
رواية زوجتى الشرقيه يوسف و ليان
بقلم ميار عبد الله
الفصل العشرون
يشعر لأول مرة بالقلق الذي يساوره منذ أن تزوجها .. قلقه يزداد عندما تذهب لمقابلة ذلك اللعين !! يشعر بالخوف عليها ..نظرات ذلك اللعين على زوجته لا تطمئنه على الاطلاق !!
وهى كالحمقاء تتخذه صديقاً لها !! .. غبية لا تعلم نظرات تلك الرجال عندما يرونها ...جمالها الشرقى وطباعها الشرقية يجعل الرجال الغربيون يلتفون حولها ... وكأنها حلوى مغلفة يتهافت عليها الأطفال !!
وهى المغفلة تقول انها لا تمتلك اى صفات للجمال !! ... حمقاء ..غبية لا تعلم أنها إمرأة فاتنة .
تعلم انه يضع لها رجال لمراقبتها كلما تذهب إلى أصدقائها ولا تتفوه بشيء ..منذ متى وهى تصادق رجال ؟
يعلم عنها ادق تفاصيل حياتها مصادقة الرجال خط أحمر ..لماذا تغيرت عندما تزوجته؟ ..اهذا إنتقام منها ام تمرداً ..كاد عقله أن يجن بسبب تصرفاتها الغير معهوده والتى سوف تجعل قلبه يتوقف عن النبض !!
تتصرف تصرفات هوجاء ..وحمقاء !! وهي لا تعي ما مقابل ما تفعله .. وذلك تيم سوف يقتله يوما ما ان لم يتوقف عن ملاحقة زوجته ..وهى تدافع عنه ..حتى دون مراعاة مشاعره وأنه زوجها
هل لتلك الدرجة عمياء !!
وهى تصفه انه بارد المشاعر مثل رجال الغربيين ..غبية بل مشاعره تتقاذف كحمم بركانية وغيره شرقية تتآكل وتنهش قلبه .. يكفى لذلك الحد سيقوم بوضع ذلك التـيم بآخر البلاد ولكن قبل ذلك سينتقم منه ..أشد إنتقاماً على كل ليلة مؤرقة سببها له !!
يزداد غضباً عندما يعلم انها تقابل ذلك الاحمق بل كاد ان ينفجر امامها ويلكم وجهها الناعم
- سيد زين
إنتبه على صوت مساعده وهو يخبره أن الاجتماع سيبدأ بعد دقيقتين
توجهه إلى غرفة الاجتماع وما زال عقله مشغولا بالاخرى .. مجرد بعدها عنه يجعله نصف عقل وبحضورها يفقد عقله بأكمله!
رنين هاتف قطع ذلك الاجتماع وهو يلتقط أذناه وهو يستمع إلى آخر شىء من الممكن ان يتوقعه زوجته ذهبت اليه مره اخرى غير عابئة بتهديداته وذلك الأحمق الذي عينه يخبره انها ذهبت لمتجره وقد طال وجودها بل أن مصابيح المتجر أغلقت ، ويسأله ايتفقد الأمر أم لا؟
إن كان يغضب ويثور فقط عندما يتقابلان فى إحدي المقاهي ماذا عن مكان منعزل وهما بمفردهم .. سيقتل ذلك التيم حتماً عندما يراه ..
خرج من شركته بسرعة لم يتوقعها ... ولم يبالى بالعملاء ونظراتهم المندهشه ولا حتى بمساعده الذي كان يحاول لحاق سرعته الفائقة .
وخلال دقائق فقط وكاد أن يتسبب بالعديد من الحوادث بسبب سرعته الفائقة التى تخطت الـ٢٠٠ وصل إلى المتجر بأعين قاتمه وانفعالات جسده التي توحي بالغضب بل بركاناً على وشك الثوران وهو يخرج سلاحه الذى يحتفظ به دائما دلف الى ذلك المتجر ...
هوى قلبه عندما وجدها متكومة على الارض مغشى عليها وحجابها ملقى و ملابسها الممزقة ... وذلك التيم ملقى على جانب آخر برغم كل الكدمات والدماء التي تنزف من كل مكان فى جسده إلا أنه محتفظ بنظرة شيطانية موجهه له !!
إرتفعت أقصى درجات غضبه وقلبه توقف عن النبض لعدة ثواني .. وعقله يصور له صور لا يريدها أن تكون حقيقه ..يريد أن يستيقظ من الكابوس ..ولكنه بدا واقعيا عندما رأى أحد الرجال يهاتفه ويتحدث بنبرة مقلقة وهو يلاحظ سيده الذي سيقوم بارتكاب جناية الان له وللملقى على الأرض وهو ما زال يبتسم وحديث الاعين دائر بينهما
- سيدى
هتف بها وهو بالكاد يستطيع الوقوف أمامه ...ليوجه زين ببصره نحوه ونحو التيم بنظرات أرعبت الحارس وهو يوقن أن الليلة لن تمر مرور الكرام !! وستنتهى بموت أحدهم أو كلاهما !
.........................................
جالساً لا يشعر بالذي جواره .. منفصل عن العالم كلياً .. عيناه مرتكزتان نحو الفراغ .. كان يوجد قدر صغير لشفائها .. رحيلها عن العالم بتلك الصورة المؤلمة سببت له فتح جرح ظن أنه إلتئم .. رحيل والدته منذ أن كان صغيراً يتبعها الأن ورد شقيقته الصغري .. ومن التالي يا ترى ؟! عقله يفكر وهو يعلم الإجابة .. لن ترحل ستظل معه هي الوحيدة التي ستدفعه لأستمراره على الحياة .. ساعات جالس بدون أن تشتكي له أي عظمة .. انسحب المعظم عائدين إلى المنزل .. من يربت على كتفه بشفقه ومن يواسيه ... ومن يسأل عنه وما صلته بالمرحومة .. إستمع لردود عجيبة من بعض الرجال من قال انه حبيبها ومن قال انه خطيبها .. ما ذلك الهراء ؟!
لا يحتاج شفقة من أحد .. لم يطلبها منهم من الأساس .. إن كانوا يظنون أن تلك النظرات المشفقة سيجعلهم يشعرون بتحسن .. كاذب بل تلك النظرة تجعلك تشعر بسكاكين تنغرز نحو قلبك المحطم .
يود أن يلكم أولئك البغضاء .. هل جاءوا للعزاء أم فضح عورات الجميع .. ألا يوجد احترام للميت ؟ بدل أن يتحدثوا مثل النساء يدعوا لها بالرحمة والمغفرة ثم ينطلقوا بإدراجهم للمنزل .
شعر بيد ناعمة تربت على كتفه ، التفت ببصره لصاحبة اليد
غمغمت ندى بحزن علي حالته
- شهاب
دفء عيناها كانت كالدواء .. اللسان عجز عن الحديث ولكن ماذا عن العيون ؟!
انتفض فجأة من مجلسه لتتراجع ندي علي أثرها هدر بصوت جامد
- ندي بتعملي ايه هنا ؟ و ايه اللي جابك !
رغم ضيقها التي سارعت بأختبائه وكتمته بسبب حالته .. ردت بصوت خافت
- كنت بطمن عليك
لو كان في وضع آخر ومكان وزمان مختلف كان إعتصرها بين أضلعه .. جاهد في إخراج نبرته هادئة لكن خرجت عنيفة بعض الشيء
- برده ميحصش تيجي هنا كنتِ رنتي عليا
عقدت ذراعيها على ظهرها وردت بجفاء
- مش بترد علي موبايلك طنط عيزاك ف..
بترت عبارتها عندما شعرت بتخشب جسد شهاب وأعينه تقدحان منها الشرر
- الحيوان ده اللي ايه اللي جابه
استدارت للخلف لترى من ذلك " الحيوان " .. بللت شفتيها بتوتر لتسارع بأمساك عضده قبل أن يندفع الأسد نحو الفريسة
- شهاب اهدي من فضلك مش عايزين مشاكل
زمجر بغضب وعيناه تندلع فيهما حريق هائل وهو يراه يقترب منه
- الحيوان ده هقتله
- البقاء لله
تمتم بها يوسف بألم وهو يمد يده نحو شهاب ثم إلي والد ورد ،
ضحك شهاب بسخرية مما أثار انتباه الجالسين بجواره
- يااه انت لسه فاكراها لا بجد كتر خيرك يا استاذ يوسف .. انت عارف انت احقر انسان شفته على الأرض
إبتسم يوسف برسمية .. جز على أسنانه بغيظ مكتوم
- من فضلك اتكلم باسلوب احسن من كده
عادت ضحكات شهاب مرة أخرى .. وبصوت غاضب
- هو انا لسه قولت حاجه .. عارف اللي سبتها ديه بجد خسارة انها تموت كان المفروض تبقى انت مكانها لأنك إنسان *** وأحقر منك مشوفتش .. ديه كانت في وقت مرضها تسألني عنك وانت بخير ولا لأ وانت ولا هامك .. اكيد عرفت مرضها زي ما عرفت موتها مجتش زورتها ليه .. مخففتش عنها ألمها ليه وهي طول الوقت بتسألني هيسامحني يا شهاب علي اللي عملته ؟ هيجي مش كده ؟ هيجي ويقولي انا سامحتك .. مش عايزة منه حاجة غير يقولي انا سامحتك .. كنت كل يوم استنى إذا كنت هتشرف يا بيه ولا لسه .. ومع الايام بطلت ما تسأل عرفت الإجابة مرضتش حتي تبصلي وماتت ومات آخر ذرة امل معاها
تحولت النغمة الصاخبة المزعجة إلي نغمة حزينة كئيبة .. أخفض والد ورد رأسه للأسفل بحزن علي فقدان زهرته ..أغمض شهاب جفنيه بألم لتربت ندى على كتفه هامسه
- شهاب
نبرتها تخبره توقف .. اهدأ .. لكن نيرانه لم تخمد بل زادت إشتعالا عندما سمع رده
- كنت هاجي بس ان..
- يوسف
صوت أنثوى انتشل من المعركة التي ستحدث بين شهاب ويوسف .. والجميع متخذ وضع المشاهدة وكأنهم يشاهدون مسرحية هزلية !! .. اتسعت عين ندي دهشة من صاحبة الصوت ورددت ببلاهة وهي لا تصدق من أمامها
- ليان !!
.....................................
فتحت جفنيها ببطء وهي تسترجع آخر ما حدث معها قبل أن يغشى عليها ... عده لقطات جرت أمام عيناها لما حدث لتنتفض من فراشها على الفور وكأن عقرب لدغها تنظر حولها بتوتر للمكان .. إنها فى منزلها .. فى غرفتها ..كيف !!
هل كانت تحلم بحلم مزعج أم ماذا ؟ .. شهقت بفزع عندما قابلتها زوج من الأعين القاتمة التى تعلم جيداً لا تظهر الا في أشد حالات الغضب ..لتزحف للخلف بحركة تلقائية وهى تجده يتقدم نحوها واضعاً يديه في جيبي بنطاله
ارتطم ظهرها بمقدمة الفراش لتجده يميل نحوها وأعين تتطلعان إليها بنظرة نارية جعلتها ترتعش من مجلسها
- لماذا يا ليان ؟
عضت شفتيها السفلى بألم وهي تنكمش حول نفسها أكثر وأنفاسه الهادرة تحرقها تلسع بشرتها ...لتبكى بقهر وهى تحتضن بكفها على وجهها وصوت شهقاتها يأخذ وتيرته في العلو ..
لم يتأثر إلى منظرها المزرى... ولا صوت شهقاتها التى تدمى القلوب .. هتف بغضب وهو يمسكها من خصلاتها بقوة آلمتها
- هيا اخبريني لما فعلتى ذلك ؟؟ لقد حذرتك لمرات عديدة أن تبتعدى عنه ولكن كيف وعقلك الغبى يرفض اي شيء اقوله ..إنظرى إلى أين وصلتى بسبب عقلك المتهور !!
إبتعد عنها وكأنها أصبحت ملوثة أو شيء معدي يمنع الاقتراب منه .. قال ببرود
- حقاً كفى لقد سئمت
توقفت عن البكاء وصوت شهقاتها التي ترتفع تصمتها بكفيها ، تطلعت إليه بصدمة وبخوف شديد .. وهى تطمئن قلبها أن ما حدث لم يكن سوى كابوس ..كابوس مزعج يؤرق مضجعها
هتفت بتوجس وبصوت جاهدت أن يخرج من جوفها ...وهى تتطلع اليه ..بشرته شاحبة كالموتى !! وجهه المرهق كأنه لم ينم منذ ايام وشعره الاشعث !! ..وانفعالات جسده التى يتحكم بها بصعوبه وهو يضغط على كفه بقوة حتى ابيضت سلمياته ..
- ماذا تقصد ؟
- انت تعلمين ماذا اقصد جيدا ..يا مدام !!
قالها بسخرية شديدة ..وهوى قلبها ذعراً وهى تجده خرج من الغرفة صافقاً الباب بقوة جعلتها تنتفض من مكانها ..
أغلقت جفنيها بيأس وكأن آخر شيء يبقيها على الحياة رحل وتركها تتعذب بمفردها ..نار تآكلها عن عدم معرفة ما حدث لها!! ..هل خسرت شرفها حقاً !!..الشىء الوحيد التى تحافظ عليه الفتاة الشرقية قد آضاعته بسبب غبائها !!
أول مرة ينطق مدام لتسقط دمعة حارة ..أخذت تلتفت حول تنظر إلى اى شىء حاد.. لتتعلق عيناها نحو المرآة التى تهشمت قامت من علي فراشها وكأنها منومة مغناطسياً تتجه نحو إحدى شظايا المرآة التقطتها من الأرض وقد حددت مسارها الاخير للحياه !!
لا يوجد شىء آخر يجعلها تظل على قيد الحياة بعد أن خسرته ..زيــن !!
..............................
ما زال يعيد تفكيره ما تفوه به أمامها ... ما كان عليه أن يبدو قاسى وبارد معها... وسط انفجار بكائها كان قلبه يدعوه أن يحتضنها بذراعيه ويبث داخل أذنها بعبارات تطمئنها ... ولكن ذلك العقل اللعين كان صامداً لم يتزحزح عن التراجع ولو لثانية ...سيذيقها بعض العذاب مثلما فعلت ... إن كان فى بدايه الامر يتعامل معها ببرود وتجاهل ...سوف يجرحها مثلما جرحته بدم بارد ...ولكن للقلب رأى آخر !!
افاق من شروده على صوت صراخ الخادمة من الطابق العلوى ليدرك أنه قادم من غرفته ..انتفض من مكانه وقلبه سوف يأتى بسكته قلبية بسببها ...
دلف إلى الغرفة ليجدها ملقاة على الأرض والدماء تدفق من رسغها ...توقف عقله عن التفكير كلياً .. وجسده تيبس عن الحركة
لا يعلم كم من الوقت مر عليه وجسده وحدقتى عيناه متسعتان بذهول ..بصدمة .. وجسده المتخشب رافض اى استجابه لعقله الذى عاد مرة أخرى بعد ثوانى من حالة الصدمة .
تقدم نحوها ببطء شديد عكس ثورانه الداخلي ..ليجثو ببطء حاملاً إياها بين ذراعيه القويتين ولا يعلم كيف فى ثوانى قليلة وضعها داخل السيارة ويسرع نحو المقود .. وبأقصى سرعة إنطلق نحو المشفى ،،،،
وكأن الذى كان متيبساً منذ قليل لم يكن هو الذى يركض ويعدو وكأنه يسابق الريح !!
..................................
كانت محظوظة للمرة الأولى لمنجاتها !!
كانت تبكى بصمت وهي تنظر الى قطعة القماش الملفوفة حول رسغها ..
لماذا جعلها تبقى على قيد الحياة ؟ لما انقذها ؟
رغم حالة الاكتئاب الذى بداخلها إلا انها متيقنة بداخلها انه حارسها الشخصى ... رغم العديد من الرجال الذين كلفهم لحراستها ولو على بعد مسافه إلا أنها تشعر بالاطمئنان فى حضوره وإن كان توجد مسافات بعيدة !!
فى داخلها يقين أنه انقذها فى المرة السابقة مثل اليوم ..لا تتجرأ على سؤاله يكفى عيناه الكفيلتان بأخراسها .. وإن لم يطمئنها فهى المتهورة رفضت الانصياع إليه منذ البداية
لتتحمل نتيجة خطئها وتهورها .
جسدها يئن من الوجع .. تشعر بالآلام رهيبه فى عظامها .. تأوهت بألم عندما عدلت من وضع جلوسها لموضع أكثر راحة ..
انتفضت على صوت صفع الباب ..تعلقت بعينيها نحو بتلهف ..باشتياق .. تدعوه ان يضمها الى صدره ..يطمئنها ويزيل الهواجس اللعينة التى تؤرق مضجعها ...
ساكنا كالجماد يراقب أعينها المتوسلة التى لا ترحم قلبه ..
ليهتف بسخرية
- ماذا يا مدام ..هل قررتى حقا الانتحار ؟ هل لتوك ادركتى حجم الأضرار والخسائر التي ارتكبتيها
أغمضت عينيها بألم ..لن يكف عن كلامه الذي ينخر قلبها ولو قليلاً يكفيها ما ارتكبته بسبب تهورها ..
شهقت بألم عندما وجدته يقبض على عضدها لتتوسل بألم
- دعني ارجوك
- كلا لن ادعك ليان اقسم لك اننى سأقوم بأخذ ثأرى منك
ارتعدت وجسدها يرتعش خوفاً وهى تراه يوصد باب الغرفة وهو يطالعها بتلك النظرات التى تربكها ولم تستطع فك شفراته حتى الآن ..فك أزرار قميصه ويرميه أرضاً وهو يهتف ببرود
- ها قد حان الوقت لأخذ ثأرى !!
- زيـاد !
هتفت بها بهمس وتوسل عيناها تفيضان ألم وقهر ... تصلب جسده من الاسم تنهد بألم وقد غير مخططاته بمجرد نطق إسم شخص عزيز على قلبه " والداه "
- أحببتك من كل جوارحي ليان .. كنتِ انتي هي الشعاع الأمل لأصلح حياتي الفاسدة .. إخترتك زوجتي وأنا واع كنت مخطيء بسبب بعدي وجفائكي عنكِ لن ألقي باللوم عليكي كنتي تنتظرين من الحديث معك .. أبى مصري الأصل من أثري العائلات في مصر درس في جامعة لندن وهدفه فقط الحصول على الشهادة لكن لم يكن في الحسبان أن يلتقي بأمى ويقع في حبها .. بعد إنتهاء الجامعة تقدم أبى لطلب يديها لكن جدي رفض أن يتزوج إمرأه أجنبية ليست من نفس معتقداتهم ولا ديانتهم .. لكن ذلك لم يجعل أبى يتراجع ولو للحظة وتزوج أمي رغم رفض جدي وعاشا في لندن .. وحمزة كان في مثل عمر أبى برغم أنه كان يعمل سائق لجدي سافر مع والدي لكي يكون بجواره صلة الصداقة بين حمزة وأبي كانت متينة وقوية .. جئت أنا لأكون نبتة عشقهم أمضيت فترة طفولتي حتي سن العاشرة و تعرفت على أختي الصغيرة ليلي كانت جارتنا في المنزل المقابل لنا .. أمي كانت تعشق مصر وكل شيء يخص بها .. لم يكن هناك جدال في الديانة كوني مسيحياً أو مسلماً .. لم تعترض علي كوني مسلماً .. كانت مختلفة حقاً عن جميع نساء الغرب ..
صمتت لعدة لحظات وهو يرفع بصره نحوها ليجدها تتابع حديثه باهتمام ودموعها تنزل بصمت .. استرسل وهو ما زال يفتح صفحات ماضيه
- قرر أبي أن نذهب لمصر زيارة لجدي .. كان وقتها مريض ويلفظ أنفاسه الأخيرة أمى كانت متحمسة لأنها للمرة الأولي التي ستزور مصر وتتعرف على عائلة أبي وبالفعل ذهبنا وأقمنا في إحدي الفنادق المتوسطة .. عندما زرت جدي كنت خائفاً أن يرفضني لكن منذ أن رآني إبتسم وتمتم بكلمات عربية لأبي لم أفهمها
ضحك بسخرية علي حاله
- غريب حقاً أليس كذلك من المفترض أن أكون أتحدث بالعربية .. لكن للأسف أبى كان مشغول في عمله وأمي أيضا حتي يكسبان لقمه العيش أما أنا حينما أعود للمدرسة أذهب لمنزل ليلي حتي يحين موعد مجىء والدتي ..
ما زال يقلب في دفاتره القديمة وينفض التراب وكأن الأحداث التي يحكيها حدثت أمس
- منع جدي المال من أبي لمده تسع سنوات .. كان يعاقبه أو يختبره لا أعلم .. بعد عدة أيام ذهبنا إلي القصر في مصر .. قصر جدي في الأصل .. وتوالت الأيام حتى جاء اليوم المشؤوم .. وقتها أمي أخبرتني أنها ستذهب مع أبي للعيادة حتى تتأكد من وجود أخ او أخت في المستقبل .. فرحتي لم تسعني لن أكون بمفردي .. كنت أفكر حين عودتهم ماذا سافعل إن كانت فتاة هل ستلعب معي كرة القدم أم ستجبرني على العاب الفتيات وقلت ربما يكون صبي .. انتظرت كثيرا مجيئهم ونمت وأنا أنتظرهم حتى جاء صباح اليوم التالي جاء عمي زيدان وأخبرني بطريقة غير مباشرة أنهم توفوا أثر حادث فقدت النطق أثر الصدمة .. لقد توفوا عائلتي ثلاثة أفراد ... اليتم شعور مؤلم حقاً قررت العودة إلى قرية جدتي وإستمريت لشهور وجدتي كانت تحاول التحدث معي لكنني لم أكن معها .. كتمت دموعي في داخلي الالام والجرح الذي سببه قلبي لقد دفنته .. وحينما نطقت كانت أول كلمة إسم والدي زياد .. جدتي كانت سعيدة أبلغت عمي زيدان ليأتي .. عدت للمدرسة مرة أخري في لندن وعمي وجدتي معي .. لم أتقبل الوضع حين عودتي من المدرسة اري عائلة زملائي في إنتظارهم في ساحة المدرسة .. لن تصدقي وقتها كمية نصل الحادة التي طعنت قلبي قررت الإنتقال إلى مدرسة داخلية حتى لا أشعر بالنقص مثل أي طفل .. نكون متساوين في كل شيء .. رفض عمي وجدتي لكن ذلك لم يمنعني أن التحق بمدرسة داخلية .. كرست سنواتي في الدراسة حتى التحقت بالجامعة
وهنا بدأت نقطة التغير في حياتي .. أطلقت كل شىء .. فعلت كل شىء .. مثل الشخص الجائع إذا نظر إلي وليمة طعام .. شربت .. كونت علاقات نسائية لا تحصى بعدد شعيرات رأسي حتى بدأت لا تذكر أسمائهن .. حتى جاءت بيث
اتسعت عيناها دهشة هل هذه حبيبته .. هل أيضا توفت !!
إلتقط أنفاسه وهو لا يصدق أنه يفتح لها مذكرات حياته في ذلك الوقت
- كنت في المرحلة القبل الأخيرة وهي في عامها الأخير وهي الوحيدة التي امتنعت عن وجود علاقة بيننا .. أصبحنا أصدقاء توغلت إلى .. استطاعت أن تخرج زين القديم الطفل اليتيم .. شعرت أنها ستكون مثل والدتي .. شعرت أنه الحب . . لكنها كانت ماكرة لئيمة مخادعة .. كانت تأخذ جميع أخباري وعلاقاتي بالنساء لتنشرها في جريدتها .. الحقيرة كانت صحفية وفضحتني على جميع جرائد لندن .. تخيلي ما كتبوه عني وكل السنوات الجهد والتعب لشركة عمي وهي تأخذ طريقها للمجد والشهرة لحظة ثوانٍ ستتحطم .. تلقيت الصدمة الثانية ، الأولى كانت من رحيل عائلتي والثانية التي اعتبرتها حبيبتي .. وقررت أن أبذل جهدي أستعيد شركة عمي وها نحن الأن من شركة إلي ناطحة سحاب ومن أكبر مؤسسة للتجارة العالمية .. محيت صفحة بيث من حياتي وقررت عدم فتح قلبي مرة أخري لأحد وعدم الثقة بأي إمرأة ، حتى وجدت ليلي تعلن عن سفرها لمصر .. مصر التي اعتبرتها خط أحمر بالنسبة لي بسبب ما حدث .. لم تستمع إلي ندائي وذهبت حاولت مهاتفتها لليوم التالي لكن وجدت هاتفها مغلق ، ذعرت إن تكرر لها ما حدث لعائلتي .. وقتها بعثت برجال حتى يبحثوا عنها واستمرت ليلتان وأنا اقول هل رحلت ليلي التي كانت بمثابة اختي الصغيرة .. حمدت ربي حينما هاتفتني واخبرتني عن العائلة الكريمة التي ضيفوها في منزلهم .. هنا توقفت لعدة لحظات هل يوجد شخص يدخل بيته للغريب .. وحين عودتها لم تسلم وهي تحدثني عنكِ في كل مرة .. وعن والداك شعور بالحنين والاسرة الدافئة فتح جرح جديد لقلبي .. رأيت صوره لك بالصدفة مع ليلي وانتم امام الاهرامات .. عيناكٍ الدافئتين هي التي جذبتني إليكي .. قلبي أرادك لكن عقلي قال توقف ستجرح مرة آخري
وبقيت في صراع لوقت طويل .. لن أفعلها لن أنجذب مرة اخرى لفتاة .. لا اريد ان اتسبب بجرح ثالث .. ولكن قلبي لم يتأثر .. عامان وكل ليلة اراكِ بين أحضاني وتتلمسين شعري بنعومة كما كانت تفعل والدتي .. زواج ليلى في مصر جعلني متحير أذهب أم لا وفي النهاية ذهبت وبداخلي يخبرني شيء سيء قادم لي .. رغبتك وأنتي تريدين عمل لقاء صحفي معي هي النقطة الاتصال بيننا .. اما الباقي فأنتِ تعرفينه .. صفقة العمل .. زواجنا الذي لم اكن اتوقعه .. أنا آسف ليــان .
ابتعد عنها على الفور لا يريد أن تري ضعفه الذي يمقته ، إلتقط قميصه من الأرض وارتدي فى عجالة وتركها بمفردها ..
كتمت شهقتها بكفيها وهي تنتحب بمرارة .. فصاحب أول دقة يتركها بمفردها بعد أن أخبرها بما يجيش في قلبه .. إعترف بحبه لها و الاوان قد فات !!
...................................
فتح شهاب الصندوق الذي أخبرته محاسن أنها ترسلها لشهاب إن ماتت ورحلت .. وجد عدة أظرف ومكتوب بها إسم كل شخص مقرب في حياتها .. والدها ، والدتها ، عم إبراهيم ، سعاد شهاب ، ليان ، سارة وأخيراً يوسف
كان علي وشك أن يحرق الظرف لكن يد ندي منعته .. هدر بغضب وهو يركل بقدميه في الهواء
- كتباله رسالة للحيوان ده
- شهاب اهدي من فضلك ، أظن هو كمان المفروض ياخد رسالته
جز على أسنانه بغيظ
- ولا بيقولك كان هيجي بيضحك على نفسه ولا عليا وطلع البيه خاطب ولأ وكمان مين واحدة شبه ليان
امتنعت ندي عن الرد .. محق في كل كلمة .. لن تجادله الأن .. وجدته يفتح الظرف الخاص به لتنسحب بهدوء وتجعله يختلي بنفسه .
....................................
يريد أن يسحقها بين ذراعيه .. هتفت باسم زياد لأول مرة ..
اسمه وهى تناديه يوجد به سحر عجيب .. أخبرها حياته منذ طفولته حتى مقابلتهما معاً .. عاد فتح قلبه للمرة الثانية أمامها هي .. ولكن ما فائدة ما قاله أمامها .. فكل شيء أصبح تحصيل حاصل !!
استقل سيارته ليتوجه بها نحو الذي أطفأ شعلة زوجته ..حبيبته
ترجل من السيارة في إحدى المستودعات ليهرول الحارس نحوه
- سيدى
- أين هو ؟
عيناه غائمتان ... نار داخلية تجرى بأوردته ..سيحرقه يقسم انه سيفعلها !
توجها إلى الداخل ليجدا جثة مازالت على قيد الحياة ..
فتح جفنيه بألم وما إن وجده حتى إبتسم بمرارة
- اهلا بالسيد زين حقا اشكرك على ضيافتك لى
دنا نحوه وهو يمسك من تلابيب قميصه الممزقة هاتفا بنبرة شيطانية
- لن أرسلك إلى ربك بتلك السهولة يا ***
- مهما فعلت يا زين فإن ما ستفعله بى لن ينسيك ما حدث
رغم الالام جسده و الدماء التى تسيل من جبهته إلا انه يريد ان يرى إنكساره .. ضعفه
- اتعلم رغم اننى لا احب الفتيات الشرقيات ولكن ما إن رأيت زوجتك حتى أصبحت مهوس بها .. لقد كنت اتخيلها وهى نائمة بجواري .. أدفن وجهي في عنقها ورائحتها المسكرة ستجعلنى اذوب بها .. جسدها الناعم وعيناها الدافئتين وشعرها الذى تخيلته الالاف المرات لكن ما إن رأيته حتى فتنت به !!
ظل يستمع إليه دون أن يعقب والبركان على وشك الانفجار لا محالة
نظر له تيم بسخرية وهو يطالع وجهه الذي بدأ يصطبغ باللون الأحمر واضطرابات جسده خير دليل أنه سيفتك به
- يبدو انها ايقظت بك دماء الرجال الشرقيين هنيئاً لها
أخذ يلكمه فى وجه وجميع أنحاء جسده .. وهو يبتسم فى خفوت .. سحبه من تلابيب قميصه وصاح بتوعد وعيناه ينطلقان منها شرر الغضب
- أقسم لك أني سأجعلك تندم على ما فعلته معها وما تفوهت به
والآخر كان كالمغيب وهو ينظر له بابتسامة يستفزه بها
- لم أندم ولو للحظه يا رجل عندما كانت بين ذراعى
كان الحارس يتابع ما يحدث بقلق .. وعندما وجد سيده يخرج سلاحه يشهره نحو رأس الملقى ارضاً ..اتسع أعين الحارس ذعراً
- سأقتلك يا تيم !
ودوى صوت طلقه نار و استقرت نحوه حتى عم الصمت للمكان
#زوجتي_الشرقية
الفصل الحادي والعشرون
ليلة كئيبة في غرفتها في المشفى ،، صوت الرعد جعلها تنتفض في كل مرة ، إحتضنت جسدها وهي تختبئ من شيء ... من مجهول قادم !!
غاب عدة ساعات ولم يأتي ،، لا يوجد اي شيء بحوزتها .. لا هاتف .. ولا بطاقة تعريف فقط حجابها الذي يغطي خصلات شعرها الفحمية .. سمعت صوت صرير الباب يتبعه دخوله هو .. معذب فؤادها ابتسمت بمرارة ونظفت حلقها
- حياتي وأنا صغيرة كنت معتمدة فقط على السمع والطاعة فقط دون أن أسأل حتى ... أبي وأمي كانا يقولان دائما لا تفعلي ذلك .. توقفي عن فعل ذلك .. وحينما أصبحت فتاة ناضجة توقفت عن اللعب مع الصبيان في حارتنا .. لكن الصبي الوحيد الذي ظل معي هو يوسف .. يوسف الذي أخبرني أمام جميع عائلتي وأنا فتاة ذات السادسة عشر من العمر أنه يحبني ويريد أن يتزوجني .. يوسف كان وقتها في مرحلته الجامعية وأمام جميع الاهل اتفقوا علي الخطبة وتمت خطبتنا حينما دلفت للمرحلة الجامعية الأولي .. كنت مضطرة لأن أحبه لأنه الرجل الوحيد أمامي وأنا الطفلة ذات الجديلتين التي كبرت امامه وتحولت الى أنثى ناضجة .. كنت دائما أطيع الجميع تقريبا لم يكن لي رأي ... اتعلم رغم شقيقتي سارة أصغر مني الا انها اكثر جرأه وشجاعة عني أكثر بكثير تستطيع المجادلة كثيرا
ضحكت بألم وهي تنظر إلي وجه الخالي من التعبير تابعت وهي تعبث بأصابعها بشرود
- طبيعي فالبنسبة لماما عريس لقطه وتعلم طباعه كما انه جارنا ،، تزوجنا وكل يوم اقول انه زوجي عليه ان احبه شيء طبيعي لكن برغم ذلك لم أشعر بذلك رغم أنه لم يفعل شيئا سيئا معي كان مهذب ومحترم .. اذا هل كان مجرد حب مراهقة ؟ نعم لقد كنت منجذبة له في مرحلة مراهقتي ،،، إقترب موعد زفافنا وأصبحت لا أعلم شيء قلقي يزداد من شيء سيء قادم .. وصدق حدسي حينما جاء وطلقني دون أسباب تذكر لم ابكي لم اتألم تقبلت الوضع بوجه خالي من التعابير والجميع يواسيني لااعلم لما كلما اخبرهم انني بخير لا يصدقوني
سحبت زفير عميق وهي تنفض اتربة وبقايا ماضيها .. لا تعلم كيف اتى وجلس بجوارها في الفراش .. كيف أمسك بكفها ويحتضنه بين راحتي يديه بذلك الدفيء .. توردت وجنتيها خجلا .. لم ينفر مثل المرة السابقة بل يقترب ومقترب منها بحميمة .. هل هذا بدافع الشفقة ! غامت عيناها عندما اهتدت إلى تلك الفكرة .. نفضت يدها منه وانكمشت حول نفسها تحت نظراته الغاضبة .. أراحت بظهرها على الوسائد وهتفت
- وعملي الذي اعتبرته موهبة لي وقررت أن ابذل فيه كل جهدي .. تعرفت على مقالك بالصدفة البحتة حاولت إيجاد أي معلومة لك لكنني لم اجد قلت لا مشكلة منذ متى وانا دائما احصل على ما اريد .. صداقتي بليلي كانت أشبه بحلم شيء لا يصدق ... من يصدق شرقية وغريبة صديقتان ولا تحمل كل واحدة منهما للأخرى ضغينة لو سمعت ذلك الخبر قبل عامين انني سأحصل علي صديقة اجنبية وزوج غربي كنت سأقول مجنون
ابتسمت بتهكم قبل أن تنظر الى عيناه التي اصبحت اسيرة بهم قائلة بصدق
- حينما تقابلت أعيننا للمرة الأولى ونظراتك المبهمة وانت توصل لي رسالة تغاضيت ذلك وكنت اهرب منك اهرب حتى لا اقع في حبك .. عرضت علي مقابلة زين الذي هو أنت يا إلهي كم كنت غبية وقتها .. عيناك هي اول من آسرتني عرضك عليّ ذلك الزواج اهانني وانت تخبرني بلك برود انك تقيم علاقات كثيرة مع النساء .. ثقتي بكوني إمرأه تحطمت بين يداك .. قلت اذا زواج مصلحه لكلانا وهل هذا مثل الروايات سينتهي بالنهاية السعيدة .. قضيت أيام حبيسة في اربعة جدران المنزل رغم وجود معي لكن كنت اريدك يا رجل
كنت طفلة اريد اب بجواري شقيق يحميني زوج يبث في داخلي كلمات معشوقة يغزر بي كلمات تزيد من ثقة انوثتي لكن ماذا فعلت يا زياد كنت تبتعد وتتجاهل وكل ذلك بسبب إمرأه *** انا زوجتك ولست تلك الحبيبة الخائنة
نبرتها تحولت من الهدوء إلي الانفجار .. حدة .. ضعف .. نجاة .. دفء
- ليان إهدئي
تمتم بها وهو يحتضنها بين ذراعيه .. احاط وجهها بين راحتي يديه وعيناه تخبرها كفي .. كيف تتوقف وهي تلك فرصتها الوحيدة للحديث .. عندما تحدث لم تقاطعه وعندما اخبرها عن بيث حبيبته الخائنة .
ذلك الغبي تود قتله .. بدأت تقارن بينها وبين الخائنة بالطبع كان يعامل الاخري بحنية لم يقسو عليها لم يتعامل ببرود لم يتجاهلها اغدقها بالهدايا ومعها رسالة حب وليس مثلها هدايا توضع اعلي فراشها وكارت صغير تكون به جاهزة على الساعة كذا .. كانت كالدمية هو يحركها كيفما ااراد ..
إنفجرت باكية عند نقطة معينة " كم مرة أخبرها وقال انه يحبها ؟" .. ليست مشكلتها رغم انه اعترف انها خائنة لكنها تغير انثى تغير على رجلها ..
مسح دموعها بأنامله تحت نظراتها المستفهمة .. اشاحت بكفيه عنها وبترت عبارته وهي تسترسل مصححة كل شيء
- علاقتي مع الصحفي كانت سطحية جداً لم اقترب منه ولم اتوغل معه في الأحاديث الشخصية دائما يخبرني عن احوال الاقتصاد والرياضة وتلك الاشياء الغبية لكن لم أجلس معه بمفردي سوى مرة واحده ومشينا في الطريق مرة واحدة هو الوحيد الذي خرج امامي فجأه .. لكن لحظة !! لم تتحدث عن كمال رغم انه رجل الثاني معنا
غامت عيناه أثر ذلك الحقير .. حمد ربه أنها لم تنطق بأسمه .. شفتيها لم تنطق بأسم ذلك **** ،،،
رغما عنها خرج صوتها متحشرج وهي تتذكر ما حدث تحت براثن ذلك الثعلب
- لكن عندما وجدتك تكره بشدة ابتعدت عنه .. ابتعدت دون أن اسألك سؤالا واحداً لكن وقت الحادثة أقسم لك
ثانية وكانت ستدخل في نوبة بكاء ، جسدها يرتعش بشده أقر ما حدث .. نظراتها أصبحت زائغة ضائعة .. توترت شفتاها وهي تريد أن تستأنف عبارتها العالقة في جوفها
وضع اصبعه على شفتيها المنفرجتين وهمس
- هششش اهدأي
للمرة الثالثة تزيحه عنه .. رغم رغبته الملحة الآن في عقابها
لكن إستيقظ.. هي على وشك الانهيار أمامه .. لا يريدها أن تتذكر ولا يريد أن يعطى لها الطبيب منوم لتظل عدة أيام نائمة على الفراش لا حول لها ولا قوة
إرتعشت شفتيها وضمت بجسدها وهي تحصن ذاتها من اللاشيء !!
- جاسمين اخبرتني انها تريد مساعدة وانه لن يكون في متجره .. جاء حينما كدنا ان ننتهي رحلت جاسمين وشربت العصير الذي قدمه لي وفجأه تتحول الشاشة الى السواد لا اعلم كيف باب المتجر الرئيسي أوصد كل ما اتذكره جاسمين اغلقت الباب خلفها فقط بدون قصد وهي تغادر لتلحق وظيفتها لكنها لم توصده
سحبها نحو حضنه وتلك المرة سيعاقبها فعلا أن تملصت بين ذراعيه .. وبالفعل لم يكمل جملته حتى وجدها تحاول الفكاك منه .. تنهد بضيق وهو يكبل جسدها بقوة بين ذراعيه خرجت ااه مؤلمة بين شفتيها ليخفف ضغطه من على جسدها .. انامله امتدت نحو حجابها حررن بهدوء ومرمغ بعنقه بين خصلات شعرها
- ثقتك الزائدة هي المشكلة
اشتعل جسدها من الحرارة أثر زفراته التي يخرجها من أنفه وشفتيه .. إلتسعت بشرتها عندما لفح بأنفاسه على عنقها
- انت محق فتاة ساذجة غبية مغفلة ليس لديها ثقة لنفسها .. وايضا يائسة ومتشائمة طوال الوقت
قاطعها وهو يلقي بقنبلة موقوتة أمام وجهها
- تيم يكون شقيق بيث
سكنت للحظات عن الحركة .. تريد أن ترى عيناه وتقول انها تلك مزحة .. عضت شفتيها بألم علي سذاجه عقلها يبدو عائلة حبيبته الخائنة ما زالت تطارده .. رددت بألم وهي تردد مواصفات زوجته في عقلها
- ترغب بامرأة تكون هي النور لطريقك المظلم لكنك أخطأت لست انا زياد لست أنا من ترغب بها تحافظ عليك في وجودك قبل غيابك وليس أن تتسكع مع رجال غريبين وتحاول أن تقلدهم
- ليان
زجر إسمها بعنف .. لتمسك بكفيه متابعه في إصرار
- انا لا اصح لك زين انت تحتاج لفتاه واثقة وترشدك لطريق المستقيم ماذا ستفعل بي واول شيء فعلته هو الانتحار دون أن تواجه
ضمت قبضتها وضربته علي صدره في وهن وهي تردد ببكاء أشبه إلي الهيستريا
- اكرهك بشده يا زين
تفادي ضرباتها بسهولة ليرجع بذراعها للخلف ، تأوهت بألم
- اكرهك اكرهك لكن قلبي الغبي لا يعلم لما دائما يخطئ لما وقعت في حبك انا حتي لا اعلم كيف ومتى حدث ذلك لكن الشيء الوحيد الذي أخبرك به هو أنني لم أحبك كشيء واقع علي فعله بل كل نبضه تصرخ باسمك
- ليان اهدأي
ردد اسمها بهدوء وقلبه يهلع إن كانت على وشك الدخول إلي إنهيار عصبي
تملصت بين ذراعيه التي احتضنت جسدها وزمجرت بعنف
- أخبرني متى تطلقني لكي تتزوج إمراه أكثر نضجا عني
- توقفي عن الهراء
صاح بعنف وهو يهزها من كتفيها ليفيق تلك المجنونة،، التقطت انفاسها المتأججة بصعوبة قائلة بضعف
- انا لن انسى ما سيحدث لي وانت ايضا صدقني ان تابعنا ذلك سيكون جدار بيننا لن نستطيع نخترقه انت لا تثق بي بمجرد جلوسي مع الرجال
بنبرة مستنكرة صاح
- ماذا ؟
- لا تنكر نظراتك للرجال في الحفلات واتهامك لي عندما عدت إلى المنزل في ساعة متأخرة وحارس غبي يحرسني كل ذلك لما ؟!
زفر بحرارة علي تلك الفتاة ، غمغم بهدوء
- لن أتحدث وانتي في تلك الحالة
- انت لم تتحدث معي سوى مرة واحدة
بعاند اجابت مجبره إياه علي الرد وهي تعقد ذراعيها على صدرها
احاط وجهها بين راحتي يديه وبنبرة صادقة اجاب إن كانت تلك الاجابة ستريح عقلها وقلبها
- أخشى عليك من نظرات الرجال التي تلتهمك .. ظننت انني رجل غربي بارد الطباع لكنني ما زلت مصريا احمل عرق شرقي في أوردتي ليان وانتي الوحيدة التي اخرجتيه
كل خلية في جسدها صدقه .. لكن بعض التمرد ليس بسىء حان وقتها لتأخذ بثأرها وترد الصاع صاعين أو عشرة !!
- اخرجت ماذا ؟ غيرة !! رائع هل كنت تظنني حديثي مع الرجال لكي تشعل غيرتك
- هل أنا قلت شيء من ذلك ؟
رفع حاجبه مستنكراً على طريقة تفكيرها رغم رؤية ابتسامتها العاشقة التي كانت في طريقها إلي شفتيها لكنها وأدتها بعنف لكي تستفزه .. تغيظه
- كلا لا تحتاج لقولها ، ابتعد عن فراشي اريد النوم
وبدلا من رؤية الغضب كان هادئا ، بدلا من الابتعاد .. إقترب بخطورة نحوها
- ماذا تفعل ؟
سؤالها الساذج خرج من شفتيها قبل أن تستشير عقلها ، ليرد بجواب أشبه بصدمة أثرت على خلايا عقلها
- سأصبح ابيكِ
عدل جسدها لوضع النوم سحب الغطاء ودثرها جيداً ليصلق بجسده نحو جسدها الدافئ
توردت وجنتيها وهي تشعر بأنفاسه المنتظمة التي تلفح عنقها من الخلف رددت بألم
- يوجد طرق شائكة زين
- سنجتازه معاً
- ولكن أنا لن أستطيع اتجاوز ما حدث .. ان كنت ستفعل ف انا لا .. انا لن اصبح تلك المرأة التي تريدها في حياتك .. لن اعود كما أنا بتلك السهولة
أغلقت جفنيها بأسي ودمعة حارة أخذت طريقها لتنحدر نحو وجنتيها
- كل شيء سيصبح بخير
نبرته الهادئة مقلقة .. استدارت لتصبح في مواجهته وتساءلت بتعجب
-كيف تغيرت بتلك السهولة ، من كان يحدثني بكل تلك الجفاء والقسوة منذ عدة أيام لا يمكن أن تكون أنت
- ليان اهدأي سنتجاوز الصعاب معاً
- لا تخدع نفسك زين
وبنبرة إصرار كان يخرج عن طور قناع الهدوء وينفلت ذلك القناع الهادىء الزائف لكنه أمسك بزمام الأمور في آخر لحظة !!
لاحظت انفعالات جسده ووتيره أنفاسه التي تعلو وتهبط بسرعة ،، عادت لوضعها الأصلي وألقت بأخر شيء توقعه منها
- أريد العودة إلى موطني و ننفصل بهدوء ذلك افضل حل
هل يقتلها الآن !! أظن أنها لن تكون بمشكلة زوجته ويحق له أن يفعل بها ما يشاء .. إبتسم على التفكير الذي راوده .. تشنج جسده وهو يسمع همسها
- سننفصل وسأعود لديارى
ظلت تترد كلماتها بهزي وبدلا ما أن يخنقها من عنقها ضمها بذراعيه نحو جسدها بقوة فالطبيب أخبره أنه إن تعرضت للانتحار مرة فستفكر في الانتحار مرة أخرى .. عدة نصائح أخبرها الطبيب وأولها أن يصبح ملازماً لها .. كظلها كدرع حامي لها
تنهد بحرارة وهو يقبل عنقها ليعود بذاكرته نحو أسبوع مضي من تلك الحادث المؤلم
...........................................
- سيدي
ردد بها الحارس بأسف وندم شديد وهو يطأطأ برأسه للأسفل من نظرات سيده المرعبة ،، صاح زين بجمود وهو يتكئ بجذعه العلوي علي مكتبه وأخرج كل حرف ببطء شديد كعلامة تحذير إن ترك أي معلومة خلفه فإنه لن يرحمه
- ماذا حدث اخبرني بالتفاصيل
- متجر ذلك الصحفي يقع على بعد ثلاث شوارع من المقهى الذي دائما ترتاده سيدة ليان .. أخبرت السائق انها ستذهب لمتجر وستتأخر .. مشيت ورائها حتى دلفا الى متجر ومكثتا فيه إ لى وقت طويل للغاية .. واثناء مراقبتي اصطدمت بي فتاه وانزلق القهوة علي قميصي قالت انها تملك مغسلة واشارت اليه كان قريب من المتجر .. دخلت وحين كانت تنظف القميص لم استطيع المراقبة بسبب الزجاج الداكن .. دفعت لها بقشيشا وخرجت على الفور لأرى فجأة أن المتجر اغُلق والمصابيح انطفأت ..
عدت لصاحبه المتجر وسألتها هل يوجد للمتجر باب خلفي اخبرتني انه يوجد لكل متجر باب خلفي ،، توقعت ان السيدة اضطرت للجوء إلي الهرب مثلما فعلت ذلك مثل يوم الحفلة لكنها صدمتني عندما اخبرتني ان مالك المتجر هو تيم ليونارد ، هاتفتك سيدي لأتفقد الأمر وحينما ذهبت سمعت صوت مكتوم في الداخل هرعت بسرعة لأكسر باب المتجر وقد وجدت الصحفي و ااا .... تعلم ماذا حدث بعد ذلك سيدي
- اخرج الآن
أغلق جفنيه وهو يشدد من إحتضانها له .. كالغريق الذي يتشبث بذرة أمل
......................................
- شهاب
نطقها عز الدين بتعجب حينما دلف إلى غرفته ووجد شهاب جالسا على الأريكة بأريحية شديدة وكأنه جالس في منزله ينقصه فقط بيجامة بيتيه وشبشب ذو أصبع
- اهلا يا سيادة الوالد اتفضل
منذ متى الوضع تغير ؟ ومنذ متى يخبره "والد" تلك الكلمة التى حُرم منها من شهاب ..تباطأت حركة سيره حتى أصبح أمامه .. جلس على الكرسي المقابل وحديث الأعين هي التي بدأت !
- هنفضل لحد امتى كده يا عز بيه
غمغم بها شهاب برسمية ليرد عز وهو يجعله يقرر الأمر
- قول انت يا سيادة المقدم
- انت اللي بعدت
هتف بها شهاب بحدة وهو يلومه على ما فعله
- غصب عني
اتسعت أعين دهشة من جواب أبيه و جمود تام قال
- ازاي غصب عنك يا عز بيه .. امي ماتت وهي صغيره ومكنش ليا حد في الدنيا دي غيرك بس انت بعدت عني وحسستني اني مش ابنك او منبوذ .. دورت علي حضن دافي وملقتش غير بيت عمي هو الحضن الدافي
تنهد عز كأن هموم الدنيا تحمل فوق عاتقه
- سبب مقاطعتي بعمك علشان كانت غيرة من اخويا الصغير
لاحظ نظرة الشك والدهشة على معالم شهاب ، ضحك عز بسخرية مؤكداً
- ايوه متستغربش كده .. ابويا فضل ابراهيم عني انا وعمك رشدي والموضوع بدأ بغيرة اطفال وكبر لحد ما وصلت لـ جدك قرر يدي نص الارض بتاعته لعمك
وكعادته لن يصدق بالسهولة .. أو أن يحدث هذا بدون سبب .. هتف شهاب وهو يضيق عينيه مفكرا
- اكيد كان وراه سبب
- طبعا كان وراه سبب
هل سيخرج كل كلمة بصعوبة من فم الآخر .. لقد تناسي أو يأس من عدم معرفة السبب وبطبيعته كرجل شرطي هم أن يبدأ بعمله لكي يخرج أشياء دفنت من سنين لكنه رمى بكل تلك الأشياء في عرض الحائط عندما استمع اخيراً إلى اعترافه
- انا وعمك رشدي كنا في وقتها بنشتغل والوضع المادي بتاعنا كويس ومرتاح عكس عمك ابراهيم .. حاول جدك وقالنا نشوفله وظيفة في أماكن عملنا لكن زي ما قولتلك غيرة وحقد من عنا من احنا نوافق .. جدك كان فى أواخر أيامه كتب نص الارض ليه علشان يساعده في جوازه و علشان يقدر يعمل مشروع ليه ... احنا طبعا سبنا السبب ورا ده وركزنا هو ليه ياخذ نصيب اكتر منا الغضب بقي والشيطان دخل دماغنا وحصلت بنا مشاكل كتير مبقتش افتكرها من كترها وادينا اهو زي ما انت شايف
الجو يسوده جو من الكآبة واشياء رماديه تحيط الفراغ .. جو مشحون يشعرك بالاختناق .. هب شهاب من مجلسه
- عموما انا جيت علشان حددت معاد الفرح وعايزك معايا
- وايه اللي غيرك فجأه ؟
سؤال عز كان مستنكراً وجواب شهاب ملىء بالغموض
- تقدر تقول اعادة حسابات يا عز بيه
......................................
- هيا
صاح بها زين بنفاذ صبر عندما وجدها ما زالت في السيارة ، ترجلت من السيارة بتلكؤ .. غمغمت بحنق وهي تتطلع إلي بناية مسكنهم
- لماذا عدنا للمنزل ؟ وليس المطار أخبرتك بعودتي إلى مصر
مشى عدة خطوات تاركها تتذمر بسخط عليه .. اوقفته بيديها وهي تضغط علي كفه بقوة
- هل انا شفافة لعدم ملاحظتي ؟
شفتيها تتصاعد وتهبط بسرعة كبيرة أثارته .. أغمض جفنيه من تلك التفكيرات المنحرفة وهما ما زالا أمام المارة .. وضع اصبعه على شفتيها مزمجراً
- تلك الشفتين المغريتين إن لم تصمتا الآن سأصمتهم بطريقة أعلم أنها ستعجبك .. هيا لنصعد
تراجعت للوراء عدة خطوات ، وهمست بصدمة
- وقح
- لقد سمعتك
أغلق باب المنزل خلفه لتتابع بطريقها نحو غرفتها .. صعدت الدرج بهدوء يتبعها حتي وصلت إلي الغرفة المنشودة فتحت الباب بهدوء وهو معها بل كظلها ،، هل سيدخل الى الغرفة برغم انها غرفته لكنه لم يبيت بها .. أبداً .. توجهت نحو مقدمة الباب وغطت بجسدها باب
عقدت ذراعيها على صدرها
-معذرة الي أين ستذهب !!
- غرفتي
جوابه البرىء اغاظها .. زفر بقوة وهو يبعدها عن طريقه
- هيا ابتعدي
لم تعلم لم مُصر على الدخول .. هل يظن أنها من الممكن ان تنتحر ثانية ؟ يحق له .. متهورة نعم لكنها لن تفعلها ؟! مجرد لحظة ضعف منها
- زين ما الذي حدث
تمتم ببرود وهو يدفع بجسدها للداخل ويغلق الباب خلفه
- لم يحدث شيء
- لا تظنني أنني غبية لتلك الدرجة .. ماذا تريد او لنقول ماذا تخشى ؟
- لا أخشى شيئا
مصر على أنه لا يوجد شيء .. بل يوجد بالطبع يوجد الكثير أو هي التي تظن
- تخشى إن فعلت حركة متهورة مرة اخرى .. أنتحر للمرة الثانية لكن لا تقلق لن افعلها .. يوجد لديك اشياء اهم مني لفعلها وليس أن تجلس معي
وضع بأصبع السبابة والابهام على أنفه ويده الأخرى تتوسط خصره ..أطلق لفظ بذيء بين شفتيه
- لما تقللي من شأنك دائما ؟!
هل بعد ما حدث يضعها هي تحت المجهر الشائك ؟! يلومها هي فقط ولا يلوم نفسه
- لم افعل زين بل انت .. عملك اهم مني تغيب منذ الصباح حتى وقت متأخر من الليل
- إلي متي سنظل إلى ذلك الوضع ؟
بنفاذ صبر قالها وهو يضم قبضه يده حتي لا يفتك بها
- أنت من ستخبرني وليس انا
وكما توقع أعادت تلك الكلمة التي تثير أعصابه بل تشعله .. لا يعلم كيف مازال واقف في مكانه ولم يتحرك نحو تلك الغبية حتى يقطع لسانها التي تتفوه بحماقات
- الطلاق
بتوجس وبترقب تساءل
- هل هي كلمة سهلة لك ؟
هزت كتفيها بلا مبالاة
- فى الواقع اعتدت عليها
- بدلي ملابسك وخلال خمس دقائق أجدك عند غرفة المكتب ،، هل هذا واضح ؟
حاولت أن تجادله لكن عندما شدد علي اخر كلمة بلعت عباراتها مرة أخري وهمست بضيق
- نعم
.................................
أطرقت باب غرفة المكتب وحينما سمعت رده فتحت الباب بضيق .. جالت ببصرها نحو مكتبه لتجده فارغ انتقلت ببصرها نحو الأريكة وجدته جالس باريحية شديدة واضعاً ساق فوق الأخرى وعلى المنضدة اخر شيء توقعته أن يفعله معها
- ما هذا ؟
تقدمت نحوه ببطء ليرد بلا مبالاة
- سمعت من الجدة وليلي انك محترفة في الشطرنج
شقت ابتسامة سخرية بسبب نبرته الهازئة
- نعم كثيرا
كسر تلك النغمة المتصاعدة في داخلها وغمغم ببرود وهو يعدل ساقه
- لا تكوني مغرورة
جلست علي المقعد المقابل للأريكة وقررت رد له الصاع صاعين
- بل ثقة عزيزى
- وإن غلبتك ؟
رغم نبرته الواثقة من فوزه وسحقها ... بللت شفتيها وردت بثقة زائفة
- لايوجد لدي شيء لك لأعطيه .. وان هزمتك أنا ؟
بهدوء أجابها
- سأنفذ رغبتك إلا الطلاق ليان ومغادرة المنزل والبلدة
هل سيتسغل أيضا لعبة في تحقيق مصالحه !! ألن يترك أي شيء إلا وأن يستغله في صالحه ؟
- هل تضع شروطا ؟
- اعتبريه ما اردتي
رده إستفزها كانت ستقوم من مجلسها لصفعه أو ترحل بهدوء .. لكن جزء أخبرها أن تجلس وتري كيف ستسير اللعبة أو بمعنى أدق كيف ستسير لعبته ..
- انت مستفز
انحني بجسده وهو يركز على البيادق باهتمام
- هيا لنرى
وقبل أن يبدأ اللعب هتفت مقاطعة ببسمة ساذجة
- سأختار الأبيض أفضل الهجوم
وبدأ اللعب وبعد فتره ثواني وارتفع الادرينالين في داخلها .. حركاته مختلفة كلما أهتدت إلي شيء وفسرت حركاته يغلبها دائما بعكس توقعاتها .. رمي البيدق خارجاً وملكتها محاصرة .. أعادت بنظرتها مرة أخري تحاول في لجوء إلى حركة تنقذها من أن تخسر ... لكن ذلك المحتال حاصرها .. جيشه حاصرها بقوة مثلما حصر قلبها وهزم جيوشها ..
تنهدت بيأس وهي تري عيناه اللامعه بخبث ويخبرها " لقد فزت " هي المخطأه هي من بدأت وتحركت حتى كشفت أمامه خطتها بذكائه وحنكته إستغل ذلك لصالحه وآتي دوره في الانقضاض
- كش ملك
مطت شفتيها بحنق وضيق شديد وهي تراه يخرج الملكة الخاصة بها خارجاً
- لقد غششت
ضحك باستمتاع وهو يراها مثل الطفلة الصغيرة
- حجة الخاسر في كل مرة اعترفي مرة بخسارتك
عقدت ذراعيها على صدرها وصاحت بضيق
- تفضل قل ما تريد
- أريدك أن تصبحي زوجتي
رفعت حاجبها بدهشة ..هل هو يتحدث بجدية الآن رغم وضعهم ؟! انسي أنها زوجته ؟
- انني بالفعل زوجتك ... قل شيء جديد
حك طرف ذقنه وهو يعلم جيدا انها تتهرب منه .. رأي تصاعد حمرة وجنتيها منذ ثانيتان .. لقد فهمت لكنها اصطنعت عدم الفهم .. ليجاريها إذاً !!
- اريد ان امتلكك
عضت شفتيها السفلى بحرج شديد .. وقح لما دائما يستخدم كلمات محرجة ؟! .. اصطبغ وجهها بالحمرة لتخفض برأسها للأسفل وهمست قائلة
- وإن قلت لا
- لا يوجد شيء اسمه " لا "
صاح بها بغضب هادر .. ابتلعت غصه في حلقها ورفعت وجهها نحوه وهي تغمغم
- هل ستقدر على أن تلمس امرأه لمسها رجل غيرك
فركت يدها بتوتر وأغلقت جفنيها لعدة ثواني قبل أن تصطدم عيناه الباردة بعيناها الواثقتين .. وكأن تلك الفتاة الخجولة تغيرت وأصبحت فتاة أكثر ثقة
- ام لأنك فعلت كل ذلك لأنه لم يصيبني شيء ؟!