أخر الاخبار

رواية سليمه الفصل الرابع 4 بقلم ميمى عوالى

روايةسِليمة

الفصل الرابع

بقلم ميمى عوالى 

فى محافظة الفيوم فى بيت كبير و واسع ، شكله عادى من بره ، بيت زى كل البيوت ، لكن من جواه عامل زى السراية ،  له سلم داخلى انيق بيطلع على اوض النوم ، لكن من تحت ، كان له بهو واسع مفروش بصالونات مدهبة ضخمة و فخمة فى نفس الوقت و اوض كتيرة ، و ورا السلم كان فى مطبخ ضخم 

ده كان بيت الحاج عبد العزيز الغمراوى ، ابو رحيم 

عبد العزيز عنده من الولاد ستة ، تلات ولاد و تلات بنات ، البنات كانوا 

نبيلة .. و دى اتجوزت و خلفت من زمان و عايشة فى بنى سويف مع جوزها ، و اللى يبقى ابن عمتها ، و انشغلت بالدنيا  و بحياتها و كل فين و فين على ما بتروح تزورهم او تسال عنهم ، و نادية اللى اتجوزت عبد الهادى و هربت معاه و ماتت و هى بتولد ابنها الصغير ، و ناهد اللى اتجوزت ابن عمها سامى بعد ما رفضته اختها و هربت منه ، و اتجوزته ناهد خوف على صحة ابوها و امها 

و الولاد كانوا ربيع و ده اتخرج من كلية التجارة ، و بيشتغل فى بنك كبير ، و دخله كبير جدا و متجوز و مخلف و قاعد فى شقة بعيد عن بيت ابوه ، لكن دايما حاطط عينه على خير ابوه ، و رحيم .. خريج زراعة و من زمان و ابوه بيعتمد عليه فى مشاغلة و كمان بيراعى الارض بتاعتهم و بيباشرها بنفسه ، و رامى .. و ده اصغر ولاد عبد العزيز يعنى اخر العنقود و الدلع كله ..  و ابوه ما بيقدرش يرفض له طلب ، هو كمان متخرج من كلية التجارة ، بس خلى ابوه يعمل له مكتب محاسبة ليه هو و اصحابه و اتجوز واحدة زميلته و برضة عاشوا فى شقة على مستوى عالى جدا 

رحيم لما رجع من عند عبد الهادى ، دخل البيت لقى ابوه قاعد فى البهو بتاع البيت لوحده و هو بيقرا الجرنال 

رحيم : السلام عليكم ، ازيك يا حاج ، و سلم عليه و باس راسه 

عبد العزيز بلهفة : و عليكم السلام يا رحيم يا بنى ، حمدالله على السلامة ، طمننى .. ايه الاخبار 

رحيم و هو بيتلفت حواليه : فى حد هنا و اللا الدار امان 

عبد العزيز بسخرية : و لا حد و لا سبت يا ابنى ، ما انت عارف اللى فيها ، ها طمننى ، و ايه اللى اخرك كده ، انا مارضيتش اتصل بيك ، خفت لا تكون سايق و اشغلك عن الطريق

رحيم : ابدا و الله يا حاج ، بس فهمى كان بعافية شوية ، و ماحبيتش اجى قبل ما اتطمن عليه

عبد العزيز : ماله يا بنى كفى الله الشر 

رحيم : خير ما تقلقش ، بس كان سخن بسبب ضرس بيطلع له جديد و ماكانش حد فاهم سبب السخونية لحد ما الدكتور اللى شافه قال لنا على السبب

عبد العزيز : يعنى ابوه ماوداهوش للحكيم الا اما انت روحت

رحيم فهم قصد ابوه و انه بيتهم عبد الهادى بالاهمال فقال : فهمى تعب فجأة و انا هناك ، و اول ما تعب ابوه جرى على الدكتور على طول

عبد العزيز هز راسه و اتنهد و قال : عاوز اشوفهم يا ابنى ، عاوز اخودهم فى حضنى 

رحيم : ما تقلقش يا حاج ، ان شاء الله اسبوع و اللا اتنين و اخدك و نروحلهم و تقعد معاهم زى ما انت عاوز 

عبد العزيز بحزن : يعنى هيفضلوا طول عمرهم بعيد عن اهلهم بالشكل ده يا ابنى ، زى ما يكون التاريخ مصمم انه يعيد نفسه و يبقى فيه رقية تانية 

رحيم : مع الفرق يا حاج ، على الاقل احنا عارفين مكان ولاد اختى و جوزها ، و عارفين كل حاجة ، انما عمتى رقية ماحدش يعرف عنها حاجة لحد النهاردة

عبد العزيز : ايوة يا ابنى ، زى ما يكونوا ابرة فى كوم قش ، لا هى و لا عبد الحليم جوزها، الله يسامحهم

رحيم بحزن : بس انت يا حاج رغم السنين دى كلها محافظ لاختك على حقها ، انما اخواتى مش عاوزين حتى يسمعوا لكلام الحق 

عبد العزيز : ربنا يهديهم يا ابنى و يحنن قلوبهم على ولادها ، دول مهما ان كان يتامى و اتحرموا منها بدرى اوى ، و ظلم انهم يتحرموا من حنان جدهم و خيلانهم و خالاتهم كمان 

رحيم : بقولك يا حاج ، هو مريم و نورا فين

عبد العزيز : فوق مع مسعدة بتحميهم

رحيم بتردد : كنت عاوز اشورك فى حكاية كده ، بس بالله عليك بالراحة عليا لو الحكاية ماجاتش على هواك

عبد العزيز بفضول : خير يا ابنى حكاية ايه دى 

رحيم : انا الاول هحكيلك على اللى حصل ، و ابتدى رحيم يحكى على اللى شافه من سِليمة مع ولاد اخته و هو بيتابع ملامح ابوه اللى اترسم عليها الجمود الشديد ، و بعد ما رحيم خلص حكى على اللى شافه و قبل ما يكمل كلامه عبد العزيز قال : تقصد ان عبد الهادى عاوز يتجوز الست دى 

رحيم بلهفة : لا يا حاج ، هادى حرم جنس الحريم على روحه من بعد نادية ، ده انا حتى حاولت انى اميل دماغه للحكاية دى بس هو اللى رفض و قاللى انه خلاص اخد اللى عاوزه من الدنيا اما اتجوز اختى 

عبد العزيز اتنهد بحزن و قال : اومال انت كنت عاوز تشورنى فى ايه 

رحيم : انا بصراحة يا حاج ليا رغبة انى اتجوز الست دى 

عبد العزيز : و ولادك يا رحيم

رحيم : ولادى صغيرين و محتاجين ام يا حاج ، و امهم مش عاوزاهم ، و انا شايف ان سِليمة ممكن تعوضهم عن امهم

عبد العزيز : طب مش يمكن تكون الست دى عينها من جوز اختك و عشان كده بتراعى ولاده

رحيم بشرود : لا يا حاج ، انا شفتها و اتكلمت معاها ، و شفت لهفتها على فهمى و مراعيتها ليه و لفاطمة ، دى واحدة كده تحسها قلبها طاهر و نضيفة ، لا ليها فى طمع و لا ليها فى ملاوعة زى ناس تانية 

عبد العزيز زى ما يكون اتوجع من كلام ابنه ، لانه هو اللى غصبه على جوازه من سهير بنت اخوه ، دونا عن اخواته ، و هو حبا فى ابوه وافق ، و كان فاكر انه هيعيش فى هدوء ، لكن اكتشف بعد كده ان بنت عمه مافيش فى دماغها غير نفسها و بس و كانت عاوزة تعيش عيشة مش بتاعتهم ، هم اه مبسوطين و مستريحين ماديا جدا ، لكن عبد العزيز و مراته كانوا مربيين ولادهم على الاصول ، لكن سهير كانت عاوزة تمارس الحرية بمفهومها الخاص ، يوميا نوادى و فسح و خروج مع اصحابها ، مش عاوزة تشيل مسئولية ، و لما زادت الخلافات بينها و بين رحيم بسبب الموضوع ده و اهمالها لولادها ، صممت على الطلاق ، و سابت بناتها التوأم و اللى كان عمرهم وقتها خمس سنين و مشيت من غير حتى ما تطلب تشوفهم مرة واحدة من ساعة ما اتطلقت ، رغم انه مر على طلاقهم سنة و نص 

رحيم لما لاحظ ان ابوه سرح منه قال له : انا قلت اخد رايك و لو وافقت تبقى تخطبهالى لما نروح نشوف ولاد نادية ان شاء الله

عبد العزيز : ان شاء الله يا ابنى ، ربنا يقدم لك اللى فيه الخير

رحيم بفرحة : يعنى موافق يا حاج

عبد العزيز : موافق يا ابنى ، يمكن الغريبة تطلع احن عليهم من امهم

رحيم ببهجة : انا متأكد انها هتبقى حنينة عليهم و على الكل ان شاء الله

عبد العزيز بحب : طول عمرك قلبك صافى يا رحيم يا ابنى ، و عمرك ما غلطت فى حكمك على الناس ، و بعدين كمل بحزن .. ياريتنى وافقتك من زمان فى موضوع اختك ، كانت على الاقل ماتت وسطنا و ولادها اتربوا فى حضننا .. استغفر الله العظيم

رحيم : استهدى بالله يا حاج ، كل اللى ربنا يرزقنا بيه خير

عبد العزيز باقتناع : ايوة يا ابنى ، قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا 

رحيم : طب انا هطلع اخد دش و اطل على البنات

رحيم طلع فوق و راح على اوضة بناته ، لقاهم قاعدين فى السرير بيتفرجوا على التليفزيون ، و مسعدة بتروق الاوضة بتاعتهم 

رحيم بابتسامة مرحة : السلام عليكم 

البنات اول ماشافوه قاموا بسرعة راحوا عليه و حضنوه ومريم قالت له بعتاب : انت كنت فين ، كده ما نشوفكش من امبارح

رحيم : حقكم عليا ، بس كان عندى حاجات مهمة لازم اخلصها 

نورا : طب جيبتلنا معاك حاجة حلوة 

رحيم : ااه ، جبتلكم فزدق و سودانى تحت عند جدو ، بكرة بقى ان شاء الله نبقى ناكلهم سوا 

مسعدة بعد ما روقت الاوضة : احضر لك عشا يا سى رحيم 

رحيم : لا يا مسعدة كتر خيرك ، لو بس ممكن تعمليلى كوباية شاى

مسعدة : من عنيا حاضر 

رحيم بص للبنات و قال اهم : اتعشيتم 

هزوا راسهم بالموافقة و نورا قالت : و كنا خلاص هننام عشان المدرسة 

رحيم : خلصتوا الواجب بتاعكم كله 

مريم بزعل : يا بابا فى حاجات مش بعرف اعملها لوحدى و الميس بتقعد تقوللى خلى مامتك تساعدك

رحيم بتنهيدة : معلش يا حبيبتى ، لما ترجعى بكرة من المدرسة انا هقعد معاكى اساعدك فى كل حاجة 

نورا : و انا كمان 

رحيم بضحك : و انتى كمان ، ياللا ناموا بقى و انا هطفى التليفزيون ده ، تصبحوا على خير 

نورا باعتراض : لا سيب التليفزيون على ما ننام و بعدين ابقى اطفيه

رحيم بقلة حيلة : ماشى يا ستى ، ياللا تصبحوا على خير 


عدت الايام و عبد العزيز ملهوف على انه يشوف احفاده ، و رحيم ملهوف على سِليمة و عبد الهادى قلقان من مقابلة عبد العزيز و خايف انه يكون لسه ناقم عليه انه اتجوز بنته غصب عنه ، لكن الكل كان فى الانتظار 

و عند سِليمة كانت بتقضى يوم ورا يوم و هى بتراعى فهمى و فاطمة وبتعمل لهم اكلهم 

لحد ما فى يوم عبد الهادى و هو بيوديلها فهمى الصبح قال لها : معلش يا ست سِليمة هتعبك 

سِليمة : تعبك راحة يا استاذ عبد الهادى 

عبد الهادى : انا جايلى ضيوف مهمين اوى بكرة قبل صلاة الجمعة ، و كنت عاوزك تخبزيلى عيش طازة و فطير ، و كنت عاوزك تجيبيلى دكر بط محترم كده و تعمليلى اكل حلو كده من ايدك

سِليمة : بس كده ، على عينى ، عاوزنى اعملك اكل ايه

عبد الهادى : اللى تجودى بيه ، عمايل ايدك كلها مافيش منها 

سِليمة : و الناس دى كتير يعنى 

عبد الهادى بشرود : ابدا ، هم نفرين ، بس مهمين عندى اوى ، خال الولاد و جدهم 

سِليمة على طول افتكرت رحيم فابتسمت و قالت : من عينى يا استاذ ، ما تقلقش كل اللى انت عاوزة 

عبد الهادى طلع من جيبه فلوس و مد ايده بيهم و قال لها : انا هسيبلك الليلة كلها تظبطيها 

سِليمة : هشرفك ما تقلقش ، كله هيبقى تمام 

تانى يوم ، عبد الهادى خلى ايوب هو اللى يفتح الدكان و ياخد باله منه ، و فضل هو فى البيت ، و من ساعة ما صحى وقت صلاة الفجر ، اهتم بنضافة البيت ، و صحى الولاد و حماهم و اهتم انه يلبسهم لبس حلو ، و قال لهم ان جدهم هييجى النهاردة من السفر عشان يزورهم ، و انهم لازم يقابلوه كويس و يحبوه زى خالهم رحيم بالظبط لانه هو كمان بيحبهم اوى

و شوية و لقى سِليمة بعتت له العيش و الفطير مع حد من الجيران و لقاها بعتاله كمان من خيرات الله ، قشطة و جبنة و عسل و بلغته ان الغدا هيجهز على طول 

عبد الهادى انبسط من انها فكرت تهتم بالحاجات دى ، و ابتدى يشيلها و يروقها و شوية و سمع كلاكس عربية قدام البيت ، و عرف انها عربية رحيم ، فخرج من الباب لقى رحيم بيساعد عبد العزيز انه ينزله من العربية ، فعبد الهادى قرب من عبد العزيز و مد ايده عشان يسلم عليه و هو بيقول له : اهلا بريحة الحبايب ، نورت بيت بنتك و بيت احفادك يا حاج عبد العزيز 

عبد العزيز سلم على عبد الهادى وقال له من غير ما يبص له : اهلا بيك يا ابنى ، و البيت منور باصحابه 

عبد الهادى سلم على رحيم و دخلوا البيت ، و اول ما عبد العزيز خطى اول خطوة جوة البيت لقى فاطمة و فهمى قاعدين جنب بعض و اول ما لمحوا رحيم جريوا عليه حضنوه من رجليه و هم بيهللوا باسمه 

رحيم ضحك و شالهم مع بعض و باسهم بمرح ، و كان عبد الهادى سند عبد العزيز عشان يقعد و اول ما رحيم نزل فاطمة و فهمى على الارض ، عبد الهادى قال : سلموا على جدو يا ولاد 

الولاد قربوا من جدهم بتردد لحد ما وقفوا قدامه ، عبد العزيز كانت عينه مغرقاها الدموع ، فمد ايده خدهم فى حضنه و هو بيبكى و بيقول : ااه يا ريحة الحبايب يا اولاد الغالية 

رحيم و هو بيطبطب على كتف ابوه : و بعدها لك يا حاج ، بالراحة على نفسك ، وعلى الولاد عشان مايكشوش 

عبد العزيز بعدهم عن حضنه و قعد يتأمل فى ملامحهم و بعدين قال بابتسامة : اكنى شايف امكم و هى فى عمركم 

رحيم : فعلا ، كلهم امهم الله يرحمها 

عبد الهادى : الله يرحمها و يحسن اليها  

عبد العزيز بص للولاد و قال لهم : انتو عارفين انا مين

فاطمة : انت جدو ، بابا قال لنا

عبد العزيز بفضول : و قال لكم ايه كمان

فهمى : قال لنا ان انت حلو زى خالو و لازم نحبك زيه تمام عشان انت كمان بتحبنا

عبد العزيز ابتسم بفرحة و قال لهم : طبعا بحبكم اوى كمان ، و كمان جايبلكم معايا حاجات حلوة كتير اوى 

رحيم وقف و قال : ده انا سيبت الحاجة كلها فى العربية ، هروح اجيبها 

فهمى : اجى معاك يا خالو 

فاطمة : و انا كمان

رحيم : تعالو ياللا

و خرج بيهم و فضل عبد الهادى مع عبد العزيز، فعبد الهادى راح قعد جنب عبد العزيز و قال له بحزن : لو طلبت منك تاخدنى فى حضنك اشم فيك ريحة الغالية توافق و اللا تردنى خايب الرجا 

عبد العزيز بص له لقى عيونه مليانة بالدموع  شاف وجعه على موت بنته ، ففتح دراعاته لعبد الهادى اللى قعد على ركبه قدامه و اترمى فى حضنه و عيط بصوت عالى و هو عمال يشمشم فى هدوم عبد العزيز 

عبد العزيز قلبه رق لعبد الهادى فطبطب على كتفه و قال بوجع : الله يرحمها ، راحت و خدت قلوبنا معاها 

عبد الهادى : ابوس ايدك اوعى تكون لسه زعلان منها ، و الله ما عدى عليها يوم واحد من غير ما تشتاق لك انت و الحاجة ، بس اللى كان مهون عليها ان الحاجة الله يرحمها كانت بتتصل بيها و بتراضيها 

عبد العزيز : ايوة ، ماقدرتش تزعل منها و لا تشيل من ناحيتها ، ما صدقت عرفت ان جوازها كان على ايد اخوها ، و رمت كل حاجة ورا ضهرها ، ياريتنى كنت كلمتها انا راخر و ما كانتش رجعت لربها و هى فاكرة انى لسه زعلان منها 

عبد الهادى و هو بيمسح وشه من اثر الدموع : يعنى سامحتها بصحيح 

عبد العزيز : انا يا ابنى اللى مزعلنى انها اندفنت بعيد عننا ، لكن يعلم ربنا ان من يوم موتها و انا بدعيلها يوماتى ، و خصوصا من ساعة ما زارتنى فى المنام و وصيتنى عليكم 

عبد الهادى : و وصيتنى انى ارجع بولادها يتربوا فى بلدنا ، و كنت فعلا ناوى ارجع على الفيوم ، بس رحيم منعنى 

عبد العزيز : انا اللى قلت لرحيم يبعدكم دلوقتى عن البلد ، لحد ما ربنا يهدى النفوس يا ابنى 

رحيم دخل من تانى مع الولاد و هم شايلين شنط كتيرة ، مليانة لعب و حلويات و فاكهة و شيكولاتة ، و الولاد كانوا فرحانين بيهم جدا 

شوية و سمعوا قرآن الجمعة ابتدى يشتغل ، فعبد العزيز قال : الجامع قريب و اللا بعيد 

رحيم : لا مش بعيد 

عبد الهادى : نجهز و نروح نصلى ، و على ما نرجع يكون الغدا وصل 

و فعلا ، راحوا صلوا الجمعة مع بعض ، و هناك قابلوا الشيخ مدبولى ، و سلموا عليه ، و عزم عليهم يروحوا عنده يتغدوا ، فرحيم شكره و طلب منه انهم يروحوا يشربوا معاه الشاى بعد صلاة العصر ، فمدبولى رحب بيهم جدا 

و بعد الصلاة ، ايوب راح جاب الاكل من عند سِليمة زى ما كان متفق معاه ، و لما ابتدى عبد الهادى يحضر الاكل ، لقى سِليمة عملالهم محشى و رز معمر و عملالهم خضار مع البط و كمان عملت لهم سلطة و بعتت لهم كمان رز بلبن 

عبد الهادى بقى مبسوط جدا ، بس رحيم اللى كان مبسوط اكتر و بقى عمال يقول لابوه : انا عاوزك تدوق كل الاكل ده و تقول لى رأيك 

عبد الهادى : يا اخى الله يسامحك ، انا و العيال اللى هنتحرم من الحاجات الحلوة دى 

رحيم بمرح : ربنا ما بجعلناش جار و له عينين 

عبد العزيز كان قاعد وسط فاطمة و فهمى بياكل و يأكلهم و هو مبسوط و بعد الاكل قال : و الله عفارم عليها ، و يسلموا ايديها ، الاكل زى الشهد ، و بعدين كمل بضحك و قال .. اتضح ان مسعدة كانت بتجرب فينا

رحيم بزهو : عشان تعرف بس ان ابنك لما بيقع بيقع واقف

عبد الهادى : لا و لسه الحلو ، دى عملالكم كمان رز بلبن 

عبد العزيز : لا ، انا مش قادر بقى ، خليه لما نرجع من عند العروسة 

عبد الهادى : انا مجهزلكم كام ازازة شربات ، على شوية حاجات لزوم الزيارة عشان ناخدهم معانا

رحيم ميل على كتف عبد الهادى باسه و قال : تسلملى يا غالى ، و انا كمان جايب معايا هدية حلوة 

عبد الهادى : جايب ايه اشجينى 

رحيم هرش راسه بكسوف و قال : شفت عقد دهب حلو اوى عجبنى فجبتهولها 

عبد الهادى بمرح : هو ده الكلام ، مبارك يا عمنا 

عبد العزيز : انا عاوز اشرب شاى يا اولاد بعد الاكلة المتينة دى 

عبد الهادى : حالا يا حاج 

بعد صلاة العصر ، راحوا كلهم على البيت الشيخ مدبولى و اخدوا معاهم فاطمة و فهمى و اللى سِليمة فرحت بيهم جدا 

مدبولى رحب بيهم و دخلهم اوضة فيها كنب بلدى و قعدوا مع بعض بعد ما طلب من سِليمة تعمل لهم شاى

عبد العزيز : زى ما عرفت يا شيخ مدبولى ، انى ابقى حما عبد الهادى و جد ولاده ، و رحيم ابنى كان متجوز و عنده بنتين توأم هيكملوا سبع سنين بعد كام شهر ، و الحقيقة احنا جايين طالبين ايد بنتك لابنى رحيم

مدبولى بفرحة : ده احنا يزيدنا شرف يا حاج ، بس انتو اغراب عن البلد و عشان كده لازم تعرفوا حكاية سِليمة بالتفصيل ، و بعد كده الكلمة كلمتكم ، و ابتدى يحكيلهم حكاية سِليمة من البداية خالص

عبد العزيز كان بيسمعه و هو شارد ، رحيم قال له على ظروف جوازها و طلاقها ، لكن ما قاللوش على ظروفها كلها ، و اول ما الشيخ مدبولى خلص كلامه ، باب الاوضة خبط و دخلت سِليمة حطت صينية الشاى و لما جت تخرج عبد العزيز ندهها و قال لها : تعالى يا سِليمة يا بنتى اقعدى جارى

سِليمة بصت للشيخ مدبولى فشاور لها براسه انها تسمع الكلام ، فراحت فعدت جنب عبد العزيز بعد ما سابت مسافة بينهم و قالت له : اؤمرنى يا ابة الحاج

عبد العزيز كان بيبص لها اوى و بيدقق فى ملامحها و بعدين قال : انتى اسمك ايه يا بنتى 

سِليمة باستغراب : اسمى سِليمة

عبد العزيز : ايوة ما انا عارف ، لكن انا اقصد اسمك بالكامل ايه

سِليمة بصت فى الارض و قالت بحزن : سِليمة عبد الحليم الريس ، لكن انا طول عمرى ما اعرفليش اب غير ابويا الشيخ مدبولى 

عبد العزيز حط كف ايده على بوقه و بص للشيخ مدبولى و قال له : و انتو عرفتوا اسم ابوها منين يا شيخنا 

مدبولى باستغراب : بطاقته كانت فى هدومه لما مات الله يرحمه

عبد العزيز : و يا ترى البطاقة دى لسه عندك 

مدبولى : ايوة

عبد العزيز : ممكن اشوفها 

مدبولى قام و خرج من الاوضة و رجع بالبطاقة اداها لعبد العزيز اللى عينه طول الوقت ما نزلتش من على سِليمة ، و لما اخد البطاقة بص عليها بصدمة و بعدين قال : طب و ما حاولتوش تسالوا على امها 

سِليمة : انا امى ماتت من قبل ابويا يمكن بسنة 

عبد العزيز بصلها بلهفة و قال لها : انت توعى على امك

سِليمة : لا ، بس فاكرة ابويا اللى يرحمه ، و يوم ما مات كان بيحكيلى على امى عشان افضل فاكراها 

عبد العزيز بلهفة : امك كان اسمها ايه با سِليمة

سِليمة و هى مش فاهمة حاجة : كان اسمها رقية 

عبد العزيز قام وقف مرة واحدة و شد سليمة لحضنة و قال بصوت عالى : رحمتك يارب ، تجمع شملى بعيال بنتى و بنت اختى فى يوم واحد ، اه يا بنت الغالية 

سِليمة شدت نفسها من حضنه و قالت : بالراحة يا ابة الحاج ، ما يصحش كده ، فهمنى طيب ايه الحكاية 

عبد العزيز مسك ايدها قعدها جنبه و هو بينهج من الانفعال و قال : الحكاية انك بنت اختى الله يرحمها ، و اللى ما كنتش اعرف انها ماتت من اصله غير النهاردة 

عبد الهادى بص لرحيم باستغراب ، لقى رحيم بيبص لسِليمة بفرحة شديدة جدا ، و سِليمة بتبص للشيخ مدبولى بتستنجد بيه ، فالشيخ مدبولى فال : طب بعد اذنك يا حاج ، ممكن بس تفهمنا بالراحة ايه الحكاية بالظبط  ، و واحدة واحدة عشان نفهم 

عبد العزيز بتنهيدة : من حوالى تلاتين سنة ، كان عندى اخت عروسة زى البدر ، كانت اصغر منى بييجى عشر سنين ، و كانت اصغر اخواتى  ، و عشان كده كانت متدلعة دلع السنين ، و ما كانش بيعدى اسبوع من غير ما كان يدق على بابنا عريس و اكتر ، لكن هى ما كانتش بتوافق على اى عريس ، لحد ما فى يوم دق على بابنا عبد الحليم و خطبها ، و بعدين بص لسِليمة باسف و قال : ما تزعليش منى يا بنتى ، بس عبد الحليم كان بالنسبة لجدك نكرة ، كان بياع سريح ، بيسرح بمخلته يبيع جهاز البنات ، فجدك رفضه زى غيره بس من غير ما ياخد رايها ، و ما كناش نعرف انها متعلقة بيه و بتحبه و بيحبها 

جدك اتجنن لما عرف ، و هددها انه يجوزها لاول واحد يتقدم لها ، تانى يوم صحينا من النوم مالقينهاش ، و لما دورنا على عبد الحليم راخر مالقيناهوش ، و ما كانلوش قرايب نسالهم عنه ، قلبنا الدنيا عليهم ، بس كانوا فص ملح و داب 

سِليمة بدموع : و عرفتوا طريقى ازاى بعد العمر ده كله يا خال 

عبد العزيز بدموع : عرفته لما سمعت حكايتك من الشيخ مدبولى دلوقتى يا قلب خالك

سليمة باستغراب : يعنى انت لما جيت دلوقتى ، ما كنتش تعرف انى بنت اختك

عبد العزيز و هو متأثر من اللى حصل : انا النهاردة ، كنت جاى اخطب بنت الشيخ مدبولى لابنى رحيم ، لكن دلوقتى ، انا جاى اخطب بنت اختى لابنى ، قلتى ايه يا بنت اختى 

سِليمة باستغراب : تخطبنى انى .. لابنك 

عبد العزيز : ايوة يا بنتى ، رحيم من يوم ما شافك المرة اللى فاتت ، طلب منى انى اخطبك ليه

سِليمة : يعنى انت كنت جاى تخطبنى من غير ما تعرف انى بنت اختك

عبد العزيز : ايوة يا سِليمة

سِليمة بحزن : و ياترى كمان تعرف ان جوزى طلقنى عشان مابخلفش

رحيم بحزم : اللى كان جوزك يا سِليمة و خلاص النصيب بينكم اتقطع ، و ايوة انا جاى اتقدم لك و انا عارف عنك كل الكلام ده … قلتى ايه


                    الفصل  الخامس من هنا


               لقراءة جميع فصول الرواية اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-