رواية فرعون الجزء الثاني2 الفصل السابع والعشرون27والثامن والعشرون28والتاسع والعشرون29بقلم ريناد يوسف

 

رواية فرعون الجزء الثاني2 

الفصل السابع والعشرون

بقلم ريناد يوسف

غريب صحى الصبح واو    ل حاجه عملها انه مد ايده يتلمس مكان ليل لما ملقهاش فحضنه، لكنه استغرب لما ملقهاش كمان على السرير كله ..

اتعدل ولسه هينده عليها سمع صوت خلخالها وهو بيقرب على اوضته 


غريب ابتسم بحب اول مادخلت وهى ابتسمت على ابتسامته وراحت حطت الاكل على الطربيزه وراحتله  لما شافته مدلها ايده ،مسكت ايده وقعدت فحضنه ..


غريب :اول وآخر مره اصحى من النوم ملقاكيش جمبى .

ليل :قمت حضرتلك الوكل 

غريب :ولا عشان تحضرى الاكل ..ولا عشان اى حاجه فالدنيا اصحى من النوم الاقيكى فحضنى مليش دعوه.


ليل بتتأمله وهى مش مصدقه نفسها من السعاده ،متكلمتش لكنها مدت ايدها على وش غريب     تلمس كل انش فيه عشان تتأكد ان الراجل دا بتاعها لوحدها ..ملكها هى وبس ..غمضت عنيها لما شافت غريب بيقرب منها اكتر ،  وابتدت لمساته تعزف على اوتار قلبها بنعومه وبعدها اخدها لعالم تانى من السعاده ....


***

جواهر قاسم نايم وواخدها فحضنه ودافن دماغه فرقبتها وضاممها عليه جامد ...

جواهر :قاسم 

 قاسم:هممم

جواهر :مش هتقوم عشان تنزل الشغل ؟

قاسم :ضمها عليه اكتر ومردش عليها 

جواهر:ياقاسم هتترفد ...

قاسم :مش مهم ...اسكتى ياجواهر وسيبينى عاوزه تطردينى من الجنه ليه ..

جواهر :طيب حتى رن على اللوا اللى كلمك دا ودخلت فيه شمال يمكن فيه حاجه مهمه 

قاسم فتح عنيه مره وحده ونط قام من على السرير بسرعه لما افتكر ان النهارده اول يوم تحقيق فأكبر قضية فساد  وسرقة اموال مع اكبر راس فالبلد ...

دخل الحمام بسرعه واخد شاور على السريع ونزل وهو وبيكمل لبسه على السلم ...


اما جواهر فقامت بعد ماقاسم مشى وفضلت تلف حوالين نفسها بسعاده وهى طايره لانها واخيرا تخلصت من اى ذكرى او جرح جواها من محروس الكلب  


****

ماهر صاحى النهارده بنشاط غير عادى وحماس فاول يوم يرجع فيه لشركته، لكن مش هو دا السبب الوحيد لحماسه دا ...فالحقيقه فيه سبب تانى ..وهو ان موده كمان اول يوم ليها النهارده معاه فالشركه

 ...واخيرا هيقدر يتكلم معاها براحته بمساحه اكبر ووقت اطول ويقدر يعرف رد فعلها ايه لو اخد خطوه تجاه ارتباطهم ...

ابتسم وهو قدام المرايه بيقفل ازرار القميص بتاعه وهو بيفتكر محادثتهم ليلة امبارح . 

ماهر :شرنقه.. الرساله قعدت ثوانى مش متشافه وبعدها موده فتحت وشاف انها قرتها 

ماهر :ايه دا دنتى لسه عايشه وبتقرى رسايل اهو !

انا قولت الجراسيم اتلمت عليها واكلوها بعد ماروحت 😂😂


موده :اتريق براحتك ...ماشى 


ماهر :مش بتريق بس منظر   ك امبارح والرعب اللى كنتى فيه كل ماافتكره افضل اضحك غصب عنى .


موده :وتضحك على حاجه مليش يد فيها ، هو انتا فاكر انى مبسوطه بحاجه زى دى يعنى ؟ 


ماهر :ومين بقا اللى ضحك عليكى وقلك ان دى حاجه مش بأيدك ؟ كل حاجه بايدك انتى والخوف جواكى انتى وبس ..انتى اللى خلقتيه وانتى اللى كبرتيه ...وابسط مثال على كده انى انا كنت قاعد معاكى ومسكت التراب والطين معاكى ومفيش اى حاجه .


موده :ياماهر افهمنى الحاجه دى مبتظهرش بسرعه دى بتاخد وقت وبعدها بنكتشفها .

ماهر :طيب ولما الواحد بيكتشف انه عنده حاجه ،بيموت خلاص ولا بيروح لدكتور والدكتور يعالجه ؟ انتى عارفه لو كل الناس عملت زيك كده الدكاتره دى هتنام فالبيوت ومحدش فيهم هيلاقى شغل ...ياموده الحياه ابسط من كده متعقديهاش .


موده :شافت ومردتش  

ماهر :سكتى يعنى ياشرنقه ؟؟

موده :اقول ايه ؟

ماهر :قوليلى حاضر ياماهر ..وامشى ورايا 

موده :على ايه؟ 

ماهر :على كل حاجه ...سيبيلى نفسك خالص وانا هساعدك انك تخرجى من الشرنقه دى كفايه بقا ...عاوزك تبقى احلى فراشه فالدنيا ...


موده :بأذن الله 

ماهر :هتجهزى بكره على الساعه كام عشان اعدى عليكى اخدك معايا ؟


موده :انتا بتروح فالعادى الساعه كام 

ماهر :انا بروح الساعه ١٠ 

موده :تمام هكون جاهزه 

ماهر :شرنقه 

موده :نعم 

ماهر :خديلى بالك من نفسك 

موده :حاضر ...وانتا كمان 

ماهر :انا كمان ايه ؟

موده :خدلى بالك من نفسك ...وقفلت بسرعه ..ماهر ابتسم وبعدها حط التليفون جمبه ونام وهو مرتاح...


وكالعاده نفس الحلم بيتكرر معاه كل كام يوم ...بنفس التفاصيل ..ماهر مش عارف يفسر دا بأيه ...وقرر انه يسأل شيخ او حد بيفهم فى تفسير الاحلام على الحلم دا ويعرف تفسيره ...

********

اما قاسم فقاعد فالشغل لكن عقله وفكره فحته تانيه ...عند حبيبته جواهر ...طول الوقت عمال يوزع فابتسامات وكل شويه يمسك التليفون وينزله تحت الطربيزه  ويبعتلها بحبك ...ويستنى شويه ويبعتلها اووى ...


اللوا بهاء لاحظ شرود قاسم كلمه بحده :قاسم مشغول بأيه تحت الطربيزه ؟ 

قاسم :ولا حاجه يافندم هكون مشغول بأيه يعنى 

اللوا بهاء :طيب طلع اديك حطهم فوق الطربيزه قدامك وبطل اللى بتعمله دا .


الكل بص لقاسم 

قاسم :ايه البصه دى ؟ 

بهاء :خلاص ياقاسم انتبه شويه مش كده 


قاسم :منا منتبه اهو ياباشا .

بهاء :طيب قولى انا كنت بقول ايه من شويه ؟

قاسم :كنت بتقول خلاص ياقاسم انتبه شويه .

لا اللى قبل كده 

قاسم :كنت بتقولى طلع ايديك فوق الطربيزه 

اللوا :اقعد ياقاسم ...انا مش عارف مالك النهارده ..حاسك مش معانا خالص 

قاسم :لا معاكم معاكم ...كمل سيادتك و كلى اذان صاغيه .

كمل اللوا شرح الخطه واللى هيتعمل فالمرحله الجايه وادى التعليمات للكل وخرج ..


واخيرا قاسم اتنهد بارتياح وجرى على مكتبه هو وتليفونه عشان يكلم جوهرته .

**********

ماهر راح الشركه بعد ماعدى على موده اخدها معاه لكن قبلها وقبل مايخرج من الفيلا وقفته جميله لما جاتله تجرى من اوضتها وحطت فايده شيك بكل فلوسها اللى فالبنك 


ماهر :دى فلوسك وورثك ياجميله ومعندكيش غيرهم ..مش خايفه احسن يضيعو ولا اخسرهم هما كمان 


جميله :اللى عندك انتا ميضيعش ياحبيبي اللى فضل محافظ على ورث اخته سنين طويله ورجعهولها برغم انها ملهاش اى حق فيه ميتخافش منه ابدا ،..وبعدين حتى لو خسرتهم فداك ...المهم اسمك حاولت واهم يدوك شوية وقت لما تسدد منهم حاجه هنا وحاجه هنا ..


ماهر ابتسم لجميله وهز دماغه برضى واخد الشيك منها وباس دماغها وخرج ..


ماهر :هاه ياست موده ايه رأيك فمكتبك ؟

موده :بس الاوضه فيها مكتبين واحنا متفقناش على كده ..انتا قولتلى انى هقعد فمكتب لوحدى ؟!.


ماهر :دا مش مكتب اى حد دا مكتبى انا ...انا هبقى محتاجك طول الوقت ومش هينفع تفضلى رايحه جايه على مكتبى فقلت الاسهل ليكى وعليكى نفضل مع بعض ...لكن لو دا يدايقك انا هنقل مكتبى  فأوضه تانيه فورا .


موده بسرعه واندفاع :لا متنقلش حاجه  خليك ...وعدلت النضاره بتاعتها بارتباك وهى شايفه ابتسامته ..أاانا قصدى خليك انتا مش غريب يعنى وعارف حالتى فمش هتنتقدنى كل شويه ولا هكون مصدر سخريتك ..


ماهر اتنهد بحب وهو شايف ارتباكها وخجلها ...طيب يلا نبدا ...انا بعت جبت تصاميم لواجهات عماير وفيلات من اشطر مهندسين من ايطاليا عشان انفذها هنا وتكون حاجه راقيه ومميزه وعلامه لشركتنا ..لو سمحتى عاوزك تترجميلى كل حاجه جات فالاوراق دى ومتخافيش هى كلها مكتوبه بالانجليزى مش بالايطالى .


موده :منا ليا فالايطالى شويه برضو على شوية فرينش  يعنى متخفش هعرف اسيطر  .

ماهر :وانا متأكد من ده ..يلا بقا نبدا باسم الله ...


لسه هيبتدو شغل دخل عليهم نادر وابتدو ينظمو خطواتهم الجايه وماهر اعتمد على معارفه من رجال الاعمال انهم يسلفوه ويقدمو عطاءات اعلى من العطا اللى هو هيقدمه عن كام مناقصه عشان يكسبهم ويعوض بيهم ولو جزء بسيط يمكنه حتى من دفع رواتب الموظفين ..

اما البنك فطلب منهم جدولة الدين وتقسيط القسط والبنك وافق على ده من ضمن التسهيلات اللى بيقدمها للعملا ....

اما فلوس جميله اخته فقرر انه يدخل بيها شريك فمشروع قريه سياحيه كبير اوى مع صاحب شركه معروفه كان بيدور على شريك  نظرا لنقص السيوله معاه وبكده يكون ضمن مكسب مضاعف فوقت قصير ويقدر يسدد منه جزء كبير من الدين اللى على الشركه ..


اما الارض اللى اتنصب على نادر  فيها فطلع الراجل اللى نصب عليه ناصب على اتنين تانيين زيه وماهر قدر يتواصل معاهم وعملو حزب كل هدفه انه يرجع كل قرش اتنصب عليهم فيه وبكده ماهر كبر الامل عنده ان فلوسه ترجع لان وراها كذا مُطالب .


اما نادر فبيتعلم من ابوه وهو منبهر بطريقته وذكائه فى السيطره على كافة الامور وثباته وقوته برغم انه تقريبا اصبح على الحديده الا انه متماسك كأن شئ لم يكن ..وايقن ان قوته هى سر نجاحه ...

***********


بتعدى الايام والكل عايش فسعاده 

ماهر حاسس انه خلاص تقريبا اتأكد من مشاعر موده نحيته ووحده وحده ابتدا يدمجها مع الطبيعه والعالم اللى حواليها ومره على مره يعزمها بره لغاية ماعودها تاكل فمطاعم برغم استحالة الامر فالاول لكنه فالاخر نجح ...


موده حالتها اتغيرت ودا وضح جدا فأسلوبها فالتعامل مع اللى حواليها واهلها فرحانين جدا بالتغيرات اللى بتحصلها دى ولم يخفى على ماجده السر ورا التغيير اللى بيحصل لموده بنتها .واخيرا الفراشه خرجت من شرنقتها بفضل ماهر 


اما غريب وليل الاتنين عايشين اجمل ايام عمرهم فى ضحك ولعب وحب ..وصوت خلخالها طول الوقت بيعزف على وتر قلبه مع كل خطوه بتخطيها ...غريب ادمن قرب ليل لدرجة لما بيكونو نايمين وتتحرك وخلخالها يعمل صوت غريب بيمد ايده بسرعه يلمسها عشان يطمن انها لسه جمبه متحركتش . 


اما قاسم فالايام دى بينتقم من جواهر على عذاب البعد  اللى اتعذبه بسبب حالتها من اول جوازهم بأنه مش بيبعد عنها ثانيه طول ماهما فالشقه فالمطبخ فالصاله وهى بتنضف ...وهى مستمتعه جدا من انتقامه ده وبتتمنى لو يفضل كده طول العمر .


ناديه مفتقده غريب جدا ونفسها تروح تزوره وتقعدلها معاهم يومين  لكن عمتها جميله مانعاها من كده وبتقولها سيبيهم على راحتهم متدايقيهمش دول عرسان جداد ..


اما سميه فكل يوم بتستنى تليفون غريب بفارغ الصبر لان هو الحاجه الوحيده اللى بتكسر الملل والوحده اللى هى فيهم وخصوصا وان نادر اللى كانت بتتكلم معاه من وقت للتانى مشغول طول الوقت اليومين دول فالشركه مع ابوه ...

وناديه على موقفها السابق بعيده عن امها ومفيش اى اختلاط غير على قد سؤال وجواب عن اى حاجه تخترعها سميه عشان تسمع صوت ناديه وترد عليها ...


**********

غريب :ليٍلى 

ليل :نعمين يانن عين ليلك ..ياقلب ليلك ودقاته ..

غريب ابتسم وراح على مصدر الصوت واخد خصله من شعرها فأيده وشمه بقوه  وانتشاء ...انا عاملك مفاجأه من يوم مااتجوزنا وانا بجهزلك فيها ..حزرى فزرى هى ايه ..


ليل :ولا اى حاجه فالدنيا تهمنى ولا تفرحنى غيرك وغير وجودك جمبى .


غريب :بعد الكلام الحلو دا لو جبتلك الدنيا كلها وحطيتها قدامك على طبق من فضه هتكون شويه عليكى ...وعشان انا مش بأيدى اجيبلك الدنيا جبتلك منها حاجه عزيزه على قلبك اوى ومتأكد انها هتفرحك ...

ليل بتبصله باستغراب وهو مد ايده فجيبه وطلع تليفونه وفتح الاستوديو ببصمة صوته ...


غريب :افتحى اول صوره عندك ..


فتحتها ليل ولقتها عقد شرا بيت وشهقت بفرحه وهى بتقرا ان البيت فبلدهم ...لا دا بيتها ..بيت طاهر وجنه ..وبأسمها ..بتبص للتليفون وترجع تبص لغريب وهى مش مصدقه .

غريب :ههههه المفاجأه عقدت لسانك 

طيب مشى الصوره ...مشتها ليل ولقت عقد تانى برضو باسمها بالقيراطين بتوع طاهر اللى اداهم لمؤمن عشان يرضى يتجوزها ...


ليل بدموع :عميلت ديه كله ميته وكيف وانتا معتفارقش حضنى ..والاهم من ديه كله عميلت اكده ليه ؟!


غريب :هجاوب على السؤال التاني قبل الاولانى واللى المفروض مكنتيش سألتيه ...عملت كده ياستى عشان بحبك وهعمل اى حاجه اقدر عليها عشان تكونى سعيده وفرحانه 


من اليوم اللى رحنا فيه البلد وسمعت صوت بكاكى وحسيت بعذابك لما حكالى نادر ان طليقك ومراته رفضو انك تدخلى بيتك وتطفى حنينك لاهلك وابنك ببصه على البيت من جوه ،..حلفت انى مش ههدا لغاية ماارجعلك بيتك وزكرياتك ..وكمان ارضك اللى اتروت بعرقك وعرق عم طاهر سنين طويله عاهدت نفسى انهم يبقو ملكك باى تمن ...


كلفت محامى يسافر ويخلص كل حاجه معاهم وبرغم ان مرات طليقك دى طماعه اوى وطلبت مبلغ خيالى بالنسبه لتمن الارض والبيت الحقيقين الا انى قلت للمحامى يخلص البيعه باى تمن مش خساره فيكى 

انا ياليل كل حاجه غاليه على قلبك لو هقايض عليها بعمرى كله هجيبها واحطها بين ايديكى .


ليل بعد كلام غريب دا ملقتش اى كلام تقوله لان كلام الدنيا كله ميقدرش يوصف احساسها دلوقتى ..


مكانش منها الا انها تترمى فحضن غريب وحاوطت رقابته بأديها وهو ضمها بأديه الاتنين عليه ومره وحده وطى وبحركه مفاجئه لقت نفسها بين ايديه متشاله. 


ليل بضحكه  :هتعمل ايه ياغريبى  


غريب :ايه هاخد تمن البيت والارض اللى دفعتهم مضاعف منك ...ولا انتى فاكرانى عملت كل ده ببلاش .


ليل :انى كلى ملكك ومن غير اراضى ولا بيوت تاخد روحى وكت ماتحب وتطلب ..

غريب :طيب انا مش هعد الخطاوى همشى وانتى توجهينى عشان منعملش حادثه ونلبس فحيطه .


ليل ضحكت ودفنت دماغها فصدره وهو اخدها ودخل بيها اوضتهم ونزلها بكل رقه على السرير وهيرفع نفسه عشان يقوم لكن ليل فضلت متشعبطه فرقابته وشدته ليها وابتدت بجرئه اول مره تبدر منها  تبوس غريبها بكل شغف وحب ...


غريب :امممم انتى كده هتخلينى اشترى الغنمات اللى باعهم مؤمن هما كمان عشان الاقى رد الفعل دا منك مره تانيه قوليلى اقدر الاقيهم فين 

.

ليل ضحكت على غريب واخدته هى المرادى من ايديه بلهفتها وجرئتها اللذيذه  لعالمهم الخاص. 


غريب متمدد وحاطط ايد تحت دماغه والايد التانيه حاضن بيها ليل وضاممها عليه  ..


ليل وهى بترسم دواير بصباعها على صدر غريب ....غريبى ..

غريب :قلبه 

ليل :عاوزه اطلب منيك طلب 

غريب :عارفه 

ليل :وه!  ايه هو اللى عارفه طيب ؟


غريب :عاوزه تنزلى البلد وتشوفى بيتك وارضك .

ليل :ابااااى عتقرا افكارى ولا ايه؟!


غريب :انا بقدر اقرا افكارك واعرف احساسك واحس بحالة قلبك من غير ماتنطقى بحرف واحد ،عارفه ليه ....عشان انتى عايشه جوايا واللى جوانا لازم  نحس بيه احنا الاول .


ليل طبعت بوسه خفيفه على خده وهى بتمشى ايدها على ملامح وشه بحب ...طيب وقولت ايه على طلبى .


غريب :اللى هيفرحك يسعدنى ياليل ...عاوزه تروحى امته ؟ 


ليل بلهفه :ينفع بكره ؟

غريب بضحكه :له مينفعشى بكره ..هنروح نزور الفيلا الاول ونسلم على اللى فيها عشان كلهم هينفجرو طول المده دى كلها اللى قافلين على نفسنا فيها ورافض انهم يزورونا او نزورهم ...

وكمان اكلم نادر يوصلنا وبالمره اشوف قاسم اللى غاطس من يوم مااتجوزت لا حس ولا خبر وكل اما اتصل بيه يقولى مش فاضيلك دلوقتى ويقفل ...ياترى مش فاضيلى بيعمل ايه طول الوقت الزفت دا ؟


ليل ضحكت لان جواهر حكتلها كل حاجه وعرفت انهم تممو جوازهم اخيرا ودا سبب انشغاله عن غريب اكيد .


تانى يوم غريب ادى خبر للكل انهم رايحين الفيلا واتصلت ليل بجواهر واتفقو يتقابلو هناك .


جواهر نزلت تدى خبر لحماتها انها رايحه الفيلا تقضى اليوم هناك هى وقاسم ...واول ماقالت الكلام دا لاحظت ان موده مبقتش على بعضها زى مايكون قرصتها نحله وهى بتلوب فمكانها ...

جواهر بخبث ..

والله ياماما لو موده كانت ترضى تيجى معايا كنا هنقضى يوم حلو اوى مع بعض وكانت هتنبسط معانا انا والبنات اوى ..وبالمره كانت روحت عن نفسها شويه بدال الشغل اللى واخد كل وقتها ده .بس انا عارفه انها اكيد هترفض خروجه زى دي انا متأكده .


موده عدلت نضارتها واتكلمت بسرعه :ليه ليه متاكده ليه انتى ..قريتى افكارى دخلتى جوايا ...قولتيلى ورفضت ...بتعملى نفسك عارفه وانتى مش عارفه ليه ؟


جواهر :ايه دا معقوله ! يعنى ممكن تيجى معايا عادى كده ...


موده :اه عادى جدا طبعا ...مش كده ياماما ..

ماجده :كده ياروح ماما ...روحى ياحبيبتى وانبسطى احنا ماصدقنا تحبى الخروج وترجعى للدنيا من تانى ...

جواهر :طب البسى بسرعه هنتأخر ...قامت موده بسرعه ودخلت اوضتها جرى تحت انظار مامتها وجواهر ...

ماجده بتنهيده ..ربنا يكتبلك السعاده ياموده يابنتى .

جواهر :متقلقيش سعادتها على الابواب انا متاكده .

ماجده "خايفه تكون اللى عالابواب دى تعاسه متغلفه بقشرة سعاده كدابه ياجواهر ..

جواهر :لا متخافيش كلها سعاده خام بيور متشاله بقالها سنين ...

ماجده اتنهدت :ياريت يكون دا صحيح ...يلا اسيبكم انا وادخل اكمل الاكل ...


************

فى الفيلا والكل متجمع وفرحانين بغريب اللى تقريبا له ١٥ يوم محدش شافه وناديه قاعده على يمينه وسميه قاعده على شماله وكل وحده تلف وشه عليها وتتكلم معاه وعاوزاه يركز معاها هى بس ...


اما جميله وماهر فقاعدين جمب بعض وفرحانين اوى بالسعاده اللى شايفينها على وش غريب وخصوصا ابوه اللى عمره ماشافه واصل للمرحله دى من الراحه قبل كده ...


ماهر حس براحه نفسيه لان فالوقت اللى ربنا حرم غريب من نور عنيه ،

 دخل لحياته الحب بجميع انواعه ..حب الام وحب الحبيبه وحب كل اللى حواليه ...واتأكد ان ربنا كانت حكمته لما حرمه من حاجه اداه حاجه تانيه كان محتاجها اكتر .


غريب :نادر عاوزك بكره توصلنا انا وليل البلد نروح نزور اهلها ونقرالهم الفاتحه ونيجى ..


نادر :كان من عنيا والله ياحبيبى بس بكره وبعده ولمدة اسبوع مشغول لشوشتى فالمشروع الجديد واللى ابوك مشغلنى فيه شغل عبيد قال بيعلمنى الشغل وانا عارف انه فالحقيقه بيأدبنى على خسارة الشركه ...


ماهر :ولك عين تتكلم كمان!


نادر :هو انا اتكلمت ولا فتحت بوقى منا متمرط و ساكت اهو .

موده :لا فعلا الشغل اليومين دول من نار ومفيش اى وقت عند اى حد فالشركه نهااائى ياغريب .


 غريب :وانا صدقت موده طالما هى اكدت ده ....خلاص بقا ياليل يبقا تستنى اسبوع ولا حاجه لغاية مانادر يفضى ...


ليل بلهفه :طب وليه مانى آخد عم طه يوصلنى ويجيبنى وانى مش هقعد هناك يعنى صد رد علطول .


غريب :خلاص يبقا نقوله يودينا بكره .


سميه :وليه تروح انتا وتتعب ياحبيبى ..خليك انتا وهى تروح مع عم طه وترجع ..انتا بتتعب من الطريق الطويل ..


غريب:لا مقدرش اسيب ليل تروح هناك لوحدها رجلى على رجلها ..


ليل :له ياغريب الحاجه ام نادر معاها حق انتا تقعد اهنه تستنانى وانى اروح وارجعلك بسرعه ...هو نهار بسواد ليل بس وهرجعلك تانى ...


غريب :ايوه بس ياليل ..

ليل :مبسش ولا حاجه ...خلاص ديه قرار جمهورى بكره هروح ازورهم واردلك طوالى...

غريب اتنهد بقلة حيله قدام اصرار ليل والكل انها تسافر لوحدها لكنه هيكون  مطمن عليها طول ماهى مع عم طه ...


خلص اليوم وطبعا ماهر كان اسعد واحد فيهم بوجود موده ففيلته وقدام عنيه بعيد عن الشركه وانشغالهم فالشغل ...حاول انه يستجمع كل شجاعته ويكلمها ويعترفلها بمشاعره ويطلب انه يكلم ابوها لكنه شاف انه يستنى شويه ويتأكد اكتر من ان اللى بتحس بيه موده ناحيته مش مجرد انجذاب لاول واحد يقرب منها بالطريقه دى وهيروح ويختفى مع الوقت .


اما قاسم فمكانش شايف غير جوهرته قدامه ومتابعها بعنيه وكل جوارحه ومبسوط جدا بيها وبحياتهم اللى ابتدت تستقر اخيرا .


اتغدو وانبسطو بالوليمه اللى كانت عاملاهالهم جميله وقضو يوم ممتع مع بعض وفآخر اليوم كل واحد روح على بيته ...


*********

تانى يوم ليل بتجهز عشان تروح البلد وتزور بيتها بعد كل المده دى وكلها لهفه و شوق بعكس غريب اللى قاعد مكشر ومدايق وهو سامع صوت خلخالها اللى بيرن بسرعه واستعجال  نظرا لخطواتها السريعه .


غريب :اهدى شويه ياليل مش كويس التوتر ده عليكى ..

ليل :فرحانه فرحانه قوى  ياغريب ...هدخل بيتى وبيت ابويا وامى ...وهمسك تراب ارضى اللى وحشنى وياما غطى جسمى وياما ايدى اتحنت بطينه وانى عسقيه واروى عطشه ...٠ياترى هلاقى حاجة ابوى وامى كيف ماهى ولا هلقى مؤمن وبدريه رموهم وخلصو منهم كيف ماخلصو منى ؟


غريب :هتلاقى كل حاجه زى ماهى بأذن الله بس انتى اهدى على نفسك شويه ...وبعدين تعالى هنا ...هو اللى رايح يزور احبابه ينسى صحابه ولا ايه ؟ شوفى بقالك وقت اد ايه بعيد عن حضنى ....شوفى من اول ماصحيتى ماديتينيش ولا حتى بوسه وحده ....وعماله تجرى يمين وشمال ولا كانى موجود جمب سيادتك ...


ليل سابت البوكس اللى فايدها واللى كانت بتحط فيه اكل وميه عشان الطريق ليها ولعم طه وجريت عليه ...ياخبر يقطعنى ...تعالا ياحبة القلب وروح الروح فحضن ليلك ..


قعدت على رجله واخدت دماغه بين ايديها وضمته على صدرها بحنان وباست جبينه بكل حب ...


غريب اتكلم وهو فحضنها ومحاوطها بايديه :مش حرام انحرم من قربك كل المده دى ...لو انتى فرحتك بزيارة اهلك هتخليكى تستحملى بعدك عنى انا هقدر استحمل ازاى قوليلى ...


ليل :خلاص هفضل معاك ومرايحاش لاى موطرح يانور عينى   .

غريب :لا ياقلب غريب روحى وافرحى وانبسطى انا عملت كل دا عشان احس بالراحه وانا شايفك مبسوطه كده ...


ليل : هتروح الفيلا طبعا وتقضى اليوم هناك احنا اتفقنا من امبارح .

غريب ::لأ مش هروح وهفضل هنا وهنام على ريحتك اللى ففرشتك مش كفايه انتى مش معايا هيبقى لاانتى ولا ريحتك كمان !


ليل :بس انى مطبختش حاجه عشان تاكلها النهارده .هتاكل ايه ؟


غريب :هاكل اى حاجه فالتلاجه او هطلب اكل جاهز من بره متشغليش بالك بيا انتى بس وخلى بالك من نفسك ...

ليل :مشغلش بالى بيك كيف بس وانتا كل حالى واللى فبالى ..


غريب سمع صوت تلكس عم طه :طيب يلا عشان عم طه وصل ...

قامت ليل واخدت الاكل والشرب وقربت حضنت غريب للمره الاخيره ..

غريب :بالراحه على نفسك هناك ياليل ...وافتكرى ان البكا مبيرجعش اى حاجه ...وافتكرى ان دموعك دى نار بتنزل على قلبى ....


ليل :حاضر  .

غريب مد ايده فجيبه وطلع فلوس ومسك ايد ليل وحطهم فيها وقفل ايدها ...

ليل :ايه ديه ياسى غريب ؟


غريب :طلعى صدقه على روحهم هناك لاهل البلد وخليهم يدعولهم .


ليل :طب يعنى حد يلومنى دلوكيت لو شقيت صدرى ودسيتك جوا منى وخليتك ليا لحالى ،وحرمت اى حد يشوفك ولا يحدتك غيرى انى وبس .وضمته ليها بكل قوتها 


غريب : نفسى فحاجه قبل ماتمشى ياليل 

ليل :قول ياعمر ليل 

غريب :نفسى اشم شعرك لآخر مره .

ليل ابتسمت وقلعت الطرحه وقربت من غريب اللى ضمها وشم شعرها بعمق وبعدها طبع بوسه على جبينها 


ليل انزلى بسرعه من قدامى احسن اغير رأيي واحلف انك مش هتخطى خطوه من جمبى لاى مكان ...


ليل ضحكت ضحكه خفيفه وخطفت صندوق الاكل وخرجت وقفلت باب الشقه وراها وغريب اتنهد بعد مامشيت وراح على الاوضه واتمدد على السرير وهو حاضن هدومها اللى كانت لابساهم وغمض عنيه ...


ركبت ليل العربيه وانطلقت هى وعم طه على البلد وهى بتقارن يوم ماطلعت منها مطروده من بيتها وبلدها وارضها، مزلوله ،وحيده مكسوره، وبين النهارده وهى راجعه لبلدها بكل قوه وكرامه، وصاحبة بيت وارض وكل ده بفضل غريبها اللى لو فضلت طول عمرها خدامه لتراب رجليه مش هتوفيه حقه وحق اللى عمله واللى بيعمله معاها ..


وصلت البلد ولاول مره تمشى وسط البلد بثقه وشموخ ومش هاممها الناس بتبصلها ازاى ولا هاممها همهمات الناس على العربيه اللى نازله منها لان كل الناس اختصرتهم فغريب وبس ....


حبه ليها خلاها تحب نفسها وتتأكد انها احسن من الكل بيه وبتفضيل ربنا ليها من بين كل بنات حوا بأنه يخلى غريب من نصيبها هى دونا عن الكل ...


وصلت بيتها ومدت ايدها تفتح الباب بالمفتاح اللى اداهولها غريب ودخلت البيت والحنين كان سابقها ،وقلبها طلع من بين ضلوعها وبقا يرفرف فكل زاويه وكل ركن من اركان البيت اللى رغم كل السنين دى الا انها شمت ريحة اهلها فيه اول ما دخلته ....


اما غريب فتح عنيه بعد مااكتشف انه راح فالنوم ومحسش بنفسه غير دلوقتى ...مكنش نوم اكتر ماهو هروب من عدم وجود ليل حواليه فنفس المكان ...صحى حاسس بالجوع 

مسك تليفونه وفتحه وطلب رقم مطعم بيتزا كان مسجلهوله قاسم قريب عليه وكمان رقم كام مطعم وطلب الرقم وطلب لنفسه بيتزا ووصفلهم العنوان وقفل معاهم وبعدها اتصل بليل اللى ردت عليه وصوتها رايح من كتر العياط ..


غريب :هو دا اللى وصيتك عليه ياليل ؟

ليل :مقدرتش امسك نفسى ياغريب غصب عنى ..اتوحشتهم قوى ..قوى ..وكملت بكا فالتليفون وغريب قلبه وجعه وقفل معاها بعد محاولات انه يسكتها ويهديها مفيش فايده ...رن على عم طه وطلب منه انه يخرجها من البلد بأى طريقه ويجيبها ويرجع فأسرع وقت ...


غريب قفل التليفون ورماه على الارض خلاه اتفصل من بعضه  وقعد وحط دماغه بين ايديه وهو بيتمنى لو انه مسمعش كلامهم وكان راح معاها عالاقل كان زمانه واخدها فحضنه دلوقتى بدال ماهى لوحدها ...


**********


فالاثناء دى تليفون سميه رن وهى فاوضتها مسكته وردت على رقم غريب اول مره يتصل بيها ..


سميه :الو مين ؟..جالها صوت مخيف

#:انا ياست هانم ..اكيد مش فكرانى ..واكيد لو افتكرتينى هتلعنى فيا من هنا لبكره بسبب اللى حصل ..بس وحياتك انتى انا معرفت باللى حصل غير من كام يوم بس


سميه :انتا بتتكلم عن ايه ياراجل انتا؟ وايه اللى عرفته وعاوز مين ؟


#:انا عكاوى اللى حضرتك كنتى اتفقتى معاه يخلصك من الواد الظابط ابن جوزك من حوالى سنه ..


بعتله واحد من رجالتى يخلص عليه وافتكرت ان الحكايه تمت خلاص ..اوم اكتشف بالصدفه ان الواد لسه عايش ومراحش منه غير عنيه وبس ...

انا بقا مسكتلك الواد اللى قام بالمهمه دى قطعتله كف ايده اللى خابت فالنشان ومجابتهوش فالقلب طوالى ..آه مهو  اصل حاكم انا اسمى متعملش فيوم وليله عشان يجى عيل زى دا يسوء سمعتى ويضيعها وسط بتوع الكار ...


حمدت ربنا انك مكلفتيش حد يخلص لغاية دلوقتى وقلت لازمن اتم شغلى اللى مكملش دا وخصوصا ان جنابك اللى دفعتيه مش شويه ...عملت تحرياتى وفضلت مراقب القتيل بعون الله واستنيت الفرصه واهى جات اهى ...كلها ساعه ولا نص ساعه وتسمعى خبره ..حبيت اديكى خبر عشان تعرفى اننا ناس محترمه مبنضحكش على حد ...المرادى موته هيكون هادى خالص عشان هنموته بالسم ..يعنى من غير شوشره متقلقيش 


سميه قلبها وقع فرجليها وصرخت بكل صوتها :لا استن....وقبل ماتكمل كان قفل السكه فوشها بقت تلف حواليها زى المجنونه وهى بتنادى باسم غريب ...


حاولت تتصل بيه بادين بتترعش عشان ينزل من شقته بسرعه لكنها لقت تليفونه مغلق ...

نزلت على الفيلا تحت زى المجنونه تدور على نادر ولا ماهر الاتنين فالشركه ..عم طه مع ليل ...


جريت على جميله اللى كانت نايمه وضربتها بعنف صحتها مخضوضه 

قومى ودينى لغريب بسرعه هيقتلوه 


جميله قامت مخضوضه وبتترعش  :هما مين دول اللى هيقتلوه .

سميه :مش وقته اخلللصى وشدتها معاها لبره ..


جميله خرجت تجرى ورا سميه واخدت تليفونها معاها ووقفو تاكسى وركبو فيه هما الاتنين عشان يروحو لغريب ..


اما عند غريب جرس الشقه رن وغريب راح على الباب يفتح وهو عارف ان اللى على الباب دا عامل التوصيل ...فتح الباب واخد علبة البيتزا من الراجل اللى مكانش عامل توصيل بالمره وقبل مايفتح غريب بثوانى كان واقف بيتاكد انه فضى قزازة السم كلها فقلب البيتزا .....


فرعون 2 

البارت الثامن والعشرون 28 


غريب فتح باب الشقه وحاسب واخد البيتزا ودخل وقفل الباب وراه وحطها على طربيزة السفره ،وراح على المطبخ جاب قزازة ميه وكانز حاجه ساقعه من التلاجه، ورجع قعد على طربيزة السفره وفتح العلبه واخد مثلث بيتزا وهيبتدى اكل ..


قبل ما كل دا يحصل بحوالى ربع ساعه ..جميله اتصلت على غريب كذا مره مبيردش وهتموت من القلق 


اما سميه فبعد محاولات كتيره بالاتصال بغريب اتصلت بنادر ..

واول ماجالها صوته اتكلمت بخوف ولهفه 

الحق غريب يانادر ...الحق اخوك قبل مايموت ...انا مش هستحمل غريب يروح منى ...بسرعه يابنى اخوك بيموووت  

نادر فالموقع وحس ان الدنيا لفت بيه وهو بيسمع الكلام دا من امه ومش فاهم اى حاجه، وهى عماله تعيد وتزيد فنفس الكلام ...غريب هيروح منى ..الحق غريب يانادر ...نادر صرخ فيها بكل صوته ...فهميييينى فيه اييييييه انا مش فاهم اى حاجه ...غريب فين وبيموت ازاى انطقى .

سميه :غريب فيه ناس رايحينله الشقه دلوقتى هيقتلوه ..قالو انهم هيسموه وهيموت فخلال نص ساعه ..اجرى الحقه مفيش وقت ...


نادر سمع كده وطلع يجرى على عربيته بكل سرعته وركب وطلع بالعربيه باقصى سرعه واثناء ماهو ماشى حاول يتصل بغريب مبيردش 


اتصل بقاسم وبعد رنه وحده رد عليه 


نادر بصوت عالى  :انتا فيين 


قاسم قاعد على مكتبه قام وقف :فيه ايه يانادر 


نادر :غريب هيموتوه لو قريب عليه اجرى بسرعه الحقه علبال مااوصلكم ..


قاسم خطف مفاتيحه ونزل يجرى ولسه بيكلم فنادر ...احكيلى ايه اللى  حصل 

نادر :معرفش بس اللى اعرفه ان امى سميه اتصلت بيا وقالتلى الحق غريب فيه ناس هتموته وفالغالب هيسموه ومقدامهوش غير نص ساعه 


قاسم بعلو صوته :الله يولعلك فامك ياشيخ ...هى الوليه دى مبتتهدش ...مش هتسيب الواد الغلبان دا فحاله ابدا ..خلته زى العيل الصغير مبيمشيش الا وحد جاره من ايده وبرضو كل دا مكفهاش عاوزه تقضى عليه نهائى ...

بس خليه تجراله حاجه وحياة ابويا لاعلقها من شعرها فميدان عام واخلى اللى رايح واللى جاى يضربها بالجزمه واخليها تموت نفس موتة شجرة الدر .


نادر :نلحق غريب الاول وبعدها نشوف هنعمل ايه ...قفل نادر وقاسم مع بعض والاتنين كل واحد فيهم داس بنزين باقصى سرعه ..


وصل قاسم اخيرا بعد دقايق قليله حس انهم سنين من كتر الخوف ...طلع على الشقه جرى وخبط على الباب بكل قوته مع رنه للجرس فوقت واحد، ولما ملقاش رد بعد عشان يخبط الباب يكسره لكنه لسه هيخبط فالباب لقى الباب اتفتح ودخل الشقه بكل سرعته ووقع عالارض ...


غريب بخوف :فيه ايه ...مين اللى هنا ...

قاسم قام بسرعه وحضن غريب ...انتا كويس فيك حاجه انطق ...وبص على البيتزا اللى على السفره ورجع بص لغريب بخوف ..


رجع رجع بسرعه حط ايدك جوا بقك نزل الاكل اللى كلته ...قاسم بيقرب عشان يحط صباعه جوا بق غريب وغريب بيبعد ايدقاسم من على بوقه وهو مش فاهم اى حاجه 


غريب :فمهنى بس فيه ايه وبتعمل كده ليه ؟

قاسم :البيتزا اللى اكلتها فيها سم الله يخرب بيتك هتموت ...


غريب :سم ايه يبنى اللى فالبيتزا ده 

قاسم :انتا لسه هتسأل على مااجوبك تكون فيصت يلا بينا عالمستشفى بسرعه 

غريب :اهدى بس انا مكلتش اى حاجه ولا حطيت حاجه فبوقى لسه ...اهدى وفهمنى فيه ايه 


وهنا قاسم ميل وسند اديه على ركبه وهو بينهج بقوه ومغمض عنيه ...يعنى ماكلتش اى حاجه متاكد 

غريب :ايوه متاكد كنت لسه هاكل سمعت الغاره اللى عملتها عالباب دى سبت الاكل وقمت فتحتلك ...


قاسم :الحمد لله ...احمدك يارب ...تعالى معايا هغسلك ايديك ..واخده على الحمام غسله ايديه وبعدها اخد البيتزا وخرج رماها فالزباله بره الشقه ورجع غسل ايده ،قعد على الكنبه وحط ايده على قلبه اللى كان هيقف من الخوف على صاحب عمره .


غريب :ممكن تفهمنى بقا ايه اللى حصل بالظبط ...وقبل مايتكلم كان نادر داخل بسرعه من باب الشقه واخد غريب فحضنه بارتياح لما شافه واقف قدامه صاخ سليم 


اما عند جميله وسميه جميله بتبص على سميه بصات لوم لكنها مش قادره تتكلم وهى شايفه سميه منهاره وخايفه على غريب يمكن اكتر منها هى شخصيا ودا اللى شفعلها ان رقبتها متكونش بين ايدين جميله فالوقت دا ....


وصلو لعنوان غريب ومع وصولهم كان ماهر وصل هو كمان بعد ما جميله بلغته باللى حصل والتلاته طلعو الشقه جرى ..


قلبهم كان هيقف وهما شايفين باب الشقه مفتوح لكن كلهم اطمنو لما سمعو صوت غريب وبالزات سميه اللى غمضت عنيها واتنهدت و الروح 

ردت فيها من تانى .


دخل ماهر واخد غريب فحضنه وبعده جميله وسميه رايحه عليه لكن قاسم كان اسرع منها ووقف قدامها ...استنى رايحه فين انتى 


سميه :هطمن على ابنى واخده فحضنى 

قاسم :لاهو ابنك ولا منحقك تاخديه فحضنك، وخصوصا بعد ماكان زمانه ميت دلوقتى بسببك ..

سميه بخوف :بعد الشر 

قاسم :مش هيبعد الشر طول منتى فحياته لانك انتى الشر الوحيد اللى فحياة غريب ..


سميه بلعت ريقها وهى بتبص لغريب ومستنيه منه رد او دفاع عنها زى كل مره لكن المرادى ملقتش منه غير سكوت وبس .

سميه :والله انا المرادى مليش اى ذنب فاللى حصل دا ....وابتدت تحكى كل حاجه حصلت وكل كلمه اتقالت فالمكالمه ..

قاسم :طلعى رقم الراجل دا وقوليله ان غريب مات وانك عاوزه تقابليه عشان تديه مكافأه انه خلص مهمته .


سميه من غير تفكير عملت اللى قال عليه قاسم 

قاسم اخد رقم الراجل ده وسجله عنده .


اما غريب فقعد على الكرسى وهو شارد فاللى حصل ..وسرح بخياله لو انه جرتله حاجه ليل كان هيبقى مصيرها ايه ....كانت هتروح فين ولا الناس هتتعامل معاها ازاى ...


مد ايده على قلبه ودلكه بعد ماحس بنغزه فيه قويه وطلب من عمته جميله تتصله على ليل ،وجميله بسرعه طلعت الرقم واتصلت وادت التليفون لغريب 


غريب اول ماسمع صوتها اتكلم بتنهيده :ليل 

ليل بأستغراب :غريب ؟!مالك ياحبة العين والقلب ..وعتتحدت من تلفون خالتى جميله ليه ؟ فيك ايه ياغريب 

غريب :ممكن متسيبينيش مره تانيه ..

ليل حست بارتعاشة صوته وحست فنبرة كلامه بخوف كأنه طفل صغير تايه من امه ...ليل ولسه التليفون على ودنها خرجت من البيت وقفلته بأيد بتترعش وجريت على عم طه اللى كان نايم على المصطبه اللى كان متعود ابوها طاهر ينام عليها بره البيت  من تعب الطريق ...صحته وهى بتجرى قدامه على العربيه ...وبتقوله ...يلا بينا على القاهره حالا ياعم طه دلوك اهو 


طه صحى وقام وحصل ليل وركب العربيه وابتدا يسوق على القاهره 


غريب قفل السكه بعد ماقال الكلمتين دول بس لليل ومد التليفون فالهوا اخدته منه عمته جميله 


نادر :تليفونك فين ياغريب 

غريب :فالاوضه متكسر جوه ...لو سمحت يانادر شوفه لو هيشتغل تانى 


نادر راح على الاوضه وجاب قطع التليفون وابتدا يركب فيه ولحسن الحظ شغله اشتغل ..


طول الوقت دا وماهر ساكت خالص وعينه على سميه اللى اول مره من يوم ماعرفها يشوفها تبكى بالطريقه دى وهى باصه لغريب بندم وتانيب ضمير ...ويمكن اول مره فحياته يشوفها بتبكى اصلا 


بص لجميله اللى هى كمان عينها منزلتش من على سميه ومستغربه دموعها وبصتها لغريب بخوف زى ماتكون امه بجد وخايفه عليه 


سميه قربت من غريب بحذر وقعدت قدامه ومدت ايديها حطتهم على رجليه...انتا مصدقنى ياغريب؟ ...

مصدق انى مش ممكن هقدر أءذيك يبنى مش كده  ؟

غريب مد ايده على سميه لمس خدها :مصدقك ياامى ...مصدقك لو كل الدنيا كدبتك ..

سميه :امال ساكت ليه ومبتتكلمش ؟


غريب :ساكت عشان كان بينى وبين الموت شعره وحده وكان زمانى ميت ..اول مره احس برهبه من الموت كده ...عارفه ليه ياامى ..عشان حياتى ابتدا يبقالها قيمه عندى ومعنى وابتديت اخاف عليها .


سميه : انا السبب فالخوف والرهبه اللى جواك دى ياحبيبى ...فعلا كلام قاسم صحيح كل حاجه وحشه حصلتلك وبتحصلك لغاية دلوقتى من تحت راسى وبسببى ...قامت وقفت واتحركت على بره .

غريب :على فين ياماما 

سميه :ماشيه ياغريب .

غريب :وصلها ياقاسم 

قاسم بحده :لأ 

غريب :وصلها انتا يانادر

نادر سكت 

غريب :بقولك وصل ماما يانادر .

نادر اتحرك ورا امه اللى اول ماخرجت من باب الشقه شافت قطه جمب الزباله ميته ومطلعه رغوه بيضه من بوقها ومن الواضح انها اكلت من البيتزا ...

سميه حطت ايديها على وشها مستحملتش المنظر ودموعها نزلو من جديد وهى بتتخيل غريب ميت زى القطه دى .


نادر شدها من ايدها لما شافها اتسمرت قصاد المنظر ونزلها ركبها العربيه وركب وطلع بيها ..


سميه :سامحنى يانادر يبنى على كل حاجه صدرت منى وزعلتك فيوم من الايام .

نادر بصلها واتكلم بعد مسافه ...اظن انك بتطلبى السماح من الشخص الغلط ...مش انا اللى المفروض تسمعيه الكلام دا 


سميه :انا لازم اطلب السماح من الكل لانى اذيت الكل واولهم نفسى ...اما الشخص اللى بتتكلم عنه دا فانا عارفه ومتأكده انه مسامحنى زى مادايما بيسامحنى اول واحد برغم انى كسرته اكتر واحد .


نادر :مسامحك ياامى ...مسامحك عشان حاسس لاول مره بالكلام طالع من قلبك ...مسامحك عشان متاكد انك اتغيرتى بجد

سميه ابتسمت انا دلوقتى نص الجبل اللى على كتفى انزاح ...


وصلو الفيلا  وسميه نزلت ونادر رجع للشركه مره تانيه يكمل شغله 


واول ماسميه دخلت شافت ناديه قاعده فالهول وحاطه رجل على رجل وبتهز فرجلها بعصبيه واضحه واعصابها نار من وقت مااتصلت بعمتها جميله من دقايق وعرفت كل اللى حصل .


سميه بصتلها ولسه هتتخطاها وتطلع لفوق .


ناديه :استنى عندك 

سميه وقفت مكانها من غير ماتبص لناديه 

ناديه وقفت ولفت ووقفت قدام امها 

وبعدين معاكى ! انتى عاوزه توصلينا لفين بالظبط؟

 ..بتحرمينا من كل حاجه حلوه فحياتنا ليه ؟ ضيعتى اخويا دياب وكنتى هتضيعى غريب وبابا ولسه بتحاولى لحد دلوقتى ..

والاهم من دا كله حرمتينا من ان يكونلنا ام زى باقى الامهات ..ام تحب وتخاف وتراعى وتعلم وتطبطب وتنصح وتصبر ...ام اترمى فحضنها ام وقت مااحتاجها الاقيها حواليا فكل وقت ...


انتى مكونتيش ولا حاجه من دا ...انتى بدال ماتكونى مصدر امان وحنان اتحولتى لمصدر قلق وخوف بالنسبالنا ...وجودك فحياتنا مسببلناش غير العذاب والقهر .


سميه من غير ماتبصلها  :خلصتى كلامك .

ناديه :كلامى عن قسوتك عمره مايخلص ...انا مش موقفاكى دلوقتى عشان افكرك بعمايلك او انبهك ليها ...

انا موقفاكى عشان اقولك اى حاجه هتحصل لغريب بسببك هكون انا اول بنت تقتل امها بدون رحمه اوشفقه ...


هقتلك بدم بارد من غير مايرفلى جفن صدقينى ..


سميه ابتسمت وقربت من ناديه وحطت ايدها على خدها وسط استغراب ناديه واتكلمت معاها بحنان : افضلى دايما كده تحبى اخواتك وتحافظى عليهم ياندنودتى ...ربنا مايحرمكم من بعض ابدا ويبعد عنكم كل شر ...


ناديه :لو عاوزه دعوتك دى تتحقق يبقى تبعدى عننا عشان يبقى ربنا بعد عننا كل شر ..


سميه اتنهدت بمراره من وسط ابتسامتها على الكلمه اللى سمعتها لتانى مره واتكت على عنيها لناديه وقربت منها وطبعت بوسه طويله حنونه على جبينها قبل ماتسيبها وسط استغرابها من تصرفها دا

 وتطلع على اوضتها ...


سميه طلعت تليفونها وعملت  اتصال وبعدها قفلت السكه واتمددت على السرير وحطت ايدها على عنيها ودموعها نزلو بندم وهى بتحسب فاللى حققته طول عمرها واكتشفت انها محققتش اى حاجه بالعكس طلعت خسرانه كل حاجه .


*************


اما عند غريب فطلب من الكل انهم يروحو ويسيبوه لوحده ،

وقدام اصراره الكل مشى وسابه بعد ماعمته جميله عملت اكل وصممت انهم ياكلو كلهم مع بعض وغريب محطش فبوقه غير لقمتين اتنين ومقدرش ياكل اى حاجه تانيه وهو حاسس بسدة نفس .


 ليل :سوق بسرعه اكتر من اكده ياعم طه

طه :يبنتى اكتر من كده هنتقلب بالعربيه ...يبنتى قلقتينى هو غريب بيه ولا اى حد من الفيلا جراله حاجه ؟

ليل :له محدش حصلتله حاجه كلهم بخير 

طه :امال ايه بس ...يبنتى وشك من ساعة مكالمة غريب بيه وهو اصفر زى اللمونه ...طيب كليلك حاجه دانتى مدوقتيش الزاد من ساعه ماوصلتى وانتى مفيش معاكى غير العياط .


ليل :مليش نفس والله ياعم طه ..كل انتا لو جعان انى مجعاناشى 


طه :اكل ايه منا لسه واكل فالبلد من شويه انا عاوزك انتى تتقوتى بأى حاجه 


ليل :متشغلش بالك بيا انتا ياعم طه انا كويسه بس سوق بسرعه اكتر ورحمة كل امواتك .


طه :حاضر اهو ...وداس بنزين وساق باقصى سرعه واخد الطريق فنص المده ..


وصلو عند العماره وليل فتحت الباب وهتنزل لكنها وقفت وطلعت فلوس وادتهم لعم طه .


طه :ايه دا يابنتى دا 

ليل :دى حاجه بسيطه ياعم طه عشان تعبك معاى والمشوار اللى خليتك دبيته بسببى صد رد ديه 


طه :لأ يابنتى انا باخد مرتب من ماهر بيه على شغلى .


ليل :ميعملشى حاجه دوله منى انى ملهمشى دعوه بمرتبك ..دول عشان تاخد حاجه حلوه للعيال وانتا مروحلهم...يلا خد من يدى ياراجل ياطيب


طه :ربنا يكرمك يابنتى ويجبر بخاطرك ..ومد ايده اخد منها الفلوس وهو مبتسم ،وهى بمجرد ماعمل كده نزلت من العربيه وطارت لفوق بقلب بيرفرف على غريبها ..


وصلت قدام باب الشقه والرعب دب فقلبها وهى شايفه ٣ قطط ميتين قدام باب الشقه جمب الزباله ، فتحت الباب ودخلت بسرعه وشافت غريب نايم على الكنبه ومتقرفص وحاطط ايديه بين رجليه ووشه باين عليه التعب .


قربت منه  وقعدت قدامه وابتدت تبوسه بوسات خفيفه فكل حته فوشه، غريب ضم حواجبه وابتسم وهو شامم ريحتها وحاسس بوجودها وهو لسه مغمض عنيه ...


ليل :جرالك ايه ياقلب ليل فالكام ساعه اللى هَملتك فيهم دول ...ليه ملامحك دبلت اكده والهم باين على وشك ...

كانت بتقول كل كلمه وتختمها ببوسه على وش غريبها 

غريب رفع ايديه وحاوط ليل وشدها عليه نومها فحضنه على الكنبه ودفن دماغه فرقبتها ...عشان متسيبينيش مره تانيه ...شفتى غيابك عنى ساعات عمل فيا ايه .


ليل :وحياتك عندى مهسيبك لحالك مره تانيه واصل .


غريب :جعان ياليل وعطشان وتعبان .

ليل : ياقلبى ...حاضر ياقلب ليل هقوم دلوكتى حالا احضرلك احلى وكل ..


غريب ضمها اكتر :ياليل انا مش عاوز اكل ،حضنك هو اللى بيشبعنى، وريحتك بتروى عطش روحى، ووجودك جمبى هو اللى بيضيع كل التعب ،...لو هختصر كل راحتى فالدنيا هختصرها فتلات  حروف ..ل..ي..ل..ليل ..انتى كل راحتى ياليل .


ليل اتنهدت براحه وحست برجوعها لحضن غريبها زى سمكه ورجعت للميه من تانى بعد ساعات وهى براها .


ابتدا غريب يحكيلها على اللى حصل معاه، وكل مايحكيى تفاصيل ليل تضمه ليها اكتر، بخوف من فكرة انها كان ممكن تخسره النهارده وترجع متلاقيهوش  لولا ستر ربنا ولطفه بيها ..


ليل :يقطعنى ..يقطعنى ..يقطعنى ...ياريتنى ماسبتك دقيقه وحده ولا بعدت عنك ...

يامرى بعد الشر لو كان جرالك حاجه دانى كنت رحت فيها والله العظيم ...


دانى قلبى من الفكره لحالها وجعنى .

بعد الشر عليه يارب لاتقدر يارب ولا يكون .


غريب :اوعى تدعى على نفسك مره تانيه 

ليل :انى ونفسى وكلى فداك يانن عينى 

غريب :ربنا يخليكى ليا ومايحرمنى منك ابدا .


ليل بتتحرك عشان تقوم غريب مسك فيها ...رايحه فين 

ليل :هروح ارمى الوكل المسمم ديه اللى موت كل قطط الشارع الغلبانه ..يعنى ملقتوش حته ترموه فيها غير الزباله كنتو ربطتوه فحاجه طيب


غريب :اه وحياتك ياليل اتخلصى منه حتى لو هترميه فالحمام وتشدى السيفون عشان مفيش حاجه تاكل منه تانى وتموت .قاسم وغبائه بقا


ليل قامت واخدت الاكل ورمته فالحمام وشدت السيفون وغسلت ايدها كويس وراحت على المطبخ عملت اكل ليها ولغريب واكلته بايدها واكلت وشبعو ودخلو اوضتهم عشان ينامو .


ليل نايمه فحضن غريب وسمع منها تنهيده 

غريب :ليه التنهيده اللى تحرق دى !دنا قولت هترجعى مبسوطه وفرحانه ومرتاحه بعد ماتزورى اهلك ؟


ليل :حتى انى كنت مفكره اكده بس اللى حوصول انى دخلت البيت واتقلبت علي كل المواجع جواه ...


وسرحت وهى بتفتكر وتحكى لغريب  كل اللى حصلها من اول ماوصلت البلد وراحت لبيتها 


فلااااش بااااك 


ليل :فتحت الباب ودخلت البيت واول ماطبيت طبت شهقه فقلبي، ونزلو دموع عينى، وانى كنى شايفه طاهر قاعد فمكانه عالدكه  فالمندره، وجنه قاعده قدام فرن الطين عتخبز وريحة العيش الطازه مفحفحه وجايبه لاخر الشارع ..


وبصيت فكل ركن فالبيت ..اهنه سند وقع ..واهنه كنت عقعد واقعده فحجرى واوكله بيدى، ..واهنه كان عيلعب ،..واهنه كان ينام، ..كل لحظه عشتها فالبيت ديه مع حبايبى عدت من قدام عنيا وانى واقفه ...رحت على اوضتى اللى شفت فيها حلوى ومرى ..فتحتها لقيتها مزبله، بدريه حاطه فيها كل قديم ومتلوف ...


دخلت وسط الزباله وبقيت اقلب بيدى فوسط الكراكيب على حاجة امى وابوى ،وادعى انها تكون لساتها قاعده او حتى اى حاجه منها ...عينى جت على صُرة ...

ايوه هى دى الصره اللى انى صريتها بيدى وحطيت فيها هدمات امى وابوى اللى رمتهم بدريه من اوضتهم ..

جريتها وقعدت على حيلى وفتحتها وطلعت مصلاية ابوى لكن ياحزن قلبي الفار مقروضها لما خلاها كيف الغربال ...

طلعت هدمه ورا هدمه وبرضو الاقى حال كل وحده ميقلش عن اللى قبلها متنقده ومتفرفره ..اتنهدت وانى عرفع الهدوم لم وشى وانى متأمله اشم ريحه فيهم من ريحة ابوى ولا امى ..لكن ملقتش غير ريحة فيران ...حطيتهم على جمب وانى عقول لحالى حتى الفيران استكترت عليا ريحة ابوى وامى ؟ 


سبت كل حاجه وطلعت من الاوضه ودخلت اوضة ابوى وامى لقيت العفش اللى فيها هو عفشى اللى اتجوزت عليه مؤمن وسرير ابوى وامى ودولابهم مقاعدينش .


طلعت وبقيت اتلفت يمين وشمال لقيت المعدوله عامله عشة حمام وواخده خشب السرير والدولاب وساقفه بيه العشه ...مديت يدى لمست الخشب اللى واكلاه الشمس ومغيره حتى لونه وكتمت حسرتى فقلبى ...برضو ديه عفش جنه اللى كانت كل صبح قبل ماتغسل وشها لازمن تمسحه بالميه والخل لما تخليه كيف المرايه واللى من نضافته ولمعته حريم البلد كانت مسميه اوضتها اوضة العروسه !


جريت حسره وانى عتمشى فالبيت وقعدت قدام فرن الخبيز مكان جنه وانى عتلمس الفرن المشقق،

 اللى جنه كانت لو شافت شق واحد فيها تجرى تعجن طين وبسرعه تبلط شق الفرن وهى عتقولها مفيش شق هيطول بدنك طول ماجنه فيها حيل ..كنها صحبتها مجروحه وعتداوى جرحها مش فرن من طوب وطين .


لفيت فالبيت وبدال ماارتاح روحى فرفحت ،والدنيا داقت فعينى وبقت كيف خرم الابره .


مديت راسى ورا الفرن شفت صندوق حديد مركون وكاسيه التراب طبقات نفضته ولقيته صندوق امى اللى كانت تعين فيه كل عزيز وغالى تحت سريرها ...

مديت يدى وجبدته وزحت من عليه التراب وفتحته والدنيا كلها ضلمت فعينى وانى شايفه اللى جواه ...


جزمه صغيره عارفاها زين ..وكام هدمه وشبشب كد كف يدى احمر بخطوط بيضه.. فاكره زين فرحته بيه يومها لما شافه مع بياع الشباشب وشبط فيه وجده طاهر كان جاى قابض يوميته واشتراهوله ...يومها قضى النهار كله وهو حاطه تحت باطه وخايف يلبسه احسن يتوسخ ..وحتى فالليل نعس وهو حاضن الشبشب للصبح وكل مايتقلب ولا يتعدل يشوفه لسه قاعد جاره ولا له ..


حجات حبيبي سند كلهم وحتى لعبه والبٍلل بتوعه ...كل الحجات دى كانت جوا دولابى وسبتهم لما مشيت ...اكيد مؤمن هو اللى دسهم اهنه عشان لو على بدريه كانت رمتهم مع باقى الكراكيب فاوضة الفيران ...

ميلت على الحاجه اشمها وابوسها هدمه هدمه ،وحاجه حاجه، وشهقه تاخدنى وشهقه تجيبنى لما حسيت عنيا غوشت ...اصعب حاجه فالدنيا الحنين لحاجه او لحد راح وعارفين انه مش هيرجع تانى ...معيبقاش حيلتنا غير نطلب الصبر من صاحب الصبر ...


طلعت على القرافه وانا فطريقى لهناك قابلت كتير من نسوان البلد اللى تسأل اراضيكى فين واللى تسأل عايشه كيف وفين ...مردتش ولا على وحده فيهم الرد اللى يبرد قلبها ...

مكانش على لسانى غير بس عايشه يم ربنا ...

اصل لو عارفه انهم عيسألو عشان يطمنو كنت قولتلهم ..لكن عارفه ان سؤالهم فضول مش اكتر ...وانى مش شغلتى ارضى فضول حد ....


بالعكس زودت فضولهم اضعاف وانى عطلع فلوس من اللى ادهانى غريبى وعفرق للعيال الصغيره كلها ..والى ياخد يرمح يجيبلى واحد تانى ....


وفاخر المتمه فضل معاى فلوس كتير رحت على الجامع واديت للشيخ مبلغ وقولتله دول تشتري بيهم كراسى تحطهم فالجامع للى مش عيقدر يصلى وهو واقف يصلى عليهم رحمه على روح ابوى وامى  ...خدهم الشيخ واترحم على موتاى وموتى المسلمين وانى رجعت على البيت ...


فطريقى للبيت شفت آخر حد فالدنيا كنت عاوزه اشوف وشه فاليوم ديه ...مؤمن ...شفته وهو قاعد قدام بيت حامد صاحبه ولما وٍعينى واخد باله ليا فضلت عينه متسمره عليا طول مانى معديه من قدامه ...


مبصيتش عليه لان البنى آدم ديه البصه فوشه لحالها بذنب عارفه انى هاخده وانى علعن فسلسفيل اللى جابوه ....كملت طريقى وهو صافن عليا وحامد مميل عليه وعمال يوسوسله كيف ابليس معيوسوس للبنى آدم ابصر على مصيبه ايه النوبادى ...


مهتميتش ولا خدت فبالى وكملت طريقى لغاية ماوصلت قدام بيتى ولقيت عم طه ياعينى نايم على المصطبه من تعب الطريق ..صحيته ووكلته من الوكل اللى جبته معاى وسبه ورحت يم ساقية سند ...ايوه سميتها اكده عشان لحد دلوك معرفش ايه كان حبه فالساقيه دى وحاسه ان روحه باقيه فيها لحد النهارده ؟!


قعدت شويه اتحدت معاه وابكى واشكيله شوقى ليه واقوله انى منسيتهوش ولا غاب عن عينى هبابه ..

اخدت قعدتى وروحت على البيت اجر فرجلى جر من تعب روحى اللى اتعكس على جتتى ولما وصلت شفت عم طه رجع نام مره تانيه على المصطبه فالهوا وهو حاطط ايده تحت دماغه وباين على ملامحه الارتياح بالجو والهوا والزرع اللى حواليه .


دخلت البيت واول مادخلت جانى اتصال من حبيب الروح والقلب ..كنه عيقولى انتى مش لحالك وانى جارك حتى لو فاخر الدنيا ...رديت عليه وغصب عنى بان على صوتى انى خلصانه من البكا وهو فضل يسكت فيا ويحاول يطلعنى من حالتى وانى كل مايزيد فحنانه وكلامه الحلو ازيد فالبكا عالايام اللى عدت من عمرى من غير مايكون فيها ...واسأل نفسى كان هيجرا ايه لو مؤمن كان اتبدل بغريب من لاول ؟ 


قفل السكه بعد ماحسيت انه اتعصب فاخر المكالمه وهو سامع صوت بكاي ..شويه وسمعت صوت عم طه بيقولى ان غريب طلب منه يرجعنى دلوكيت ...قولتله هنضف البيت بس ونمشو طوالى ...مقالشى حاجه وخد بعضه وطلع استنانى بره ومن صوط شخيره عرفت انه رجع نام مره تانيه 


قعدت مع حالى اشويه بعد ماهديت ورحت مسكت الصباطه وفضلت اكنس فالبيت وانفض ورشيته ميه ورجعته يلمع لمع كيف ماكان ايام جنه ...دخلت الاوضه بتاعتهم وقلبتها عليها واطيها وطلعت كل وساخة بدريه اللى كانت مدسوسه فالزناقير وعتنضف لفوق لفوق والعفانه متكومه ...

رجعت الاوضه كيف لهطة القشطه ...


توى خلصت وجانى اتصال من خالتى جميله ..رديت عليها وسمعت صوت حبيبى هو اللى عيكلمنى ..قالى متسيبينيش مره تانيه  قالها وقفل وانى بعد  الكلمه دى حسيت نار واطلقت فكل جتتى ...حبيبى فيه حاجه اكيد ...والله فيه حاجه ..


طلعت وقفلت الباب بسرعه وبادين عتترعش صحيت عم طه وجريت قدامه على العربيه وهو وراى وطلعنا علطول على بلد حبيبي وغريبي 


خليت عم طه طول الطريق سايق طياره لحدت ماوصلنا ...طلعت وشفت القطط الميته قدام باب الشقه قلبي اتقبض وحسيت مصارينى اتلوت من الخوف 

فتحت الباب بسرعه ودخلت وشفته نايم ومقرفص على نفسه كيف العيل التايه المضيع امه ياحبة عينى رحتله وقعدت قدامه وقلبى رجع مكانه لما اطمنت انه بخير ...

حكالى كل حاجه  حوصلت معاه بعد ماسافرت وانى قلبى عصرنى كيف قلب ام سابت ولدها الصغير فالبيت لحاله وطلعت رجعت لقته كان هيموت لولا ستر ربنا ...


حمدت ربنا للمره الالف من ساعة ماجيت وانى حضناه بخوف وحلفت عمرى  ماهسيبه لحاله تانى لو حوصول ايه ...


اما قاسم فقدر يعرف المكان اللى اتصل منه المجرم بسميه، بالتعاون مع ظابط من مكافحة الجريمه 

و نصيحة الظابط كانت انهم يهجمو عليه دلوقتى وميستنوش للمعاد اللى هيقابل فيه سميه ودا آامن واضمن، وكمان عشان يقدرو يقبضو على المجرمين كلهم لو كان دا وكرهم ومكان تجمعهم .

قاسم طلع بنفسه مع الظابط فى المداهمه ،وتم القبض على صاحب الرقم والمكالمه اللى قدرو يرجعوها ويسجلوها بمساعدة شركة الاتصالات ومعاه ٢ تانيين وبعد المواجهه بالمكالمه اعترف بالجريمه واعترف ان سميه هانم هى اللى حرضته يعمل كده وبكده  سميه لبسست  ...

فرعون 2 

البارت التاسع والعشرون 29. 


بعد القبض على المجرم واعترافه اثناء مواجهته بالمكالمه المتسجلاله هو وسميه،... اعترف على نفسه وعلى سميه ...الاتنين اللى معاه ثبت ان سجلهم نضيف وخرجو من سراى النيابه بضمان محل اقامتهم  


صدر امر بالقبض على سميه وقاسم كان نفسه يكون معاهم لحظة تنفيذ الامر دا والقبض عليها ،ومش بس كدا دا اتمنى ان هو اللى يلبسها الكلبشات بأيده ويتشفى فيها على كل حاجه عملتها فصاحب عمره ...

لكن للاسف نادر وغريب وقفو فعينه وخاف على زعلهم لو عمل كده .. 


 طلعت القوه وراحو على الفيلا، وقبضو على سميه، وخرجو بيها وسط الكل وهى منكسه دماغها للارض وملهاش عين تبص فوش حد وتشوف نظرة التشفى والشماته فعيون اقرب الناس ليها ...

مكنتش تعرف انها لو بصت وراها كانت هتشوف دمعه هاربه من عيون شخص نفسه يصرخ ويمد ايده يسحب امه من ايد الظابط لكنه للاسف مش فأيده انه يعمل كده ..


نادر ابنها ..اللى قلبه بيتقطع وهو شايف امه بتتساق قدامه على بوكس وتطلع تقعد فيه زى الحراميه والمجرمين ومن النهارده اتحسبت وحده منهم .


البوكس اتحرك ونادر خرج وراه وعينه على امه اللى دافنه دماغها بين ايديها وهيموت من المنظر ...فضل واقف لغاية مااختفت من قدامه بعدها حس بأيد بتطبطب على كتفه وكانت ايد ابوه ..

لف شاف ناديه هى كمان حابسه دموعها وواقفه بشموخ كداب ،وهو وهى متأكدين كويس اوى انها اضعف وحده فالدنيا فاللحظه دى ،وان ثباتها دا مزيف واقل نسمة هوا هتهب هتاخدها معاها زى ورقة شجر يابسه .

راح عليها واخدها فحضنه وباس دماغها ...

ناديه :خلاص كده هتتسجن ؟

نادر :معرفش بس الاكيد اه 

ناديه :مش قادره اقول تستاهل وافرح فيها مع انها بجد تستاهل .

نادر :عشان مهما كان هتفضل امك شئتى ام ابيتى .


ماهر قرب منهم :متخافوش هقوملها احسن محامى عشان خاطركم انتو بس .

نادر هز دماغه لابوه وناديه راحت على حضنه بعد مامدلها ايده وابتسملها بحب ...


اما عند غريب تليفونه رن باسم قاسم 


غريب :ايوه ياقاسم 

قاسم :سميه اتقبض عليها ودلوقتى فالسجن وزمان المسجونات عاملين عليها شوربه عاااااا .


غريب بنتره :بتقول ايه انتا ؟

قاسم "قبضنا على المجرم واعترف على سميه ولبست الاساور الحديد  واخيرا وصلت لمكانها الطبيعى .


غريب :ماما سميه تخرج من السجن فورا ياقاسم سمعت .

قاسم :وانا مالى انا ؟دى لا دايرتى ولا اختصاصى ؟! ...

غريب :مليش فيه ماما سميه متباتش فقسم وتخرج برائه النهارده 


قاسم :برائه ازاى والراجل معترف عليها ...دى تهمة تحريض عالقتل يبنى 


غريب :والراجل كمان يخرج طالما سجن ماما مرتبط بسجنه ...القضيه قضيتى وانا متنازل عن حقى طلعهم ياعم .


قاسم :طيب ياغريب حاضر هخرجهملك ...بس قبل مااخرجهم هوصيه واقوله المره الجايه ابقا نشن على قلبه عشان نخلص، مش هنفضل طول حياتنا نجرى وراه عشان نلحقه منكم ...اقولك انا هخليه المرادى يقطع رقابتك خالص ويعلقها مدليه فعربيته، دا لو عنده اما لو مش عنده انا هشتريله وحده تمن تعبه فقتلك ياجدع ...منتا شوف قتلك كام مره الراجل تعب معاك صراحه ..


غريب :قاسم من غير لوك لوك تطلع ماما سميه 


قاسم :روووح الهى تك مو يابعيد ...الهى يلكلكوك فشوال خيييش متعرف تتنفس لغاية ما تفطس وارتاح منك ...ياغبى ..

يااهبل ..ياغشيم .


غريب :ربنا يسامحك بس اعمل اللى بقولك عليه.


قاسم قفل من غريب واتصل بالظابط اللى ماسك القضيه وبلغه بطلب غريب، وقاله الظابط عشان دا يحصل لازم غريب ينفى التهمه عن المجرم، وينفى محاولته لقتله ،فالبتالى اتهام المجرم لسميه يسقط عشان مش هتبقى فيه قضيه من اساسه ..


قاسم بلغ غريب بكلام الظابط وغريب وافق انه ينفى التهمه عن الاتنين اهم حاجه ان سميه متفضلش فالسجن وخصوصا انها المرادى هتتحاسب على جريمه ملهاش ذنب فيها وهتتعاقب بعد ماتابت .


وفعلا تانى يوم غريب طلب من قاسم ياخده ويوديه القسم، وخلص كل حاجه ومروحش غير وسميه فأيده ووداها عالفيلا .

اما المجرم فالبوليس حطه تحت المراقبه المكثفه وهما متأكدين انهم هيقبضو عليه قريب اوى  


سميه اول مادخلت الفيلا هى وغريب الكل وقف وسميه سابت غريب وطلعت لفوق على اوضتها من غير ماتكلم حد او حتى تبص لحد ..


غريب فضل قاعد مع ابوه واخواته شويه بيتكلمو  وبيحكيلهم ازاى طلع سميه من الحبس لكنه استغرب لما لقى الكل سكت مره وحده ..


اما سكوت الكل فكان بسبب انهم بصو على السلم وشافو سميه نازله وفايدها شنطة هدوم  بتجر فيها 


غريب :فيه ايه ..مالكم سكتو مره وحده كده ليه ؟


محدش رد عليه لكنه سامع صوت خطوات بتقرب منه لغاية ماوقفت قدامه ..


سميه :غريبى 

غريب :ماما سميه !ايه نزلك مش كنتى بتقولى انك تعبانه وطالعه اوضتك ترتاحى ؟


سميه :خلاص ياحبيبى انا مليش مكان هنا ...انا نزلت اسلم عليك قبل ماامشى ...


غريب:تمشى ! تمشى تروحى فين ياامى ؟

سميه :هخرج من حياتكم كلكم ياغريب ...عشان انا فكرت كتير ولقيت انكم بجد مجالكمش من ورايا غير كل أذيه ..


غريب :لا طبعا مش هتمشى من هنا ولا هتخرجى من الفيلا ...دا بيتك هتسيبى بيتك وتروحى فين 


سميه :عمره ماكان بيتى ولا كان ليا فيه مكان ، طول عمرى عايشه فيه عافيه ولوى دراع وغصب عن الكل 


لكن خلاص لحد هنا وكفايه بقا ...تعبتكم كلكم وانا تعبت معاكم ..

انا اخدت قرار ومتحاولش انك تخلينى اغيره ياغريب عشان انا مصممه عليه واصلا فات اوان التراجع فيه.


غريب :طيب بس قوليلى هتروحى فين ؟

سميه :انا بقالى فتره بفكر فموضوع السفر وكلمت اخويا فالامارات وقلتله انى محتاجه اروحله وهو رحب بيا جدا وطلب منى صورة جوازى بعتهاله وهو عمل اللازم وطلعلى كارت زياره ٣ شهور يتجدد ب٣ شهور تانيين لغاية ماربنا يسهل ويقدر يخلصلى ورق الاقامه وخصوصا انه معاه جنسيه والموضوع دا سهل عليه ...وعلى فكره الموضوع دا من بدرى ماشيين فاجراءاته بس كنت مستنيه كل حاجه تخلص وابلغكم 


غريب : واهون عليكى تسيبينى ؟ 


سميه :عشان مصلحتك ومصلحة الكل ...وبصت لناديه وكملت ..

وعشان لما هبعد عنكم هيبعد عنكم كل شر ..ودا كل اللى بتمناه من ربنا ليكم كلكم ...


حضنت غريب اللى تبت فيها ومكانش عاوز يسيبها ولا هى كمان عاوزه تسيبه وهمست جمب ودنه :هتوحشنى ياابنى اللى مخلفتهوش ...


غريب :وانتى هتسيبي عندى فراغ كبير اوى ياامى ...اوعى فيوم تنسى ان غريبك بيحبك وهيفضل يحبك لأخر يوم فعمره .


سميه بلعت ريقها بمراره وبعدت عنه وراحت لنادر اللى اترمى فحضنها بمجرد مافتحتله دراعاتها ،وابتدى يبكى وهو دافن دماغه فحضنها ،وهى بتمسد على شعره بحنان وتبوس فجبينه :متنسانيش ياندوره واتاكد انك فقلبى وروحى وعقلى طول الوقت ...هتوحشنى ياضى عينى ...


سابته وراحت وقفت قدام ناديه اللى بتجاهد عشان دمعتها متنزلش لكنها مقدرتش ونزلت منها دمعه بعدها غمضت عينها وفتحت بوقها بألم وهى بتبص بعيد عن امها ...


سميه محبتش تضغط عليها وعلى اعصابها اكتر من كده فاتخطتها وراحت سلمت على جميله وودعتها واعتذرتلها على كل حاجه وحشه عملتها فيها فيوم من الايام ،..

وجميله قالتلها مسامحاكى وسلمت عليها بنيه صافيه وقلب مسامح ..


راحت لماهر اللى واقف ومتأثر جدا على سميه وندمان ضعف ندمها على اى حاجه وحشه عملها فيها فيوم من الايام ..


سميه :مسامحنى ياماهر ؟

ماهر :مسامحك وانتى سامحينى ..

كل واحد فينا له حق عند التانى ياسميه .

سميه :انا مسامحه فاللى ليا عندك ياماهر 

ماهر :وانا مسامح فاللى ليا عندك ياسميه ..

سميه ابتسمت :نبقا خالصين .


ماهر ردلها الابتسامه :خالصين ياسميه 

راحت على شنطتها جرتها ومشيت بخطى بطيئه وقلب تعبان ...ولاول مره من سنين كتيره هتخرج من مملكتها وهى زاهده فكل حاجه ومش عاوزه اى حاجه ...وصلت باب الفيلا وهتخرج لكن وقفها صوت ناديه وهى بتنده عليها :ماااماااا


سميه لفت بسرعه وهى مش مصدقه ودانها ،ناديه ندهت عليها وقالتلها ماما ؟!....وفلحظه لقت ناديه فحضنها وضماها اوى وهى بتشهق وتبكى بكل صوتها  ...


سميه ملست على شعرها :حبيبة قلبى وامورتى القويه متعيطش ...


متعودتش عليكى كده ..عاوزاكى زى ماطول عمرك معودانى، نمره شرسه محدش يقدر يقرب منها ولا من حبايب قلبها الا وتكون مقطعاه حتت صغيره ..

خلى بالك من اخواتك ...واوعى تفتكرى انى زعلانه منك ولا شايله فقلبى ..ولا غلاوتك ومعزتك فقلبى اتزحزحت سنه ...بالعكس،.. انا طول عمرى فرحانه بيكى لكن مكنتش ببين ده ...كنت اقول البنت دى هى الوحيده من بين اخواتها اللى عمرى ماقلقت ولا خفت عليها من صغرها لانها يتخاف منها مش عليها ....


مكنتيش طالعه لاى حد من اللى حواليكى ...طول عمرك واخده من كل واحد الصفه الوحيده اللى بيتميز بيها ...وكل دا فالاخر كون ناديه القويه الذكيه الشجاعه اللمضه الحنينه ...

خليكى دايما كده واوعى تتغيرى ياناديه .

ناديه :بس انا مش كده ...انا مش بالقوه اللى كلكم فاكرينى بيها دى .


سميه :لا انتى بالقوه دى واقوى كمان مماتتخيلى ..بس قوتك دى هتبان وهتكتشفيها  فمواقف معينه هتعدى عليكى فحياتك ..

وقتها هتحسى وتعرفى انتى قويه اد ايه ...انا همشى وانا مطمنه عليكى وسط كل الناس اللى بتحبك ومخليين بالهم منك دول ..


اسمعى كلام عمتو عشان هى بتحبكم بجد..

ناديه هزت دماغها بموافقه وبعدت عن حضن مامتها ومسحت دموعها 


ناديه :هتكلمينى من هناك 

سميه :كل يوم 

ناديه :هينفع ابقا اجى ازورك ؟

سميه :استقر هناك ووقت ماتحبى اركبى اول طياره وتكونى عندى 


ناديه بهمس وندم :انا آسفه  

سميه :وانا عمرى مزعلت منك عشان اقبل اسفك ...يلا بقا سلام هتأخر ..وودعتهم وعملت للكل بيباى والكل ردهالها الا غريب اللى كان واقف شارد ومش شايف وكان بيتمنى لو يقدر فاللحظه دى يشوف ملامح امه سميه لآخر مره زى الكل . ....

بس بينه وبين نفسه اتمنى ان امه سميه تلاقى وسط اهلها الحب والاهتمام  اللى ملقتهوش هنا،ويقدرو  يعوضوها عن كل حاجه وحشه شافتها .. وطلب من ربنا ان اللى جاى ليها يكون احسن من اللى راح ...


وراحت سميه من البيت اللى عملت عشان تستحوذ عليه وتحافظ على بقائها فيه ابشع الامور على مر السنين .


*********

اما فالبلد 


مؤمن :يابدريه هاتى فلوس البيت عقولك لقيت بيت حلو وكبير فالنجع اللى جمبنا عاوز الحق اشتريه بدال محنا قاعدين فبيت اخوكى .


بدريه :وهو اخوى قصر معانا فحاجه يعنى يامؤمن ..ماادينا قاعدين نايمين واكلين شاربين ومدبرين القرشينات .

مؤمن :اهو انى مش قالقنى غير موضوع واكلين شاربين ديه، وكل يوم اخوكى يشيل ويحط قدامنا وقدام عياله زفر ولحمه وهوبر بالكوم، وهو كان يقعد ياكل فصحن الفول ٣ ايام هو وعياله ويخليهم يغمسو اللقمه وينفضوها من الغموس .


بدريه :مهو بايع قراط الارض بتاعه بكد اكده هو كمان ،وبعدين كتر خيره قايم بواجب ضيافتنا ومش مستخسر فاخته وعيال اخته حاجه ...

اهو هو ديه النسيب اللى تشد ضهرك بيه وتقول ناسبت صوح .


مؤمن :ياستى ناسبت واخوكى على راسى بس هاتى القرشينات خلينا نتنيلو نشوفو البيت ونشتروه .


بدريه :مهو اصل الفلوس انى عايناهم مع حامد، وكل اما اقوله عليهم يقولى يومين واجيبهملك، ولما شديت معاه طلع ياعينى مسلفهم لواحد صاحبه وفاكك زنقته واهو ينوبنا من الثواب حسنه ..


مؤمن ضرب على دماغه باديه الاتنين ...عنتى الفلوس حدا مين يختى ؟ مع حامد ...وفك زنقة صاحبه ...ايوه ايوه ...اكده وضحت الرؤيا قدام عيييينى ...


ومين اللى قالك تعملى حاجه زى دى وتتصرفى من دماغك يام راس حمار انتى وتدى الفلوس لحامد ؟

بدريه :وه مش اخوى واللى حداه ميضيعش ؟


مؤمن :له ابشرك ..ضاع ياحبيبة اخوكى اللى حدا اخوكى وراح فستين داهيه


 والله قلبى لعب وانى شايفه عيتفشخر قدام الناس بالفلوس ويضيع ويصرف كنه قاعد على بنك ...

اتاريها مش فلوسه ومتعبانش فيها عشان يخاف عليها ...

لا وتغيظنى وتفقع مرارتى وتقولى تشد ضهرك بيه ...الهى تتشدى بحبل انتى وهو يكون مربوط فرقبة تور ميوقفكم غير قدام قطر يفرمك ويفرمه .


بدريه :وه هى حصلت عتدعى علي وعلى اخوى 

مؤمن :يلعن ابوكى لابو اخوكى يبت الكلاب ...النهارده تقبو وتغطسو وتطلعو بالفلوس انتى وهو والا هروح فيكم فداهيه ...ديه شقى عمرى ديه .


بدريه :طب لعلمك الفلوس دى بتاعتى انى ..والبيت والقيراط كانو باسمى  وملكش حاجه فيهم ...


وبعدين تعالا اهنه ..شقى عمرك من فين ياحبيبى ..دول شقى عمر طاهر ابو ليل ومرته جنه 


مؤمن :بقت اكده يابدريه ؟

بدريه :بقت اكده يامؤمن .


مؤمن طلع من البيت على القهوه اللى دايما حامد بيقعد عليها وهو شايف العفاريت كلها بتتنطط قصاد عنيه ...


وصل القهوه واول ماوصل شاف حامد قاعد بيلعب ضمنه زى عادته وحاطط السجاره فبوقه على جمب وعامل مدخنه فوق دماغه .


حامد اول ماشاف مؤمن جاى عليه من بعيد ابتسم ....اهلا ابو نسب اقعد اقعد 


ولا يافتله ...احلى شاى وتعميره على حسابى لبو نسب يولا 


فتله :وعندك واحد شاى وصايه وتعميره باحلى بصايه وصلحوووه


قرب مؤمن من الطربيزه ومره وحده زاح كل اللى على الطربيزه ومسك حامد من هدومه ...بتجبى عليا بفلوسى ياواطى ؟ 


حامد قام ومؤمن لسه ماسكه وبيحاول يشيل ايده من عليه واللى كانو قاعدين معاه على الطربيزه قامو ورجعو لورا وهما بيتفرجو ومحدش فيهم اتدخل .


مؤمن :اطلع بفلوس البيت والقراط بتوعى اللى ضحكت على اختك وخدتهم منها ياحرامى 


حامد :بيت ايه وقراط ايه وبتوعك منين ياد انتا ، دول بتوع اختى وفلوس اختى وانى واختى حرين .


مؤمن :اه ياواطى ياجبان وفضل يضرب فيه بالبوكس لما دمى وشه خالص .


حامد قدر يفلت منه وفلحظه كان هو المسيطر على الوضع وبقا يضرب فيه بنفس العنف ...عتقول على مين واطى ياولد الحرام انتا ...ياد دنتا لاليك اصل ولا فصل ولولا طاهر جوزك بته وعملك بنى آدم كان زمانك لسه فبيطان الترع عايش وسط الهيش والغاب كيف السعليك ...


مبقاش غيرك اللى جاى يتكلم عالواطى والعالى يانقوله ياعرة الرجاله .


مؤمن وهو بينهج من كتر الضرب :قول اللى تقوله بس رجعلى قرشيناتى ...احب على يدك ياحامد دانى منى للنجم ولولا البيت مفيش حاجه تستر عليا ولا على اختك .


حامد :مش مشكلتى ..ويكون فمعلومك ..هسيبك دلوكيت واستنى ساعه وحده وارجع البيت ...لا عاوز اشوفك فالبيت لانتا ولا بتك ولا مرتك اللى هى اختى ..واجب ضيافتكم خلص لحد اهنه .


مؤمن :قصدك فلوسنا اللى خلصت مش كرم ضيافتنا ياكلب ...طب هروح فين باختك وبتها دلوكيت 


مؤمن :تايتك قاعده على الترعه ومستنياك ..ارجع لاصلك ياواطى .


مؤمن :طيب حيث اكده اختك طالق ياحامد  

حامد :سيبها وخد بتك فيدك ..وانى هجوزها سيد سيدك ... ويكون فمعلومك بتك لو سبتها ومشيت هرميها لديابة القصب يخلصو عليها يلا غوووور 

وزقه على الارض ومؤمن قام ونفض هدومه وراح على بيت حامد وكل الضرب القهر اللى دوقهوله حامد قدام اهل البلد خلصه من بدريه لما وفضل يضرب فيها لما نعنع ضلوعها ومخلاش فيها عضمه صاحيه ولم خلجاته وخد بته وطلع من بيت حامد وساب بدريه سايحه فدمها كيف القتيل  


مؤمن ماشى بصرة هدومه وشايل بته على كتفه وسط ناس البلد ومطاطى راسه فالارض ،وهو بيسمع كلام الناس اللى عامل زى السكاكين بيقطع فجتته ويزيد همه ...


ربك معتضيعش حداه الحقوق ...

شوفو حوبه ليل واهلها عتخلص كيف سبحانك يارب ...

ارجع لاصلك ولموطرحك ...


مؤمن راح على التايه وصعبت عليه نفسه يقعد فتايه من تانى بعد ماكان ببيت وارض والناس بقت تعمله قيمه 


قام وشال بته وخد صرة هدومه وقرر انه هيسيب البلد دى باللى فيها ويروح بلد جديده ،بس المره دى مش لحاله ولا شيلته عادت خفيفه ..المرادى فيه بت معلقه فرقابته وحتما ومن كل بد يشيل همها ويعمل حسابها فكل خطوه عيخطيها ....


********

قاسم رجع البيت بعد يوم شغل مهلك روح قبل ميعاده بساعه وفتح الشقه ودخل يتسحب يدور على جواهر فى كل حته فالشقه لقاها فالاخر فاوضة الصالون بمنظر اول مره يشوفها فيه من يوم مااتجوزو


كانت رابطه دماغها بشال اسود على قورتها وباقى شعرها منكوش من ورا ..ولابسه بجامه قطن رجل نازله  والتانيه متشمره لحد الركبه ..ووشها مفيش عليه ولا نقطة مكياج مع انها حلوه بس برضو المكياج بيفرق سيكا 


دخل يتسحب وهى موطيه وعماله تلم فالسجاده ...

قاسم بصوت عالى  :ايه دا هى البت جواهر جابت خدامه من غير ماتقولى ؟ 

جواهر بصت من بين رجليها وهى موطيه لقاسم بخضه وعيون مبرقه لانها مكانتش متوقعه انه ييجى قبل ميعاده فاعتمدت لوك التشرد بمنتهى الاريحيه


قاسم  بيبص لجواهر وهو موطى زيها ...ايه يابنتى متتعدلى وتروحى تنادى ستك من جوه قوليلها سيدك قاسم جه ...وقعد وحط رجل على رجل 


جواهر اتعدلت ووقفت فمكانها ورفعتله حاجبها ...اتلم ياقاسم وبطل رخامه .

قاسم :قاسم حاف كده ؟ هو انتى محدش علمك الادب يبت انتى ولا ايه ...اتأدبى بدال مقطع عيشك ..ادخلى نادى ستك بسرعه ..


جواهر واقفه وبتهز فرجلها وربعت ايديها على صدرها وبصاله ورافعه حاجبها 


قاسم :لااااااه ..دانتى خدامه قليلت الادب بقي .


جواهر بعد ما وصلت اقصى درجات الغضب مدت ايدها اخدت المنفضه من على الطربيزه واتقدمت من قاسم بخطوات بطيئه وهى مديقه عيونها ومبتسمه ابتسامه خبيثه


قاسم رجع لورا عالكرسى وحط ايديه قدام وشه بيحميه وهوبيدارى ضحكته بالعافيه ...ايه هتعملى ايه ياام السعد انتى ..

جواهر وهى بتقلد خدامات زمان :معلش اصلى نسيت انفض الكرسى اللى انتا قاعد عليه ياسيدى ..استنى خلينى اخلص احسن ستى جواهر تكدرنى ...

وابتدت تضرب فقاسم  بالمنفضه فكل مكان وهو يتفادى ضرباتها ويضحك بعلو صوته 


قاسم :خلاص يامجنونه اهدى خلاص 

جواهر :يعنى حرمت تستظرف 

قاسم :حرمت خلاص ....يلا بقا 

جواهر :يلا ايه 

قاسم :ادخلى نادى ستك جواهر من جوه ... قالها وجرى من قدامها وهو بيضحك بصوت عالى  ...


جريت عليه جواهر عشان تضربه تانى لكن المرادى هو اللى هجم عليها وشالها مره وحده وقام هابدها على الكنبه ومثبت ايديها بأديه ....


جواهر :سيبنى ياقاسم عشان اضربك 

قاسم :ضربها بدماغه على دماغها ضربه خفيفه ...متهمدى بقا ...حلوه سيبنى عشان اضربك دى .. وبعدين ايه اللى عاملاه فنفسك ده 


جواهر :قصدك ايه اللى مش عاملاه فنفسى ...هو يعنى عشان يوم شفتنى على طبيعتى تعمل كده ...امال لما نكمل سنه ولا سنتين مع بعض وتلاقينى قدامك كل يوم بالمنظر دا تعمل ايه ؟


قاسم :احبك اكتر ..وكل ماتعدى السنين هحبك كل يوم اكتر من اليوم اللى كان قبله .


جواهر :طيب يلا ياعم حماقى ادخل خدلك شاور فحمام الاوضه على مااخدلى شور انا كمان فالحمام العام ونتقابل على السفره .


قاسم :حلوه الحمام العام دى ...المهم يلا ونشوف مين النضيف اللى هيخلص الاول ومين المعفن اللى هيطول جوه ...


جواهر :طب امشى ياقاسم من قدامى بدال مااتحول عليك دلوقتى 


قاسم ضرب جواهر على دماغها بأيده ...تتحولى !متجوز مستذئبه ياخواتى ؟ قومى ياجواهر استحمى احسنلك ..وسابها وقام وهو بيبرطم ..قال تتحول قال ..هو فيه تحول اكتر من اللى انتى فيييه !


جواهر :بتقول ايه علي صوتك سمعنى 


قاسم وهو مكمل طريقه :بقولك قومى ياحبيبتى قبل مالاكل يبرد اغرفيييه 

جواهر :امممم

قاسم دخل اخد شاور وهى كمان وراحت بعدها على المطبخ غرفت الاكل وقاسم نقل الاطباق معاهاعلى السفره ..


قاسم قعد قدام جواهر اللى بصاله بتركيز ومستنيه يدوق ويقولها رأيه زى كل يوم ..


جواهر :هاه قولى رأيك 

قاسم : الاكل زى كل يوم ياحياتى تحفففه ،مع ان الطبيخ كان هيزيد فالملح النهارده سيكا بس الحمد لله ربنا ستر ..


جواهر بصتله وكشرت نص وشها واخدت معلقه من الاكل حطتها فبوقها ...على فكره بقا انتا ظالم ومفترى والاكل زى الفل ...اهو وبلعت اللقمه بالعافيه من كتر الملح اللى فالاكل .

قاسم ضحك على منظرها وجواهر لما شافته ضحك حكمت عليه ياكل كل الاكل  اللى قدامه ويكمله غصب عقابا ليه.


جواهر :قاسم 

قاسم :هممم

جواهر :الا قولى متعرفش قضية حسنيه مرات زفت وصلت لغاية فين ؟


قاسم :لسه جلست الحكم بعد اسبوع بس يعنى القضيه منتهيه لصالحها الظابط طمنى وقالى انها هتطلع منها براءه،

 لان القاضى والمستشارين وكل القائمين على القضيه متعاطفين معاها، 

واكتر من محامى شاطرين متبنيين قضيتها، مع انها متستهلش بس يعنى عشان البروبيجانده المعموله حوالين القضيه تضيفلهم شهره مش اكتر فى قضيه كده كده كسبانه كسبانه ...


جواهر اتنهدت :طمنت قلبى والله ياقاسم انتا متعرفش انا كنت خايفه وقلقانه عليها اد ايه ..


قاسم :لا متقلقيش عليها واقلقى عليا انا وارحمينى ومتحطيش ملح بالكميه دى تانى فى الاكل ..


جواهر :على فكره انا بدوق وتطلع الحاجه عادمه بزود ملح ...هو الاكل بيملح امته وازاى انا مش عارفه 


قاسم :متدوقيش تانى انتى ياجواهر عشان حاسة التذوق عندك عطلانه ياحبيبتى ربنا يهديكى .


**********

بعد مرور ٦ اشهر 


غريب : من اليوم اللى ليل بقت مراتى وانا عرفت معنى السعاده اللى بجد .بقالنا ٦ شهور مع بعض حاسس انهم عدو عليا ٦ ايام من حلاوتهم محستش بيهم ...وبصراحه ليل مدلعانى وبتعاملنى زى مااكون طفل صغير امه عارفه كل حاجه بيحبها وبتعملهاله من غير مايتكلم وكل طلباته مجابه .


*قاسم وجواهر عايشين زى القط والفار ومشاغبة قاسم وجواهر مع بعض طول الوقت مديه لحياتهم طعم ومضاعفه السعاده .


جواهر: رجعت قدمت السنادى على الكليه بتاعتى ورجعت اداوم وكلى  اصرار وعزيمه انى اعوض اللى فاتنى  وطبعا كل دا بتشجيع قاسم ودعمه المستمر ليا ربنا يخليهولى يارب . 


اما ماهر وموده الاتنين كل واحد اتاكد من مشاعر التانى ،وماهر فتح لموده قلبه، وحكالها على كل تفصيله تخص حياته،

 وخصوصا حكاية حبه هو واميره واخلاصه ليها طول السنين دى ومكانتها اللى لسه فاضله زى ماهى فقلبه ، وهى احترمت دا جدا وقررت انها مش هتحاول فيوم من الايام تتعدى على المساحه اللى ماهر مخصصها لاميره جوا قلبه ابدا.


ماهر فرحان جدا بوقفة موده جمبه طول الشهور دى ومساندتها ليه فكل خطوه ،ودا كان حافز ليه طول الوقت انه يشتغل بطاقه اكتر  وتصميم اكبر على الصعود مره تانيه بالشركه.. ودا اللى حصل فعلا ،وفوقت قياسى قدر يوقف الشركه على رجلها من جديد ...


اما رجل الاعمال النصاب اللى نصب على نادر فلازال جارى التخطيط لاسترداد كل مليم اخده سواء من ماهر او من غيره 


 نادر :برغم كل الخساره اللى خسرتها لبابا  الا انه مأخدش منى الموقف اللى كنت متوقعه منه فالحاله دى، مفيش يوم حسسنى فيه بالذنب، او حسسنى انى عملت عمله ، بالعكس طول الوقت كان محسسنى ان غلطتى غلطه عاديه بيقع فيها كتير من رجال الاعمال فى مقتبل حياتهم وبداية دخولهم لعالم البيزنس الا مارحم ربى،

 وعلمنى ان اى حاجه هتحصلك درس ولازم تطلع منه وانتا متعلم منه وفاهمه كويس   ...


شفته ازاى بيدير الشركه بمنتهى الاحترافيه وابدا مش بيجازف ولا يدخل اى شغل الا لما يكون متأكد ١٠٠%هو داخل على ايه ومع مين مهما كان حجم الشغل صغير ..

اكتشفت ان بابا دا مدرسه كبيره وندمت جدا عشان مستفدتش من خبراته دى قبل مااتسرع واعمل عمله هبله زى دى .


فالكام شهر دول قدر وحده وحده يبتدى يوقف الشركه على رجلها من تانى مع ان دا مع اى حد تانى غيره كان مستحيل ،وخصوصا وهو راجع يبدأ من الصفر ، لكن اسمه وسمعته فالسوق لوحدهم كانو مصدر قوته الاكبر .


اما اميرة قلبي فاطول الفتره اللى فاتت دى وانا برغم انى معنديش اى وقت لاى حاجه بسبب ضغط الشغل، الا انى كنت لازم كل يوم اخطف ساعه ولا ساعتين اكلمها فيهم ،وهو دا الوقت الوحيد اللى بعتبره وقت راحتى بعد تعب اليوم كله ...وصلت مع اميره لمرحله اكبر من مرحلة الحب ، مرحله موصلتهاش حتى مع جواهر اللى فضلت احبها سنين ...


المرحله دى بقت اميره هى النفس اللى داخل واللى طالع جوايا ...باختصار ..عشقتهاااااا 


 سميه :بعد ماكنت على وشك انى اخسر غريب ...راجعت نفسى بعد ماسمعت رأى الكل ان وجودى فحياته هى سبب دماره ودمارهم كلهم  

ولقيت كلامهم صح فعلا ...قررت انه كفايه كده ولو سعادتهم فبعدى عنهم خلاص هبعد ..هتحمل بعدى عن اولادى عشان مصلحتهم ...

يكفينى انى اعرف اخبارهم من بعيد لبعيد واطمن انهم مبسوطين وبخير ..


كلمت اخويا عامر وبلغته انى انفصلت عن ماهر وانى مبقاش ليا مكان اقعد فيه ... 

لقيته زعل جدا على حالى دا وخيرنى بين اختيارين ...يامه يبعتلى فلوس واستقر هنا فمصر ...يامه يخلصلى ورقى واروح اعيش معاه ودا الاختيار اللى بيتمنى انى اختاره ..

وخصوصا ان مراته ماتت من فتره قريبه وسايبه بنتين.. وامى بحكم كبر السن والمرض مش قادره تكون قد مسئوليتهم ...

وهو بحكم انه مهندس فشركة بترول كبيره معندهوش اى وقت ليهم ...

وصلى انهم محتاجينى جدا فالوقت دا ...

وافقت على طلبه وفى الحقيقه انا اللى كنت محتجالهم اكتر ماهما محتاجينلى ...محتاجه احس ان ليا قيمه فحياة اى حد .


وافقت انى اسافرله وخلصلى كل حاجه بعلاقاته فوقت قياسى


جه ميعاد السفر و سافرت بعد ماودعت حته من قلبى وسبتهم على ارض مصر ،


 ابدا اتصالاتى انا وغريب متقطعتش ولايوم من ساعة ماسافرت ..ولازم مكالمتنا مع بعض دا روتين يومى مقدرش افوته يوم ولا اقدر استغنى عنه ولا يومى  يمشى من غيره ..


اما ناديه فمن يوم ماامها سميه سافرت وهى على تواصل معاها وابتدت علاقتهم تتحسن، ويكون مابينهم احاديث فمختلف المواضيع، ودا خلق مابينهم الفه الاتنين اتمنو لو كانت موجوده وهما عايشين مع بعض،

 وخصوصا ناديه اللى ندمت عشان ولا يوم حاولت تدى لامها فرصه تانيه تعرف بيها انها اتغيرت بجد وبقت وحده تانيه خالص بقت الام اللى طول عمرها بتتمناها  .


اما عن عيلة قاسم فبيعيشو اليومين دول راحه نفسيه كبيره فى ظل تغير موده الملحوظ فالفتره اللى فاتت وتقريبا شفائها من وسواسها القهرى وابتدا تعاملها  يكون نوعا ما تعامل طبيعى .


الكل بيعيش فى حالة هدوء نسبى لكن طبيعة الحياه انها بتقلب الموازين فلحظه وتبدل الاحوال فياترى الدنيا هتدى ضهرها لمين من ابطالنا بعد ماضحكتله واطمنلها ؟؟

                     الفصل الثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا



تعليقات



<>