقانووون ...فهمتنى .


قاسم :فهمتك ...هدخل لجواهر انا اشوفها .


ليل :بالراحه عليها ياقاسم دى لساتها مجروحه منك ومنسيتش ولا سامحات .

قاسم :هحاول ارجعها ليا من تانى وحده وحده ياليل وهصبر مقداميش غير كده ..


ليل :ربنا يهديكم لبعض ومنه لله اللى كان السبب فكسرة النفوس .


قاسم دخل على جواهر لقاها قاعده وحاضنه المخده وبتبكى وباصه قدامها بشرود ..


قاسم :جوهرتى ...وحشتينى ياقلب قاسم ..وهمسلها بترجى موحشتكيش انا ياجوجو؟ 


جواهر بصت لقاسم بصة عتب ورجعت بصت بعيد مره تانيه ..


قاسم :جواهر عاتبينى ..زعقيلى . .عاقبينى بأى حاجه بس اتكلمى معايا وردى عليا ..انا بموت فغيابك والله العظيم ..انا غبى و ندمان وآسف اووى .


جواهر بصتله مره تانيه وشافت ملامحه التعبانه والندم اللى باين فعنيه، وفلحظه كانت   هتضعف وترمى نفسها فحضنه ،وتقوله اد ايه هو كمان واحشها، وبتموت كل ليله وهى بعيد عنه ، اد ايه قلبها بيوجعها،     وعيونها قربت تروح من كتر البكا كل ليله على حالهم بعد مالكل ينام ...


لكنها مسكت نفسها ...وقالتله بنبره صارمه ...مش هروح البلد ياقاسم ..


قاسم :لأ هتروحى ياجواهر .

جواهر غمضت عنيها ودموعها نزلو :اخاف ...بخاف منه ومش بطيق اشوفه قدامى .


قاسم :مفيش خوف طول منا جمبك ...انا اصلا هاخدك عشان نموت الخوف اللى جواكى دا منه  ..انا هوريكى ان محروس دا اضعف واصغر  من انك تفكرى فيه مجرد تفكير حتى .


جواهر سكتت وحطت دماغها بين ايديها وهى بتفكر ازاى هتقدر تشوف عفريتها اللى اسمه محروس قدامها مره تانيه ...


قاسم :جواهر ...بكره الصبح هاجى آخدك تكونى جاهزه ..سامعانى ..


جواهر هزت دماغها بموافقه وقاسم سابها وخرج، بعد ما قعد جمبها مسافه وهى مرفعتش دماغها من بين ايديها وحس انها عامله كده عشان مش عاوزه تشوفه .


قاسم خرج لغريب وقاله انه ماشى ..


غريب :ماشى رايح فين انتا مش قولت هننزل على القهوه شويه النهارده مع بعض ؟ 


قاسم :وشك فقري اعملك ايه ..نفسى اتسدت .

غريب :وشى فقري ؟ ونفسك اتسدت ! محسسنى انك كنت هتودينى دريم بارك مش القهوه اللى تحت البيت ! روَح ياقاسم غور .


قاسم :غاير اهو ياعم ..وسعو كده .ومشى 

ليل :قاسم إدَب ياولداه !


غريب :كتر خيره والله ياليل اللى بيمر بيه قاسم مش شويه .

ليل :ربنا يعينهم هما التنين على بلوتهم ..


غريب :طيب بقولك .

ليل :قول ياسى غريب .

غريب :مش هتقرى شويه لسى غريب النهارده عشان سى غريب وحشه صوتك وانتى بتقرى اوى .


ليل بفرحه ممزوجه بأستغراب ردت عليه :اتوحشتك العافيه يارب ..


النهارده هقرالك كتاب بحاله ..مش هسكت لغاية لما تزهق منى وتقولى خلاص اكتمى ياليل وجعتى راسى .


غريب بأبتسامه:يبقا عمرك    ماهتسكتى على كده ياليل .


ليل بتحارب نفسها فاللحظه دى عشان متصرخش من الفرحه وتتنطط قدام غريب .


غريب :يعنى لسه واقفه مااتحركتيش جبتى الكتاب! .


ليل اتحركت بسرعه على اوضة غريب وجابت كتاب على زوقها، وكان كتاب اشعار ،وابتدت تقرا لغريب قصايد الحب وهى بصاله، و كل كلمه كانت طالعه من قلبها كأنها متفصله على غريب بالظبط .


غريب :الله ياليل ..حقيقى الحب دا طلع زى مابيوصفوه الشعرا واجمل كمان ..

زمان كنت لما اقرا ولا اسمع قصة حب اقول اكيد الناس دى بتبالغ  فوصفهم للحب ..مفيش حاجه اكيد بالحلاوة اللى بيوصفوها دى ...لكن دلوقتى بس عرفت ان حتى الوصف مش بيدى الحب حقه ..


ليل :حبيت ياسى غريب ..

غريب :عاشق حتى النخاع ياليل .

ليل وهى بتتامل تفاصيله:يابختها اللى تسكن قلبك ياسى غريب ...دى توبقا سكنت فحته من الجنه .


غريب :بالعكس انا اللى يبختى بيها ياليل ..عشان لو قلبي حته من الجنه هى الجنه بذات نفسها ...هى اجمل حاجه على وش الارض 


ليل :كل واحد عيشوف حبيبه اجمل حد فعنيه ومن بعده عينه معتشوفش بشر .


غريب :بس انا حبيبتى احلى وحده فالدنيا فعلا ...تحبى اوصفهالك وتحكمى بنفسك ؟...حاضر هوصفهالك ...

عامله زى نسمه بارده فعز الحر ،  بريئه زى طفل لسه مولود بيكتشف الدنيا ..فقلبها للكل حنيه تشبه حنية ام على ابنها اللى شافته بعد عشرين سنه عقم ... هاديه زى هدوء الليل فالساعه اللى بتسبق اذان الفجر ...

صوتها فيه دفا يطمن .. ضحكتها لوحدها عالم الواحد يتوه فتفاصيله .


ليل مبتسمه على الوصف لانها متأكده انه بيوصف فيها هى، لان حسب كلام الكل غريب عمره ماحب ولا دخلت فحياته وحده قبل ماهى تدخل حياته ..


وحده غيرها كانت ممكن تكون طايره فوق السحاب دلوقتى من كلامه ده ..لكنها عارفه كويس انها لو صدقت وحلمت بغريب هتلاقى الكل وقف فطريقها واستكتره عليها واولهم ناديه ...ومش بعيد يخرجوها من حياته نهائى ...


ايوه عجبها جدا وصفه ليها ...لكنه طول الوقت بيوصف فطبعها وروحها مش فشكلها ...صحيح هو اول واحد يعرفها من جوه ...لكن برضو دا مش كفايه ..


ليل :كل الحجات الحلوه دى فحبيبتك ياسى غريب !

غريب :واكتر ياليل ...انا لو هفضل اوصف فيها من هنا لسنه لقدام مش هخلص ..

غريب :استنى نسيت اهم تفصيله ..شعرها ياليل ...شعرها اللى عامل زى شلال  من الحرير بيكمل لوحة جمالها وحسنها .. 


ليل اختفت ابتسامتها وهو بيقول جمالها وحسنها وقالت فنفسها :


اه ياسى غريب لو تشوف شكل حبيبتك دى وتعرف انها لاحداها جمال ولا حسن .    .يمكن ساعتها مكنتش هتبقى قاعد القعده دى معاها ، يمكن حتى لو شفتها صدفه فطريقك متبصش عليها ..


غريب :ساكته ليه ياليل!

ليل :هقول ايه ياسى غريب ...ربنا يعين قلبك وقلب كل حبيب .

وقفت وهى مخنوقه من كل حاجه ..من الدنيا ومن الناس ومن الظروف ..والاهم من دا كله ، من شكلها اللى هتفضل طول عمرها ملهاش اى فرصه فالحياه بسببه .


غريب :قمتى ليه ياليل 

ليل :خلاص ياسى غريب تعبت ونعست هدخل انام ..عاوز منى حاجه اعملهالك قبل ماادخل ..


غريب :لأ ياليل مش عاوز حاجه تصبحى على خير ...مشيت ليل تجر فرجليها جر وجاره معاها خيبة امل اكبر ....


غريب افتكر ان ليل زعلت عشان وصف حبيبته قدامها ..افتكر انها متعرفش انه كل وصفه فيها هى ،

اتمنى لو يقدر ياخدها فحضنه ويطمن قلبها ،ويقولها ان كل الكلام دا ليكى انتى وعليكى ...وان قلب فرعون مفيش وحده قدرت تخطى اسواره العاليه المنيعه قبل منك ...


لكن فيه قيود خفيه كانت مربطاه ورابطه حتى لسانه من الكلام ..قيود الخوف من الفراق .


ليل دخلت الاوضه وجواهر كانت مدياها ضهرها ونايمه، لكنها عرفت انها مش نايمه وبتبكى من هزة جسمها ..

ليل نامت جمب جواهر وحضنتها وبكت هى كمان ..

بكت بقوه لما افتكرت كل حبايبها اللى راحو منها ..ابوها وامها وسند ابنها ..وكمان متأكده ان القايمه هيتضافلها شخص تانى قريب اووى 

غريب اللى اول ماهييجى ياخد خطوه ناحيتها ويقرب منها اكتر ...الخطوه دى هتكون اول خطوه فطريق فراقهم .


لفت عليها جواهر لما حست ان ليل حالتها متقلش عنها من القهر، والاتنين حضنو بعض وعيطو لما شبعو ..

كل وحده بتعيط على حالها واللى وصلتله ..وبعدها نامو هما الاتنين ومفيش غير صوت شهقاتهم بترد على بعضها .


يومها ليل حلمت بأبنها سند وهو بيلعب معاها وكان فرحان وبيضحك وبيعمل حركات عشان يضحكها هى كمان زيه ...صحيت من النوم مع اذان الفجر زى كل يوم وصلت فرضها ودعت لاهلها دعواتها اليوميه اللى مفيش يوم بيعدى الا وتدعيلهم فيه بالرحمه والمغفره فكل سجده وبين كل اذان وإقامته ...


اما غريب فنام بعد صراع مع قلبه وعقله اللى بيتخانقو على ليل مين فيهم بيحبها اكتر ..


قاسم فالليله دى خرج من عند جواهر وغريب ونزل فضل يلف بالعربيه فالشوارع  لغاية ماتعب، والوقت اتأخر ورجع لمكتبه ،وقضى باقى ليلته صاحى بيفكر ياترى لما يشوف محروس بكره هيمسك نفسه ازاى انه ميقتلهوش ..


وكمان لو مسك نفسه ايه نوع العقاب اللى ممكن يعاقبه بيه يشفى غليله وغليل جواهر منه ..ولما متوصلش لحل سابها لغاية مايشوفه يمكن يعرف العقاب المناسب ليه وقتها لما يشوفه قدامه وعينه للصبح مزارهاش نوم .


**********

اما فالبلد ..

حسنيه اول ماصبح الصبح قالت لمحروس  انها هتروح النهارده بيت اهلها تشوف امها وهتقعد هناك شويه زى زوزو مقالتلها.

شافت فعيون محروس وهى بتقوله كده لمعت فرح غريبه وصوته لما رد عليها بالموافقه حست فيه بلهفه قويه.


نزلت بعد ماشالت بنتها     وحضنتها وباستها وشمتها وهى بتتمنى انها متشوفش اللى يوجع قلبها عليها ويخليها تندم طول عمرها انها كانت بتسيبها مع ابوها طول الوقت ..


زوزو شافت حسنيه بتخرج من البيت ومحروس بالكرسى بتاعه باصص عليها من حديد البلكونه .


بعدت شويه وعرفت انه خلاص مبقاش يقدر يشوفها ..وقفت شويه تاخد نفسها بصعوبه، وبعدها رجعت تانى على البيت، واطمنت لما ملقيتش محروس فمكانه اللى كان قاعد فيه، واتسحبت دخلت البيت وطلعت استخبت فأوضة زوزو اللى قصاد اوضتهم ...


زوزو اول مادخلت حسنيه من الباب فتحت بوقها عشان تتكلم لكن حسنيه جريت عليها وكتمت بوقها وشاورتلها عشان تسكت خالص ...


زوزو هزت رقابتها بموافقه وحسنيه شالت ايدها من على بوقها ..


زوزو فضلت باصه لحسنيه اللى واضح عليها اقصى درجات التوتر، 


وعرفت انها سمعت كلامها ودعت ربنا انها تكشف محروس النهارده وتقدر تخلص البنت المسكينه دى من بين ايديه ..


بعد نص ساعه لحسنيه من القعاد فأوضة زوزو وقفت وهى بتفرك اديها فبعض من التوتر ، وراحت على الباب فتحته وخرجت ورجليها من الخوف مش شايلينها ،وقربت خطوه خطوه من باب اوضتهم هى ومحروس، ونزلت على خرم الباب بصت منه ...


محروس بص على خرم الباب وابتسم ،فاكر ان زوزو هى اللى بتبص عليه زى كل مره، ومهمهوش منها ورجع يكمل اللى بيعمله فالبنت ..


حسنيه وقفت متخشبه بعد ماشافت كل حاجه ...شافت محروس فأبشع منظر وابشع موقف ممكن حد يشوفه فالدنيا ...شافته بيتحرش ببنته وهو مستمتع لاقصى درجه مشفتهاش منه فعز اندماجه معاها هى .


عقلها وقف ...قلبها هيوقف ..صوتها مش طالع ..حاسه بنار بتطلع من عنيها ..حاسه هيغمى عليها ..سندت على الحيطه بتاخد نفسها بصعوبه وزوزو لما شافت حالتها دى جريت عليها عشان تسندها ...لكن حسنيه بعدتها عنها بزقه من ايديها الاتنين خلت زوزو ترجع لورا ..


زوزو عنيها دمعت على حالة حسنيه، وصعبانه عليها لان اللى بيحصل دا مش شويه ..

اللى شافت محروس بيعمله خلاها كرهته، وكرهت نفسها ،وكرهت اللى كانت بتعمله زمان ،وفقدت ثقتها فكل الناس ..


حسنيه بصت حواليها بعيون زايغه، ونزلت جرى جابت حديده كانت عارفه مكانها وطلعت لفوق بسرعه ..


محروس  فالاثناء دى حس بحركه مش طبيعيه ونيم جواهر على السرير وخرج بالكرسى بتاعه يشوف فيه ايه ..


وبمجرد فتحه للباب لقى حسنيه قدامه وفثوانى كانت رافعه الحديده ونازله بيها على دماغه بكل قوتها ..

محروس وقع من على الكرسى على الارض من شدة الضربه والدم بقا نازل على وشه.

 

حسنيه مكتفتش بضربه وحده راحت قعدت قدامه وفضلت تضرب فيه بكل عزمها ،مره ،ورا مره، وكل مره بقوه اكبر من اللى قبلها، 


زوزو صرخت لما شافت منظر محروس وحسنيه بتفتت دماغه بالحديده وعلى صرختها الكل جه من تحت مرات سلفها واولادها ومبروكه  ..


الكل لما شافو المنظر صرخو والاولاد نزلو يجرو على تحت تانى ...اما مبروكه اللى كانت آخر وحده تطلع السلم وقعت مغمى عليها اول ماشافت المنظر ..


زوزو بسرعه جريت على اوضته    ا اخدت ابنها وفلوسها وسيغتها وبطاقتها وخرجت جرى من البيت كله .


 حسنيه بعد ماتعبت ومبقتش قادره تضرب تانى نزلت الحديده وقعدت تنهج جمب محروس، وهى شايفه منظره اللى مكانش اى منظر غيره هيبرد قلبها .


زحفت وراحت قعدت جمب السرير وسحبت بنتها شالتها على صدرها وبتهز فيها وتوشوشها فودنها ..


، اشششش، خلاص متخافيش من بعد النهارده من ايوتها حاجه، مفيش عذاب ليكى تانى...موتهولك ياحبة القلب والعين ...ولفت البنت اللى لسه تحت تأثير المخدر ناحية ابوها ...


بصى عليه ..شوفى عميلتلك فيه ايه ياجوهرت امك الغاليه ...ومدت ايدها على الارض غمستها فدم محروس السايح وحطت منه فبطن ايدين بنتها ...

اتحنى بدمه النجس ياضنا امك ...

بصى على حنتك وافرحى ،امك خدتلك بتارك وحتى رجليها غمستهم فدم محروس ...


شويه واخوات محروس الاتنين جم من الغيط جرى بعد مالولاد بلغوهم باللى حصل ،واول مادخلو وشافو المنظر متحملوش ..


محمد :عملتى اكده ليه ياحسنيه ؟ كتلتيه ليه ...


حسنيه مش بترد على اى حد، ولا باصه غير على بنتها جواهر وبتطمن فيها ان خلاص مبقاش فيه محروس، وكأن البنت هتفهم كلامها و هتدرك اللى حصل ...شويه وجواهر الصغيره صرخت لما ابتدا مفعول المخدر يروح وكان صوتها كان محبوس جواها واتحرر دلوقتى ...حضنتها حسنيه وهى عارفه بنتها حاسه بايه دلوقتى بعد ماجربت الاحساس بنفسها   


معداش وقت كتير وكانت عربية الاسعاف وعربيات الشرطه قدام باب محروس ،ودخلو اخدو الجثه وقبضو على حسنيه واخدوها على القسم وهى حاضنه بنتها اللى رفضت تسيبها من حضنها لاى مخلوق  .


***********

قاسم اول مانور الصبح شقشق رن على جواهر عشان تحضر نفسها، وعدى عليها اخدها ،

وراحو فطريق البلد ،اللى جواهر طول ماهى ماشيه فيها حاسه بخنقه مش طبيعيه وكأن روحها بتتسحب منها ...

قاسم ملاحظ حالتها وطول الوقت عينه عليها ويكلم فيها، وهى مش بترد، مفيش غير دموعها نازله ، ومهما حاول معاها عشان تاكل من الاكل اللى جايبهولها معاه ترفض ..


لحد ماوصلو على مشارف البلد  وكانت جواهر منتهيه قدام  قاسم  ومنظرها دا خلاه يحلف على الانتقام من محروس اضعاف مضاعفه ...


وقفو قدام البستان بتاع بيت جواهر بعد مافضل قاسم يسألها علي طريقه وهى كانت بتشاورله بأيدها من غير اى صوت .

نزل قاسم من العربيه وجواهر فضلت جواها ،وكان فيه لمة ناس جوا بستانهم راح عليهم قاسم ..


قاسم من غير سلام لانه كره البلد دى كلها واهلها وشاف ان خساره فيهم حتى السلام :محروس فين ؟


كل القاعدين فضلو يبصو لبعض ورجعو بصو لقاسم اللى حط ايده فوسطه بين المسدس اللى محطوط فوسطه قدام الكل ...بقوول محروس فين ؟


واحد من الناس :محروس فتلاجة المشتشفى العام يابيه ..


قاسم :تلاجة المستشفى اللى هو ازاى !


واحد تانى :زى اى حد لما عيموت عياخدوه على المشتشفى ويحطو دوسته فالتلادجه لغاية مايشرحوها وبعد اكده يطلعوه وخصوصا لو كان ميت مدتول كيف محروس اكده .


قاسم :بيقول ايه دا؟ محد فيكم يترجم .

واحد تالت :يابيه محروس     مرته كتلته النهارده ،وجات الاسعاف شالته على المشتشفى، والبوليص خد مرته والدنيا زايطه من الصبح زى منتا شايف ..


قاسم :محدش يعرف مراته قتلته ليه ؟

واحد غيرهم :عيقولو انه حرق ابو اللى جابها وهى كانت معصبه محملتش فابو اللى جابها قامت مخلصه عليه ...


قاسم هز دماغه بعدم استيعاب وسابهم وراح ركب عربيته وسند دماغه على الدربكسيون بتعب وبعدها رفع دماغه وفضل يضرب الدريكسيون بعنف، عشان مرات محروس سبقته بخطوه وهى اللى خلصت على محروس قبل مايصفى حسابه معاه .


طلع بالعربيه بسرعه وجواهر نطقت لاول مره ...رايح على فين ياقاسم ..قاسم بصلها من غير مايتكلم لحظات وبعدها نطق :هوريكى بعينك اللى يريح قلبك ياجواهر .


سأل قاسم على المستشفى ونزل هو وجواهر اللى مش فاهمه اى حاجه وراح على المشرحه وسمحوله يدخلها لما عرفو رتبته ...حارس المشرحه خرج بعد ماشاور لقاسم على التلاجه المطلوبه بأمر من قاسم .


جواهر بتتلفت حواليها بخوف ...انتا جايبنى هنا ليه ياقاسم !


قاسم قرب منها :هوريكى محروس بعينك وهو ميت ..ومش اى موته ، ميت مقتول على ايد مراته ..ربك بيمهل ولا يهمل ..مع انى كنت احب موته يكون على ايدى انا ..


راح على التلاجه وهو ماسك ايد جواهر بأيد ومد ايده التانيه سحب الدرج وغمض عنيه من بشاعة المنظر وجواهر صرخت واستخبت فحضن قاسم اول ماشافته ...


قاسم :فتحى عينك ياجواهر وشوفى ذنبك ربنا خلصهولك ازاى ...


جواهر هزت دماغها برفض واتمسكت بقاسم اكتر ...

قاسم :ارفعى وشك ياجواهر وبصيله بقولك ..

جواهر هزت دماغها مره تانيه،لكنه جبرها لما مسك وشها بأيده ولفها على محروس بالقوه ،وخلاها تشوفه وكان قاصد ان منظره البشع دا ينطبع فعنيها وذاكرتها للابد، لانه متأكد ان المنظر دا هو اللى هيضيع كل ذكرى لعمها محروس فدماغها ومش هيفضل غيره ..


 جواهر فتحت عنيها بعد ماكانت مغمضاهم بقوه، وركزت على محروس ،وشافته فالمنظر الوحيد اللى عمرها ماتمنت تشوف فيه حد غير محروس ولقت نفسها بتبتسم لا اراديا ..


قاسم قفل الدرج بالراحه :خلاص بصينا وشمتنا براحتنا وابتسمنا كمان ..نروح بقا نشوف الكلب دا مراته قتلته ليه .


اخد جواهر وراحو على القسم وقعدو مع الظابط المسئول عن القضيه وطلب منه انه يشوف مرات محروس ..


الظابط :انا معنديش مانع لكن هى حالتها متسمحش انها تتكلم يعنى مش هتفيدكم باى حاجه ،لانها من ساعة ماجت وهى حاضنه بنتها وساكته، ومهما حاولنا نخليها تتكلم وتحكى اى تفاصيل بترفض ..مفيش غير انها اعترفت بقتلها لجوزها ولغاية دلوقتى منعرفش ليه .


قاسم :معلش برضو محتاجين     نشوفها يمكن تتكلم فوجودنا ونعرف هى قتلته ليه ...


الظابط هز دماغه بموافقه ،وبعت العسكرى قاله هات حسنيه من الحجز  


وبعد شويه دخلت عليهم وهى شايله بنتها وبتبصلهم بخوف ..

قاسم وجواهر اتفاجئو قدامهم بطفله ميتعداش عمرها ال١٧ سنه وشايله على دراعها طفله تانيه ..


قاسم :اقعدى ياحسنيه ..اسمك حسنيه مش كده؟ بصى على اللى قاعده دى ..تعرفى دى مين ؟ 


حسنيه هزت دماغها برفض .

قاسم :دى جواهر بنت محمد اخو محروس جوزك .


حسنيه التفتت بسرعه على جواهر وركزت عنيها عليها .


قاسم :تعرفى احنا كنا جايين النهارده ليه ياحسنيه ...احنا كنا جايين نعمل فمحروس اللى انتى عملتيه بالظبط .


حسنيه بصتله وميلت دماغها بتساؤل وقاسم كمل ...جواهر عانت من جوزك فطفولتها كتير اووى لدرجة سببتلها مشكله مش عارفه تعيش بسببها حياه طبيعيه لحد دلوقتى ..


حسنيه نطقت اخيرا وهى باصه لجواهر :انى عارفه هو عيمل فيها ايه ..واحب اقولك متستغربيش عشان عيمل اكده فيكى وانتى بت اخوه ...عشان عيمل فبته نفس اللى كان يعمله فيكى ... الكل انتبه لكلامها بما فيهم الظابط المحقق


بوصى اكده ..ومدتلها البنت ...بصى حتتة اللحمه الحمره دى كيف واحد تطاوعه نفسه يأذيها ؟ 

دا لو غريب عنها مش ابوها مش هتهون عليه ...شوفى كان عيعمل فيها ايه كل يوم ،وانى مأمناله وسيباها معاه وغفلانه عنها ومديالهوش خوانه ...ورفعت هدوم البنت والكل شاف الاثار الواضحه والكل غمض عنيه بألم .


حسنيه كملت :كان جايب قزازة      بنج بيحطلها منها عشان متقدرش تبكى ولا تصرخ ياقلب امها ..كانتش عتبقى غير عنيها بس مفتحه ..وبصتلها وحضنتها جامد وشهقت من البكا وهى بتقول :


والله كانت عتشكيلى بدموعها كل مااشيلها وانى كنت حماره مفهمهاش ..مفهمتش غير متأخر قوى 


قاسم :متخافيش ياحسنيه مش هيجرالك اى حاجه انا هفضل معاكى شخصيا لغاية ماتطلعى براءه ...


حضرت الظابط لو سمحت تحول الطفله للطب الجنائى يكشف عليها ويعمل تقرير بحالة البنت ويثبت الاعتداء عليها قبل الوقت مايروح والاثار تختفى من جسم البنت 


الظابط :انا هعمل كده فعلا ..وحول البنت على الطبيب الجنائى 


قاسم :قوليلى ياحسنيه انتى سنك اد ايه ؟

حسنيه :كانت قاعدالى سنه والقاضى يكتبلى على الزفت محروس رسمى .


قاسم :حلو اوى ده ياحضرة الظابط ..يعنى قاصر ومش هتاخد عقوبه .


الظابط :ولو مش قاصر القاضى اول مايعرف ملابسات القضيه وسبب القتل هيطلعها براءه من اول جلسه .


قاسم : انا متأكد من ده ...حضرت الظابط انا سايب القضيه دى امانه بين ايديك تعمل كل اللازم عشان حسنيه تطلع منها ..


الظابط :متقلقش ياحضرة الملازم القضيه منتهيه لصالح حسنيه ..


قاسم وجواهر اطمنو على حسنيه وجواهر الكبيره شالت جواهر الصغيره وباستها وودعتها قبل ماتمشى وهى بتقول فى نفسها ..


ياترى لو كانت عَرَفت امها على اللى كان بيعمله معاها محروس ، هل كانت ردة فعلها هتكون نفس ردة فعل حسنيه ؟...وجاوبت نفسها 

اكيد طبعا كانت هتعمل كده واكتر كمان، ويمكن كانت راحت فيها واتعدمت لان الظروف مكانتش فصالحها زى ماهى فصالح حسنيه دلوقتى ...


خرجت للعربيه هى وقاسم   وقبل مايركبو بصت وشافت ابوها وعمها واقفين قدام القسم بيتخانقو مع اهل حسنيه ، وقفت تبص على ابوها وهو بيتخانق ويزعق ويدافع عن اخوه باستماته ونفسه ياخد بتاره من حسنيه ويتحلف انه هيخلص عليها زى ماقتلت اخوه .


جواهر راحت عليه بخطوات بطيئه وقاسم بينده عليها مبتردش، لغاية ماوصلت عنده ومسكته من دراعه ولفته عليها بالراحه تحت استغراب كل الواقفين ..

قاسم كمان كان له نصيب من الاستغراب وهو ماشى وراها ومش عارفها رايحه فين ولا هتعمل ايه ..


محمد باستغراب :مين انتى ؟ وعاكشه دراعى اكده ليه !

جواهر :انا بنتك اللى ليها سنين بعيد عنك مفكرتش تسأل عليها حتى بالكدب .


محمد ضيق عنيه وهو بيتفحص ملامحها وبعدها رفع حواجبه بدهشه لما دقق فيها وعرفها اخيرا ..


محمد :جواهر ..بتى ..وفرد اديه عشان ياخدها بالحضن لكن قاسم كان اسرع منه ووقف قدامه وزاح جواهر وراه .

محمد :وه ...مين انتا وعتدسها وراك منى ليه دى بتى ؟!


قاسم :ولا يصرف معايا الكلام دا واياك تمد ايدك عليها ولا تلمسها .


محمد :اوعى اكده من قدامى خلينى اسلم على بتى ...مين انتا عشان تقولى المسها ولا ملمسهاش ؟


قاسم بشموخ :انا جوزها الملازم اول قاسم عبد السلام العو ...تحب تشوف البطاقه .

محمد بلع ريقه وكش فنفسه اول ماقاسم عرفه بنفسه :اهلا وسهلا بيك ياولدى حصلنا الشرف ... بس برضك تمنع مرتك تسلم على ابوها ليه ؟


قاسم :عشان انتو عيله واطيه ومسمحش لحد فيكم يحط ايده على مراتى حتى ابوها ..


محمد اتلفت حواليه لقى كل الناس مركزه معاهم اخد قاسم من دراعه على جمب باحراج ..


ايه داخل فينا شمال اكده ليه ..وبص لجواهر :قيلاله ايه علينا ياجواهر انتى وامك يخليه يشتم فينا فبلدنا ووسط ناسنا ! واصلا ايه اللى جابك وجابه اهنه طول مانتو مش طايقين تسلمو عليا حتى ؟ 


جواهر :احنا مش جايين عشانك     ولا عشان اى حد منكم، انا جوزى جابنى وجه عشان ياخدلى تاري ويخلصلى حقى من محروس الكلب اخوك .


محمد بعصبيه :جواهررر ..الظاهر انك محتاجه ربايه من اول وجديد ، فيه وحده متربيه تغلط فعمها اللى رباها وهو لساته ميت وحتى مااتدفنش طلعتى رباية مره صوح.

جواهر:المره دى ارجل من عيلتكم كلها .

محمد هنا مستحملش ورفع ايده يضرب جواهر لكن ايد قاسم كانت اسرع وصدت ايده قبل ماتوصلها ..


قاسم :اقسم بالله لو كانت ايدك لمست جواهر لكانت ايدك هتبات النهارده فحته وانتا فحته .


محمد :عقولك ايه ..خد مرتك وروح من اهنه احسن وعزة جلال الله اطلق عليك اهل البلد يقطعوك ويدفنوك ومحد يعرفلك طريق جره ، وآخد الفاجره دى ارميها فالدار تعيش تحت رجلين مرت ابوها خدامه .


قاسم هجم على ابو جواهر بعد ماسمعه بيغلط فيها باللفظ دا لكن جواهر وقفت بينهم عشان خافت على قاسم ..

خلاص ياقاسم يلا بينا نمشى من هنا ..ولفت لابوها :

لما تظهر تقارير الطب الشرعى بتاعت بنت اخوك وتعرف سبب قتل مراته ليه ..اعرف وقتها انه كان بيعمل مع بنتك كل ده واكتر ...اخوك اللى بتدافع عنه    دوقنى اشد انواع العذاب وانا عيله صغيره لا حول لى ولا قوه .سلام يا....ابويا 


وسابته ومسكت دراع قاسم ومشيت معاه وركبو عربيتهم وطلعو من بلد المصايب اخيراً .....

                الفصل الثاني والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا


تعليقات



<>