
الفصل الاول والثاني والثالث
بقلم / هدير مصطفى
الحلقة الأولى
(قصر كبير جدآ ..... ظلام حالك ...... صمت مخيف يسيطر علي المكان ...... وفي هذه الغرفه كان يجلس علي مكتبه وصوت بكائها الذي يصدر من الغرفه المجاوره له يخترق اذانه ..... كان يبتسم استمتاعآ بصوتها هذا ....وكأن صراخها وعويلها يرضي رغبة ما مكبوته بداخله فعاد برأسه الي الخلف مستندآ علي كرسيه مغمضآ عيناه و ......)
فلاااااااااش
(في باحة نفس المنزل كان يقف رجل يدعي احمد مع امرآه تدعي هند وطفل لم يتجاوز عمره العشر سنوات يدعي شهاب الدين وبالمقابل كان يقف رجل اخر يدعي محسن ومعه رزمه من الاوراق و......)
احمد :انت اكيد اتجننت ... معقول ... تخدعني .... تخدع صديق عمرك عشان الفلوس
محسن : لا معلش يا احمد انا مخدعتكش ...انت اللي مغفل ... انت اللي شاركتني واديتني كل فلوسك من غير ما تطلب ولا ورقه حتي تثبت بيها حقوقك
احمد :يعني ده جزائي عشان كنت عامل منك اخويا ومأمنك
محسن : ههههههههههه أحنا في زمن ماينفعش تآمن فيه حد ياصاحبي ..... حتي أخوك
احمد :اخس ...... اخس علي كده ..... عارف انا مش ندمان علي فلوسي واملاكي اللي ضاعت ...... انا ندمان علي السنين اللي بينا
(ليدلف اليهم ضابط شرطه و .......)
الضابط :مين فيكوا احمد مهران
احمد :انا هو ........ خير يا فندم
الضابط :معانا أمر بالقبض عليك
احمد :ايييييه .... انت بتقول ايه ..... اكيد انت غلطان
محسن :لا يا احمد دا اكيد البنك رفع عليك قضيه بسبب القرض اللي خدته
احمد :قصدك اللي خدناه
محسن : لا ما دي كمان عملت حسابها ..... انت الوحيد اللي مضيت علي اوراق القرض
احمد :ليه ..... ليه كده يامحسن .... انا عملت فيك ايه
محسن :معملتش اي حاجه غير انك كنت احسن مني في كل شئ ......في الدراسه .... وفي الشغل .... وفي الحب ..... وفي الجواز ....تصور عشت طول عمري احبها وهي تحبك ..... انت تتهني في حضنها وانا اتعذب
الضابط :اتفضل معانا يافندم لو سمحت
(سار احمد مع الضابط في هدوء تام لتقع هند جالسه علي الارض وهي تصرخ وتقول......)
هند :حرام عليك ..... حسبي الله ونعم الوكيل فيك ربنا هو المنتقم الجبار
(ليذهب اليها محسن سريعآ ويجلس بالقرب منها و .....)
محسن :بتعيطي ليه دلوقتي .... ما انا ياما طلبت منك اننا نقرب من بعض .... كنتي ديمآ بتصديني وترفضيني .... بس احنا لسه فيها ..... اطلبي الطلاق وانا اخرجه من السجن ونتجوز .....أو..... لو مش حابه تتطلقي ..... اسمحي بس اننا نقرب من بعض ..... وانا هبقي تحت امرك
(في تلك اللحظه وجد محسن بصقه علي وجهه وجهت اليه من قبل هند فاخرج منديلآ ليمرره علي وجهه وهو يقول ..... )
محسن :هتدفعي التمن يا هند هتدفعيه غالي اوي كمان
(ثم امسكها من شعرها وظل يجذبها منه وهي تصرخ وطفلها يبكي ويحاول ان يدافع عنها ولكن دون جدوي كانت تصرخ و......)
هند : سيبني يا حيوان ابعد عني
محسن :مستحييييييل دي فرصتي وجت لحد عندي
شهاب :سيبها ..... ابعد عنها
محسن ؛ ههههههههه ...ماتقلقش ما انا هسيبها بس بعد ماخد منها اللي انا عايزه
شهاب :انت عايز منها ايه
محسن ؛هتعرف بس مش دلوقتي اما تكبر شويه هههههههههه
(كان صوت ضحكاته يدوي في ارجاء المكان مختلطآ بصراخها الذي يهز الابدان مع توسلات طفلها ..... اخذها الي احد الغرف وضعها علي السرير واغلق الباب و ......)
باااااااااك
(عاد من شروده ومازال صوت صراخها يدوي في أذنه .......اطاح بيده كل ما كان امامه علي المكتب ليطلق صرخه مدويه هزت كيانها ..... فارتعشت خوفآ ليقول ....)
شهاب :اخرصي بقي ..... مش عايز اسمع صوتك
(فصمتت تمامآ ليخيم الهدوء علي المكان ولم يبقي سوي صوت انفاسه وشهقاتها التي تخترق الجدارن ..... فمد يده علي المكتب ليأخذ مفاتيح سيارته ثم خرج من القصر بعد ان احكم غلق ابوابه جيدآ فأستقل سيارته وقادها مبتعدآ عن المنزل ....كانت تجلس في تلك الغرفه المغلقه علي الأرض تضم قدميها الي احضانها وتبكي بحركه حبن سمعت صوت السياره فعرفت انه خرج من المنزل ... وقفت سريعآ وتوجهت الي الباب وحاولت فتحه ولكن دون جدوي فقد سبق ان احكم اغلاقه فتوجهت الي الشرفه وحاولت مرارآ فتح الباب ولكن ايضآ بدون فائدها ..... جلست ارضآ لتبكي حتي الهمت بفكره وهي ان تكسر زجاج باب الشرفه وبالفعل كسرته وحين مدت يدها للاتجاه الاخر الخارجي جرحت نفسها ولكنها تجاهلت الامر بامل انها اوشكت علي ايجاد وسيله للفرار ..... فتحت الباب وخرجت الي الشرفه ..... وجدت انها في الطابق الثاني فقررت ان تخاطر في محاوله لانقاذ نفسها .... ولكن توقفت في اخر لحظه حين سمعت صوت نباح الكلاب الذي وضعهم هذا المجرم تحت شرفتها ..... فجلست ارضآ مع خيبات املها .....لتنظر في اتجاهات الشرفه .... ادركت الان ان هذه الشرفه موصوله بأخري والأخري تلك مؤكد انها تابعه لغرفة ما ...... ظلت تفكر في نفسها و .....)
هدير :ياتري مين ده .... وعايز ايه مني .... طب الاوضه دي فيها حد .... انا خايفه ادخلها يطلع فيها حد ويأذيني .... ياااارب انقذني
(وفي هذه اللحظه سمعت صوت سياره يدلف الي مدخل القصر فهبت واقفه ودلفت الي الغرفه .... اسدلت الستار علي الشرفه في محاوله منها لاخفاء ما فعلت ..... دلف الي القصر وبيده اكياس بها طعام....صعد الي الاعلي ودلف الي الغرفه
دون استأذان لتقف في مكانها مفزوعه ... خائفه ... كانت ترتجف ..... رفعت يدها المرتجفه علي رأسها لتتأكد من ان حجابها يغطيها .... نظر لها من اسفل قدميها الي اخمد رأسها ثم اقترب منها بخطوات هادئه .... وضع الاكياس التي بيده علي المنضده وظل يسير باتجاهها حتي وصل اليها ومد يده لها كادت ان تصرخ ولكنها وجدته يمسك بيدها المجروحه ثم أخرج بيده الاخري منديلآ من جيبه ليضعه علي الجرح فنظر اليها قائلآ .......)
شهاب :حاولي علي قد ما تقدري ..... مش ممكن هتعرفي تخرجي برا حدود القصر ده ..... خلاص انتي بقيتي جزء منه .... وبعدين حتي لو حاولتي تخرجي من اوضتك ..... مش هتعرفي تهربي من الكلاب اللي ماليين الجنينه تحت .... ولو هربتي منهم ..... فيه حرس علي البوابه ... واخدين اوامر ان اي حد يهوب ناحية الباب الرئيسي من غير امر مني يقتلوه فورآ
ولو كان الحرس دول نايمن ...... وهربتي منهم ... فا احب اقولك اننا في صحرا شرقها زي غربها .... وهاتموتي برده
(نظرت له وخيبات الامل تتمركز في نظرات عيونها وقالت بضعف...)
هدير :يعني ايه
(ابتسم بنصر كبير قائلآ ...)
شهاب :تعددت الاسباب والموت واحد
هدير :انت عايز مني ايه
(فنظر لها بتحدي قائلآ ...)
شهاب :انتي ...
(ثم بدأ يتفحصها بنظراته ويسير بتجاهها بخطواته الهادئه لتعود هي للخلف وهي تنظر له بريبه كبير فأكمل حديثه قائلآ .....)
شهاب : عايزك انتي ... ماتعرفيش ان انتي هدفي الوحيد
(استندت بالحائط الذي خلفها واقترب منها كثيرآ لينظر في عيناها لينتفض قلبها من بين ضلوعها فيملأ الخوف كل تفاصيلها فتتعالا اصوات انفاسها لتنجرف دمعه من عيناها ... كادت ان تصرخ فأبتعد عنها قائلآ ...)
شهاب :ماتصرخيش ... لسه بدري اوي ... احنا لسه في اول المشوار ... انا جايبك هنا عشان اعيشك حاله الم ووجع ... لازم تعرفي ان طول ما انتي هنا انتقامي هيخليكي معرضه ان يحصلك اي حاجه وفي اي وقت .... ومين عارف هوصل بيكي لأي مرحله ... واهو ذنب ناس بتخلصه ناس
(نظرت له هدير وهي تتنفس الصعداء بصعوبه كبيره قائله ...)
هدير :بس ليه .... واشمعنا انا ... انا طول عمري في حالي ومأذتش حد
(تجاهلها شهاب ثم ادار وجهه متجهآ الي الخارج فلفت نظره الاكياس الذي احضرها معه ووضعها علي المنضده فأخذ احد هذه الاكياس وقال ...)
شهاب :الاكل عندك اهو وقت ما تحبي تاكلي كلي
(ثم خرج من الغرفه واغلق الباب بأحكام ... فجلست هدير علي الفراش فترددت علي آذانها كلماته وهي ...)
شهاب : احنا لسه في اول المشوار ... انا جايبك هنا عشان اعيشك حاله الم ووجع ... لازم تعرفي ان طول ما انتي هنا انتقامي هيخليكي معرضه ان يحصلك اي حاجه وفي اي وقت .... ومين عارف هوصل بيكي لأي مرحله ... واهو ذنب ناس بتخلصه ناس
فبدأت تتسأل في نفسها قائله...)
هدير :ياتري هو بينتقم مني ليه ... انا عمري ما أذيت حد ... ولا جيت علي حد ... انا حاسه اني عايشه كابوس ....وخايفه اوي بجد
(في هذه الاحيان هبط شهاب الي الطابق السفلي ودلف الي احدي تلك الغرف ليجد والدته المتسطحه علي فراشها بجسدها المتهالك بفضل فعل الزمن بها وعيونها الذابله اللواتي لم يذقن طعم الراحه منذ سنوات بعيده مرت عليها .... عشرون عامآ مضوا عليها وهي هكذا في حالة صدمه جعلتها ترفض ان تتكلم او تتحرك ولا تشعر بما بدور حولها .... فجلس بجانبها بضعف وهو يخرج الطعام وبضعه امامها قائلآ ...)
شهاب :شوفتي يا ماما ... شوفتي انا جبتلك ايه ... جبتلك اكتر اكله انتي بتحبيها ... يلا بقي عشان تكلي ياحبيبتي
(شرع شهاب في اطعام والدته بحنو وعاطفه كبيران ... مد يده بالملعقه وانتظر منها رد فعل وبعد مضي لحظات واخيرآ فتحت فمها لتتناول ما بالملعقه دون ان تنفعل معه حتي لو بالنظرات فأنجرفت دمعه من عيناه وتحدث بضعف ...)
شهاب :وحشتيني اوي يا امي .... 20 سنه وانتي كده .... من يوم الحادثه الزفت دي وانا مشتاق اسمع صوتك ... اخر حاجه سمعتها منك كان صوت صريخك ... بقالي 20 سنه وانا بشتغل وبتعب ومتمرمط عشان اجيبلك حقك يا امي ... اشتغلت كل حاجه واي حاجه والنهارده بقيت واحد من اكبر رجال الاعمال في البلد عشان خاطرك انتي وبس ... رجعت اسمنا وهيبتنا ... حتي شوفي كده ... بصي حواليكي يا امي ... ده بيتنا ... رجعته تاني ... بقي لينا ... ومحسن خلاص وقع علي جدور رقبته ... دخلته السجن ... وبنته هنا محبوسه فوق ... في نفس الاوضه اللي كسرك فيها زمان ... انكتب عليها ترد الدين
(انهي شهاب كلماته ونظر الي والدته فوجدها مغمضة العينين ...فعدل من نومتها واحكم غطائها وطبع قبله علي جبينها ثم حمل نفسه وخرج من الغرفه متجهآ الي الطابق العلوي ودلف الي غرفة مكتبه ليجلس وهو يمحي دموعه دليل ضعفه فيسمع صوت رنين هاتفه فيجيب قائلآ ..)
شهاب : السلام عليكم
(فأتاه صوت المتصل قائلآ...)
المتصل :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شهاب :خير يا محمود
محمود :انت ناوي تخلص الموضوع ده امتي يا صاحبي
شهاب : مش عارف يا محمود ... بس كل اللي اقدر اقوله ان الموضوع ده بالنسبه ليا مسألة حياه او موت
محمود :انا خايف عليك يا شهاب ... والدنيا مقلوبه علي البنت
شهاب :مشواري لسه في اوله يا محمود ... ومش هرجع عن اللي في دماغي مهما حصل
محمود :انت سجنت الراجل ... كفايه لحد كده
شهاب :لا مش كفايه ... هو ما سجنش ابويا بس ... هو عمل حاجات تانيه كتير ... وانا لازم احرق قلبه علي بنته زي ما حرق قلب امي وكسرها
محمود :بس يا صاحبي ....
(قاطعه شهاب قائلآ ...)
شهاب :سلام يا محمود انا داخل انام شويه عشان ورانا اجتماع مهم بكرا
(ثم اغلق الهاتف سريعآ وهو يزفر في ضيق جلس ليستعيد الذاكره لنفس ذلك اليوم ذاته ...)
#فلااااش
(انهي ذلك المجرم(محسن)فعلته الشنيعه تلك ليفتح باب الغرفه وصوت ضحكاته يدوي في الارجاء حيث كان شهاب ذلك الطفل الصغير يقف امام الباب يصرخ ويبكي مناديآ امه فنظر الي محسن بعد ان فتح الباب فوجد نظرات الشر تملآ عيناه فدلف سريعآ الي تلك الغرفه فوجد والدته تجلس بصمت علي الفراش ولا يتحرك لها ساكنآ فأقترب منها مناديآ ...)
شهاب :ماما
(فنظرت له والدموع تنجرف من عيناها لتدخل في نوبة صراخ وبكاء لتبدأ في لملمة اشلاء ثيابها الممزقه في محاوله لستر جسدها الشبه عاري ففدلف اليهم محسن بعد دقائق معدوده ليقذف عليها عبائه سوداء قائلآ ...)
محسن :خدي العبايه دي ... استري نفسك بيها ماينفعش تطلعي برا وانتي عريانه كده هتطمعي كلاب السكك في جسمك
(نظر شهاب له بغضب عارم فتوجه له كي يسدد له الضربات بيديه الصغيرتين ليسخر محسن من ضعفه قائلآ بأستهزاء ....)
محسن :يا نونو .... هو انت فاكر ان ضربك ده هيأثر فيا
(ثم ضحك بشر كبير وقال ....)
محسن :انا خارج وراجع بعد ساعه بالكتير ... عايز ارجع ماالاقيش حد فيكم هنا
(ثم خرج من الغرفه ليذهب شهاب الي والدته فينظر لها قائلآ ...)
شهاب :هجيبلك حقك منه يا امي ... اطمني ... انا جمبك
(ثم حاوطه بذلك الرداء الاسود لتستتر به ثم خرجت من ذلك المنزل تستند علي طفلها الصغير الذي خرج متوعدآ انه سيعود مرة اخري اليه وسأخذ حق والديه ممن سلبهم كل شئ ....)
#باااااااك
(عاد من غفوته الاليمه تلك ليتناول علبة سجائره ويخذ واحدة منها ويشعلها وهو متوجهآ الي الشرفه لينفث دخان سيجارته في غضب عارم فينظر الي السماء الصافيه يتأمل نجومها اللامعه ليستنشق الهواء بأريحيه في محاوله للاستمتاع بالهدوء الذي يخيم علي المكان ... في حين كانت هي تجلس في حزن تجول بنظرهة في انحاء الغرفه وهي تضع يدها علي قلبها وتتنفس في صعوبه لتقول في نفسها ....)
هدير : الغبي خد الشنطه بتاعتي كلها .... مافكرش ان ممكن يكون فيها علاج ولا حاجه ... اعمل ايه بس ياربي ... انا مش قادره اتنفس
(وفي هذه الاحيان لفت انتباهه صوت انينها المكتوم الذي يخرج من غرفتها المجاوره له فيسترق السمع عليها فيجدها تقول بخفوت من بين أنينها ...)
هدير :يارب ... انت عالم بحالي ... انا الضعيفه اليك ... ادعوك ربي ان تفرج كربي ... يارب انا خايفه وتايهه .. مش عارفه انا هنا ليه .. ولا عارفه هو عايز ينتقم مني ليه ... يارب انا عارفه ان ده ابتلاء واختبار من عندك ... بس انا اضعف من اني اتوجع كده .... بس برضه انا راضيه بكل اللي تجيبه
(ترك شهاب الشرفه ودلف الي الغرفه وجلس علي مكتبه قائلآ ....)
شهاب :برافو ... ممثله رائعه ... مفكره اني هصدق الشويتين اللي بتعملهم دول ... بس علي مين .... اذا كان ابويا الله يرحمه يتخدع في ابوكي زمان ف أنا مش هتخدع فيكي
(تسطح علي اريكه مرفقه بالمكتب وأغمض عيناه متأملآ ان ينعم ببعضآ من الراحه والسكينه ليمر بعض الوقت ليجد نفسه لا يستمع الي صوت بكائها وأنينها فيشعر ببعض الريبه التي تسربت في نفسه تجاه صمتها المفاجئ هذا فأنتفض في مكانه وهو يفكر في نفسه تري ماذا حدث ... هل عرضت نفسها للإيذاء للتخلص منه ... ام حاولت الهروب مره اخري ...هل يمكن ان يكون صمتها هذا محاوله منها ان تخدعني كي تهرب... ام انها بالفعل هربت
(كانت هذه كلها اساله تراود خاطره بينما كان يتحركه بسرعه كبيره متجهآ الي غرفتها ليصدم بما يري امامه )
.
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵
الحلقة الثانية
.
.
(كانت ملقاه علي الارض مغشيآ عليها فهرول اليها مسرعآ وبدأ في منادتها مرارآ وتكرارآ ولكن دون جدوي فحملها ووضعها علي الفراش واحضر كوبآ من الماء وبعد محاوالات عديده من لجعله ترتشف منه ولو قليلآ ولكنه قد فشل فوضع الماء علي وجهها لتفيق وتشهق بفزع كبير فتنظر حولها فتجده يجلس بجوارها بل كان قريبآ منها لدرجة انها كانت تستند علي ذراعه فأنتفضت بسرعه والخوف يسيطر عليها فتكلم بسرعه دون تفكير قائلآ ...)
شهاب :اهدي ماتخافيش
(وكأن مجرد سماع صوته كفيلآ ان يجعل الخوف والقلق يتسربان الي قلبها فقالت ...)
هدير :ايه اللي حصل
(نهض شهاب عن الفراش ليقف امامها قائلآ ...)
شهاب :انا دخلت لقيتك مرميه علي الارض فنيمتك علي السرير وفوقتك بالميه
(تذكرت شعورها بالالم الذي طغي عليه شعور الخوف فنظرت له وهي تحاول ابتلاع ريقها بصعوبه فقالت ....)
هدير :هي شنطتي فين؟؟
شهاب :عايزاها ليه .... هي مش هتفيدك في حاجه .... موبايلك اتكسر 100حته خلاص
هدير :انا عارفه انك مش غبي انت مش هتخطفني وتسيب موبايلي سليم ...انا عايزه الشنطه عشان فيها العلاج اللي كنت هموت من شويه عشان مش باخده
شهاب :علاج ايه ده
هدير :انت لو بني آدم كنت زي ما اهتميت انك تاخد الموبايل وتكسره كنت قرأت وعرفت ان مع الموبايل فيه دوا لعلاج القلب ولو كنت قرأت الروجتا بتاعته كنت عرفت اني ممكن اموت لو ما اخدتوش في مواعيده
(وقعت كلمات هدير علي اذان شهاب كالصاعقه ... فكيف يقرأ ما هو مكتوب ويفهم معناه ... كيف يعرف علي اي نوع من الادويه تحوي تلك الحقيبه ... فهو لم يكمل تعليمه ... حتي انه لم ينهي المرحله الابتدائيه ... ترك دراسته واحلامه واماله بسبب فعلة والدها الشنيعه بعائلته ... صمت للحظات مرت عليه كساعات طويله مر فيها اما عيناه شريط ذكرياته في تلك السنوات العشرين التي مرت عليه وهو يتنقل بين عمل وأخر حاملآ علي عاتقه مسؤلية والدته المريضه .... تنهد في آسي قائلآ ....)
شهاب :انا يمكن ما اتعلمتش للدرجه اللي تخليني افهم كلام الدكاتره اللي مكتوب كله بالانجليزي ده ... بس بفهم لدرجه تخليني اعرف قيمة كل حبايه من اي شريط علاج عشان كده احتفظ بالحبوب بتاعتك دي معايا
(ثم دس يده في جيب جاكيت بذلته واخرج علبة الدواء فتناولتها منه وهي تشعر بالخجل بسبب كلماتها الجارحه له فنظر لها قائلآ ...)
شهاب :اتفضلي خدي علاجك
(اخرجت هدير واحده من تلك الحبيبات وتناولتها فمد يده لها بكوبآ من الماء فأخذته منه و ...)
هدير :شكرآ
شهاب :ماتشكرنيش ... انا كان لازم الحقك ... اصلي مش هسمحلك انك تموتي بسهوله .... الحساب لسه تقيل
(لتنظر له وعلامات التعجب تملأ عقلها بسبب تصرفاته الغريبه تلك فهي حتي الان لا تعرف سبب العداوه التي تجمع بينهم .... فهم هو بالخروج ليقف عند الباب قائلآ ...)
شهاب :علي فكره انا بني آدم مع كل الدنيا ... الا معاكي انتي
(ثم خرج وتركها خلفه تندب حظها الذي اوقعها بين براثين ذلك العدو الغامض .... مرت الايام تجر خلفها الايام وهي مازالت سجينه في ذلك القصر لا حول لها ولا قوه وتعيش علي ذات المنوال تقضي وقتها بين الصلاة والعباده وترتيل ما اتقنت حفظه من القرآن الكريم ... يدلف اليها كل يوم يحمل معه طعامها الخاص ويستفذها بأقترابه منها الذي كان الغرض منه بث الخوف والرهبه الي قلبها ... بات الامر بالنسبه لها امر اعتيادي ... حاولت اكثر من مره ان تهرب منه ولكنها دائمآ ما كانت تتذكر حديثه عن امر موتها بمجرد خروجها من حدود الشرفه حتي حدث انها قررت ان تدلف الي تلك الغرفه المجاوره لها ...وبالفعل انتظرت بفارغ الصبر خروج شهاب من المنزل ثم انتقلت الي الغرفه الاخري من خلال الشرفه ..... وقفت في تلك الغرفه وتجولت بنظرها في جميع انحائها ولكنها لم تجد بها اي شئ مميز ففتحت الباب وخرجت من الغرفه لتبدأ جولتها في انحاء المنزل وتفحص الغرف كافه ..... وفي حين كانت هدير تتجول في المنزل بحثآ عن خيط للنجاه كان علي الصعيد الاخر في واحدآ من المنازل الراقيه دلف شاب قارب علي الثلاثين من عمره انتابه شعور القلق حين وجد ان الهدوء يخيم علي المكان فتسائل في قرارة نفسه تري اين ذهب أفراد عائلته ... فتجول في انحاء المنزل حتي وصل الي غرفة الجلوس ... والده ووالدته وشقيقته الصغري التي لم يتجاوز عمرها ال20 ربيعآ فنظر لهم جميعآ ليجد ان هناك شئ يثير الريبه فاطلق التحيه و ....)
الشاب :السلام عليكم ورحمة الله
(نظروا له جميعآ وردوا التحيه و....)
الجميع :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(فقال الشاب متسائلآ ...)
الشاب :خير يا حج عبدالسميع جرا ايه شكلكوا زعلانين كده ليه
(ثم نظر عبدالسميع الي ابنه قائلآ بعد تنهيده طويله و....)
عبدالسميع :تعالي يا ولدي اجعد جاري اهنه عايز اتحدد معاك
(ذهب الي والده وجلس جواره قائلآ ....)
الشاب : اتفضل اتكلم يا حاج تحت امرك
عبدالسميع :جولي ياهشام يا ولدي هتفضل عازب اكده طوالي
هشام :سبق وقولتلك يا حاج اني مش هتجوز خالص
عبدالسميع :ليه اكده يا ولدي . .. .ماعيزش تفرح جلوبنا ليه .... ماهتنسهاش ليه بجي .... عايز تبجي علي حالك علي طول اكده
(صمت هشام بعد ان نظر الي شقيقته الجالسه بينهم بصمت فعاود النظر الي والده بتحدي فنظرت الام الي ابنتها ف فهمت الفتاه غرض الام من تلك النظره فحملت نفسها وتركتهم لتخرج الوالده عن صمتها قائله ...)
الأم :انت خابر زين كل حاجه ياحج .... ماتجلبش علينا المواجع
(تعجب هشام من كلمات والدته فضحك بسخريه قائلآ .....)
هشام :المواجع .....هههههه مواجع ايه يا امي .... انتوا نفذتوا اللي انتوا عاوزينه وسبتوني انا وسط المواجع
عبدالسميع :سيبك الحديت الماسخ ده ... ماعدلوش لزوم واصل
هشام :انت اللي فتحت الكلام ياحاج ولا انا غلطان يا حاجه رئيفه
(تنهدت بأسي طويلآ بفضل نظرات ابنها لها والتي كانت تحمل العديد من الاتهامات فأستجمعت بعضآ من القوه لتقول ...)
رئيفه :عمك جمال كان اهنه
(تعجب هشام من انتقال والدته المفاجئ من امر الي امر اخر فتسائل قائلآ...)
هشام :امر عادي جدآ ايه المشكله
عبدالسميع :اتفجت معاه علي معاد الجواز
هشام :جواز مين ياحاج
عبدالسميع :جوازك من بته رحمه وجواز هاجر من ولده مجدي
(انتفض هشام من مكانه قائلآ ...)
هشام :نعم ... ازاي تحددوا جوازي من غير ما تسألوني
عبدالسميع :هو اكده مجدي اتجدم لاختك واتفجنا ان الجوازتين هيبجوا سوا
هشام :جواز بدل يعني
عبدالسميع :ايوه بالظبط اكده ... هما هيخدوا بت من عندينا واحنا هناخد بت من عنديهم
هشام :بس انا مش عايز اتجوز....
(سرعان ما قاطعه والده صارخآ بوجهه قائلآ ...)
عبدالسميع :هتجف ضد عادتنا وتجاليدنا اياك ... من يوم يومنا والولد بيتجوز بت عمه ... وماهينرضاش بحد غريب يدخل ويسطينا ورجالتنا موجدين
هشام :عادات وتقاليد غلط ... يعني ايه اتجوز بنت عمي اللي طول عمرها زي اختي عشان ماينفعش حد غريب يتجوزها وياخد نصيبها في الورث ويشاركنا ... يعني ايه ينطلب مني اني اتقبل علاقه انا مغصوب عليها ... لا عقل ولا دين يرضي بكده
عبدالسميع :سامعه ولدك بيجول ايه يا رئيفه ... ولدك مابجيش يهمه عادتنا ولا تجاليدنا ونسي عرف اهل الصعيد ... ابن عبدالسميع الاسيوطي ماعيزش ينفذ كلمة ابوه ... ماريدش يتجوز بت عمه ....
هشام :رجالة العيله كتير جوزوها اي واحد منهم
رئيفه :مش اي حد ياولدي .... الجوازه دي لازم تتم بيناتكم انتم
هشام :ليه لازم ....؟؟
عبدالسميع :عشان ده شرط جدك ... انت ومجدي لازم تتجوزوا سوا في نفس الليله واللي هيخلف الولد الاول تبجي العموديه من سلساله وهتبدأ بيا او بعمك
هشام :بقي انا واحد مهندس وليا شأني برا هناك في مصر اجي اخد العموديه واتدفن هنا في الصعيد ... مش عايزها العموديه دي
عبدالسميع :انت ماعيزهاش بس رايدها وهسبهاش تروح من يدي واصل .... بجيلي يجي 30 سنه مستنيها وتيجي انت علي أخر الزمن تجول انك ماريدهاش .... لاه ياولدي ... انت هتتجوز بت عمك ورجلك فوج رجبتك وهتخلف منيها الولد كمان ...
(لم يجد عبدالسميع اي رد فعل من هشام سوي انه تركه وغادر المكان برمته .... نظر الوالدان لبعضهما البعض بنفاذ صبر من تصرفات ابنهما الوحيد... اما عنه فقد سار في طريقه متوجهآ الي غرفته ليستوقفه صوت شهقات خفيفه يخرج من غرفة شقيقته ليطرق الباب وتمسح دموعها و ....)
هاجر :تعالا يا ابيه
(دلف هشام الي غرفة شقيقته محاولآ رسم الابتسامه علي وجهه فيقول مازحآ ...)
هشام :مهما بعدت عنك ورجعت هلاقيكي برده بتميزي خبطتي علي بابك
هاجر :مش اخويا اللي بحبه وكأنه حته من قلبي
هشام :ايه الكلام الحلو ده كله
هاجر :واكتر من كده كمان
هشام :طيب بتحبيني انا اكتر ولا مجدي اكتر
(بدت علامات الخجل في الظهور علي وجهها لتحمر وجنتيها وتخفض وجهها للاسف فيقول ...)
هشام :يعني بتحبيه وموافقه علي الزواج منه امال كنتي بتعيطي قبل ما اجي ليه
هاجر :مش عايزاك تتظلم يا ابيه .... مش عايزه انك توافق علي الجوازه دي غصب وبرده خايفه انك ماتوفقش
هشام :طب انا لو ماوفقتش هيحصل ايه
هاجر :تبقي الجوازه مش هتتم
هشام :طب انتي ومجدي ذنبكم ايه في اني مش عايز اتجوز
هاجر :كليتنا مالناش ذنب الا اننا صعايده ... وجت معانا كاده بتين وراجلين واكتب علينا نتجوز بدل ... ولو حد فينا ماوفجش الجوازه كليها تخرب
(تنهد هشام بآسي مطولآ ليضم صغيرته الي احضانه مرتبآ علي ظهرها بعاطفه وحنان قائلآ ...)
هشام :ان شاء الله خير يا حبيبتي ما تقلقيش انا جنبك
(ثم نظر لها مداعبآ فيقول ....)
هشام :المهم قوليلي فجآه كده قلبتي صعيدي ليه
هاجر :واه جرا ايه يااخوي .. انت نسيت ولا ايه عاد .. احنا صعايده ومن فات جديمه تاه
(لينفجرا الاثنان ضاحكين .... اما هنا بعد ان انهت هدير جولتها في ارجاء الطابق الثاني هبطت الي الطابق الاول ... كانت الأجواء ماذالت هادئه جدآ الي حد انها تبث الرهبه الي قلبها ولكن ما ذاد من خوفها وقلقها كان صوت الشهقات الخفيفه التي تخرج من احدي الغرف بهدوء .....في بادية الامر ظنت ان كل هذا ماهو سوي بضعة ترهات ولكن قد اتضح الامر مع وضوح الصوت ... خشيت ان تتقدم تجاه الغرفه ولكن فضولها كان اقوي من خوفها ... ففتحت الباب لتلقي نظره مسترقه في الغرفه لتظهر لها تلك المرأه التي اهلكها الزمن المدعوه (هند) كانت تبكي بحركه كمن وقع له قتيلآ قبل دقائق . .. تقدمت هدير بخوف شديد منها ولكن شفقتها وتعاطفها علي حالها اجبراها علي الذهاب لها مسرعه فوقفت امامها حيث كانت هند غير منتبهه لها فمدت هدير لها ووضعتها علي كتفيها قائله بخفوت ...)
هدير :خير يا امي بتعيطي ليه
(انتظرت هدير ان تجد ردآ من تلك المرآه ولكن هيهات لم تجد سوي بكاء فقط فقالت....)
هدير :طب انتي مين .... طيب انتي جعانه .... او عطشانه
(ايضآ لم تجد منها رد فعل .... ولكن لفت انتباهها وجود ثلاجه صغيره في احدي زوايا الغرفه ... فذهبت اليها وفتحتها لتخرج منها قنينة عصير وامسكت كأسآ من علي المنضده الصغيره المرفقه بالغرفه وافرغت فيه العصير وتقدمت تجاه هند ومدت يدها لها بكوب العصير و ....)
هدير :اتفضلي يا امي اشربي العصير ده
(رفضت هند ان تتناوله مع ظهور علامات الخوف والرهبه علي وجهها من تلك المتطفله الجديده التي تراها للمره الاولي ... فهمت هدير معني نظراتها فمدت يدها الاخري لترتب علي ظهرها في محاوله بث الطمأنينه في قلبها لتقول ....)
هدير :ماتخافيش مني ....انا مش هأذيكي ... اهدي بقي واطمني .... ولو مش عايزه تتكلمي معايا براحتك خالص المهم اشربي العصير ده بس عشان تهدي ودمك يروق وانا همشي علي طول
(ثم وضعت هدير الكوب علي فاه هند لتفتح هند فمها وتبتدأ في ارتشاف العصير لفت نظر هدير علبة دواء موضوعه بجوارها فامسكته لتقرأ مواعيدها المدونه عليها فوجدت ان هذا هو الموعد فاخذت حبة دواء وناولتها لهند مع العصير وماهي سوي لحظات معدوده حتي انهت هند ارتشاف الكوب بأكمله ... هدأت هند جراء ما اقتحم قلبها من اريحيه وطنأنينه تجاه تلك الفتاه الغريبه فأغمضت عيناها بحثآ عن بعضآ من الراحه فأبتسمت هدير واحكمت عليها غطائها وتركتها وخرجت من الغرفه وهي تتسائل في نفسها تري من تكون تلك السيده ولكن قطع حبل افكارها صوت سياره بالخارج اتقنت انها سيارة ذلك المجنون الذي اخذها أثيرة في منزل كبير مع امرأه يبدو عليها المرض الشديد وسط صحراء كبيره لا حدود لها تسائلت في قرارة نفسها قائله ...)
هدير :ايه ده هو جه بسرعه ليه ... انا مالقيتش حاجه تفيدني .... طب افضل هنا واواجهه يمكن يقول حاجه ولا ارجع الاوضه واحبس نفسي واجرب تاني يمكن اوصل لحاجه ... انا هطلع وكأن شيئآ لم يكن يمكن ربنا يرشدني لاشاره توضحلي الامور
(ثم هربت مسرعه من باحة ذلك المنزل الي الطابق العلويه وصولآ الي غرفة المكتب ثم الي الغرفه التي تطلق عليه اسم زنزنتها الخاصه .... اما عن شهاب فقد دلف الي المنزل كعادته يحمل بيده حقائب صغيره بها طعام وضع احداهم علي منضده صغيره في الباحه ثم توجه بالبقيه الي غرفة والدته كي يقدم لها الطعام كعادته ولكنه وجدها تغط في نوم عميق علي غير عادتها .... فكر ان يوقظها ولكنه وجد علي وجهه علامات راحه وسكينه فعاود التفكير قائلآ ...)
شهاب :مفيش مشكله اني اسيبها تنام مدام مرتاحه ...
(ثم خرج من الغرفه وحمل الحقيبه الاخري وتوجه الي الطابق العلوي متجهآ الي غرفتها فوجدها تجلس علي الفراش فدلف اليها قائلآ ...)
شهاب :ده الاكل بتاعك
هدير :شكرآ
(ثم اخرج من جيب جاكيته علبه دواء قائلآ ...)
شهاب :و دي علبة الدوا بتاعتك
(تعجبت هدير كثيرآ من هذا الامر و ...)
هدير :ايه ده معقول .... وانت عرفت منين انها خلصت
شهاب :امبارح لما جبتلك الاكل خدت بالي انك فتحتي العلبه عشان تاخدي الدوا ولقتيها فاضيه فخدت الروجتا من شنطتك وجبتهولك
هدير :شكرآ ليك علي اهتمامك
شهاب :سبق وقولتلك اني مش هسمحلك تموتي دلوقتي لسه بدري
(فكرت لثواني معدوده من الوقت في كيف تسدد له الضربات التي يمنحها لها يوميآ عن طريق كلماته الجارحه تلك ...)
هدير :عادي .... دا حتي العيشه هنا جميله خالص ومريحه جدآ ... حد يطول انه يعيش كده وكل طلباته مجابه
(نجحت هدير في ان تثير غضبه فزفر في ضيق ثم ترك لها الغرفه وخرج بعد ان اغلق الباب نلفه توجه الي غرفة مكتبه ليقضي فيها ليلته كالمعتاد ......هنا وفي منزل أخر وفي احدي غرفه حيث كانت تجلس فتاه في غاية الجمال عشرينية العمر تدعي حسناء .... كانت ترتدي الاسود والحزن بملأ كل تفاصيل وجهها .... تتأمل صورة لها معلقه علي الحائط ... كانت حسناء بردائها الأبيض وبين احضان زوجها ..... تأملت وجهه ثم غرست وجهها بين كفيها لتبكي بحرقه لتدلف اليها امرأه خمسينيه العمر تدعي آمنه فجلست بجانبها و ....)
آمنن :انسيه يابنتي ... ماينفعش كده اللي انتي فيه ده ... بقيلك علي الحال ده سنتين ...
حسناء :انساه ازاي يا ماما آمنه ... محمد مكنش جوزي وبس ... محمد كان حياتي كلها
آمنه :كان يا بنتي ... محمد ابني خلاص مات الله يرحمه ... وانتي مش مرات ابني بس يا حسناء ... يعلم الله انك احسن من بنتي عندي .... عشان كده انا جايه اتكلم معاكي
حسناء :خير يا ماما فيه ايه
(ترددت آمنه كثيرآ قبل ان تتكلم ولكنها استجمعت قواها لتقول ...)
آمنه :انا .... عايزاكي تتجوزي يابنتي
(صدمت حسناء من هذا الطلب الغير متوقع تمامآ ففزعت قائله ...)
حسناء : اتجوز .... طب ومحمد
آمنه :محمد مات خلاص
(هبت حسناء واقفه وهي تصرخ قائله ...)
حسناء :محمد مامتش ... ايوه مامتش ولسه عايش ... عايش جوايا .... محمد جزء مني
(وقفت آمنه مقابله وهي تقول ...)
آمنه :محمد مات يا حسنا ... فوقي بقي ... هتفضلي لحد امتي عايشه في الوهم ده ... لحد ما تفوقي تلاقي نفسك عندك 50 سنه ... ولا عندكيش عيل ولا تيل ... ومفيش حد يقف جمبك يسند ضهرك
(جلست حسناء علي الاريكه والحزن والانكسار يبدوان عليها بشده فتمتمت قائله ...)
حسناء :ماقدرش ... ماقدرش اعيش مع حد غير محمد ... مش هستحمل قربي منه ...ولا انه يلمسني ...اظلم انسان مالوش ذنب معايا ليه
آمنه :وافقي انتي بس يا بنتي وصدقيني عمرك ما هتظلمي محمود معاكي
(وقع هذا الاسم علي اذان حسناء كصدمه اكبر من صدمة طلب الزواج فقالت متسائله ...)
حسناء :محمود ... محمود مين
آمنه :محمود ابني يا حسنا نسيتيه ولا ايه
حسناء :انتي عوزاني اوافق اني اتجوز محمود ... ابنك واخو جوزي .... مستحيل ... محمود ده اخويا
آمنه : لا محمود مش اخوكي ومحمد ما بقاش جوزك خلاص ... حياتك من سنتين حاجه وحياتك دلوقتي حاجه تانيه خالص .... ولازم توافقي علي الجوازه دي ...
حسناء :اوافق غصب عني
(تنهدت آمنه بنفاذ صبر ثم جلست علي الاريكه واجلست حسناء بجانبها قائله ...)
آمنه :بصي يابنتي ... انا وانتي ومحمود خلاص مابقيلناش حد غير بعد ... انتي امك الله يرحمها ماتت وسابتك امانه في رقبتي ...وكنت مطمنه عليكي طول ما محمد معاكي ... بس محمد اتوفي ... راح للاحسن مني ومنك ... وانا يابنتي خلاص ... ومش هعيسلك طول العمر ... وعاوزه اطمن عليكي قبل ما اموت
حسناء :بعد الشر عليكي يا ماما .... بس صدقيني ماينفعش ... سيبك مني انا ... محمود شاب واكيد فيه حد في حياته وبيحب ... وحتي لو مش بيحب ... ليه تظلميه وتبليه بواحده زيي ... ارمله
آمنه :تفي من بوقك يا بنتي ... بلوة ايه كفالنا الشر .... انتي شابه وجميله والف مين يتمناكي
(سمعا صوت بالخارج فأدركا ان محمود قد عاد من عمله فهمست حسناء قائله ...)
حسناء :انسي الكلام ده يا ماما ... انسيه وماتجبيش سيرته تاني حتي لو مع نفسك
(زفر آمنه في ضيق من الامر و خرجت من غرفة حسناء لتستقبل ابنها محمود و ...)
محمود :مساء الخير يا امي
آمنه :يسعد مساك يابني .. .. تعالا عشان عوزاك في موضوع مهم
محمود :خير يا امي فيه ايه
آمنه :تعالا بس ندخل اوضتك وانت هتعرف
رواية اخذني بذنب ابي
الفصل الثالث والرابع
بقلم هدير مصطفي
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔵
الحلقة 3
.
..
(خضع محمود الي امر والدته وذهب معها الي غرفته الخاصه وجلسا معآ و ....)
محمود : خير يا حاجه فيه ايه
آمينه : انت مش ناوي تتجوز يا محمود
محمود: ايه اللي فتح الموضوع ده فجأه كده
آمنه :يابني انت قربت تقفل ال30 سنه
محمود :هو انا بنت يا امي ... انا راجل ومايعبنيش سني يعني
آمنه :انا عارفه يا حبيبي ... بس اللي انت وصلتله ده صعب اوي
محمود :جري ايه يا حاجه ... هو انا وصلت لايه بالظبط ... ما انا شاب زي الفل اهو وبشتغل ومجتهد كمان ... وبزنس مان يعجب اوي كمان
آمنه : ما هي دي المصيبه .... انك من يوم ما اتعرفت علي اللي اسمه شهاب الدين ده وانت كل حياتك شغل في شغل وبس ... انت نسيت حتي ان لبدنك عليك حق
محمود:انتي اكتر واحده متأكده من ان معرفتي بشهاب واتحادي معاه هما سبب النجاح اللي احنا وصلناله ده ... احنا اتعرفنا علي بعض واحنا صغيرين في اول الطريق ... كل واحد فينا مكنش كمل 20 سنه .... هو كان صنيعي وانا طالب مش لاقي اصرف علي دراستي ... اشتغلنا سوا صنيعيه وواحده واحده بقينا حاجه في البلد ....لولا توحدي مع شهاب ده مكنتش وصلت للي انا فيه ده
آمنه :عارفه يابني .... بس كفايه لحد كده ... وانتبه لنفسك بقي
(تنهد محمود بنفاذ صبر قائلآ ....)
محمود :بتخططي لايه يا حاجه اعترفي
(ترددت آمنه قليلآ لتقول ....)
آمنه :عايزاك انت وحسناء تتجوزوا
(لم يستوعب محمود ما قالته والدته قبل ثواني فأردف قائلآ ....)
محمود :حسناء مين لامؤاخذه
آمنه :حسناء بنت خالتك
محمود :قصدك مرات اخويا
آمنه :كانت مرات اخوك دلوقتي هي ارملته
محمود :دا انتي بتتكلمي جد بقي ومش بتهزري
آمنه :وهو انا عيله عشان اهزر معاك في موضوع مهم زي ده
محمود :لأ يا أمي ... غلط ... وماينفعش ... ازاي اتقرب منها بصفتي جوزها وهي بالنسبه ليا مش اكتر من اخت ... طول عمرها وهي اختي
آمنه :بس يا ابني ...
(قاطعها محمود بحزم قائلآ ...)
محمود :خلاص يا امي ... قولتلك حسناء اختي وهتفضل طول عمرها اختي
(خرجت آمنه من غرفته وعلامات الغضب تبدو عليها بشده وتوجهت الي غرفتها لتترك محمود في غرفته الخاصه ليتسطح علي فراشه متنهدآ بقوه مستعيدآ الذكريات التي جمعت بينه هو وحسناء ومحمد شقيقه الصغير ... دائمآ ما كانوا معآ ثلاثتهم منذ الصغر ... اجتماعهم هذا كان كفيلآ ان يجعل قلبه ينبض لها حبآ .... فقد كان منذ الصغر وهو يحبها ولكن شائت الاقدار ان يحرم منها ...عاد بذاكرته الي ذلك اليوم الذي دلف اليه شقيقه محمد الذي كان يصغره بعامين .... كان محمد سعيدآ للغايه لينظر الي محمود قائلآ ...)
محمد :باركلي يا حوده ... قولي مبروك
محمود :مبروك يا حبيبي بس علي ايه
محمد :اخيرآ حسناء وافقت تتجوزني
(صدم محمود مما يسمع وقال بصدمه ...)
محمود :حسناء مين...؟
محمد :حسناء بنت خالتنا ... تصور بقالها 3 سنين مدوخاني ورافضه اننا نتخطب الا لما تخلص جامعتها ... بس الحمد لله وافقت اننا نتخطب دلوقتي ونتجوز بعد ما تخلص .... ياااااه ... هستحمل سنه كمان قبل الجواز
(كان محمود يستمع الي كلمات اخيه وهو مازال تحت تأثير الصدمه فنظر محمد اليه قائلآ ...)
محمد :جرا ايه يا حوده ... انت مش فرحانلي ولا ايه
(استوعب محمود الامر ونظر اليه وهو يحاول ارتسام الضحكه علي شفتاه رغمآ عنه قائلآ ...)
محمود :ازاي بقي يا حماده ... طبعآ فرحانلك ... الف مبروك يا حبيبي ربنا يتمملك علي خير
(ثم ضم شقيقه الي احضانه في محاوله لأخفاء الضعف الذي في عيناه ..... عاد من شروده قائلآ في نفسه ....)
محمود :ماعدش ينفع يا امي خلاص
(مر ذلك اليوم بسلام ... وبعد اليوم مرت ايام عديده ... كانت هدير تنتظر حتي يخرج شهاب من المنزل ثم تذهب الي والدته (هند) لتجلس معها كي تحصل علي بعض الونس ... وبالفعل اصبح جلوسهن معآ شئ اساسي في يومهم ... كل يوم تقوم هدير بأطعام هند .. كانت تعطيها ادويتها بشكل منتظم ... وتمشط لها شعرها ... وتروي لها الحكايات ... كانت تعاملها كطفلتها الصغيره ... ليس مجرد امرأه اوشكت علي الوصول للعقد السادس من عمرها .... وكانت هند تتجاوب معها الي حد كبير لدرجة ان شهاب كان يستعجب كثيرآ لتحسن والدته ... وبالمقابل بدأت هدير هي الاخري تستريح الي ذلك المكان وتطمئن له ولمن به بالرغم من كم التساؤلات الهائل الذي يدور ببالها ..ولكنها تجاهلت شهاب تمامآ بل اصبحت لا تهابه ابدآ فقد ادركت تمام الادراك انه لن ينفذ تهديداته ابدآ ويحدث ان ذات يوم يدلف اليها فيجدها و قد افترشت السجاده التي سبق وطلبتها منه علي الارض وتؤدي صلاتها في خشوع تام فوقف ينظر لها متأملآ ذلك الخشوع والايمان والتقوي الذي يحاول بشتي الطرق الا يصدقهم فكيف لمجرم مثل ذلك ال محسن ان ينجب فتاه مثل هدير التي هي مثال للفتاه المؤمنه فتسائل في نفسه ... لما لا يصدقها ... ولما لا تكون فعلآ هي علي عكس والدها ... لقد حدث كثيرآ ان ينجب الفاسد عالمآ والعكس ايضآ يحدث .... لم ينتبه شهاب لنفسه سوي وهدير تحدثه قائله ....)
هدير :ايه رأيك لو تقولي انت عايز مني ايه ؟
(دلف الي الغرفه واضعآ تلك الحقيبه التي بيده قائلآ ....)
شهاب :عايز حقي
هدير :هو اللي ليه حق عند حد يخطفه ؟ .... يسجنه جوا قصر مهجور بين 4 حيطان ؟ .... يجيبله اكل زي المساجين؟ ... لا وبيجيبله هدوم وعلاج وكل طلباته مجابه كده؟
(نظر لها من اخمد رأسها الي اسفل قدماها ليشرع في التقرب منها بغرض ان يبث الي قلبها الريبه والخوف فأبتسمت له بسخريه قائله ...)
هدير :قديمه ... العب غيرها ... انا بقالي هنا شهرين وكل يوم نفس اللعبه لحد ما دمها تقل وبقت بايخه
شهاب :طيب مادام كده بقي ... أحنا ممكن نتنقل للمرحله التانيه من اللعبه
(هزت رأسها بالنفي قائله ...)
هدير :لا يا شهاب ... انا عمري ما كنت هدفك من اللعبه دي
(بدأت علامات التعجب بالظهور علي وجه شهاب لتتابع حديثها قائله ....)
هدير :انت جبتني هنا عشان توجع حد بيا ... لو كنت عايز توجعني انا كان زمانك عملتها من زمان
شهاب :مش يمكن بخليكي تحسي بالامان ليا عشان وجعك مني يبقي اكبر
هدير :ممكن ... وليه لأ ... بس ممكن برده تكون نظريتي انا اللي صحيحه
شهاب :جبتي الثقه دي كلها منين
هدير :من الانسان اللي جواك
شهاب :سبق وقولتلك اني بني آدم مع كل الناس الا انتي
(فنظرت له بتحدي كبير قائله ...)
هدير :مين اللي انت عاوز توجعه بيا يا شهاب ...
(كان نظرات هدير تنظر له بتحدي وقوه ايقن بسببهما انها لن ولا تخشاه بل ايقن ايضآ انها عزمت علي معرفة الحقيقه ... فنظر لها قائلآ بغضب...)
شهاب :يهمك اوي انك تعرفي ..؟
هدير :معرفتي للحقيقه هتريح قلبي وتطفي النار اللي فيه
شهاب :واهي النار اللي في قلبك دي جزء من انتقامي
(عزم ان يخرج ويتركها ولكنها استوقفته قائله ..)
هدير :طب ما تقوليش انا هنا ليه .... بس عرفني الست اللي تحت دي هنا ليه
(كانت هذه الجمله ان تثير غضبه وتساؤلاته فكيف عرفت بوجود امرأة اخري معها بالمنزل .... كانت تساؤلاته كثيره ولكن غضبه كان اكثر فزادته هدير بكلماتها قائله ...)
هدير: وازاي سايبها كده ؟ ... دي مريضه ومحتاجه رعايه ...تكونشي حابسها هنا وبتنتقم منها هي كمان ؟ ولا انت اللي وصلتها لحالة الجنون دي
(هذه الكلمات جعلته يصب بغضبه عليها صارخآ ...)
شهاب :عايزه تعرفي دي مين .... وايه اللي جابها هنا ... تعالي معايا وانا اعرفك
(ثم امسك بيدها وجذبها اليه خارجآ من الغرفه ثم هبط بها الي الطابق السفلي وصولآ الي غرفة هند التي كانت تغط في نوم عميق بهدوء وسلام ... ثم ترك يد هدير امام والدته وقال بصوت هادئ نسبيآ كي لا يقلق نومة والدته الهنيئه ...)
شهاب :الست دي اسمها هند عبدالعزيز الاسيوطي ... ابوها كان عمدة بلدها ... راجل كبير وكلمته مسموعه .... هربت يوم فرحها عشان تتجوز شاب اسمه احمد مهران ... الراجل البسيط اللي مكنش يمتلك حاجه غير شهادته وشوية حب في قلبه ليها .... هربوا واتجوزا وخلفوا ولد .... عاشوا في سعاده وحب لمدة 10 سنين ... واحده واحده احمد اغتني ... وبقي ليه شأن كبير في البلد ... لحد ما ظهر في حياتهم واحد خسيس كان زميل احمد في جامعته وكان جار هند في نفس الوقت ... وهمهم انه صديق وصاحب ... وخدعهم ... استولي علي كل اموالهم ... سجن احمد واعتدي علي شرفه ... اغتصب هند وابنها واقف ... طفل صغير عاجز ومش عارف يتصرف او يعمل ايه ....
(كان شهاب يتحدث والالم يعتصر قلبه ... صمت لبضعة لحظات ليلتقط انفاسه فلم يكن الامر مجرد كلماته يرويها ولكن كان ذلك المشهد الاليم يتكرر امام نظره فأنجرفت دموع عيناه لتحرق قلبه ففنظر له ليجدها غارقه في دموعها هي الاخري فتوجه اليها ونظر الي عيناها قائلآ ....)
شهاب :احمد كان ابويا والست دي امي .... الطفل هو انا...اللي قدامك ده كان عنده 10 سنين لما دخل علي امه لقي روحها عريانه قبل جسمها .... هدومها كانت مقطعه ... ومفيش حاجه تسترها ... كان صوت بكاها كفيل انه يحرك جبل ... وتعرفي مين الندل الخسيس ده ؟
(نظرت له متسائله ليجيبها قائلآ ...)
شهاب :محسن بيه ابوالوفا ... ابوكي
(كانت هذه الصدمه كفيله بأن تقطع انفاسها وتحرق قلبها ... فقد عرفة سر اسره لها في هذا القصر لتنتبه له وهو يقول ...)
شهاب :ايوه بنتقم من ابوكي فيكي .... هنا وفي نفس القصر ده وفي نفس الاوضه اللي انا حابسك فيها ... من نفس المكان اللي بيطلع منك صوت صريخك كان بيطلع صوت صريخها ... كانت بتبكي وتصرخ وتستعطفه ... كانت بتقوله سيبني ارجوك ... ارحمني ... وهو مارحمهاش
قال هذه الكلمات ثم تركها وخرج من الغرفه ثم من المنزل برمته لتقع هي علي الارض جالسة تبكي بسبب اكتشافها لحقيقة والدها المخادع الذي دمر كيان عائله بأكملها بسبب افعاله الشنيعه تلك ... خرج شهاب من المنزل وتوجه الي سيارته ليخرج هاتفه ليجري اتصالآ و ...)
شهاب :السلام عليكم
محمود :وعليكم السلام ... فينك يا صاحبي
شهاب :مخنوووق قوي يا محمود ... حاسس وكأن الدنيا كلها جايه عليه
محمود :لا آله الا الله ... طب استعيذ بالله من الشيطان الرجيم كده واهدي وتعالا نتقابل في مكانا
(تنهد شهاب بنفاذ صبر قائلآ ...)
شهاب :اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...استغفرك ربي واتوب اليك ... انا هسبقك علي هناك وهستناك
(ثم أغلق شهاب الهاتف وانطلق في طريقه .... اما هنا حيث كان هشام يجلس في غرفته وبيده البوم صور تضمه مع فتاه غايه في الجمال ... مد يده ليمرها علي وجه الفتاه والدموع تنهمر من عيناه فقال بهمس وضعف ...)
هشام :سبتيني ليه يارهف ... معقول بعد كل الحب اللي حبيته ليكي ده تسيبيني ....
(اغمض عيناه مستعيدآ للذكريات في ذالك الحين حيث كان يجلس مع تلك الفتاه في شقه راقيه يبدو عليه انها علي مستوي لا بأس به و ....)
هشام :يعني ايه يا رهف...؟
رهف : يعني خلاص يا هشام ... احنا اللي بينا لحد هنا وانتهي
هشام :بس انا بحبك
رهف :وانا تعبت يا هشام ... تعبت من الحب اللي جمعنا دا ... خلاص ... انت اهلك عمرهم ما هيقبلوني وانا مش هقبل اني افضل في حياتك بالشكل ده
هشام :بالشكل ده ازاي يعني !! ... انتي مراتي يا رهف ...مش واحده ماشي معاها ولا مصاحبها
رهف :فعلا مراتك بس اهلك ما يعرفوش ... عايشه معاك وكأني بسرق ايام وجودك معايا ... كل ما الباب يخبط قلبي يدق واقول دا حد من اهلك جايلك زياره
هشام :الوضع ده مش هيستمر كتير .... صدقيني دي فتره وهتعدي .... استحملي
(زاد صراخها عليه قائله ...)
رهف :لا مش هستحمل يا هشام ... انا اختارتك انت وفضلتك عن اهلي ... اتجوزتك غصب عنهم ... واتخليت عنهم عشانك بس خلاص معتش قادره
هشام :بس انا ما كنتش عازك تخسريهم ...
(فقاطته صارخه بوجهه قائله ...)
رهف :خسرتهم عشان لما جيت تتقدملي من غير اهلك وانا وافقت عليك خيروني بينك وبينهم
هشام :وياما حاولت اصلح مابينكم
رهف :يبقي خلاص تنفذ اللي هما عاوزينه واهلك يعرفوا اننا اتجوزنا
هشام :بس
(قاطعته قائله بحزم وهي تتناول هاتفه وتوجهه له....)
رهف :مفيش بس ... يا تتصل باهلك وتقولهم اننا اتجوزنا ... يا تطلقني دلوقتي حالآ
(وقعت تلك الكلمات علي اذان هشام كصدمه كبيره جعلت تفكيره يتشتت للحظات قليله ليظل ناقلآ نظره بين الهاتف وبين رهف .... لتعيد كلماتها قائله ...)
رهف :اختار يا هشام ... انا ولا عيلتك
(ترددت تلك الكلمات علي أذنه مره واثنان بل وثلاثه وأخيرآ اختار ... قالها دون تردد ....)
هشام :لو ماليش خير في اهلي يبقي ماليش خير فيكي .. انتي طالق
(عاد هشام من شروده وهو في حالة انهيار من فقدانه لحب حياته في لحظة غضب من قبلهم هم الاثنان .... تنهد في آسي قائلآ ...)
هشام :ياريت كل واحد فينا فكر قبل ما ندبح بعض بالشكل ده
(سمع صوت هاتفه فنظر اليه ووجد ان المتصل مجدي فجاوبه قائلآ ... )
هشام :السلام عليكم
مجدي :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... كيفك يا ولد عمي
هشام :الحمدلله علي كل حال يا مجدي ازيك انت
مجدي : زين والله ... انت فين اكده ماهشوفكش ليه
هشام :جرا ايه يا مجدي بتتكلم صعيدي ليه
(تلجلج مجدي في الكلام ثم نظر لوالده الذي كان يقف معه قائلآ ...)
مجدي :انا هضلع اوضتي بجي يا بوي
(ثم انصرف مجدي متوجهآ الي غرفته في الطابق العلوي و ...)
هشام : هو عمي كان بيراقبك
(اطلق مجدي ضحكه عاليه قائلآ ...)
مجدي :دخل عليه وانا بكلمك .... تصور محرج عليا مااتكلمش الا باللهجه الصعيدي
(ضحك هشام هو الاخر ولكن كانت ضحكته تلك مكسوره وحزينه فقال مجدي ...)
مجدي :مالك يا بني فيك ايه
(تغاطي هشام عن سؤال مجدي له واردف قائلآ ...)
هشام :المهم قولي اشمعنا الوقتي بقي عايزك تتكلم صعيدي
مجدي :من يوم ما معاد الجواز اتحدد يا سيدي وهو ماسكني في الراحه والجايه يقولي
(ثم بدل مجدي نبرة صوته محاولآ تقليد والده ...)
مجدي :ايه الحديت الماسخ اللي هتجوله ده ؟ ... نسيت لهجتنا اياك ؟ ... اسمع يا ولدي ...الحديت الصعيدي ده فخر وتراث وحاجه ليها جيمه .... واحنا ماهنتخلوش عن جميتنا واصل ... ايوه اكده خليك راجل ... انت بكره هتوبجي ولد العمده والعمده من بعديه
(ثم اطلقا ضحكاتهم علي هذه الكلمات من بين الضحك تحدث هشام قائلآ ....)
هشام :انت فرحان بالجواز ده يامجدي ...؟
مجدي :ايه السؤال الغريب ده ... انت عارف اني من زمان وانا منتظر الفرحه دب تدخل قلبي ... الموضوع بالنسبه ليا مش ورث العموديه ولا الكلام ده ... انا بحب هاجر من زمان وانت عارف
(تنهد هشام قائلآ ...)
هشام :عارف ياصاحبي عارف ... والف مبروك وربنا يتمم علي خير
مجدي :الله يبارك فيك يا هشام ... ومبروك ليك انت كمان ويتمم لينا علي خير احنا الاتنين
(في هذه اللحظه سمع مجدي صوت طرق علي باب غرفته فصاح متسائلآ ...)
مجدي :ايوه مين
(فأتاه صوت شقيقته من الخارج مجيبه ...)
رحمه : انا رحمه يا أبيه
مجدي :تعالي يا رحمه
(فتحت رحمه الباب ودلفت اليه فقال متحدثآ بالهاتف ...)
مجدي :خطيبتك جت اهي
(ابتسمت رحمه جراء هذه الكلمه ولكن قال هشام ...)
هشام :طب انا هقفل دلوقتي ااااصل .... عمك بيندهلي
(اغلق هشام الهاتف دون انتظار اي رد فعل من مجدي فنظرت له رحمه بحزن قائله ...)
رحمه :شوفت يا ابيه ... دا حتي ما قلكش سلملي عليها وقفل ... هيتجوزني ازاي ده
(مد مجدي يده واجلسها بجواره ليضمها اليه قائلآ ...)
مجدي :رحمه يا حبيبتي ... انتي مش صغيره ... انتي كبيره وعاقله وكمان متعلمه ... يعني لازم تبقي عارفه ان هشام مر بتجربه قاسيه جدآ ومش بالساهل انه ينسي
(تنهدت رحمه بأسي لتقول ...)
رحمه :بس انا مش عايزه اكون مسكن ينسي بيه وجعه ... انا بحبه ومش هستحمل انه يكسرني بأنه يشوف غيري فيا
مجدي :بصي يارحمه ... انا وهشام عيشنا اكتر من نص حياتنا برا الصعيد بحكم تعليمنا وشغلنا ودراستك انتي وهاجر ... احنا الاربعه كنا عارفين ان مصيرنا لبعض ولو بعد 100سنه .... مننا اللي اتحكم بالمصير المكتوب علينا ده زي انا وهاجر وحبينا بعض من قلوبنا بجد بعيدآ عن المصالح والكلام الفارغ ده ... وحتي انتي شوفتي في هشام فارس احلامك وحبتيه من كل قلبك ... بس هشام انطلق وعيونه شافت غيرك وحبها ... مش بس كده دا عشقها لدرجة انه لما اهله رفضوها اتجوزها من وراهم ... وعاش معاها تجربه ... بس اهي تجربه وعدت وراحت لحالها ورجعلك انتي
رحمه :رجعلي غصب عنه يا مجدي ... شايفني بديل ... او سد خانه ... امر من اوامر جدنا اللي لازم تتنفذ
مجدي : مهمتك بقي انك تحولي كل الحاجات الملخبطه دي لحالة حب ...وتحافظي عليه وتخليه ليكي انتي وبس وماتخليهوش يفكر في حد غيرك
رحمه :بس انا خايفه
مجدي :ماتخافيش انا جمبك
رحمه :شبح رهف بيحوم حوالين هشام يا مجدي ... حبها عامل زي الهوا اللي بيتنفسه ... وكأنها بتجري في دمه
مجدي :بتغيري من واحده ميته ... معقول
(تنهدت رحمه بحزن قائله ....)
ياريتها كانت ماتت في قلبه بدل ما كانت ماتت في الحقيقه
مجدي :قومي نامي يا رحمه وما تفكريش كتير كلها ايام وتتجوزوا ومعتش يهمك من رهف او غيرها
رحمه :تصبح علي خير يا ابيه
(ثم تركته وخرجت من الغرفه وتوجهت الي غرفتها ....اما هنا كان شهاب ومحمود يجلسان في كافيه يدخنون السجائر وامامهم علي الطاوله فنجالين من القهوه وكلآ منهم ينظر الي شاطئ البحر المقابل لمكان جلوسهم فتنهد شهاب بحرقه ليلفت انتباه صديقه فنظر له محمود قائلآ ...)
محمود :مالك يابني
شهاب: النهارده اتحطيت في موقف زي الزفت
محمود ازاي يعني
شهاب :حكيت للي اسمها هدير دي علي كل حاجه ... استفذتني وغصب عني لقيتني بحكيلها كل حاجه
محمود :وايه المشكله ؟ ... ما هي كده كده كان مصيرها تعرف في يوم من الايام
شهاب :عارف بس اللي واجعني اوي اني حسيت وكأنها هي اللي بتنتقم مني ... كأنها جابت سكينه وحطيتها جوا قلبي ... مكنتش عايزها تعرفني جوايا ايه ... كان نفسي انتقم منها اوي ... كنت عايز اجننها ... اخليها مجرد جسم بيتحرك بالصدفه واعمل فيها نفس اللي ابوها المجرم عمله في امي بس ....
(صمت شهاب للحظات فسأله محمود ...)
محمود : بس ايه ؟ ... انت حبيتها ياشهاب ؟
(صدم شهاب من هذا السؤال ولكنه اسرع قائلآ...)
شهاب :لا .... مش حب
محمود :امال سكت ليه ؟
شهاب :كنت بقول انا بس مش مجرم
محمود :اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفكش يوم ماكنت بتحط خطة الانتقام ...كنت زي التور الهايج ومحدش قدر يرجعك عن اللي في دماغك ... حتي انا بنفسي حاولت معاك كتير عشان ماتجيش يمها وماتخطفها
شهاب : كنت فاكر ان ده حاجه سهله ... بس بجد مقدرتش ... ماتخيلتش نفسي بعتدي علي شرف واحده وبسرق منها اعز ماتملك ... شوفت فيها امي ... واستحقرت نفسي لما فكرت اني ممكن اكون نسخه من محسن ... انا مش كده يا محمود
محمود :عارف يا صاحبي . .. انا لما وافقتك علي الانتقام كنت عارف ومتأكد انك ممكن تأذي محسن .... وممكن كمان تعذبه بخطف بنته وانه مايبقاش عارف هي فين او مع مين ... بس مستحيل تمس حتي شعرايه من انسانه مالهاش ذنب
شهاب :تعرف اني حاولت كتير اقنع نفسي انها اكيد زي ابوها ... وانها نسخه منه في وقحته ووحشيته ... بس كل تصرفتها كانت ديمآ بتثبت العكس ... كل ما ادخل عليها الاقيها بتصلي او بتقرأ قرآن او بتدعي ... كانت ديمآ بتبعدني عنها بإيمانتها ....
(ثم تنهد شهاب مطولآ تحت انظار صديقه ثم نظر له قائلآ ...)
شهاب :سيبك مني بقي قولي انت فيك ايه ... بقالك كام يوم متغير
(تنهد محمود هو الاخر بأسي دليلآ علي انه يحمل الكثير من الحديث ولكنه اختصر كل ما يجول في قلبه قائلآ...)
محمود : تصور .... امي عايزه تجوزني انا وحسناء
شهاب :ياااااااه ... بعد السنين دي كلها
محمود :بتقول انها عايزه تطمن عليها قبل ما بجرلها حاجه
شهاب :وانت كان ردك ايه
محمود :طبعآ رفضت
شهاب :ليه يا محمود .... انت طول عمرك كنت بتحبها
محمود :ماينفعش ياصاحبي .... ازاي بعد ما كانت مرات اخويا الله يرحمه تبقي مراتي ؟
شهاب :محمد الله يرحمه خلاص يا محمود ... والحي ابقي من الميت
شهاب : طب هقرب منها ازاي ؟ .. المسها ازاي ؟... هخدها بين احضاني وهي من قبلي كانت بين احضان اخويا ازاي ؟... العلاقه دي بالنسبه ليه هتبقي زي حبل اعدام بيلف حوالين رقبتي
شهاب :معقول للدرجه دي
محمود :واكتر كمان
(بينما كانا يتحدثان دق هاتف شهاب فصمت محمود ليجيب شهاب قائلآ ..)
شهاب :السلام عليكم
مجدي :وعليكم السلام ورحمة الله ..فينك يابني ... اخيرآ رديت
شهاب :موجود في الدنيا اهو والله يا ابن خالي
مجدي :مش ناوي تيجي الصعيد بقي يا شهاب
شهاب :اجي ازاي بس يا مجدي ... انا عمري ما جيت عندكم ... انا اصلا ما اعرفش حد عندك الا انت وهشام وعرفتكم بالصدفه
هشام :مش يمكن الصدفه دي اشاره من عند ربنا عشان عمتي ترجع هنا تاني وتقعد وسط اهلها
شهاب :محدش عندك هيتقبلني يا هشام
مجدي :طب ايه رأيك تيجي وتشوف بنفسك ... يمكن جدي لما يشوف عمتي قلبه يحن لها
شهاب :خليها علي الله ... واللي فيه الخير يقدمه ربنا
مجدي :لا ما انت لازم تيجي ولا مش هتحضر فرحي انا وهشام
شهاب :الف مبروك يا صاحبي ... ربنا يتمم لكم علي خير ... علي العموم احنا مع بعض علي التليفون اهو ... يمكن اتصل اقولك انا جاي
مجدي :طيب يا شهاب في انتظارك يلا عايز حاجه
شهاب :سلامتك الف سلامه
هشام :في امان الله
(اغلق شهاب الهاتف فوجد محمود بنظر له بتعجب فأبتسم أثر ادراكه لسبب تلك النظرات فقال ...)
شهاب :عارف ان الفضول هيقتلك وتفهم
(حرك محمود رأسه بالايجاب فاردف شهاب قائلآ ...)
شهاب :فاكر الشابين المهندسين اللي كانوا جايين من فتره كده وجايبين تصاميم لدار الايتام اللي بنعملها
محمود :ايوه مش اخر دار انت بنيتها
شهاب :ايوه
محمود :تقصد هشام ومجدي
شهاب :ايوه ياسيدي ... اهم دول طلعوا ولاد اخوالي
(ذهل محمود مما يستمع اليه فقال ...)
محمود :معقول ولاد اخوالك ... طب ازاي
شهاب :عادي يا ابني زي الناس
محمود :طيب
(لفت انتباهه ان شهاب شارد بعض الشئ فقال....)
محمود :هيييه يا ابني انت روحت فين
(انتبه شهاب له فقال ...)
شهاب :بفكر في حاجه كده
محمود :خير
شهاب :هروح الصعيد
محمود :ايييييه