رواية احببتها في قضيتي
الفصل التاسع
بقلم ملك
عادت بأنظارها الى المارة و تجاهلته تماماً ولكنها فوجئت بعبارته..
آسر بهدوء:عايز اقابل عمك
ريناد بإستغراب:ليه يعنى
آسر ببرود:عايز اتعرف عليه عادى
ريناد بضيق:هو ساكن فى الشقة اللى تحتينا على طول بكرة ابقا اخليك تتعرف عليه
آسر بأبتسامة: خلاص يا ريناد ده انتى قفوشة اوى
نظرت له ريناد بأبتسامة ثم اومأت له برقة لا متناهية فوقع آسر اسير لأعينها التى سحرته و ذابت هى فى قهوته التى اسرتها منذ اول لقاء و ظلوا ينظرون الى بعضهم البعض غافلين عن تلك الاعين التى تراقبهم..
شمس بخفوت و ابتسامة:شكلهم جميل اوى صح
وفاء بأبتسامة حالمة:اه جمال فعلاً
شمس بمكر:تعالى نغلس عليهم
ابتسمت لها وفاء و دلفوا فجأة الى داخل الشرفة فأنتفضت ريناد و توردت وجنتيها اما آسر فأخفى توتره بسرعة و نظر الى والدته بضيق..
شمس و وفاء بخبث وهم يجلسون:ايه ده انتو قاعدين مع بعض كنتو بتعملوا ايه
ريناد بتوتر وهى تنظر الى آسر:كنا آآ كنا بنتـ..بنتكلم
وفاء:ممممم كنتوا بتتكلموا فى ايه
آسر بهدوء:عادى كنا بنتكلم فى كل حاجة مش حاجة معينة
اومأت له شمس وهى تنظر له بنظرات تحاول ان تخترق اعماق قلبه فلاحظ آسر هذا و تشنجت عضلات جسده فأستأذن منهم و غادر الجلسة..
ريناد بضيق وهى تنظر فى اثره:ايه قلة الذوق و الانفصام دول
شمس: بتقولى حاجة
ريناد بغيظ:لا انا همشى يا ماما بعد اذنك يا طنط
ثم وقفت و غادرت بسرعة و ركضت من الصالون الى باب المنزل فأصتدمت بصدر عريض تلقاها بترحاب محبب لكليهما..
ريناد بغيظ وهى تبعده:ابعد عن وشى
آسر بإستغراب:فى ايه يا مجنونة انتى هو مش انا لسة مصالحك
ريناد بإنفجار:بس معملتليش اعتبار و قومت زى التور و كأنك كنت قاعد مع اباچورة بيتكوا
آسر بتحذير:لمى لسانك
ريناد بغضب:حاجة متخصكش
آسر بتحذير قبل انفجاره:ريناد انا مبحبش حد يعلى صوته عليا فبلاش انا
شعرت ريناد برهبة و للحظة اهتزت بخزف ولكن عاد عنادها يغزو عليها فنظرت له بإستخفاف..
ريناد بسخرية:طيب طيب معلش وانا محدش يقدر يعملى حاجة
آسر وهو يقترب منها:متأكدة
ريناد بتوتر وهى تعود للخلف:ااه
اقترب آسر منها بشدة حتى التصقت فى الحائط الذى خلفها فنظرت له برعب و دق قلبها بشدة من الخوف.. ام من شئ آخر ربما تأثيره على قلبها !! نعم هى اعترفت لنفسها بأنها انجذبت له..
آسر بهمس حاد:من هنا و رايح انتى ليكى حدود معايا شكلك اخدتى عليا فعلا و نسيتى نفسك احنا اخرنا نسلم على بعض تمام !! اظن كلامى واضح..
صُدمت ريناد من كلامه و شعرت بتفتت قلبها فدمعت اعينها و خرجت منها شهقة كتمتها فوراً واضعة يدها على فمها فنظر لها آسر بلامبالاة ظاهرية ثم غادر و تركها وهو يشعر ان قلبه معها ولكن هكذا سوف يخسر عمله و يفشل فى مهمته وهو ابداً لن يسمح بهذا حتى اذا توجب عليه ان يحطم قلبه..
غادرت ريناد بسرعة و دموعها تغرق وجهها و تشعر بأن قلبها اصبح فتات ، كيف احبته ، هو دائماً يعاملها بجفاء و يقلل من كرامتها
كأنثة و يخذلها كطفلة ، كيف ! كيف لقلبها البريئ ان يحب قلب قاسى متعجرف مثله ، هى حمقاء تعترف ، دلفت الى غرفتها و ارتمت على فراشها تبكى و تبكى بحرقة فكم هو موجع ألم القلب !
ظلت تبكى حتى غفت من ارهاقها و عادت والدتها فرأتها نائمة فتركتها و غادرت الى غرفتها هى الاخرى..
.......................................................
فى صباح اليوم التالى..
وقف آسر فى الشرفة يتابع المارة بنظرات ثاقبة حتى وجد فضالته فها هو ايهاب الصاوى يهبط من سيارته و يدلف الى مدخل العمارة فسارع هو بالخروج من المنزل و تصنع انه يهبط السلالم فنظر له ايهاب بإستغراب..
ايهاب:انت مين ؟
آسر:انا لسة ساكن جديد انا و اخويا و امى فى الدور اللى فوق ده
ايهاب بتساؤل:جيت امتى..
آسر:لسة من كام يوم
ايهاب ببرود:ممم و هتمشى امتى
آسر : لما الڤيلة آآ
قاطعه رنين هاتفه فتصنع التوتر و اغلق الهاتف فنظر له ايهاب بتفحص..
آسر بأبتسامة صفراء وهو يمد يده لكى يصافحه:انا آسر صاحب شركة De roi العالمية اتشرفت بمعرفتك
ايهاب بإعجاب:وانا ايهاب الصاوى صاحب شركات الصاوى
آسر بذكاء:مممم رجال بيزنس زى بعض يعنى ممكن يبقا فيه بينا شغل
ايهاب: نشوف الموضوع ده بعدين
اومأ له آسر و غادر اما ايهاب فظل ينظر فى اثره و اخرج هاتفه ليتحدث الى ذراعه الايمن..
ايهاب:تعالى البيت عندى بسرعة عايزك تجبلى تقرير عن واحد
ثم اغلق الهاتف فى وجهه و دلف الى منزله بينما ابتسم آسر بثقة وهو يستمع الى ايهاب الذى لم يلاحظ وقوف آسر فى الاسفل وعدم مغادرته..
.......................................................
فى منزل نور..
استيقظت نور على رنين هاتفها فأمسكته بنعاس و وجدت رقم غريب فلم ترد و تجاهلته ولكن عاد الهاتف ليرن فأضطرت الى الرد و فوجئت بصوت عمر..
عمر بأبتسامة:صباح الخير
نور بشهقة وهى تعتدل بجلستها:عمر !!!
عمر بمرح:احلى عمر دى ولا ايه
نور بصدمة: احيه ده انت عمر بجد !!
عمر بضحك:ايوة يا بنتى
نور:انت جبت نمرتى ازاى
عمر بمرح:مباحث بقا
نور بتساؤل:مباحث !! هو مش انت قولت انك مدير شركة
عمر بتوتر:ايوة يا بنتى انا بألش
نور بأبتسامة وهى تتمدد:مممم عامل ايه
عمر بأبتسامة و حب:الحمدلله وانتى
نور:الحمدلله و ايه اخبار آسر و طنط
عمر بإنزعاج:كويسين
نور:انت مش رايح الشغل ولا ايه
عمر:لا رايح تيجى معايا
نور بحماس:اشطا ثوانى و هتلاقينى لابسة
عمر:خمس دقايق والاقيكى قدامى انا تحت البيت عندك
نور بفرحة:حاضر حاضر طيارة
عمر:نور
نور برقة: نعم
عمر بتنهيدة:ممكن متلبسيش حاجة ضيقة او قصيرة
نور بهدوء:اوكى
ثم ودعته و اغلقت الهاتف ثم ركضت الى خزانتها و اخرجت فستان طويل و واسع ذو حمالة واحدة و عريضة و وضعت بعض مساحيق التجميل البسيطة فبدت جذابة للغاية و صففت شعرها و تركته ينساب بنعومة ثم ارتدت حذاء رياضى و اخذت معها سترة من الچينس و لكن لم ترتديها و غادرت غرفتها فوجدت والدتها فى وجهها..
والدتها:على فين يا ست نور على الصبح
نور بسرعة:رايحة مشوار و جاية لما بابا يصحا سلميلى عليه..
ثم غادرت بسرعة و هبطت السلالم فوجدت عمر يستند على سيارته و يرتدى بدلة رمادية اللون و قميص ابيض يفتح اول ازراره مما ادى الى ظهور عضلات صدره فنظرت له نور ببلاهة و من حسن حظها ان سكان الحى كانوا نائمين ولم يستيقظوا بعد ليروها تقف مع عمر..
عمر بتحذير:البسى الچاكت قبل ما اتعصب
اومأت نور وهى مغيبة تماماً و ارتدت سترتها بالفعل و بدأت بالاقتراب منه و اعتدل هو فى وقفته يتأمل حوريته و هى تقترب منه فمد يده ليصافحها فمدت هى الاخرى يدها و ابتسمت..
عمر بأبتسامة: يلا !!
نور:يلا
فتح عمر لها الباب فأبتسمت له و شكرته و ظلت تنظر اليه حتى صعد بجانبها و ظلو يمرحون و يغنون و فرحت نور كثيراً من تقربه اليها فهى تشعر بإنجذاب له.. ، دلفوا الى الشركة و اراها عمر جميع اركانها و قضوا وقت ممتع سوياً حتى تأخر الوقت و اضطروا الى العودة الى المنزل و لكن عمر وعدها انهم سوف يخرجون سوياً..
.......................................................
فى منزل ريناد
خرجت ريناد من غرفتها فوجدت الساعة ال7 مساءاً فلم تهتم و ذهبت الى المطبخ و اعدت ساندوتش لنفسها ثم جلست فى الصالون و بدأت تأكله ببطئ فهى ليس لديها رغبة ولكنها تأكل من اجل والدتها انها لا تريد احزانها او كسر قلبها..
اخرجت ريناد هاتفها و اتصلت بوالدتها..
ريناد بهدوء:السلام عليكم يا ماما
وفاء:وعليكم السلام يا حبيبتى ايه كل ده نوم
ريناد:معلش بقا ، هو انتى فين
وفاء:انا عند طنطك شمس ، ما تيجى
ريناد:لا مش عايزة
جذبت شمس الهاتف من يد وفاء و تحدثت هى
شمس:تعالى يا بت بقولك
ريناد:اعذرينى يا طنط مش قادرة يوم تانى ان شاء الله
شعرت شمس ان ريناد يوجد بها شئ فنظرت لوفاء بتساؤل فهزت رأسها بعدم معرفة..
شمس:طب ارتاحى انتى يا حبيبتى وانا هقعد مع ماما شوية و هنيجى
همهمت ريناد بكلمات غير مفهومو ثم اغلقت الهاتف..
شمس:مالها ريناد
وفاء:مش عارفة والله ريناد كتومة اوى مبتحبش تحكى لحد مشاكلها
شمس:بس ده غلط عليها دى لسة صغيرة
وفاء:مش عارفة اعمل معاها ايه والله يا شمس بحاول معاها بكل الطرق
شمس:انا عندى بردو آسر من نوعية ريناد كدة
وفاء:ربنا يفرح قلبهم بقا و يسعدهم و يريح بالهم...
شمس:انا شاكة يكونو اتعاركوا اصل آسر بردو مخرجش من اوضته غير قليل
وفاء:تفتكرى
شمس: يمكن !! ، انا حاسة انهم مشدودين لبعض
وفاء:وانا كمان بس انا عندى ريناد عنادية و مش بتعترف بمشاعرها بسهولة و مفيش حاجة عندها اسمها حب هى مخصصة حياتها ليا و بس من ساعت ما باباها اتوفى
شمس:ربنا يرحمه يا رب و بردو آسر نفس الكلام
وفاء بحيرة:طب و العمل
شمس بخبث:وهنا يجى دورنا احنا ادرى بمصلحة عيالنا...
.......................................................
فى منزل ايهاب
استمع ايهاب الى طرقات عاى باب المنزل فوقف بهدوء و ذهب ليفتح الباب فتفاجئ بآسر يقف امامه وهو يرتدى بدلة رسمية و يحمل باقة زهور و علبة شوكولا فنظر له بتساؤل..
آسر:ممكن ادخل
ايهاب:اتفضل
دلف آسر و جلس فى الصالون و نظر فى جميع اركان المنزل بنظرات ثاقبة مغتاظة..
ايهاب وهو يجلس امامه:خير
آسر بجدية:انا عايزك فى موضوع خصوصى
.......................................................
بعد مدة..
فى منزل ريناد..
استمعت الى طرق فذهبت لتفتح فوجدت والدتها و جارتها السيدة شمس فأفسحت لهم المجال ولم تبتسم فى وجههم..
وفاء:ريناد
ريناد:نعم
وفاء و شمس:فيه عريس متقدملك..